الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أتابك حلب، وحبسه إلى أن مات بقلعة حلب، ثم قبض على الأمير جلبان المذكور، وأخلع على والدي رحمه الله باستقراره في نيابة حلب عوضه، وحبس الملك الظاهر جلبان هذا مدة، ثم أطلقه، وجعله أتابك دمشق بعد الأمير إياس الجرجاوي، فاستمر جلبان في أتابكية دمشق مدة، ثم حبس بقلعتها إلى أن أطلقه الأمير تنم الحسني
نائب الشام
، بعد أن عصى وخرج عن طاعة الملك الناصر فرج في سنة اثنتين وثمانمائة، فوافقه جلبان المذكور على العصيان، ودام معه، حتى قبض عليه بعد وقعة الأمير تنم نائب الشام مع الناصر فرج. حسبما ذكرناه.
وقتل جلبان بقلعة دمشق مع من قتل من الأمراء في شعبان سنة اثنتين وثمانمائة. وكان كريماً، شجاعاً، عاقلاً، عفيفاً، ذا شكالة حسنة، وجهه صبيح، وهو أستاذ الأمير أركماس الجلباني نائب طرابلس، رحمهما الله تعالى.
نائب الشام
جُلُبان بن عبد الله، المعروف بأمير آخور، الأمير سيف الدين نائب الشام. في معتقه وجنسه أقوال. اتصل بخدمة الملك المؤيد شيخ لما كان أميراً، ودام عنده، حتى طرق الملك المؤيد الديار المصرية في غيبة الملك الناصر فرج بالبلاد الشامية، وحاصر قلعة الجبل بمن معه من الأمراء، ثم انكسر المؤيد وأصحابه وانهزموا إلى جهة باب القرافة، تقنطر المؤيد عن فرسه؛ فلحقه جلبان هذا بالجنيب، فعرفها له المؤيد لما تسلطن، ورقاه حتى جعله أمير طبلخاناه وأمير آخور ثاني، ثم مقدم ألف بالديار المصرية، وجرده صحبة من تجرد من الأمراء
المصريين إلى البلاد الشامية ومات المؤيد في غيبته، ثم قبض عليه الأمير ططر بدمشق مع من قبض عليه من المؤيدية وغيرهم، وحبسه بتلك البلاد، إلى أن أطلقه الملك الأشرف برسباي، وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف بدمشق، ثم نقله إلى نيابة حماة في يوم الخميس عشرين شعبان سنة ست وعشرين وثمانمائة، عوضاً عن الأمير جارقطلو بحكم انتقاله إلى نيابة حلب بعد الأمير تنبك البجاسي المنتقل إلى نيابة دمشق بعد موت الأمير تنبك العلائي ميق، واستمر في نيابة حماة سنين إلى أن نقل إلى نيابة طرابلس في سنة سبه وثلاثين وثمانمائة بعد موت الأمير طرباي؛ فباشر نيابة طرابلس إلى أن نقله الملك الظاهر جقمق إلى نيابة
حلب في شوال سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بعد عصيان تغري برمش نائب حلب؛ فدام في نيابة حلب إلى أن نقل إلى نيابة الشام بعد موت الأمير آقبغا التمرازي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة، وحمل إليه التقليد والتشريف على يد الأمير دولات باي المحمدي المؤيدي الدوادار الثاني، واستمر في نيابة دمشق سنين، ولا نعلم أحداً أقام في نيابة دمشق بعد تنكز أكثر من جلبان هذا. قلت: وأيضاً له منذ ولي نيابة حماة إلى يومنا هذا - أعني من سنة ست وعشرين - يتنقل من نيابة إلى أخرى. لم يعزل فيها عن عمل إلا عندما ينقل إلى عمل أعلى منه، وهذا أيضاً لم نعلمه وقع لأحد من أهل الدولة الكثير، مع أنه لا فارس الخيل، ولا وجه العرب، وإن كان يعرف فنون الملاعيب وركوب الخيل، لكنه لم يشهر بشجاعة، ولا إقدام، غير أنه عارف بالسياسة؛ وجمع المال وإنفاقه إلى ذخائر الملوك؛ ولذلك طالت أيامه.