الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
75 - باب ما جاء في المسح على العمامة
حدثنا محمد بن بشار، نا يحيى بن سعيد القطان، عن سليمان التيمي، عن بكر بن عبد الله المزني، عن الحسن، عن ابن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، قال: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم ومسح على الخفين والعمامة.
قال بكر: وقد سمعته من ابن المغيرة.
قال: وذكر محمد بن بشار في هذا الحديث في موضع آخر: أنه مسح على ناصيته وعمامته.
وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة.
ذكر بعضهم: المسح على الناصية والعمامة، ولم يذكر بعضهم الناصية، وسمعت أحمد بن الحسن يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت -يعني مثل يحيى بن سعيد القطان.
وفي الباب عن عمرو بن أمية وسلمان وثوبان وأبي أمامة.
قال أبو عيسى: حديث المغيرة حديث حسن صحيح.
وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وأنس.
وبه يقول الأوزاعي وأحمد وإسحاق قالوا: يمسح على العمامة.
وقال غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين؛ قالوا: لا يمسح على العمامة إلا أن يمسح برأسه مع العمامة.
وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك والشافعي.
حدثنا هناد، نا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين والخمار.
قال أبو عيسى: سمعت الجارود بن معاذ يقول: سمعت وكيع بن الجراح يقول: إن مسح على العمامة يجزئه للأثر.
حدثنا قتيبة، نا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر؛ قال: سألت جابر بن عبد الله عن المسح على الخفين فقال: السنة يا ابن أخي، وسألته عن المسح على العمامة، فقال: أمس الشعر.
* الكلام عليه:
أخرجه مسلم في صحيحه من حديث بكر المزني عن الحسن عن ابن المغيرة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة وعلى الخفين.
ورواه المعتمر بن سليمان عن أبيه؛ قال: حدثني بكر بن عبد الله، عن ابن المغيرة، عن أبيه.
فسقط منه الحسن كما حكاه الترمذي وهذه عند مسلم وليس فيهما تسمية ابن المغيرة.
ورواه مسلم أيضًا عن محمد بن عبد الله بن بزيغ، عن يزيد -يعني- ابن زريع عن حميد الطويل نا بكر بن عبد الله المزني، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه.
فسمي في هذه الرواية ابن المغيرة عروة.
قال الدارقطني في كتاب التتبع: وأخرج مسلم عن ابن بزيع، عن يزيد بن زريع، عن حميد، عن بكر، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه قصة المسح.
قال: كذا قال ابن بزيع فيه وخالفه غيره عن يزيد.
فرواه عنه على الصواب عن حمزة بن المغيرة، رواه حميد بن مسعدة وعمرو بن علي، عن يزيد بن زريع على الصواب.
وكذا قال ابن أبي عدي، عن حميد.
وكلام الدارقطني يقضي نسبة الوهم فيه إلى ابن بزيع.
وحكى الحافظ أبو علي الجياني في كتابه تقييد المهمل قال: قال ابن مسعود الدمشقي: هكذا يقول مسلم بن الحجاج في حديث بزيع عن يزيد بن زريع، عن عروة بن المغيرة.
وخالفه الناس فقالوا: حمزة بن المغيرة بدل عروة.
وقول أبي مسعود يقتضي نسبة الوهم فيه إلى مسلم.
قلت: الوهم دائر بينهما إلى أن توضحه المتابعات فإن وجدنا راوٍ غير مسلم رواه عن ابن بزيع على الصواب فالحمل فيه على مسلم.
وإن وجدنا متابع مسلم رواه عن ابن بزيع كرواية مسلم فالحمل فيه على ابن بزيع.
وقد رواه حماد بن سلمة عن حميد، فقال: عن حمزة بن المغيرة على الصواب.
قرأت على أبي عبد الله محمد بن علي بن ساعد أخبركم الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل قراءة عليه وأنت تسمع بحلب فأقر به أنا أبو عبد الله محمد بن أبي
زيد بن حمد الكراني، ثنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين فاذشاه، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز؛ قال: نا حجاج بن المنهال نا حماد بن سلمة، عن حميد، عن بكر بن عبد الله المزني، عن حمزة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على العمامة والموقين.
ورواه أيضًا من طريق ابن عيينة عن إسماعيل بن محمد، فقال: حمزة بن المغيرة.
أخرجه عن الدبري، عن عبد الرزاق عنه فتبين بما أوردناه صحة الطريقين.
بكر عن ابن المغيرة.
وبكر عن الحسن عن ابن المغيرة.
وقد نبه الترمذي عليهما وأن ابن المغيرة هو حمزة لا عروة.
وأما الحديث الآخر في المسح على الخفين: "فإني أدخلتهما طاهرتين"، فمن رواية عروة بن المغيرة عن أبيه.
وقد روى حديت المسح على العمامة هذا مسدد عن يزيد بن زريع فقال فيه حمزة.
كذلك هو عند أبي عوانة.
ورواه مسدد أيضًا عن يحيى بن سعيد، عن التيمي، عن بكر، فقال فيه عن ابن المغيرة ولم يسمه.
كذا هو عند الطبراني.
وأما ذكر الناصية في الحديث فعند مسلم والنسائي من حديث المغيرة: أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين وعلى ناصيته وعلى عمامته.
وأما حديث عمرو بن أمية فقد تقدم في باب المسح على الخفين مخرجًا من صحيح البخاري وليس فيه للعمامة ذكر.
وهو عند البخاري من جهة الأوزاعي عن يحيى هو ابن أبي كثير (1)، عن أبي سلمة، عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه به.
وكذلك رواه علي بن المبارك وحرب بن شداد وأبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير، ولم يذكروا العمامة في حديثهم.
ورواه عن الأوزاعي ابن المبارك ومبشر بن إسماعيل وأبو المغيرة وعبد الله بن داود والهقل بن زياد والوليد بن مسلم فزاد: والعمامة.
أما رواية الوليد فعند ابن ماجه عن دحيم عنه.
وأما رواية الهقل بن زياد وابن داود وأبي المغيرة فعند الطبراني، قال: نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، نا أبو المغيرة عن الأوزاعي، نا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جعفر بن عمرو، عن أبيه؛ قال: نا معاذ بن المثنى نا مسدد، نا عبد الله بن داود.
قال: ونا عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني الحكم بن موسى؛ قال: حدثني الهقل بن زياد كلهم عن الأوزاعي به.
وأما رواية مبشر بن إسماعيل فعند ابن أيمن ذكرها أبو محمد بن حزم من طريقه؛ قال: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، أخبرني الحكم بن موسى، نا مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو سلمة بن
(1) هناك جملة كأنه مضروب عليها: ولم يذكروا العمامة في حديثهم، ورواه عن الأوزاعي.
عبد الرحمن بن عوف، حدثني عمرو بن أمية الضمري أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين والعمامة.
وأما حديث ابن المبارك فقال الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الحافظ فيما خرجه على صحيح البخاري أخبرني الحسن بن سفيان، نا حبان، نا عبد الله، أنا الأوزاعي.
وثنا القاسم، نا يعقوب بن إبراهيم، ثنا علي بن إسحاق، عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى هو ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ابن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يمسح على عمامته وخفيه.
ورواه معمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير فتابع الأوزاعي في ذكر العمامة.
وهو عند معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عمرو بن أمية.
وقال من أعله: أبو سلمة لم يسمع من عمرو بن أمية، إنما سمعه من جعفر.
وقد استشهد البخاري برواية معمر في هذا الحديث.
وأما أبو محمد بن حزم فرأى أن أبا سلمة سمعه من عمرو بن أمية ومن أبيه جعفر عنه كما صنع بكر المزني في حديث المغيرة السابق حيث سمعه من حمزة بن المغيرة ومن الحسن عن حمزة.
لا سيما وطريق ابن حزم التي رواها من جهة ابن أيمن فيها عن أبي سلمة حدثني عمرو بن أمية فهي صريحة في الاتصال.
وطريق الإسماعيلي أجود من كل ما ذكرنا لصحتها، وذكر العمامة فيها
واتصالها من حديث أبي سلمة عن ابن عمرو بن أمية عن أبيه فسلمت من هذه الشبهة.
(وأما من صحح سماع أبي سلمة من عمرو بن أمية فإنه)(1) قد روى بكر بن الأشج، عن الزبرقان بن عمرو بن أمية، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه أنه أرسل جعفر بن عمرو بن أمية إلى أبيه، فسأله عن المسح على الخفين، فأتاه جعفر فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين.
هذه رواية عمرو بن الحارث عن جعفر بن ربيعة، عن بكير.
وهي تدل على أن أبا سلمة كان في زمن عمرو بن أمية.
وأما حديث سلمان فذكر الترمذي في العلل (2) قال: نا محمد بن بشار، نا ابن مهدي، نا داود بن أبي الفرات، عن محمد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان قال: كنت مع سلمان الفارسي فرأى رجلًا يتوضأ فأراد أن ينزع خفيه فأمره سلمان أن يمسح على خفيه وناصيته، قال سلمان: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسح على خفيه وعمامته.
قال: سألت محمدًا عن هذا الحديث، قلت: أبو شريح ما اسمه؟ قال: لا أدري لا أعرف اسمه ولا أعرف اسم أبي مسلم مولى زيد بن صوحان ولا أعرف لي غير هذا الحديث.
ورواه عبد السلام بن حرب، عن سعيد، عن قتادة وقلبه، فقال: عن أبي مسلم عن أبي شريح.
وأما حديث ثوبان فروى ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن ثوبان؛ قال:
(1) بدل هذه الجملة في نسخة ابن العجمي: (وإن كانت ضعيفة فإنه).
(2)
رقم (71).
بعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابهم البرد فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين.
رواه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد عنه.
ورواه أبو داود، عن الإمام أحمد.
وذكر الخلال في علله أن أحمد، قال: لا ينبغي أن يكون راشد بن سعد سمع من ثوبان لأنه مات قديمًا.
والعصائب العمائم والتساخين الخفاف؛ قيل: لا واحد لها، وقيل: بل واحدها تسخان.
وقد روي من غير هذا الوجه:
وأما حديث أبي أمامة فروى الطبراني في معجمه الأوسط من حديث عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين والعمامة في غزوة تبوك.
رواه عن أحمد بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر النفيلي، عن عفير وقال: لم يرو هذا الحديث عن سليم بن عامر إلا عفير تفرد به النفيلي.
وأما حديث بلال فقد تقدم في الباب قبل هذا.
وحديث أبي ذر وقد تقدم أيضًا في الباب قبله.
وفيه عن أبي موسى الأشعري روى الطبراني في المعجم الأوسط من حديث عيسى بن سنان، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، عن أبي موسى الأشعري؛ قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فمسح على الجوربين في النعلين والعمامة.
وقد تقدم هذا في باب المسح على الجوربين والنعلين من غير ذكر العمامة من طريق ابن ماجه.
قال الطبراني: لا يرى هذا الحديث عن أبي موسى بهذا الإسناد تفرد به عيسى بن سنان.
وفيه عن خزيمة بن ثابت روى أبو القاسم الطبراني في المعجم الأوسط، عن أحمد بن محمد بن صدقة، عن محمد بن غالب الرافقي، عن الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، عن سعيد بن مسروق، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين والخمار.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن مسروق بهذا اللفظ؛ إلا عمار بن رزيق.
ورواه سفيان الثوري وأخوه عمر وأبو عوانة وأبو الأحوص وغيرهم عن سعيد بن مسروق، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت: أن النبي صلى الله عليه وسلم يعني في المسح على الخفين للمقيم يومًا وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن.
وفيه عن أبي طلحة قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمار والخفين.
روينا في كتاب مكارم الأخلاق لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي: نا عمر يعني ابن شبة (1)، ثنا حرمي بن عمارة بن أبي حفصة، أنا شعبة عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو القاري، عن أبي طلحة قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمار والخفين.
(1) في هامش نسخة محمد عابد: شبة بمعجمة مفتوحة وموحدة مشددة.
وروى ابن أبي شيبة من طريق أبي إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي؛ قال: رأيت أبا بكر رضي الله عنه يمسح على الخمار -يعني في الوضوء-.
وعن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن غفلة؛ قال: سأل نباتة الجعفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن المسح على العمامة، فقال له عمر: إن شئت فامسح على العمامة وإن شئت فدع.
وعن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن زيد بن أسلم؛ قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من لم يطهره المسح على العمامة فلا طهره الله.
وعن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس كلاهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه كان يمسح على الخفين والعمامة.
قال علي بن أحمد: وهذه أسانيد في غاية الصحة.
وعن الحسن عن أمه أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها: أنها كانت تمسح على الخمار.
وعن سلمان الفارسي أنه قال لرجل: امسح على خفيك وعلى خمارك وامسح بناصيتك.
وعن أبي موسى الأشعري أنه خرج من حدث فمسح على خفيه وقلنسوته.
وعن أبي أمامة الباهلي أنه كان يمسح على الجوربين والخفين والعمامة.
وعن علي بن أبي طالب أنه سئل عن المسح على الخفين فقال: نعم وعلى النعلين والخمار.
وهو قول سفيان الثوري كما حكاه ابن حزم وهو مخالف لما حكاه الترمذي عن مذهبه.
وروى عبد الرزاق عنه قال: القلنسوة بمنزلة العمامة يعني في جواز المسح عليها.
وقد اختلف الفقهاء في المسح على العمامة.
فذهب إلى جوازه؛ الأوزاعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبو ثور وداود بن علي وغيرهم.
وقال الشافعي: إن صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أقول.
وقال أبو حنيفة ومالك: لا يمسح على عمامة ولا خمار ولا خمار ذلك وهو مذهب الشافعي المدون في كتب أصحابه.
قال الرافعي في سنن الوضوء: والأولى أن يمسح من الرأس الناصية، مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته وعلى عمامته.
ولا يجوز الاقتصار على مسح العمامة لأن المأمور به مسح الرأس والماسح على العمامة ليس بماسح على الرأس وإليه ذهب جابر بن عبد الله كما ذكره صاحب الكتاب عنه.
وقد رواه أيضًا أبو بكر بن أبي شيبة.
وروي عن يحيى بن آدم، عن سفيان، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان لا يمسح على العمامة.
وروي عن علي وإبراهيم والشعبي وعروة بن الزبير أنهم حسروا (1) عمائمهم
(1) كذا، وعند عابد: مسحوا عمائمهم ومسحوا.
ومسحوا برؤوسهم.
وعن ابن إدريس عن ابن جريج، عن عطاء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فرفع العمامة فمسح مقدم رأسه.
وكان القاسم لا يمسح على العمامة.
وأما القائلون بالمسح على العمامة فاختلفوا هل يحتاج الماسح عليها إلى لبسها على طهارة أو لا؟
قال أبو ثور: لا يسمح على العمامة والخمار إلا من لبسهما على طهارة قياسًا على الخفين وخالفه غيره من القائلين بذلك في اشتراط الطهارة.
وكذلك اختلفوا في التوقيت.
وقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه التوقيت في ذلك ثابتًا كالمسح على الخفين.
وبه قال أبو ثور، وخالفه فيه أيضًا غيره كما ذكرنا.
قال أبو محمد علي بن أحمد بن حزم: وقد مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على العمامة والخمار ولم يوقت في ذلك وقتًا ووقت في المسح على الخفين.
قوله: في المسح على العمامة والخمار ولم يوقت في ذلك وقتًا؛ شهادة على النفي.
وقد روى الطبراني في معجمه الكبير عن أبي مسلم الكشي (1) وعبد الله بن أحمد بن حنبل، نا محمد بن أبي بكر المقدمي، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، نا
(1) في هامش نسخة عابد: الكشي بشين معجمة مشددة، نسبة إلى جده الأعلى، ويقال له: الكجي بكاف مفتوحة، وجيم مشددة.
مروان أبو سلمة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين والعمامة ثلاثًا في السفر ويومًا وليلة في الحضر.
فهذا حديث يقتضي التوقيت لكن في إسناده مروان أبو سلمة ذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى وقال ليس بالقوي عندهم.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال الأزدي: ليس بشيء منكر الحديث.
وقال مهنا: سألت أحمد يعني عن هذا الحديث فقال: ليس بصحيح.
* * *