الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
-
نسبه:
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن قرط بن رياح بن عبد الله بن رزاح بن عدىّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. وإذا قيل: العدوىّ، فهو نسبة إلى عدي بن كعب (1).
وأمه حنتمة بنت هاشم ذي الرمحين بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة، وهي ابنة عم خالد بن الوليد رضي الله عنه، ومن قال فيها: حنتمة بنت هشام بن المغيرة فقد وهم لأن هشام بن المغيرة هو أخو هاشم والدها، وهشام هو والد أبي جهل، وهو ابن عم خالد بن الوليد، فالثلاثة أبناء العم: خالد بن الوليد بن المغيرة، وحنتمة بنت هاشم ذي الرمحين بن المغيرة، وأبو جهل الحارث بن هشام بن المغيرة، كنيته أبو الحكم، وكنّاه الصحابة أبا جهل لعدم قبوله الإيمان بنبوة
…
محمد صلى الله عليه وسلم (2).
صفته رضي الله عنه
-:
كان، رضي الله عنه رجلا طوالا أصلع، أعسر أيسر، أحور العينين، آدم اللون، وقيل: كان أبيض شديد البياض تعلوه حمرة، أشنب الأسنان، وكان يصفر لحيته، ويرجل رأسه بالحناء (3).
إسلامه:
أسلم بعد أبي بكر والسابقين في العهد المكي رضي الله عنهم، بعد خمسة وأربعين رجلا، وإحدى وعشرين امرأة.
وقد دُونت قصة إسلامه في كتب السير، يعرفها المبتدئون من أبناء المسلمين، لقّبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاروق، وذلك لاستقامته على الحق، وشجاعته في إظهاره، وقد
(1) المعارف 1/ 179.
(2)
بتصرف المؤتلف والمختلف للدارقطني 2/ 914.
(3)
البداية والنهاية 10/ 192.
أعز الله به الإسلام، وقد كان قويا أمينا، لا تأخذه في الحق لومة لائم، كما قال عثمان وعلي رضي الله عنهما (1).
فكان من فضل الله على هذه الأمة أن استُخلف عليها بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أفضل الأمة أبو بكر رضي الله عنه، وكان من أبرز أعماله رضي الله عنه أربع ركائز قام عليها الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الركيزة الأولى:
قمعُ المرتدين من العرب، وإعادتهم إلى حضيرة الإسلام، وكانت للردة أسباب من أبرزها منع الزكاة الركن الرابع من أركان الإسلام، فالأركان الخمسة عند أبي بكر رضي الله عنه كل لا يتجزأ وهي كذلك عند المسلمين كافة، ولذلك قال أبوبكر رضي الله عنه: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فكان القضاء على المرتدين نصرا مؤزرا للإسلام والمسلمين.
الركيزة الثانية:
جمع القرآن فقد كان لحروب الردة أثر كبير على القراء من الصحابة، فقد استشهد في وقعة اليمامة عدد كبير منهم، وبذلك تنبه أبو بكر رضي الله عنه إلى خطورة ذهاب القرآن الذي لم يدون، وإنما كان محفوظا في صدور القراء، إلا ما كان في بعض اللِّخاف والعُسُب، فأمر رضي الله عنه بكتابة القرآن، وبدأ بعد معركة اليمامة التي وقعت في أواخر السنة الحادية عشرة، أو أوائل الثانية عشرة، وانتهى قبل وفاته رضي الله عنه، مستغرقا خمسة عشر شهرا، وتم ذلك جمعاً وكتابة قبل وفاته رضي الله عنه (2).
الركيزة الثالثة:
تسيير جيش أسامة، وعدم حل لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت خطوة مباركة في بدء الفتح الإسلامي.
الركيزة الرابعة:
عهدُ أبي بكر رضي الله عنه بالخلافة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقّب بأمير المؤمنين، صحابي جليل، وشجاع حازم، صاحب
(1) تاريخ الطبري وصلته 4/ 195، 200، 201.
(2)
انظر: جمع القرآن الكريم حفظا وكتابة 1/ 39.
الفتوحات، يضرب بعدله المثل، كان في الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم، وله السفارة فيهم، ينافر عنهم وينذر من أرادوا إنذاره، وقد أعز الله بإسلامه المسلمين، أسلم قبل الهجرة بخمس سنين، وأعلن لقريش هجرته إلى المدينة، وشهد الوقائع كلها، وكان عمر رضي الله عنه يقضي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن بموافقته.
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "ما نزل بالناس أمر قط، فقالوا فيه وقال فيه ابن الخطاب، أو قال: عمر، إلا نزل القرآن على نحو مما قال عمر"(1).
وقال عمر رضي الله عنه (2): "وافقت ربي في أربع، قلت: يا رسول الله لو صلينا خلف المقام، فأنزل الله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (3)، وقلت: يا رسول الله لو اتخذت على نسائك حجابا: فإنه يدخل عليك البر والفاجر، فأنزل الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} (4)، وفي رواية أنه قال: وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم لما اعتزل نساءه ووجد عليهن: يا رسول الله، إن كنت طلقتهن، فإن الله معك، وملائكته، وجبريل، وميكائيل، وأنا، وأبو بكر، والمؤمنون معك".
قال عمر رضي الله عنه: "وقَلَّ ما تكلمتُ - وأحمدُ الله - بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول، فنزلت آية التخيير (5)، وقلت لأزواج النبي: لتنتهن أو ليبدله الله سبحانه أزواجا خيرا منكن، فأنزل الله تعالى:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (6)، ونزلت: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ
(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 1/ 251.
(2)
أسباب النزول ت الحميدان 1/ 313.
(3)
من الآية (125) من سورة البقرة.
(4)
من الآية (53) من سورة الأحزاب.
(5)
فتح الباري لابن رجب 3/ 98.
(6)
من الآية (5) من سورة التحريم.