الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما الحكم في قوم هذا شأنهم
؟
الرافضة أحدثوا في الإسلام ما لم يأذن به الله، تبعوا عدو الله ابن السوداء اليهودي في عقيدة الرجعة، وبذلك فسروا قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} (1) فهم زنادقة، الصواب في أمرهم إعلان الجهاد عليهم من قبل أهل السنة والجماعة، ومحوهم من الأرض، فإن نفرا من أهل الشام شربوا الخمر وعليهم يزيد بن أبي سفيان، فقالوا: هي لنا حلال، وتأولوا هذه الآية:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (2)، فكتب يزيد فيهم إلى عمر، فكتب عمر إليه: أن ابعث بهم إليَّ قبل أن يفسدوا مَن قِبَلك، فلما قدموا إلى عمر استشار فيهم الناس، فقالوا: يا أمير المؤمنين! نرى أنهم قد كذبوا على الله، وشرعوا في دينه ما لم يأذن به فاضرب أعناقهم، وعلي رضي الله عنه ساكت، قال: فما تقول يا أبا الحسن؟ ، فقال: أرى أن تستتيبهم فإن تابوا جلدتهم ثمانين لشربهم الخمر، وإن لم يتوبوا ضربت أعناقهم، فإنهم قد كذبوا على الله، وشرعوا في دين الله ما لم يأذن به.
صدق أبو الحسن رضي الله عنه ولكن الرافضة الزنادقة لا يستتابون، لأخذهم بالتقية، فتسقط عنهم الاستتابة، ويقع عليهم ضرب الأعناق.
فإذا كان هذا حكم علي رضي الله عنه في نفر استحلوا بالتأويل ما حرم الله، فكيف بمن كذب على الله، وزور دينا للقضاء على دين الله (3)، وتبعوا ابن السوداء في القول بالوصية، وكما أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، فعلي رضي الله عنه خاتم الأوصياء، وهذا افتراء على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وبنوا على ذلك أن موالاة علي رضي الله عنه ركن من أركان الإسلام، ومن لم يقل بها فهو كافر، حلال الدم والمال والعرض، وقالوا بحل المتعة، رغم رواية علي رضي الله عنه تحريمها، ورد على ابن عباس فقال:«إنك امرؤ تائه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم المتعة يوم خيبر، ولحوم الحمر الإنسية» (4)، ولم
(1) من الآية (85) من سورة القصص.
(2)
الآية (93) من سورة المائدة.
(3)
بتصرف، انظر: الاعتصام للشاطبي 1/ 527.
(4)
مستخرج أبي عوانة حديث (7648).