الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يكتفوا باستحلال ما حرم رسول الله، بل وضعوا الأحاديث في ثواب المتمتع، من الرجال والنساء، وقد طفحت كتبهم بذلك، وهي ظاهرة الكذب والتزوير، لا يقبلها إلا زنديق، ومعلوم أن أول من نشر الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الرافضة، لأنهم كفَّروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزعموا أن الطريق الصحيح لأخذ الرواية هو ما كان عن آل البيت فقط، فاندفعوا لتأييد زعمهم إلى خلق أحاديث منسوبة إلى آل البيت رضي الله عنهم، مستغلين حب الناس لآل البيت رضي الله عنهم، مصرحين بردة الصحابة وكفرهم، حتى يتم لهم ما يريدون من هدم الإسلام الصحيح، وقد زعموا العصمة لعلي والأئمة من ذريته رضي الله عنهم، بل زعموا لهم القدرة على تسيير الكون نيابة عن الله عز وجل، وزعموا أن حساب الخلق في الآخرة موكّل به علي، وغير ذلك كثير دوِّن في كتبهم، وعلى رأي أبي الحسن علي رضي الله عنهما، فقد شرَّعوا في دين الله ما لم يأذن به، والحكم فيهم القتل.
مسلمون ولكن
المسلمون اليوم زادوا على مليار مسلم، ومع هذا العدد الهائل، فإنهم متخاذلون، أذلاء، فرطوا في أسباب العزة والمنعة، وسلبتهم ملذات الدنيا وشهواتها، فنسوا الله عز وجل في عظائم الأمور من دينهم، فأنساهم الله عز وجل أنفسهم، فتحقق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» (1) وقوله: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها» قلنا: يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟ ، قال:«أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، تنتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن» قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: «حب الحياة وكراهية الموت» (2) والمشكلة في أن الكثيرين من المسلمين اليوم ما عرفوا الإسلام الصحيح، وانتشر فيهم العمل بالبدع والمحدثات في الدين، وما لم يكن في عهد النبوة، والخلافة الراشدة، فلم يتمسكوا
(1) أبو داود حديث (3462).
(2)
أحمد حديث (22397) ..
بالنهج ذاته بل حادوا عنه، وتأثروا بأحداث الفتنة بين عثمان وظالميه، وبين علي وظالميه، ويزنوا الأمور بما كان نهجا نبويا، فعدم فهم الكثيرين من المسلين اليوم لهذا الجانب بدقة وعمق وتجرد، جعلهم يقعون فيما نسب إلى الإسلام وليس منه، ومن ذلك التعصب المذهبي مع وجود الدليل الشرعي، والتعصب العقدي، مع قيام أدلة الحق وقرائنه، والتعصب السلوكي، وتربية النفس على بدع ما أنزل الله بها من سلطان، وكل يدعي وصلا ليلى وليلى لا تقر له بذاكا، كل يقول: إنه مسلم وأن الحق معه، وهم في طامة عظمى يكفر بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، وما كان هذا والله بين المسلمين في عهد النبوة ولا الخلافة الراشدة، لكن الحاقدين على الإسلام دبروا المكائد للإسلام وأهله، ورسموا خطط التدمير فأجادوا وتقبل السذج من المسلمين الفكرة، حتى أو صلتهم إلى الدمار في الدنيا، والهلاك في الآخرة، والأمثلة حية ملموسة اليوم: دعوى تحرير المرأة، والأمر أن حرية المرأة معلومة في الإسلام، لا مطعن فيها ولا اعتراض عليها من المسلمين، فخالقها العالم بما يصلحها وما يفسدها حدد واجباتها، وبين حقوقها، في إطار يكرمها ويجعلها عزيزة مصونة إلى أن تلقى الله عز وجل، والذين يعترضون على حقوق المرأة وغيرها من الأمور المشروعة في الإسلام واحد من ثلاثة:
1 -
إما كافر بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبما نزل عليه من الحق، كاليهود والنصارى والذين أشركوا، فهذا لا غرابة في طعنه على حقوق المرأة وغيرها من القرارات الشرعية في الإسلام، لأنه عدو للإسلام ونبيه جملة وتفصيلا، فمن الطبيعي جدا أن يمكر ويدبر ويخطط لكسر ما عند عدوه من قيم وفضائل، ترتقي بها عن مرابض الدواب وسلوكياتها كما هو الحال في بلاد الغرب ومن شايعها، ومن تدبير عدو الإسلام اصطياد المغرورين بما لديه من تفوق علمي واقتصادي، وانفلات في القيم والفضائل، باسم الحرية، وقد نجح الأعداء في هذا الجانب من خطط تدمير الإسلام وأهله إلى حد كبير، فكان لهم قطعان من البشر يسومونها في أوطان المسلمين لتنفيذ مشروع التدمير، بألفاظ معسولة، وأفكار مغسولة من القيم والفضائل، تذليلا لإنشاء مراتع الشهوات والقضاء على الإسلام وأهله؛ لأن الإسلام قيم وفضائل، وللأسف نجحت تلك القطعان في القيام بخدمة العدو، بسبب ما هيئ
لهم من التلميع الإعلامي، والوصول بهم إلى مراكز مؤثرة في الفكر والسلوك الاجتماعي، فاستجالوا الكثيرين من البسطاء من أبناء المسلمين، لانبهارهم بما حصل عليه دعاتهم من شهرة، وتسويق واسع لأفكارهم المسمومة، ولبعدهم عن نهج العهد النبوي والخلافة الراشدة، وما تلا ذلك من الخير، ولذلك وقعوا في حبائل الأعداء وأذنابهم.
2 -
ثلة من أبناء المسلمين أوفدوا إلى بلاد الأعداء وهم غير محصنين بالقيم والفضائل الدينية، نعم أخذوا جرعات محدودة، سرعان ما تبددت من أذهانهم إما لأنهم أخذوا لغرض دنيوي، فانتهى استذكارها والعمل بها بعد الحصول على الشهادة ومنحة السفر إلى بلاد الأعداء، أو أنها لضعف التحصيل فيها تبددت أمام ما رأى من حضارة في بلاد الغرب، وأمام ما قدم له من أفكار أسهمت في القضاء إلى حد كبير على ما لديه من قيم وفضائل إسلامية، بعد أن أقنعوه بأن السبب في عدم وجود تلك الحضارة في بلاد الإسلام بالصورة ذاتها في بلاد الغرب إنما هو الإسلام الذي يحرم كل شيء في نظرهم، هذه الثلة من أبناء المسلمين عادت إلى الوطن الإسلامي سهاما مسمومة وموجهة إلى الجسد الإسلامي بحقد شديد، وهم من القطعان الذين تقدمت الإشارة إليهم، لكنهم دونهم في اتخاذ القرار، جندوا لهدم الإسلام بدعاوى التحرير، والتقدم والتحضر، ورموا الإسلام زورا وبهتانا بأنه سبب في التخلف والتحجر، وكبت الحريات، وهذه الثلة مهمتها تهيئة الناس للمشروع المعادي للإسلام، ليتم اتخاذ القرار من مالكيه في الوقت المناسب، ولا يخلو حال هذه الثلة من إحدى ثلاث:
أـ إما أن تكون لهم بقية من قيم ومرجعية دينية، لكنهم يرون حصرها في العبادة، ولا علاقة لها بشؤون الحياة على مبدأ فصل الدين عن الدولة، وهؤلاء خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، والعمل السيئ كبير جدا وأثره على الإسلام وأهله كبير، وهو ما أوصل المسلمين اليوم إلى الذل والإذعان للغرب في كل المجالات، وتحجيم الدور الإسلامي في حياة المسلمين إلى حد بدأ الأعداء يفكرون في تنفيذ أسباب اقتلاعه من جذوره، ليعود المسلمون في جاهلية جديدة تفوق الجاهلية الأولى، فلا هم بالمسلمين، حقا ولا هم كفار من الدرجة الأولى عند الغرب، وإن
رضي الغرب بالنتيجة فسوف يكونون كفارا من الدرجة الثالثة وربما أبعد، على غرار معاملة إسرائيل لليهود فليسوا كلهم في طبقة واحدة عندهم.
ب - وإما أن تكون مرجعية القيم لديهم غربية بحته ولا علاقة لها بالإسلام ففي هذه الحال أصبحوا أعداء خلّص للإسلام وأهله شأنهم شأن الغرب تماما، والواقع أن العالم الإسلامي لا يخلوا من أصحاب الأمرين وهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:«دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» (1)، وكم من أبناء المسلمين من خرج ضالا مضلا يدعي النبوة، وكم منهم من ينادي باستبعاد العمل بالسنة النبوية الصحيحة، والعجب العجاب أن زعيما كان لشعب مسلم يصلي بالناس العصر ثلاث ركعات، ويسلم عامدا لا ساهيا فيذكّر، فيقول: هات دليلا من القرآن على تحديد الركعات في الصلاة، فيقال: إنه مبين بالسنة النبوية، فيقول محمد رجل وأنا رجل، ويمزق صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ويضع كتابا يضاهي به القرآن، ويلقب نفسه رسول الصحراء، وزعيم آخر لشعب مسلم يمنع تعدد الزوجات، ويبيح للعمال الفطر في رمضان، حتى لا يتدنى إنتاج المصانع في بلده، وأي مصانع يا ترى! ! ، ويقول للعمال: افطروا ولن أدخل الجنة إلا وأنتم معي، وله طامات لقي ربه بها، وزعيم آخر يغزو بلدا آمنا مجاورا مد له يد العون في الرخاء والشدة، يتخذ قرار الغزو تحت تأثير تعاطي المخدرات كما قيل، وزعيم شعب مسلم يعلن كفانا مساجد، ويصدر أمرا بمنع بناء المساجد في بلاده التي يدين أهلها بالإسلام، هؤلاء يخشون الإسلام، ويخافون من الملتزمين به على الوجه الصحيح، فإذا ما سنحت لهم فرصة لضربه تذرعوا بأي خطأ يقع من شاذ، أو جاهل مراهق غُرّر به، أو جماعة لم تسلك المنهج النبوي الصحيح، وعمموا ذلك على المسلمين، وأجروا التنكيل بكل أحد، دون وازع ولا ضمير، وما أكثر ما تغيب حقوق الإنسان في السجون والمعتقلات، ولا يطالبون بها إلا في حاله مناقضة الإسلام، وتدمير ما جاء به من الحق، فماذا يقول أبناء جلدتنا، والذين يتكلمون بألسنتنا؟ ! ، إذا ما لقوا ربهم، أم أنهم لا يؤمنون بالبعث؟ ولا مفر لهم من
(1) البخاري حديث (7084) ومسلم حديث (1647) ..
لقاء الله تعالى، إنهم صنائع الغرب لضرب الإسلام في عقر داره، وبأيدي أبنائه العاقين المارقين من القيم، هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، وهذا غيض من فيض، والأمثلة كثيرة ولا حصر لها، وتُبارك القطعان الموجهة من أعداء الإسلام هذه التصرفات، ويطبل لها الإعلام الخائن المأجور، وتتقبّل الشعوب الإمعة الساذجة هذه الترهات، ويكمم دعاة الحق والفضيلة، ويقتل منهم من يقتل، ويوضع في غياهب السجون الآلاف المؤلفة منهم يسامون سوء العذاب، كل هذا يتم بواسطة صنائع الغرب من أبناء المسلين، هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، وتمر بهم الأحداث إلى أن يكشف التاريخ للشعوب، ما أخفاه الغرب وقطعانه المسرّحة لهدم الإسلام وأهله، وحينئذ يقولون: هؤلاء الذين أضلونا.
ج - وإما أن يكونوا رعاعا، يتبعون كل ناعق بحق وباطل، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا تكونوا إمعة تقُولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا» (1)، وقد قابلنا الكثيرين منهم وناقشونا فيما يخص بلادنا مهد الإسلام ومنبع الفضيلة، زادها الله شرفا وحماية وحرسها من كل عدو ولاسيّما الأعداء اللذين هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، ناقشنا السذج فلما أوضحنا لهم الحق مستندين في ذلك إلى الكتاب والسنة، والبيان وفق الواقع والشواهد من الأحداث، قالوا: ما عرفنا هذا، ظنناهم يريدون الخير لنا ولبلادنا، فكأني بهم لسذاجتهم إمعات إن أحسن الناس أحسنوا، وإن ظلموا ظلموا، وكأني بهم عند ظهور الحق يقولون:{لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا} (2) هذا واقع المسلمين اليوم، بعدٌ عن نهج النبوة والخلافة الراشدة، وشتاتٌ وفرقةٌ، وهوى متبعٌ، وشهواتٌ لا حصر لها، تدميرٌ للقيم والفضيلة، وظلم واستبداد، واتباع لفكر الغرب ومخرجاته المنتنة، فتحقق في الأمة الإسلامية أنها غثاء كغثاء السيل.
أما النساء المستغربات فلسن صنائع مباشرة للغرب، بل صنائع الصنائع، فأولياؤهن من الصنائع، دعَوهن إلى الفكر الغربي، وسمحوا لهن بالتبرج، وتلقي الفكر الغربي، ومنهم من أوفد موليته إلى الغرب لتتلقى ما تلَقى هو من السموم،
(1) الترمذي حديث (2075).
(2)
من الآية (167) من سورة البقرة.
من منابعها الدنسة، ومنهم من ساير الآخرين من الأتباع السذج، فخرج على الإسلام نساء يطعنن على ما جاء به في شأن المرأة: فالحجاب يطلبن بدلا عنه تبرج الجاهلية الأولى، وإلعدّة في الطلاق أو الوفاة ينادين بإلغائها والاكتفاء بالكشف المخبري، والأجانب عندهن لا فرق بينهم وبين المحارم، تكلم من تريد، وتجلس مع من تريد، وتسافر مع من تريد، في وقت نسيت أو تناست المرأة المغرورة، أن ربها وخالقها تعبّدها بهذه الأمور فالحكمة منها قبل كل شيء التعبد لله لأنه تعالى يقول:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (1)، ولا تخرج المرأة من التكليف بأنواع العبادة إلا إذا لم تكن من الجن والإنس، فالعبادة ليست قاصرة على الصلاة والصيام، ولا على الزكاة والحج، هي كذلك قائمة في الاعتقاد وفي الأقوال والأفعال، ومن ثمار التعبد ظهور القيم والفضائل والعزة والكرامة في أكمل صورها، فالله تعالى خلق الإنسان وجعله يعيش حياة دنيوية قصيرة، لابتلائه بما جاءت به الرسل، فيظهر المحسن والمسيء، وينال كل منهما جزاءه في الحياة الآخرة الأبدية، قال تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (2)، ومقتضى ما أقدم عليه المستغربون رجالا ونساء من هذا السلوك وتلك الدعوة القذرة، أن الله وهو خالق المرأة جاهل بما يصلحها، وأن ما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة لم يعد صالحا لحال المرأة اليوم، ولا عادلا في شأنها، وأصبحت قوانين الغرب وسلوكياته هي ما يصلح به شأن المرأة، فالمستغربون اليوم أحسن منهم الجاهليون الأولون حين قالوا:{بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} (3)، وقد كان آباؤهم على الضلال، فلم يبغوا بما كان عليه آباؤهم بديلا، والمستغربون اليوم وجدوا آباءهم على الحق والهدى، نهج لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فبرزوا لهدم ما عليه آباؤهم من الهدى، وتباروا لإرساء الزندقة والكفر على أنقاض الفضيلة والقيم الإسلامية، كل هذا من أجل مشاركة الغرب حياتهم البهيمية، {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ
(1) الآية (56) من سورة الذاريات.
(2)
الآية (1) من سورة الملك ..
(3)
من الآية (170) من سورة البقرة.
أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (1)، حتى تداعت الأمم اليوم على المسلمين من كل حدب وصوب، بعد أن دمروا الأخلاق والقيم، ينهبون الثروات، ويسومون المسلمين سوء العذاب، والمسلمون يصدق عليهم أنهم غثاء، وليسوا في نظري أحسن حالا من قبيلة إياد في الجاهلية التي استعدى عليها أعداؤها من كل مكان، ولم يسمعوا نداء المصلح من عقلائها أحد شعرائها وهو لقيط بن يعمر الإيادي إذ قال لهم:
بل أيها الركب المزجى على عجل
…
نحو الجزيرة مرتادا ومنتجعا
أبلغ إيادا وخلل في سراتهم
…
إني أرى الرأي إن لم أعص قد نصعا
يا لهف نفسي أن كانت أموركم
…
وأحكم أمر الناس فاجتمعا
ألا تخافون قوما لا أبا لكم
…
أمسوا إليكم كأمثال الدبا سرعا
فهم سراع إليكم بين ملتقط
…
شوكا وآخر يجني الصاب والسلعا
لو أن جمعهم راموا بهدته
…
شم الشماريخ من ثهلان لانصدعا
في كل يوم يسنون الحراب لكم
…
لا يهجعون إذا ما غامل هجعا
خرزا عيونهم كأن لحظهم
…
حريق نار ترى من السنا قطعا
لا الحرث يشغلهم بل لايرون لهم
…
من دون بيضتكم ريا ولا شيعا
وأنتم تحرثون الأرض عن سفه
…
في كل معتمل تبغون مزدرعا
وتلبسون ثياب الأمن ضاحية
…
لا تجمعوم وهذا الليث قد جمعا
وقد أظلم من شطر ثغركم
…
هول له ظلم تغشاكم قطعا
ما أراكم نياما في بلهنية
…
وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا
فاشفوا غليلي برأي منكم حسن
…
يضحي فؤادي له ريان قد نقعا
قومو قياما على أمشاط أرجلكم
…
ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا
يا قوم إني لكم من عز أولكم
…
إرثا أحاذر أن يودي فينقطعا
يا قوم لا تأمنوا إن كنتم غيرا
…
على نسائكم كسرى وما جمعا
هو الجلاء الذي يجتث أصلكم
…
فشمروا واستعدوا للحروب معا
(1) الآية (44) من سورة الفرقان.