الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ماردين ثمَّ عُزل عَن الْكِتَابَة وتولَّى الإشراف بديوان دُنَيْسِر ثمانِ عشرَة سنة وَدخل إِلَى إربل مرتزقاً سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره أَيْضا
(ويومٍ حَوَاشِيه مَلمومَةٌ
…
علينا تُحاذِرُ أَن تُفرَجا)
(قنصْتُ غزالته والتفتُّ
…
أُريدُ اخْتَها فاحتمتْ بالدُّجى)
وَمِنْه
(إِذا هبَّ النسيمُ بطيبِ نشرٍ
…
طربتُ وقلتُ إيهٍ يَا رسولُ)
(سوى أنِّي أغارُ لأنَّ فِيهِ
…
شذاك وأنَّه مثلي عليلُ)
وَمِنْه
(تجمَّعتِ الأضدادُ فِيهِ وَلم يكن
…
ليجتمعَ الإيجابُ فِي الشيءِ والسلبُ)
(فَفِي خدِّه نارٌ وَفِي الثغرِ جنَّةٌ
…
وَفِي لَفظه سِلْمٌ وَفِي لحظهِ حربُ)
(وَفِي قدِّهِ لينٌ وَفِي الْقلب قسوةٌ
…
وَفِي خصره جدبٌ وَفِي رِدفه خصبُ)
وَمِنْه
(طَاف بهَا فِي الظلام بدرُ دُجى
…
حتَّى احتساها فَصَارَ شمسَ ضُحى)
(مدمنُ خمرَيْنِ من يدٍ وفمٍ
…
مُعتبِقاً مِنْهُمَا ومُصطحبا)
)
(حَلا بأفواهنا مُقَبَّله
…
وإِنَّما فِي عيوننا مَلُحا)
(يُدير من خدِّه وَمن يَده
…
وَفِيه من كلِّ واحدٍ قَدَحا)
وَمِنْه
(خادعته بحديثِ لِينِ قوامهِ
…
فجفا وهزَّ عليَّ مِنْهُ مُثْقَفا)
(وهربتُ من يَده إِلَى أجفانه
…
فَرَقاً فسَلَّ عليَّ مِنْهَا مُرهَفا)
(أحببتُهُ مُتجنِّياً وودِدتُهُ
…
مُتجنِّباً وعشقتهُ مُتعطِّفا)
(فاخترتُ للجسم الضنا وجلبتُ لل
…
قلب العنا ورَضيتُ للنَّفس الجفا)
3 -
(شرف الدّين بن الرَّحَبي الطَّبِيب)
عَليّ بن يُوسُف بن حيدرة الْحَكِيم شرف
الدّين بن شيخ الأطبَّاء رَضِي الدّين الرَّحَبي ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وست مائَة يَوْم عَاشُورَاء قَرَأَ الطبَّ على وَالِده وبرع فِيهِ وأتقنه وصنَّف وَأخذ أَيْضا عَن الموفَّق عبد اللَّطِيف وحرَّر كثيرا من الْعُلُوم عَلَيْهِ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على السَّخاوي ولمَّا احتُضر المهذَّب الدَّخْوار جعله مدرِّس مدرسته وَكَانَ مُنهمكاً على علم النُّجُوم زائغاً عَن الطَّرِيق صنف كتاب خلق الْإِنْسَان وهيئة أَعْضَائِهِ ومنافعها أحسن فِيهِ مَا شَاءَ وَكَانَ يَقُول لتلاميذه أموتُ إِذا اقْترن الكوكبان الفلانيَّان وَقُولُوا هَذَا للنَّاس حتَّى يعرفوا مِقْدَار علمي وَمن شعره قصيدة مِنْهَا سهامُ المنايا فِي الوَرَى لَيْسَ تُدفعُوكلٌّ لَهُ يَوْمًا وَإِن عَاشَ مصرعُ
(فَقل للَّذي قد عَاشَ بعد قرينه
…
إِلَى مثلهَا عمَّا قليلٍ ستُدفعُ)
(فكلُّ ابْن أُنثى سَوف يُفضي إِلَى ردًى
…
وَيَرْفَعهُ بعد الأرائك شَرْجعُ)
(ويدركه يَوْمًا وَإِن عَاشَ بُرهةً
…
قضاءٌ تساوى فِيهِ هِمٌّ ومُرضَعُ)
(فَلَا يفرحَنْ يَوْمًا بطول حَيَاته
…
لبيبٌ فَمَا فِي عيشةِ الْمَرْء مَطمعُ)
(فَمَا العيشُ إلَاّ مثل لمحةِ بارقٍ
…
وَمَا الْمَوْت إلَاّ مِثْلَمَا العينُ تهجعُ)
(وَمَا الناسُ إلَاّ كالنباتِ فيابسٌ
…
هشيمٌ وغضٌّ إثرَ مَا باد يطلعُ)
(فتبًّا لدُنيا مَا تزَال تَعِلُّنا
…
أفاويقَ كأسٍ مُرَّةٍ لَيْسَ تنفعُ)
(سحابُ أمانيها جَهامٌ وبرقُها
…
إِذا شيمَ برقٌ خُلَّبٌ لَيْسَ يهمعُ)
(تَغُرُّ بنيها بالمنى فتقودهم
…
إِلَى قَعْر مَهْواةٍ بهَا الْمَرْء يوضعُ)
)
(فكم أهلكتْ فِي حبِّها من مُتيَّمٍ
…
وَلم يحظَ مِنْهَا بالمنى فَيُمتَّعُ)
(تُمنِّيه بالآمال فِي نيلِ وَصلهَا
…
وَعَن غَيِّه فِي حبِّها لَيْسَ يرجعُ)
(أضاع بهَا عمرا لَهُ غير راجعٍ
…
ولمّا يَنلْ مِنْهَا الَّذِي يتوقَّعُ)
(فَصَارَ لَهَا عبدا لجمع حُطامها
…
وَلم يَهْنَ فِيهَا بِالَّذِي كَانَ يجمع)
وَهِي مائةٌ وَثَمَانِية عشر بَيْتا رثى بهَا وَالِده