الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْكُوفِي وَهُوَ أكبر من أَخِيه زكريّاء
روى عَن قيس بن أبي حَازِم والشَّعبي وعِكرِمة وَأبي بُردة بن أبي مُوسَى وعَوْن بن أبي جُحَيْفة وَعبد الله بن أبي السَّفَر وروى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَإِسْحَاق بن مَنْصُور والسَّلُولي ومُسلم بن إِبْرَاهِيم والأصمعي وَعبد الله بن رَجاء والحَوْضي وَآخَرُونَ وثَّقه ابْن مَعين وعاش دهراً وَتُوفِّي بعد الْخمسين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ ومُسلم والنَّسائي
3 -
(أَمِير الْمُؤمنِينَ)
عمر بن الخطَّاب بن نُفَيْل بن عبد العُزَّى بن رِياح بن عبد الله بن قُرْط بن رزَاح بن عدي بن كَعْب أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو حَفْص الْقرشِي الْعَدوي أُمُّه حَنْتَمَة بنت هَاشم بن المُغيرة بن عبد)
الله بن عمر بن مَخْزُوم وَمن قَالَ بنت هِشَام بن الْمُغيرَة فقد أَخطَأ لأنَّها لَو كَانَت كَذَلِك لكَانَتْ أُخت أبي جهل بن هِشَام والْحَارث بن هِشَام بن الْمُغيرَة وإنَّما هِيَ بنت عمّهما
ولد عمر رضي الله عنه بعد الْفِيل بِثَلَاث عشرَة سنة فِي قَول وَكَانَ من أَشْرَاف قُرَيْش وَإِلَيْهِ كَانَت السَّفارة فِي الْجَاهِلِيَّة لأنَّه كَانَ إِذا وَقعت بَين قُرَيْش وَبَين غَيرهم حربٌ أَو منافرة أَو مفاخرة بعثوه سفيراً ومنافِراً ومفاخِراً وَرَضوا بِهِ ثمَّ أسلم بعد أَرْبَعِينَ رجلا وَإِحْدَى عشرَة امْرَأَة وَكَانَ إِسْلَامه عِزًّا ظهر بِهِ الْإِسْلَام بدعوة النبيّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ من الْمُهَاجِرين الأوَّلين وَشهد بيعَة الرضْوَان وكلَّ مشْهد شهده رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
وَتُوفِّي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنهُ راضٍ
ولي الْخلَافَة بعد أبي بكر بُويع لَهُ يَوْم مَاتَ أَبُو بكر باستخلافه سنة ثَلَاث عشرَة فَسَار بِأَحْسَن سيرة وَأنزل نَفسه من مَال الله منزلةَ رجلٍ من النَّاس وَفتح الله لَهُ الْفتُوح بِالشَّام
وَالْعراق ومصر ودوَّن الدَّوَاوِين فِي الْعَطاء ورتَّبَ الناسَ فِيهِ على سوابقهم وَكَانَ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَهُوَ الَّذِي نوَّر شعرَ الصَّوْم بِصَلَاة الإشفاع فِيهِ وأرَّخ التَّارِيخ من الْهِجْرَة الَّذِي بأيدي النَّاس إِلَى الْيَوْم وَهُوَ أوَّل من تسمَّى بأمير الْمُؤمنِينَ وأوَّل من اتَّخذ الدِّرَّة وَكَانَ نقش خَاتمه كفى بِالْمَوْتِ واعظاً يَا عمر
وَكَانَ آدَمَ شَدِيد الأُدْمَة طُوالاً كثّ اللِّحْيَة أصلع أعسرَ يَسَرَ يخضب بالحِنَّاء والكَتَم كَانَ يَأْخُذ بِيَدِهِ اليُمنى أُذُنه اليُسرى ويثب على فرسه كأنَّما خُلق على ظَهره وَقَالَ أَبُو رَجَاء العُطاردي كَانَ طَويلا جسيماً أصلع شَدِيد الصلع أَبيض شَدِيد حمرَة الْعَينَيْنِ فِي عَارضه خفَّة سَبَلَتُه كَثِيرَة الشّعْر فِي أطرافها صُهْبة
قَالَ ابْن عبد البرّ وَقد ذكر الْوَاقِدِيّ من حَدِيث عَاصِم بن عُبيد الله عَن سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه قَالَ إِنَّمَا جاءتنا الأُدْمَةُ من قِبَلِ أخوالي بني مَظْعُون وَكَانَ أَبيض لَا يتزوَّج لشَهْوَة إِلَاّ لطلب الْوَلَد وَعَاصِم بن عُبيد الله لَا يُحْتَجُّ على حَدِيثه وَلَا بِأَحَادِيث الْوَاقِدِيّ
وَزعم الْوَاقِدِيّ أَن سُمْرَةَ عمر وأُدمته إِنَّمَا جَاءَت من أكله الزَّيْت عَام الرَّمادة وَهَذَا مُنكر من القَوْل وأصحُّ مَا فِي هَذَا الْبَاب وَالله أعلم حَدِيث سُفيان الثَّوري عَن عَاصِم بن بَهْدَلة عَن زِرّ بن حُبيش قَالَ رأيتُ عمر آدَمَ شَدِيد الأُدْمة قَالَ أنس كَانَ أَبُو بكر يخضب بالحنَّاء والكَتَم وَكَانَ عمر يخضب بالحنَّاء بحتاً قَالَ ابْن عبد البرّ والأَكثر أنَّهما رضي الله عنهما كَانَا)
يخضبان
وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الله جعل الْحق على لِسَان عمر وَقَلبه وَنزل الْقُرْآن بموافقته فِي أُسارى بدر وَفِي الْحجاب وَفِي تَحْرِيم الْخمر وَفِي مقَام إِبْرَاهِيم وَفِي حَدِيث عُقبة بن عَامر وَأبي هُرَيْرَة عَن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قَالَ لَو كَانَ بعدِي نبيٌّ لَكَانَ عمر
وَعَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد كَانَ فِي الْأُمَم قبلكُمْ محدّثون
فَإِن يكن فِي هَذِه الأمَّة أحد فعمر بن الْخطاب
وَعَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَينا أَنا نائمٌ أُتِيتُ بقدح لبنٍ فشربتُ حتَّى رأيتُ الرِّيَّ يخرج بَين أظفاري ثمَّ أعطيتُ فضلي عمَر قَالُوا فَمَا أوَّلْتَ ذَلِك يَا رَسُول الله قَالَ الْعلم
وَعَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ دخلتُ الجنَّة فَرَأَيْت فِيهَا دَارا أَو قَالَ قصراً وسمعتُ فِيهَا ضوضأة فَقلت لمن هَذِه فَقَالُوا لرجلٍ من قُرَيْش فَظَنَنْت أنِّي أَنا هُوَ فقلتُ
من هُوَ فَقيل عمر بن الْخطاب فلولا غَيْرَتُك يَا أَبَا حَفْص لدخلتُه فَبكى عمر بن الْخطاب فَقَالَ أعليك يُغار أَو قَالَ أغار يَا رَسُول الله وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رأيتُني فِي الْمَنَام وَالنَّاس يُعرَضون عليَّ عَلَيْهِم قُمُصُهُم قُمُص مِنْهَا إِلَى كَذَا وَمِنْهَا إِلَى كَذَا ومرَّ عليَّ عمر بن الخطَّاب يجرُّ قَمِيصه فَقيل يَا رَسُول الله مَا أوَّلت ذَلِك قَالَ الدّين
وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه خيرُ النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَبُو بكر ثمَّ عمر وَقَالَ أَيْضا مَا كنَّا نبعد أَن السكينَة تنطق على لِسَان عمر وَقَالَ ابْن مَسْعُود مَا زلنا أعِزَّةً مُنْذُ أسلم عمر
وَقَالَ حُذَيفة كَانَ علمُ النَّاس كلَّهم قد دُسَّ فِي جُحر مَعَ علم عمر وَقَالَ ابْن مَسْعُود لَو وُضع علم أَحيَاء الْعَرَب فِي كفَّة ميزَان ووُضع علم عمر فِي كفَّة لرجح علم عمر وَلَقَد كَانُوا يرَوْنَ أَنه ذهبَ بِتِسْعَة أعشار الْعلم ولَمجلسٌ كنتُ أجلسه مَعَ عمر أوثق فِي نَفسِي من عَمَلِ سنة وَقَالَ عمر رضي الله عنه مَا سبقتُ أَبَا بكرٍ قطُّ إِلَى خير إِلَاّ سبقني إِلَيْهِ ولودِدْتُ أنِّي شعرةٌ فِي صدر أبي بكر)
وَذكر الزبير قَالَ قَالَ عمر لما ولي كَانَ أَبُو بكر يُقَال لَهُ خَليفَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَكيف يُقَال لي خَليفَة خَليفَة يطول هَذَا فَقَالَ لَهُ الْمُغيرَة بن شُعبة أَنْت أميرنا وَنحن الْمُؤْمِنُونَ فَأَنت أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ فَذَاك إِذن
وتزوَّج عمر رضي الله عنه زَيْنَب بنت مَظْعُون فَولدت لَهُ عبد الله وَحَفْصَة وَعبد الرَّحْمَن
وتزوَّج مُليكة الخُزاعيَّة فَولدت لَهُ عُبيد الله وَقيل أمّه وَأم زيد الْأَصْغَر أم كُلْثُوم بنت جَرول
وتزوَّج بنت الْحَارِث هِشَام المخزوميَّة فَولدت لَهُ فَاطِمَة وتزوَّج جميلَة بنت عَاصِم بنت ثَابت فَولدت لَهُ عَاصِمًا وتزوَّج أم كُلْثُوم بنت فَاطِمَة الزهراء فَولدت لَهُ زيدا ورُقيَّة وتزوَّج عَاتِكَة بنت زيد بن عَمْرو بن نُفيل الَّتِي تزوَّجها بعده الزُّبير
واستُشهد عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه مُصْدِراً من الْحَج فِي آخر سنة ثَلَاث وَعشْرين لِلْهِجْرَةِ طعنه أَبُو لؤلؤة غلامُ الْمُغيرَة بن شُعبة بخنجر ذِي رَأْسَيْنِ نِصابه فِي وَسطه وَهُوَ كامن لَهُ قي زَوَايَا الْمَسْجِد بغَلَس وَطعن مَعَه اثْنَي عشر رجلا مَاتَ مِنْهُم
سِتَّة وَألقى عَلَيْهِ رجل من أهل الْعرَاق ثوبا فلمَّا اغتمَّ قتل نَفسه
قَالَ سعيد بن المسيَّب قُبض عمر رضي الله عنه وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ سِتِّينَ وَقَالَ قَتَادَة إِحْدَى وَسِتِّينَ
وَكَانَ إِسْلَام عمر رضي الله عنه فِي السّنة السادية من الْبعْثَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وصلَّى عمر على أبي بكر حِين مَاتَ وصلّى صُهَيْب على عمر وَرُوِيَ عَن عمر رضي الله عنه أَنه قَالَ فِي انْصِرَافه من حجّته الَّتِي لم يحجّ بعْدهَا الْحَمد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله يُعْطي من يشاءَ مَا يَشَاء لقد كنتُ بِهَذَا الْوَادي يَعْنِي ضَجَنان أرعى غنما للخطَّاب وَكَانَ فظًّا غليظاً يُتعبني إِذا عملت ويعذِّبني إِذا قَصَّرت وَقد أصبحتُ وأمسيتُ وَلَيْسَ بيني وَبَين الله أحدٌ أخشاه ثمَّ تَمَثَّل
(لَا شيءَ ممَّا ترى تبقى بشاشته
…
يبْقى الْإِلَه ويودي المَال وَالْولد)
(لم تغن عَن هُرْمُز يَوْمًا خزائنه
…
والخلد قد حاولتْ عادٌ فَمَا خلدوا)
(وَلَا سليمانُ إِذْ تجْرِي الرياحُ لَهُ
…
والإنسُ والجِنُّ فِيمَا بَينهَا بُرُدُ)
(أَيْن الْمُلُوك الَّتِي كَانَت لعزَّتها
…
من كلِّ أوبٍ إِلَيْهَا وافدٌ يَفِدُ)
(حوضٌ هُنَالك مورودٌ بِلَا كَذِبٍ
…
لَا بدَّ من وِرْدِه يَوْمًا كَمَا وردوا)
)
قَالَ ابْن عبد البرّ وروينا عَن عمر أَنه قَالَ فِي حِين احتُضر وَرَأسه فِي حجر ابْنه
(ظلومٌ لنَفْسي غير أنِّي مسلمٌ
…
أصلِّي الصلاةَ كلَّها وأصومُ)
وَقَالَت عَائِشَة ناحت الجِنُّ على عمر قبل أَن يُقتل بِثَلَاث فَقَالَت
(أبعدَ قتيلٍ بالمدينَةِ أظلمتْ
…
لَهُ الأَرضُ تهتزُّ الغَضاةُ بأَسْؤُقِ)
(جزى الله خيرا من إمامٍ وباركتْ
…
يدُ الله فِي ذَاك الأديمِ المُمَزَّقِ)
(فَمن يسعَ أَو يركبْ جناحَيْ نعامةٍ
…
ليدركَ مَا قدَّمْتَ بالأمسِ تَسْبِقِ)
(قضيتَ أُموراً ثمَّ غادرتَ بعْدهَا
…
بوائقَ فِي أكمامها لم تُفَتَّقِ)
(وَمَا كنتُ أخْشَى أَن تكون وَفَاته
…
بكفِّ سَبَنْتَى أَزْرَق العينِ مطرق)