الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعينا أَو نَرِدَ من الأَرْض منهلاً وعينا وأطلع طلعة لوائه فِي الخافقَيْن حتَّى تخال لشمس عينا وسيَّر ركائب ذكره فِي الْآفَاق لَا تَشْتَكِي أَيْناً وَلَا عينا وَأقَام ميزَان الْقسْط بَين الرعايا لَا يجد فِيهِ عينا وَلَا عينا واستبعد لخدمته كلَّ أصيَدَ من الْمُلُوك لكل جحفل قلباً وَلَكِن محفِل عينا وَأهْلك كلَّ عدوّ لَهُ وحاسد تَارَة فَجْأَة وَتارَة عينا وأنطق لسانَ كرمه للأولياء بنُون وَعين وَمِيم إذْ كتب سواهُ ميماً ونوناً وعينا ومتَّعَهُ بِمَا خصَّه من استجلاء عرائس الْحور العِين بمجاهدته إِذا شغل سواهُ عَيْناءُ من أَسمَاء وعينا وسطَّر آثَار مآثره محكمَة على صفحات الْأَيَّام إذْ لم يُبْقِ لمن سلف من الْمُلُوك أثرا وَلَا عينا
3 -
(أَبُو حيَّات التوحيدي الشَّافِعِي)
عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو حيَّات التوحيدي شيرازي وَقيل نَيْسابوري وَقيل واسطي
صوفي السَّمْت والهيئة قَالَ ياقوت كَانَ يتألَّه وَالنَّاس على ثِقَة من دينه وَقَالَ محبُّ الدّين بن النجَّار كَانَ صَحِيح العقيدة وَكَذَا قَالَ غَيره والمتأخّرون حكمُوا بزندقته قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ سيِّئ الِاعْتِقَاد نَفَاهُ الْوَزير المهلَّبي قَالَ ابْن فَارس فِي كتاب الخريدة والفريدة كَانَ كذَّاباً قَلِيل الدّين والورع عَن الْقَذْف والمجاهرة بالبُهتان تعرَّض لأُمور جسام من الْقدح فِي الشَّرِيعَة وَالْقَوْل بالتعطيل ووقف الصاحب كَافِي الكُفاة على بعض مَا كَانَ يخفيه من ذَلِك فَطَلَبه لقَتله فهرب والتجأ إِلَى أعدائه ونفق عَلَيْهِم بزخرفة كذبه ثمَّ عثروا مِنْهُ على ذَلِك فَطَلَبه الْوَزير المهلَّبي فهرب مِنْهُ وَمَات فِي الاستتار
وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي تَارِيخه زنادقة الْإِسْلَام ثَلَاثَة ابْن الراوَندي وَأَبُو حيَّان التوحيدي وَأَبُو الْعَلَاء المعري وأشرّهم على الْإِسْلَام أَبُو حيَّان التوحيدي لأنَّهما صرَّحا وَهُوَ جَمْجَم وَهُوَ من تلامذة الرماني
قَالَ الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ فِي تَهْذِيب الأَسماء أَبُو حيَّان التوحيدي من أَصْحَابنَا المصنَّفين
من غَرَائِبه أنَّه قَالَ فِي بعض رسائله لَا رِباء فِي الزَّعفران وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ القَاضِي أَبُو حَامِد المَرْوَزي وَالصَّحِيح تَحْرِيم الرِّبَا فِيهِ)
قَالَ ياقوت وَصَحب ابْن عبَّاد وابنَ العميد فَلم يحمدهما وصنَّف فِي مثالبهما كتابا وَكَانَ متفنناً فِي جَمِيع الْعُلُوم من النَّحْو واللغة وَالشعر والأَدب وَالْفِقْه وَالْكَلَام على رَأْي الْمُعْتَزلَة
وَكَانَ جاحظيًّا يسْلك فِي تصانيفه مسلكه ويشتهي أَن يَنْتَظِم فِي سلكه فَهُوَ شيخ الصُّوفِيَّة وفيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة ومحقّق الْكَلَام ومتكلّم الْمُحَقِّقين وَإِمَام البلغاء وعُمدة لبني ساسان سخيف اللِّسَان قَلِيل الرِّضَا عِنْد الْإِسَاءَة إِلَيْهِ وَالْإِحْسَان الذمّ شَأْنه والثلب دكَّانه وَهُوَ مَعَ ذَلِك فَرد الدُّنْيَا الَّذِي لَا نَظِير لَهُ ذكاءً وفطنةً وفصاحةً ومُكْنَةً كثير التَّحْصِيل للعلوم فِي كلّ فنّ حُفَظة وَاسع الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة وَكَانَ مَعَ ذَلِك محدوداً محارفاً يتشكَّى صرف زَمَانه ويبكي فِي تصانيفه على حرمانه انْتهى
وَمن تصانيفه كتاب الصّديق والصداقة كتاب الردّ على ابْن جنّي فِي شعر المتنبي كتاب الإمتاع والمؤانسة مجلدان كتاب الإشارات الإلهية جزءان كتاب الزُّلْفَة كتاب المقابسة كتاب رياض العارفين كتاب تقريظ الجاحظ كتاب ثلب الوزيرين كتاب الْحَج الْعقلِيّ إِذا ضَاقَ الفضاء عَن الْحَج الشَّرْعِيّ كتاب الرسَالَة فِي صلات الْفُقَهَاء فِي المناظرة كتاب الرسَالَة البغداذية كتاب الرسَالَة فِي أَخْبَار الصُّوفِيَّة كتاب الرسَالَة الصُّوفِيَّة أَيْضا كتاب الرسَالَة فِي الحنين إِلَى الأَوطان كتاب البصائر والذخائر فِي عشر مجلدات وَله فَاتِحَة وخاتمة كتاب المحاضرات والمناظرات
وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَالثَّلَاث مائَة أَو مَا بعد الثَّمَانِينَ وَالله أعلم وَقد طوَّل ياقوت تَرْجَمته زَائِدا إِلَى الْغَايَة وَمن شعره
(يَا صاحبيَّ دَعَا الْمَلَامَة واقصرا
…
تركُ الهَوَى يَا صاحبيَّ خسارَهْ)
(كم لمتُ قلبِي كي يُفيق فَقَالَ لي
…
لَجَّت يمينٌ مَا لَهَا كفَّارَهْ)
(أَن لَا أُفيقَ وَلَا أُفَتِّرَ لَحْظَة
…
إِن أَنْت لم تعشق فَأَنت حجاره)