الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَحْظُور الْخَامِس
الْغَفْلَة عَن مُبَاشرَة الْأُمُور
وَأولى عَن الترفع عَلَيْهَا فقد جعلُوا ذَلِك شرطا فِي الانتهاض بالسياسة بعد استنابة الْأُمَنَاء وتقليد النصحاء قَالَ الْمَاوَرْدِيّ وَلَا يعول على التَّعْرِيض تشاغلا بلذة أَو عبَادَة فقد يخون الْأمين ويغش الناصح وَقد قَالَ تَعَالَى {يَا دَاوُد إِنَّا جعلناك خَليفَة فِي الأَرْض فاحكم بَين النَّاس بِالْحَقِّ وَلَا تتبع الْهوى فيضلك عَن سَبِيل الله}
قَالَ فَلم يقْتَصر تَعَالَى على التَّعْرِيض دون الْمُبَاشرَة وَلَا عذر فِي التشاغل اكْتِفَاء بالاستنابة حَتَّى قرنه بالضلالة
تَفْصِيل قَالَ ابْن رضوَان يَنْبَغِي للْملك أَن يتفرغ للنَّظَر فِي أَحْوَال الْوُلَاة واعوانهم وخدامهم حَيْثُمَا كَانُوا وَالنَّظَر فِي أَحْوَال أقاصي الْبِلَاد وأدانيها وَمَعْرِفَة مَاله من الجبايات ويتفرغ لسَمَاع الشكوى مِمَّن يشكي بِأحد ولاته وَاخْتِيَار من يولي مَكَان من مَاتَ مِنْهُم أَو عزل ويتفرغ لتجهيز الجيوش والكتائب وَقِرَاءَة كتب الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَلَيْهِ من كل بلد مِمَّا لَا ينظر فِيهِ غَيره من فتق ثغر أَو موت وَال وَمَا يُوجب عَزله وَفِي معاناة
خلة أهل بلد تحل بهم جَائِحَة من جوع أَو مرض أَو سَبِيل أَو عَدو أَو غير ذَلِك انْتهى
موعظة فِي عَاقِبَة الْغَفْلَة من ذَلِك سُئِلَ بعض الْمُلُوك من الَّذين سلب عزهم وَهدم ملكهم فَقَالُوا شَغَلَتْنَا لذاتنا عَن التفرع لمهماتنا وفتنا بكفاتنا فآثروا مرافقهم علينا وظلم عمالنا رعيتنا ففسدت نياتهم لنا وتمنوا الرَّاحَة منا وَحمل على أهل خراجنا فَقل دَخَلنَا وَبَطل عَطاء جندنا فَزَالَتْ الطَّاعَة مِنْهُم لنا وقصدنا عدونا فَقل ناصرنا وَكَانَ أعظم مَا زَالَ بِهِ ملكنا استتار الْأَخْبَار عَنَّا