الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَحْظُور الثَّانِي
الترفع عَن المداراة
وَذَلِكَ لموجبين الْمُوجب الأول أَنه سنة بدليلين
أَحدهمَا مَا فِي الصَّحِيح عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت اسْتَأْذن رجل على النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ايذنوا لَهُ بئس أَخُو الْعَشِيرَة فَلَمَّا دخل ألان لَهُ القَوْل فَقَالَت يَا رَسُول الله قلت الَّذِي قلت ثمَّ ألنت لَهُ الْكَلَام قَالَ يَا عَائِشَة إِن شَرّ النَّاس من ودعه النَّاس اتقاء فحشه
الثَّانِي مَا روى عَن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه عَنهُ أَنه قَالَ إِنَّا نكشر فِي وُجُوه أَقوام وقلوبنا تلعنهم قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ هَذَا على زهده وصرامته فِي الْحق
قلت وَمن هَذَا الْمَعْنى قَوْله
(وَكم من يَد قبلتها عَن ضَرُورَة
…
وَكَانَ اخْتِيَاري قطعهَا لَو أمكن)
(وَلَكِن على حُلْو الزَّمَان ومره
…
أداري عدوي بِالَّتِي هِيَ أحسن)
وَقَالَ آخر
(إِن سَوَّلت نَفسِي إِلَيّ دنية
…
وأطعتها مَا عَن رضاي أطعتها)
(كم من يَد قبلتها وَلَو أنني
…
مكنت مِنْهَا سَاعَة لقطعتها)
وَقَالَ آخر
(إِذا مَا عَدوك يَوْمًا مَا سمى
…
إِلَى حَالَة لم ترد نقضهَا)
(فَقبل وَلَا تأنفن كَفه
…
إِذا أَنْت لم تستطع عضها)
الْمُوجب الثَّانِي أَن تخلق السُّلْطَان بِمَا يعود عَلَيْهِ بفوائد لَا يَسعهُ إهمال الْعبْرَة بهَا مِنْهَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ أفلاطون بقوله اسْتعْمل المداراة فِي قُوَّة سلطانك فَإِنَّهَا تؤنسك فِي زمَان خوفك وتملكك قُلُوب المنحرفين عَنْك
قلت وَيظْهر مِنْهُ أَن اسْتِعْمَالهَا عِنْد ضعف الْملك أولى وَأوجب فَائِدَة