الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النجسة. والصابئة تزعم ان شيث بن آدم هو اغاثاديمون المصري معلم هرمس. وكان اسقليبياذيس الملك احد من أخذ الحكمة عن هرمس وولّاه هرمس ربع الأرض المعمورة يومئذ وهو الربع الذي ملكه اليونانيون بعد الطوفان. ولما رفع الله هرمس اليه حزن اسقليبياذيس حزنا شديدا تأسفا على ما فات الأرض من بركته وعلمه وصاع له تمثالا على صورته ونصبه في هيكل عبادته. وكان التمثال على غاية ما يمكن من اظهار اهبة الوقار عليه والعظمة في هيبته ثم صوره مرتفعا الى السماء وكان يمثل بين يديه تارة ويجلس اخرى ويتذكر شيئا من حكمه [1] ومواعظه على العبادة. وبعد الطوفان ظن اليونانيون ان الصورة لاسقليبياذيس فعظموه غاية التعظيم. وكان ابقراط إذا عهد الى تلامذته يقول:
نشدتكم الله باري الموت والحياة وابي وأباكم اسقليبياذيس. وكان يصوره وبيده نبات الخطميّ رمزا منه الى فضيلة الاعتدال في الأمور واللين والمؤاتاة والمطاوعة في المعاملة.
وقال جالينوس: لا يجب ان يرفض الشفاء الذي يحصل عليه المرضى بدخولهم هيكل اسقليبياذيس. أقول كلما ورد من اخبار ما قبل الطوفان ولم يسند الى نبإ نبوي فهو حدس وتخمين لعدم [2] المخبر به على الوجه.
(متوشلح بن حنوخ)
ولد له لمك وعمره على الرأي السبعيني مائة وسبع وستون سنة وعلى رأي اليهود مائة وسبع وثمانون سنة وجميع أيامه على الرأيين تسعمائة وتسع وستون سنة. [3]
(لمك بن متوشلح)
ولد له نوح وعمره على الرأي السبعيني مائة وثماني وثمانون سنة وعلى رأي اليهود مائة واثنتان وثمانون سنة. وجميع أيامه على الرأيين [4] سبعمائة وثلث وسبعون سنة. ومات قبل أبيه.
(نوح بن لمك) ولد له شام [5] وعمره على الرأيين خمسمائة سنة. وعلى الرأيين جميع أيامه تسعمائة وخمسون سنة. وفي سنة ستمائة لعمر نوح تهارج الناس وأبا حوا المحظورات وارتكبوا المحارم. وكان نوح بارا صديقا. وأخبره الله تعالى بحال الطوفان وأمره ان يصنع فلكا طوله ثلاثمائة ذراعا وعرضه خمسون ذراعا في عمق ثلثين ذراعا. ونزل اليه هو وزوجته وبنوه الثلاثة: شام وحام ويافث ونساؤهم وأدخل معهم من كل نوع من الطيور والحيوان
[1-) ] حكمه وحكمته.
[2-) ] ويروى: لقدم.
[3-) ] وفي نسخة 962 سنة وهو غير موافق للكتاب الكريم.
[4-) ] وفي النسخة العبرانية انه عاش 777 سنة. وفي النسخة السبعينية انه عاش 753 سنة.
[5-) ] شام ر سام.
الطاهر سبعة ازواج ذكورا وإناثا. ومن النجس زوجا ومن الطعام ما يقوته ومن معه قوتا ماسكا للرمق. وقيل ان تابوت أبينا آدم ايضا كان معهم في الفلك. ثم هطلت السماء انهطالا وتواترت الأمطار واستنهرت المياه أربعين يوما أولها السابع والعشرون من شهر أيار وتغشمرت السيول العمران وغشي الماء كل شيء وركب الجبال الشامخة وعلا عليها خمس عشرة ذراعا [1] . ودام ذلك سنة كاملة. ثم ذكر الله نوحا ومن معه في الفلك فأمسك نزول الماء وعصفت الرياح فجففت الأرض واجتنح الفلك الى جبل قرد [2] ويعرف بالجوديّ وفي اثناء ذلك بعث نوح الغراب مستكشفا عن حال الأرض. فلم يعد لاشتغاله بأكل الجيف. واتبعه بحمامة فلم تجد موضعا للوقوف فعادت الى نوح. ثم صبر بعد ذلك سبعة ايام وسرح حماما آخر فرجع اليه مساء وفي منقاره ورقة من شجرة الزيتون. فعلم ان الماء قد غاض. وبعد ايام أرسل طائرا آخر فلم يعد. فأقام تتمة سنة وخرج هو وآله من الفلك في السابع والعشرين من السنة الثانية وبنى مذبحا وقرّب قربانا قبله الله وعهد اليه ان لا يورد على خلقه طوفانا ولا يبيد فيما بعد حيوانا وجعل آية رضوانه قوس قزح المرئية في السحاب. واطلق الله لنوح أكل لحوم الغنم والمواشي وشرب الخمر ومما كان قد حرّم قبل الطوفان. وابتدأ نوح بعمارة الأرض وغرس كرما وشرب من عصيره وثمل يوما في خيمته فانكشف. فشهده ابنه حام وهزئ منه. وعرف أخواه شام ويافث ذلك وأخذ إزارا فغطيا أباهما ووليا يمشيان القهقرى حتى لا ينتبه. ولما استيقظ نوح علم ما صنع به فلعن كنعان بن حام قائلا: انّ زرعه من بعده يكون لعبودية الأمم. وانما لعنه نوح والذنب لأبيه لا له لأنه عرف بالوحي ما سيبدو منه من اتخاذ الملاهي وإنشاء الزمر وافشاء الزنا وباقي الفواحش التي ارتكبها بنو قايين. وبعد الطوفان قسم نوح المسكونة بين بنيه عرضا من الجنوب الى الشمال فأعطى بلاد السودان حاما وبلاد السمر شاما وبلاد الشقر ليافث. ثم مات وله تسعمائة وخمسون سنة. فمن خلق العالم الى ورود الطوفان على الرأي السبعيني الفان ومائتان واثنتان وأربعون سنة وعلى رأي اليهود ألف وستمائة وست وخمسون سنة وعلى رأي السمرة ألف وثلاثمائة وسبع سنين. وهذا الى غاية الفساد لاقتضائه ادراك نوح آدم في قيد الحياة بمائتين وثلث وعشرين سنة ولم يأت به خبر عن الله ولا عن أنبيائه. وقال انيانوس الراهب الاسكندري ان مدة ما بين ابتداء خلق آدم وبين ليلة
[1-) ] خمس عشرة ذراعا. كذا في الأصل. ص خمسة عشر ذراعا.
[2-) ] قرد. «قردى وباز بدى قريتان قريبتان من جبل الجودي بالجزيرة» (ياقوت) .