الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوه ام لا. فحكم له انه يقهر أعداءه على نهر دجلة. فاستكبر لذلك يوليانوس وصال جدا وجمع جيوشه وغزا الفرس. فلما وصل الى حرّان وأراد الخروج منها نكّس رأسه ساجدا لآلهة الحرّانيين. فسقط تاجه عن رأسه وصرع فرسه الذي كان تحته. فقال له خادم الصنم: ان النصارى الذين معك هم جلبوا عليك هذه البلايا. فأسقط منهم يومئذ زهاء عشرين ألف رجل. وسار حتى وافى المدائن. ولما نشب الحرب بينه وبين الفرس على دجلة صار يسير في صفوف مقاتليه وينشطهم للحرب. فرماه بعض الفرس بسهم فأصاب جنبه فسقط عن دابته. وبينما هو يتعذب إذ أخذ ملء حفنته دما من دمه فرشّه في الجو نحو السماء وقال: انك غلبتني يا ابن مريم فرث مع ملك السماء ملك الأرض ايضا. فمات وحمل الى مدينته طرسوس ودفن بها.
وكان ليوليانوس هذا كاتب اسمه ثامسطيوس فيلسوف مشهور في زمانه فسّر اكثر كتب ارسطوطاليس وصنّف كتابا ليوليانوس في التدبير وسياسة الممالك ورسالة له ايضا تتضمن الكف عن اضطهاد النصارى وذكر فيها ان الله عز وجل يحب [1] ان يعبد بوجوه مختلفة فان الفلاسفة ايضا متشعبة الى ثلاثمائة مذهب. فأقنعه كلامه فيها وكفه عن أذيتهم فانكف. ومن الفلاسفة القريبة العهد من هذا الزمان نيقولاوس قد تقدم في معرفة الحكمة. وله من التصانيف كتاب من حمل فلسفة ارسطوطاليس ولنا نسخته بالسرياني نقل حنين بن اسحق. وكتاب النبات. وكتاب الرد على جاعل العقل والمعقولات شيئا واحدا. قال ابن بطلان: ان أصله من اللاذقية وبها ولد. ومنهم دوروثيوس وهو رياضي له اليد الطولى في علم الفلك والأحكام النجومية. وتصانيفه مشهورة عند اهل هذا العلم في المواليد والأدوار. ومنهم ديوفنطس وكتابه اب اسمه [2] في الجبر والمقابلة مشهور وإذا تبحر فيه الناظر رأى بحرا في هذا النوع.
(يوينيانس قيصر)
لما قتل يوليانوس المارق بقي عسكر الروم بغير ملك. فاختاروا صاحب جيشه وهو يوينيانس المؤمن بمشورة سابور ملك الفرس. فامتنع وقال: انني نصراني لا ارضى ان أكون ملكا للوثنيين. فأعلموه انهم ايضا نصارى ومن خوفهم من المارق لم يظهروا أديانهم. فأخرج لهم صليبا من الخزانة ونصبه لهم في العسكر. وجرى الصلح بينهم وبين الفرس فشيعه سابور الى نصيبين ووهبها له. ونقل من كان بها من
[1-) ] يحبّ ر يجب.
[2-) ] اسمه ر قسمة ويسميه.