المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مع خمسة آلاف كرج لم يشعروا بالكمين وانما كسروا المصريّين - تاريخ مختصر الدول - جـ ١

[ابن العبري]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌الدولة الاولى للأولياء قبل الدّخول إلى أرض الميعاد

- ‌(آدم)

- ‌(شيث بن آدم)

- ‌(انوش بن شيث)

- ‌(قينان بن انوش)

- ‌(مهلالايل بن قينان)

- ‌(يرد بن مهلالايل)

- ‌(حنوخ [1] بن يرد)

- ‌(متوشلح بن حنوخ)

- ‌(لمك بن متوشلح)

- ‌(شام بن نوح)

- ‌(أرفخشد بن شام)

- ‌(قينان بن أرفخشد)

- ‌(شالح بن قينان)

- ‌(عابر بن شالح)

- ‌(فالغ بن عابر)

- ‌(ارعو بن فالغ)

- ‌(ساروغ بن ارعو)

- ‌(ناحور بن ساروغ)

- ‌(ترح بن ناحور)

- ‌(ابراهيم بن ترح)

- ‌(اسحق بن ابرهيم)

- ‌(يعقوب بن اسحق)

- ‌(لاوي بن يعقوب)

- ‌(قاهاث بن لاوي)

- ‌(عمرم بن قاهاث)

- ‌(موسى بن عمرم)

- ‌الدولة الثانية المنتقلة من الأولياء الى القضاة قضاة بني إسرائيل

- ‌(أيشوع [1] بن نون)

- ‌(فينحاس [1] بن اليعازر بن هرون الكاهن)

- ‌(كوشن الأثيم [3] المتغلّب)

- ‌(عثنائيل)

- ‌(عجلون)

- ‌(اهور بن جارا)

- ‌(شمغر بن عناث)

- ‌ يابين ملك حاصور

- ‌(دبورا النبيّة وبارق)

- ‌(المذيانيّون)

- ‌(جذعون)

- ‌(ابيملك بن جذعون)

- ‌(تولع بن فوا)

- ‌(يائير الجلعدي)

- ‌(العمونيّون)

- ‌(يفتاح)

- ‌(ابيصان)

- ‌(الون)

- ‌(ابدون [3] بن هليان)

- ‌(الفلسطينيون)

- ‌(شمشون الجبّار المتقشف)

- ‌(مشايخ الأمّة)

- ‌(عالي الكاهن)

- ‌(شموايل النبيّ)

- ‌الدولة الثالثة المنتقلة من قضاة بني إسرائيل إلى ملوكهم

- ‌(شاول)

- ‌(داود بن ايشي)

- ‌ سليمان بن داود

- ‌(رحبعم بن سليمان)

- ‌(ابيّا بن رحبعم)

- ‌(آسا بن ابيّا)

- ‌(يوشافاط بن آسا)

- ‌(يورم بن يوشافاط)

- ‌(احزيا بن يورم)

- ‌(عثليا ام احازيا)

- ‌(يواش بن احزيا)

- ‌(اموصيا بن يواش)

- ‌(عوزيا بن اموصيا [1]

- ‌(يوثم بن عوزيا)

- ‌(أحاز بن يوثم)

- ‌(حزقيا بن أحاز)

- ‌(منشا بن حزقيا)

- ‌(امون بن مناشا)

- ‌(يوشيا بن امون)

- ‌(يهواحاز بن يوشيا)

- ‌(يوياقيم بن يوشيا)

- ‌(يوياخين [3] بن يوياقيم)

- ‌ صدقيا بن يوشيا

- ‌الدولة الرّابعة المنتقلة من ملوك بني إسرائيل الى ملوك الكلدانيّين

- ‌(بختنصّر بن نبوفلسّر)

- ‌(أول مرودخ بن بختنصر)

- ‌(بلطشاصر بن بختنصّر)

- ‌(داريوش المادي [1]

- ‌(كورش الفارسي)

- ‌(قمباسوس بن كورش)

- ‌(داريوش بن بشتسب [2] :

- ‌(احشيرش بن داريوش)

- ‌(ارطبانس)

- ‌(ارطحششت الطويل اليدين)

- ‌(احشيرش الثاني)

- ‌ سغدينوس [5]

- ‌(داريوش نوثوش [6]

- ‌(ارطحششت الثاني)

- ‌(ارطحششت الثالث)

- ‌(ارسيس [3] بن اوخوس)

- ‌(داريوش بن ارشك)

- ‌الدولة السّادسة المنتقلة من ملوك الفرس المجوس إلى ملوك اليونانيّين الوثنيّين

- ‌ الإسكندر بن فيليفوس

- ‌(بطلميوس بن لاغوس)

- ‌(بطلميوس فيلاذلفوس)

- ‌(بطلميوس اورغاطيس)

- ‌(بطلميوس فيليفاطور)

- ‌(بطلميوس افيفانوس)

- ‌(بطلميوس فيلوميطور)

- ‌(بطلميوس اورغاطيس الثاني)

- ‌(بطلميوس فيسقوس)

- ‌ بطلميوس فيسقوس

- ‌(بطلميوس الاكسندروس)

- ‌(بطلميوس ذيانوسيوس)

- ‌(قلاوفطرا)

- ‌(اغوسطس قيصر)

- ‌(طيباريوس قيصر)

- ‌(غاييوس قيصر)

- ‌(قلوذيوس قيصر)

- ‌(نارون قيصر)

- ‌(اسفسيانوس قيصر)

- ‌(طيطوس قيصر)

- ‌(ذوميطيانوس قيصر)

- ‌(طريانوس قيصر)

- ‌(اذريانس قيصر)

- ‌(طيطوس انطونيانس قيصر)

- ‌(مرقوس اورليوس قيصر)

- ‌(فرطيناخس قيصر)

- ‌(سوريانس قيصر)

- ‌(انطونيانس قيصر)

- ‌(ماقرينوس قيصر [2]

- ‌(انطونيانس قيصر المعروف باليوغالي)

- ‌(الإسكندروس قيصر)

- ‌(مكسيميانوس قيصر)

- ‌(غورديانس [5] قيصر)

- ‌(فيليبوس قيصر)

- ‌(ذوقيوس قيصر)

- ‌(غالوس قيصر)

- ‌(اولارينوس قيصر)

- ‌(غالوس قيصر الثاني)

- ‌(قلوذيس قيصر)

- ‌(اورلينوس قيصر)

- ‌(ططقيطوس قيصر)

- ‌(فروبوس قيصر)

- ‌(قاروس قيصر)

- ‌(ذيوقليطيانوس قيصر)

- ‌(قسطنطيس قيصر الكبير)

- ‌(قسطنطينوس قيصر القاهر)

- ‌(قسطنطينوس وقسطوس وقسطنطيس)

- ‌(يوليانوس قيصر)

- ‌(يوينيانس قيصر)

- ‌(اولنطيانس قيصر)

- ‌(واليس قيصر)

- ‌(غراطيانس قيصر)

- ‌(ثاوذوسيوس قيصر الكبير)

- ‌(ارقاذيوس قيصر)

- ‌(ثاوذوسيوس قيصر الصغير)

- ‌(مرقيانوس قيصر)

- ‌(لان قيصر) :

- ‌(لاونطيوس قيصر)

- ‌(زينون قيصر)

- ‌(انسطس قيصر)

- ‌(يوسطينيانس قيصر [4]

- ‌(يوسطينيانس قيصر الصغير)

- ‌(يوسطينيانس قيصر الثالث)

- ‌الدولة الثامنة المنتقلة من ملوك الإفرنج إلى ملوك اليونانيين المتنصّرين

- ‌ طيباريوس قيصر

- ‌(موريقي قيصر)

- ‌(فوقا قيصر)

- ‌(هرقل قيصر)

- ‌(محمد بن عبد الله عليه السلام

- ‌(ابو بكر الصديق)

- ‌(عمر بن الخطاب)

- ‌(عثمان بن عفّان)

- ‌(عليّ بن ابي طالب)

- ‌(الحسن بن عليّ بن ابي طالب)

- ‌(معاوية بن ابي سفيان)

- ‌ يزيد بن معاوية

- ‌(معاوية بن يزيد)

- ‌(مروان بن الحكم)

- ‌(عبد الملك بن مروان)

- ‌(الوليد بن عبد الملك)

- ‌(سليمان بن عبد الملك)

- ‌ عمر بن عبد العزيز

- ‌(يزيد بن عبد الملك)

- ‌(هشام بن عبد الملك)

- ‌(الوليد بن يزيد بن عبد الملك)

- ‌ يزيد بن الوليد بن عبد الملك

- ‌(ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك)

- ‌(مروان بن محمد بن مروان بن الحكم)

- ‌(ابو العباس السفاح)

- ‌(ابو جعفر المنصور)

- ‌(المهدي بن المنصور)

- ‌(الهادي بن المهدي)

- ‌(هرون الرشيد بن المهدي)

- ‌(الأمين بن الرشيد)

- ‌(المأمون بن الرشيد)

- ‌(المعتصم بن الرشيد)

- ‌(الواثق بالله هرون بن المعتصم)

- ‌(المتوكل على الله جعفر بن المعتصم)

- ‌(المنتصر بن المتوكل)

- ‌(المستعين احمد بن محمد بن المعتصم)

- ‌(المهتدي بن الواثق)

- ‌(المعتمد بن المتوكل)

- ‌(المعتضد بن الموفق)

- ‌(المكتفي بن المعتضد)

- ‌(المقتدر بن المعتضد)

- ‌(القاهر بن المعتضد)

- ‌(الراضي بن المقتدر)

- ‌(المتّقي بن المقتدر)

- ‌(المستكفي بن المكتفي)

- ‌(المطيع بن المقتدر)

- ‌(الطائع بن المطيع)

- ‌(القادر بن اسحق بن المقتدر)

- ‌(القائم بن القادر)

- ‌(المقتدي بن محمد بن القائم)

- ‌(المستظهر بن المقتدي)

- ‌(المسترشد بن المستظهر)

- ‌(الرشيد بن المسترشد)

- ‌(المقتفي بن المستظهر)

- ‌(المستنجد بن المقتفي)

- ‌(المستضي بن المستنجد)

- ‌(الناصر بن المستضيء) :

- ‌(الظاهر بن الناصر) :

- ‌(المستنصر بن الظاهر)

- ‌(المستعصم بن المستنصر) :

- ‌الدولة العاشرة المنتقلة من ملوك العرب المسلمين الى ملوك المغول

- ‌(هولاكو بن تولي خان [1]

- ‌(جلوس قوبلاي قاان على كرسي المملكة) :

- ‌(اباقا ايلخان)

- ‌(السلطان احمد)

- ‌(ارغون ايلخان)

الفصل: مع خمسة آلاف كرج لم يشعروا بالكمين وانما كسروا المصريّين

مع خمسة آلاف كرج لم يشعروا بالكمين وانما كسروا المصريّين الذين في مقابلتهم وساقوا خلفهم الى باب مدينة حمص وقتلوا فيهم خلقا كثيرا ولم يزالوا الى ان وصل إليهم الخبر بهرب أصحابهم. فعند ذلك رجعوا وفي الرجعة صادفوا جماعة من عسكر المصريّين الذين ساقوا خلف أصحابهم الهاربين وعاد بينهم القتال وقتل من الجانبين خلق كثير.

ورجعوا وقد حملوا شيئا كثيرا من الأموال والخيل والسلاح الذي نهبوا. ولما وصل مونكاتمور الى الجزيرة وهو قد خرج يومئذ من الحمّام عملوا سرّا مع بعض الشرابداريّة وسقوه سمّا.

ولما احسّ بتغيّر مزاجه توجّه نحو نصيبين وقضى نحبه. واما اهل الجزيرة فإنهم لما شعروا بذلك أدركهم الخوف العظيم ولزموا للصفيّ القرقوبيّ وكتفوه وداروا به في أسواق الجزيرة ثم قتلوه.

واما اباقا ايلخان فانه توجه نحو بغداد ومنها الى همذان. وفي يوم عيد النصارى الكبير لتلك السنة دخل الى البيعة في تلك المدينة وعيّد مع النصارى. ويوم الاثنين ثاني العيد عمل له شخص فارسي اسمه بهنام دعوة عظيمة في داره. وليلة الثلثاء تغيّر مزاجه وصار يرى خيالات في الهواء. ويوم الأربعاء وهو اوّل يوم من نيسان لتلك السنة وهو العشرون في ذي القعدة انتقل من هذا العالم. ومونكاتمور انتقل يوم الأحد سادس عشر المحرّم في بلد الجزيرة.

(السلطان احمد)

ولما توفي اباقا ايلخان اجتمع الأولاد والأمراء وحصل الاتفاق بينهم ان احمد بن هولاكو من قوتاي خاتون يصلح للتدبير والمملكة وانه مستحقّ لهذا الملك وهو اولى به والطريق له بعد اباقا. ولما جلس على كرسي المملكة يوم الأحد الحادي والعشرين من حزيران لتلك السنة سنة احدى وثمانين وستمائة وعنده الكفاية والدراية والكرم أخرج من الخزائن والأموال شيئا كثيرا وقسم على الأولاد والأمراء والعساكر واظهر الإحسان والشفقة الى جميع المغول والى الأمم الباقية وخصوصا الى أكابر النصارى. وأرسل الرسل الى سلطان مصر بسبب الصلح وكتب اليه رسالة هذه نسختها:

بقوة الله تعالى بإقبال قاان فرمان احمد. اما بعد فان الله تعالى بسابق عنايته وبنور هدايته قد كان أرشدنا في عنفوان الصبا وريعان الحداثة الى الإقرار بربويّته والاعتراف بوحدانيّته. والشهادة لمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام بصدق نبوّته. وحسن الاعتقاد في أوليائه الصالحين من عباده في بريّته. فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للإسلام.

فلم نزل نميل الى إعلاء كلمة الدين. وإصلاح امور الإسلام والمسلمين. الى ان افضى بعد أبينا الجيّد وأخينا الكبير نوبة الملك إلينا فأفاض علينا من جلابيب ألطافه ولطائفه.

ابن العبري- 19

ص: 289

ما تحقق به آمالنا في جزيل آلائه وعوارفه. وجلا هذه المملكة علينا. واهدى عقيلتها إلينا. فاجتمع عندنا في قوريلتاي المبارك وهو المجمع الذي ينقدح فيه آراء جميع الاخوان والاخوة والأولاد والأمراء الكبار ومقدّمي العساكر وزعماء البلاد واتفقت كلمتهم على ان ينفذ ما سبق به حكم أخينا الكبير في إنفاذ الجمّ الغفير من عساكرنا التي ضاقت الأرض برحبها من كثرتهم وامتلأت القلوب رعبا لعظم صولتهم وشديد بطشهم الى تلك الجهة بهمّة تخضع لها شمّ الأطواد. وعزيمة تلين لها الصمّ الصلاد. ففكرنا فيما مخضت زبدة عزائمهم عنه واجتمعت اهواؤهم وآراؤهم عليه فوجدناه مخالفا لما كان في ضميرنا من إنشاء الخير العامّ. الذي يقوم بقوّته شعار الإسلام. وان لا يصدر عن أوامرنا ما أمكننا الّا ما يوجب حقن الدماء. وتسكين الدهماء. ويجري به في الأقطار رخاء نسائم الأمن والامان. ويستريح المسلمون في سائر الأمصار في مهاد الشفقة والإحسان. تعظيما لأمر الله وشفقة على خلق الله. فألهمنا الله إطفاء تلك النائرة.

وتسكين الفتن الثائرة. وإعلام من أشار بذلك الرأي ما أرشدنا الله اليه من تقديم ما يرجى به شفاء العالم من الأدواء. وتأخير ما يجب ان يكون آخر الدواء. واننا لا نحبّ المسارعة الى هزّ النصال للنضال الّا بعد إيضاح المحجة. ولا نأذن لها الّا بعد تبيين الحقّ وتركيب الحجّة. وقوّى عزمنا على ما رأيناه من دواعي الصلاح. وتنفيذ ما ظهر لنا به وجه الإصلاح. اذكار شيخ الإسلام قدوة العارفين كمال الدين عبد الرحمن فهو نعم العون في امور الدين. فأصدرناه رحمة من الله لمن دعاه. ونقمة على من اعرض عنه وعصاه. وأنفذنا اقضى القضاة قطب الدين والاتابك بهاء الدين وهما من ثقات هذه الدولة القاهرة ليعرّفاهم طريقتنا. ويتحقق عندهم ما ينطوي عليه لعموم المسلمين جميل سنّتنا. وبيّنّا لهم اننا من الله على بصيرة وان الإسلام يجبّ ما قبله. وانه تعالى القى في قلبنا ان نتبع الحقّ واهله. ويشاهدون عظيم نعم الله على الكافة بما دعانا اليه من تقديم اسباب الإحسان. ولا يحرمونها بالنظر الى سالف الأحوال. وكُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ. 55: 29 فان تطلّعت نفوسهم الى دليل يستحكم به دواعي الاعتماد. وحجّة يثقون بها من بلوغ المراد. فلينظر الى ما قد ظهر من مآثرنا مما اشتهر خبره وعمّ اثره [1] . فانّا ابتدأنا بتوفيق الله تعالى بإعلاء أعلام الدين وإظهاره في إيراد كل امر وإصداره تقديما.

واقامة نواميس الشرع المحمديّ على قانون العدل الاحمديّ إجلالا وتعظيما. وأدخلنا السرور على قلوب الجمهور وعفونا عن كل من اخترع سيّئة واقترف. وقابلناه بالصفح

[1-) ] ويروى: خيره واثره.

ص: 290

وقلنا عَفَا الله عَمَّا سَلَفَ. 5: 95 وتقدمنا بإصلاح امور أوقاف المسلمين من المساجد والمشاهد والمدارس. وعمارة بقاع البرّ والربط الدوارس. وإيصال حاصلها بموجب عوائدها القديمة الى مستحقها بشروط واقفها. ومنعنا ان يلتمس شيء مما استحدث عليها وان لا يغيّر احد شيئا مما قرّر [1] أولا فيها. وأمرنا بتعظيم امر الحجّ وتجهيز وفدها وتأسيس سبيلها وتسيير قوافلها. وأطلقنا سبيل التجار والمتردّدين الى البلاد وليسافروا بحسب اختيارهم على احسن قواعدهم. وحرمنا على العساكر والشحاني في الأطراف التعرّض لهم في مصادرهم ومواردهم. وقد كان صادف قراغولنا جاسوسا في زيّ الفقراء كان سبيل مثله ان يهلك فلم نر اهراق دمه صيانة لحرمة ما حرّمه الله تعالى وانفذناه إليهم. ولا يخفى عليهم ما كان في إنفاذ الجواسيس من الضرر العام للمسلمين. فان عساكرنا طال ما رأوهم في زيّ الفقراء والنسّاك واهل الصلاح فساءت ظنونهم في تلك الطوائف فقتلوا منهم من قتلوا. وفعلوا بهم ما فعلوا. ورفعت الحاجة بحمد الله تعالى الى ذلك بما صدر اذننا به من فتح الطريق وتردّد التجّار وغيرهم. فإذا أمعنوا الفكر في هذه الأمور وأمثالها فلا يخفى عنهم انها أخلاق جبلّيّة طبيعية وعن شوائب التكلّف والتصنّع عريّة. وإذا كانت الحال على ذلك فقد ارتفعت دواعي النفرة التي كانت موجبة للمخالفة. فإنها ان كانت بطريق الدين. والذبّ عن حوذة المسلمين. فقد ظهر بفضل الله ويمن دولتنا النور المبين. وان كان لما سبق من الأسباب. فمن يجري الآن طريق الصواب. وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ. 38: 40 وقد رفعنا الحجاب بفصل الخطاب وعرّفناكم ما عزمنا عليه من نيّة خالصة لله تعالى وأتينا باستيفائها [2] . وحرّمنا على جميع عساكرنا العمل بخلافها. ليرضى الله والرسول. وتلوح على صفائحها آثار الإقبال والقبول. وتستريح من اختلاف الكلمة هذه الامّة. وتنجلي بنور الائتلاف واللمّة ظلمة الاختلاف والغمّة. فيسكن في سابغ ظلّها البوادي والحواضر. وتقوى القلوب التي بلغت من الجهد الى الحناجر. ويعفى عن سائر الهفوات والجرائر. فان وفّق الله تعالى سلطان مصر لما فيه صلاح العالم. وانتظام امور بني آدم. فقد وجب عليه التمسّك بالعروة الوثقى. وسلوك الطريقة المثلى. بفتح أبواب الطاعة والاتحاد [3] . وبذل الإخلاص بحيث تعمر تلك الممالك والبلاد. وتسكن الفتن الثائرة. وتغمد السيوف

[1-) ] ويروى: قدّر.

[2-) ] ويروى: استئنافا. ولعل الصواب باستئنافها.

[3-) ] وفي نسخة: والإيجاد.

ص: 291

الباترة. وتحلّ الكافّة ارض الهوينا وروض الهدون. وتخلص ارقاب المسلمين من اغلال [1] الذلّ والهون. وان غلب سوء الظنّ بما تفضّل به واهب الرحمة. ومنع عن معرفة قدر هذه النعمة. شكر الله مساعينا وأبلى عذرنا [2] وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا. 17: 15 والله الموفّق للرشاد والسداد. وهو المهيمن على جميع البلاد والعباد. وحسبنا الله وحده.

وكتب في أواسط جمادى الاولى سنة احدى [3] وثمانين وستمائة بمقام الطاق.

ثم ان ملك مصر كتب الى السلطان احمد جواب هذه الرسالة: من سلطان مصر سيف الدين ابي مظفر قلاوون. اما بعد حمد الله الذي أوضح لنا نبأ [4] الحق منهاجا.

وجاء بنا فجاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا. والصلاة على سيّدنا ونبيّنا محمد الذي فضله على كل شيء نحي أسّه وكل نبيّ ناجي. وعلى آله وصحبه صلاة تثير ما دحي وتنير من داجي [5] . والرضى عن الامام الحاكم بأمر الله امير المؤمنين وسليل الخلفاء المهتدين [6] . وابن عمّ سيّد المرسلين الخليفة الذي تتمسّك ببيعته اهل هذا الدين. انه ورد الكتاب الكريم. الملتقى بالتكريم. والمشتمل على النبإ العظيم.

من دخوله في الدين. وخروجه عمّن خالف من العشيرة والأقربين. ولما فتح هذا الكتاب فاتح بهذا الخبر المعلم. والحديث الذي صحّ [7] عند اهل الإسلام إسلامه واصحّ الحديث ما روي عن مسلم. وتوجهت الوجوه بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى في ان يثبته على ذلك بالقول والعمل الثابت. وان ينبت حبّ حبّ هذا الدين في قلبه كما أنبته في احسن المنابت. وحصل التأمل للفضل المبتدإ بذكره من حديث إخلاصه النيّة في اوّل العمر وعنفوان الصبا والإقرار بالوحدانية. ودخوله في الملّة المحمديّة بالقول والعمل والنية. والحمد لله على ان شرح صدره للإسلام. وألهمه شريف هذا الإلهام.

فحمدنا الله على ان يجعلنا [8] من السابقين الأولين الى هذا والمقال المقام. ويثبت أقدامنا في كل موقف اجتهاد [9] وجهاد تتزلزل دونه الاقدام. واما إفضاء النوبة في الملك

[1-) ] ويروى: انحلال.

[2-) ] ويروى: فيعفو الله عن مساعينا واتلى عذرنا.

[3-) ] ويروى: اثنتين.

[4-) ] ويروى: لنا وبنا.

[5-) ] وفي رواية: الذي فضّله الله على كل شيء نجا. وعلى اهله وصحبه صلاة تشير (والصواب: تنير) ما دجا.

[6-) ] ويروى: المهيدين تصحيف المهديين.

[7-) ] ويروى: بهذا الخبر المعلم العلم والحديث الذي صحح عند اهل الإسلام إسلامه وتوجهت إلخ.

[8-) ] ويروى: جعلنا.

[9-) ] ويروى: فاجتهاد.

ص: 292

وميراثه بعد والده وأخيه الكبير اليه. وافاضة هذه المواهب العظيمة عليه. وتوقّله الاسرّة التي طهّرها [1] إيمانه وأظهرها سلطانه فقد أورثه الله من اصطفاه من عباده [2] .

وصدق المبشرات له من كرامة أوليائه وعبّاده. واما حكاية اجتماع الاخوان والأولاد والأمراء الكبار في قوريلتاي الذي ينقدح فيه زند الآراء وان كلمتهم اتفقت على ما سبق به حكم أخيه الكبير في إنفاذ العساكر الى هذا الجانب وانه فكر فيما اجتمعت عليه آراؤهم وانتهت اليه اهواؤهم فوجده مخالفا لما في ضميره إذا قصده الصلاح ودأبه [3] الإصلاح. وانه اطفأ تلك النائرة. وسكّن تلك الثائرة. فهذا فعل الملك التقيّ المشفق على قومه. ومن يفي الفكر في العواقب. بالرأي الثاقب. وإلّا فلو تركوا آراءهم حتى يحملهم الهوى لكانت تكون هذه الكرّة هي الكرّة [4] . لكن هو كمن خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى. ولم يوافق قول من ضلّ ولا فعل من غوى. واما القول انه لا يحبّ المسارعة للمقارعة الّا بعد إيضاح المحجّة وتركيب الحجّة. فانتظامه [5] في سلك [6] الايمان صارت حجّتنا وحجّته المتركبة على من عدت طواغيه عن سلوك هذه المحجة مسكتة. وان الله سبحانه والناس كافة قد عملوا ان قيامنا انما هو لنصر هذه الملّة وجهادنا واجتهادنا انما هو لله. وحيث قد دخل معنا في الدين هذا الدخول.

فقد ذهبت الأحقاد وزالت الذحول. وبارتفاع المنافرة. تحصل المناصرة. فالايمان كالبنيان يشدّ [7] بعضه من بعض. ومن اقام مناره فله اهل بأهل في كل مكان وجيران بجيران في كل ارض. واما تركيب هذه الفوائد الجمّة على اذكار شيخ الإسلام قدوة العارفين كمال الدين عبد الرحمن أعاد الله من بركاته فلم ير وليّ من قبل كرامة كهذه الكرامة. والرجاء ببركة الصالحين ان تصبح كل دار للإسلام دار اقامة [8] حتى تتمّ شرائط الايمان. ويعود شمل الإسلام كأحسن ما كان. ولا ينكر بمن بكرامته ابتدأ هذا التمكن في الوجود. ان كل حقّ ببركته الى مصابه [9] يعود. واما إنفاذ

[1-) ] ويروى: ظهرها.

[2-) ] ويروى: أورثه الله من عباده ومصطفيه وصدق إلخ.

[3-) ] ويروى: آدابه.

[4-) ] ويروى: «الفكرة» . ولا وجه لها.

[5-) ] كذا في نسختين ولعل الصواب: فبانتظامه.

[6-) ] ويروى: مسلك.

[7-) ] ويروى: يشيد.

[8-) ] ويروى: دارا قائمة.

[9-) ] ويروى: إذ كان كل حق ببركته الى قضائه يعود. ولعل الصواب «الى نصابه» اي أصله.

ص: 293

اقضى القضاة قطب الدين والاتابك شهاب الدين [1] الموثوق بنقلهما في ابداع رسائل هذه البلاغة. فقد حضرا وأعادا كل قول حسن من حوال أحواله وخطرات خاطره ومناظرات منظره. ومن كل ما يشكر ويحمد. ويفيض حديثهما فيه عن مسند احمد.

واما الاشارة الى ان النفوس كانت تتطلع الى اقامة دليل تستحكم بسببه دواعي الأمر ومصادره من العدل والإحسان. بالقلب واللسان. والتقدّم بإصلاح الأوقاف فهذه صفات من يريد لملكه دواما. فلما ملك عدل. ولم يلتفت الى لوم من عذل [2] .

على انها لو كانت من الأفعال الحسنة. والمثوبات التي تستنطق بالدعاء الالسنة.

فهي واجبات كليّة تؤدّى وهي اكبر من انه يأجر اجر [3] غيره يفتخر او عليه يقتصر او له يدّخر. وانما يفتخر الملك العظيم بان يعطي ممالك وأقاليم وحصونا [4] .

وان يبذل في تشييد ملكه عن مصون. واما تحريمه على العساكر والقراغولات والشحاني بالاطراف التعرّض الى احد بالاذى. واصفاء موارد الواردين والصادرين من شوائب القذى. فمن حين بلغنا تقدّمه بذلك تقدّمنا [5] مثله ايضا الى سائر النوّاب بالرحبة والبيرة وحلب وعين تاب وتقدّمنا الى مقدّمي العساكر بأطراف تلك الممالك بمثل ذلك.

وإذا اتخذ الامان وانعقد الايمان بختم هذه الأحكام ترتّبت عليه جميع الحكّام [6] .

واما الجاسوس الفقير الذي أمسك ثم أطلق وان بسبب من يتزيّا من الجواسيس بزي الفقراء قتلت جماعة من الفقراء الصلحاء رجما بالظن فهذا باب من تلك الأبواب [7] كان فتحه. وزند منه كان قدحه. وكم متزيّ بالفقر من ذلك الجانب سيّروه. والى الاطّلاع على الأمور سوّروه. وظفر النوّاب منهم بجماعة فرفع عنهم السيف. ولم يكشف ما غطّته خرقة الفقر [8] بلم ولا كيف. واما الاشارة الى ان في اتفاق [9]

[1-) ] وفي رواية: والاتابك وشهاب الدين. ولعلها الرواية الصحيحة لأنه قد مر في الصفحة (290) ان اسم الاتابك بهاء الدين.

[2-) ] ويروى: الى لوم من عدا ولا من عذل.

[3-) ] وفي نسخة: ياخر اخر. ويروى: وهو اكبر من انه يأجر اجرا غيره ويفتخروا عليه وانما يفتخر إلخ.

ولعل الصوب: يأجر اجرا غيره به يفتخر او عليه يقتصر إلخ.

[4-) ] لفظة «حصون» توجد في نسخة باريز فقط.

[5-) ] ويروى: قدمنا.

[6-) ] ويروى: إذا اتحد الايمان وانعقد تختم هذه الأحكام وترتبت (ويروى: وترتيب) عليه جميع الأحكام.

وروايتنا احسن.

[7-) ] وفي نسخة: من ذلك الجانب.

[8-) ] ويروى: حرفة الفقير. والرواية التي أثبتناها افصح.

[9-) ] ويروى: شفاق. ويروى: نفاق. وكلا الروايتين تصحيف.

ص: 294

الكلمة يكون صلاح العالم. وينتظم شمل بني آدم. فلا ريب لمن طرق باب الاتحاد ومن جنح السلم فما حاد [1] . ومن ثنى عنانه عن المكافحة. كمن مدّ يد المصالحة للمصافحة. والصلح وان كان سيّد الأحكام فلا بدّ من امور تبنى عليها قواعده.

ويعلم من مدلولها فوائده. فان الأمور المسطورة في كتابه كليّات لازمة يفهم [2] بها كل معنى ويعلم ان يتهيأ صلح او لم [3] . وثمّ امور لا بدّ وان يحكم في سلكها عقودا لعهود تنظم قد يحملها لسان المشافهة التي إذا أفردت أقبلت ان شاء الله عليها النفوس. واحرزتها [4] صدور الرسل كأحسن ما تحرزه سطور الطروس. واما الاستشهاد بقوله تعالى: وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا. 17: 15 فما على السبق من الودّ بنسج ولا على السبيل بنهج [5] . بل الفضل لمن تقدّم. في الدين حقوق ترعى. وافادات تستدعى. وعند الانتهاء الى جواب ما لعلّه يجب عنه [6] الجواب من فصول الكتاب.

وسمعنا المشافهة التي على لسان اقضى القضاة قطب الملّة والدين. وانتظام عقده بسلك المؤمنين. وما بسطه من عدل واحسان. وسيرة مشكورة يكلّ عن وصفها اللسان.

فقد انزل الله على رسوله في حقّ من امتنّ بإسلامه: قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ. 49: 17 ومن المشافهة انه قد أعطاه الله من العطايا ما أغناه عن امتداد الطرف الى ما في يد غيره من ارض وماء. فان حصلت الرغبة في الاتفاق على ذلك فالأمر حاصل. فالجواب ان ثمّ أمورا متى حصلت عليها الموافقة.

تمّت المصادقة. ورأى الله تعالى والناس كيف يكون مصافينا. وإدلال معارفينا عند تصافينا [7] . وكم من صاحب وجد حيث لا يوجد [8] الأب والأخ والقرابة. وما تمّ امر الدين المحمديّ واستحكم في صدور الإسلام الّا بمظاهرة أصحابه [9] . فان كانت

[1-) ] وفي نسخة باريز: فلا راد لمن طرق باب الإيجاب ومن جنح السلم فما حاد ولا جاد. ولا معنى للروايتين.

ونظن انه يلزم تصحيح العبارة كما يأتي: فلا ريب ان من طرق باب الاتحاد. كمن جنح للسلم فما حاد.

[2-) ] ويروى: ينعم. وهو تصحيف.

[3-) ] ويروى: الم.

[4-) ] وفي نسخة باريز: افرزتها. ويروى: احررتها وتحرره. وكلا الروايتين تصحيف.

[5-) ] ويروى: «فما على السيف الود بنسخ» . فلا ريب ان كلمة «نسخ» مصحفة. ولعل الرواية الصحيحة هي: فما على السبق (او السيف) الود ينسج. ولا على السبيل ينهج.

[6-) ] ويروى: ما لعلة. ويروى: «عنها» بدل عنه.

[7-) ] وفي نسخة باريز: كيف تكون مضافينا وإذلال معالينا واعزاز مصافينا. ولعل القراءة الصحيحة هي:

كيف يكون تصافينا وإذلال معادينا (او معالينا) واعزاز مصافينا.

[8-) ] لفظة «يوجد» ناقصة في نسخة باريز.

[9-) ] وفي النسخة نفسها يروى: بظاهره الصحابة. ونظن الصواب «بمظاهرة الصحابة» .

ص: 295

له رغبة مصروفة الى الاتحاد. وحسن الوداد. وجميل الاعتقاد. وكبت الأعداء والاضداد. والاستناد الى من يشتدّ به الازرعن [1] الاستناد. فقد فهم المراد. ومن المشافهة إذ [2] كانت عزيمتنا غير ممتدّة الى ما في يده من ارض وماء فلا حاجة الى إنفاذ المفترين الذين يؤذون المسلمين بغير فائدة تعود. فالجواب لو كفّ كفّ العدوان من هنالك. وخلا للملوك المسلمين ما لهم من ممالك. سكنت الدهماء. وحقنت الدماء.

وما حقّه ان ينهى عن خلق ويأتي بمثله. ولا يأمر بشيء وينسى فعله. وقونغرتاي [3] بالروم الآن وهي بلاد في أيديكم. وخراجها يجبى [4] إليكم. قد سفك فيها الدماء وقتل وسبى وهتك وباع الأحرار. وأبى الّا التمادي على ذلك الإضرار [5] . ومن المشافهة انه حصل التصميم على ان يبطل [6] هذه الاغارات. ولا يفتر عن هذه الاثارات [7] .

فيعيّن مكانا يكون فيه اللقاء. ويعطي الله النصر لمن يشاء. فالجواب عن ذلك الآن الأماكن التي اتفق فيها ملتقى الجمعين مرّة ومرّة ومرّة قد عاف [8] مواردها من سلم من أولئك القوم. وخاف ان لا يعاودها [9] فيغادره مصرع ذلك اليوم. ووقت اللقاء علمه عند الله لا يقدّر. وَمَا النَّصْرُ إِلَّا من عِنْدِ الله 3: 126 لمن اقدر لا لمن قدّر [10] . وما نحن ممن ينتظر فلتة. ولا له الى غير ذلك لفتة [11] . وما امر ساعة النصر الّا كالساعة التي لا تأتي الّا بغتة. والله الموفّق لما فيه صلاح هذه الامّة. والقادر على إتمام كل خير ونعمة. ان شاء الله تعالى. كتب في مستهلّ شهر رمضان المعظم سنة احدى [12] وثمانين وستمائة.

[1-) ] كذا في الأصل. ولعل الصواب: عند الاستناد. او: عند الاشتداد. وفي نسخة باريز: الى من يستند به الأزر. والأصح يستد. وروايتنا احسن.

[2-) ] ويروى: إذا.

[3-) ] وتروى العبارة في نسخة باريز هكذا: وقد تغزينا بالروم الآن وقوتغرناي وهي بلاد إلخ. ونسختنا احسن.

ويروى: قوتغرناي وقرتغزناي وقوتغزناي. وكله تصحيف.

[4-) ] ويروى: يجيء.

[5-) ] ويروى في النسخة المشار إليها: الإصرار. وهو تصحيف.

[6-) ] ويروى: انه ان حصل التصميم على ان يبطل. ولعل الصواب: انه ان حصل التصميم على ان لا يبطل إلخ.

وهذه القراءة يطلبها سياق المعنى.

[7-) ] ويروى: الإشارات. وهو تصحيف.

[8-) ] وفي نسخة باريز: عاد. وهو تصحيف.

[9-) ] ونظن الصواب: وخاف ان يعاودها فيغادره.

[10-) ] وفي نسخة باريز: علمه عند الله لمن اقدر لا لمن اقدر.

[11-) ] وفي النسخة نفسها يروى: «علته» بدل فلتة «ولغته» بدل لفتة. وهذه الرواية مصحفة.

[12-) ] ويروى: اثنتين.

ص: 296

وفي هذا التاريخ نقل الى السلطان احمد ان أخاه قونغرتاي له كلام مع ارغون ابن اباقا وانهم يريدون قتله فخاف وسارع الى قونغرتاي وقتله [1] . ولما بلغ الخبر الى ارغون بقتل عمّه حزن لذلك وصعب عليه واظهر تغيير قلبه على احمد [2] . فلما شعر احمد بتغيير قلب ارغون عليه سيّر عسكرا عظيما وكبيرهم امير من المغول اسمه اليناخ فتوجهوا اليه وهو بخراسان [3] . فلما وصل العسكر اليه انهزم ارغون من قدّامه. فأهمل اليناخ امره واشتغل بالأكل والشرب والسكر. وفي بعض الليالي هجم ارغون على عسكر اليناخ وبعض العسكر معه. ولما سمع السلطان احمد بذلك غضب وانزعج عظيما ثم سيّر الى جميع البلاد وجمع العساكر العظيمة وقصد ارغون. فلما رأى ارغون انه عاجز عن مقاومته صعد الى حصن هناك ومعه ثلاثمائة نفر من الفرسان البهادورية اتباعه وتحصّن هناك من غير ان يحبس نفسه في مكان لكنه منتقل من موضع الى موضع لأنه كان يفكر بقوله: كل محاصر مأخوذ ولم تطعه نفسه بالرجوع الى طاعة السلطان احمد.

فبينما هو في هذه الأفكار وامير واحد [4] من أمراء أبيه اباقا كان محبوبا عند والده اسمه بوغا تقدّم الى السلطان احمد قائلا له: ان اعطيتني عهدا بأن لا تؤذي ارغون ولا يدّنيه السوء فاني امضي اليه وأحضره بين يديك. فسمع كلامه واستصوب مشورته ووقع الاتفاق على هذا. وحينئذ صعد بوغا في الحال الى ارغون وخاطبه وجاء به الى احمد وفرح السلطان احمد بذلك وعمل الدعوات والأفراح ثلاثة ايام. وفي اليوم الثالث تغيّر قلب السلطان احمد على ارغون وجالت الأفكار في خاطره طالبا قتله. فدعى الأمير اليناخ وجماعة اخرى معه ووكل على ارغون وأوصاهم على الاحتياط به لئلّا يهرب وانه [5] متوجّه الى بلاد اذربيجان الى امّه قوتاي خاتون وأمرهم ان يصحبوه اليه.

ولما جاء الليل عزم على الرحيل وكشف سرّه الى بعض الأكابر حيث يقول: ان لم

[1-) ] وفي نسخة باريز: يرومون قتله. فخاف واضطرب وسارع الى لزم أخاه قوتغزناي (قونغرتاي) وقتله.

[2-) ] ويروى: وتغير قلبه على السلطان احمد.

[3-) ] وفي نسخة اختلاف في ما يلي لفظة خراسان وهاك النص بحروفه: ولما علم ارغون بقدوم العسكر اليه كبسهم على غفلة وقتل منهم مقتلة عظيمة وانهزم اينخا (اليناخ) والبعض من عسكره. ولما علم السلطان احمد بذلك غضب غضبا عظيما وجمع العساكر الكثيرة وقصد ارغون بنفسه. فتحصن ارغون في حصن كان هناك ومعه ثلاثمائة نفر من الفرسان. فأرسل اليه السلطان احمد الامام (الامان) وحلف له ان لا يؤذيه. فأمن ارغون وسلم الى السلطان احمد وبقي ثلاث (ثلاثة) ايام في الأفراح ثم تغير قلب السلطان إلخ.

[4-) ] في الأصل: وأميرا واحدا.

[5-) ] ويروى: واظهر انه متوجه.

ص: 297