الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآية: (46)
* * *
* قَالَ اللهُ عز وجل: {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ} [الشُّورَى: 46].
* * *
قولُهُ: {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} قال المفسِّرُ رحمه الله: [أي: غَيْرِهِ يَدْفَعُ عقابَه عنهم]، وما كان لهم؛ أي: للظَّالمين {مِنْ أَوْلِيَاءَ} (مِنْ) زائدةٌ إعرابًا، وهي للتَّوكيدِ {أَوْلِيَاءَ} يَنْصُرونهم؛ يعني: ليس لهم من يَتَوَلَّاهم وَينْصُرُهم من دونِ اللهِ أي: من عذابِهِ، و {دُونِ} هنا بمعنى غَيْرُ كما فَسَّرَها المفسِّرُ رحمه الله؛ لأنَّه لا يُمْكِنُ لأحدٍ أن يَدْفَعَ عذابَ اللهِ عمَّن أراد اللهُ أن يُعَذِّبَه أبدًا ولا يَنْصُرَه منه، في الدُّنْيا لو أراد ظالمٌ أن يَظْلِمَ أحدًا أَمْكَنَ أن نَدْفَعَه، لكن عقوبةَ اللهِ لا يُمْكِنُ أحدًا أن يَدْفَعَهَا.
وقوله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} جملةٌ شرْطِيَّةٌ، وهي كما سبق جوابُها مقرونٌ بالفاءِ؛ لأنَّه اتَّصل بـ (ما) {فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ} قال المفسِّرُ رحمه الله:[أي: طريقٍ إلى الحقِّ في الدُّنيا وإلى الجنَّةِ في الآخرةِ] بل يكونُ أعمى - والعياذُ باللهِ -، ليس له سبيلٌ إلى الحقِّ؛ ولذلك تجدُ الَّذين قضى اللهُ بإضلالهِم يُقَدَّمُ لهم الحقُّ كالشَّمسِ في رابعةِ النهارِ ولكن لا يفهمونه، قد حِيلَ بينهم وبينه.
واستمعْ إلى قولِ اللهِ تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [المطفِّفِين: 13]، قال اللهُ عز وجل:{كَلَّا} يعني: ليست أساطيرَ الأولينَ {بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}