الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قولُهُ: {فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ} أعاد الإفْرادَ بَعْدَ أن جاء الجمْعُ {وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ} هذا ابتداءٌ بالمُفْرَدِ، {فَإِنَّ الْإِنْسَانَ} خَتَمَها بالمفْرَدِ، من أجْلِ أن يَشْمَلَ الإنسانَ مجتمِعًا أو منفرِدًا، فهذه حالُهُ.
ولكنْ مَن المرادُ بالإنسانِ هنا؟ الظَّاهرُ - واللهُ أَعْلَمُ - أنَّ المرادَ بذلك الكافرُ؛ لأنَّه هو الَّذي يَنْطَبِقُ عليه فَرَحُ البَطَرِ والأَشَرِ، والكُفْرِ إذا أُصيبَ بسوءٍ.
وقولُهُ: {فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ} هذه ليست صِفَةَ مُبالَغَةٍ، هذه صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ يعني يكونُ من صفتِه الكُفْرُ.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَة الأُولَى: تَسْلِيَةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ حينما أَعْرَضوا عن إجابتِه؛ لقولِهِ: {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} .
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّها تَسْلِيَةٌ للدُّعاةِ من بَعْدِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، أنَّ الداعيَ عليه البلاغُ وليس عليه أن يَهْدِيَ النَّاسَ ولا يُمْكِنه ذلك، وإذا كان النَّبيُّ عليه الصلاة والسلام أَخْبَرَنا بأنه رأى النَّبيَّ وليس معه أحدٌ، فكيف نَغْضَبُ إذا دَعَوْنا إلى اللهِ ولم يَسْتَجِبْ لنا أحدٌ؟ ! إذا كان الأنبياءُ وَهُمُ الأنبياءُ لا يُستجابُ لهم، كيف بنا نحن؟ ! ولهذا نرى بعْضَ الدُّعاةِ إذا لم يَجِدْ مجيبًا استحسر وترك الدَّعوةَ، هذا غلطٌ لا يجوزُ أبدًا أن تيأسَ من رحمةِ اللهِ، ادعُ، ثم ادعُ، ثم ادعُ، حتَّى لو أُذِيتَ بَدَلَ أن يُستجابَ لك فلا تَيْأَسْ.
إذن: في هذه الآيةِ تسليةٌ للدُّعاةِ إلى اللهِ عز وجل، كما أنَّ فيها تسليةً للرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ فأنت إنَّما عليك البلاغُ، وما أَجَلَّ أن تقومَ بما عليك من البلاغِ، أمَّا أنَّ النَّاسَ يهتدون فلا، هذه واحدةٌ.
ثُمَّ إن بعضُ النَّاسِ يريدُ أن يهتديَ النَّاسُ بين عَشِيَّةٍ وضحاها، وهذا غلطٌ، هذا لا يُمْكِنُ خلافَ سنَّةِ اللهِ عز وجل. إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بَقِيَ في مكَّةَ ثلاثَ عَشْرَةَ سنةً يدعو إلى اللهِ إلى التَّوحيدِ فقط، وفي الآخِرِ إلى الصَّلاةِ ومع ذلك لم يَسْتَجِبْ أَكْثَرُهم، لم يَسْتَجِبْ مَلَؤُهم حتَّى أَلْجَؤُوه إلى أن يُهَاجِرَ ويَدَعَ بَلَدَه، فكيف بك أنت؟ تعيشُ في قومٍ أَفْسَدَهم الإستعمارُ العسكريُّ والفكريُّ والخُلقيُّ تريدُ أن يهتدوا بين عَشِيَّةٍ وضحاها؟ ! من أنت حتَّى تريدُ خلافَ سُنَّةِ اللهِ عز وجل؟ ! فاصبِرْ وبالتَّدريجِ، ولا حَرَجَ عليك فيما أرى أن تُعَامِلَ النَّاسَ بالتَّدريجِ، ما دام المقصودُ الإصلاحَ فاصْبِرْ على بعضِ المعاصي ودَرِّجِ النَّاسَ عليها.
يعني مثلًا: لو أن الإنسانَ حَذَّرَ النَّاسَ من شُرْبِ الدُّخَانِ الَّذي ابْتُلِيَ به كثيرٌ من النَّاسِ، فقال له الشَّاربُ: أنا لا أستطيعُ، قال: لا مانعَ، كلَّ يومٍ اشربْ عَشَرَةً لمدةِ أسبوعٍ، ثم ثمانيةً لمدةِ أسبوعٍ حتَّى يتقاصَرَ إلى آخِرِ النِّهايةِ. فهذا جائزٌ، لأنَّنِي الآن لم أُقِرَّهُ على شُربِ الدُّخَانِ أَقْرَرْتُه على بعضِ المفسدةِ من أجْلِ أن أَتَوَصَّلَ إلى زوالِ المَفْسدةِ نِهَائيًّا.
وهذا من العلاجِ ومن الدَّعوةِ بالحكمةِ وهذا كما أنَّه في الأمراضِ المعنويَّةِ الدِّينيَّةِ فهو أيضًا في الأمراضِ البدنيَّةِ، الطبيبُ يعالجُ المريضَ شيئًا فشيئًا ويصْبِرُ على ما به من المَرَضِ شيئًا فشيئًا، ولا يُعطيه الدَّواءَ كاملًا للَحْظَةٍ واحدةٍ كما فعل أحدُهم لما أَعْطَوْه علاجًا، وقالوا له: خُذْ هذا كلَّ ستِّ ساعاتٍ واحدةً استبطأَ الأمْر وقال: هذا آخُذُه كلَّ ستِّ ساعاتٍ واحدةً؟ ! بل أَبْلَعُ الجميعَ! فَبَلَعَ الجميعَ فقُضِيَ عليه، استعجل الأمْرَ وهَلَكَ. فاصْبِرْ وعالِجِ الشَّيءَ بالَّتي هي أَحْسَنُ، المهمُّ: أن تكونَ عازمًا على إزالةِ هذا.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ ليس حفيظًا على الأمَّةِ لا في حياتِهِ ولا بَعْدَ مماتِه، وعلى هذا فلا يُستغاثُ به بعد موتِه ولا يُطْلَبُ منه الهدايةُ، وإنَّما الهدايةُ من عند اللهِ عز وجل.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: وجوبُ الإبلاع ولم يُبَيِّنِ اللهُ تعالى الوسيلةَ للإبلاغِ، فنقولُ: كلُّ وسيلةٍ للإبلاغِ فهي واجبةٌ، والوسائلُ لها أحكامٌ ومقاصدُ، فيما سبق الإبلاغُ محصورٌ يُبَلِّغُ الإنسانُ أهْلَ بَلَدِه ومن يَفِدُ إليها من النَّاسِ، الآن يُمْكِنُه أن يُبَلِّغَ العالَمَ كلَّه، وحينئذٍ نسألُ: لو أنَّ شخصًا أراد أن يَجْعَلَ له صفحةً في الإنترنتِّ فإنه يجوزُ، بالرغمِ من أنَّ الإنترنتَّ فيها أغانٍ وفيها مصائبُ، لكنَّه لا دَخْلَ له في ذلك، فإذا صار قبله أغنيَّةٌ وبعده أغنيَّةٌ، لا يَضُرُّهُ عملُ عاملٍ، ولو قلنا: قبله أغنيَّةٌ ويُفْتَتَحُ بالأغاني ويُخْتتمُ بالأغاني، أليس له داعٍ أن يُبَلِّغَ؟
الجوابُ: لا، بَل يُبَلِّغُ حتَّى لو قبله أغنيةٌ وبعده أغنيةٌ؛ لأنَّ الأغنيَّةَ قَبْله وبعده ليست من فِعْلِه، هذا من فِعْلِ من يَتَصَرَّفُ في هذهْ المحطَّةِ، لكن لا يجوزُ أن نَتْرُكَ الدَّعوةَ إلى الحقِّ لأنَّ في هذه الإذاعةِ مثلًا أو المحطةِ؛ لأنَّ فيها سيئةً، هذا غيرُ صحيحٍ، ونظريَّةٌ قاصرةٌ، زَاحِمْ أهْلَ الباطِلِ حتَّى يَتَبَيَّنَ الحقُّ ولا يَضَرُّكُ إذا أَدْخَلوا فيها أشياءَ مُنْكَرةً.
بعضُ النَّاسِ مثلًا يقولُ لنا أو لغَيْرِنا: لا تَدْخُلُوا الإنترنتَّ لا تتدخلوا فيها، كيف تدخلون فيها وفيها الأغاني وفيها البلايا وفيها .. ! ! ونقول: لا يصحُّ هذا، أيُّما أوْلى أن نَدْخُلَ في هذا المضمارَ لعلَّ اللهَ يَهْدي بنا واحدًا من النَّاسِ، أو أن نَدَعَ المجالَ لأهْلِ الشَّرِّ؟
الجوابُ: الأوَّلُ بلا شكٍّ أَحْسَنُ.
ومِثْلُ ذلك ما يقالُ في الإنتخاباتِ إذا كان البلدُ مَبْنِيًّا على الإنتخاباتِ يقولُ بعضُ النَّاسِ: لا تَنْتَخِبْ! فأقول: يا جماعة لا أُرْشِحُ واحدًا من أهْلِ الخيرِ؟ ! قال: لا لأنَّ الإنتخاباتِ فيها بلاءٌ، فيها رشاوٍ فيها أهواءٌ! ونقول: إذا كان فيها رشاوٍ وأهواءٌ أنا لن أدخل في الرَّشاوي والأهواءِ لكن أَدْخُلُ في ترشيحِ رجلٍ أعرفُ أنَّ فيه خيرًا. قالوا: إذا رَشَّحْتَ واحدًا يأتي مئةُ فاسقٍ، إذا كان مئةُ فاسقٍ ليس معهم مستقيمٌ أو مئةُ فاسقٍ ومعهم مستقيمٌ؟ فالجوابُ: الثَّاني أَحْسَنُ.
وإذا قالوا: إنَّ هذا لا يُجْدي ولا يَنْفَعُ واحدٌ في المئةِ لا فائدةَ فيه، نقولُ: لا بدَّ أن يَكُونَ فيها فائدةٌ، إذا أَخْلَصَ النِّيَّةَ للهِ لا بدَّ أن يؤثِّرَ؛ لأنَّ الكلمةَ للهِ ليستْ تُؤَثِّرُ؛ لأنَّ فلانًا تَكَلَّمَ بها لكن تُؤَثِّرُ؛ لأنَّها كلمةُ اللهِ.
واسْتمعْ إلى قولِ اللهِ تعالى: {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى} [التَّوبةُ: 40]، وبَعْدَها {وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [التَّوبة: 40]، بالرَّفعِ؛ لأنَّه لو قال: وكلمةَ اللهِ، دَخَلَت في المفعولِ به يعني: وجَعَلَ كلمةَ اللهِ، وكلمةُ اللهِ هي العليا بجعْلِه وبغيْرِ جعْلِه، ولهذا تَبَيَّنَ الآن أن قولَهُ:{وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} موقعٌ عظيمٌ جدًّا؛ يعني: أن كلمةَ اللهِ هي العليا مَهْمَا جاءت هي العليا.
ولا يَخْفى ما يتكرَّرُ في قصةِ موسى عليه السلام مع السَّحَرةِ وفرعونَ لمَّا اجتمعوا وكان موسى واثقًا بنصْرِ اللهِ عز وجل؛ ولهذا لما قالوا: اجعلْ لنا مَوْعدًا جَعَلَ لهم موعدًا في وَضَحِ النَّهارِ، وفي يومِ الزِّينَةِ يوْمِ العيدِ {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} [طه: 59] شيءٌ عجيبٌ، جاء السَّحَرةُ وجمع فرعونُ كَيْدَه {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} [طه: 64]، فقال موسى كَلِمَةً واحدةً قال:{وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه: 61] ما
الَّذي حصل من هذه الكلمةِ؟ {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} [طه: 62] في الحالِ الفاءُ تدلُّ على التَّرتيبِ والتَّعقيبِ والسّببيَّةِ {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} وإذا تَنَازَعَ النّاسُ فَلْتَتَحَدَّثْ عن الفشلِ! حَدِّثْ ما شئْتَ ولا حَرَجَ! {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} ففشِلوا، وفي النَّهايةِ أنَّ هؤلاء السَّحرةَ الَّذين جاؤوا يَكِيدون لموسى صاروا مع موسى وهُدِّدُوا بالقتْلِ والصَّلْبِ ولكن أَبَوْا، قالوا لفرعونَ:{قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} مِثْلَ ما نقولُ نحن: افعلْ ما تريدُ {إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طه: 72]، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الإيمانُ إذا دَخَلَ القلبَ فلا تسألْ عن الحزْمِ والعزْمِ والقوَّةِ {إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} والَّذي لا يموتُ اليومَ يموتُ غدًا.
فالمهمُّ أنِّي أقولُ: إنَّ بعض النَّاسِ إذا رأى الموقفَ غَلَبَ فيه الشَّرُّ اسْتَحْسَرَ وتخلَّى، وهذا غلطٌ، خُضْ غِمارَ القومِ والنَّصرِ للحقِّ، أنا لم أَدْخُلْ مع هؤلاء لأوافِقَهم على باطِلِهِم، سأدافعُ عن الحقِّ الَّذي أعتقِدُه مهْما أَمْكَنَ، ثم إنَّه من الحكمةِ أن يُفَتَّتَ القومُ المجتمِعون. يعني يُؤْخَذُوا واحدًا واحدًا ويُتَكَلَّمَ مع كلِّ واحدٍ ويقالَ: يا فلانُ ما فائدتُك من هذا؟ هذا إثمٌ عليك، هذا سُوءٌ في الدُّنيا والآخرةِ، كما فعلت قريشٌ في نقْضِ الصَّحيفةِ الَّذين تعاهدوا فيها على مقاطعةِ بني هاشمٍ، والقصَّةُ مشهورةٌ، صار أحدُ المعارِضِين لهذه الصَّحيفةِ يأتي كُبراءَهم - كبراءَ الَّذين وَقَّعُوا - ويقولُ لهم واحدًا واحدًا: كذا وكذا وكذا حتَّى تَفَتَّتُوا، وهذه من السِّياسةِ؛ لأنَّك إذا فَتَّتَّ المجتمِعِين زالت قُوَّتُهم وزال سلطانُهم وحَصَلْتَ على الخيرِ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ النَّاسَ ينقسمون إلى قِسْمَيْن:
قسْمٍ: إذا أصابته رحمةٌ من اللهِ فَرِحَ بها فرحَ أَشَرٍ وَبَطَرٍ.
وقسْمٍ آخَرَ: إذا أصابته رحمةُ اللهِ تعالى فإنَّه يستعملُها في طاعةِ اللهِ. وهذا يُستفادُ من غيرِ هذه الآيةِ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: التَّحذيرُ من الفَرَحِ بنعمةِ اللهِ إذا كان فَرَحَ أَشَرٍ وبَطَرٍ، وأمَّا إذا كان فرحَ استبشارٍ وسرورٍ وقيامٍ بطاعةِ اللهِ فإنَّه يُمْدَحُ، قال اللهُ تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أنَّ ما يُصيبُ الإنسانَ من سيئةٍ فإنَّما هو بسببِ عَمَلِه؛ لقولِهِ: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} .
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: التَّعبيرُ بالبعضِ عن الكلِّ إذا كان لهذا البعضِ تأثيرٌ كبيرٌ؛ لقولِهِ: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} .
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أنَّ الإنسانَ من حيثُ هو إنسانٌ إذا أصابتْهُ السَّيِّئةُ كَفَرَ، بمعنى أَيِسَ من رَحْمَةِ اللهِ تعالى أن يَصرِفَ عنه هذه السَّيِّئَةَ، وأمَّا المؤمنُ فإنَّه لا يَيْأَسُ، بل يَصْبِرُ وينتظرُ الفَرَجَ إيمانًا بقولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ:"واعلمْ أنَّ النَّصْرَ مع الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مع الكَرْبِ، وأنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا"
(1)
.
* * *
(1)
أخرجه الإمام أحمد (1/ 307)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.