المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (33) * * *   * قال اللهُ عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ - تفسير العثيمين: فصلت

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌الآيتان (2، 3)

- ‌مِن فَوائدِ الآيتَين الكَرِيمَتيْن:

- ‌الآية (4)

- ‌مِن فَوائِد الآيَةِ الكرِيمَةِ:

- ‌الآية (5)

- ‌مِن فَوائِد الآيَةِ الكَرِيمَةِ:

- ‌الآيتان (6، 7)

- ‌مِن فَوائدِ الآيتَيْن الكرِيمَتيْن:

- ‌الآية (8)

- ‌مِنْ فوائِدِ الآيَةِ الكَرِيمةِ:

- ‌الآية (9)

- ‌مِن فوائِدِ الآيةِ الكَريمَةِ:

- ‌الآية (10)

- ‌مِنْ فوائِدِ الآيَةِ الكَريمَةِ:

- ‌الآية (11)

- ‌مِنَ فوائِدِ الآيَةِ الكرِيمَةِ:

- ‌الآية (12)

- ‌مِن فوائِدِ الآيَةِ الكَريمَةِ:

- ‌الآيتان (13، 14)

- ‌مِنْ فَوائِدِ الآيَتين الكَريِمَتَين:

- ‌الآيتان (15، 16)

- ‌مِنْ فَوائِدِ الآيَتين الكَرِيمتين:

- ‌الآية (17)

- ‌مِن فوائِدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (18)

- ‌من فوائِدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآيات (19 - 24)

- ‌من فوائدِ الآياتِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (25)

- ‌من فوائِدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (26)

- ‌من فوائِدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (27)

- ‌من فوائِدِ الآيةِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائِدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائِدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآيات (30 - 32)

- ‌من فوائدِ الآياتِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (33)

- ‌من فوائدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآيات (34 - 36)

- ‌من فوائِدِ الآياتِ الكريمَةِ:

- ‌الآيتان (37 ، 38)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكَريمتَينِ:

- ‌الآية (39)

- ‌من فوائِدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (40)

- ‌من فوائدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآيتان (41، 42)

- ‌مِن فَوائدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (43)

- ‌الآية (44)

- ‌من فَوَائدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (45)

- ‌من فوائِدِ الآيَةِ الكَريمَةِ:

- ‌الآية (46)

- ‌مِنْ فَوائِدِ الآيةِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (47)

- ‌مِن فَوائِدِ الآيَةِ الكرِيمَةِ:

- ‌الآية (48)

- ‌مِن فَوائِدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآية (49)

- ‌مِن فَوائِدِ الآيَةِ الكَريمَةِ:

- ‌الآية (50)

- ‌مِن فَوائِدِ الآيةِ الكريمة:

- ‌الآية (51)

- ‌من فَوائِدِ الآيةِ الكَريمَةِ:

- ‌الآية (52)

- ‌من فوائِدِ الآيَةِ الكريمَةِ:

- ‌الآيتان (53، 54)

- ‌من فوائِدِ الآيَتين الكريمَتين:

الفصل: ‌ ‌الآية (33) * * *   * قال اللهُ عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ

‌الآية (33)

* * *

* قال اللهُ عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].

* * *

هذه ثَلاثةُ أوصافٍ إذا اتَّصَفَ بها الإنسانُ، فلا أَحسَنَ من قولِهِ.

يَقولُ المُفسِّرُ رحمه الله: [{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا} أي: لا أَحَدَ أَحسنُ قَولًا] تَفسيرُ المفسِّر بهذه الجُملَةِ يُفيدُ أنَّ (مَن) اسمُ استفهامٍ، لكنَّها بمَعنى النَّفيِ (من أحسن) يعني: لا أحَدَ أحسنُ.

وإذا جاء الاستِفهامُ بمَعنى النَّفيِ فإنَّه مُشْرَبٌ معنى التَّحدِّي، أيُّهما أَبلغُ: أن تَقولَ لا أحدَ أحسنُ قولًا ممَّن دعا إلى اللهِ، أو أن تَقولَ: مَن أحسنُ؟ الثَّاني أَبلغُ؛ لأنَّ الثَّاني يَتضمَّنُ النَّفيَ ويَتضمَّنُ التَّحدِّي كأنَّه يَقولُ: ائتني ببيِّنَةٍ على أنَّ هُناك أحدًا أَحسنَ مِمَّن دعا إلى اللهِ، فكُلُّ استِفهامٍ جاء بمَعنى النَّفيِ فإنَّه مُشرَبٌ مَعنى التَّحدِّي؛ لأنَّك إذا قُلت: مَن كذا؟ يَعني: مَعناها أتَحدَّاك أن تَأتيَ لي بشَيءٍ سِوى ذلك.

{وَمَنْ أَحْسَنُ} أَشَدُّ نفيًّا مِن قولِ: لا أَحَدَ أحسنُ، وذلك لأنَّها جُملَةٌ استِفهاميَّةٌ مُشرَبةٌ مَعنى التَّحدِّي.

{أَحْسَنُ} هذه خَبرُ مُبتدإٍ، و (مَن) هو المُبتَدَأُ و {قَوْلًا} تَمييزٌ؛ لأنَّه كُلَّما جاءَك اسمٌ مَنصوبٌ بَعدَ اسمِ التَّفضيلِ فإنَّه تَمييزٌ له.

ص: 177

يَقولُ المُفسِّرُ رحمه الله: [{مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} بالتَّوحيدِ]. وهذا لا شَكَّ حَسَنٌ، لكنَّ الآيَةَ أشمَلُ مِنَ التَّوحيدِ، {مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} بالتَّوحيدِ والعَمَلِ الصَّالحِ، وغَيرِ ذلك مِمَّا يُجعلُ إلى اللهِ، وقولُه:{مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} يَعني: إلى دينِ اللهِ، ودينُ اللهِ يَتضمَّنُ التَّوحيدَ والأعمالَ الصَّالحةَ.

ثانيًا: قال: {وَعَمِلَ صَالِحًا} فبَدَأَ بإصلاحِ الغَيرِ ثُمَّ ثَنَّى بإصلاحِ النَّفْسِ مع أنَّ مَن دعا إلى اللهِ فهو مُصلِحٌ أيضًا.

قَولُه تعالى: {صَالِحًا} صِفةٌ لمَوصوفٍ محَذوفٍ، التَّقديرُ: وعَمِلَ عملًا صالِحًا، ولا يَكونُ العَمَلُ صالِحًا إلا بشَرْطينِ هما: الإخْلاصُ للهِ، والمُتابَعةُ لرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فعَمَلُ المُرائي فَقَدَ الإخلاصَ، وعَمَلُ المُبتَدِعِ فَقَدَ المُتابعةَ، وحينَئِذٍ نَقولُ لهؤلاء المُبتَدِعينَ الَّذين عِندَهم منَ الإخلاصِ للهِ ما عِندَهم: إنَّ عَمَلَكم حابِطٌ، قال النَّبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم-:"مَن عَمِلَ عملًا ليس عليه أَمرُنا فهو رَدٌّ"

(1)

.

ثُمَّ نَقولُ: حَقيقَةُ الإخلاصِ تَستلزِمُ ألَّا تَعبُدَ اللهَ إلَّا بما شَرَعَ لا تَعبُدُه بهَواكَ؛ لأنَّك إذا عَبدتَ اللهَ بهَواكَ بالبِدعَةِ فأنت غَيرُ مخُلِصٍ، المُخلِصُ لا بدَّ أن يَعبُدَ اللهَ سبحانه وتعالى بما شَرَعَ، فصار العَمَلُ الصَّالحُ ما تَركَّبَ من شَيئينِ: الأَوَّلُ: الإخلاصُ، والثَّاني: المُتابَعةُ لرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فإِنْ قال قائلٌ: كيف نَجمَعُ بين هذا وبينَ حَديثِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم: "أنَّه يَخرُجُ مِنَ النَّارِ أُناسٌ لم يَعمَلوا خَيرًا قط"

(2)

؟

(1)

أخرجه مسلم: كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور، رقم (1718)، من حديث عائشة رضي الله عنه.

(2)

أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، رقم (183)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

ص: 178

فالجَوابُ: أنَّ هذا عُذِّبَ على ما تَرَكَ، وما تَنزَّلت عليه المَلائِكةُ، ثُمَّ لا بدَّ أن يَكونَ عِندَ الإنسانِ عَقيدَةٌ إِيمانيَّةٌ وإِلَّا لقُلنا: إِنَّ النَّصارى أيضًا يَخرُجون مِنَ النَّارِ بعَقيدتِهم.

قال اللهُ تعالى: {وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} قال باللِّسانِ والقَلبِ بهما جَميعًا.

فإن قال قائِلٌ: قولُهُ: إنِّي مِنَ المُسلمينَ هو مِنَ العَمَلِ الصَّالحِ لا شكَّ، فما الفائِدَةُ من ذلك؟

قُلنا: الفائِدَةُ أنَّه يُعلنُ هذا القَولَ ولا يُبالي بمَنْ خالَفَهُ؛ لأنَّ مِن النَّاسِ مَن يَعمَلُ صالحًا لكن تَجِدُه مُتَستِّرًا ليس عِندَه الشَّجاعَةُ الَّتي تَجعَلُه يُعلِنُ ذلك.

أمَّا هذا فإنَّه يُعلِنُ ويَقولُ بلِسانِ المَقالِ غَيرَ مُبالٍ: {إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ، والجُملَةُ {إِنَّنِي} مُؤَكَّدةٌ بأنَّ.

ذَكَرَ بعضُ أهلِ العِلمِ أنَّ المُرادَ بذلك المُؤذِّنُ؛ لأنَّ المُؤذِّنَ يَدعو إلى اللهِ يَقولُ للنَّاسِ: حَيَّ على الصَّلاةِ حَيَّ على الفَلاحِ، ولأنَّه مُؤمنٌ عاملٌ صالِحًا، ولأنَّه يَقولُ: أشهدُ أن لا إِلهَ إلَّا اللهُ، يُعلِنُها وأَشهَدُ أنَّ محمَّدًا رَسولُ اللهِ، وهذا معنى قولِه:{إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} .

لكنَّ الصَّحيحَ أنَّ الآيَةَ عامَّةٌ تَشمَلُ المُؤَذِّنَ وغَيرَ المُؤذِّنِ، الخَطيبُ على المِنبرِ يَدخُلُ في الآيَةِ، المُعلِّمُ في حَلْقةِ تَعليمِه يَدخُلُ في ذلك، فالآيَةُ أَعمُّ مِمَّا ذُكِرَ.

ولكنِ اعلَمْ أنَّ بعضَ السَّلَفِ يَذكُرُ للآيَةِ مَعنًى خاصًّا لا يُريدُ حَصرَها في هذا المَعنى، وإنَّما يُريدُ التَّمثيلَ، وهذه مَسألَةٌ قد تَفوتُ على بَعضِ النَّاسِ، دائمًا نَنظُرُ في تَفسيرِ ابنِ كثيرٍ أو ابنِ جَريرٍ أنَّه قال فُلانٌ كذا لجُزءِ المَعنى، فهم لا يُريدون أن

ص: 179

يَقْصُروا العامَّ على الخاصِّ؛ لأنَّهم أَعلمُ مِن أن يَقتَصِروا على بَعضِ أفرادِ العامِّ مثلًا، لكنَّهم يُريدونَ التَّمثيلَ.

مِثالُ ذلك: قال بَعضُ العُلماءِ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قال: الظَّالمُ لنَفسِه الَّذي يُؤخِّرُ الصَّلاةَ عن وقتِها، المُقتَصِدُ الَّذي يُصلِّيها في آخِرِ الوقتِ، السَّابقُ بالخَيراتِ الَّذي يُصلِّيها في أَوَّلِ الوقتِ.

هذا لا شكَّ أنَّه حَصرٌ بل لا شكَّ أنَّه تَخصيصٌ لعامٍّ، فنَقولُ: أَرادوا بذلك التَّمثيلَ.

ويَرِدُ علينا كَثيرًا سُؤالُ: هل الأفْضلُ طَلبُ العِلمِ أو الِاشتِغالُ بالدَّعوةِ؟

والواقعُ أنَّه سُؤالٌ غَيرُ محُرَّرٍ:

أوَّلًا: أنَّه يُمكنُ الجَمعُ بين هذا وهذا، ونحن نَعلَمُ أنَّ الدَّاعيَةَ ليس يَشغَلُ وقتَه من صَلاةِ الفَجرِ إلى ما بعدَ صَلاةِ العِشاءِ وهو يَدعو أبدًا، هل أَحَدٌ مِنَ الدُّعاةِ يَفعلُ هكذا، يَدعو نِصفَ ساعَةٍ هُنا ويصفَ ساعَةٍ هُناك، وأمَّا أن يَبقى لا يَسكُتُ من صَلاةِ الفَجرِ إلى أن يُصلِّيَ العِشاءَ، لا يُمكنُ لا بدَّ مِن فَتراتٍ، فلا يَتعذَّرُ الجمعُ بينَ الدَّعوَةِ إلى اللهِ وطَلبِ العِلمِ، يَطلُبُ العِلمَ ساعةً أو ساعَتين، ثُمَّ يَدعو نِصفَ ساعةٍ مثلًا فلا منافاةَ، هذه واحدةٌ.

ثانيًا: أنَّه لا يُمكنُ الدَّعوَةُ إلى اللهِ بلا عِلمٍ والدَّعوةُ إلى اللهِ عن جَهلٍ قد يكونُ فيها مِنَ الضَّررِ أَكثَرُ من عَدمِ الدَّعوةِ، فكَثيرٌ مِنَ الدُّعاةِ، يَكونُ عندَه غَيْرَةٌ ومَحبَّةٌ للخَيرِ فتَجِدُه يُحرِّمُ الحَلالَ أو يوجِبُ ما ليس بواجبٍ بِناءً على ما عِندَه مِنَ الغَيرَةِ،

ص: 180

ولو كان ذا عِلمٍ لحَصَلَ له الثَّباتُ، ولا يَخفى ما جَرى من عُمَرَ رضي الله عنه في صُلحِ الحُديبيَّةِ صار يُعارضُ الصُّلحَ

(1)

، ويَأتي للرَّسولِ عليه الصلاة والسلام يُريدُ أن يَحِلَّ عُقدةَ الصُّلحِ، لكنَّ الثَّباتَ كَثباتِ أبي بكرٍ تَبيَّنَ بحَقٍّ، فلا يُمكنُ أن يَكونَ داعِيةً يَدعو إلى اللهِ بِلا عِلمٍ، هذا إذا أَردْنا العِلمَ بما يَدعو إليه، ولسنا نُريدُ أنَّه لا يُمكنُ أن يَدعوَ إلى اللهِ إلَّا مَن كان مُتبحِّرًا بالعُلومِ، لا، لو قُلنا هكذا ما صحَّ قَولُ الرَّسولِ:"بَلِّغوا عنِّي ولو آيَةً"

(2)

.

فالجَوابُ إذن مِن وَجهينِ:

الوَجهُ الأَوَّلُ: أنَّه لا مُنافاةَ بين العِلمِ والدَّعوةِ.

الوَجهُ الثَّاني: أنَّه لا تمُكنُ الدَّعوةُ إلَّا بعِلمٍ بما يَدعو عليه.

بَقِيَ علينا وَسائلُ الدَّعوةِ، ووَسائلُ الدَّعوةِ كَثيرةٌ يَعني: ليس الدَّعوَةُ مخُتَصَّةً بَأن يَقومَ الإنسانُ يَتكَلَّمُ، بل الدَّعوَةُ تَكونُ بالقَولِ وتَكونُ بالكِتابَةِ وتَكونُ بنَفْسِ الفِعلِ، الإنسانُ الَّذي تَثِقُ منه تَجِدُ أنَّك تَنظُرُ ماذا يَصنَعُ وتَفعَلُ مِثلَه، هذه دَعوَةٌ، هذا نَوعٌ مِنَ الدَّعوَةِ، بل قد تَكونُ الدَّعوَةُ بالفِعلِ والعَملِ أَقوَى تَأثيرًا مِنَ الدَّعوَةِ باللِّسانِ.

فإن قيل: طالِبُ العِلمِ الَّذي يُريدُ الدَّعوَةَ ولا سِيَّما الدَّعوةُ في الحاراتِ؛ لأنَّه يوجَدُ في الحاراتِ مُنكرٌ كَثير كتَركِ الصَّلاةِ وَيعرِفُ فُلانًا وفُلانًا وتَرْكَهم الصَّلاةَ،

(1)

أخرجه البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد، رقم (2731)، من حديث المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم رضي الله عنهما.

(2)

أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، رقم (3461)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

ص: 181