المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والمعاتبة. والمراد بالحسنات (1): ما يعم الأعمالَ الصالحة جميعًا، حتى ما - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ١٣

[محمد الأمين الهرري]

الفصل: والمعاتبة. والمراد بالحسنات (1): ما يعم الأعمالَ الصالحة جميعًا، حتى ما

والمعاتبة.

والمراد بالحسنات (1): ما يعم الأعمالَ الصالحة جميعًا، حتى ما كان منها تركًا لسيئة كما قال تعالى:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)} . وجاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها"، وقوله:"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكَفِّراتٌ لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر". والمراد بالسيئات الصغائر؛ لأنَّ الكبائرَ لا يكفرها إلا التوبة، بدليل ما رواه مسلم:"الصلوات الخمس كفارة لما بينها ما اجتنبت الكبائر". وقرأ (2) الجمهور: {وزلَفًا} بفتح اللام جمع زلفة كغرفة وغرف. وقرأ طلحة، وعيسى البصرة، وابن أبي إسحاق، وأبو جعفر، وابن القعقاع:{زُلُفًا} بضمها جمع زليف، أو كأنه اسم مفرد. وقرأ ابن محيصن، ومجاهد بإسكان اللام، وروي عنهما:(زَلْفَى) على وزن فعلى على صفة الواحد من المؤنث.

{ذَلِكَ} المذكور (3) من الوصايَا السابقة من الاستقامة والنهي عن الطغيان، والركون إلى الذين ظلموا، وإقامة الصلاة في تلك الأوقات {ذِكْرَى}؛ أي: عِظة واعتبار {لِلذَّاكِرِينَ} ؛ أي: للمتعظين بأوامر الله ونواهيه، فمن امتثلَ إلى أوامر الله تعالى، فاستقامَ وأقامَ .. فقد تحقَّقَ بحقيقة الحال والمقام؛ أي: ذلكَ المذكور موعظة للمتعظين الذين يراقبون الله، ولا ينسونَه، وخصهم بالذكر، لأنهم هم الذين ينتفعونَ بِها.

‌115

- {وَاصْبِرْ} يا محمَّد أنت وأمتك على تحمل مشاق التكاليف أمرًا أو نهيًا من الاستقامة وعدم الطغيان وغيرهما، {فَإِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى {لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}؛ أي: أجر المخلصينَ في أعمالهم الصالحة، فعلًا أو تركًا؛ أي: يوفيهم أجورَهم، ولا يضيع منها شيئًا، فلا يهمله، ولا يبخَسُه بنقص، وإنما عبَّر

(1) المراغي.

(2)

البحر المحيط.

(3)

الشوكاني.

ص: 267