المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الرحيق المختوم بسموم وحميم، وظلٍّ من يحموم، وعن الحور العين - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ١٣

[محمد الأمين الهرري]

الفصل: الرحيق المختوم بسموم وحميم، وظلٍّ من يحموم، وعن الحور العين

الرحيق المختوم بسموم وحميم، وظلٍّ من يحموم، وعن الحور العين بطعام من غسلين، وعن قربِ الرحمن بعقوبة الملك الديان.

وفي "الفتوحات": كلمةُ {لَا جَرَمَ} ورَدَتْ (1) في القرآن في خمسة مواضع متلوةً بأنَّ واسمها، ولم يجيء بعدها فعل، واختلف فيها، فقيل:{لا} نافية لما تقدمَ، وقيل: زائدةٌ، قاله في "الإتقان"، اهـ "كرخي".

وعبارة "أبي السعود"{لَا جَرَمَ} فيها ثلاثة أوجه:

الأول: أن (لا) نافية لما سبق، و (جرم) فعل ماض بمعنى حقَّ وثَبَتَ، و (أنَّ) وما في حيزها فاعله؛ أي: حقَّ وثبَتَ كونُهم في الآخرة هم الأخسرين، وهذا مذهب سيبويه.

والثاني: أنَّ {جَرَمَ} بمعنى كَسَبَ وما بعده مفعولُه، وفاعله ما دلَّ عليه الكلام؛ أي: كَسَب ذلكَ خسرانهم، والمعنى ما حَصَل من ذلك إلا ظهورُ خسرانهم.

والثالث: أنَّ (لا جرم) بمعنى لا بدَّ؛ أي: لا بدَّ أنهم في الآخرة هم الأخسرون، اهـ.

وفي "الخطيب" ما نصه: قال الفراء: إن {لَا جَرَمَ} بمنزلة قولنا: لا بُدَّ ولا محالةَ ثم كَثُرَ استعمالُها حتى صارت بمنزلة حقًّا، تقول العرب: لا جَرمَ أنك مُحْسِنُ، على معنى حقًّا أنك محسن، اهـ وسيأتي بقية مباحثها في مبحث الإعراب إن شاء الله تعالى.

‌23

- وبعد أن بيَّنَ حالَ الكافرينَ وأعمالَهم ومآلهم .. بيَّنَ حالَ المؤمنين، وعاقبةَ أمرهم، فقال {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} وصدقوا الله ورسوله {وَعَمِلُوا} في الدنيا {الصَّالِحَاتِ} أي الأعمال الصالحة فأتوا بالطاعات وتركوا المنكرات {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ}؛ أي: خشعت نفوسُهُم واطمأنت إلى ربهم؛ أي (2): إنَّ الذين آمنوا بكل ما يجب الإيمانُ به، وأتَوا بالأعمال الصالحات، بامتثال المأمورات، واجتناب المنهيات، واطمأنَّتْ قلوبُهُم عند أداء الأعمال إلى ذكر الله، فارغةً عن الالتفات

(1) الفتوحات.

(2)

المراح.

ص: 53