الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(363) مسند عبد المُطَّلِب بن رَبيعة
(1)
(5213)
الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد ابن أبي زياد عن عبد اللَّه بن الحارث عن عبد المطّلب بن ربيعة قال:
دخل العبّاسُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنّا لنخرجُ فنرى قريشًا تَحَدَّثُ، فإذا رأَونا سكتوا. فغضِبَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ودَرَّ عِرقٌ بين عينَيه، ثم قال:"واللَّهِ لا يدخلُ قَلبَ امرىءٍ إيمانٌ حتى يُحِبَّكم للَّهِ عز وجل ولقرابتي"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا يزيد - يعني ابن عطاء، عن يزيد - يعني ابن أبي زياد عن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل قال: حدّثني عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب قال:
دخل العبّاسُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا، فقال له:"ما يُغْضِبُك؟ " قال: يا رسول اللَّه، ما لنا ولقريش، إذا تلاقَوا بينهم تلاقَوا بوجوه مُبْشِرة، وإذا لقُونا لَقُونا بغير ذلك؟ فغضب رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى احمرّ وجهُه، وحتى استدرّ عِرقٌ بين عينيه، وكان إذا غضبَ استدرَّ. فلمّا سُرّي عنه قال: "والذي نفسي بيده، أو نفسُ محمد بيده - لا يدخلُ قلبَ رجلٍ
(1) الطبقات 4/ 42، والآحاد 1/ 318، ومعرفة الصحابة 4/ 1884، ومعجم الصحابة 2/ 194، والاستيعاب 2/ 422، والتهذيب 4/ 546، والسير 3/ 112، والإصابة 2/ 422.
وهو ممّن انفرد بالإخراج لهم مسلم، وله عنده حديث واحد - الجمع (3054) وأحاديثه - كما في التلقيح 370 - ثمانية.
(2)
المسند 4/ 165. وأخرجه 3/ 294 (1772) عن يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد اللَّه بن الحارث عن العباس - في مسند العباس. وضعّف المحقّقون إسناده لضعف يزيد ابن أبي زياد.
الإيمانُ حتى يُحبُّكم للَّه عز وجل ولرسوله". ثم قال: "أيُّها الناسُ، من آذى العبّاسَ فقد آذاني، إنّما عمُّ الرجلِ صِنوُ أبيه" (1).
(5214)
الحديث الثاني: وبه عن عبد المطّلب بن ربيعة قال:
أتى ناسٌ من الأنصار النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنّا نسمعُ من قولك حتى يقولَ القائلُ منهم: إنما مَثَلُ محمد مَثَلُ نخلةٍ في كِبا. قال حسين: الكِبا: الكُناسة. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّها النّاسُ، من أنا؟ " قالوا: أنت رسول اللَّه. قال: "أنا محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطّلب، قال: فما سَمِعْناه ينتمي قطُّ قبلها - إلّا أنّ اللَّهَ عز وجل خلقَ خَلْقَه فجعلَني من خير خَلقه، ثم فرَقَهم فِرقتين فجعلَني من خير الفِرقتين، ثم جعلهم قبائلَ فجعلَني من خير قبائلهم، ثم جعلَهم بيوتًا، فجعلَني من خيرهم بيتًا. فأنا خيرُكم بيتًا وخيرُكم نَفسًا"(2).
(5215)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب وسعد قالا: حدّثنا أبي عن صالح عن الزُّهري عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل أخبره أنّ عبد المطّلب ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب أخبره:
أنّه اجتمع ربيعة بن الحارث وعبّاس بن عبد المطّلب فقالا: واللَّه لو بَعَثْنا هذين الغلامين -لي وللفضل بن عبّاس- إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأمَّرَهما على هذه الصدقات، فأدّيا ما يؤدّي الناسُ، وأصابا ما يُصيبُ الناسُ من المنفعة. فبينا هما في ذلك جاء عليّ بن أبي طالب فقال: ماذا تريدان؟ فأخبراه بالذي أراد، قال: فلا تفعلا، فواللَّه ما هو بفاعل، فقالا: لِمَ تصنعُ هذا؟ فما هذا منك إلّا نَفاسةً علينا، لقد صَحِبْتَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ونِلْتَ صِهْرَه، فما نَفِسْنا ذلك عليك، قال: فقال: أنا أبو حسن، أَرْسِلوهما، ثم اضطجع.
قال: فلمّا صلّى الظهرَ سَبَقْناه إلى الحجرة، فقُمنا عندها حتى مرّ بنا، فأخذ بأيدينا ثم قال:"أخرجا ما تُصَرِّران". ودخل فدخلْنا معه، وهو حينئذٍ في بيت زينب بنت جحش،
(1) المسند 4/ 165. وفيه يزيد. ومن طريقه أخرجه الترمذي 5/ 610 (3758) وقال: هذا حديث حسن صحيح. قال الألباني في ضعيف الترمذي: ضعيف، إلّا قوله:"عمّ الرجل. . . " فصحيح.
(2)
المسند 4/ 166. ومن طريق يزيد بن أبي زياد أخرجه ابن أبي عاصم في الستّة 2/ 993 (1540). وجعل الهيثمي رجاله رجال الصحيح - المجمع 8/ 218.
قال: فكلَّمْناه، فقلنا: يا رسول اللَّه، جِئْناك لتؤَمِّرَنا على هذه الصدقات، فنصيبَ ما يصيبُ الناسُ من المنفعة، ونؤدِّي إليك ما يؤدّي النّاس، قال: فسكت رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، ورفعَ رأسَه إلى سقف البيت حتى أرَدْنا أن نُكلِّمَه، فأشارت إلينا زينبُ من وراء حجابها، كأنّها تنهانا عن كلامه. وأقبل فقال:"ألا إنّ الصدقةَ لا تنبغي لمحمّد ولا لآل محمّد، إنما هي أوساخ النّاس. ادْعوا لي مَحْمِيَةَ بن جَزء -وكان على العُشر- وأبا سفيان بن الحارث" فأتَيا، فقال لمحمية:"أصْدِقْ عنهما من الخُمس".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* * * *
(1) المسند 4/ 166. ومن طريق الزهري أخرجه مسلم 2/ 752 (1072) وسائر رجاله ثقات.