المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(486) مسند أبي رزين لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٦

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌(362) مسند عَبْد عَوف بن الحارث البَجَلِيّ أبي حازم

- ‌(363) مسند عبد المُطَّلِب بن رَبيعة

- ‌(364) مسند عُبيد بن خالد السُّلَميّ

- ‌(365) مسند عُبيد بن هانىء بن كُرَيب أبي عامر الأشعريّ

- ‌(366) مسند عُبيد مولى النبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(367) مسند عُبَيدة بن عمرو الكِلابيّ

- ‌(368) مسند عَبس بن عامر بن عَدِيٍّ بن نابي الأنصاريّ

- ‌(369) مسند عُتبة بن عَبد أبي الوليد السُّلَمي

- ‌(370) مسند عُتبة بن غَزوان

- ‌(371) مسند عتبة بن النُّدَّر

- ‌(372) مسند عِتبان بن مالك الأنصاريّ

- ‌(373) مسند عثمان بن حُنَيف

- ‌(374) مسند عثمان بن طَلحة بن أبي طلحة

- ‌(375) مسند عثمان بن أبي العاص بن بشر أبي عبد اللَّه الثَّقَفيّ

- ‌(376) مسند عثمان بن عفّان

- ‌(377) مسند العَدّاء بن خالد بن هَوْذةَ الكِلابيّ

- ‌(378) مسند عديّ بن حاتم الطّائي

- ‌(379) مسند عديّ بن عَميرة أبي زُرارة الكِنديّ

- ‌(380) مسند العِرباض بن سارية أبي نُجَيح السُّلَميّ

- ‌(381) مسند عَرفجة بن أسعد

- ‌(382) مسند عَرفجة بن ضُرَيح

- ‌(383) مسند عُروة بن أبي الجَعد البارِقيّ

- ‌(384) مسند عروة الفُقَيميّ

- ‌(385) مسند عُروة بن مُضَرِّس بن لأم الطائيّ

- ‌(386) مسند عصام المُزَنيّ

- ‌(387) مسند عِصمة بن مالك بن أُميّة الخَطْمِيّ

- ‌(388) مسند عطيّة بن سعد السَّعديّ

- ‌(389) مسند عطيّة القُرَظيّ

- ‌(395) مسند عُقْبة بن الحارث بن عامر أبي سِرْوَعَةَ المَخزومي القُرَشي

- ‌(391) مسند عُقبة بن عامر

- ‌(392) مسند أبي مَسعود عُقْبَةَ بن عَمرو الأنصاريّ

- ‌(393) مسند عُقبة بن مالك اللَّيثي

- ‌(394) مسند عَقيل بن أبي طالب

- ‌(395) مسند العَلاء بن الحَضْرَمِيّ

- ‌(396) مسند عِلْباء السُّلَمي

- ‌(397) مسند علقمة بن رِمْثة

- ‌(398) مسند عليّ بن شَيبان بن عمرو أبي عبد الرحمن الحنفيّ

- ‌(399) مسند عليّ بن طَلْق بن المنذر

- ‌(400) مسند عليّ بن أبي طالب

- ‌(401) مسند عمّار بن ياسر

- ‌(402) مسند عمارة بن حَزم بن زيد الأنصاريّ

- ‌(403) مسند عُمارة بن خُزَيمة

- ‌(404) مسند عُمارة بن رُوَيْبة

- ‌(405) مسند عُمارة بن مُعاذ بن زُرارة أبي نَملة الأنصاري

- ‌(406) مسند عُمَر بن الخَطّاب

- ‌(407) مسند عمر بن سعد أبي كَبْشَةَ الأنماريّ

- ‌(408) مسند أبي حفص عُمر بن أبي سلمة

- ‌(409) مسند عمر الجُمَعِيّ

- ‌(410) مسند عمران بن حُصَين

- ‌(411) مسند عمرو الأَحْوَص بن جَعْفر أبي سليمان الجُشَميّ

- ‌(412) مسند عمرو بن أخطب أبي زيد الأنصاري

- ‌(413) مسند عمرو بن أُمَيّة الضَّمْري

- ‌(414) مسند عمرو بن بَعْكَك بن الحارث أبي السَّنابل القرشيّ

- ‌(415) مسند عمرو بن تَغْلِب

- ‌(416) مسند عمرو بن الجَموح بن زيد أبي معاذ السَّلميّ

- ‌(417) مسند عمرو بن الحارث بن المُصْطَلِق

- ‌(418) مسند عمر بن حُريث بن عمرو أبي سعيد المخزوميّ

- ‌(419) مسند عمرو بن حَزم بن زيد أبي الضَّحّاك الأنصاريّ

- ‌(420) مسند عمرو بن الحَمِق بن الكاهن الخُزاعي

- ‌(421) مسند عمرو بن خارجة الثُّمالي

- ‌(422) مسند عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأمويّ

- ‌(423) مسند عمرو بن شاس بن عبد الأسلمي

- ‌(424) مسند عمرو بن العاص بن وائل أبي عبد اللَّه السَّهمي

- ‌(425) مسند عمرو بن عبد اللَّه أبي عِياض القاري

- ‌(426) مسند عمرو بن عُبيد اللَّه

- ‌(427) مسند عمرو بن عَبَسَةَ أبي نَجيح السُّلَميّ

- ‌(428) مسند عمرو بن عوف

- ‌(429) مسند عمرو بن الفَغواء بن عُبيد الخُزاعيّ

- ‌(430) مسند عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصمّ

- ‌(431) مسند عمرو بن كَعب بن حَجْدر اليامي

- ‌(432) مسند عمرو بن مالك أبي مالك الأشجعيّ

- ‌(433) مسند عمرو بن مِحْصَن بن حُرْثان الأسديّ أبي أبي عَمرة

- ‌(434) مسند عمرو بن مُرّة الجُهَنيّ

- ‌(435) مسند عمرو بن يثربيّ الضَّمْريّ

- ‌(436) مسند عمرو الأنصاريّ

- ‌(437) مسند عمرو أبي مالك الأشعَريّ

- ‌(438) مسند عُمَير بن سَلَمة بن مُنتاب الضَّمري

- ‌(439) مسند عُمَير مولى آبي اللَّحم

- ‌(440) مسند عوف بن مالك أبي عبد اللَّه الأشجعيّ

- ‌(441) مسند عُوَيم بن ساعدة بن عابس أبي عبد الرحمن الأنصاري

- ‌(442) مسند عُوَيمر بن أشقر بن عديّ الأنصاري

- ‌(443) مسند أبي الدّرداء عُوَيمر بن عامر

- ‌(444) مسند عيّاش بن أبي ربيعة

- ‌(445) مسند عِياض بن حِمار المُجاشِعيّ

- ‌حرف الغين

- ‌(446) مسند غُضَيف بن الحارث

- ‌حرف الفاء

- ‌(447) مسند الفاكه بن سعد بن جبر أبي عُقبة الأنصاري

- ‌(448) مسند فُرات بن حَيّان بن ثعلبة العِجليّ

- ‌(449) مسند الأقرع بن حابس

- ‌(450) مسند فروة بن مُسَيك أبي عُمَير المُراديّ

- ‌(451) مسند فَضالة بن عُبَيد

- ‌(452) مسند فَضالة أبي عبد اللَّه اللَّيثي

- ‌(453) مسند الفضل بن عبّاس بن عبد المطّلب

- ‌(454) مسند فَيروز الدَّيْلَميّ

- ‌حرف القاف

- ‌(455) مسند قارب بن الأسود الثَّقَفيّ

- ‌(456) مسند قَبِيصة بن مُخارق

- ‌(457) مسند قتادة بن ملحان القَيسيّ

- ‌(458) مسند قتادة بن النعمان بن يزيد الظَّفَرِيّ

- ‌(459) مسند قُدامة بن عبد اللَّه بن عمّار الكِلابي

- ‌(460) مسند قُرّة بن إياس بن رِئاب أبي معاية المُزَني

- ‌(461) مسند قُرّة بن دُعموص النُّمَيري

- ‌(462) مسند قُطبة بن قتادة السَّدوسي أبي الحَوْصلة

- ‌(463) مسند قُطبة بن مالك

- ‌(464) مسند قُهَيد بن مُطَرِّف الغِفاريّ

- ‌(465) مسند قيس بن سعد بن عُبادةَ

- ‌(466) مسند قيس بن عاصم

- ‌(467) مسند قيس بن عائذ

- ‌(468) مسند قيس بن عُبيد بن الحُرَير أبي بَشير المازني

- ‌(469) مسند قيس بن عمرو الأنصاري

- ‌(470) مسند قيس بن أبي غَرَزَةَ البَجَلي

- ‌(471) مسند قيس الجُذامي

- ‌(472) مسند قيصر أبي إسرائيل العامريّ

- ‌حرف الكاف

- ‌(473) مسند كَردَم بن سُفيان أبي ميمونة الثَّقَفي

- ‌(474) مسند كُرْز بن عَلقمة بن هلال الخُزاعيّ

- ‌(475) مسند كعب بن عاصم أبي مسلم الأشعري

- ‌(476) مسند كعب بن عُجرة

- ‌(477) مسند أبي اليَسَر كعب بن عمرو الأنصاري

- ‌(478) مسند كعب بن عِياض

- ‌(479) مسند كعب بن مالك ابن أبي كعب الأنصاري

- ‌(480) مسند كلثوم بن الحُصَين أبي رُهم الغفاريّ

- ‌(481) مسند كَلَدَة بن الحَنْبَلُ بن مالك الغَسّاني الأسلميّ

- ‌(482) مسند كَنّاز بن الحُصَين

- ‌(483) مسند كَيسان أبي عبد الرحمن بن أَسيد

- ‌(484) مسند كيسان أبي نافع

- ‌حرف اللام

- ‌(485) مسند اللَّجْلاج أبي خالد

- ‌(486) مسند أبي رَزِين لقيط بن عامر بن المُنْتَفِق العُقَيليّ

- ‌(487) مسند لقيط بن صَبِرة بن المُنْتَفق أبي عاصم

الفصل: ‌(486) مسند أبي رزين لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي

(486) مسند أبي رَزِين لقيط بن عامر بن المُنْتَفِق العُقَيليّ

(1)

(6124)

الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بهز قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حُدُس (2) عن عمّه أبي رزين:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الرُّؤيا معلّقةٌ برجل طائرٍ ما لم يُحَدِّث بها صاحبُها، فإذا حدّثَ بها وقعت، فلا يُحَدِّثَنَّ بها إلّا عالمًا أو ناصحًا أو لبيبًا. والرُّؤيا الصالحة جزء من ستّة وأربعين جزءًا من النُّبُوّة"(3).

(6125)

الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا شعبة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن أبي رَزين العقيليّ:

أنّه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يستطيع الحجَّ ولا العمرة ولا الظَّعنَ. فقال: "حُجّ عن أبيك واعْتَمِرْ".

قال الترمذي: هذا حديث صحيح (4).

(1) الآحاد 4/ 143، ومعرفة الصحابة 5/ 2418، والاستيعاب 3/ 305 - وجعله مع ما بعده واحدًا- والإصابة 3/ 311. وينظر الذي بعده.

(2)

وكيع بن حُدُس أو عُدُس، على الوجهين، وعلى الخلاف في ذلك، وثّقه ابن حبّان. وقيل عنه مجهول. وجعله ابن حجر مقبولًا. ينظر تهذيب الكمال 7/ 467، والميزان 4/ 335، والتقريب 2/ 647.

(3)

المسند 4/ 10. وفيه "جزء من أربعين". وقبله عن هشيم عن يعلى بن عطاء، وفيه:"جزء من ستة وأربعين" وأخرج رواية هشيم ابن ماجة 2/ 1288 (3914)، والطبراني 19/ 204 (461)، وابن حبّان 13/ 414 (6055). ومن طريق يعلى أخرج الروايتين الترمذي 4/ 464، 465 (2278، 2279)، وقال: حسن صحيح. وصحّح إسناد الحديث الحاكم 4/ 390. ووافقه الذهبي. وحسّن إسناده ابن حجر في الفتح 12/ 432، والألباني في الصحيحة 1/ 238. وينظر تعليق محقّق ابن حبّان.

(4)

المسند 4/ 10. وابن ماجة 2/ 970 (2906)، والنسائي 5/ 117، والترمذي 3/ 269 (930) وقال حسن صحيح. ومن طريق شعبة أخرجه أبو داود 2/ 162 (1810)، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 345 (3040)، والحاكم والذهبي 1/ 481، وابن حبّان 9/ 304 (3991)، والمحقّقون.

ص: 491

(6126)

الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عُدُس عن عمّه أبي رزين قال:

قلت: يا رسول اللَّه، أين كان ربُّنا عز وجل قبلَ أن يَخْلُقَ خَلْقَه؟ قال:"كان في عَماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلقَ العرشَ بعد ذلك"(1).

العماء ممدود: وهو السحاب (2).

والفَوق والتَّحت يرجعان إلى السحاب لا إلى الخالق سبحانه. و"في" بمعنى فوق. والمعنى: كان فوق السحاب بالتدبير والقهر. ولمّا أنِسَ القوم بالمخلوقات سألوا عنها، فأُخبروا أنّه قد كان قبل العرش مخلوق (3).

وقد سئل عليه السلام عن البدايات، فقال:"كان اللَّه ولا شيءَ معه"(4).

(6127)

الحديث الرابع: وبالإسناد قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضَحِكَ ربُّنا عز وجل من قُنوط عباده، وَقُرْبِ غِيَره"(5). قال: قلت: يا رسول اللَّه، أو يَضْحَكُ الربُّ عز وجل؟ قال:"نعم" قال: لن نَعْدَمَ من ربٍّ يضحكُ خيرًا (6).

(6128)

الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين عمّه قال:

(1) المسند 4/ 11. وابن ماجة 1/ 64 (182)، والترمذي 5/ 269 (3109) وحسّنه المحقّقون. وبعد "هواء" في الترمذي: "وخلق عرشه على الماء." وفي ابن ماجة: "وما ثَمّ خَلْق، عرشُه على الماء". وقد علّق البوصيري على إسناد الحديث الذي قبله - وهو بعد هذا عندنا. ومن طرق عن حمّاد أخرجه ابن أبي عاصم - السنة 1/ 419 (625)، وابن حبّان 8/ 14 (6141). وضعّفه الألباني وشعيب.

(2)

فسّره يزيد عند الترمذي بأنه: ليس معه شيء.

(3)

ينظر الفتح 13/ 405.

(4)

وهو جزء من حديث رواه البخاري عن عمران 6/ 286 (3191)، 13/ 403 (7418)، وينظر الفتح 6/ 289، 13/ 410.

(5)

غير اللَّه: تغييره الأمورُ وتقليبها.

(6)

المسند 4/ 11، وابن ماجة 1/ 64 (181). قال البوصيري: وكيع ذكره ابن حبّان في الثقات، وباقي رجاله احتجّ بهم مسلم. ومن طريق حمّاد أخرجه ابن أبي عاصم السنة 1/ 382 (566)، والطبراني 19/ 207 (469) وضعّف الألباني إسناده، وحسّن الحديث - ينظر الصحيحة 6/ 732 (2810).

ص: 492

قلت: يا رسول اللَّه، أين أمّي؟ قال:"أُمّك في النّار" قال: قلتُ: فأين من مضى من أهلك؟ قال: "أما ترضى أن تكون أُمُّك مع أُمّي"(1).

(6129)

الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمّه أبي رَزين العُقَيليّ أنّه قال:

يا رسول اللَّه، أكلُّنا يرى ربَّه عز وجل يومَ القيامة؟ وما آيةُ ذلك في خلقه؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أليس كُلُّكم ينظر إلى القمر مُخْلِيًا به؟ " قلنا: بلى قال: "فاللَّه أعظم"(2).

قال: قلت: يا رسول اللَّه، كيفط يُحيي اللَّه الموتى؟ وما آيةُ ذلك في خَلقه؟ قال:"أما مَرَرْتَ بوادي أهلك مَحْلًا؟ " قال: بلى. قال: "ثم مَرَرْتَ به يهتَزّ خَضِرًا" قال: بلى. قال: "فكذلك يُحيي اللَّهُ عز وجل الموتي، وذلك آيتُه في خلقه"(2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سليمان بن موسى عن أبي رَزين العقيليّ قال:

أتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسول اللَّه، كيف يُحيي اللَّهُ الموتى؟ قال:"أمَرَرْتَ بأرضٍ من أرضك مُجدِبة، ثم مَرَرْتَ بها مُخصِبة؟ " قال: نعم، قال:"كذلك النُّشور".

قال: يا رسول اللَّه ما الإيمان؟ قال: "أن تشهدَ أن لا إله إلّا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وأن يكونَ اللَّهُ ورسولُه أحبَّ إليكَ ممّا سواهما، وأن تُحْرَقَ في النّار أحبُّ إليك من أن تُشرِكَ باللَّه. وأن تُحِبَّ غيرَ ذي نَسَب، لا تُحِبُّه إلّا للَّه عز وجل. فإذا كنتُ كذلك فقد دخل حبُّ الإيمان في قلبك كما دخل حبُّ الماء للظمآن في اليوم القائظ".

(1) المسند 4/ 11، والسنة 1/ 447 (650)، والمعجم الكبير 19/ 208 (471)، ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 1/ 121. مع أن فيه وكيعًا، وفيه خلاف - كما سبق.

وصحّ الحديث عن أنس، فيما رواه مسلم، ولكن السؤال كان فيه عن أبيه. الجمع 2/ 642 (2116).

(2)

المسند 4/ 11. ومن طريق عن حمّاد أخرجه ابن ماجة 1/ 64 (180)، والطبراني 19/ 206 (466)، وابن أبي عاصم - السنة 1/ 321 (468)، وابن حبّان 14/ 8 (6141)، وصحّح الحاكم إسناده 4/ 560، ووافقه الذهبي. ومن طريق يعلى أخرجه أبو داود 4/ 234 (4731)، وحسّنه الألباني والمحقّقون.

ص: 493

قلت: يا رسول اللَّه، كيف لي بأن أعلم أني مؤمن؟ قال:"ما من أُمّتي، أو هذه الأمّة عبدٌ يعملُ حسنةً فيعلم أنّها حسنة وأن اللَّه جازِيه بها خيرًا، ولا يعملُ سيئةً فيعلمُ أنّها سيئة ويستغفرُ اللَّهَ عز وجل منها، ويعلمُ أنّه لا يغفر إلّا هو، إلّا وهو مؤمن"(1).

(6130)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بهز وعفّان قالا: حدّثنا أبو عوانة قال: حدّثنا يعلى بن عطاء عن وكيعِ بن عدس العقيليّ عن عمّه أبي رزين أنّه قال:

يا رسول اللَّه، إنا كنّا نذبحُ في رجب ذبائح فنأكلُ منها ونُطعِمُ من جاءنا. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا بأسَ بذلك".

قال: فقال وكيع: لا أدَعُها أبدًا (2).

(6131)

الحديث الثامن: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: كتب إليّ إبراهيمُ بن حمزة ابن مصعب بن الزُّبير (3): كتبتُ إليك بهذا الحديث فحدِّث به عنّي، قال: حدّثني عبد الرحمن بن المغيرة الحِزامي قال: حدّثني عبد الرحمن بن عيّاش الأنصاري عن دَلْهَم ابن الأسود بن عبد اللَّه بن حاجب بن عامر بن المُنْتَفِق العُقيليِّ عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر:

أنّه خرج وافدًا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومعه صاحبٌ له يقال له نَهيك بن عاصم بن مالك ابن المنتفق. قال لقيط: فخرجتُ أنا وصاحبي حتى قَدِمْنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (4) حين انصرف من صلاة الغَداة، فقام في النّاس فخطَبَنا فقال:"أيُّها النّاس، إلّا إنّي قد خَبَأتُ لكم صوتي منذ أربعة أيّام لأُسْمِعَكم، فهل من امرىءٍ بعثه قومُه فقالوا: اعلمْ لنا ما يقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ ألَا ثَمَّ لعلَّه أن يُلْهِيَه حديثُ نفسه أو حديثُ صاحبه، أو يلهيَه الضَّلالُ. إلّا إنّي مسؤول. هل بلَّغْتُ؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا، ألا اجلسوا".

(1) المسند 4/ 11. وعزاه له الهيثمي 1/ 58، وقال: في إسناده سليمان بن موسى، وقد وثّقه ابن معين وأبو حاتم، وضعّفه آخرون. ويزاد عليه أن سليمان يرسل عن الصحابة، ولم يروِ عن أبي رزين.

(2)

المسند 4/ 12. وفي إسناده وكيع، وسائر رجاله رجال الصحيح. ومن طريق أبي عوانه أخرجه النسائي 7/ 171، والطبراني 19/ 210 (5891). وصحّحه الألباني لغيره.

(3)

في المسند "إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزّبير الزبيري". وبعده: "كتبت إليك بهذا الحديث، وقد عرضْته وجمعته (وسمعته) على ما كتبت إليك، فحدِّث بذلك عنِّي".

(4)

في المسند "لانسلاخ رجب، فأتينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فوافيناه حين. . . ".

ص: 494

قال: فجلس النّاس، وقمتُ أنا وصاحبي، حتى إذا فَرَّغَ لنا فؤاده وبصرَه. قلنا: يا رسول اللَّه، ما عندك من علم الغيب؟ فضَحِك -وعَمْرُ اللَّه- وهزّ رأسَه، وعلمَ أني أبتغي سَقَطَه، فقال:"ضَنَّ ربّك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلَمُها إلّا اللَّهُ عز وجل" وأشار بيده. قلت: وما هي؟ قال: "عَلِمَ المَنِيَّةَ قد عَلِمَ متى منيّةُ أحدكم، ولا تعلمون، وعَلِمَ المَنِيَّ حين يكون في الرَّحِم، وقد عَلِمَه ولا تعلمونه، وعلم ما في الغد، ما أنت طاعم غدًا ولا تعلمه، وعلم الغيث يُشرِف عليكم آزِلين (1) مُشْفِقين، فيظلُّ يضحكُ، قد علم أن غِيَرَكم (2) إلى قريب". قال لقيط: قلت: لن نَعْدَمَ من رب يضحكُ خيرًا. "وعلم يوم الساعة".

قُلنا: يا رسول اللَّه، عَلِّمْنا ممّا تُعَلِّمُ النّاسَ وما تَعْلَم، فإنَّا في قَبيلٍ لا يُصَدِّقون تصديقَنا، من مَذْحج التي تربو علينا، وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها.

قال: "تلبثون ما لَبِثْتُم ثمَ يُتَوَفّى نبيُّكم، ثم تلبثون ما لبِثتم، ثم تُبْعَثُ الصائحةُ، لَعَمْرُ إلهك ما تَدَعُ على ظهرها من شيءٍ إلّا مات، والملائكة الذين مع ربّك عز وجل، فأصبحَ ربُّك عز وجل يطوف في الأرض، وخَلَتْ عليه البلادُ، فأرسل ربُّك عز وجل السماء تهضبُ مِن عند العرش. ولعمر إلهك ما تَدَعُ على ظهرها من مَصْرَعِ قتيل ولا مَدْفن ميت إلّا شقَّت الأرض عنه حتى تجعلَه من عند رأسه، فيستوي جالسًا، ويقول ربُّك: مَهْيم؟ لما كان فيه، يقول: يا ربِّ، أمسِ، اليومَ، ولَعَهده بالحياة يحسِبُه حديثًا بأهله".

فقلت: يا رسول اللَّه، كيف يجمعُنا بعدما تُمَزِّقُنا الرياح والبلى والسِّباع؟ قال:"أُنَبِّئُكَ بمثل ذلك في آلاء اللَّه: الأرض أشْرَفْتَ عليها وهي مَدَرةٌ بالية، فقلتَ: لا تحيا أبدًا، ثم أرسل ربُّك عز وجل عليها السماء، فلم تلبث عليك إلّا أيامًا حتى أشْرَفْتَ عليها وهي شَرَبَّةَ واحدة. ولعمرُ إلهك، لهو أقدرُ أن يَجْمَعَكم من الماء على أنّ يجمعَ نباتَ الأرض، فيخرجون من الأصواء أو من مصارعهم، فتنظرون إليه وينظر إليكم".

قلت: يا رسول اللَّه، فكيف ونحن ملءُ الأرض وهو شخص واحد، ينظر إلينا وننظر إليه؟ قال: "أُنَبِئُك بمثل ذلك في آلاء اللَّه: الشمسُ والقمر آية منه صغيرة ترونهما

(1) آزلين: صائرين إلى شدّة.

(2)

الغِيَر: تغيَّر الحال.

ص: 495

ويريانكم ساعةً واحدة، لا تُضارُّون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وتَرونه من أن تَرونهما ويريانكم، لا تُضارُّون في رؤيتهما".

قلت: يا رسول اللَّه، فما يفعل بنا ربُّنا عز وجل إذا لَقِيناه؟ قال:"تُعرَضونَ عليه باديةً له صَفَحاتُكم، لا يخفى عليه منكم خافية، فيأخذ ربُّك عز وجل بيده غَرفَةً من الماء فينضَحُ قِبَلكم، فلعمر إلهك ما يُخْطِىء وجهَ أحدكم قطرةً، فأما المسلم فتدعُ وجهَه مثل الرَّيطة البيضاء، وأما الكافر فتَخْطِمُه بمثل الحميم الأسود. ألا ثُمّ ينصرف نبيُّكم ويفترق على إثره الصالحون، فيسلُكون جسرًا من النّار، فيظلُّ أحدُكم يقول: حَسّ (1)، يقول ربّك عز وجل: أوانُه. فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ - واللَّهِ ناهلةٍ، فلعمر إلهك، ما يبسُطُ واحدٌ منكم يدَه إلّا وقع عليها قَدَحٌ يُطَهِّرُه من الطَّوْف (2) والبول والأذي، وتُحْبَسُ الشمسُ والقمر فلا ترون منهما واحدًا".

قال: قلت: يا رسول اللَّه، فبم نُبصِرُ؟ قال:"في مثل بصرك ساعتك هذه، وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض". (3).

قال: قلت: يا رسول اللَّه، فبم نُجْزَى من حسناتنا وسيئاتنا؟ قال:"الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها، إلّا أن يعفو".

قال: قلت: يا رسول اللَّه، إما الجنّة وإما النّار؟ قال:"لعمر إلهك، إن للنار سبعة أبواب، ما منهنّ بابان إلّا يسير الراكب بينهما سبعين عامًا، وإنّ للجنة ثمانيةَ أبواب، ما منهما بابان إلّا يسير الراكب بينهما سبعين عامًا".

قلت: يا رسول اللَّه، فعلام نطَّلعُ من الجنّة؟ قال: على أنهار من عسل مُصَفّي، وأنهار من كأس، ما بها من صُداع ولا ندامة، وأنهارٍ من لبن لم يتغيَّرْ طعمُه، وماء غيرِ آسِنٍ، وبفاكهة، لعمر إلهك ما تعلمون، وخيرٌ من مثله معه، وأزواج مطهّرة".

قلت: يا رسول اللَّه، ولنا فيها أزواج؟ قال:"الصالحات للصالحين، تَلَذُّونهم مثل لَذّاتكم في الدُّنيا، ويَلْذَذْن بكم، غير أن لا توالُدَ".

(1) في المسند: فيطأ أحدكم الجمرَ فيقول: حسّ".

(2)

الطّوف: الغائط.

(3)

في المسند "وأجهت به الجبال".

ص: 496

قال لقيط: فقلت: أقصى ما نحن بالغون إليه ومنتهون (1).

قلت: يا رسول اللَّه، فعلام أُبايعك؟ فبسط النبيُّ صلى الله عليه وسلم يده وقال: على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وزِيال الشرك، وألّا تُشْرِكَ باللَّه غيره".

قلت: وإنّ لنا ما بين المشرق والمغرب؟ فقبض النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدَه وبسط أصابعه، وظنّ أنّي مُشترط شيئًا ما يُعطينيه. قال: قلت: نَحُلُّ منها حيثُ شِئْنا، ولا يجني امرؤ إلّا على نفسه؟ فبسط يدَه وقال:"ذلك لك، تَحُلُّ حيث شئتَ، ولا يجني عليك إلّا نفسُك".

قال: فانصرفنا، وقال:"هذان -لَعَمْرُ إلهك- مِن أتقى النّاس في الدنيا والآخرة" فقال له كعب (2): من هم يا رسول اللَّه؟ قال: "بنو المُنْتَفِق أهل ذلك".

فانصرفْنا. وأقْبَلْتُ عليه فقلتُ: يا رسول اللَّه، هل لأحدٍ فيما مضى في جاهليّتهم من خير؟ قال رجلٌ من عُركما قرلِش: واللَّه إنّ أباك المُنْتَفِق لفي النّار. قال: فلكأنّه وقع حَرٌّ بين جلدي ووجهي ممّا قال لأبي على رؤوس النّاس، فهَمَمْتُ أن أقول: وأبوك يا رسول اللَّه (3)؟ ثم قلت: يا رسول اللَّه، وأهلك؟ قال:"وأهلي، لعمرو اللَّه ما أتيتَ عليه من قبرِ عامريّ أو قرشي مشرك فقل: أرسلَني إليكَ محمد فأُبَشِّرُك بما يسوءُك، تُجَرُّ على وجهك وبطنِك في النّار".

قال: قلت: يا رسول اللَّه، ما فُعِلَ بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يُحسنون إلّا إيّاه، وكانوا يحسَبون أنهم مُصلحون؟ قال:"ذلك لأنّ اللَّه بعث في آخر كلّ سبع أُمم نبيًّا، فمن عصى نبيَّه كان من الضالّين، ومن أطاع نبيَّه كان من المهتدين"(4).

(1) في المسند "فلم يُجبه النبيّ صلى الله عليه وسلم".

(2)

في المسند: "فقال كعب بن الخُدارية، أحد بني بكر بن كلاب. . " ينظر الإصابة 3/ 278.

(3)

في المسند: "ثم إذا الأخرى أجمل، فقلت. . . ".

(4)

المسند 4/ 13. ومن طريق عبد الرحمن بن المغيرة أخرجه الطبراني 19/ 211 (477). وابن أبي عاصم السنة 1/ 440 (649). وقال الهيثمي 10/ 341، رواه عبد اللَّه، والطبراني بنحوه، وأحد طريقي عبد اللَّه إسنادها متّصل ورجالها ثقات، والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط أن لقيطًا (وهو هذا). وأخرجه الحاكم 4/ 560 من طريق يعقوب بن [محمد بن] عيسى عن عبد الرحمن بن المغيرة، وصحّح إسناده، وأعلّه الذهبي بيعقوب. وفي تهذيب التهذيب - ترجمة عاصم بن لقيط، قال ابن حجر 3/ 41: وهو حديث غريب جدًّا. وقال ابن كثير في البداية 5/ 92: هذا حديث غريب جدًّا، وألفاظه في بعضها نكارة.

ص: 497

قوله في هذا الحديث: "مهيم" معناه: ما أمرُك.

وقوله: "وهي شَرْبة واحدة" قال ابن قتيبة: إن كان المحفوظ بتسكين الراء فالمعنى أن الماء كثر، فمن أين أردت شَرِبتَ، وإن كان شَرَبَة بفتح الراء فهو حوض يكون في أصل النخلة يُملأ ماء، فالمعنى: أن الماء قد وقف منها في مواضع (1).

والأصواء: القبور، وأصلها الأعلام.

* * * *

(1) يُنظر كلام ابن قتيبة في شرح هذه اللفظة - غريب الحديث 1/ 230، وفيه شرح للحديث.

ص: 498