الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(407) مسند عمر بن سعد أبي كَبْشَةَ الأنماريّ
(1)
وقيل: عمرو
(5803)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجَعد عن أبي كَبشة الأنماري قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ هذه الأمّةِ مَثَلُ أربعة نَفَر: رجل آتاه اللَّه مالًا وعلمًا، فهو يعمل به في ماله، يُنْفِقه في حقّه. ورجل آتاه اللَّه علمًا ولم يُؤتِه مالًا، فهو يقول: لو كان لي مثل مالِ هذا، عَمِلتُ فيه مثلَ الذي يعمل". قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فهما في الأجر سَواء. ورجل آتاه اللَّه مالًا ولم يؤتِه علمًا، فهو يَخْبِطُ فيه، يُنفقُه في غير حقّه. ورجل لم يُؤتِه اللَّه مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو كان لي مالٌ مثلُ هذا عَملْتُ فيه مثلَ الذي يعملُ". قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فهما في الوِزْر سَواء"(2).
* طريق آخر فيه زيادة:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن نُمَير قال: حدّثنا عُبادة بن مسلم قال: حدّثني يونس بن خبّاب عن سعيد أبي البخْتريّ الطائيّ عن أبي كَبشة الأنماري قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاثٌ أُقْسِمُ عليهنّ، وأَحَدِّثكم حديثًا فاحْفظوه".
قال: "فأمّا الثلاث التي أُقْسِمُ عليهنّ، فإنَّه ما نَقَصَ مالُ عبد من صَدقة. ولا ظُلِم عبدٌ مَظلمةٌ فيَصْبِرُ عليها إلّا زاده اللَّهُ بها عِزًّا. ولا يفتح عبدٌ بابَ مسألة إلّا فتحَ اللَّه له بابَ فَقْر.
(1) ينظر الآحاد 2/ 478، ومعرفة الصحابة 6/ 2999، والاستيعاب 4/ 164، والتهذيب 8/ 406، والإصابة 4/ 164. وجعله في التلقيح 369 ممن لهم أحد عشر حديثًا.
(2)
المسند 4/ 230. وابن ماجة 2/ 1413 (4228) ورجاله ثقات، ولكن ابن حجر ذكر في النكت 9/ 274 أن سالمًا لم يسمع أبا كبشة. وصحّح الحديث الألباني.
وأمّا الذي أُحدِّثُكم حديثًا فاحفظوه، فإنّه قال: إنّما الدُّنيا لأربعة نفر: عبد رَزَقَه اللَّه عز وجل مالًا وعلمًا، فهو يتّقي فيه ربَّه، ويَصِلُ فيه رَحمَه، ويعلمُ للَّه فيه حقَّه". قال:"فهذا بأفضل المنازل".
قال: "وعَبدٌ رزَقَه اللَّهُ علمًا ولم يَرْزُقْه مالًا، قال: فهو يقول: لو كان لي مالٌ عَمِلتُ بعمل فلان، قال: فأجرُهما سواء".
قال: "وعبدٌ رَزَقَه اللَّهُ مالًا ولم يَرْزُقْه علمًا، فهو يَخْبِطَ مالَه بغير علم، لا يتّقي فيه ربَّه، ولا يَصِلُ فيه رَحِمَه، ولا يعلمُ للَّه فيه حقّه، فهذا بأخبث المنازل".
قال: "وعبدٌ لم يَرْزُقْه اللَّه مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو كان لي مالٌ لعَمِلْتُ بعمل فلان قال: هي نيّتُه، فوِزرهما فيه سَواء"(1).
(5804)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية -يعني ابن صالح- عن أزهر بن سعيد الحَرازيّ قال: سمعْتُ أبا كبشة قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسًا في أصحابه، فدخل ثم خرج وقد اغتسل، فقُلْنا: يا رسول اللَّه، قد كان شيء؟ قال:"أجل، مرّتْ بي فلانةُ، فوقَعَ في نفسي شهوةُ النّساء، فأتيتُ بعض أزواجي فأصَبْتُها، فكذلك فافعلوا. فإنّه مِن أماثلِ أعمالكم إتيانُ الحلال"(2).
(5805)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرني المسعودي عن إسماعيل بن أوسط عن محمد بن أبي كبشة الأنماري عن أبيه قال:
لما كان في غزة تبوك، تسارع الناسُ إلى أهل الحِجْر يدخلون عليهم، فبلغ ذلك رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فنادى في النّاس: الصلاةَ جامعةً. قال: فأتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو مُمسِكٌ بعَنزَة، وهو يقول:
"ما تدخلون على قومٍ غَضِبَ اللَّهُ عليهم". فناداه رجلٌ منهم: نَعْجَبُ منهم يا رسولَ اللَّه. قال: "أفلا أُنَبِّئُكم بأعجبَ من ذلك؟ رجل من أنفسكم يُنَبِّئُكم بما كان قبلكم، وما
(1) المسند 4/ 231. ومن طريق عبادة أخرجه الترمذي 4/ 487 (2325) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والطبراني 22/ 345 (868). وإسناده حسن، وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 4/ 231 ومن طريق معاوية عن أزهر بن سعيد -وهو صدوق- أخرجه الطبراني في الكبير 22/ 338 (848) قال الهيثمي 4/ 225: رجال أحمد ثقات.
هو كائنٌ بعدَكم، فاستقيموا وسَدِّدوا، فإن اللَّه عز وجل لا يَعْبَأُ بعذابِكم شيئًا، وسيأتي قومٌ لا يدفعون عن أنفسهم بشيء" (1).
(5806)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن عبد ربه قال: حدّثنا محمد بن حرب قال: حدّثنا الزُّبيدي عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهَوْزنيّ عن أبي كبشة الأنماريّ:
أنّه أتاه فقال: أطْرِقْني من فرسك، فإنّي سمعْتُ رسول اللَّه وسلم يقول: من أطرقَ فعَقَبَ له الفرسُ كان كأجر سبعين فرسًا حُمِل عليه في سبيل اللَّه عز وجل" (2).
ومعنى أطرق: أعار فحله ليضرب.
* * * *
(1) المسند 4/ 231. ومن طرق عن المسعودي -وقد اختلط- أخرجه الطبراني 22/ 340 (851، 852)، والطحاوي في شرح المشكل 9/ 362 (3741)، وحسّن محقّق المشكل إسناده. وعزاه الهيثمي في المجمع 12/ 237 للطبراني، وقال: . . من طريق المسعودي وقد اختلط، وبقيّة رجاله وثّقوا. وعزاه 10/ 293 للطبراني وأحمد وقال: بأسانيد، وأحدها حسن.
(2)
المسند 4/ 231. ومن طريق محمد بن حرب أخرجه الطبراني 22/ 341 (853)، وصحّحه ابن حبّان 10/ 533 (4679)، وقال الهيثمي في المجمع 5/ 269: رجالهما -أحمد والطبراني- ثقات. وصحّح محقّق ابن حبّان إسناده.