الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(424) مسند عمرو بن العاص بن وائل أبي عبد اللَّه السَّهمي
(1)
(5891)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ قال: حدّثنا موسى عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ فَصْلًا ما بين صيامنا وصيامِ أهل الكتاب أكْلَةُ السَّحَر".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5892)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا موسى بن عُلَيّ عن أبيه قال: سمعت عمرًا يقول:
بعث إليَّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "خُذْ عليكَ ثيابَك وسلاحَك ثم ائْتِني" فأتيتُه وهو يتوضّأ، فصعّدَ فيّ البَصَر ثم طأطأه، فقال:"إنّي أُريد أن أبعثَك على جيش، فيُسَلِّمُك اللَّه ويُغْنِمُك، وأَزْغَبُ لك من المال زُغْبةً صالحة". قال: فقلت: يا رسول اللَّه، ما أسلمْتُ من أجل المال، لكنّي أسلمْتُ رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال:"يا عمرو، نِعمَ بالمال الصالح للمرء الصالح"(3).
(5893)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن الأعمش قال: سمعْتُ ذَكوان عن عمرو بن العاص قال:
(1) الآحاد 2/ 99، ومعرفة الصحابة 4/ 1987، والاستيعاب 2/ 501، والتهذيب 5/ 426، والسير 3/ 54، والإصابة 3/ 2.
ومسنده في المقلّين - الجمع (112) اتفّق الشيخان على ثلاثة أحاديث له، وانفرد مسلم باثنين. وفي التلقيح 366: له تسعة وثلاثون حديثًا.
(2)
المسند 4/ 197، ومسلم 2/ 770 (1096) عن موسى بن عُلَيّ بن رباح عن أبيه.
(3)
المسند 4/ 197. ومن طرق عن بن موسى في الأدب المفرد 1/ 154 (299)، وأبي يعلى 13/ 321 (7336)، وصحّحه الحاكم على شرط مسلم 2/ 2، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 8/ 6 (3210)، وقال الهيثمي 9/ 356: رجاله رجال الصحيح. وصحّحه المحقّقون.
نهانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نَدْخُلَ على المُغِيبات (1).
(5894)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرنا الحكم قال: سمعت أبا صالح يحدّث عن مولى لعمرو بن العاص:
أن عمرو بن العاص أرسله على عليٍّ يستأذِنُه على امرأته أسماء ابنة عميس، فأذن له، فتكلّما في حاجة، فلما خرج المولى سأله عن ذلك، فقال عمرو: نهانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نستأذن على النساء إلّا بإذن أزواجهنّ (2).
(5895)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر وحجّاج قالا: حدّثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن رجلٍ من أهل مصر يحدّث عن عمرو بن العاص أنّه قال:
أُسِرَ محمد بن أبي بكر، فَجَعَل عمرو يسألُه، يُعْجبه أن يَدَّعِيَ أمانًا. فقال عمرو: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُجيرُ على النّاس أدناهم"(3).
(5896)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال:
لَما قتِلَ عمّار بن ياسر دخل عمرو بن حَزم على عمرو بن العاص فقال: قُتِلَ عَمّار، وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"تقتلُه الفئةُ الباغية" فقام عمرو بن العاص فَزِعًا يُرَجِّعُ حتى دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما شأنُك؟ قال: قتِل عمّار. فقال معاوية: قُتل عمّار، فماذا؟ فقال عمرو: سمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتلُه الفئة الباغية". فقال له معاوية: دَحَضْتَ
(1) المسند 4/ 196. ورجاله ثقات. وقد روي عن ذكوان أبي صالح عن مولى عمرو عن عمرو. ينظر الحديث التالي.
والمغيبة: التي غاب زوجها.
(2)
المسند 4/ 197. ومن طريق شعبة أخرجه الترمذي 5/ 95 (2779)، وأبو يعلى 13/ 327 (7341). ولم يبيّن فيه مولى عمرو. قال الترمذي: حسن صحيح، وذكر أحاديث الباب، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 4/ 197. وأخرجه أبو يعلى 13/ 329 (7344) دون القصة، من طريق شعبة. وعزاه الهيثمي 5/ 332 لهما وللطبراني، وقال: وفيه رجل لم يُسَمّ، وبقيّة رجال أحمد رجال الصحيح.
وقد ورد المرفوع في مسند أبي هريرة، وذكر محقّق المسند شواهد تصحّح الحديث 14/ 386 (8781).
في بَولك، أوَ نحن قتلناه؟ إنما قتلَه عليٌّ وأصحابُه، جاءوا به حتى ألقَوه بين رِماحنا - أو قال: بين سيوفنا (1).
(5897)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا مالك عن يزيد ابن عبد اللَّه بن الهاد عن أبي مُرّة مولى أمّ هانىء:
أنّه دخل مع عبد اللَّه بن عمرو بن العاص على أبيه عمرو بن العاص، فقرّب إليهما طعامًا، فقال: كُلْ، قال: إنّي صائم، فقال عمرو: كُلْ، فهذه الأيّام التي كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمرُ بفطرها، وينهى عن صيامها.
قال مالك: وهي أيّام التشريق (2).
(5898)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد قال: أخبرنا عبد العزيز بن المختار عن خالد الحذّاء عن أبي عثمان قال: حدّثني عمرو بن العاص قال:
بعثَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل، فأتيتُه فقلتُ: يا رسول اللَّه، أيُّ النّاس أحبُّ إليك؟ قال:"عائشة". قلت: من الرجال؟ قال: "أبوها إذا". قال: قلت: ثم من؟ قال: "ثم عمر". قال: فعدّ رجالًا.
أخرجاه (3).
(5899)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جُبير عن عمرو بن العاص أنّه قال:
(1) المسند 4/ 199، ومسند أبي يعلى 13/ 120، 330 (7175، 7346). قال الحاكم 2/ 155: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه بهذه السياقة. ووافقه الذهبي.
وقد روى المرفوع منه الإمام مسلم عن أمّ سلمة - الجمع 4/ 240 (3468).
(2)
المسند 4/ 197. ورجاله رجال الشيخين. ومن طريق مالك أخرجه أبو داود 2/ 320 (2418)، وصحّحه الحاكم 1/ 435، ووافقه الذهبي. ومن طريق يزيد صحّحه ابن خزيمة 3/ 311 (2149). وصحّح الألباني إسناده.
(3)
المسند 4/ 203، والبخاري 7/ 18 (3662) من طريق عبد العزيز بن المختار، ومسلم 4/ 1856 (2384) من طريق خالد. ويحيى من رجال الشيخين.
لمّا بعثَه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل قال: احتَلمْتُ في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقْتُ إنّ اغتسلْتُ أن أهلِكَ، فتيمَّمْتُ ثم صلَّيْتُ صلاة الصبح، فلمّا قَدِمْنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكرْتُ ذلك له، فقال:"يا عمرو، صلَّيْتَ بأصحابكَ وأنت جُنُب؟ " قال: قلت: نعم يا رسول اللَّه، احتلَمْت في ليلة باردةٍ شديدة البرد، فأشفقْتُ إنّ اغتسلْتُ أن أهلِكَ، وذكَرْتُ قولَ اللَّه عز وجل:{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] فتيمَّمْتُ ثم صلَّيْتُ. فضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولم يَقل شيئًا (1).
(5900)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن موسى عن أبيه عن عمرو بن العاص قال:
كان فزَعٌ بالمدينة، فأتيتُ على سالم مولى أبي حذيفة وهو مُحْتَبٍ بحمائل سيفه، فأخذْتُ سيفًا فاحتميْتُ بحمائله، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألا كانَ مَفْزَعُكم إلى اللَّه وإلى رسوله؟ ". ثم قال: "ألا فَعَلْتُم كما فعلَ هذان الرجلان المؤمنان؟ "(2).
(5901)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن غَيلان قال: حدّثنا رِشدين قال: حدّثني موسى بن عُليّ عن أبيه عن عمرو بن العاص قال:
قال رجل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أفضل؟ قال: "إيمانٌ باللَّه وتصديق، وجهادٌ في سبيل اللَّه، وحَجٌّ مبرورٌ" قال الرجل: أكثَرْتَ يا رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فَلِينُ الكلام، وبَذْلُ الطَّعام، وسَماحٌ، وحُسْنُ خُلُق" فقال الرجل: أُريدُ كلمةً واحدة. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اذهب، فلا تَتَّهِمِ اللَّهَ عز وجل على نفسك"(3).
(1) المسند 4/ 203. وفي إسناده ابن لهيعة. ولكن متابع. فمن طرق عن يزيد بن أبي حبيب أخرجه أبو داود 1/ 92 (334)، وصحّحه الحاكم 1/ 177، ووافقه الذهبي. وصحّحه الألباني.
وقد أخرج الإمام البخاري تعليقًا: ويُذكر أن عمرو بن العاص أجنب في ليلة باردة فتيمّم، وتلا {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} فذكر للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلم يُعنّف. وذكر ابن حجر من وصله، وقوّى إسناده - الفتح 1/ 454.
(2)
المسند 4/ 203. وإسناده صحيح. وقد صحّح الحديث ابن حبّان من طريق موسى بن عُليّ 15/ 567 (7092).
(3)
المسند 4/ 204. وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد. وجعله ابن كثير في الجامع 9/ 617 (7354) ممّا تفرّد به الإمام أحمد. وينظر الدرّ المنثور 5/ 23.
(5902)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا أبو قَبيل عن مالك بن عبد اللَّه عن عمرو بن العاص:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه استعاذ من سبع مَوتات: موت الفُجاءة، ومن لدغ الحيّة، ومن السَّبُع، ومن الغَرَق، ومن الحَرَق، ومن أن يَخِرَّ على شيءٍ أو يَخِرَّ عليه شيء، ومن القتل عند فِرار الزَّحف (1).
(5903)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلَمة الخُزاعي قال: أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر بن عبد الرحمن بن مِسْور بن مخرمة قال: أخبرني يزيد ابن عبد اللَّه بن أسامة بن الهاد عن بُسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال:
سمع عمرو بن العاص رجلًا يقرأُ آيةً من القرآن، فقال: من أقرأَكَها؟ قال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: فقد أَقْرَأَنيها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على غير هذا. فذهبا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال أحدُهما: يا رسول اللَّه، آية كذا وكذا، ثم قرأها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هكذا أُنْزِلَتْ""فقال الآخر: يا رسول اللَّه، فقرأهما على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال: أليس هكذا يا رسول اللَّه؟ قال: "هكذا أُنْزِلت" فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ هذا القرآنَ أُنْزِل على سبعة أحرف، فأيَّ ذلك قرأْتُم فقد أصبْتُم، فلا تَمارَوا فيه، فإن المِراء فيه كفر" أو "آية الكفر" (2).
(5904)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود قال: حدّثنا ابن لهيعة عن عبد اللَّه بن سليمان عن محمد بن راشد المراديّ عن عمرو بن العاص قال:
(1) المسند 4/ 204. ومالك، ويقال فيه خالد، من رجال التعجيل، مجهول 113. وفيه ابن لهيعة أيضًا، فإسناده ضعيف. وحكم عليه ابن كثير بأنه تفرّد به - الجامع 9/ 623 (7365) وجعله عن مالك عن عبد اللَّه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أو عن عبد اللَّه عن عمرو عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. ونسبه الهيثمي 2/ 321 لعبد اللَّه بن عمرو، وأعلّه بابن لهيعة.
(2)
المسند 4/ 205. ورجاله رجال الصحيح. وقد ورد مثل هذا الخبر عن عمر رضي الله عنه عند الشيخين - الجمع 1/ 111 (31) دون، "المراء فيه كفر". وهذه الجملة الأخيرة جاءت عن أبي هريرة بإسناد صحيح، في سنن أبي داود 4/ 199 (4603)، والمسند 12/ 476 (7508).
سمعتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من قومٍ يَظْهَرُ فيهم الرّبا إلّا أُخِذوا بالسَّنَة. وما من قوم ظَهَرَ فيهم الرُّشا إلا أُخِذوا بالرُّعْب"(1).
(5905)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا أبو جعفر الخَطميّ عن عُمارة بن خزيمة بن ثابت قال:
كنّا مع عمرو بن العاص في حجّ أو عمرة، حتى إذا كُنّا بمَرّ الطّهران، فإذا امرأةٌ في هَودج قد وَضَعَتْ يدَها على هَودجها. قال: ودخل الشِّعْبَ فدخلْنا معه، فقال: كُنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في هذا المكان، فإذا نحن بغِربان كثيرة فيها غُرابٌ أعصمُ أحمرُ المِنقار والرِّجلين، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا يدخلُ الجنّةَ من النساء إلا مثلُ هذا الغراب في هذه الغِربان"(2).
(5906)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: أخبرنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عُلَيّ بن رباح قال: سمعْتُ عمرو بن العاص يقول:
لقد أصبحْتُم وأمسيْتُم ترغبون فيما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يزْهَدُ فيه. أصبحتُم ترغَبون في الدُّنيا وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَزْهَدُ فيها. واللَّهِ ما أتَتْ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلةٌ من دَهره إلا كان الذي عليه أكثر مِمّا له. فقال له بعض أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قد رأيْنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يستسلف (3).
(1) المسند 4/ 205. وإسناده ضعيف: ففيه ابن لهيعة، ومحمد بن راشد، مجهول. وقال ابن حجر: في التعجيل 363: سقط رجل بين محمد بن راشد وعمرو بن العاص. وقال المنذري في الترغيب 2/ 621 (2771) رواه أحمد بإسناد فيه نظر. وقال الهيثمي 4/ 121: رواه أحمد، وفيه من لم أعرفه. يعني: محمد ابن راشد.
(2)
المسند 5/ 204، وإسناده صحيح. ومن طريق حمّاد أخرجه أبو يعلى 13/ 328 (7343). قال الهيثمي 10/ 402: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وصحّح الحاكم الحديث على شرط مسلم 2/ 602، ووافقه الذهبي، مع أن أبا جعفر عمير بن يزيد، وعمارة بن خزيمة بن ثابت، روى لهما أصحاب السنن، ولم يخرج لهما مسلم.
(3)
المسند 4/ 204، وإسناده صحيح. وجعله ابن كثير ممّا تفرد به الإمام أحمد - الجامع 9/ 618 (7356).
(5907)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا حيوة قال: حدّثني يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن بُسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا حكمَ الحاكمُ فاجتهدَ فأصابَ فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم اخطأ فله أجرٌ".
قال (1): فحَدَّثْتُ بهذا الحديث أبا بكر بن عمرو بن حزم، فقال: هكذا حدّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا الفرج قال: حدّثنا محمد بن عبد الأعلى عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو عن عمرو بن العاص قال:
جاء رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم خصمان يختصمان، فقال لعمرو:"اقضِ بينهما يا عمرو" قال: أنت أولى بذلك منّي يا رسول اللَّه. قال: "وإن كان". قال: فإذا قضيتُ بينهما فما لي؟ قال: "إنّ قضيتَ بينهما فأصَبْتَ القضاءَ ذلك عَشْرُ حَسنات، وإن اجتهَدْتَ فأخطَأْتَ ذلك حسنة"(3).
(5908)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن عبد العزيز بن عبيد اللَّه عن عبد اللَّه بن الحارث قال: سمعت عمرو بن العاص يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا في منامي، أَتَتْني الملائكة فحَمَلَتْ عمودَ الكتاب من تحت وِسادتي، فعَمَدَتْ به إلى الشام. ألا فالإيمان حيثُ تقع الفتنُ بالشام"(4).
(1) أبي يزيد كما في مسلم.
(2)
المسند 4/ 198، والبخاري 13/ 318 (7352)، وأخرجه مسلم من طرق عن يزيد بن عبد اللَّه 3/ 1342 (1716).
(3)
المسند 4/ 205. والفرج بن فضالة ضعيف. قال الهيثمي في المجمع 4/ 198: فيه من لم أعرفه. كأنّه يعني محمد بن الأعلى وأباه. وقال ابن كثير 9/ 609 (7336): تفرّد به. ويغني عنه الطريق السابق.
(4)
المسند 4/ 198. وعبد العزيز بن عبيد اللَّه الحمصي ضعيف، لم يرو عنه غير إسماعيل بن عيّاش. التقريب 1/ 360. وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين 2/ 288 (1357)، من طريق إسماعيل بن عيّاش. وضعّفه محقّقه، وذكر شواهد له.
(5909)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثَّقَفي عن حبيب بن أبي أوس الثَّقَفيّ قال: حدّثني عمرو بن العاص قال:
لما انصرَفْنا مع الأحزاب عن الخندق، جمعتُ رجالًا من قريش كانوا يرَون مكاني ويسمعون منّي، فقلت لهم: تعلمون، واللَّه إنّي لأرى أمرَ محمد يعلو الأموَر عُلُوًّا منكرًا، وإني قد رأيتُ رأيًا، فما ترَون فيه؟ قالوا: ما رأيتَ؟ قال: رأيتُ أن نلحقَ بالنجاشيّ فنكونَ عنده، فإن ظهر محمدٌ على قومنا كُنّا عند النجاشيّ، فإنّا أن نكونَ تحت يدَيه أحبُّ إلينا من أن نكونَ تحت يدَي محمد، وإن ظهرَ قومُنا فنحن مَن عرفوا، فلن يأتيَنا منهم إلّا خيرٌ. قالوا: هذا الرأي. قال: فقلت لهم: فاجمعو له ما نُهدي له، وكان أحبَّ ما يُهدَى له من أرضنا الأدُم. فجمعنا له أدمًا كثيرًا، ثم خرجْنا حتى قدِمنا عليه، فواللَّهِ إنّا لعنده إذ جاء عمرو بن أميّة الضَّمري، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد بعثَه إليه في شأن جعفر وأصحابه. قال: فدخل عليه، ثم خرج من عنده. فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أميّة، لو قد دخلْتُ على النجاشي فسألْتُه إيّاه فأعطانيه فضَربْتُ عنقُه. فإذا فعلت ذلك رأت قريش أنّه قد أجزأتُ عنها حين قتلتُ رسولَ محمد. قال: فدخلْتُ عليه، فسجدْتُ له كما كنتُ أصنع. فقال: مرحبًا بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئًا؟ قلت: نعم أيّها الملك، قد أهديتُ لك أُدُمًا كثيرًا، ثم قدّمْته إليه فأعجَبَه واشتهاه، ثم قلتُ له: أيّها الملك، إنّي قد رأيتُ رجلًا خرج من عندك، وهو رسول رجلٍ عدوّ لنا، فأعْطِنِيه لأقتلَه، فإنّه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا. قال: فغضب ثم مدّ يدَيه فضرب بهما أنفَه ضربةً ظنَنْتُ أنّه قد كسره، فلو انشقّت الأرض لدخَلْتُ فيها فَرَقًا منه. ثم قلتُ: أيُّها المَلِك، لو ظَنَنْتُ أنّك تكره هذا ما سألْتُكه. فقال: أتسألني أن أُعطِيَك رسولَ رجلٍ يأتيه الناموسُ الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتلَه! . قال: قلتُ: أيّها الملك، أكذاك هو؟ فقال: ويْحَكَ يا عمرو، أَطِعْني واتّبِعْه، فإنّه واللَّه لعلى الحقِّ، وَليَظْهَرَنَّ على من خالفَه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده. قال: قلتُ: فبايعني له على الإسلام. قال: نعم. فبسطَ يدَه وبايَعْتُه على الإسلام، ثمّ خَرجْتُ إلى أَصحابي وقد حال رأيي عمّا كنت عليه، وكَتَمْتُ أصحابي إسلامي.
ثم خرجْتُ عامِدًا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأُسْلِمَ، فلقيتُ خالد بن الوليد، وذلك قُبيل الفَتح، وهو مُقبِلٌ من مكّة، فقلتُ: أين يا أبا سليمان؟ قال: واللَّه لقد استقامَ المَنْسِمُ، وإنَّ الرَّجُل
لَنَبيٌّ، أذهبُ أُسلمُ، فحتى متى؟ قال: قلتُ: واللَّه ما جئتُ إلّا لأُسْلِمَ. قال: فقدِمْنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتقدّم خالد بن الوليد فأسلَم وبايعَ، ثم دَنَوْتُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، إنّي أُبايِعُك على أَنْ تَغْفِرَ لي ما تقدّم من ذنبي. ولا أَذكُرُ ما تأَخَّر، قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عمرو، بايعْ، فإنَّ الإسلامَ يَجُبُّ ما كان قبلَه، وإنّ الهِجرة تَجُبُّ ما كان قبلها" قال: فبايَعْتُه ثمّ انصرفت.
قال ابن إسحاق: وقد حدّثَني من لا أتّهِمُ: أنّ عثمان بن طلحة كان معهما، أسلمَ حين أَسلما (1).
الناموس: صاحب السرِّ للملوك.
وقوله: استقام المَنْسِم: أي تبيّن الطريق. والأصل فيه مَنْسِما خُفِّ البعير، بهما يُستبان أثَرُ البعير الضّالّ.
(5910)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص قال:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جِهارًا غير سرٍّ يقول: "إنّ آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، إنما وليي اللَّهُ وصالحُ المؤمنين"(2).
(5911)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثني ابن لَهيعة عن أبي قبيل عن عمرو بن العاص قال:
عَقَلْتُ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ألفَ مَثل (3).
(5912)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن حبيب بن الزبير قال: سمعت عبد اللَّه بن أبي الهُذَيل قال:
(1) المسند 4/ 198. وهو في سيرة ابن هشام 3/ 173. ومن طريق ابن إسحق أخرجه الطحاوي مختصرًا في شرح مشكل الآثار 1/ 442 (507) وحسّن المحقّق إسناده، وصحّح الحديث.
(2)
المسند 4/ 203. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه مسلم 1/ 197 (215)، وفيه: "إنّ آل أبي - يعني فلانًا. . " ومن طريق محمد بن جعفر أخرجه البخاري 10/ 419 (5990). وينظر الفتح. ولم ينبّه على إخراج الشيخين له.
(3)
المسند 4/ 203. وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وقال ابن كثير - الجامع 9/ 629 (7378): تفرّد به.
كان عمرو بن العاص يتخوَّلُنا، فقال رجل من بكر بن وائل: لئن لم تَنْتَهِ قريشٌ ليَضَعَنّ هذا الأمرَ في جُمهور من جماهير العرب سواهم. فقال عمرو بن العاص: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "قريشٌ وُلاة النّاس في الخير والشرّ إلى يوم القيامة"(1).
(5913)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن المُثَنّى قال: حدّثنا الضّحّاك يعني أبا عاصم قال: حدّثنا حَيْوةُ بن شُريح قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي شَماسة المهريّ قال:
حضرْنا عمرو بن العاص وهوِ في سِياقة الموت، فبكى طويلًا وحوّل وجهَه إلى الجدار، فجعل ابنُه يقول: يا أبَتاه، أما بَشَّرَك رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بكذا؟ أما بشَّرَكَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بكذا؟ فأقبل بوجهه وقال: أفضلُ ما نُعدُّ شهادةُ أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه. إني قد كنت على أطباق ثلاث، لقد رأيَتُني وما أحدٌ أشدَّ بُغضًا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منّي، ولا أحبَّ إليّ من أن أكونَ قد استمكَنْتُ منه فقتلْتُه، فلو مِتُّ على ذلك الحال لكنتُ من أهل النّار. ثم أَدْخَلَ اللَّهُ الإسلام في قلبي، أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسُطْ يدَك لأُبايعَك، فبسطَ يمينَه، فقَبَضْتُ يدي، فقال:"مالك يا عمرو"؟ قال: قلت: أردْت أن أشترطَ. قال: "تشترطُ ماذا؟ " قُلْتُ: أن يُغْفَرَ لي. قال: "أما عَلِمْتَ أنَّ الإسلامَ يهْدِمُ ما قبلَه؟ " وما كان أحدٌ أحبَّ إليّ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنتُ أُطيقُ أن أملأَ عينيَّ منه إجلالًا له، ولو سُئِلْتُ أنْ أصِفَه ما أطَقْتُه، لإنّي لم أَكُنْ لأملأَ عينيَّ منه (2)، ولو مِتُّ على تلك الحال لرجوتُ أن أكونَ من أهل الجنّة. ثم ولِينا أشياء لا أدري ما حالي فيها. فإذا أنا متُّ فلا تَصْحَبْني نائحة، ولا نار، وإذا دَفَنْتُموني فسُنّوا عليّ التُّرابَ سَنًّا (3)، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تُنْحَرُ جَزورً ويُقْسم لحمها، حتى أستأنِسَ بكم وأنظرَ ماذا أراجع به رُسُلَ ربيّ.
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) المسند 4/ 203. ورجاله رجال الصحيح، عدا حبيب، وهو ثقة. ومن طريق شعبة أخرجه الترمذي 4/ 436 (2227) وقال: حسن غريب صحيح، وابن أبي عاصم في السنة 2/ 745 (1110) وصحّحه الألباني - الصحيحة 3/ 145 (1155).
(2)
سقط من التركية "إجلالًا له. . . منه".
(3)
سُنُّوا - ويروى: شُنُّوا: أي صُبّوا.
(4)
مسلم 1/ 112 (121). ومن طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أخرجه الإمام أحمد 4/ 199.
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا الأسود بن شيبان قال: حدّثنا أبو نوفل ابن أبي عقرب قال:
جَزِعَ عمرو بن العاص عند الموت جَزَعًا شديدًا، فلمّا رأى ذلك ابنُه عبد اللَّه قال: يا أبا عبد اللَّه، ما هذا الجَزَعُ وقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُدْنيكَ ويَستعمِلُك؟ قال: أَيْ بُنَيّ، قد كان ذلك وسأخبرُك عن ذلك:
إنّي واللَّه ما أدري أحُبًّا كان ذلك أم تألُفًا يتألَّفُني، ولكِنّي أشهدُ على رجلين أنّه قد فارق الدّنيا وهو يُحِبُّهما: ابن سُمَيّة وابن أمِّ عبد (1).
فلمّا حدَّثَه وضع يده [مَوْضع] الغِلال من ذقنه، وقال: اللهمّ أمَرْتَنا فتَرَكْنا، ونَهَيْتَنا فرَكِبنا، ولا يَسَعنا إلا مَغْفِرَتُك. وكانت هِجِّيراه حتى مات (2).
* * * *
آخر المسند
(1) وهما عمّار وعبد اللَّه بن مسعود.
(2)
المسند 4/ 199. وإسناده صحيح.
وهجّيراه: عادته.