الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(400) مسند عليّ بن أبي طالب
(1)
(5456)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال، [حدّثنا أبو أحمد قال] (2): حدّثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عيّاش (3) بن أبي ربيعة عن زيد بن عليّ عن أبيه عن عبد اللَّه ابن أبي رافع عن عليّ بن أبي طالب قال:
وقف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعَرَفةَ فقال: "هذا المَوْقفُ، وعَرَفةُ كلُّها مَوْقِف" وأفاضَ حين غابتِ الشمسُ، ثم أردفَ أسامةَ، فجعل يُعْنِقُ (4) على بعيره والناسُ يضربون الإبل يمينًا وشمالًا، لا يلتفتُ إليهم، ويقول:"السكينةَ أيُّها النّاس" ثم أتى جَمْعًا فصلّى بهم الصلاتين: المغرب والعشاء، ثم بات حتى أصبح، ثم أتى قُزَحَ (5) فوقف على قُزَح فقال:"هذا الموقف، وجَمْعٌ كلُّها موقف". ثمَّ سار حتى أتى مُحَسِّرًا فوقف عليه، فقَرَعَ ناقتَه، فخبَّتْ (6) حتى جاز الوادي، ثم حَبَسَها، ثم أردف الفضلَ، وسار حتى أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المَنْحَر فقال:"هذا المَنْحَر، ومِنًى كلُّها مَنْحر" قال: واسْتَفْتَتْه جاريةٌ شابّة من خَثْعَم فقالت: إنّ أبي شيخ كبير قد أفندَ (7) وقد أدركَتْه فريضة اللَّه في الحجّ، فهل يُجْزِىءُ عنه أن أُؤدِّيَ عنه؟ قال:"نعم، فأدّي عن أبيكِ". قال: ولوى عُنُقَ الفضل، فقال له
(1) الخليفة الراشد، ينظر أخباره في معرفة الصحابة 1/ 75، والاستيعاب 3/ 26، والإصابة 2/ 105.
ومسنده الرابع في الجمع: فيه عشرون حديثًا للشيخين، وتسعة للبخاري، وخمسة عشر لمسلم. وفي عدد ما أسند أقوال، أحدها أنّها ستّة وثلاثون وخمسمائة حديث، التلقيح 363.
(2)
تكملة من المسند 2/ 5 (562) وهو أبو أحمد، محمد بن عبد اللَّه بن الزبير، ورواه 2/ 454 (1348) عن يحيى بن آدم عن سفيان، أي الثوري. .
(3)
وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللَّه بن عيّاش.
(4)
أعنق: سار العَنَق، وهو سير سريع.
(5)
جمع: مزدلفة، وقُزح: مكان وقوف الإمام بمزدلفة.
(6)
خبّت الناقة: سارت الخَبَب، وهو نوع من العدو.
(7)
أفند: خرف.
العبّاسُ: يا رسول اللَّه، وَلِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابن عمِّك؟ قال:"رأيتُ شابًّا وشابّة، فلم آمن الشيطانَ عليهما".
قال: ثم جاءه رجلٌ. فقال: يا رسول اللَّه، حَلَقْتُ قبل أن أنحرَ. قال:"انْحَرْ ولا حَرَجَ". ثم أتاه آخرُ فقال يا رسول اللَّه، إنّي أفَضْتُ قبلَ أن أَحْلِق. قال:"احْلِقْ أو قصِّرْ ولا حَرَج". ثم أتى البيتَ فطاف به، ثم أتى زمزم فقال:"يا بني عبد المطّلب، سقايَتَكم، ولولا أن يَغْلِبَكم النّاسُ عليها لَنَزَعْتُ"(1).
(5457)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدّثنا هشام عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بَولُ الغلامِ يُنْضَحُ عليه، وبولُ الجارية يُغسل".
قال قتادة: هذا ما لم يَطْعَما، فإذا طَعِما غُسِل بولُهما (2).
(5458)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا أبو إسحق عن الحارث عن عليّ قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا عَوَّذَ مريضًا قال: "أذْهِبِ البأس، ربَّ النّاس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاءَ إلّا شفاؤُك، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا"(3).
(5459)
الحديث الرابع: وبه عن عليّ قال:
(1) الحديث في سنن الترمذي 3/ 232 (885) قال: حسن صحيح. ومسند أبي يعلى 1/ 264 (312). وحسّنه الألباني والمحقِّقون.
(2)
المسند 2/ 7 (563). وصحّحه الحاكم من طريق هشام على شرط الشيخين ووافقه الذهبي 1/ 165. ومن طريق قتادة أخرجه أبو داود 1/ 103 (377). وصحّح ابن حجر إسناد الحديث - الفتح 1/ 326، والتلخيص 1/ 57، وصحّحه الألباني - الإرواء 1/ 188 (166).
(3)
المسند 2/ 19 (565) وفي إسناده الحارث بن عبد اللَّه الأعور الهمداني. وسينعته المؤلّف بالكذّاب في الحديث التالي. ومن طريق إسرائيل أخرجه الترمذي 5/ 524 (3565) وقال: هذا حديث حسن.
والحديث صحيح عن عائشة رضي الله عنها في الصحيحين - الجمع 4/ 138 (3251).
والحارث سيكثر المؤلّف من ذكر أحاديث عنه في هذا المسند - أجمع الأئمّة على كذبه. ينظر في ذلك: موسوعة أقوال الإمام أحمد 1/ 213، والجرح والتعديل 3/ 78، والضعفاء والمتروكون 1/ 181، وتهذيب الكمال 2/ 18، والتقريب 1/ 98.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو كُنْتُ مُؤَمِّرًا أحدًا دونَ مَشورةِ المؤمنين لأمَّرْتُ ابنَ أُمِّ عبد"(1).
الحارث الأعور الكذّاب.
(5460)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا سعيد ابن سلمة بن أبي الحسام -مَدَنيّ مولى لآل عمر- قال: حدّثنا يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد عن عمرو بن سُليم عن أُمِّه قالت:
"بينا نحن بمنًى إذا عليُّ بن أبي طالب يقول: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ هذه أيامُ أكلٍ وشرب، فلا يصومُها أحدٌ" واتَّبَعَ الناسَ على جمله يصرُخُ بذلك (2).
(5461)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُجَين قال: حدّثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن عليّ بن أبي طالب:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من كَذَب في حُلْمه كُلِّفَ عَقْدَ شَعيرة يومَ القيامة"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني إبراهيم بن الحسن المقرىء الباهلي قال: حدّثنا أبو عَوانةَ عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن عليّ:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من كذبَ في الرُّؤيا مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النّار"(4).
(1) المسند 2/ 10 (566) وإسناده ضعيف كسابقه. ومن طريق أبي إسحق أخرجه ابن ماجة 1/ 49 (137)، والترمذي 5/ 632 (3808، 3809) قال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلّا من حديث الحارث عن علي. وأخرجه الحاكم من طريق عاصم بن ضمرة عن عليّ 3/ 318، وقال: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه. قال الذهبي: عاصم ضعيف. وجعل الألباني الحديث في ضعيف ابن ماجة والترمذي، وينظر الضعيفة 5/ 350 (2327).
وابن أمّ عبد هو عبد اللَّه بن مسعود.
(2)
المسند 2/ 11 (567) وصحّح الحديث أحمد شاكر ومحقّقو المسند. وينظر أحاديث الباب في المجمع 3/ 205 - 207.
(3)
المسند 2/ 105 (6964) ومن طريق عبد الأعلى أخرجه الترمذي 4/ 466 (2281، 2822) وقال: حديث حسن. والحاكم 4/ 392 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: عبد الأعلى ضعّفه أبو زرعة. وعبد الأعلى روى له أصحاب السنن، قال عنه ابن حجر في التقريب 1/ 324: صدوق يهم. وتحدّث الألباني عن الحديث وطرقه في الصحيحة 5/ 273 (2359).
(4)
المسند 2/ 331 (1089). وفي إسناده عبد الأعلى، وفيه مقالة.
(5462)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي العبّاس قال: حدّثنا شَريك عن أبي إسحق عن الحارث عن عليّ:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: كان يوترُ عند الأذان، ويُصلّي ركعتين عن الإقامة (1).
(5463)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا محمد بن إسحق عن محمد بن إبراهيم التَّيمي عن سلمة بن أبي الطُّفيل عن عليّ بن أبي طالب:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عليُّ، إنّ لك كنزًا في الجنّة، وإنّك ذو قرنَيها (2)، فلا تُتْبعِ النَّظْرةَ النَّظرةَ، فإنّما لك الأُولى وليست لك الآخرة"(3).
(5464)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شُعَيب عن الزّهري قال: أخبرني عليّ بن حسين أن حسين بن عليّ أخبره أن عليّ بن أبي طالب أخبره:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم طرقَه وفاطمة بنت النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلةً، فقال:"ألا تُصَلِّيان؟ " فقلتُ: يا رسول اللَّه، إنّما أنفسُنا بيد اللَّه، فإذا شاءَ أن يبعثَنا بعثَنا. فانصرفَ حين قلتُ ذلك ولم يَرْجعْ إليّ شيئًا، ثم سَمِعْتُه وهو مُوَلٍّ يضرِبُ فَخِدَه ويقول:(وكانَ الإنسانُ أكثرَ شَيءٍ جَدَلًا).
أخرجاه (4).
(5465)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا أبو إسحق عن الحارث عن عليّ قال:
(1) المسند 2/ 88 (659). وإسناده ضعيف، فمع كذب الحارث فيه سوء حفظ شريك. وقد ضعّف الألباني والمحقّقون إسناده.
(2)
قيل: ذو قرني الجنّة: أي طرفيها.
(3)
المسند 2/ 466 (1373). ومن طريق حمّاد بن سلمة صحّح الحاكم إسناده 3/ 123، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 12/ 381 (5570)، وقال الهيثمي 8/ 66: وفيه ابن إسحق، وهو مدلس، وبقيّة رجاله ثقات. وقد حسّن المحقّقون الحديث لغيره.
(4)
المسند 1/ 233 (900)، والبخاري 3/ 10 (127) ومن طريق الزهري في مسلم 1/ 537 (775).
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأهلُه يغتسلون من إناء واحد (1).
(5466)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا سماك عن حَنَش عن عليّ قال:
بعثَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فانتَهَيْنا إلى قوم قد بَنَوا زُبْيَةَ (2) الأسد، فبينما هم كذلك يتدافعون، إذ سقطَ رجلٌ فتَعَلَّق بآخر، ثم تعلّقَ رجلٌ بآخر، حتى صاروا فيها أربعةً، فجرحَهم الأسدُ، فانتدبَ له رجلٌ بحَرْبةٍ فقتله، وماتوا من جِراحهم كلُّهم، فقام أولياء الأوّل إلى أولياء الآخِر، فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم عليّ على تَفيئةِ (3) ذلك، فقال: تريدون أن تقاتِلوا ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حيٌّ! إنّي أقضي بينكم قضاءً إنْ رَضِيتُم فهو القَضاء، وإلا حَجَزَ بعضكم على بعض حتى تأتُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فيكونَ هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حقَّ له: اجمعوا من قبائل الذين حضروا البئرَ ربعَ الدِّيَة، وثلث الدِّيَة، ونصف الدِّيَة (4)، والدِّيَة كاملة، فللأوّل ربعُ الدِّيَة؛ لأنه هلك مَن فوقَه، وللثاني ثلث الدِّية، وللثالث نصفُ الدِّيَة، فأبَوا أن يرضَوا، فأتَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو عند مقام إبراهيم، فقصُّوا عليه القصّة، فقال:"أنا أقضي بينكم" واحتبى، فقال رجل: إنّ عليًّا قضى فينا، فقصُّوا عليه، فأجازَه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (5).
(5467)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا عبد اللَّه قال: حدّثني نصر بن عليّ الأزديّ قال: أخبرني عليّ بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ قال: حدّثني أخي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين عن أبيه عن جدّه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذَ بيد حسن وحسين، فقال: "من أحبَّني وأحبَّ هذين وأباهما
(1) المسند 2/ 14 (572). وفي إسناده الحارث. وأخرجه ابن ماجة 1/ 133 (375) من طريق إسرائيل. قال البوصيري: إسناده ضعيف.
والحديث صحيح عن أمّ المؤمنين عائشة عند الشيخين - الجمع 4/ 36، 41 (3159، 3161).
(2)
الزّبية: حفرة تحفر في مكان عالٍ، وتغطّى ليقع فيها الأسد.
(3)
التفيئة: الأثر.
(4)
وفي رواية: "وللرابع الدية كاملة".
(5)
المسند 2/ 15 (573). قال الهيثمي في المجمع 6/ 290: رواه أحمد، وفيه حنش، وثّقه أبو داود، وفيه ضعف، وبقيّة رجاله ثقات. وضعّف محقّقو المسند إسناده، وذكروا مظانّه، ونقلوا قول البزّار: لا نعلمه يروى إلّا عن عليّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم له طريقًا عن عليّ إلَّا هذه الطريق.
وأُمَّهما، كان معي في درجتي يوم القيامة" (1).
(5468)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا عبد اللَّه بن هُبيرة السَّبأي عن عبد اللَّه بن زُرير الغافقي عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُنْكَحُ المرأةُ على عمّتِها ولا على خالتِها"(2).
(5469)
الحديث الرابع عشر: وبه عن عبد اللَّه بن زُرَير أنّه قال:
دخلْتُ على عليّ بن أبي طالب يوم الأضحي، فقرَّب إلينا خَزيرة (3)، فقُلْت: أصلحك اللَّه، لو قَرَّبْتَ إلينا من هذا البطّ -يعني الوَزَّ- فإنَّ اللَّه قد أكثرَ الخير. فقال: يا ابن زُرَير، إني سمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يَحِلُّ للخليفة من مال اللَّه إلّا قَصعتان: قصعة يأكُلُها هو وأهلُه، وقصعة يضَعُها بين يدَي النّاس"(4).
(5470)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن عليّ قال:
الوِتر ليس بحَتم مثل الصلاة، ولكنّها سُنّةٌ سَنَّها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم (5).
(1) المسند 2/ 17 (576). والترمذي 5/ 399 (3733) قال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلّا من هذا الوجه. وقد ذكر الشيخ شاكر ومحقّقو المسند أنّ تحسين الحديث ثابت في بعض نسخ الترمذي لا في كلّها، قال الذهبي في الميزان 3/ 117 عن الحديث: ما صحّحه الترمذي ولا حسّنه. وروى الحديث الذهبي في السير 12/ 135 في ترجمة نصر بن عليّ من طريق عبد اللَّه بن أحمد، وقال: هذا حديث منكر جدًّا، وذكر أن المتوكّل أمر بضرب نصر ألف سوط لمّا حدّث بهذا الحديث. . .
(2)
المسند 2/ 18 (577)، وأبو يعلى 1/ 296 (360)، قال الهيثمي 4/ 266: فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وباقي رجاله رجال الصحيح.
ويشهد لصحّة الحديث ما رواه الشيخان عن أبي هريرة. الجمع 3/ 99 (2291).
(3)
الخزيرة: اللحم يقطّع صغارًا، ثم يوضع عليه الدقيق بعد نضجه.
(4)
المسند 2/ 19 (578). قال الهيثمي 5/ 234: وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف. وصحّحه الألباني - الصحيحة 1/ 703 (362) لأن له طريقًا عن ابن وهب عن ابن لهيعة.
(5)
المسند 2/ 80 (652)، وأبو يعلى 1/ 457 (618). ومن طريق سفيان الثوري وغيره عن أبي إسحق أخرجه الترمذي 2/ 316 (453، 454)، وحسّنه. وعاصم صدوق - كما سبق. وصحّح الألباني الحديث.
(5471)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضَيل قال: حدّثنا مُطَرِّف عن أبي إسحق عن عاصم عن عليّ قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ في أوّل الليل، وفي وسطه، وفي آخره، ثم ثبتَ له الوترُ في آخره (1).
(5472)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا أبو بكر عن أبي إسحق عن الحارث عن عليّ:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يوترُ بثلاث (2).
(5473)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا ليث - يعني ابن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد اللَّه بن زُرَير الغافقي عن عليّ بن أبي طالب أنّه قال:
أُهْدِيَت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغلةٌ، فقُلْنا: يا رسول اللَّه، لو أنْزَينا الحُمُرَ على خيلنا فجاءتْنا بمثل هذه. فقال:"إنّما يفعلُ ذلك الذين لا يعلمون"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمد بن أبي بكر المُقَدَّميَ قال: حدّثنا هارون بن مسلم قال: حدّثنا القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن عليّ عن أبيه قال:
قال لي النبيّ صلى الله عليه وسلم: "يا عليُّ، أَسْبِغِ الوضوءَ وإنْ شقَّ عليك. ولا تأكلِ الصدقة. ولا تُنْزِ الحُمُرَ على الخيل، ولا تُجالِسْ أصحاب النجوم"(4).
(1) المسند 2/ 20 (580). ومن طريق أبي إسحق في ابن ماجة 1/ 375 (1186)، وأبو يعلى 1/ 272 (322). وقد روى الشيخان مثله عن عائشة - الجمع 4/ 169 (3298).
(2)
المسند 2/ 101 (685). والحارث الأعور يفسد الإسناد. وأخرجه الترمذي 2/ 323 (460) من طريق أبي بكر. وذكر أحاديث الباب. وللحديث شواهد ذكرها محقّقو المسند.
(3)
المسند 2/ 173 (785) وإسناده صحيح. ومن طريق الليث أخرجه أبو داود 3/ 27 (2565)، والنسائي 6/ 224، وصحّحه ابن حبّان 10/ 536 (4682)، والمحقّقون.
(4)
المسند 2/ 22 (582)، ومن طريق هارون بن مسلم في مسند أبي يعلى 1/ 376 (484) قال الهيثمي 1/ 241: وفيه القاسم بن عبد الرحمن، وفيه ضعف. وأضاف شاكر والمحقّقون أنّه علي بن الحسين والد محمد، لم يدرك جدّه، ففيه انقطاع. وذكر المحقّقون له شواهد.
(5474)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضَيل عن الأعمش عن عبد الملك بن مَيسرة عن النَّزّال قال:
أُتي عليّ بكُوز من ماء وهو بالرَّحْبة، فأخذ كفًّا من ماء فمضمض واستنشق ومسح وجهه وذراعَيه ورأسَه، ثم شرب وهو قائم، [ثم] قال: هذا وُضوء من لم يُحْدِثْ، هكذا رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فعل.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال [حدّثنا عفّان](2) حدّثنا حمّاد عن عطاء بن السائب عن زاذان:
أن عليّ بن أبي طالب شرب قائمًا، فنظر إليه النّاسُ كأنّهم أنكروه، فقال: ما تَنظرون؟ إنْ اشربْ قائمًا فقد رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يشربُ قائمًا، وإن أشربْ قاعدًا فقد رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يشربُ قاعدًا (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف عن شريك عن السُّدّيّ عن عَبد خير قال:
رأيتُ عليًّا دعا بماءٍ ليتوضّأ، فتمسَّحَ به تمسُّحًا، ومسح على ظهر قدميه، ثم قال: هذا وضوء من لم يُحْدِث. ثم قال: لولا أنّي رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مسحَ على ظهر قدميه، رأيتُ أن بطونهما أحقُّ. ثم شربَ فَضْلَ وضوئه وهو قائم، ثم قال: أين الذين يزعُمون أنّه لا ينبغي لأحدٍ أن يشربَ قائمًا؟ (4).
(5475)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة، حدّثنا منصور قال: سمعتُ رِبعيًّا قال: سمعتُ عليًّا يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تكذِبوا عليّ، فإنّه من يكذِبْ [عليَّ] يَلجِ النّار".
(1) المسند 2/ 23 (583). وأخرجه البخاري 10/ 81 (5615، 5616) من طريق عبد الملك بن ميسرة. وابن فضيل والأعمش من رجال الشيخين.
(2)
ما بين المعقوفين من المسند.
(3)
المسند 2/ 179 (795). وأخرجه 2/ 242 (916) عن محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب به. قال الهيثمي 5/ 82: له في الصحيح الشرب قائمًا فقط. رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. ولكن رواية حمّاد بن سلمة عن عطاء قبل الاختلاط.
(4)
المسند 2/ 256 (943). وصحّح الشيخ شاكر إسناده، وحسّن محقّقو المسند الحديث.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(5476)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمد بن أبي بكر المُقَدَّميُّ قال: حدّثني فُضَيل بن سُليمان - يعني النُّمَيريّ قال: حدّثنا محمد بن أبي يحيى عن إياس بن عمرو الأسلميّ عن عليّ بن أبي طالب قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّه سيكونُ اختلافٌ أو أمرٌ، فإن استطعتَ أن تكون السَّلْم فافعل"(2).
(5477)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن عاصم - يعني ابن كُليب عن أبي بُردة عن عليّ قال:
نهاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أجعلَ الخاتمَ في هذه أو في هذه - للإصبعين السَّبّابة والوسطى.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5478)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا مَعمر قال: أخبرنا الزهري عن أبي عُبيد مولى عبد الرحمن بن عوف قال:
ثم شَهِدْتُ (4) عليَّ بن أبي طالب بعد ذلك يومَ عيدٍ بدأَ بالصلاة قبلَ الخُطبَة، وصلّى بلا أذانٍ ولا إقامة.
وقال: سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينهى عن أن يُمْسِكَ أحدٌ من نُسُكِه فوق ثلاثة أيّام (5).
وهذا الحديث منسوخ بالذي يأتي بعده (6).
(1) المسند 2/ 64 (629). ومن طريق شعبة في البخاري 1/ 199 (106)، ومسلم 1/ 9 (1).
(2)
المسند 2/ 105 (695). قال الهيثمي: رواه عبد اللَّه، ورجاله ثقات. المجمع 7/ 237. وصحّح أحمد شاكر إسناده، وحكم عليه محقّقو المسند بضعف إسناده.
والسّلم: بفتح السين وكسرها: المسالم.
(3)
المسند 2/ 297 (1019). وأخرجه مسلم عن سفيان وعيره عن عاصم 3/ 1659 (2078).
(4)
الحديث في البخاري 5/ 24 (5571) أن أبا عبيد شهد العيد يوم الأضحى مع عمر. . . ثم شهده مع عثمان، ثم كان هذا الحديث: ثم شهدته مع علي. . . .
(5)
المسند 2/ 25 (587). ومن طريق معمر وغيره عن الزهري في مسلم 3/ 1560 (1969)، ومن طريق الزهري في البخاري 10/ 24 (5573).
(6)
وبأحاديث عن عائشة وجابر وأبى سعيد وسلمة وثوبان وبريدة. ينظر مسلم 3/ 1561 - 1563 (1971، 1972، 1973، 1974، 1975، 1977)، والبخاري 10/ 23، 24 (5568، 5569، 5570).
(5479)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّاد بن سَلَمة عن عليّ بن زيد عن ربيعة بن النابغة عن أبيه عن عليّ:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور، وعن الأوعية، وأن تُحْبَسَ لحومُ الأضاحي بعد ثلاث، ثم قال:"إنّي كنتُ نهيْتُكم عن زيارة القبور فزُوروها، فإنّها تُذَكِّرُكم بالآخرة. ونهيتُكم عن الأوعية، فاشربوا فيها واجتنبوا كلّ ما أسكر. ونهيتُكم عن لحوم الأضاحي أن تحبِسوها بعد ثلاثة، فاحتبسوا ما بدا لكم"(1).
(5480)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو يوسف المؤدّب يعقوب جارُنا قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد عن عبد العزيز بن المُطَّلب عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن عليّ بن حسين عن أبيه عن جدّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَن قتِل دونَ ماله فهو شهيد"(2).
(5481)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: أخبرنا قتادة عن أبي حسّان عن عَبيدة عن عليّ:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب: "ملأَ اللَّهُ بيوتَهم وقبورَهم نارًا، كما شَغَلُونا عن الصلاة الوسطى حتى غابتِ الشمسُ".
أخرجاه (3).
(1) المسند 2/ 397 (1236). وإسناده ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان، وجهالة ربيعة بن النابغة وأبيه. وبهذا الإسناد في مسند أبي يعلى 1/ 240 (278) قال الهيثمي 3/ 61: في الصحيح طرف منه. رواه أبو يعلى وأحمد وفيه ربيعة بن النابغة، قال البخاري: لم يصحّ حديثه عن عليّ في الأضاحي. وينظر التعجيل 128، 418، وتعليق الشيخ شاكر على الحديث.
وقد صحّ هذا الحديث عن بريدة، رواه مسلم - الجمع 1/ 370 (594).
(2)
المسند 2/ 28 (590). والحديث على هذا في مسند الحسين لا في مسند علي. وقد رواه أبو يعلى 12/ 146 (6775) عن يعقوب بن عيسى -قال: جار أحمد بن حنبل- به، في مسند الحسين بن علي. قال الهيثمي في المجمع 6/ 247: عن حسين بن علي، رواه أحمد، ورجاله ثقات.
ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن عبد اللَّه بن عمرو، الجمع 3/ 436 (2941).
(3)
المسند 2/ 443 (1327). ومن طرق عن قتادة في مسلم 1/ 436 (627). وأخرجه البخاري من طريق عبيدة السّلماني 6/ 105 (2931). وأبو حسّان، هو مسلم بن عبد اللَّه.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن مسلم عن شُتَير بن شَكَل عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: "شغَلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر. ملأَ اللَّهُ قبورَهم وبيوتَهم نارًا. ثم صلّاها بين العشاءين: المغرب والعشاء".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5482)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزُّهري عن حسن وعبد اللَّه ابني محمد بن عليّ عن أبيهما - وكان حسنٌ أرضاهما في أنفسنا: أن عليًّا قال لابن عبّاس:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المُتعة، وعن لحوم الحُمُرِ الأهليّة زمن خيبر.
أخرجاه (2).
(5483)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاذ قال: حدّثنا زهير بن معاوية عن عبد الكريم الجَزَريّ عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ:
أمرَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بُدْنِه، وأن أتصدّق بلُحومها وجُلودها وأجِلَّتها، وألَّا أُعطيَ الجازرَ منها شيئًا. قال:"نحن نعطيه من عندنا".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(5484)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا مختار بن نافع التمّار عن أبي مطر:
(1) المسند 2/ 53 (617). ومسلم 1/ 437 (627). ومسلم هو ابن صبيح، أبو الضحى.
(2)
المسند 2/ 29 (592) والبخاري 9/ 166 (5115)، ومسلم 2/ 1027 (1407).
(3)
المسند 2/ 442 (1325). ومن طريق أبي خيثمة زهير في مسلم 2/ 954 (1317). ومن طريق عبد الكريم في البخاري 3/ 555 (1716). ومعاذ بن معاذ العنبري من رجال الشيخين.
انّه رأى عليًّا أتى غلامًا حَدَثًا، فاشترى منه قميصًا بثلاثة دراهم، ولَبِسهما بين الرُّسْغَين إلى الكعبين، ويقول حينَ لبسّه (1): الحمدُ للَّه الذي رزَقَني من الرِّياش (2) ما أتجمَّلُ به في النّاس، وأواري به عَورتي، فقيل: هذا شيءٌ ترويه عن نفسك أو عن النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: هذا شيءٌ سَمِعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول عند الكِسوة: "الحمدُ للَّه الذي رزقَني من الرِّياشَ ما أتجمّل به في النّاس، وأواري به عَورتي"(3).
الرُّسغ: موصل الكفّ في الذّراع، والقدم في السّاق.
(5485)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن الحارث عن عليّ:
قضى محمّد أن الدَّين قبلَ الوصّية. وأنتم تقرؤون الوصيّة قبلَ الدَّين. وأن أعيان بني الأمّ يتوارثون دون بني العَلّات (4).
(5486)
الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن الحكم قال: سمعتُ ابن أبي ليلى قال: حدّثنا عليّ:
أن فاطمة اشتكَت ما تَلقى من أثَر الرَّحى في يدها، وأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَبَيٌ، فانطلقَتْ فلم تَجِدْه، ولَقِيَتْ عائشةَ فأخبرَتْها، فلمّا جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها، فجاء النبيّ صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذْنا مضاجِعَنا، فَذَهَبْنا لنقومَ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"على مكانِكما" فقعدَ بيننا حتى وجدْتُ بَرْدَ قدَميه على صدري، فقال: "ألا أُعلِّمُكما خيرًا ممّا
(1) في المسند "يقول ولبسه".
(2)
الرِّياش: الثياب.
(3)
المسند 2/ 458 (1355). ومن طريق مختار في أبي يعلى 1/ 253 (295). قال الهيثمي 5/ 122: وفيه مختار بن نافع، وهو ضعيف، ينظر التقريب 2/ 573. وأضاف المحقّقون إلى ذلك جهالة أبي مطر. ينظر التعجيل 520.
(4)
المسند 2/ 33 (595) وفيه الحارث بن الأعور الكذّاب. وأخرجه الترمذي مقسومًا 4/ 363، 378 (2095، 2212) قال: هذا حديث لا نعرفه إلّا من حديث أبي إسحق عن الحارث عن عليّ. وقد تكلّم بعض أهل العلم في الحارث. والعمل على هذا الحديث عند عامّة أهل العلم. وابن ماجة 2/ 906 (2715). وتتبع الألباني طرق الحديث، وحسّنه - الإرواء 6/ 107 (1667).
والعَلّات: الأخوة من أمّهات مختلفات.
سألْتُما؟ إذا أخذْتُما مضاجِعَكما أن تُكبِّرا اللَّه أربعًا وثلاثين، وتسبِّحانه ثلاثًا وثلاثين، وتحمَدانه ثلاثًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: حدّثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عليّ:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا زوّجَه فاطمة بعثَ معها بخَميلة ووِسادة من أَدَمٍ حشوُها ليف وَرَحَيَين وسقاء وجرّتين، فقال عليّ لفاطمة ذات يومٍ: واللَّه لقد سَنَوتُ (2) حتى اشتَكَيْتُ صدري. قال: وقد جاءَ اللَّه أباك بسَبْي، فاذهبي فاستخدميه. قالت: وأنا واللَّه قد طَحَنْتُ حتى مَجَلَت (3) يداي. فأتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما جاء بك أيْ بُنَيّة؟ " قالت: جئتُ لأُسَلِّمَ عليك، واستحيَتْ أن تسألَه، ورجعَت. فقالْ ما فَعَلْتِ؟ قالت: استَحْيَيْتُ أن أسألَه. فأتَياه جميعًا، فقال عليّ: يا رسول اللَّه، واللَّه لقد سَنَوْتُ حتى اشتكَيْتُ صدري، وقالت فاطمة: قد طَحَنْتُ حتى مَجَلَت يداي، وقد جاءك اللَّه بسَبي وسَعَة، فأخْدِمْنا. فقال:"واللَّه لا أعطِيكما وأدعُ أهلَ الصُّفّة تُطوى بطونُهم لا أجِدُ ما أُنْفِقُ عليهم، ولكنّي أبيعُهم وأُنفقُ عليهم أثمانَهم" فرجعا، فأتاهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطّتْ رؤوسَهما تَكشَّفَتْ أقدامُهما، وإذا غطَّيا أقدامهما تَكشَّفَتْ رؤوسُهما، فثارا، فقال:"مكانَكما" ثم قال: "ألا أُخبرُكما بخيرٍ ممّا سألتُماني؟ " قالا: بلى. فقال: "كلماتٌ علَّمَنيهنّ جبريلُ عليه السلام، فقال: تُسَبِّحان في دُبُرِ كلِّ صلاة عشرًا، وتَحْمَدان عشرًا، وتُكَبِّران عشرًا، فإذا أوَيْتُما إلى فراشكما فسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحْمَدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين".
قال (4): فواللَّه ما تركْتهنّ منذ علَّمَنِيهنّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: فقال له أبو الكَوّاء: ولا ليلةَ صِفّين؟ فقال: قاتلكم اللَّهُ يا أهل العراق. نعم، ولا ليلةَ صِفّين (5).
(1) المسند 2/ 354 (1141)، والبخاري 7/ 71 (3705)، ومسلم 4/ 2091 (2721).
(2)
سنا: استقى بالسانية: وهي الناقة يستقى عليها.
(3)
مجلت اليد. انتفخت.
(4)
أي عليّ.
(5)
المسند 2/ 202 (838) قال الهيثمي 10/ 102: في الصحيح بعضه. رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وقد سمع منه حمّاد بن سلمة قبل اختلاطه، وبقيّة رجاله ثقات. وحسّن محقّقو المسند إسناده.
(5487)
الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن أبي زياد القَطَواني قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: أخبرَني حرب أبو سفيان المِنقريّ قال: حدّثني محمد بن عليّ أبو جعفر قال: حدّثني عمّي عن أبي:
أنّه رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمَروة في المَسعى كاشفًا عن ثوبه، قد بلغ إلى ركبتيه (1).
(5488)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم التّيميّ عن أبيه قال:
خطَبنا عليٌّ فقال: من زَعَمَ أن عندنا شيئًا نقرؤه إلّا كتابَ اللَّه وهذه الصحيفةَ -صحيفةً فيها أسنانُ الإبل وأشياءُ من الجِراحات- فقد كذب.
قال: وفيها: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المدينة حَرَمٌ ما بين عَير إلى ثَور، فمن أحدثَ فيها حَدَثًا أو آوى مُحْدِثًا، فعليه لعنةُ اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يَقْبَل منه يومَ القيامةِ عَدلًا ولا صَرفًا. ومن ادَّعى إلى غير أبيه، أو تولّى غيرَ مواليه، فعليه لعنةُ اللَّه والملائكةِ والناس أجمعين، لا يَقْبَلُ منه يوم القيامة عَدلًا ولا صَرْفًا. وذِمّةُ المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن مُطَرّف عن الشَّعبي عن أبي جُحَيفة قال:
سألتُ عليًّا: هل عندكم من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيءٌ بعدَ القرآن؟ قال: لا، والذي فلقَ الحبّة وبرأ النَّسَمة، إلا فَهْمٌ يُؤتيه اللَّهُ عز وجل رجلًا في القرآن، أو ما في هذه الصحيفة. قلتُ: وما في الصحيفة؟ قال: العَقل، وفِكاك الأسير، ولا يُقتَلُ مسلمٌ بكافر.
انفرد بإخراجه البخاريّ (3).
(1) المسند 2/ 34 (597). ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 3/ 250. وحسّن إسناده محقّقو المسند، لأن حرب ابن سُريج المنقري مختلف فيه.
(2)
المسند 2/ 51 (615)، ومسلم 2/ 994 (1370) ومن طريق الأعمش في البخاري 6/ 273 (3172).
(3)
المسند 2/ 36 (599)، والبخاري 12/ 246 (6903).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعْتُ القاسم بن أبي بَزّه يحدّث عن أبي الطُّفيل قال:
سُئل عليٌّ: هل خَصَّكم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: ما خَصَّنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشيء لم يَعُمَّ به النّاس كافّة، إلّا ما كان في قِراب سيفي هذا. قال: فأخرج صحيفةً مكتوبٌ فيها: "لَعَنَ اللَّهُ مَن ذبحَ لغَيِر اللَّه. ولعنَ اللَّه مَن سرقَ منارَ الأرض. ولعنَ اللَّهُ مَن لعنَ والدَه. ولعنَ اللَّهُ من آوى مُحدثًا".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5489)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو قال: أخبرني حسن بن محمد بن عليّ قال: أخبرني عُبيد اللَّه بن أبي رافع - وقال مرّة: إنّ عُبيد اللَّه بن أبي رافع أخبره أنّه سمعَ عليًا يقول:
بعثَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أنا والزُّبيرُ والمِقدادُ فقال: "انطَلِقوا حتى تأتوا رَوضةَ خاخٍ، فإنّ بها ظعينةً معها كتاب، فخُذوه منها". فانطلَقْنا تعادَى بنا خيلُنا حتى أتَينا الرّوضة، فإذا نحن بالظَّعينة، قلنا: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي من كتاب. قلنا: لتُخْرِجِنّ الكتاب أو لنُلْقِيَنَّ الثياب. قال: فأخرجتِ الكتابَ من عِقاصها، فأخذْنا الكتاب فأتيْنا به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعةَ إلى ناسٍ من المشركين بمكّة، يخبرُهم ببعض أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا حاطب، ما هذا؟ " قال: لا تَعْجَلْ عليّ، إنّي كنتُ امرأً مُلْصَقًا في قريش ولم أكن من أنفسهم، وكان [من] معك من المهاجرين لهم قراباتٌ يحمون أهليهم بمكّة، فأحْبَبْتُ إذ فاتَني ذلك من النسب فيهم، أن أتّخِذَ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلْتُ ذلك كُفرًا ولا ارتدادًا عن ديني، ولا رِضًا بالكفرِ بعد الإسلام". فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّه قد صدقَكم" فقال عمر: دَعْني أضْرِبْ عنق هذا المنافق. فقال: "إنّه شَهِدَ بَدرًا، وما يُدريكَ لَعلّ اللَّهَ اطَّلَعَ إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شِئْتُم فقد غَفَرْتُ لكم".
(1) المسند 2/ 264 (954)، ومسلم 3/ 1567 (1978) وأخرجه البخاري في المفرد 1/ 11 (17) من طريق شعبة.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(5490)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدّثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحق عن النّعمان بن سعد عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ في الجنّة لَسُوقًا ما فيها بيعٌ ولا شراء إلّا الصُّوَر من الرجال والنساء، فإذا اشتهى المؤمن صورةً دخل فيها، وإنّ فيها مَجْمعًا للحُور العين، يرفعن أصواتًا لم يرَ الخلائقُ مثلَها، فيَقُلْنَ: نحن الخالدات فلا نَبيد، ونحن الرّاضيات فلا نَسخط، ونحن الناعمات فلا نبؤس، فطوبى لمن كان لنا وكنّا له"(2).
(5491)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني وهب بن بقيّة الواسطي قال: حدّثنا عمر بن يونس -يعني اليماميّ- عن عبد اللَّه بن عمر اليماميّ عن الحسن بن زيد بن حسن قال: حدّثني أبي عن أبيه عن عليّ قال:
كنتُ عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر، فقال:"يا عليُّ، هذان سيِّدا كُهولِ أهلِ الجنّة وشبابها بعدَ النبيّين والمُرْسَلين"(3).
(5492)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال: حدّثني إبراهيم بن عبد اللَّه بن حُنين عن أبيه عن ابن عبّاس عن عليّ قال:
نهاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أقرأَ وأنا راكع. وعن خاتَم الذهب، وعن القَسِّيّ والمُعَصْفَر.
(1) المسند 2/ 37 (600)، والبخاري 6/ 143 (3007)، ومسلم 4/ 1941 (2494) والترمذي 4/ 600 (2564) وقال: حديث غريب.
(2)
المسند 2/ 451 (1343) والترمذي 4/ 600 (2564) وقال: حديث غريب. ومن طريق أبي معاوية في أبي يعلى 2/ 232 (268). وذكر ابن الجوزي الحديث في العلل 2/ 932 (1555). وقال: هذا حديث لا يصحّ، والمتّهم به عبد الرحمن بن إسحق. . ولضعف عبد الرحمن ضعّف المحقّقون الحديث، وجعله الألباني في السلسلة الضعيفة 4/ 449 (1982).
(3)
المسند 2/ 40 (602). الحسن بن زيد صدوق. وسائر رجاله ثقات، وجمع الألباني في الصحيحة 2/ 467 (824) روايات الحديث وطرقه، عن عليّ وغيره، وقال: إنّ الحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب. . . وينظر تخريج محقّقي المسند، وتخريج محقّق السنة 2/ 942 (1456) للحديث.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
والقسِّيّ: ثياب منسوبة إلى القَسّ، وهي ناحية من نواحي مصر، وهي حرير (2).
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا إسحق بن إسماعيل قال: حدّثنا يحيى بن عبّاد قال: حدّثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة سمع زيد بن وهب عن عليّ:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَت له حلّةُ سِيراءُ، فأرسل بها إليّ، فرُحْت فيها، فرأيْتُ في وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الغَضَب، فقَسَمْتُها بين نسائي.
أخرجاه في الصحيحين (3).
والحُلّة لا تكون إلّا ثوبين.
والسِّيَراء: ضرب من البُرود يكون مُضَلَّعًا بالحرير، فسُمِّيت سيراء لما فيها من المخطوط التي تُشبه السُّيور. وإنما منع منه لأجل الحرير (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا مِسْعَر عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن عليّ:
أنّ أُكيدر دُومةَ أهدى للنبيّ صلى الله عليه وسلم حُلّة -أو ثوب- حرير، قال: فأعطانيه. وقال، شَقِّقْه خُمُرًا بين النّسوة.
انفرد بإخراجه مسلم (5).
(5493)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن أبيه عن رجل سمع عليًّا يقول:
(1) المسند 2/ 47 (611). وفي مسلم 1/ 349 (480) بهذا الإسناد وغيره مقتصرًا على النهي على القراءة في الركوع. وبتمامه من طرق عن إبراهيم بن عبد اللَّه 3/ 1648 (2078).
(2)
ينظر غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 226، ومعجم البلدان 4/ 346.
(3)
المسند 2/ 108 (698). وإسناده صحيح. وهو من طريق شعبة في البخاري 5/ 229 (2614)، ومسلم 3/ 1644، 1645 (2071).
(4)
ينظر كشف المشكل 1/ 128.
(5)
المسند 2/ 324 (1077)، ومسلم 3/ 1645 (2071).
أردْتُ أن أخطِبَ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ابنتَه، فقلت: مالي من شيء، ثم ذكَرْتُ صِلّتَه وعائدتَه، فخطبْتُها إليه، فقال:"هل لك من شيء؟ " قلتُ: لا، قال:"فأين دِرعُك الحُطَمِيّة التي أعطيتُكها يومَ كذا وكذا؟ " قال: هي عندي. قال: "فأعْطِها" قال: فأعطيتُها إيّاه (1).
(5494)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني عبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ قال: حدّثنا داود بن عبد الرحمن قال: حدّثنا أبو عبد اللَّه مَسلمة الرازيّ عن أبي عمرو البَجَلي عن عبد الملك بن سُفيان الثَّقَفي عن أبي جعفر محمد بن عليّ عن محمد بن الحَنَفيّة عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّهَ عز وجل يُحِبُّ العبدَ المؤمنَ المُفَتَّنَ التَّوّاب"(2).
(5495)
الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن منذر أبي يعلى عن محمد بن الحنفيّة عن عليّ قال:
كنْتُ رجلًا مَذَّاءً، فاستَحْيَيْتُ أن أسألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأمرْتُ المقدادَ بن الأسود فسألَه، فقال:"فيه الوضوء"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمّد بن عبد اللَّه بن نُمير قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن المنذر عن محمد بن عليّ عن عليّ قال:
كنتُ رجلًا مذّاءً، فكنتُ أستحيي أن أسأل رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته، فأمرْتُ المقداد فسألَه، فقال:"يغسلُ ذكَرَه ويَتوضّأ"(4).
الطريقان في الصحيحين.
(1) المسند 2/ 41 (603). والراوي عن عليّ مجهول. وقد ضعّف إسناده أحمد شاكر، وحسّنه محقّقو المسند لغيره، وذكروا شواهد له.
(2)
المسند 2/ 42 (605)، وأبو يعلى 1/ 376 (483). قال الهيثمي 10/ 203: وفيه من لم أعرفه. وأجمع المحقّقون على ضعف الحديث، وأن فيه أكثر من مجهول أو ضعيف. وفصّل الكلام في الحديث ورجاله الألباني في الضعيفة 1/ 133 (96).
والمفتّن: المُبتلى الممتحن.
(3)
المسند 2/ 54 (618). وإسناده صحيح.
(4)
المسند 2/ 43 (606). وإسناده كسابقه. وقد أخرج مسلم الحديث من طريق أبي معاوية ووكيع وغيرهما عن الأعمش عن المنذر بن يعلى أبي يعلى 1/ 247 (303). وأخرجه البخاري من طريق الأعمش 1/ 230 (132). وينظر 1/ 379 (269).
(5496)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا أبو إسحق عن حارثة بن مُضَرِّب عن عليّ قال:
كُنّا إذا حَمي البأسُ ولقي القومَ (1) اتّقَيْنا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فما يكون منا أحدٌ أدنى إلى القوم منه (2).
(5497)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا شُرَحبيل بن مُدرك الجُعْفي عن عبد اللَّه بن نُجيّ الحضرميّ عن أبيه قال:
قال عليّ: كانت لي من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منزلةٌ لم تكن لأحد من الخلائق، إنّي كنتُ آتيه كلَّ سَحَرٍ فأسلِّمُ عليه حتى يَتَنَحْنَحَ، وإنّي جئتُ ذات ليلة فسلَّمْتُ عليه، فقلت: السلام عليك يا نبيّ اللَّه. فقال: "على رِسْلك يا أبا حسن حتى أخرُجَ إليك" فلّما خرج إليَّ قلتُ: يا نبيّ اللَّه، أغضبَكَ أحد؟ قال:"لا". قلتُ: فما بالُك لم تكلِّمْني فيما مضى حتى كلَّمْتَني الليلةَ؟ قال: "إنّي سمعْتُ في الحجرة حركةً، فقلت: من هذا؟ قال: أنا جبريل. فقلْتً: ادخلْ قال: لا، أخْرُجْ إليَّ. فلمّا خَرجْتُ قال: إنّ في بيتك شيئًا لا يدخُلُه مَلَكٌ ما دام فيه، قلت: ما أعْلَمُه يا جبريل. قال: اذهَبْ فانظُر، ففَتَحْتُ الباب فلم أجدْ فيه شيئًا غيرَ جَرْوٍ كان يلعب به الحسن، فقلْتُ: ما وجدْتُ إلَّا جَروًا. قال: إنَّها ثلاث لن يَلجَ ملَكٌ ما دام فيها أبدًا واحدٌ منها: كلب، أو جَنابة، أو صورة رُوح"(3).
(1) كذا في الأصل وأبي يعلى. وفي المسند: "ولقي القومُ القومَ".
(2)
المسند 2/ 453 (1347). ورجاله ثقات. ومن طريق زهير بن معاوية في أبي يعلى 2/ 258 (302). وينظر الحديث الثامن والخمسون من هذا المسند.
(3)
المسند 2/ 77 (647). وصحّح صدره ابن خزيمة 2/ 54 (902). قال: قد اختلفوا في هذا الخبر عن عبد اللَّه بن نجيّ، فلست أحفظ أحدًا قال: عن أبيه، غير شرحبيل بن مدرك هذا. ثم ذكر رواية عن عبد اللَّه بن نجيّ عن عليّ. وأعلّ الألباني الرواية الأولى بجهالة نُجيّ، والثانية بالانقطاع بين عبد اللَّه بن نجيّ وعليّ. وأخرج جزءًا من أوله أيضًا النسائي 3/ 12 عن شرحبيل. وفي المسند 2/ 65 (632) ومسند أبي يعلى 1/ 265 (313) من طريق عبد اللَّه بن نجيّ عن أبيه عن عليّ:"لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ولا جنب ولا كلب". وذكر المحقّقون مظانّه. وفي مسند أبي يعلى 1/ 444 (592) بطوله من طريق عبد اللَّه ابن نجيّ عن عليّ. وصحّح المحقّق إسناده. وصحّح إسناده أيضًا أحمد شاكر، وضعّف محقّقو المسند إسناده. وذكروا شواهد حسّنته لغيره.
(5498)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا الترمذيّ قال: حدّثنا محمد بن حميد الرازيّ قال: حدّثنا الحكم بن بشير قال: حدّثنا خلّاد الصّفّار عن الحكم بن عبد اللَّه عن أبي إسحق عن أبي جُحَيفة عن عليّ بن أبي طالب:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "سَتْرُ ما بين أعين الجنّ وعورات بني آدم إذا دخلَ أحدُهم في الخلاء أن يقول: بسم اللَّه"(1).
هذا إسناد لا يثبت. قال أبو حاتم الرّازي: الحكم بن عبد اللَّه مجهول (2).
(5499)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: حدّثنا أبو إسحق عن شُريح بن النّعمان الهمداني عن علي بن أبي طالب قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُضَحَّى بمُقابَلة أو بمُدابَرَة، أو شَرْقاء، أو خَرقاء، أو جَدعاء (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن هشام قال: حدّثنا قتادة عن جُرَيّ بن كُلَيب عن عليّ قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُضَحَّى بعَضباء القرن والأُذن (4).
فأمّا المُقابَلة: فهي التي فطع شيء من مقدّم أذنها وبقي معلّقًا.
والمُدابَرة: ما انقطع مِثلُ ذلك من خلف أُذنها.
(1) الترمذي 2/ 503 (606) وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القويّ. وبهذا الإسناد في ابن ماجة 1/ 109 (297). وقد حسّن الشيخ أحمد شاكر الحديث، ولم يرتض حكم الترمذي عليه. وأطال الألباني الكلام عليه في الإرواء 1/ 87 (50)، وخلص بعد الحديث عن رجاله إلى أن إسناده واه، ولكن الحديث صحيح بمجموع الطرق التي ذكرها.
(2)
نقل أبو حاتم في الجرح والتعديل 3/ 120 عن أبيه: الحكم بن عبد اللَّه الذي روى عن أبي إسحق وغيره، وروى عنه خلّاد وغيره، ولم يذكر فيه شيئًا. وينظر الضعفاء والمتروكون 1/ 227.
(3)
المسند 2/ 45 (609). والنسائي 7/ 217، وابن ماجة 2/ 1050 (3142)، وأبو داود من طريق ابن إسحق 3/ 97 (2804)، وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 224.
(4)
المسند 2/ 66 (633). ومن طرق عن قتادة في أبي داود 3/ 98 (2805)، والنسائي 7/ 217، والترمذي 4/ 76 (1504) وقال: حسن صحيح. وصحّحه ابن خزيمة 4/ 293 (2913) والحاكم 4/ 224، ووافقه الذهبي. وينظر تعليق محقّقي المسند، وتعليق الألباني على الحديثين في الإرواء 4/ 361 (1149).
والشّرقاء: ما شقَّ الكيّ أُذنها.
والخَرقاء: ما ثَقَب الكيّ أُذنها.
والجَدعاء والعَضباء: الذي قد ذهبَ أكثرُ أُذنها وقرنها.
قال ابن عقيل: لمّا قال إبليسُ: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} [النساء: 119] وكان شقُّ الأذن أمرًا حصل من الآدميّ بطاعة الشيطان، حَسُنَ أن يُنهى عن التضحية بما هذه صفتُه، لأنّها هديّةٌ إلى اللَّه عز وجل.
(5500)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن هلال عن وهب بن الأجدع عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُصَلَّى بعدَ العصر إلّا أن تكونَ الشمسُ بيضاء مرتفعة"(1).
(5501)
الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن الحكم بن عُتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
جاء أبو موسى إلى الحسن (2) فقال له عليّ: أعائدًا جئت أم شامتًا؟ قال: لا، بل عائدًا. قال: فقال له عليّ: إن كُنْتَ جِئْتَ عائدًا فإنّي سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا عادَ الرجلُ أخاه المسلمَ مشى في خِرافة (3) الجنّة حتى يجلس، فإذا جلسَ غَمَرَتْه الرّحمةُ. فإن كان غُدْوةً صلّى عليه سبعون ألفَ ملَك حتى يُمسيَ، وإن كان مساءً صلّى عليه سبعون ألف ملَك حتى يُصبح"(4).
(5502)
الحديث السابع والأربعون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا إسماعيل أبو مَعمر قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن زيد بن جَبيرة عن داود بن الحُصَين عن عُبيد اللَّه بن أبي رافع عن عليّ قال:
(1) المسند 2/ 46 (610)، وسنن النسائي 1/ 280، وسنن أبي يعلى 1/ 437 (581)، ومن طريق منصور في سنن أبي داود 2/ 24 (1274). وبهذا الإسناد صحّحه ابن خزيمة 2/ 265 (1284)، وابن حبّان 4/ 429 (1562). وحسّنه ابن حجر - الفتح 2/ 61. وصحّحه الألباني في الصحيحة 1/ 387 (200).
(2)
في المسند "إلى الحسن بن عليّ يعوده".
(3)
خِرافة الجنّة: جناها.
(4)
المسند 2/ 47 (612). وإسناده صحيح. وأخرجه أبو داود 3/ 185 (3099)، وابن ماجة 1/ 463 (1442)، وأبو يعلى 1/ 227 (262)، وصحّح الحاكم إسناده 1/ 349. ولم يذكر أبو داود وابن ماجة إلّا المرفوع منه. وهو في الأحاديث الصحيحة 3/ 353 (1367). وينظر الترغيب 4/ 214 (5092).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُبْغِضُ العربَ إلّا مُنافق"(1).
(5503)
الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد بن حُميد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا عبد الملك بن أبي سُليمان قال: حدّثنا سلَمة بن كُهَيل قال: حدّثني زيد بن وهب الجهني:
أنّه كان في الجيش الذين كانوا مع عليّ، الذين ساروا إلى الخوارج، فقال عليّ: يا أيّها النّاسُ، إنّي سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"يخرجُ قومٌ من أُمّتي يقرؤن القرآنَ، ليس قراءتُكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتُكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامُكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسِبون أنّه لهم وهو عليهم، لا تُجاوزُ صلاتُهم تراقِيَهم، يمرُقون من الإسلام كما يمرُقُ السهمُ من الرَّمِيَة". لو يعلمُ الجيشُ الذين يُصيبونهم ما قُضيَ لهم على لسان نبيّهم صلى الله عليه وسلم لنَكَلوا عن العمل، وآيةُ ذلك أن فيهم رجلًا له عَضُدٌ ليس له ذِراع، على رأس عَضُده مثلُ الثَّدي، عليه شعَرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلُفونكم في ذراريِّكم وأموالكم. واللَّه إنّي لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنّهم قد سفكوا الدَّمَ الحرام، وأغاروا في سرح النّاس (2)، فسِيروا على اسم اللَّه عز وجل.
قال سلمة بن كهيل: فنزَّلَني زيدُ بن وهب منزلًا منزلًا، حتى مَرَرْنا على قَنطرة، فلمّا التقينا وعلى الخوارج يومئذٍ عبدُ اللَّه بن وهب الرّاسبيُّ، فقال لهم: ألقُوا الرّماح، وسُلُّوا سيوفكم من جُفونها، فإنّي أخاف أن يُناشدوكم كما ناشدوكم يوم حَروراء. فرجعوا فوَحَّشُوا برِماحهم، وسَلُّوا السيوف، وشَجَرهم الناسُ برماحهم، وقُتِل بعضُهم على بعض، وما أُصيب من النّاس يومئذٍ إلّا رجلان، فقال عليّ: الْتَمِسوا فيهم المُخْدَج، فالتمَسوه فلم يجدوه، فقام عليٌّ بنفسه حتى أتى ناسًا قد قُتِل بعضُهم على بعض، فقال: أخْرِجوهم، فوجدوه ممّا يلي الأرض، فكبَّرَ ثم قال: صدق اللَّه عز وجل، وبلَّغَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقام إليه عَبيدة السَّلماني فقال: "يا أميرَ المؤمنين، اللَّهِ الذي لا إله إلّا هو، لَسَمِعْتَ هذا الحديث من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إي واللَّه الذي لا إله إلَّا هو. حتى استحلَفَه ثلاثًا وهو يحلف.
(1) المسند 2/ 51 (614). وزيد بن جبيرة مجمع على ضعفه وتركه. قال الهيثمي 10/ 56: رواه أحمد، وفيه زيد بن جبيرة، وهو متروك. وذكر ابن الجوزي الحديث في العلل المتناهية 1/ 295 (475) وقال: لا يصحّ: داود ضعيف، وزيد بن جبيرة يروي المناكير، وإسماعيل بن عيّاش ضعيف. وضعّفه الألباني في الصحيحة 3/ 236 (1234) وأحمد شاكر ومحقّقو المسند.
(2)
السَّرح: الماشية.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
ومعنى وحّشوا برماحهم: رمَوها.
وشجرهم النّاس: أي شبكوهم بالرّماح.
(5504)
الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن خَيثمة عن سُوَيد بن غَفلة عن عليّ قال:
إذا حدَّثْتُكم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثًا، فلأن أخِرَّ من السماء أحبُّ إليّ من أن أكذبَ عليه، وإذا حدَّثْتُكم عن غيره فإنما أنا رجل محارب، والحربُ خدعة. سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"يخرجُ في آخر الزّمان أقوامٌ أحداثُ الأسنان، سُفَهاء الأحلام، يقولون من خير قول البريّة، لا يجاوز إيمانُهم حناجرهم، فأينما لقِيتُموهم فاقتُلوهم، فإنّ في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(5505)
الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَميّ عن عليّ قال:
قُلْتُ: يا رسول اللَّه، مالك تَنَوَّقُ في قُريش وتَدَعُنا؟ قال:"وعندكم شيء؟ " قال: قُلتُ: نعم، ابنةُ حمزة. قال:"إنّها لا تَحِلُّ لي، هي ابنة أخي من الرَّضاعة".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5506)
الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا محمد بن القُطَعي قال: حدّثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحق عن عبد اللَّه بن أبي بكر عن محمد ابن علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب قال:
عقّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الحسين بشاة، فقال:"يا فاطمةُ، احلقي رأسَه، وتصدّقي بزنة شَعره فضّة". فوزنّاه فكان وزنُه درهمًا أو بعض درهم.
(1) مسلم 2/ 748 (1066). وفي المسند جزء من طريق عبد الملك بن أبي سليمان 2/ 113 (706).
(2)
المسند 2/ 52 (616)، ومسلم 2/ 746، 747 (1066). ومن طريق الأعمش في البخاري 6/ 618 (3611).
(3)
المسند 2/ 55 (620)، ومسلم 2/ 1071 (1446).
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وإسناده ليس بمتّصل، لأنّ محمد بن عليّ لم يُدرك عليّ بن أبي طالب (1).
(5507)
الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا زائدة عن منصور عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عليّ قال:
كُنّا في جنازة في بقيع الغَرْقد، فأتانا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجلس وجلَسْنا حولَه، ومعه مِخْصرة ينكُتُ بها، ثم رفعَ بصرَه فقال:"ما منكم من نفسٍ منفوسة إلّا وقد كُتِبَ مقعدُها من الجنّة والنّار، إلّا قد كُتبت شَقِيّةً أو سعيدة". فقال القوم: يا رسول اللَّه، أفلا نَمْكُثُ على كتابنا ونَدَعُ العَملَ، فمن كان من أهل السعادة فسيصير إلى السعادة، ومن كان من أهل الشَّقوة فسيصير إلى الشَّقوة؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"بل اعْمَلوا، فكلٌّ مُيَسَّرٌ، أمّا من كان من أهل الشَّقوة فإنّه مُيَسَّرٌ لعمل الشَّقوة، وأما من كان من أهل السعادة فإنّه مُيَسَّرٌ لعمل السعادة". ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10].
أخرجاه في الصحيحين (2).
(5508)
الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن أبي الرحمن السُّلميّ عن عليّ قال:
بعثَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم سَرِيّةً واستعملَ عليهم رجلًا من الأنصار، فلمّا خرجوا وجدَ (3) عليهم في شيء. فقال لهم: أليس قد أمرَكم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: اجمعوا حَطَبًا. ثم دعا بنارٍ فأضرمَها فيه، ثم قال: عَزَمْتُ عليكم: لَتَدْخُلُنّها. قال: فهمّ القومُ أن يدخلوها. قال: فقال لهم شابٌّ منهم: إنما فَرَرْتُم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من
(1) الترمذي 4/ 84 (1519). وفيه: هذا حديث حسن غريب. . . وهو في المصنف لابن أبي شيبة 8/ 47 (4286)، والسنن الكبرى 9/ 304، وحكم عليه البيهقي بالانقطاع. وكذلك قال المزّي في التحفة 7/ 440 إنّ محمد بن علي بن الحسين لم يدرك عليًّا. وحسّنه الألباني.
(2)
المسند 2/ 319 (1067). ومن طرق عن منصور في البخاري 3/ 225 (1362) وفيه أطرافه، ومسلم 4/ 2039 (2647). وعبد الرحمن بن مهدي وزائدة بن قدامة من رجال الشيخين.
(3)
وجد: غضب.
النّار، فلا تَعْجَلوا حتى تلقَوا النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإن أمرَكم أن تدخلوها فادخلوها. قال: فرجعوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال:"لو دَخَلْتُموها ما خرَجْتُم منها أبدًا، إنّما الطاعة في المعروف".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(5509)
الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثنا محمد بن المُنْكَدر عن مسعود بن الحكم عن عليّ قال:
قد رأينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قام فقُمْنا، وقعدَ فقَعَدْنا.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5510)
الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي حَصِين عن عُمَير بن سعيد عن عليّ قال:
ما من رجل أقَمْتُ عليه حدًّا فمات فأجِدُ في نفسي إلا صاحبَ الخمر، فإنّه لو مات وَدَيْتُه، لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يَسُنَّه.
أخرجاه (3).
فإن قيل: أليس قد ضرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الخمر؟ قُلْنا: بلى، إلّا أنّه لم يحدّ الحدّ.
(5511)
الحديث السادس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا سعيد بن أبي عَروبة عن عبد اللَّه الداناج عن حُضَين بن المنذر بن الحارث بن وَعْلة:
أن الوليد بن عقبة صلّى بالنّاس الصبح أربعًا، ثم التفتَ إليهم فقال: أزيدُكم؟ فَرُفعَ ذلك إلى عثمان، فأمرَ به أن يُجْلَدَ، فقال عليّ للحسن بن عليّ: قُمْ يا حسنُ فاجلِدْه. قال: وفيم أنت وذاك؟ قال عليّ. بل عَجَزْتَ وَوَهَنْتَ، قمْ يا عبد اللَّه بن جعفر فاجلدْه، فقام عبد اللَّه بن جعفر فجلَدَه، وعليٌّ يَعُدُّ، فلما بلغ أربعين قال له: أَمْسِك. ثم قال: ضرب
(1) المسند 2/ 56 (622)، ومسلم 3/ 1469، 1470 (1840). وفي البخاري 8/ 58 (4340) من طريق الأعمش.
(2)
المسند 2/ 64 (631)، ومسلم 2/ 2661، 2662 (962) بهذا الإسناد وبغيره.
(3)
المسند 2/ 299 (1024)، ومسلم 3/ 1332 (1707)، ومن طريق سفيان في البخاري 12/ 66 (6778).
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين، وضرب أبو بكر أربعين، وعمرُ صدرًا من خلافته، ثم أتمَّها عمرُ ثمانين، وكلٌّ سنّة (1).
فإن قيل: قد سبق في الحديث قبله أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يَسُنّه. وفي هذا: وكلٌّ سنّة. فكيف الجمع؟ فالجواب: الضرب في الجملة سنّة، والعدد مُجْتَهد فيه (2).
(5512)
الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا محمد بن إسحق قال: حدّثني محمد بن طلحة بن يزيد بن رُكانة عن عُبيد اللَّه الخَولاني عن ابن عبّاس قال:
دخل عليَّ عليٌّ بيتي، فدعا بوَضوء، فجئنا بقَعْب (3) يأخذُ المُدَّ أو قريبَه، حتى وُضعَ بين يدَيه وقد بال، فقال: يا ابن عبّاس، ألا أتوضّأ لك وُضوء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قلتُ: بلى، فداك أبي وأمّي. قال: فوُضعَ له إناء فغسَلَ يدَيه، ثم مضمضَ واستنشقَ واستنثرَ، ثم أخذ بيديه فصكَّ بهما وجهه، وألقمَ إبهامَه ما أقبل من أذنيه. قال: وعاد في مثل ذلك ثلاثًا. ثم أخذ كفًّا من ماء بيده اليُمنى فأفرَغَها على ناصيته، ثم أرسلها تسيلُ على وجهه، ثم غَسَل يده اليُمنى إلى المرفق ثلاثًا، ثم يدَه الأخرى في مثل ذلك، ثم مسح برأسه وأذنيه من ظهورهما. ثم أخذ بكفّيه من الماء فصكّ بهما على قدَمَيه وفيهما النّعل، ثم قَلَبَها بها، ثم على الرجل الأخرى مثل ذلك، قال: قلت: وفي النَّعلين؟ قال: وفي النَّعلين. قلت: وفي النَّعْلين؟ قال: وفي النَّعلين. قلتُ: وفي النَّعلين؟ قال: وفي النَّعلين (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا زائدة بن قُدامة عن خالد بن عَلقمة قال: حدّثنا عبدُ خَير قال:
(1) المسند 2/ 395 (1230) ومن طريق سعيد في مسلم 3/ 1331 (1707) ولم ينبّه عليه، ويزيد بن هارون من رجال الشيخين.
(2)
ينظر كشف المشكل 1/ 165.
(3)
القعب: القدح الكبير.
(4)
المسند 2/ 59 (625)، ومسند أبي يعلى 1/ 448 (600). وصحّحه مختصرًا ابن خزيمة 1/ 179 (153)، وابن حبّان 3/ 362 (1080). ومن طريق ابن إسحق أخرجه أبو داود 1/ 29 (117) وقد حسّن المحقّقون إسناده. وابن إسحق صرّح بالتحديث.
جلس عليُّ بعدما صلّى الفجر في الرَّحْبة، ثم قال لغلامه: ائتني بِمطهرة (1)، فأتاه الغلام بإناء فيه ماءٌ وطَسْت قال: قال عبدُ خير: ونحن جلوس ننظرُ إليه، فأخذ بيمينه الإناء فأكفأه على يده اليسرى، ثم غسل كفَّيه، ثم أخذ بيده اليمنى الإناء فأفرغَ على يده اليُسرى، ثم غسل كفّيه، فعلَه ثلاث مرّات.
قال عبدُ خير: كلّ ذلك لا يُدخل يدَه في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرّات. ثم أدخلَ يدَه في الإناء، فمضمضَ واستنشقَ ونثرَ بيده اليسرى، فعل ذلك ثلاث مرّات، ثم أدخلَ يده اليمنى في الإناء، فغسلَ وجهه ثلاث مرّات، ثم غسل يدَه اليُمنى ثلاث مرّات إلى المرفق، ثم غسل يده اليسرى ثلاث مرّات إلى المرفق، ثم أدخلَ يده اليمنى في الإناء حتى غمرَها الماءُ، ثم رفعَها بما حملَت من الماء، ثم مسحَها بيده اليسرى، ثم مسح رأسه بيدَيه كلتَيهما مرّة، ثم صبّ بيده اليُمنى ثلاث مرّات على قدمه اليمنى، ثم غسلها بيده اليسرى ثم صبّ بيده اليُمنى على قدمه اليسرى، ثم غسلها بيده اليُسرى ثلاث مرّات، ثمّ أدخل يده اليُمنى فغرف بكفّه فشرب، ثم قال: هذا طُهور نبيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فمن أحبَّ أن ينظُرَ إلى طُهور نبيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم فهذا طُهوره (2).
(5513)
الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن حارثة بن مُضَرِّب عن عليّ قال:
لقد رأيتُنا يومَ بدرٍ ونحن نلوذُ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو أقربُنا إلى العدوّ، وكان من أشدّ النّاس يومئذٍ بأسًا (3).
(5514)
الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن سفيان، حدّثنا محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن عليّ قال:
(1) في المسند: " بطهور".
(2)
المسند 2/ 350 (1133)، ومسند أبي يعلى 1/ 246 (286)، وصحّحه ابن خزيمة 1/ 76 (147)، ومن طريق زائدة أخرجه أبو داود 1/ 28 (112)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 337 (1056)، وصحّح المحقّقون إسناده.
(3)
المسند 2/ 81 (654). ورجاله ثقات. ومن طريق إسرائيل في مسند أبي يعلى 1/ 329 (412). وسبق قريبًا مثله في الحديث الحادي والأربعين. ولم يجعل هذا طريقًا آخر له.
قُلْتُ: يا رسول اللَّه، إذا بَعَثْتَني أكونُ كالسِّكّة المُحْماة أمِ الشاهدُ يرى ما لا يرى الغائب؟ . قال:"الشاهدُ يرى ما لا يرى الغائب"(1).
(5515)
الحديث الستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان قال: حدّثني سليمان عن إبراهيم التّيمي عن الحارث بن سُوَيد عن عليّ قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الدُّبّاء والمُزَفَّت.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(5516)
الحديث الحادي والستّون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن جابر عن الشَّعبيّ عن الحارث عن عليّ قال:
لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرّبا وموكِلَه وشاهِدَيه وكاتبَه، والواشمةَ، والمُسْتَوْشِمة للحُسن، ومانعَ الصدقة، والمُحِلَّ، والمُحَلَّلَ له، وكان ينهى عن النّوح (3).
(5517)
الحديث الثاني والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن الأعمش عن عمرو بن مرّة عن أبي البَخْتَرِيّ عن عليّ قال:
بعثَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وأنا حديث السّنّ. قال: قلتُ: تبعَثُني إلى قوم يكونُ بينهم أحداثٌ، ولا علمَ لي بالقضاء. قال:"إنّ اللَّهَ سيهدي لسانَك، ويثبِّتُ قلبَك" فما شَكَكْتُ في قضاءٍ بين اثنين بعدُ (4).
(1) المسند 2/ 62 (628). وقد حسّنه المحقّقون لغيره. وضعّفوا إسناده لأن محمد بن عمر لم يُدرك جدّه. وتحدّث الألباني عن طرقه وشواهده في الصحيحة 4/ 527 (1904).
والسّكة: الحديدة المنقوشة يضرب عليها الدراهم، فيكون المضروب عليها مثلها لا يختلف عنها. والمعنى أنّه أجاز له أن يتصرّف فيما يرى، ولا يقف عندما أُمر به.
(2)
في المسند 2/ 66 (634)، والبخاري 10/ 257 (5594). ومن طرق عن سليمان الأعمش في مسلم 3/ 578 (1994).
(3)
المسند 2/ 207 (844)، وإسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور، وجابر الجعفي. ولكن جابرًا متابع. وهو من طريق الشعبي في سنن النسائي 8/ 147، وأبي يعلى 1/ 323 (402). وينظر الترمذي 3/ 428 (1119) وقد ساق محقّقو المسند شواهد تحسّنه، وصحّحه الألباني.
(4)
المسند 2/ 68 (636). ومن طريق الأعمش في ابن ماجة 2/ 774 (2310) قال البوصيري: هذا الإسناد رجاله ثقات، إلّا أنّه منقطع، قال أبو حاتم: لم يسمع أبو البختري سعيد بن فيروز من عليّ ولم يدركه. وأخرجه أبو يعلى 1/ 323 (401). وصحّح الحاكم إسناده 3/ 135، ووافقه الذهبي. وصحّح المحقّقون الحديث، وقالوا في إسناده ما قال البوصيري.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك عن سماك عن حَنَش عن عليّ قال:
بعثَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، قال: فقلتُ: يا رسول اللَّه، تبعثُني إلى قومٍ أسنَّ منّي وأنا حَدَثٌ لا أُبْصِرُ القضاء. قال: فوضَعَ يدَه على صدري وقال: اللهمّ ثَبِّتْ لسانَه، واهْدِ قلبَه. يا عليُّ، إذا جلسَ إليك الخَصمان فلا تَقْضِ بينهما حتى تسمعَ من الآخر ما سَمِعْتَ من الأوّل، فإنّك إذا فَعَلْتَ ذلك تبيَّنَ لك القضاء" فما اختلف عليّ قضاءٌ بعدُ، أو: ما أشكلَ عليّ قضاءٌ بعد (1).
(5518)
الحديث الثالث والستّون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثني عمرو بن مُرَّة عن عبد اللَّه بن سَلِمة قال:
أتَيتُ على عليّ أنا ورجلان، فقال: كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يمَضي حاجَتَه ثم يخرجُ فيقرأ القرآن، ويأكل معنا اللحم، ولا يحْجُزُه -وربما قال: يَحْجُبُه- من القرآن شيء، ليس الجنابةَ (2).
(5519)
الحديث الرابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن نُمير ووكيع قالا: حدّثنا هشام عن أبيه عن عبد اللَّه بن جعفر عن عليّ قال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "خير نسائها مريمُ بنتُ عمرانَ، وخير نسائها خديجة".
(1) المسند 2/ 225 (822). ومن طريق زائدة عن سماك في الترمذي 3/ 618 (1331) وقال: حديث حسن. ومن طريق شريك أخرجه أبو داود 3/ 310 (3582). وحسنّه الألباني. وحسّنه محقّقو المسند، لأن في شريك وحنش كلامًا، لكنهما متابعان. وصحّح أحمد شاكر إسناده.
(2)
المسند 2/ 69 (639). واختلف العلماء في تصحيح الحديث لاختلافهم في عبد اللَّه بن سلمة، فهو صدوق تغيّر حفظه، ورواية عمرو بن مرّة عنه متأخرة.
وقد روي الحديث من طرق عن شعبة في النسائي 1/ 144، وأبو داود 1/ 59 (229). وابن ماجة 1/ 195 (594)، وصحّحه ابن خزيمة 1/ 104 (208)، والحاكم والذهبي 4/ 107، وابن حبّان 3/ 78 (799). وأخرجه من طريق عمرو بن مرّة الترمذي 1/ 273 (146) وقال: حسن صحيح. وحسّنه ابن حجر - الفتح 1/ 408. وينظر تعليق الشيخ أحمد شاكر في الترمذي.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(5520)
الحديث الخامس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمَير قال: حدّثنا عبد الملك عن أبي عبد الرحيم الكِندي عن زاذان أبي عمر قال:
سمعْتُ عليًا في الرَّحْبة وهو يَنْشُدُ النّاسَ: مَن شَهِد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ غدير خُمّ وهو يقول ما قال؟ قال: فقام ثلاثةَ عشرَ رجلًا فشَهِدوا أنّهم سَمعوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "مَنْ كُنْتُ مولاه فعليٌّ مولاه"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني عُبيد اللَّه بن عمر القواريريّ، حدّثنا يونس بن أرقم، حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
شَهِدتُ عليًّا في الرّحبة يَنْشُدُ النّاسَ: أَنْشُدُ اللَّهَ، مَن سَمع رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ يوم غدير خُمّ:"مَن كُنْتُ مولاه فعليٌّ مولاه" لما قام فشَهِدَ. قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريًّا كأني أنظر إلى أحدهم، فقالوا: نشهدُ أنا سَمِعْنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول يومَ غدير خُمّ: "ألَسْتُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي أمّهاتُهم؟ " فقلْنا: بلى يا رسول اللَّه. قال: "فَمَنْ كُنْتُ مولاه فعليٌّ مولاه. اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه"(3).
(5521)
الحديث السادس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا الأعمش عن عديّ بن ثابت عن زِرّ بن حُبَيش قال: قال عليّ:
(1) المسند 2/ 70، 253 (640، 938)، ومسلم 4/ 1886 (2430) ومن طريق هشام في البخاري 6/ 470 (3432).
والضمير في "نسائها" عائد إلى الأرض. والمعنى أن كلّ واحد منهما خير نساء الأرض في زمانها.
(2)
المسند 2/ 71 (641). وقد ضعّف إسناده لجهالة أبي عبد الرحيم، فقد أورد في التعجيل 500 ولم يكتب أمامه شيئًا. قال الهيثمي 9/ 110: فيه من لم أعرفهم. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة 2/ 912 (1406) من طريق عبد الملك بن أبي سلمان به.
(3)
المسند 2/ 268 (961). وإسناده ضعيف كسابقه، لضعف يزيد، والخلاف في يونس. وأخرجه أبو يعلى 1/ 428 (567)، ونسبه الهيثمي لأبي يعلى وعبد اللَّه بن أحمد، وقال: رجاله وُثّقوا - المجمع 5/ 108.
ونقل محقّقو المسند 2/ 71، 262 أقوال العلماء في تصحيح متن، "من كنت مولاه فعليٌّ مولاه" وينظر الأحاديث في هذا الباب في السنة 2/ 903 - 914 (1388 - 1410)، والمجمع 9/ 106 - 112.
واللَّه إنّه لَمِمّا عَهِدَ إليَّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنّه لا يُبْغِضُني إلّا منافق، ولا يُحِبُّني إلّا مؤمن.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5522)
الحديث السابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط بن محمد حدّثنا نُعيم بن حكيم المدائني عن أبي مريم عن عليّ قال:
انطلقْتُ أنا والنبيّ صلى الله عليه وسلم حتى أَتَينا الكعبة، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اجلس" وصَعِدَ على مَنْكِبَيّ، فذهبتُ لأنهضَ به، فرأى مني ضَعفًا، فنزل وجلس لي نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال:"اصعَدْ على مَنْكِبَيّ" فَصعِدتُ على مَنْكِبَيه. قال: فنهض بي. قال: قال: فإنّه يُخَيّلُ إليّ أنّي لو شئتُ لَنِلْتُ أُفق السماء، حتى صَعِدْتُ على البيت وعليه تمثالُ صُفْرٍ أو نحاس، فجعلْتُ أُزاوِلُه عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، حتى إذا استمكنْتُ منه قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اقذِفْ به" فَقَذَفْتُ به، فتكسَّر كما تَتكسَّرُ القوارير، ثم نزلْت فانطلقْتُ أنا ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نَسْتَبِقُ حتى توارَينا بالبيوت خشيةَ أن يلقانا أحدٌ من النّاس (2).
(5523)
الحديث الثامن والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا فُضيل بن دُكَين قال: حدّثنا ياسين العِجليّ عن إبراهيم بن محمد بن الحنفيّة عن أبيه عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المهديُّ منّا أهلَ البيت، يُصْلِحُه اللَّه في ليلة"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا فِطْر عن القاسم بن أبي بَزَّة عن أبي الطُّفَيل قال: سمعْتُ عليًّا يقول:
(1) المسند 2/ 71 (642). ومن طريق الأعمش أخرجه مسلم 1/ 86 (78) وعبد اللَّه بن نمير من رجال الشيخين. وينظر تعليق محققي المسند على الحديث.
(2)
المسند 2/ 73 (644) ومن طريق نعيم في أبي يعلى 1/ 251 (292)، ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 6/ 26. وأخرجه الحاكم من طريق نعيم 2/ 366، 367، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: إسناده نظيف، والمتن منكر.
(3)
المسند 2/ 74 (645). ومن طريق ياسين في ابن ماجة 2/ 1367 (4085)، وأبي يعلى 1/ 359 (465). قال البوصيري: قال البخاري في التاريخ (1/ 317): في إسناده نظر. وذكره ابن حبّان في الثقات. ونقل قول البخاري ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 856، 861 (1432). وحسّن الألباني إسناد الحديث، وجعله في الأحاديث الصحيحة، بالمتابعة - الصحيحة 5/ 486 (2371).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو لم يَبْقَ من الدّنيا إلا يومٌ لبعثَ اللَّهُ رجلًا منّا يملؤُها عدلًا كما مُلِئت جَورًا"(1).
(5524)
الحديث التاسع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا هاشم بن البَريد عن حُسين بن ميمون عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه قاضي الرَّيّ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعْتُ أميرَ المؤمنين عليًّا يقول:
اجتمعْتُ أنا وفاطمة والعبّاس وزيد بن حارثة عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال العبّاس: يا رسول اللَّه، كَبِرَ سنّي، ورقّ عظمي، وكثُرَت مُؤْنَتي، فإن رأيتَ يا رسول اللَّه أن تأمرَ لي بكذا وكذا وَسْقًا من طعام فافعلْ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نفعل". فقالت فاطمة: يا رسول اللَّه إن رأيتَ أن تأمرَ لي كما أمرْتَ لعمّك فافعلْ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نفعلُ ذاك" ثم قال زيد بن حارثة: يا رسول اللَّه، كنتَ أعطيْتَني أرضًا كانت معيشتي منها ثم قَبَضْتَها، فإن رأيتَ أن تردَّها عليّ فافعلْ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نفعلُ ذلك". قال: فقلْتُ أنا: يا رسول اللَّه، إن رأيتَ أن تُوَلِّيَني هذا الحقَّ الذي جعلَه اللَّه لنا في كتابه من هذا الخُمُس فأقْسِمُه في حياتك كي لا يُنازِعَنيه أحدٌ بعدك. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نفعل ذلك". فولّانيه، فقسَمْتُه في حياته، ثم ولّانيه أبو بكر فقَسَمْتُه في حياته، ثم ولّانيه عمر فقسمْتُه في حياته، حتى كانت آخر سنة من سِني عمرَ فإنّه أتاه مال كثير (2).
(5525)
الحديث السبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا شُرَحْبيل بن مُدْرِك عن عبد اللَّه بن نُجَيّ عن أبيه:
أنّه سار مع عليّ وكان صاحب مِطْهَرته، فلمّا حاذى نِينَوَى وهو منطلقٌ إلى صفّين، فنادى عليّ: اصْبِرْ أبا عبد اللَّه، اصبرْ أبا عبد اللَّه، بشطّ الفرات. قلت: وماذا؟ قال:
(1) المسند 2/ 163 (773). ورجاله ثقات. والحديث أخرجه أبو داود 4/ 107 (4283) من طريق فطر، وصحّحه الألباني. وينظر كلامه في أحاديث الباب - الصحيحة 4/ 38 (1529).
(2)
المسند 2/ 75 (646)، وأبو يعلى 1/ 299 (364). ومن طريق هاشم في سنن أبي داود 3/ 147 (2984). وعندهما زيادة على هذا. قال البخاري في التاريخ الكبير 2/ 381 في ترجمة الحسين بن ميمون، بعد أن ذكر الحديث: لا يُتابع عليه. وقد ضعّف الألباني والمحققون إسناد الحديث. وصحّح الحاكم 2/ 128 من طريق مطرِّف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ: ولّاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خمس الخمس، فوضعته مواضِعَه حياة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ووافقه الذهبي.
دخلْتُ على النبيّ صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ وعيناه تَفيضان، قلت: يا نبيّ اللَّه، أَغْضَبَكَ أحدٌ؟ ما شأنُ عينَيك تَفيضان؟ قال:"بلى، قام من عندي جبريل عليه السلام قبلُ، فحدّثني أن الحسين يُقْتَل بشَطّ الفُرات". قال: فقال: "هل لك إلى أن أُشِمَّك تُربته؟ قلت: نعم، فمدّ يدَه فقبضَ قبضةً من ترابٍ فأعطانيها، فلم أملك عينيَّ أن فاضَتا"(1).
(5526)
الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: يونس ابن أبي إسحق أخبرَني عن أبي إسحق عن أبي جُحَيفة عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَن أذنب في الدُّنيا ذنبًا فعوقب به، فاللَّه أعدلُ من أن يُثَنِّيَ عقوبته على عبده. ومن أذنبَ ذنبًا فستَرَ اللَّه عليه وعفا عنه، فاللَّه أكرمُ من أن يعودَ في شيء قد عفا عنه"(2).
(5527)
الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان وإسرائيل (3) عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة قال:
سألْنا عليًّا عن تطوّعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالنّهار. فقال: إنّكم لا تُطيقونه. قُلْنا: أخبرْنا به نأخذُ منه ما أطقْنا. قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلّى الفجر أمهلَ حتى إذا كانت الشمس من هاهنا -يعني من قِبَلِ المشرق- مقدارُها من صلاة العصر من هاهنا، من قِبَلِ المغرب -قام فصلّى ركعتين، ثم يُمْهِلُ حتى إذا كانت الشمسُ من هاهنا -يعني من قِبَلَ المشرق- مقدارُها من صلاةَ الظهر من هاهنا، يعني من قِبَلِ المغرب، قام فصلّى أربعًا، وأربعًا قبل الظهر إذا زالت الشمسُ، وركعتين بعدها، وأربعًا قبل العصر، يفصلُ بين كلّ ركعتين بالتسليم على الملائكة المقرّبين، والنبيّين ومن تَبِعَهم من المؤمنين والمسلمين. وقال
(1) المسند 2/ 77 (648)، وأبو يعلى 1/ 298 (363) قال الهيثمي - المجمع 9/ 190: رجاله ثقات. وضعّف محقّقو المسند إسناده.
(2)
المسند 2/ 165 (775)، وابن ماجة 2/ 868 (2604) والترمذي 5/ 17 (2626) وقال: حسن غريب صحيح، وهو قول أهل العلم. . . وصحّح الحاكم إسناد الحديث على شرط الشيخين 2/ 445، ووافقه الذهبي. مع أن يونس لم يرو له البخاري في الصحيح، وهو صدوق يهم قليلًا. وحسّن محقّقو المسند إسناد الحديث. أما الألباني فضعّفه.
(3)
في المسند: وأبي. أي يرويه وكيع أيضًا عن أبيه الجرّاح.
عليّ: تلك ستّ عشرةَ ركعةً تطوّعُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالنّهار، وقلّ من يداوم عليها (1).
(5528)
الحديث الثالث والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع حدّثنا عبد الملك بن مسلم الحنفي عن أبيه عن عليّ قال:
جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنّا نكون بالبادية فيخرج من أحدنا الرُّوَيحة؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ اللَّه لا يستحيي من الحقّ، إذا فعلَ أحدُكم فليتوضّأْ. ولا تأتوا النساء في أعجازهنّ" وقال مرّة: "في أدبارهنّ"(2).
(5529)
الحديث الرابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى الطَّبّاع قال: حدّثني يحيى بن سُليم عن عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم عن عُبيد اللَّه بن عياض بن عمرو القاريّ قال:
جاء عبد اللَّه بن شدّاد فدخل على عائشة ونحن عندها جلوس مَرْجِعَه من العراق لياليَ قُتِلَ عليّ، فقالت له: يا عبد اللَّه بن شدّاد، هل أنت صادقي عمّا أسألك عنه؟ تُحدِّثني عن هؤلاء القوم الذي قتلهم عليٌّ. قال: ومالي لا أَصْدُقُكِ، قالت: فحدِّثْني عن قصّتهم، قال:
(1) المسند 2/ 79 (650). وقد نقل في آخره عن وكيع عن أبيه قال: قال حبيب بن أبي ثابت لأبي إسحق حين حدّثه: يَسْوي حديثك هذا ملء مسجدك ذهبًا. والحديث عن ابن ماجة عن وكيع عن أبيه وسفيان وإسرائيل 1/ 367 (1161)، وأخرجه أبو يعلى عن وكيع عن سفيان وحده 1/ 458 (622). وهو من طريق أبي إسحق في الترمذي 2/ 493، 494 (598، 599) وحسّنه الترمذي، ونقل عن إسحق بن إبراهيم أنّه أحسن شيء روي في تطوّع النبيّ صلى الله عليه وسلم في النهار، ثم نقل تضعيف ابن المبارك للحديث، وذكر أن ذلك لأنه لا يروى عن علي إلا من طريق عاصم بن ضمرة، وأن عاصمًا ثقة عند بعض أهل العلم. وصحّح الشيخ أحمد شاكر الحديث. وصحّحه الألباني الصحيحة 1/ 474 (237).
(2)
المسند 2/ 82 (655). وقد أجمع العلماء على أن هذا الحديث لعليّ بن طلق الحنفي، وإيراده في مسند علي بن أبي طالب غير صحيح. وضعّفوا إسناده. قال ابن حجر في الأطراف 4/ 474 (6400): الذي يتبادر إلى ذهني أن عليًّا هذا هو ابن طلق. . . وهو من طريق عيسى بن حطّان ووكيع عن عبد الملك بن مسلم بن سلام في الترمذي 3/ 468، 469 (1164، 1165) وذكر أنّه عليّ بن طلق، وأن حديثه حسن. ونقل عن البخاري أنّه لا يعرف لعلي بن طلق غير هذا الحديث، وهو في أبي داود 1/ 53 (205) وصحيح ابن حبّان 6/ 8 (2237) كلاهما من طريق مسلم بن سلام عن علي بن طلق. وينظر (5455).
فإنّ عليًّا لما كاتب معاوية وحكَّمَ الحَكَمين خرج عليه ثمانية آلاف من قُرّاء النّاس، فنزلوا بأرض يُقال لها حَرُوراء من جانب الكوفة، وإنّهم عَتبوا عليه فقالوا: انْسلخْتَ من قميص ألبَسَكَه اللَّهُ، واسم سمّاك اللَّه به، ثم انطلقْتَ فحكَّمْتَ في دين اللَّه، ولا حُكمَ إلا للَّه. فلمّا أن بلغَ عليًّا ما عَتِبوا عليه وفارقوه عليه أمرَ مؤذّنًا فأذّن: أن لا يدخلَ على أمير المؤمنين رجل، إلّا رجل قد حملَ القرآن، فلما أن امتلأَتِ الدارُ من قرّاء النّاس، دعا بمصحف إمامٍ عظيمٍ فوضعَه بين يديه، فجعل يَصُكُّه بيده ويقول: أيُّها المُصحف، حدِّثِ النّاس. فناداه النّاس فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما تسأل عنه إنما هو مِداد في ورق، ونحن نتكلّم بما رُوِينا (1) منه، فما تريد؟ قال: أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا، بيني وبينهم كتابُ اللَّه. يقول اللَّه في كتابه في امرأة ورجل:{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35] وأُمَّةُ محمّد أعظمُ دمًا وحُرمةً من امرأة ورجل.
ونقَموا عليَّ أن كاتَبْتُ معاوية، كتبَ عليُّ بن أبي طالب، وقد جاءَنا سُهيل بن عمرو ونحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالحُدَيبيَةِ حين صالح قومَه قريشًا، فكتب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:(بسم اللَّه الرحمن الرحيم) فقال سُهيل: لا أكتب (بسم اللَّه الرحمن الرحيم) فقال: "كيف نكتب؟ " فقال: اكتب باسمك اللهمّ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فاكْتُبْ: محمّد رسول اللَّه" فقال: لو أعلمُ أنّك رسولُ اللَّه لم أُخالِفْك. فكتب: هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد اللَّه قريشًا. يقول اللَّه في كتابه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21].
فبعث إليهم عليٌّ عبدَ اللَّه بن عبّاس، فخرَجْتُ معه، حتى إذا توسَّطْنا عَسْكَرَهم قام ابن الكَوّاء يخطُبُ النّاس، فقال: يا حملة القرآن، إنّ هذا عبد اللَّه بن عبّاس، فمن لم يكن يعرفه فأنا أُعَرِّفُه من كتاب اللَّه ما يَعْرِفه به. هذا ممّن نزل فيه وفي قومه:{قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] فرُدُّوه إلى صاحبه ولا تُواضعوه كتاب اللَّه. فقام خطباؤهم فقالوا: واللَّه لنُواضِعَنّه كتابَ اللَّه، فإن جاء بحقٍّ نعرفُه لنتَّبِعَنَّه، وإن جاء بباطل لنُبَكِّتَنّه بباطله. فواضعوا عبد اللَّه الكتاب ثلاثة أيّام، فرجع منهم أربعة آلاف كلّهم تائب، فيهم ابنُ الكوّاء، حتى أدخلَهم على عليّ الكوفة.
(1) في أبي يعلى والحاكم والمجمع "رأينا".
فبعث عليُّ إلى بقيّتهم فقال: قد كان من أمرنا وأمر النّاس ما قد رأيْتُم، فقِفوا حيثُ شئْتمُ حتى تجتمعَ أُمَّةُ محمّد، بينَنا وبينكم أن لا تسفكوا دمًا حرامًا، أو تقطعوا سبيلًا، أو تظلموا ذِمّةً، فإنكم إنّ فَعَلْتُم فقد نَبَذْنا إليكم الحربَ على سواء، إنّ اللَّه لا يُحِبُّ الخائنين.
فقالت له عائشة: يا ابنَ شدَاد، فقد قتلهم؟ فقال: واللَّه ما بعثَ إليهم حتى قطعوا السبيل، وسفكوا الدم، واستحلُّوا [أهل] الذِّمَّة. قالت: آللَّه؟ [قال: آللَّه] الذي لا إله إلا هو، لقد كان.
قالت: فما شيءٌ بلَغَني عن أهل العراق يتحدّثونه؟ يقولون: ذو الثُّدَيّ، ذو الثُّدَيّ. قال: قد رأيْتُه وقمتُ مع عليّ عليه في القتلى، فدعا النّاس فقال: أتعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول: قد رأيتُه في مسجد بني فلان يصلّي، ورأيتُه في مسجد بني فلان يُصلّي، ولم يأتوا فيه بثَبَتٍ يُعْرَف إلا ذلك. فقالت: فما قول عليّ حين قام عليه كما يزعُمُ أهلُ العراق؟ قال: سمعْتُه يقول: صدقَ اللَّه ورسوله. قالت: هل سَمِعْتَ منه أنّه قال غيرَ ذلك؟ قال: اللهمّ لا. قالت: أجل، صدق اللَّهُ ورسوله، يرحمُ اللَّه عليًّا، إنه كان من كلامه لا يرى شيئًا يُعْجِبُه إلا قال: صدق اللَّه ورسوله. فيَذهبُ أهل العراق يكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث (1).
(5530)
الحديث الخامس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان، وعبد الرحمن عن سفيان عن حبيب عن أبي وائل عن أبي الهَيّاج الأسديّ قال:
قال لي عليّ: أبعثُك على ما بعثَني عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أن لا تَدَعَ تِمثالًا إلّا طَمَسْتَه، ولا قبرًا مُشْرِفًا إلّا سَوَّيْتَه.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1) المسند 2/ 84 (656). ومن طريق يحيى بن سليم في مسند أبي يعلى 1/ 367 (474)، وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 2/ 152. وقال ابن كثير في البداية 7/ 292: تفرّد به أحمد، وإسناده صحيح. ونسبه الهيثمي 6/ 238 لأبي يعلى، ووثّق رجاله. وحسّن محقّقو المسند إسناده.
(2)
المسند 2/ 141، 317 (741، 1064)، ومسلم 2/ 666 (969).
(5531)
الحديث السادس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا قيس عن الأشعث بن سَوّار عن عديّ بن ثابت عن أبي ظَبيان عن علي قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عليُّ، إنْ أنت وَلِيتَ الأمرَ بعدي فأَخْرِج أهلَ نجران من جزيرة العرب"(1).
(5532)
الحديث السابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا خالد عن مطَرِّف عن أبي إسحق عن الحارث عن عليّ:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى أن يرفعَ الرجلُ صوتَه بالقراءة قبلَ العشاء وبعدها، يُغَلِّطُ أصحابَه وهم يُصَلّون (2).
(5533)
الحديث الثامن والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف حدّثنا خالد عن عاصم بن كُلَيب عن أبي بُردة بن أبي موسى أن عليًّا قال:
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "سَلِ اللَّه تعالى الهُدى والسَّداد، واذكر بالهدى هدايَتَك الطريقَ، واذكر بالسّداد تسديدَك السهمَ".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5534)
الحديث التاسع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن الصّباح، قال عبد اللَّه: وسمعته أنا من محمد بن الصّبّاح قال: حدّثنا إسماعيل بن زكريا عن كثير النّوّاء عن عبد اللَّه بن مُلَيل قال: سمعت عليًّا يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس من نبيٍّ كان قبلي إلّا قد أُعْطِي سبعةَ نُقَباءَ وزراءَ نُجباءَ، وإنّي أُعطيتُ أربعةَ عشر وزيرًا نقيبًا نجيبًا: سبعة من قريش، وسبعة من المهاجرين"(4).
(1) المسند 2/ 89 (661). قال الهيثمي 5/ 188: رواه أحمد، وفيه قيس، غير منسوب، والظاهر أنّه قيس بن الربيع، وهو ضعيف، وقد وثّقه شعبة والثّوريّ، وبقيّة رجاله ثقات. وقال محقّقو المسند: إسناده ضعيف جدًّا. قيس بن الربيع تغيّر بأخرة. وأشعث بن سوّار ضعيف.
(2)
المسند 2/ 90 (663). ومن طريق خالد الطحّان في مسند أبي يعلى 1/ 384 (497) وفي إسناده الحارث الأعور، وهو ضعيف - المجمع 2/ 268.
(3)
المسند 2/ 91 (664). ومن طريق عاصم في مسلم 4/ 2090 (2725). وخالد الطحّان من رجال الشيخين. وخلف بن الوليد شيخ أحمد، من رجال التعجيل، وثّقه ابن معين وأبو زرعة وابن أبي حاتم.
(4)
المسند 2/ 91 (665).
وفي رواية: أنّه عُدّ منهم: حمزة وجعفر وعليّ وحسن وحسين وأبو بكر وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمّار وبلال (1).
(5535)
الحديث الثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه بن الزُّبير، حدّثنا أبان - يعني ابن عبد اللَّه قال: حدّثني عمرو بن غُزِّيّ قال: حدّثني عمّي عِلباء عن عليّ قال:
مرّت إبلُ الصدقة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأهوى بيده إلى وَبَرةٍ من جنب بعير فقال:"ما أنا بأحقّ بهذه الوَبَرة من رجل من المسلمين"(2).
(5536)
الحديث الحادي والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا الحارث بن يزيد عن عبد اللَّه بن زُرير الغافقي عن عليّ ابن أبي طالب قال:
بينما نحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نصلّي، إذ انصرف ونحن قيام، ثم أقبل ورأسُه يقطر، فصلّى لنا الصلاة ثم قال:"إني ذكرْتُ أنّي كنتُ جُنُبًا حِين قمتُ إلى الصلاة لم أغتسلْ، فمن وجد منكم في بطنه رِزًّا (3) أو كان على مثل ما كنتُ عليه، فلينصرف، حتى يَفْزغَ من حاجته أو غسله، ثم يعود إلى صلاته"(4).
(1) وهذه في المسند 2/ 414 (1263) من طريق فطر بن خليفة عن كثير. وأكمل العدّة في المجمع بذكر أبي ذرٍّ وابن مسعود. وأخرج ابن أبي عاصم الحديث في السنة 2/ 944 (1458) من طريق فطر، واقتصر على ذكر حمزة وأبي بكر وعمر وعليّ. وذكر الحديث الهيثمي في المجمع 9/ 159، وأعلّه بكثير، وأنّه مختلف فيه. وإسناد هذا الحديث ضعيف، فإسماعيل بن زكريا، قال عنه ابن حجر في التقريب 1/ 51: صدوق يخطىء قليلًا. وجعله ابن الجوزي في الضعفاء 1/ 112. وكثير النوّاء ضعيف مُتشيِّع - التقريب 2/ 491، والضعفاء 3/ 22. وفطر أيضًا اتّهم بالضعف والتشيّع. التقريب 2/ 478، والضعفاء 3/ 10. أما عبد اللَّه بن مليل، فمن رجال التعجيل 237، وثّقه ابن حبّان. فإسناد الطريقين ضعيف.
(3)
المسند 2/ 92 (667). ومن طريق أبان في مسند أبي يعلى 1/ 358 (463). قال الهيثمي 3/ 87 بعد أن نسبه لأبي يعلى وحده: وفيه عمرو بن غزّيّ، ولم يروه عنه غير أبان، وبقيّة رجاله ثقات. وقال 5/ 34، رواه أحمد وفيه عمرو بن غزّيّ، ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات. وضعّف محقّقو المسندين إسناده، وحسّنوه بذكر بعض شواهده.
(4)
الرِّزّ: القرقرة في البطن عند لزوم قضاء الحاجة.
(5)
المسند 2/ 93 (668). قال الهيثمي 3/ 71. بعد أن ذكر من رواه: ومدار طرقه على ابن لهيعة، وفيه كلام.
(5537)
الحديث الثاني والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الحارث عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "للمسلم على المسلم من المعروف ستّ: يُسَلِّمُ عليه إذا لَقيه، ويُشَمِّتُه إذا عطس، ويعوده إذا مَرِض، ويُجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا تُوُفِّي، ويُحِبُّ له ما يُحِبُّ لنفسه، وينصَحُ له بالغَيب"(1).
(5538)
الحديث الثالث والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد حدّثنا إسرائيل حدّثنا أبو إسحق عن الحارث عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتى يُلْتَمَسَ رجلٌ من أصحابي كما تُلْتَمَسُ أو تُبتغى الضّالّةُ، فلا يوجَد"(2).
(5539)
الحديث الرابع والثمانون: وبه عن أبي إسحق عن حارثة بن مُضَرِّب عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "من استطَعْتُم أن تأسِروا من بني عبد المطّلب، فإنّهم خرجوا كَرهًا"(3).
(5540)
الحديث الخامس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} يقول: شُكْرَكم {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82] يقولون: مُطِرْنا بنَوء كذا وكذا، بنجم كذا وكذا.
وقد رُوي موقوفًا (4).
(1) المسند 3/ 95 (673) وإسناده ضعيف لضعف الحارث. ولكن له شواهد كثيرة. وقد أخرجه من طريق أبي إسحق ابن ماجة 1/ 461 (1433)، والترمذي 5/ 75 (2736)، وأبو يعلى 1/ 342 (435). وذكر الترمذي أحاديث الباب، وأنه روي عن غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وقد تكلّم بعضهم في الحارث الأعور.
(2)
المسند 2/ 96 (675) قال الهيثمي - المجمع 10/ 21: وفيه الحارث الأعور، وقد وثّق على ضعفه. وضعّف المحقّقون إسناده.
(3)
المسند 2/ 96 (676). ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 6/ 88. وصحّح المحقّقون إسناده.
(4)
المسند 2/ 210 (849)، والترمذي 5/ 274 (3295). قال الترمذي: حسن غريب صحيح، لا نعرفه مرفوعًا إلّا من حديث إسراشيل. ورواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السلمي على نحوه، ولم يرفعه. وقد ضعّف الألباني والمحقّقون إسناده، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وينظر المسند 2/ 97.
(5541)
الحديث السادس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه ابن الزُّبير وأسود بن عامر قالا: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الحارث عن عليّ قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بتسع (1) من المفصّل. قال أسود: يقرأ في الركعة الأُولى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} و {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} وفي الركعة الثانية: {وَالْعَصْرِ} و {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وفي الركعة الثالثة: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (2).
(5542)
الحديث السابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا زائدة عن السُّدِّيّ عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَميّ قال:
خطب عليٌّ فقال: يا أيّها النّاس، أقيموا على أرقّائكم الحدودَ، من أحصنَ ومن لم يُحْصِن، فإن أمَةً لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم زَنَت، فأمَرَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أُقيمَ عليها الحدَّ، فأتيتُها فإذا هي حديث عَهد بنِفاس، فخشيتُ إنّ أنا جَلَدْتُها أن تموتَ، فأتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكرْتُ ذلك له، فقال:"أحسنْتَ"(3).
انفرد بإخراجه مسلم، وزاد فيه:"اتْرُكْها حتى تماثل"(4).
(5543)
الحديث الثامن والثمانون: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة عن عاصم عن زِرّ قال:
استأذنَ ابن جُرموز على عليّ وأنا عنده، فقال عليّ: بَشِّرْ قاتِلَ ابنِ صفيّةَ بالنّار.
ثم قال عليّ: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لكلّ نبيٍّ حواريّ، وحواريَّ الزُّبَير".
قال أحمد: سمعتُ سفيان يقول: الحواريّ: النّاصر (5).
(1) كتب خطأ في الأصل "بسبع".
(2)
المسند 4/ 97 (678). وإسناده ضعيف لضعف الحارث. ومن طريق إسرائيل في أبي يعلى 1/ 356 (460)، والترمذي 2/ 323 (460)، ولم يذكر السور وذكر أحاديث الباب.
(3)
المسند 2/ 450 (1341)، ومسند سليمان بن داود، أبي داود الطيالسي 18 (112).
(4)
مسلم 3/ 1330 (1705) من طريق سليمان.
(5)
المسند 2/ 99 (681)، والترمذي 5/ 604 (3744) قال: هذا حديث حسن صحجح.
وقد صحّ الحديث عند الشيخين عن جابر - الجمع 2/ 341 (1550).
وصفيّة هي بنت عبد المطلب، عمّة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أم الزُّبير.
(5544)
الحديث التاسع والثمانون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمد بن يحيى قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا حسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضَمرة عن عليّ:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن كلِّ ذي نابٍ من السّبُع، وكلِّ ذي مِخْلَب من الطّير، وعن ثمن المَيتة، وعن لحم الحُمُر الأهليّة، وعن مهر البَغِيّ، وعن عَسْب الفَحْل، وعن المياثر الأُرْجُوان (1).
عَسْب الفحل: أُجرة ضِرابه.
والمياثر إنّما نهى عنها لأنها حرير.
والأُرْجُوان: الشديد الحُمرة.
(5545)
الحديث التسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: أخبرنا المسعودي عن عثمان بن عبد اللَّه بن هُرْمُز عن نافع بن جُبَير بن مُطْعم عن عليّ قال:
كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل ولا بالقصير، ضَخمَ الرأس واللِّحية، شَثْنَ الكَفَّين والقدمين، مُشْرَبٌ وَجهُه حمرةً، طويلَ المَسْرُبة، ضخْمَ الكراديس، إذا مشى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كأنما يَنْحَطُّ من صَبَب، لم أر قبله ولا بعده مثلَه. صلى الله عليه وسلم (2).
الكراديس: رؤوس العظام.
والصَّبَب: المُنْحَدَر (3).
(5546)
الحديث الحادي والتسعون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو إبراهيم التّرْجُماني، حدّثنا الفرج - يعني ابن فَضالة عن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان عن أُمّه فاطمة بنت حسين عن حُسين عن أبيه:
(1) المسند 2/ 409 (1254)، وأبو يعلى 1/ 295 (357) من طريق عبد الصمد. وقد أجمع العلماء على ضعف إسناد الحديث لتدليس حسن بن ذكوان، فهو لم يرو الحديث عن حبيب، بل عن عمرو بن خالد عن حبيب، وعمرو متروك. ينظر الكامل 5/ 125، وتعليق الشيخ أحمد شاكر ومحقّقي المسندين. وله شواهد ذكرها محقّقو المسند.
(2)
المسند 2/ 143 (746)، والترمذي 5/ 558 (3637) عن أبي نعيم وكيع عن المسعودي. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصحّحه الألباني.
(3)
والشنن: الغليظ. والمسربة. ما رقّ من شعر الصدر. وتكفّأ: مال إلى الأمام.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُديموا النَّظَر إلى المُجَذِّمين، وإذا كلَّمْتُموهم فليكن بينكم وبينَهم قيدُ رُمح"(1).
(5547)
الحديث الثاني والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيّوب عن مجاهد قال: قال عليّ:
جُعْتُ مرّةً بالمدينة جوعًا شديدًا، فخرجتُ أطلبُ العمل في عوالي المدينة، فإذا أنا بامرأة قد جَمَعَت مَدَرًا (2)، فظَنَنْتُها تريدُ بَلَّهُ، فأتيتُها فقاطَعْتُها كلّ ذَنوبٍ على تمرة، فَمَدَدْتُ ستّة عشر ذَنوبًا حتى مَجَلَت (3) يداي، ثم أتيتُ الماء فأصبْتُ منه، ثم أتيتُها فقلتُ بكفَّيَّ هكذا بين يدَيها - وبسط إسماعيل يدَيه وجمعهما، فعدَّت لي ستَّ عشرةَ تمرة، فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرْتُه، فأكل معي منها (4).
(5548)
الحديث الثالث والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا إسرائيل عن جابر عن محمد بن عليّ عن أبيه عن عليّ قال:
جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني نَذَرْتُ أن أنحرَ ناقتي وكيتَ وكيتَ. قال: "أما ناقتُك فانْحَرْها، وأمّا كيتَ وكيتَ فمن الشيطان"(5).
(5549)
الحديث الرابع والتسعون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني سُريج ابن يونس قال. حدّثنا أبو حفص الأبّار عن الحكم بن عبد الملك عن الحارث بن حَصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن عليّ قال:
قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "فيك مَثَلٌ من عيسى، أبْغَضَتْه يهودُ حتى بَهَتوا أمَّه، وأحبَّتْه النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها".
(1) المسند 2/ 20 (581). وضعّف الشيخ أحمد شاكر إسناده ومحقّقو المسند. قال الهيثمي في المجمع 5/ 103: وفيه الفرج بن فضالة، وثّقه أحمد وغيره، وضعّفه النسائي وغيره. وبقيّة رجاله ثقات إن لم يكن سقط من الإسناد أحد. ثم ذكر روايات أُخر للحديث.
(2)
المَدَر: الطين.
(3)
مجلت اليد: ورمت وظهر فيها أثر العمل.
(4)
المسند 2/ 351 (1135)، ورجاله ثقات، إلّا أن مجاهدًا لم يسمع من عليّ، فإسناده منقطع.
(5)
المسند 2/ 102 (688). قال الهيثمي 4/ 191: وفيه جابر الجُعفي، وهو ضعيف، وقد وثّقه شعبة والثوري. وضعّف المحقّقون إسناده لضعف جابر، ولأن علي بن الحسين لم يدرك جدّه عليًّا.
ثم قال: يَهْلِكُ فيَّ رجلان: مُحِبٌّ مفْرِطٌ يُقَرِّظُني بما ليس فيَّ، ومُبْغِضٌ يَحْمِله شَنَآني على أن يَبْهَتَني (1).
الحكم ضعيف جدًّا (2).
(5550)
الحديث الخامس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النّضر هاشم ابن القاسم قال: حدّثنا أبو سلّام عبد الملك بن مُسلم الحنفي عن عمران بن ظَبيان عن حُكيم بن سعد أبي تِحْيَى عن عليّ قال:
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم: إذا أراد سفرًا قال: "اللهمّ بكَ أصولُ، وبك أحولُ، وبك أسير"(3).
(5551)
الحديث السادس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان وشعبة وإسرائيل عن أبي إسحق عن هُبيرة عن عليّ قال:
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يُوقِظُ أهلَه في العَشر الأواخر من رمضان (4).
(5552)
الحديث السابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر هاشم وأبو داود قالا: حدّثنا ورقاء عن عبد الأعلى الثَّعلبي عن أبي جميلة عن عليّ قال:
احتجم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأمَرَني أن أُعْطِيَ الحجّامَ أجره (5).
(1) المسند 2/ 468 (1376)، ومن طريق أبي حفص الأبّار، عمر بن عبد الرحمن، في أبي يعلى 1/ 406 (534). وأخرج صدره ابن أبي عاصم في السنة 2/ 686 (1038) من طريق الحكم. ومن طريق الحكم أخرجه بتمامه الحاكم 3/ 123، وقال: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي: الحكم وهّاه ابن معين. وذكر الهيثمي في المجمع 9/ 136 أن في إسناده الحكم بن عبد الملك، وهو ضعيف. ولهذا ضعّف المحقّقون إسناده.
(2)
ينظر الجرح والتعديل 3/ 122، والضعفاء والمتروكون 1/ 134، والتقريب 1/ 228.
(3)
المسند 2/ 104 (691). قال الهيثمي 10/ 133 رجاله ثقات. وضعّف محقّقو المسند إسناده لضعف عمران ابن ظَبيان.
وأحول: أتحرّك.
(4)
المسند 2/ 156 (762)، وأبو يعلى 1/ 243 (282) وأخرجه الترمذي 3/ 161 (795) من طريق وكيع عن سفيان عن أبي إسحق به. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وصحّحه الألباني والمحقّقون.
وقد أخرج الشيخان الحديث عن عائشة - الجمع 4/ 168 (3297).
(5)
المسند 2/ 104 (692)، ومن طريق ورقاء في سنن ابن ماجة 2/ 731 (2163). قال البوصيري: في إسناد حديث عليّ عبد الأعلى بن عامر، قد تركه ابن مهدي والقطّان، وضعّفه أحمد وابن معين وغيرهما.
وعن ابن عبّاس عند الشيخين. أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجّام أجره. الجمع 2/ 27 (1009).
(5553)
الحديث الثامن والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بكر بن عيسى الرّاسبيّ قال: حدّثنا عمر بن الفضل عن نُعيم بن يزيد عن عليّ بن أبي طالب قال:
أمرَني النبيّ صلى الله عليه وسلم أن آتِيَه بطَبَق يكتبُ ما لا تَضِلُّ أمّتُه من بعده. قال: فخشيتُ أن تفوتَني نَفْسُه. قال: قُلْتُ: إني أحفظُ وأعي. قال: "أُوصي بالصلاة والزّكاة وما مَلَكَت أيمانُكم"(1).
(5554)
الحديث التاسع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن ابن مهديّ عن سفيان عن أبي إسحق عن سعيد بن ذي حُدّان قال: حدّثني من سمع عليًّا يقول:
"الحرب خدعة" على لسان نبيّكم صلى الله عليه وسلم (2).
(5555)
الحديث المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج بن النُّعمان قال: حدّثنا أبو عَوانة عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عَفَوْتُ عن الخيل والرقيق، فهاتوا صدقة الرِّقَة: من كلّ أربعين درهمًا درهمًا. وليس في تسعين ومائة شيء، فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم"(3).
(5556)
الحديث الحادي بعد المائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا بُندار قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن عليّ قال:
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يُصَلّي قبل العصر أرج ركعات، يفصل بينهنّ بالتسليم على الملائكة المقرّبين ومن معهم من المسلمين والمؤمنين.
قال الترمذي: قال إسحق بن إبراهيم: يعني بالتسليم التشهّد (4).
(1) المسند 2/ 105 (693) وكتب على الحاشية نقلًا عن الذهبي: أن نعيم بن يزيد مجهول. ينظر الميزان 4/ 271. قال الهيثمي 3/ 66: رواه أحمد، وفيه نعيم بن يزيد، ولم يرو عنه غير عمر بن الفضل. ومن طريق عمر بن الفضل أخرجه البخاري في المفرد 84 (156)، وضعّفه الألباني والمحقّقون.
(2)
المسند 2/ 107 (697). وقبله: عن أبي إسحق عن سعيد عن علي، بإسقاط الواسطة المجهول. ومن طريق أبي إسحق عن سعيد عن علي في أبي يعلى 1/ 382 (494) وسعيد بن ذي حُدّان مجهول.
وقد صحّ الحديث عن جابر وأبي هريرة في الصحيحين: الجمع 2/ 347 (1563)، 3/ 196 (2437).
(3)
المسند 2/ 118 (711) وإسناده صحيح. ومن طريق أبي عوانة وغيره عن أبي إسحق في سنن أبي داود 2/ 101 (1574)، والنسائي 5/ 37، وابن ماجة 1/ 570 (1790)، والترمذي 3/ 16 (620). وصحّحه الألباني.
(4)
الترمذي 2/ 294 (429). وقال: حديث حسن. وحسّنه الألباني.
(5557)
الحديث الثاني بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن محمد بن عليّ عن عليّ:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُواصلُ من السَّحَر إلى السَّحَر (1).
(5558)
الحديث الثالث بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح حدّثنا أُسامة ابن زيد عن محمد بن كعب القُرَظيّ عن عبد اللَّه بن شدّاد بن الهاد عن عبد اللَّه بن جعفر عن عليّ بن أبي طالب قال:
علَّمَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا نزلَ بي كَرْبٌ أن أقولَ: "لا إله إلا اللَّه الحليمُ الكريم، سبحان اللَّه، وتبارك اللَّهُ ربُّ العرش العظيم، والحمدُ للَّه ربّ العالمين"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزُّبَيري. حدّثنا علي بن صالح عن أبي إسحق عن عمرو بن مُرّة عن عبد اللَّه بن سلِمة عن عليّ قال:
قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أُعَلِّمُك كلماتٍ إذا قُلْتَهنّ غُفِرَ لك - مع أنّه مغفورٌ لك: لا إلهَ إلّا اللَّه الحليمُ الكريم، لا إله إلّا اللَّه العليُّ العظيم، سبحان اللَّهِ ربِّ السموات السبع وربِّ العرش الكريم، الحمدُ للَّه ربِّ العالمين"(3).
(5559)
الحديث الرابع بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني عليّ ابن حَكيم الأوديّ قال: أخبرنا شَريك عن عثمان بن أبي زُرعة عن زيد بن وهب قال:
(1) المسند 2/ 378 (1195)، وإسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وينظر الفتح 4/ 204، 218.
(2)
المسند 2/ 109 (701). وأسامة بن زيد الليثي صدوق. وسائر رجاله ثقات. وصحّح إسناده أحمد شاكر. وأخرجه الحاكم 1/ 508، وصحّح إسناده على شرط مسلم، وقال: لم يخرجاه لاختلاف فيه على الناقلين، وهكذا أقام إسناده محمد بن عجلان عن محمد بن كعب. . . قال: وقد أخرج البخاري ومسلم هذا الحديث مختصرًا من حديث قتادة عن أبي العالية عن ابن عبّاس. ووافقه الذهبي.
(3)
المسند 1/ 119 (712). ورجاله رجال الصحيح عدا عبد اللَّه بن سلمة، روى له أصحاب السنن، وتغيّر حفظه. ومن طريق علي بن صالح أخرجه ابن عاصم في السنة 2/ 882 (1350)، وصحّحه ابن حبّان 15/ 371 (6928). وينظر تخريج محقّقي المصادر السابقة.
قَدِمَ على عليٍّ قومٌ من أهل البصرة من الخوارج، فيهم رجلٌ يقال له الجَعْد بن بَعْجة، قال له: اتِّقِ اللَّهَ يا عليّ، فإنّك ميّت. فقال عليّ: بل مقتول، ضَرْبةٌ على هذه تَخْضِبُ هذه -يعني لحيتة من رأسه- عهدٌ معهود، وقضاء مقضيّ، وقد خاب من افترى.
وعاتبَه في لباسه، فقال: ما لكم وللباسي، هو أبعد من الكِبر، وأجدرُ أن يَقْتَديَ بي المسلمُ (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا أبو بكر عن الأعمش عن سَلمة ابن كُهَيل عن عبد اللَّه بن سَبُع قال:
خطَبَنا عليٌّ فقال: والذي فَلَقَ الحَبّة، وبرأ النَّسَمة، لتُخْضَبَنَّ هذه من هذه. قال: قال النّاس: فأَعْلِمْنا من هو، لَنُبِيرَنّه أو لَنُبِيرَنّ عِتْرتَه (2). قال: أَنْشُدُكم اللَّه أن يُقْتَلَ فيَّ غيرُ قاتلي. قالوا: إنّ كنتَ قد عَلمْتَ ذلك فاسْتَخْلفْ إذًا. قال: لا، ولكن أكِلُكُم إلى ما وَكَلَكم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم (3).
(5560)
الحديث الخامس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: وذكر محمد بن كعب القرظي عن الحارث بن عبد اللَّه الأعور قال:
قلت: لآتِيَنّ أميرَ المؤمنين فلأسأَلَنّه عمّا سمعتُ العشيّة. قال: فجِئتُه العشاء (4) فدخلْتُ عليه. . فذكر الحديث، قال: ثم قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أتاني جبريلُ فقال: يا محمّد، إنّ أُمَّتك مختلفةٌ
(1) المسند 2/ 110 (703). ومن طريق شريك أخرجه ابن أبي عاصم - السنة 2/ 636 (951). وإسناده ضعيف لسوء حفظ شريك.
(2)
أبار: أهلك. والعِترة: العشيرة والأهل.
(3)
المسند 2/ 450 (1340). وأخرجه 2/ 325 (1078) من طريق وكيع عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عبد اللَّه بن سبع، وفيه زيادة. ومن طريق الأعمش بالإسناد الأخير أخرجه أبو يعلى 1/ 443 (590). قال الهيثمي 9/ 140: رجاله رجال الصحيح، غير عبد اللَّه بن سبيع وهو ثقة.
وعبد اللَّه بن سبيع -ويقال سُبيع- مقبول كما في التقريب. وذكر محقّقو المسند أن ابن سبيع لم يوثّقه. غير ابن حبان، وعجبوا من توثيق الهيثمي له.
(4)
في المسند "بعد العشاء".
بعدك. قال: قلت: فأين المخرج يا جبريل؟ قال: فقال: كتاب اللَّه، به يَقْصِمُ اللَّه كلَّ جبّار، من اعتصم به نجا، ومن تَرَكه هَلَك - مرَتين، قولٌ فصل وليس بالهَزْل، لا تَخْتَلِقُه الألسنُ، ولا تفنى أعاجيبُه، فيه نَبَأُ ما كان قبلكم، وفَصْلُ ما بينكم، وخبرُ ما هو كائنٌ بعدكم" (1).
(5561)
الحديث السادس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن قتادة قال: قال عبد اللَّه بن شقيق:
كان عثمان ينهى عن المُتعة، وعليٌّ يأمر بها، فقال عثمان لعليّ: إنك كذا وكذا. فقال عليّ: لقد عَلِمْتَ أنّا قد تَمَتَّعْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: أجل، ولكنّا كُنّا خائفين.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
وقد أخرجاه من حديث سعيد بن المسيّب، وفيه أن عثمان قال له: دَعْنا عنك، فقال: إنّي لا أستطيع أن أَدَعَك. فأهلَّ عليٌّ بهما (3).
(5562)
الحديث السابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعد قال: حدّثنا أبي عن أبيه عن عبد اللَّه بن شدّاد بن الهاد قال: سمعْتُ عليًّا يقول:
ما سمعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يجمعُ أباه وأُمَّه لأحدٍ غيرَ سعد بن أبي وقّاص، فإني سمعْتُه يقول يومَ أُحُد:"ارْمِ يا سعد، فِداك أُمّي وأبي".
أخرجاه (4).
(5563)
الحديث الثامن بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا شَريك عن عمران بن ظَبيان عن أبي تِحيى قال:
(1) المسند 2/ 111 (704)، ومسند أبي يعلى 1/ 302 (367). وإسناده ضعيف، لضعف الحارث، وللانقطاع بين ابن إسحق ومحمد بن كعب القرظي.
(2)
المسند 2/ 151 (756)، ومسلم 2/ 896 (1223).
(3)
مسلم 2/ 897 (1223) وهذا لفظه، والبخاري 3/ 423 (1569).
(4)
المسند 2/ 116 (708) وسعد هو ابن إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مسلم من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن شدّاد 4/ 1876 (2411)، والبخاري من طريق سعد بن عبد الرحمن عن ابن شدّاد 6/ 93 (2905)، 7/ 358 (4058). وسعد بن إبراهيم بن سعد من رجال البخاري، ثقة.
لما ضَرَبَ ابنُ مُلْجَم عليًّا الضَّرْبة، قال عليّ: افعلوا به كما أرادَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يَفعلَ برجلٍ أراد قتله، فقال:"اقتلوه ثم حَرِّقوه"(1).
(5564)
الحديث التاسع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن سابق قال: حدّثنا إبراهيم بن طَهمان عن منصور عن المنهال بن عمرو عن نُعَيم بن دِجاجةَ أنّه قال:
دخل أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاريّ على عليٍّ بن أبي طالب، فقال له عليّ: أنت الذي تقول: لا يأتي على النّاس مائَةُ سنةٍ وعلى الأرض عينٌ تَطْرِف؟ إنما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يأتي على النّاس مائةُ سنةٍ وعلى الأرض عين تطرفُ ممّن هو حيٌّ اليومَ" واللَّه إنّ رخاء هذه الأمّة بعد مائة عام (2).
(5565)
الحديث العاشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سلمة بن كُهَيل عن الشّعبيّ:
أنّ عليًّا جلدَ شُراحةَ يوم الخميس، ورجمهما يومَ الجمعة. وقال: أَجلِدُها بكتاب اللَّه، وأرجُمُها بسُنّة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه البخاري (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن مجالد قال: حدّثنا عامر قال:
(1) المسند 2/ 120 (713). قال الهيثمي 9/ 148: فيه عمران بن ظبيان، وثّقه ابن حبّان وغيره، وفيه ضعف، وبقيّة رجاله ثقات. وأخرجه أبو جعفر الطبري في تهذيب الآثار - مسند علي 70 (6) من طريق شريك، قال: هذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح، لعلل، وذكرها: أنّه لا يعرف إلّا من هذا الوجه، وأن عمران ليس ممّن يحتجّ به، وأن شريكًا كثير الغلط، وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يأمر بإحراق من أراد قتله، وأن عليًّا نهى أن يُمثّل بقاتله.
(2)
المسند 2/ 120 (714)، وقريب منه في مسند أبي يعلى 1/ 360 (467) من طريق المنهال. ورجاله رجال الصحيح غير نعيم، روى له النسائي. وقد صحّح الشيخ أحمد شاكر إسناد الحديث، وينظر تخريج المحقّقين له.
(3)
المسند 2/ 203 (839)، ومن طريق شعبة في البخاري 12/ 117 (6812). ومحمد بن جعفر من رجال الشيخين.
كان لشُراحة زوجٌ غائب بالشّام، وإنّها حَمَلت، فجاء بها مولاها إلى عليّ بن أبي طالب فقال: إنّ هذه زَنَت، فاعترفت، فجلدها يوم الخميس مائة، ورجمها يوم الجمعة، وحفر لها إلى السُّرّة وأنا شاهد. ثم قال: إنّ الرّجمُ سنّةٌ سنَّها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولو كان شَهِدَ على هذه أحدٌ لكان أوّل من يَرمي، الشاهدُ يشهد ثم يُتْبعُ شهادتَه حَجَرَه، ولكنّها أقرَّتْ، فأنا أوّلُ من رماها، فرماها بحجر، ثم رمى الناسُ وأنا فيهم، فكنتُ واللَّه ممّن قتلها (1).
(5566)
الحديث الحادي عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا عبد الرحمن -يعني ابنَ أبي الزِّناد- عن موسى بن عقبة عن عبد اللَّه ابن الفضل بن عبد الرحمن الهاشميّ عن عبد الرحمن الأعرج عن عُبيد اللَّه بن أبي رافع عن عليّ بن أبي طالب:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنّه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبَّرَ ورفع يدَيه حَذْوَ مَنْكِبَيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته، وإذا أراد أن يركعَ، ويصنعُه إذا رفعَ رأسه من الرُّكوع، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يدَيه كذلك وكبَّر (2).
(5567)
الحديث الثاني عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا الحجّاج بن أرطاة عن عطاء الخراساني أنّه حدّثه عن مولى امرأته عن علي بن أبي طالب قال:
إذا كان يوم الجمعة خرج الشياطينُ يُرَبِّثون النّاسَ إلى أسواقهم، ومعهم الراياتُ، وتقعدُ الملائكةُ على أبواب المسجد يكتبون النّاسَ على قدر منازلهم: السابقَ والمُصَلّي (3) والذي يليه حتى يخرج الإمام، فمن دنا من الإمام فأنصت واستمع ولم يَلْغُ، كان له كِفلان من الأجر، ومن نأى عنه فاستمع وأنصت ولم يَلْغُ، كان له كفل من الأجر، ومن دنا من الإمام فلغا ولم يُنْصِت ولم يستمع، كان عليه كِفلان من الوزر، ومن نأى عنه فلغا ولم يُنصت ولم يستمع، كان عليه كفِل من الوِزر، ومن قال صَهْ فقد تكلَّمَ، ومن تكلَّمَ فلا جمعة له".
(1) المسند 2/ 278 (978). ومجالد غير قويّ، وسائر رجاله ثقات. وقد حسّن الشيخ شاكر إسناده.
(2)
المسند 2/ 123 (717)، وأبو داود 1/ 198 (744)، وابن ماجة 1/ 280 (864)، والترمذي 5/ 454 (3423) من حديث طويل، وقال: حسن صحيح. وصحّحه ابن خزيمة 1/ 294 (584). وحسّن محقّقو المسند والألباني إسناده.
(3)
وهذه من أسماء الخيل في السّباق: فالسابق الأول، والمُصَلّي الثاني، ثم المُجَلّي. . .
ثم قال: هكذا سمعتُ نبيَّكم صلى الله عليه وسلم (1).
قوله: يُرَبِّثون النّاس: أي يُعَوِّقون النّاس.
(5568)
الحديث الثالث عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا أيّوب عن عكرمة عن عليّ بن أبي طالب:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُودَى المكاتَبُ بقدر ما أدّى"(2).
(5569)
الحديث الرابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعتُ الأعمش يحدّث عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتري عن عليّ قال:
قال عمر بن الخطّاب للنّاس: ما ترَون في فَضْلٍ فَضَلَ عندنا من هذا المال؟ فقال النّاس: يا أميرَ المؤمنين، قد شَغَلْناك عن أهلك وضَيعتك وتجارتك، فهو لك. فقال لي: ما تقول أنت؟ فقلتُ: قد أشاروا عليك. فقال: قلْ. فقلْتُ: لِمَ تجعل يقينَك ظنًّا؟ فقال: لتَخْرُجَنّ ممّا قلت. فقلتُ: أجل، واللَّه لأخرُجَنّ منه، أتذكرُ يومَ بعثَك نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم ساعيًا، فأتيتَ العبّاس بن عبد المطلب فمنعَك صدقته وكان بينكما شيء، فقلت لي: انطلق معي إلى نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فوجَدْناه خاثرًا، فرجَعْنا ثم غَدَونا عليه فوجَدْناه طيِّبَ النَّفْس، فأخبَرْتُه بالذي صنعَ، فقال لك:"أما عَلِمْتَ أنّ عمّ الرجلِ صِنوُ أبيه" وذكرنا له الذي رأينا من خُثوره في اليوم الأوّل، وما رأيْنا من طِيب نَفْسه في اليوم الثاني. فقال:"إنّكما أتيتُماني في اليوم الأوّل وقد بقي عندي من الصدقة ديناران، فكان الذي رأيتُما من خُثوري له، وأتيتُماني اليومَ وقد وَجَّهْتُهما، فذاك الذي رأيتُما من طِيب نفسي" فقال عمر: صدقْتَ، واللَّه لأشكرنّ لك الأُولى والآخِرة (3).
(1) المسند 2/ 124 (719). ومن طريق عطاء في سنن أبي داود 1/ 276 (1051). وقد أُعلّ بجهالة أحد رواته، وضعف الحجّاج به أرطاة.
وروى الشيخان عن أبي هريرة حديثًا من طرق في فضل التهجير إلى الجمعة - الجمع 3/ 79 (359).
(2)
المسند 2/ 127 (723). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 325، قال: رواية عكرمة عن عليّ مرسلة. وذكر أنّه روى عن عكرمة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وردّ الشيخ أحمد شاكر ذلك، وجعل رواية عكرمة عن عليّ صحيحة.
ويودى: تدفع ديته.
(3)
المسند 2/ 128 (725)، وأبو يعلى 1/ 414 (545). قال الهيثمي 10/ 241: أبو البختري لم يسمع من عليّ ولا عمر، فهو مرسل صحيح. ولانقطاعه ضعّف المحقّقون إسناده.
الخاثر: الذي ليس بطيّب النَّفس.
(5570)
الحديث الخامس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن زاذان عن عليّ قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من تركَ مَوْضعَ شَعرة من جنابة لم يُصِبْها الماء فعلَ اللَّهُ به كذا وكذا من النّار".
قال عليّ: فمن ثَمَّ عادَيْتُ شَعري (1).
(5571)
الحديث السادس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان وحسن بن موسى قالا: حدّثنا حمّاد عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقيل عن محمد بن الحنفيّة عن أبيه قال:
كُفِّنَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سبعة أثواب (2).
(5572)
الحديث السابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه الماجشون حدّثنا عبد اللَّه بن الفضل الهاشمي (3) عن الأعرج عن عُبيد اللَّه بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا كَبَّرَ استفتح ثم قال: وجَّهْتُ وجهي للذي فَطَرَ السمواتِ والأرضَ حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونُسُكي ومَحياي ومَماتي للَّه ربّ العالمين، لا شريكَ له، وبذلك أُمِرْتُ وأنا أوّل المسلمين، لا إله إلّا أنت، أنت ربّي وأنا
(1) المسند 2/ 130 (727) ومن طريق حماد أخرجه أبو داود 1/ 196 (599)، وابن ماجة 1/ 65 (249). وقد ضعّفه الألباني - الإرواء 1/ 166 (133). وتحدّث محقّقو المسند حديثًا طويلًا عنه، ومالوا إلى تضعيف رفعه.
(2)
المسند 2/ 132، 182 (728، 801). وقد صحّح الشيخ أحمد شاكر إسناده. وحسّنه الهيثمي 3/ 26. وقال الشوكاني في نيل الأوطار 4/ 71: في إسناده عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، وهو سيء الحفظ، لا يصلح الاحتجاج بحديثه إذا خالف الثقات، كما هنا، وقد خالف هاهنا رواية نفسه، فإنّه روى عن جابر أنّه صلى الله عليه وسلم كفّن في ثوب نمرة.
وقد فصّل محقّقو المسند الكلام في هذا الحديث، وأن ابن عقيل خالف هنا الأحاديث الصحيحة، وأن الهيثمي وشاكرًا تساهلا في تصحيح الحديث وتحسينه. ونقلا قول ابن الجوزي في العلل 2/ 897 (2498) بأنه حديث لا يصحّ. وما قالوه الحقّ إن شاء اللَّه.
(3)
والماجشون في المسند.
عبدُك، ظلمْتُ نفسي، واعترفْتُ بذَنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا، لا يغفرُ الذُّنوبَ إلا أنت، واهْدِني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت. واصرفْ عنّي سيّئَها، لا يصرفُ سيّئها إلا أنت. تباركْتَ وتعالَيْتَ، أستغفرُك وأتوبُ إليك.
وكان إذا ركع قال: "اللهمّ لك رَكَعْتُ، وبك آمَنْتُ، ولك أسْلَمْتُ، خشع لك سمعي وبصري ومُخّي وعِظامي وعَصَبي".
وإذا رفعَ رأسَه من الرّكعة قال: "سمعَ اللَّه لمن حَمِده، ربَنا ولك الحمدُ ملءَ السموات والأرض وما بينهما، وملءَ ما شِئْتَ من شيء بعد".
وإذا سجد قال: "اللهمّ لك سَجَدْتُ، وبك آمنْتُ، ولك أسلَمْتُ، سجدَ وجهى للذي خَلَقَه فصوَّرَه، فأحسنَ صُوَره، فشقَّ فيه سمعَه وبصره، فتبارك اللَّه أحسنُ الخالقين".
فإذا سلَّمَ من الصلاة قال: "اللهمّ اغفر لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعلنْتُ، وما أسرفْتُ، وما أنت أعلمُ به منّي، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت"(1).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم حدّثنا عبد العزيز - يعني ابن عبد اللَّه بن أبي سلمة، عن عمّه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج، فذكره، وزاد فيه:"لبَّيْك وسعدَيك، والخيرُ كلُّه في يديك، والشّرُّ ليس إليك"(2).
انفرد بإخراجه مسلم.
(5573)
الحديث الثامن عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا فِطر عن منذر عن ابن الحنفيّة قال:
قال عليّ: يا رسول اللَّه، أرأيتَ إنّ وُلِد لي ولدٌ بعدك، أُسمّيه باسمك وأُكنّيه بكُنيتك؟ قال:"نعم" فكانت رخصة من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعليّ (3).
(1) المسند 2/ 132 (729).
(2)
المسند 2/ 183 (803). وأخرجه مسلم من طريق يوسف الماجشون عن أبيه -يعقوب بن أبي سلمة- عن الأعرج، ومن طريق هاشم عن عبد العزيز بن عبد اللَّه عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج 1/ 534 - 536 (771).
(3)
المسند 2/ 135 (730). ومن طرق عن فطر في سنن أبي داود 4/ 292 (4967)، والترمذي 5/ 125 (2843)، والأدب المفرد 2/ 455 (843)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 4/ 278. وينظر الصحيحة 6/ 1074 (2946).
(5574)
الحديث التاسع عشر بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو محمد سعيد بن محمد الجرمي قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن الأعمش عن عاصم عن زِرّ بن حُبَيش قال:
قال عبد اللَّه بن مسعود: تمارَيْنا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون آية، ستّ وثلاثون آية. قال: فانطلَقْنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فوجدْنا عليًّا يُناجيه، فقلنا: إنّا اختلفْنا في القراءة. فاحمرّ وجهُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال عليّ: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرَكم أن تقرؤوا القرآن كما عُلِّمْتُم (1).
(5575)
الحديث العشرون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني أبو كامل الجَحدريّ قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ بارِك لأُمّتي في بُكورها"(2).
(5576)
الحديث الحادي والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع حدّثنا إسرائيل عن ثُوَير بن أبي فاختة عن أبيه عن عليّ قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ هذه السّورة: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (3).
(5577)
الحديث الثاني والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد [قال: حدّثنا وكيع] عن سفيان عن أبي إسحق عن الحارث عن عليّ قال:
جاء ثلاثة نفرٍ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال أحدُهم: يا رسول اللَّه، كانت لي مائة دينار فتصدّقْتُ منها بعشرة دنانير. وقال الآخر: يا رسول اللَّه، كانت لي عشرة دنانير فتصدّقت بدينار. وقال الآخر: يا رسول اللَّه، كان لي دينار فتصدَّقْت بعُشره. قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كلُّكم في الأجر سواء، كلُّكم تصدّقَ بعُشر ماله"(4).
(1) المسند 2/ 199 (832). ومن طريق يحيى بن سعيد صحّحه ابن حبّان 3/ 21 (746). وحسّن المحقّقون إسناده، وذكروا مظانّه.
(2)
المسند 2/ 439 (1320)، ومن طريق عبد الواحد بن زياد أخرجه أبو يعلى 1/ 336 (425). وضعّف إسناده ابن الجوزي في العلل 1/ 314، والهيثمي في المجمع 4/ 64، والمحقّقون لضعف عبد الرحمن بن إسحق.
(3)
المسند 2/ 142 (742). قال الهيثمي 7/ 139: رواه أحمد، وفيه ثوير بن أبي فاختة، وهو متروك.
(4)
المسند 3/ 142 (743). وإسناده ضعيف لضعف الحارث. قال الهيثمي 3/ 114 بعد أن نسبه لأحمد والبزّار: فيه الحارث، وفيه كلام كثير.
(5578)
الحديث الثالث والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا إسرائيل بن يونس عن ثُوير بن أبي فاخته عن أبيه عن عليّ قال:
أهدى كِسرى لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقَبِل منه، وأهدى له قيصرُ فقَبِلَ منه، وأهدَت له الملوك فقَبِل منهم (1).
(5579)
الحديث الرابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد عن الحجّاج عن الحكم عن القاسم بن مُخَيمرة عن شُريح بن هانىء قال:
سألتُ عائشة عن المسح على الخُفّين، فقالت: سَلْ عليًّا، فإنّه أعلمُ بهذا مني، كان يُسافر مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فسألْتُ عليًّا فقال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: للمسافر ثلاثةُ أيّام ولياليهنّ، وللمقيم يوم وليلة.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5580)
الحديث الخامس والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج حدّثنا ليث قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الصَّعبة عن رجل من هَمْدان يُقال له أبو أفلح عن ابن زُرَير أنّه سمع عليّ بن أبي طالب يقول:
إنّ نبيّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أخذَ حريرًا فجعله في يمينه، وأخذَ ذهبًا فجعله في شماله. ثم قال:"إنّ هذين حرام على ذكور أمّتي"(3).
(5581)
الحديث السادس والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن هشام بن عمرو عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عليّ:
(1) المسند 2/ 144 (747). وفي إسناده ثوير، وهو ضعيف. وأخرج الترمذي الحديث من طريق إسرائيل عن ثوير 4/ 119 (1576) قال: وفي الباب عن جابر، وهذا حديث حسن غريب. قال محقّقو المسند: إسناده ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الترمذي: ضعيف جدًّا.
(2)
المسند 2/ 144 (748). وأخرجه مسلم 1/ 232 (276) من طرق عن الحكم بن عتيبة. فالحجّاج بن أرطاة ضعيف، ولكن متابع عند مسلم وغيره.
(3)
المسند 2/ 250 (935). ومن طريق يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصعبة أخرجه 2/ 146 (750) والنسائي 8/ 160، وابن ماجة 2/ 1189 (3595)، وأبو يعلى 1/ 235 (272). وله طريق أخرى ذكرها المحقّقون. وصحّحوه لغيره، وينظر الإرواء 1/ 305 (277).
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وِتره: "اللهمّ إنّي أعوذُ برضاك من سَخَطك، وأعوذُ بمعافاتِك من عقوبتك، وأعوذُ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أَثْنَيْتَ على نفسك"(1).
(5582)
الحديث السابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا شريك بن عبد اللَّه عن أبي إسحق عن عليّ بن ربيعة قال:
رأيتُ عليًّا أُتِي بدابّة ليركبَها، فلما وضعَ رجلَه في الرِّكاب قال:"بسم اللَّه" فلمّا استوى عليها قال: "الحمدُ للَّه، سبحانَ الّذي سخّرَ لنا هذا وما كُنّا له مُقْرِنين، وإنّا إلى ربّنا لمُنْقَلِبون". ثم حَمِد اللَّه ثلاثًا، وكبّر ثلاثًا، ثم قال:"سبحانَك، له إله إلا أنت، قد ظلمْتُ نفسي فاغفرْ لي". ثم ضحك، فقلت: مِمّ ضَحِكْتَ يا أميرَ المؤمنين؟ قال: رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فعلَ مثلَ ما فعلْتُ ثم ضَحك، فقلْتُ: ممّ ضَحِكْتَ يا رسول اللَّه؟ قال: "يَعْجَبُ الربُّ من عبده إذا قال: ربّ اغفْر لي؟ يقول: عَلِمَ عبدي أنّه لا يغفرُ الذنوبَ غيري"(2).
(5583)
الحديث الثامن والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن منصور عن رِبعيّ بن حِراش عن رجل عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لن يؤمِنَ عبدٌ حتى يؤمنَ بأربع: يؤمنَ باللَّه، وأنّ اللَّه بعثَني بالحقّ، ويُؤمنَ بالبعث بعد الموت، ويؤمنَ بالقدر خيره وشرِّه"(3).
(1) المسند 2/ 147 (751). وبهذا الإسناد في مسند أبي يعلى 1/ 237 (275)، والترمذي 5/ 524 (3566) وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث عليّ، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه من حديث حمّاد بن سلمة. ومن طرق عن حمّاد أخرجه ابن ماجة 1/ 373 (1179)، وأبو داود 2/ 64 (1427)، والنسائي 3/ 248. وصحّحه المحقّقون والألباني.
(2)
المسند 2/ 148 (753). ومن طرق عن أبي إسحق السبيعي أخرجه أبو داود 3/ 34 (2602)، والترمذي 5/ 467 (3446) وقال: حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عمر، وأبو يعلى 1/ 439 (586)، وصحّحه ابن حبّان 6/ 415 (2698)، والحاكم على شرط مسلم 2/ 98، 99، ووافقه الذهبي. وصحّحه الألباني والمحقّقون. وينظر تعليق محقّقي المسند على إسناده.
(3)
المسند 2/ 340 (1112). وأخرجه 2/ 152 (758) من طريق منصور عن ربعي عن عليّ، دون ذكر المبهم بين ربعيّ وعلي. ورجال الإسنادين ثقات، إلّا أن الخلاف في سماع ربعي هذا الحديث من علي مباشرة أو بواسطة رجل. ينظر تعليق محقّقي المسند 2/ 152. وأخرج الأئمّة الحديث من طرق عن منصور: فقد أخرجه ابن ماجة 1/ 32 (81)، وصحّحه ابن حبّان 1/ 404 (178) دون ذكر الرجل المبهم. وروى الوجهين أبو يعلى 1/ 308، 438 (376، 583)، والترمذي 4/ 393 (2145)، وصحّح الرواية بدون المجهول بين ربعي وعليّ. وصحّح الحاكم والذهبي الرواية بدون واسطة 1/ 32، 33.
(5584)
الحديث التاسع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن ناجية بن كعب عن عليّ قال:
لما مات أبو طالب أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلْتُ: إنّ الشيخ الضالَّ قد مات. فقال: "انطلقْ فوارِه، ولا تُحْدِثَنَّ شيئًا حتى تأتِيَني" قال: فانطَلَقْتُ فوارَيْتُه، وأمَرَني فاغتسلْتُ، ثمّ دعا لي بدعواتٍ ما أُحِبُّ أن لي بهنّ ما عَرُض من شيء (1).
(5585)
الحديث الثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد - يعني ابن أبي عَروبة عن الحكم بن عُتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ بن أبي طالب قال:
أمَرَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أبيعَ غلامين أخوين، فبعتُهما ففرَّقْتُ بينهما، فذكرْتُ ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"أَدْرِكْهما فارْتَجِعْهما، ولا تَبِعْهما إلا جميعًا"(2).
(5586)
الحديث الحادي والثلاثون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني سُوَيد بن سعيد قال: أخبَرني عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن أبي إسحق عن هُبيرة بن يَريمَ عن عليّ:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "اطلُبوا ليلةَ القدر في العشر الأواخر، فإن غُلِبْتُم فلا تُغْلَبوا على السبع البواقي"(3).
(1) المسند 2/ 332 (1093). ومن طريق سفيان أخرجه أبو داود 3/ 214 (3214) والنسائي 4/ 79. ومن طريق أبي إسحق أخرجه أبو يعلى 1/ 334 (423). وناجية بن كعب قال عنه ابن حجر في التقريب 2/ 717: ثقة. وقال البيهقي في السنن 1/ 304: ناجية بن كعب الأسدي لم تثبت عدالته عند صاحبي الصحيح. وقد صحّح محقّق مسند أبي يعلى إسناد الحديث، وجعله الألباني في صحيح السنن. أما محقّقو المسند فضعّفوه لأنهم أخذوا بالحكم على ناجية بالجهالة. ينظر المسند 2/ 153.
(2)
المسند 2/ 155 (760). وروي من طريق سعيد عن رجل عن الحكم 2/ 308 (1045). والأوّل فيه انقطاع، لأن سعيدًا لم يسمع الحكم، والثاني فيه مجهول. وحسّنه محقّقو المسند لغيره، وصحّح أحمد شاكر إسناده. قال الهيثمي 4/ 110: رجاله رجال الصحيح. ولم يلتفت إلى الانقطاع فيه.
(3)
المسند 2/ 339 (1111). قال الهيثمي 3/ 177: فيه عبد الحميد بن الحسن الهلاليّ، وثّقه ابن معين وغيره، وفيه كلام. وصحّح محقّقو المسند الحديث لغيره: لضعف سويد، والاختلاف في عبد الحميد بن الحسن. قال ابن حجر في التقريب 1/ 235 عن سويد: صدوق، إلّا أنّه عمي فصار يتلقَّن ما ليس من حديثه. وقال عن عبد الحميد 1/ 326: صدوق يخطىء.
(5587)
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمد بن سليمان لُوَين قال: حدّثنا حُدَيج عن أبي إسحق عن أبي حذيفة عن على قال:
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "خرجتُ حين بَزَغَ القمرُ كأنّه فِلْقُ جَفْنةٍ، فقال: الليلةُ ليلةُ القدر"(1).
(5588)
الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن آدم قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن هانىء بن هانىء عن عليّ قال:
لما وُلد الحسن سمَّيْتُه حربًا، فجاء رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"أروني ابني، ما سمَّيْتُموه؟ " قال: قُلْتُ: حربًا. قال: "بل هو حسن". فَلما وُلِد حُسين سمَّيْتُه حربًا، فجاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"أروني ابني، ما سمَّيْتُموه؟ " قال: فقلت: حربًا، فقال:"بل هو حُسين". فلّما وُلد الثالث سمَّيْتُه حربًا، فجاء النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"أروني ابني، ما سمَّيْتُموه؟ " قلت: حربًا. قال: "بل هو مُحَسِّن" ثم قال: "سَمَّيْتُهم بأسماء ولد هارون: شَبَّر وشَبِير ومُشَبِّر"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عدي قال: أخبرنا عُبيد اللَّه بن عمرو عن عبد اللَّه ابن محمد بن عَقيل عن محمد بن عليّ عن عليّ قال:
لمّا وُلِدَ الحسن سمّاه حمزةَ، فلمّا وُلِد الحُسين سمّاه بعمّه جعفر، قال: فدعاني
(1) المسند 2/ 177 (793). ومن طريق حُديج في مسند أبي يعلى 1/ 401 (525) دون "الليلة ليلة القدر" قال الهيثمي 3/ 177: وفيه حُديج بن معاوية، وثّقه أحمد وغيره، وفيه كلام. وللكلام في حديج ضعّف محقّقو المسند إسناده، وحسّنه محقّق أبي يعلى.
(2)
المسند 3/ 159 (769). ومن طريق إسرائيل أخرجه البخاري في الأدب 2/ 443 (823)، وصحّح الحاكم إسناده 3/ 165، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 15/ 409 (6958). وقد صحّح إسناده الشيخ أحمد شاكر، وحسّنه محقّقو المسند للخلاف في هانىء. قال الهيثمي 8/ 55: رجاله رجال الصحيح غير هانىء ابن هانىء، وهو ثقة. وقد ضعّف الألباني الحديث، وأحال على الضعيفة (3706).
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "إنّي أُمِرْتُ أن أُغَيِّر اسم هذين" فقلتُ: اللَّه ورسوله أعلم. فسمّاهما حسنًا وحُسينًا (1).
(5589)
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن آدم قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن هانىء بن هانىء وهُبيرة بن يَريمَ عن عليّ قال:
لما خَرَجْنا من مكة اتَّبَعَتْنا ابنةُ حمزة تنادي: يا عمّ، يا عمّ. فتناولْتُها بيدها فدفعْتُها إلى فاطمة، فقلتُ: دونَك ابنةَ عمّك. فلمّا قَدِمْنا المدينة اختصمْنا فيها أنا وجعفر وزيد ابن حارثة، فقال جعفر: ابنةُ عمّي، وخالتُها عندي - يعني أسماء بنت عُمَيس. وقال زيد: ابنة أخي. وقلتُ: أنا أخذْتُها، وهي ابنةُ عمّي. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أما أنت يا جعفَرُ فأشبَهْتَ خَلْقي وخُلُقي. وأما أنت يا عليُّ فمنّي وأنا منك. وأما أنت يا زيد فأخونا ومولانا، والجارية عند خالتها، فإنّ الخالة والدة". قلتُ: يا رسول اللَّه، ألا تَزَوَّجُها؟ قال:"إنّها ابنة أخي من الرَّضاعة"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود يعني ابن عامر قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحق عن هانىء بن هانىء عن عليّ قال:
أتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم أنا وجعفر وزيد. قال: فقال لزيد: "أنت مولاي" فحَجَلَ. وقال
(1) المسند 2/ 464 (1370) ومن طريق عبيد اللَّه بن عمرو في مسند أبي يعلى 1/ 384 (498). ورجاله رجال الصحيح غير ابن عقيل، قال الهيثمي 8/ 55: فيه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، وحديثه حسن، وباقي رجاله رجال الصحيح. وقد حسّن محقّقو المسندين إسناده.
(2)
المسند 2/ 160 (770)، وأخرجه أبو داود مختصرًا من طريق إسرائيل 2/ 284 (2280). وأخرجه الحاكم 3/ 120 بطوله وقال: هدا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه الألفاظ، إنما اتّفقا على حديث أبي إسحق عن البراء مختصرًا. ووافقه الذهبي. وقد صحّح الألباني الحديث، وصحّح أحمد شاكر إسناده، وحسّنه محقّقو المسند.
وأخرج البخاري الحديث عن البراء، دون ذكر الزواج - الجمع 1/ 525 (858).
أما قول النبيّ في ابنة حمزة فصحّ عن عليّ عند مسلم - الجمع 1/ 171 (151)، وعن أمّ سلمة عنده - الجمع 4/ 238 (3463) وعن ابن عبّاس عند الشيخين - الجمع 2/ 65 (107).
لجعفر: "أنت أشبَهْتَ خَلْقي وخُلُقي" قال: فحَجَلَ وراء زيد. قال: وقال لي: "أنت منّى وأنا منك". قال: فَحَجَلْتُ وراء جعفر (1).
قال أبو عبيد: الحَجْل: أن يرفع رجلًا ويقفز على الأُخرى من الفَرَح، وقد يكون بالرجلين جميعًا، إلا أنّه قفز (2).
(5590)
الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الخليل عن عليّ قال:
سمعتُ رجلًا يستغفرُ لأبويه وهما مشركان، فقلْتُ: أيستغفرُ الرجلُ لأبويه وهما مشركان؟ فقال: أوَلم يستغفرْ إبراهيمُ لأبيه؟ فذكرْتُ ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فنزلت:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ. . .} إلى قوله {. . . فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ} [التوبة: 113 - 114]. قال: لمّا مات.
فلا أدري قاله سفيان أو قاله إسرائيل، أو هو في الحديث: لمّا مات (3).
(5591)
الحديث السادس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن حدّثنا موسى بن أيوب قال: حدّثني عمّي إياس بن عامر قال: سمعْتُ عليّ بن أبي طالب يقول:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُسَبِّحُ من الليل وعائشةُ معترضةٌ بينه وبين القبلة (4).
قوله يُسَبّح: معناه يصلّي.
(1) المسند 2/ 213 (857). وحكم محقّقوه على إسناده بالضعف لتفرّد هانىء بذكر الحجل، وجعلوا هذا اللفظ منكرًا.
(2)
غريب الحديث 3/ 182. وفي آخره: وليس بمشي.
(3)
المسند 2/ 162 (771). والحديث من طرق عن سفيان في النسائي 4/ 91، والترمذي 5/ 262 (3101) وقال: حسن، وأبي يعلى 1/ 280 (335) وصحّح الحاكم إسناده 2/ 335، ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني وشاكر.
(4)
المسند 2/ 163 (772) وأبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد، من رجال الشيخين، وإياس بن عامر صدوق، وموسى بن أيوب مقبول. وقد صحّح الحديث الشيخ أحمد شاكر. قال الهيثمي 2/ 65: رجاله موثقون. وصحّح الحديث ابن خزيمة 2/ 17 (821) ولكن الألباني ضعّف إسناده.
ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن عائشة - الجمع 4/ 63.
(5592)
الحديث السابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا يحيى بن سلَمة يعني ابن كُهَيل - قال: سمعْتُ أبي يحدّث عن حَبّة العُرَنيّ قال:
رأيتُ عليًّا يضحك على المِنبر، لم أرَه ضحك ضَحكًا أكثر منه حتى بَدَتْ نواجذُه. ثم قال: ذكرْتُ قول أبي طالب: ظَهَرَ علينا أبو طالب وأنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن نصلّي ببطن نخلة، قال: ماذا تصنعان يا ابن أخي؟ فدعاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فقال: ما بالذي تصنعان أو بالذي تقولان بأسٌ، ولكن واللَّه لا تعلوني اسْتي أبدًا. وضَحِكَ تَعَجُّبًا لقول أبيه، ثم قال: اللهمّ لا أعترفُ أنّ عبدًا من هذه الأمّة عَبَدَك قبلي غيرَ نبيّك -ثلاث مرّات- لقد صلّيتُ قبل أن يصلّيَ الناسُ، سبعًا (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا شعبة عن سلمة بن كُهَيل عن حبّة العُرَنيّ قال: سمعت عليًّا يقول:
أنا أوّل رجل صلّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2).
حبّه ضعيف جدًا. قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال ابن حبّان: كان غاليًا في التَّشَيُّع، واهيًا في الحديث (3).
(5593)
الحديث الثامن والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن المنهال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
(1) المسند 2/ 165 (776). وإسناده ضعيف، لضعف يحيى بن سلمة، وحبّة - كما سيذكر المؤلّف. ومع ذلك تجوّز الهيثمي فحسّن إسناده 9/ 105.
وأخرج الحاكم من طريق حبّة عن علي: عبدت اللَّه مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة. قال الإمام الذهبي: هذا باطل، لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم من أوّل ما أُوحي إليه آمن به خديجة وأبو بكر وبلال وزيد مع عليّ، قبله بساعات أو بعده بساعات، وعبدوا اللَّه مع نبيّه، فأين السبع سنين؟ ولعلّ السمع أخطأ، فيكون أمير المؤمين قال: عبدْتُ اللَّه ولي سبع سنين، ولم يضبط الراوي ما سمع. ثم حبّة شيعيّ جبِلّ، قد قال ما يعلم بطلانه. . . المستدرك والتلخيص 3/ 112.
(2)
المسند 2/ 376 (1191). وإسناده ضعيف. ينظر الطريق السابقة.
(3)
ينظر أقوال العلماء في تضعيفه: الجرح 3/ 253، وتهذيب الكمال 2/ 42، والميزان 1/ 450، والضعفاء والمتروكون 1/ 187.
كان أبي يسمُرُ مع عليّ، وكان عليٌّ يَلْبَس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقيل له: لو سألْتَه. فسألَه فقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعث إليّ وأنا أرمَدُ العين يومَ خيبر (1). قال: فَتَفَلَ في عيني وقال: "اللهمّ أذْهِبْ عنه الحرَّ والبرد" فما وجدْتُ حرًّا ولا بردًا منذ يومئذ.
وقال: "لأُعْطِيَنّ الرايةَ رجلًا يُحِبُّ اللَّهَ ورسولَه، ويُحبُّه اللَّهُ ورسولُه. ليس بفَرّار"، فتشرّفَ لها أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأعطانيها (2).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مُعتمر بن سليمان عن أبيه عن مُغيرة عن أمّ موسى عن عليّ قال:
ما رَمِدْت منذ تَفَل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في عيني (3).
(5594)
الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن هانىء بن هانىء عن عليّ قال:
جاء عمّار يستأذن على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"ائذنوا له، مرحبًا بالطَّيِّب المُطَيَّب"(4).
(1) في المسند: "فقلت: يا رسول اللَّه، إني أرمد العين".
(2)
المسند 2/ 168 (778). وابن ماجة 1/ 44 (117). قال البوصيري: إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى شيخ وكيع، وهو محمد، ضعيف الحفظ، لا يحتجّ بما ينفرد به. وأخرجه الطبراني في الأوسط 3/ 150 (2307) بإسناد آخر إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى، وحسّن الألباني إسناد الحديث. وينظر المجمع 9/ 125.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: "لأعطينّ الراية رجلًا يُحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله". وبَصْق النبيِّ صلى الله عليه وسلم في عينيه وهو أرمد، فله شواهد صحيحة، عن سهل بن سعد وسلمة بن الأكوع للشيخين، وسهل وسعد بن أبي وقّاص، لمسلم. ينظر الجمع 1/ 550، 574، 197 (906، 955، 208) وينظر تعليق محققي المسند.
(3)
المسند 2/ 19 (579). وبأطول من هذه من طريق مغيرة أخرجه أبو يعلى 1/ 445 (593). قال الهيثمي 10/ 125: رجاله رجال الصحيح غير أمّ موسى، وحديثها مستقيم. وصحّح الشيخ شاكر إسناده، وحسّنه محقّقو المسندين.
(4)
المسند 2/ 303 (1033). ورجاله رجال الصحيح عدا هانىء، روى له أصحاب السنن، واختلف القول فيه. ومن طريق سفيان أخرجه البخاري في المفرد 2/ 575 (1031)، وابن ماجة 1/ 52 (146)، والترمذي 5/ 626 (3798)، وقال: حسن صحيح، وصحّح الحاكم إسناده 3/ 388، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 15/ 551 (7075)، والألباني وشاكر والمحقّقون.
(5595)
الحديث الأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا سليمان -يعني ابن المغيرة- عن علي بن زيد حدّثنا عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل الهاشميّ قال:
كان أبي الحارثُ على أمرٍ من أمر مكّة في زمان عثمان، فأقبل عثمان إلى مكّة. قال عبد اللَّه بن الحارث: فاستقبلتُ عثمان بالنُّزُل بقُدَيد، فاصطاد أهل الماء حَجَلًا، فطَبَخْتُه بماء وملح، فجعلْناه عُراقًا (1) للثريد، فقدَّمناه إلى عثمان وأصحابه، فأمسَكوا، فقال عثمان: صيدٌ لم أصطده ولم نأمرْ بصيدِه، اصطاده قومٌ فأطعموناه، فما بأس؟ فقال عثمان: من يقول في هذا؟ فقالوا: عليّ. فبعث إلى عليّ فجاء. قال عبد اللَّه بن الحارث: فكأنّي أنظرُ إلى عليّ حين جاء وهو يَحُتُّ الخَبَط (2) عن كفَّيه. فقال له عثمان: صيد لم نصطده ولم نأمر بصيده، اصطاده قومٌ حِلٌّ فأطعمونا، فما بأس؟ قال: فغضب عليّ وقال: أنشدُ اللَّه رجلًا شَهِدَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين أُتي بقائمةِ وحش، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّا قوم حُرُم، فأطْعِموه أهلَ الحِلّ" قال: فشَهِد اثنا عشر من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ثم قال عليّ: أنْشُدُ اللَّهَ رجلًا شهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين أُتي ببيض النعام، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّا قومٌ حُرُم، أطعموه أهلَ الحِلّ" قال: فشهد دونهم من العِدّة من الاثني عشر، قال: فثنى عثمان وَرِكه عن الطعام فدخل رحله، وأكلَ ذلك الطعامَ أهلُ الماء (3).
(5596)
الحديث الحادي والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني أبي إسحقُ بن يسار عن مِقْسم أبي القاسم مولى عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل عن مولاه عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل قال:
(1) العراق جمع عَرْق: العظم أُخذ عنه اللحم.
(2)
الخَبط: ورق الشجر.
(3)
المسند 2/ 171 (783). وبنحوه من طريق علي بن زيد أخرجه أبو يعلى 1/ 294 (356). وأخرجه أبو داود مختصرًا من طريق إسحق بن عبد اللَّه بن الحارث 2/ 170 (1849). وقال الهيثمي في المجمع 3/ 332: روى أبو داود منه قصّة قائمة الحمار من غير ذكر عدّة من شهد، رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، والبزّار، وفيه علي بن زيد، وفيه كلام كثير، وقد وُثّق. وقد ضعّف المحقّقون إسناده لضعف علي بن زيد، ابن جُدعان، وحسّنوه لغيره.
وجاء في المخطوط بعد الحديث: الحجل: القبح. واللفظة لم ترد في هذه الرواية، ولكنها جاءت في الرواية التالية لها في المسند، ولم يوردها المؤلّف.
اعتمرْتُ مع عليّ بن أبي طالب في زمان عمر -أو زمان عثمان- فنزل على أخته أمّ هانىء بنت أبي طالب: فلمّا فرغ من عمرته رجع فسُكِبَ له غسلٌ فاغتسل، فلمّا فرغ من غسله دخل عليه نفرٌ من أهل العراق فقالوا: يا أبا حسن، جئناك نسألُك عن أمر نُحِبُّ أن تخبِرَنا عنه. قال: أظُنّ المغيرةَ بن شعبة يُحَدّثُكم أنّه كان أحدثَ الناسِ عهدًا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قالوا: أجل، جئنا عن ذلك نسألُك. قال: أحدثُ النّاس عهدًا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قُثَمُ ابن عبّاس (1).
إن قال قائل: ما وجه الحديث؟
فالجواب: أن المغيرة ألقى خاتَمه في القبر، ثم قال: خاتمي، فزعم أنّه نزل وأخذه، ووضع يدَه على اللَّبِن ثم خرج. وروي أن عليًّا قالَ له: لا تُحَدِّثِ النّاس أنّك نزلْتَ فيه، ولا تُحَدِّثِ النّاس أن خاتمك في قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم. فنزل عليٌّ فناولَه إيّاه.
ورُوي أن قُثم بن العبّاس كان أصغر من نزل في قبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان آخر من صَعِدَ (2).
(5597)
الحديث الخامس (3) والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا جعفر بن سليمان قال: حدّثنا عُتَيبة عن يَزيد بن أصرم قال: سمعت عليًّا يقول:
(1) المسند 2/ 174 (787). وصحّح الشيخ أحمد شاكر إسناد الحديث. وحسّنه محقّقو المسند.
(2)
وهذه آخر نسخة مكة [ح] وكتب في آخرها: "آخر الجزء الخامس، ويتلوه في السادس: الحديث الحادي والأربعون (هكذا) والحمد للَّه رب العالمين، وصلاته على سيّدنا محمد وآله الطاهرين.
(3)
هذه بداية مخطوطة التركية. وفي أولها: بسم اللَّه الرحمن الرحيم. . . ربّ أعن.
فالمخطوطة السابقة تنتهي بالحديث الذي يحمل الرقم: الحادي والأربعين بعد المائة، وهذه تبدأ بالخامس والأربعين بعد المائة. ولا أرى وجود سقط بين الجزأين - فالمؤلّف في الأحاديث التي في آخر الجزء السابق كان يسير فيها مراعيًا ترتيب المسند، ثم كان في بداية هذه الجزء كذلك. والحديث الذي يحمل رقم (141) يليه الحديث (145) في المسند وإن كانت النسخة الأزهرية التي تبدأ بالحديث الثامن والأربعين بعد المائة من هذا المسند تتوافق في الترقيم وهذه النسخة. وقد رأيت أن يبقى الأمر على ما هو عليه من الترقيم، مكتفيًا بهذ التنبيه، وبأنّه لا سقط -إن شاء اللَّه- بين الجزأين، وبأن الترقيم في هذا الجزء قد يكون خطأ من الناسخ، واللَّه تعالى أعلم.
مات رجلٌ من أهل الصُّفّة وترك دينارين -أو درهمين- فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كيّتان. صاُّوا على صاحبكم"(1).
(5598)
الحديث السادس والأربعون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمد بن سليمان لُوَين قال: حدّثنا محمد بن جابر عن عبد الملك بن عُمير عن عُمارة بن رُوَيبة عن علي بن أبي طالب قال:
سَمِعَتْ أُذناي وعاه قلبي من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "النّاس تَبَعٌ لقريش، صالِحُهم تَبَعٌ لصالحهم، وشرارُهم تَبَعٌ لشرارهم"(2).
(5599)
الحديث السابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا معاذ بن معاذ قال: حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي المِقدام عن عبد الرحمن الأزرق عن علي قال:
دخل عليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على المنامة، فاستسقى الحسن - أو الحسين. فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى شاه لنا بَكيء فحَلَبَها، فدرّت، فجاءه الحسن، فنحّاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقالت فاطمة: يا رسول اللَّه، كأنّه أحبُّها إليك. قال:"لا، ولكنّه يعني الحسين - استسقى قبله". ثم قال: "إنّي وإيّاكِ وهذان (3) وهذا الراقد، في مكان واحد يوم القيامة"(4).
البكيء: القليلة اللبن.
(1) المسند 2/ 175 (788). قال الهيثمي في المجمع 10/ 243 فيه عتيبة الضرير، وهو مجهول، وبقيّة رجاله وثّقوا. وأضاف محققو المسند أن يزيد بن أصرم مجهول.
(2)
المسند 2/ 175 (790). ومحمد بن جابر البخاري ضعيف. ونقل ابن عديّ في الكامل أقوال العلماء في تضعيفه، ثم ذكر الحديث 6/ 152 وقال: لا أعلم يرويه عن عبد الملك غير محمد بن جابر.
والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة، وفي مسلم عن جابر - الجمع 3/ 131 (2345)، 2/ 400 (1679).
(3)
هكذا جاءت الرواية في المخطوطة بالرفع. وأثبت محقّقو المسند رواية النصب.
وقد نصّ العكبري -وهو يعتمد على جامع المسانيد- على أن الرواية بالرفع، ووجّهها على أنّه عطف على اسم إنّ قبل الخبر، لأن موضعه الرفع، تقديره: أنا وأنت وهذان. أو على لغة من يلزم المثنى الألف مطلقًا. إعراب الحديث 277. وقد نقل السيوطي في عقود الزبرجد هذا الكلام 1/ 281.
(4)
المسند 2/ 176 (792) قال المحقّقون إسناده ضعيف جدًّا.
(5600)
الحديث الثامن والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم ابن القاسم قال: حدّثنا محمد بن راشد عن عبد اللَّه بن محمد بن (1) عَقيل عن فضاله ابن أبي فضالة الأنصاري - كان أبو فضالة من أهل بدر، قال:
خرجتُ مع أبي عائدًا لعليّ بن أبي طالب من مرض أصابَه ثقيل، قال: فقال: له أبي: ما يُقيمك بمنزلك هذا؟ لو أصابَك أجلُك لم يَلِكَ إلّا أعراب جُهَينةَ، تُحْمَلُ إلى المدينة، فإن أصابَك أجَلُك وَلِيَكَ أصحابُك (2) فصلَّوا عليك. فقال عليّ: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إليّ أن لا أموت حتى أؤمَّرَ، ثم تُخْضَبَ هذه -يعني لحيته- من دم هذه - يعني هامته. فَقُتِل، وقُتِل أبو فضالة مع عليّ يوم صفّين (3).
(5601)
الحديث التاسع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا الحجّاج عن الحسن بن سعد عن أبيه:
أنّ يُحَنَّسَ وصفيّة كانا من الخُمس، فزَنَت صفيّة برجل من الخُمس فولدت غلامًا (4) فادّعاه الزاني ويَحَنَّسُ، فاختصما إلى عثمان، فرفعَهما إلى عليّ بن أبي طالب. فقال علي: أقضي بقضاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الولد للفِراش، وللعاهر الحَجَر" وجلدَهما خمسين خمسين (5).
(5602)
الحديث الخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا إسماعيل بن زكريا عن حجّاج بن دينار عن الحكم عن حُجَيّة بن عَدِي عن علي:
(1) من هنا بدأت نسخة الأزهرية.
(2)
سقط من التركية (جهينة. . . أصحابك) من التركية.
(3)
المسند 2/ 182 (802). ومن طريق محمد بن راشد أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد 1/ 145 (173) وليّن الحديث ابن حجر في التعجيل 513 في ترجمة أبي فضالة، وحكم الهيثمي في المجمع 9/ 140 على رجاله بأنهم موثّقون. وإسناد الحديث ضعيف، ففضالة مجهول، وابن عقيل سيء الحفظ.
(4)
"فولدت غلامًا" سقطت من التركية.
(5)
المسند 2/ 191 (820). وضعّف المحقّقون إسناده لتدليس الحجّاج بن أرطاة، وجهالة سعد بن معبد والد حسن، أما الهيثمي فأعلّه بالحجّاج - المجمع 5/ 16.
أما "الولد للفراش، وللعاهر الحجر" فروي في الصحيح عن أبي هريرة وعائشة - الجمع 3/ 225 (2479)، 4/ 86 (3198).
أن العبّاس عبد المطلب سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تَحِلّ، فرخَّصَ له في ذلك (1).
(5603)
الحديث الحادي والخمسون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه قال: حدّثنا هارون بن معروف (2) قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدّثني سعيد بن عبد اللَّه الجهنيّ أن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب حدّثه عن أبيه عن جدّه عليّ بن أبي طالب:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ يا عليُّ لا تُؤخِّرْهنّ: الصلاةُ إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيّم إذ وَجَدت كُفؤًا"(3).
(5604)
الحديث الثاني والخمسون بعد المائة: حدّثنا عليّ بن عُبيد اللَّه قال: أخبرنا عبد الصمد بن المأمون قال: أخبرنا عليّ بن عمر الحربي قال: حدّثنا أحمد بن كعب قال: حدّثنا عمّار بن خالد قال: حدّثنا علي بن غراب عن سفيان الثوري عن جامع (4) بن أبي راشد عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية قال:
قلت لأبي: يا أبت، من خير النّاس بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، ثم عمر.
انفرد بإخراجه البخاري، وفي لفظه: أبو بكر. ثم قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. قال: وخشيت أن أقول: ثم من؟ فيقول: عثمان. فقلت: ثم أنت. فقال: ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين (5).
(1) المسند 2/ 192 (822). وبهذا الإسناد في أبي داود 2/ 115 (1624)، وابن ماجة 1/ 572 (1795)، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 49 (2331)، وصحّح إسناده الحاكم والذهبي 2/ 332، والمحققون. وأخرجه الترمذي 3/ 61 (678) بهذا الإسناد، ثم أخرجه من طريق آخر، وقال: وحديث إسماعيل بن زكريا عن الحجّاج عندي أصحّ. . قال: وقد روي هذا الحديث عن الحكم بن عتيبة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
(2)
في المسند أن الحديث رواه الإمام أحمد وابنه كلاهما عن هارون بن معروف.
(3)
المسند 2/ 197 (828). ومن طريق عبد اللَّه بن وهب أخرجه الترمذي 1/ 320 (171)، وقال: حديث حسن غريب. وصحّح إسناده الشيخ أحمد شاكر، ووثّق رواته. أما الشيخ الألباني فجعله في ضعيف الترمذي. وحكم محقّقو المسند على إسناده بالضعف، لجهالة سعيد بن عبد اللَّه الجهني.
(4)
في المخطوطة: "الربيع". ويبدو أن الصواب "جامع" وهذا الحديث ممّا رواه المؤلّف عن شيخه الزاغوني. ينظر ترجمته في مشيخة ابن الجوزي 79.
(5)
البخاري 7/ 20 (3671) من طريق سفيان عن جامع بن أبي راشد.
(5605)
الحديث الثالث والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود ابن عامر قال: أخبرنا شريك عن أبي الحَسناء عن الحكم عن حَنَش عن علي بن أبي طالب قال:
أمرَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أضَحِّيَ عنه، فأنا أُضَحِّي عنه أبدًا (1).
(5606)
الحديث الرابع الخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود ابن عامر قال: حدّثنا عبد الحميد بن أبي جعفر عن إسرائيل عن أبي إسحق عن زيد بن يُثَيع عن عليّ قال:
قيل: يا رسول اللَّه، من نُوَمِّرُ بعدَك؟ قال:"إن تُؤمِّروا أبا بكر تجدوه أمينًا، زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة. وإن تؤمروا عمرَ تجدوه قويًّا أمينًا، لا يخاف في اللَّه لومة لائم. وإن تُؤَمِّروا عليًّا -ولا أراكم فاعلين- تجدوه هاديًا مهديًّا يأخذُ بكم الطريق المستقيم"(2).
(5607)
الحديث الخامس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحق قال: حدّثنا ابن المبارك قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مُلَيكة أنّه سمع ابن عبّاس يقول:
وُضِع عمرُ بن الخطّاب على سريره، فتكنَّفَه الناسُ يدعون ويُصَلّون قبلَ أن يرفعَ (3) وأنا فيهم فلم يَرُعْني إلا رجلٌ قد أخذَ بِمَنْكبي من ورائي، فالتفَتُّ فإذا هو عليّ بن أبي طالب، فترحَمَ على عمر وقال: ما خَلَّفْتَ أحدًا أحبَّ إليَّ أن ألقى اللَّهَ بمثل عمله منك، وايم اللَّه، إنّ كنتُ لأظُنُّ لَيَجْعَلَنّك اللَّهُ مع صاحِبَيك، وذلك أني [كنتُ] أُكْثِرُ أن أسمعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"فذَهَبْتُ أنا وأبو بكر وعمر، ودخَلْتُ أنا وأبو بكر وعمر، وخرجتُ أنا وأبو بكر وعمر". فإن كنتُ لأظُنُّ لَيَجْعَلَنَّك اللَّهُ معهما.
(1) المسند 2/ 205 (843). ومن طريق شريك أخرجه أبو داود 3/ 94 (2790)، والترمذي 4/ 71 (1495) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث شريك. ومن طريق شريك صحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 229. وضعّف الألباني الحديث. وضعّف إسناده محقّقو المسند لجهالة أبي الحسناء، وسوء حفظ شريك.
(2)
المسند 2/ 214 (859). وقد ضعّف العلماء الحديث، فقد روى من طريق إسرائسل منسوبًا لعليّ، ولحذيفة، وسلمان. ينظر الكامل 2/ 361، والعلل المتناهية 1/ 253 (405 - 407) وتاريخ بغداد 3/ 302. وقال الذهبي في التلخيص 3/ 70: منكر. وينظر تعليق محقّقي المسند.
(3)
"قبل أن يرفع" سقطت من التركية.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(5608)
الحديث السادس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي ابن بحر قال: حدّثنا عيسى بن يونس قال: حدّثنا زكريا عن أبي إسحق عن هانىء بن هانىء عن عليّ قال:
كان أبو بكر يُخافتُ بصوته إذا قرأ، وكان عمر يجهرُ بقراءته، وكان عمّار إذا قرأَ يأخذ من هذه السورة ومن هذه، فذُكر ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال لأبي بكر:"لِمَ تُخافت؟ " قال: إنّي لأُسْمِعُ من أُناجي. وقال لعمر: "لِمَ تجهرُ بقراءتك؟ " قال: أُفْزِعُ الشيطان، وأُوقِظُ الوَسنان. وقال لعَمّار:"لِم تأخذُ من هذه السورة وهذه؟ " قال: أتَسْمَعُني أخلِط به ما ليس منه؟ قال: "لا" قال: فكُلُّه طيّب (2).
(5609)
الحديث السابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مروان ابن معاوية الفَزاري قال: حدّثنا ربيعة بن عُتبة الكِناني عن المِنهال بن عمرو عن زِرّ بن حُبيش قال:
مسح عليٌّ رأسه في الوضوء حتى أراد أن يقطُرَ، وقال: هكذا رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتوضّأ (3).
(5610)
الحديث الثامن والخمسون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن سليمان لُوَين قال: حدّثنا يحيى بن أبي زائدة قال: حدّثنا عبد الرحمن ابن إسحق عن زياد بن زيد السُّوائي عن أبي جُحيفة عن عليّ قال:
إنّ من السُّنّة في الصلاة وضعَ الأكُفّ على الأكُفّ تحتَ السُّرّة (4).
عبد الرحمن متروك.
(1) المسند 2/ 232 (898). ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك أخرجه البخاري 7/ 41 (3685)، ومسلم 4/ 1858 (2389). وعلي بن إسحق شيخ أحمد، ثقة.
(2)
المسند 2/ 217 (865)، وصحّح الشيخ أحمد شاكر إسناده. ولكنّ محقّقي المسند ضعّفوا الإسناد للخلاف في هانىء، وهو من رجال السنن. ولأن رواية زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحق متأخرة، بعد تغيُّره.
(3)
المسند 2/ 221 (873)، ورجاله رجال الصحيح عدا ربيعة، وهو ثقة. وأخرجه أبو داود 1/ 28 (114) من طريق ربيعة. وصحّح محقّقو المسند إسناده، وجعله الألباني في صحيح أبي داود.
(4)
المسند 2/ 222 (875). وعبد الرحمن بن إسحق الواسطي - تكرّر في هذا المسند أنّه ضعيف، وزياد بن زيد، قال عن ابن حجر مجهول. التقريب 1/ 186. وسائر رجاله ثقات. ومن طريق عبد الرحمن بن إسحق أخرجه أبو داود 1/ 301 (756). وضعّف الألباني الحديث.
(5611)
الحديث التاسع والخمسون بعد المائة: حدّثنا [عبد اللَّه بن] أحمد قال: حدّثني عُبيد اللَّه بن عمر قال: حدّثنا عبد اللَّه بن داود عن نُعيم بن حكيم عن أبي مريم عن علي:
أن امرأة الوليد بن عقبة أتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللَّه، إنّ الوليد يضربها، قال:"قُولي له: قد أجارَني" قال عليّ: فلم تلبث إلا يسيرًا حتى رَجَعت، فقالت: ما زادَني إلا ضَربًا، فأخد هُدْبةً من ثوبه فدفعَها إليها، وقال: قولي له: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أجارَني". فلم تلبَث إلّا يسيرًا حتى رَجَعَت فقالت: ما زادَني إلّا ضَربًا، فرفعَ يدَيه وقال: "اللهمّ عليك الوليد، أثِمَ بي مرّتين" (1).
(5612)
الحديث الستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن إبراهيم الرازيّ قال: حدّثنا سلَمة بن الفضل قال: حدّثني محمد بن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن مَرثَد بن عبد اللَّه اليَزَني عن عبد اللَّه زُرير الغافقيّ عن علي بن أبي طالب:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يركبُ حِمارًا اسمه عُفَير (2).
(5613)
الحديث الحادي والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي ابن بحر قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد الحِمْصيّ قال: حدّثني الوَضين بن عطاء عن محفوظ ابن علقمة عن عبد الرحمن عائذ الأزديّ عن عليّ بن أبي طالب:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ السَّهَ وِكاءُ العين، فمن نام فليتوضّأ"(3).
(1) المسند 2/ 431 (1304)، ومن طريق عبيد اللَّه في أبي يعلى 1/ 289 (351) وقال الهيثمي 4/ 335: رجاله ثقات. وقد أخرج الحديث الطبري في تهذيب الآثار 244 (34) من طريق عبد اللَّه بن داود. وذكر أن أبا مريم لا يُحتجّ به عند الرواة، لأنه غير معروف في نقله الآثار، وأنه لا يُعلم أحدٌ حدّث به عنه غير نعيم بن حكيم، وذلك أيضًا ممّا يجب التوقّف عنده. وضعّف محقّقو المسند إسناده.
(2)
المسند 2/ 226 (886). وإسناده ضعيف. ولكن صحّ الحديث لغيره، ففي حديث معاذ الذي رواه الشيخان: كنت رِدْف النبيّ صلى الله عليه وسلم على حمار يُقَال له عُفَير. . . الجمع 1/ 397 (639).
(3)
المسند 2/ 227 (887). ومن طريق بقيّة أخرجه أبو داود 1/ 52 (203) برواية: "وكاء السَّه العينان" وابن ماجة 1/ 160 (477) برواية: "العين وكاء السّه". وحسّنه الألباني - الإرواء 1/ 148 (113) وقد ضعّف المحقّقون إسناده، وذكروا أن الرواية فيه مقلوبة. وذكره ابن عديّ في الكامل 7/ 89 في ترجمة الوضبين وهو ضعيف.
والوكاء: الخيط الذي تُربط به القربة. والمعنى أن العين حافظة للوضوء، فإذا نام المتوضّىء لا يدري ما يخرج منه.
السَّه: حلقة الدُّبُر.
(5614)
الحديث الثاني والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين ابن الحسن الأشقر قال: حدّثني ابن قابوس بن أبي ظبيان الجَنْبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ قال:
لما قَتَلْتُ مَرْحَبًا جئتُ برأسه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم (1).
(5615)
الحديث الثالث والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد الأَمويّ قال: حدّثنا ابن أبي ليلى عن ابن الأصبهاني عن جدّةٍ له وكانت سَرِيّة لعليّ، قالت:
قال عليّ: كنتُ رجلًا نَؤومًا وكنتُ إذا صلَّيْتُ المغرب وعليّ ثيابي نِمت. قال: يحيى ابن سعيد: فأنامُ قبل العِشاء. فسألْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فرخَّص لي (2).
(5616)
الحديث الرابع والستون بعد المائة: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا صفوان قال: حدّثنا شُريح -يعني ابن عُبيد- قال:
ذُكِرَ أهل الشام عند عليّ بن أبي طالب وهو بالعراق، فقالوا: الْعَنْهم يا أمير المؤمنين فقال: لا، إني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"الأَبدال ثلاثون يكونون بالشام، وهم أربعون رجلًا، كلّما مات رجلٌ أبدلَ اللة مكانَه رجلًا، يُسقَى بهم الغيثُ، ويُنصَرُ بهم على الأعداء، ويُصْرَفُ عن أهل الشام بهم العذاب"(3).
(1) المسند 2/ 227 (888). أبو ظبيان، حصين بن جندب ثقة من رجال الشيخين، وسائر رجاله رجال الإسناد ضعاف.
(2)
المسند 2/ 229 (892). وأعلّه الهيثمي في المجمع 1/ 319 فقال: رواه أحمد، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف لسوء حفظه، وفيه راو لم يُسَمَّ. (وهي جدّة ابن الأصبهاني، عبد الرحمن بن عبد اللَّه).
(3)
المسند 2/ 231 (896). وضعّف محقّقو المسند إسناده لانقطاعه، فشريح لم يدرك عليًّا. وذكروا أن أحاديث الأبدال أسانيدها كلّها ضعيفة. وينظر كشف الخفاء 1/ 25 (35) وما بعدها. وقد ضعّف الألباني هذا الحديث - الضعيفة 6/ 564 (2993). وذكر الهيثمي حديث عليّ في المجمع 10/ 65، وقال: رجاله رجال الصحيح غير شريح بن عُبيد، وهو ثقة، وقد سمع من المقداد وهو أقدم من عليّ. وذكر بعض أحاديث الباب.
(5617)
الحديث الخامس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ ابن بحر قال: حدّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم بن عمر بن كَيسانَ قال أبي: سمعْتُه يحدّث عن عبد اللَّه بن وهب (1) عن أبي خليفة عن عليّ بن أبي طالب قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه رفيق يُحِبُّ الرفق، ويُعطي على الرّفق ما لا يعطي العنف"(2).
(5618)
الحديث السادس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا منصور بن وَردان الأسديّ قال: حدّثنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البختري عن عليّ قال:
لما نزَلت هذه الآية: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] قالوا: يا رسول اللَّه، أفي كلّ عام؟ فسكت. فقالوا: أفي كلّ عام؟ فسكت. قال: ثم قالوا: أفي كلّ عام؟ فقال: "لا، ولو قلتُ نعم لَوَجَبَت". فأنزل اللَّه عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} إلى آخر الآية (3)[المائدة: 101].
(5619)
الحديث السابع الستون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني عثمان بن محمد بن أبي شيبة قال: حدّثني ابنُ فُضَيل عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ قال:
(1) أضاف محقّق المسند (عن أبيه) اعتمادًا على أطراف المسند (4/ 495) وأبي يعلى 1/ 380 (490). وينظر تعليقه. ولم تضف في الطبعات المختلفة للمسند، وأضافها أيضًا محقّق الأطراف عن التاريخ الكبير 1/ 308.
(2)
المسند 2/ 234 (902). وحسّن الشيخ أحمد شاكر إسناده، وقال محقّقو المسند: حديث حسن في الشواهد. وقال الهيثمي 8/ 21 أبو خليفة لم يضعّفه أحد، وبقية رجاله ثقات.
وللحديث شاهد في مسلم عن عائشة - الجمع 4/ 222 (3428).
(3)
المسند 2/ 236 (905) وفي إسناده عبد الأعلى الثعلبي. وهو ضعيف. وأبو البختري لم يسمع عليًا. وأخرجه ابن ماجة 2/ 963 (2884)، والترمذي 3/ 178 (814) وقال: حسن غريب، وأبو يعلى 1/ 396 (517). وينظر تعليق محقّقي المسند.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة 2/ 975 (1337) مثله، وليس فيه نزول {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا. .} .
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حَدّث عنّي حديثًا يرى أنّه كَذِبٌ فهو أحد الكاذبين"(1).
(5620)
الحديث الثامن والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن سلَمة عن ابن إسحق عن أبان بن صالح عن عكرمة قال:
أفضتُ مع الحسين بن علي من المُزدلفة، فلم أزلْ أسمعُه يُلَبّي حتى رمى جَمْرةَ العَقَبة، فسألْتُه فقال: أفضْتُ مع أبي من المُزدلفة، فلم أزلْ أسمعُه يُلبّي حتى رمى جمرة العقبة، فسألْتُه فقال: أفَضْتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم من المُزدلفة، فلم أزلْ أسمعُه يُلبّي حتى رمى جمرةَ العقبة (2).
(5621)
الحديث التاسع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن فُضَيل قال: حدّثنا مغيرة عن أمّ موسى قالت: سمعت عليًّا يقول:
أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ابنَ مسعود فصَعِد على شجرة، أمرَه أن يأتيَه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساقِ عبد اللَّه حين صَعِد الشجرة، فضحكوا من حُموشة ساقيه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما تضحكون؟ لَرِجْلُ عبدِ اللَّه أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أُحُد"(3).
(5622)
الحديث السبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس عن رجل عن عليّ أنّه قال يوم الجمل:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يَعْهَدْ إلينا عهدًا نأخذُ في إمارة، ولكنّه شيءٌ رأيْناه من قِبَل أنفسنا. ثم استُخْلِف أبو بكر، رحمة اللَّه على أبي بكر، فأقام واستقام، ثم استُخلف عمر،
(1) المسند 2/ 235 (903). ورجاله رجال الصحيح. وبهذا الإسناد أخرجه ابن ماجة 1/ 15 (40) وصحّحه الألباني والمحقّقون.
وروى الإمام مسلم في أوّل كتابه أحاديث عن عليّ وغيره في التحذير من الكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
(2)
المسند 2/ 241 (915)، وفي مسند أبي يعلى 1/ 271 (321) عن محمد بن إسحق قال: حدّثني أبان بن صالح. ولبيان أبي يعلى سماع ابن إسحق للحديث، صحّحه الهيثمي - المجمع 3/ 228.
(3)
المسند 2/ 243 (920)، والأدب المفرد 1/ 124 (237)، ومسند أبي يعلى 1/ 409 (539). قال الهيثمي 9/ 291: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح، غير أمّ موسى وهي ثقة. وروى الهيثمي بعده أحاديث بالمعنى. وقال محقّقو المسند: صحيح لغيره، وذكروا بعض شواهده. . . وصحّحه الألباني أيضًا لغيره، وأحال على الصحيحة (3192).
رحمة اللَّه على عمر، فأقام واستقام حتى ضرب الدِّينُ بجِرانه (1).
(5623)
الحديث الحادي والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن منصور عن الحكم عمّن سمع عليًّا وابن مسعود يقولان:
قضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالجِوار (2).
(5624)
الحديث الثاني والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا ليث قال: حدّثنا سعيد -يعني المقبُري- عن عمرو بن سُلَيم الزُّرَقيّ عن عاصم عن عليّ بن أبي طالب أنّه قال:
خرجْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى إذا كُنّا بالحَرّة، بالسُّقيا التي كانت لسعد بن أبي وقّاص، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ائتوني بوَضوء". فلّما توضّأ قام واستقبل القِبلة، ثمّ كبّر ثم قال:"اللهمّ إنّ إبراهيم كان عبدَك وخليلَك، دعا لأهل مكّة بالبركة، وإن محمدًا عبدَك ورسولَك يدعوك (3) لأهل المدينة، أن تُبارِكَ لهم في مُدّهم وصاعهم مِثْلَي ما باركْتَ لأهل مكّة، مع البركة بركتين"(4).
(5625)
الحديث الثالث والسبعون بعد المائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن قال: أخبرنا عُبيد اللَّه بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الحارث عن عليّ قال:
(1) المسند 2/ 244 (921). وفي إسناده ضعف لجهالة الراوي عن عليّ. ورواه ابن أبي عاصم في السنة 2/ 818 (1253) من طريق سفيان عن الأسود عن سعيد بن عمرو عن أبيه قال: قال عليّ. . . وينظر تخريج المحقّقين له.
وجران البعير: باطن عنقه. والمعنى أن الدين استقام واستقرّ كما يقرّ البعير إذا رقد.
(2)
المسند 2/ 245 (923). والراوي عن علي وابن مسعود مجهول. وقد ساق محقّقو المسند شواهد تحسّنه.
(3)
في المسند "وأنا محمد. . . أدعوك" وفي الأصل المخطوط "ورسولك يدعوني مع البركة بركتين بركتين".
(4)
المسند 2/ 251 (936). ورجاله رجال الصحيح، غير عاصم بن عمر، أو عمرو، وقد وُثّق.
ومن طريق الليث أخرج الترمذي الحديث 5/ 674 (3914) وقال: حسن صحيح، وصحّحه ابن حبّان 9/ 61 (3746). وصحّح المحققون إسناد الحديث. ودعاء إبراهيم عليه السلام لمكة، والنبيّ صلى الله عليه وسلم للمدينة، ثابت في غير ما حديث صحيح.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عليُّ، أُحِبُّ لك ما أُحِبُّ لنفسي، وأكرهُ لك ما أكرهُ لنفسي. لا تُقْعِ بين السجدتين"(1).
(5626)
الحديث الرابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا أبو عامر المُزَنيّ قال: حدّثنا شيخ من بني تميم قال:
خطَبَنا عليّ - أو قال: قال عليّ: يأتي على النّاس زمان عَضوض، يَعَضُّ المُوسِرُ على ما في يدَيه. قال: لم يُؤمَرْ بذلك. قال اللَّه تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237] ويَنْهَدُ الأشرار (2)، ويُسْتَذَلُّ الأخيار، ويُبايَعُ المضطرّون وقد نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع المضطرّين، وعن بيع الغَرَر، وعن بيع الثّمَرة حتى تُدرك (3).
(5627)
الحديث الخامس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن حارثة بن مضرِّب عن عليّ قال:
لما قَدِمْنا المدينة أصبْنا من ثمارها، فاجتوَيناها (4) وأصابَنا بها وَعْك، وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يتخبّرُ عن بدر، فلمّا بلَغَنا أن المشركين قد أقبلوا، سار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وبدر بئر، فسبقَنا المشركون (5) إليها، فوجدْنا فيها رجلين منهم، رجلًا من قريش، ومولى لعُقبة ابن أبي مُعَيط، فأما القرشيّ فانفلتَ، وأما مولى عقبة فأخذْناه، فجعلْنا نقول له: كم القومُ؟ فيقول: هم واللَّه كثيرٌ عددُهم، شديدٌ بأسُهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتى انتهَوا به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال له:"كم القوم؟ " قال: هم واللَّه كثيرٌ عددُهم، شديدٌ بأسُهم. فَجَهِدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُخبِرَه كم هم، فأبى. ثم إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم[سأله]: "كم ينحَرون
(1) الترمذي 2/ 72 (282) قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه من حديث عليّ إلّا من حديث أبي إسحق عن الحارث عن عليّ. وقد ضعّف بعض أهل العلم الحارث الأعور. والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يكرهون الإقعاء. وفي سنن ابن ماجة 1/ 289 (894) من طريق عبيد اللَّه بن موسى:"لا تُقع بين السجدتين". وضعّفه الألباني.
(2)
ينهد الأشرار: يعلون.
(3)
المسند 2/ 252 (937). وفيه راوٍ مجهول. وأخرجه أبو داود من طريق هشيم 3/ 255 (3382). وضعّفه الألباني. وضعّف محقّقو المسند إسناده لضعف أبي عامر المزني، وجهالة التميمي.
(4)
اجتوى المكان: لم يوافقه.
(5)
رجّح محقّقو المسند: "فسبقْنا المشركين" وذكروا اختلاف المصادر في ذلك.
من الجُزُر؟ " فقال: عشرًا كلَّ يوم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "القومُ ألف، كلّ جَزور لمائة وتَبَعِها".
ثم إنّه أصابنا من الليل طَشٌّ (1) من مطر، فانطلقْنا تحت الشجر والحَجَف (2) نستظلّ تحتَها من المطر. وبات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعو ربّه ويقول:"اللهمّ إنّك إن تُهْلِك هذه الفئةَ لا تُعْبَد". قال: فلمّا أن طلع الفجر نادى: "الصلاةَ، عبادَ اللَّه" فجاء النّاس من تحت الشجر والحَجَف، فصلّى بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحرَّضَ على القتال، ثم قال:"إنّ جَمْعَ قريش تحتَ هذه الضِّلَع الحمراء من الجبل" فلمّا دنا القوم منا وصافَفْناهم، إذا رجلٌ منهم على جمل له أحمرَ يسير في القوم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا عليّ، نادِ لي حمزة - وكان أقربَهم من المشركينَ: من صاحب الجمل الأحمر؟ وماذا يقول لهم؟ " ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ يكنْ في القوم أحد يأمُرُ بخير فعسى أن يكونَ صاحبَ الجمل الأحمر". فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة، وهو ينهى عن القتال ويقول: يا قوم، إنّي أرى قومًا مستميتين، لا تَصِلون إليهم وفيكم خيرٌ. يا قوم، اعْصِبوها اليومَ برأسي، وقولوا: جَبُنَ عتبةُ بن ربيعة، وقد عَلِمْتُم أني لستُ بأجبنكم. قال: فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا! واللَّه لو غيرُك يقول لأعْضَضْتُه، قد ملأتْ رِئتُك جوفَك رُعبًا. فقال عُتبة: إيّاي تَعَيِّرُ يا مُصَفِّرَ اسْتِه، سيعلم القومُ أيّنا الجبان.
فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حَمِيّةً، فقالوا: من يُبارز؟ فخرج فِتيةٌ من الأنصار ستّةٌ، فقال عتبة: لا نُريد هؤلاء، ولكن يُبارِزُنا من بني عمّنا من بني عبد المطّلب. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"قُمْ يا عليُّ، وقُمْ يا حمزة، وقُمْ يا عُبيدةُ بن الحارث" فقتل اللَّه عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عُتبة، وجُرح عُبيدة، فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين. فجاءَ رجل من الأنصار (3) بالعبّاس بن عبد المطّلب أسيرًا، فقال العّباس: يا رسول اللَّه، إنّ هذا واللَّه ما أسَرَني، لقد أسَرَني رجل أجْلَحُ من أحسن النّاس وجهًا، على فرسٍ أبلق (4)، ما أُراه في القوم. فقال الأنصاريّ: أنا أسَرْتُه يا رسول اللَّه. فقال: "اسْكُتْ، فقد أيّدَكَ اللَّه بمَلَك كريم".
(1) الطَشّ: المطر الخفيف.
(2)
الحَجَف: جمع حَحَفة: التُّرس.
(3)
في المسند "قصير".
(4)
الأجلح: الذي انحسر شعره عن جانبي رأسه. والأبلق: الذي فيه سواد وبياض.
قال عليّ: وأسَرْنا من بني عبد المطّلب العبّاس وعقيلًا ونوفل بن الحارث (1).
* طريق لبعضه (2):
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي إسحق عن حارثة ابن مضرِّب عن عليّ قال:
ما كان فينا فارسٌ يوم بدر غيرُ المقداد، ولقد رأيْتُنا وما فينا إلّا نائم، إلّا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم تحتَ شجرة يُصَلّي ويبكي حتى أصبح (3).
فأما قوله: أعْضَضْتُه: أي قلت له: اعْضَضْ بهن أبيك.
وقوله: يا مُصَفِّرَ اسْتِه، فيه قولان: أحدهما أنّه كان به مرض وكان يَطليه بالزعفران. والثاني: أنّه كان به أُبْنة.
(5628)
الحديث السادس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي عن محمد بن إسحق قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد المقبُري عن عطاء مولى أمِّ صُبَيَّة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أَشُقَّ على أُمّتي لأمَرْتهم بالسِّواك عند كلّ صلاة. ولأخَّرْتُ عِشاء الآخرة إلى ثلث الليل الأوّل، فإنّه إذا مضى ثلث الليل الأوّل هبطَ اللَّهُ عز وجل إلى السماء الدُّنيا، فلم يزلْ هنالك حتى يطلُعَ الفجر، فيقول قائل: ألا سائلٌ يُعطَى، ألا داعٍ يُجابُ، ألا سقيمٌ يَسْتَشْفي فيُشْفَى، ألا مذنبٌ يستغفرُ فيُغْفَرَ له".
قال ابن إسحق (4): وحدّثني عمّي عبد الرحمن بن يسار عن عبيد اللَّه أبي رافع مولى
(1) المسند 2/ 259 (948). ورجاله رجال الصحيح غير حارثة، وهو ثقة. روى له أصحاب السنن. وكذا قال الهيثمي في المجمع بعد أن أخرج الحديث 6/ 78. وأخرجه أبو داود مختصرًا من طريق إسرائيل 3/ 52 (2665). وصحّحه الألباني، وصحّح محقّقو المسند إسناده. وينظر تاريخ الطبري 3/ 424، والبداية 3/ 277.
(2)
في الأزهرية "طريق آخر".
(3)
المسند 2/ 299 (1023)، وأبو يعلى 1/ 242 (280) وصحيح ابن خزيمة 2/ 52 (899)، وصحيح ابن حبّان 6/ 32 (2257). وصحّح المحقّقون إسناده.
(4)
وهو موصول بالإسناد السابق: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق. ..
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن عليّ بن أبي طالب عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، مثل حديث أبي هريرة (1).
(5629)
الحديث السابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا عليّ بن مُسهر عن ابن أبي ليلى عن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا عَطَسَ أحدُكم فليقلْ: الحمدُ للَّه، وليَقلْ مَن حولَه: يرحمُك اللَّه، وليقل هو: يَهديكم اللَّه ويُصلحُ بالَكم"(2).
(5630)
الحديث الثامن والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود ابن عامر قال: أخبرنا إسرائيل عن محمد بن عبيد اللَّه عن أبيه عن عمّه قال:
قال عليّ، وسئل: يركب (3) الرجلُ هَدْيَه؟ فقال: لا بأس به، قد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ بالرجال يمشون، فيأمُرهم يركبون هَديَه: هَديَ النبيّ صلى الله عليه وسلم. قال: ولا تَتَّبعون شيئًا أفضلَ من سنّة نبيّكم صلى الله عليه وسلم (4).
(5631)
الحديث التاسع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا زهير عن عبد اللَّه -يعني ابن محمد بن عقيل- عن محمد بن عليّ، وهو ابن الحنفيّة أنّه سمع ابن أبي طالب يقول:
(1) المسند 2/ 272، 273 (967، 968). ومن طريق محمد بن إسحق - في مسند أبي هريرة 16/ 361 (10618) وصحّح المحقّقون الحديث. وضعّفوا إسناده لجهالة عطاء المدني.
وقد روي الحديث من طرق صحيحة عن أبي هريرة: ينظر طرق حديث السواك في الجمع 3/ 214 (2465)، وطرق "النزول" 3/ 78 (2257).
(2)
المسند 2/ 275 (972). ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجة 2/ 1224 (3715). قال البوصيري: في إسناده ابن أبي ليلى، واسمه محمد بن عبد الرحمن، وهو ضعيف. ومن طريق محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه أخرجه أبو يعلى 10/ 260 (306). وأخرج الترمذي الحديث 5/ 77 (2741) من طريق ابن أبي ليلى بإسناده إلى أبي أيوب. قال الترمذي: وكان ابن أبي ليلى يضطرب في الحديث: يقول أحيانًا عن أبي أيوب عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويقول أحيانًا: عن عليّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وينظر الحاكم 4/ 266.
والحديث صحيح عن أبي هريرة - البخاري 10/ 608 (6224).
(3)
سقط من المخطوطة التركية ورقة من هنا.
(4)
المسند 2/ 279 (979). وقد حسّن المحقّقون الحديث لغيره، وضعّفوا إسناده.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُعطيتُ ما لم يُعْطَ أحدٌ من الأنبياء" فقلنا: يا رسول اللَّه، ما هو؟ قال: نُصِرْتُ بالرُّعب، وأُعطيتُ مفاتيحَ الأرض، وسُمِّيتُ أحمدَ، وجُعل الترابُ لي طَهورًا، وجُعِلتَ أُمَّتي خيرَ الأُمم" (1).
(5632)
الحديث الثمانون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: وجدْت في كتاب أبي بخطّ يده قال: أُخبرتُ عن سِنان بن هارون حدّثنا بيان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ بن أبي طالب قال:
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا ركع لو وُضع قَدَحٌ من ماء على ظهره لم يُهراق (2).
(5633)
الحديث الحادي والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن عبد اللَّه بن محمد عن عَقيل عن محمد بن الحنفيّة عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مِفتاحُ الصلاة الطُّهور، وتحريمُها التكبير، وتحليلُها التسليم"(3).
(5634)
الحديث الثاني والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن عليّ قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي على إثر كلّ صلاة مكتوبة ركعتين، إلا الفجر والعصر. وقال عبد الرحمن: في دُبُرِ كلّ صلاة (4).
(5635)
الحديث الثالث والثمانون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا أبو أسامة عن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن على عن أبيه عن جدّه:
(1) المسند 2/ 156 (763)، وحسّن المحقّقون إسناده من أجل ابن عقيل. وينظر مظانّه عندهم.
(2)
المسند 2/ 288 (997). وضعّف المحقّقون إسناده لجهالة الشيخ الذي روى عنه الإمام أحمد، ولضعف سنان بن هارون.
(3)
المسند 2/ 292 (1006)، وسنن ابن ماجة 1/ 101 (275)، وأبي داود 1/ 16 (61)، ومسند أبي يعلى 1/ 456 (616). وأخرجه الترمذي من طريق سفيان 1/ 8 (3) وقال: هذا الحديث أصحّ شيء في هذا الباب وأحسن. وعبد اللَّه بن محمد بن عَقيل هو صدوق، وقد تكلّم فيه بعض أهل العلم من قِبل حفظه. ثم نقل عن البخاري احتجاج العلماء به، وقوله: هو مقارب الحديث. وقال ابن حجر في الفتح 2/ 322: وحديث: "تحليلها التسليم" أخرجه أصحاب السنن بسند صحيح.
(4)
المسند 2/ 294 (1012)، وأبو يعلى 1/ 432، 457 (573، 617)، وصحيح ابن خزيمة 2/ 207 (1196). ومن طريق سفيان أخرجه أبو داود 2/ 24 (1275). وقوّى المحقّقون إسناده، وضعّفه الألباني.
أن عليًا كان يسيرُ، حتى إذا غَرَبتِ الشمسُ وأظلم، نزل فصلّى المغرب، ثم صلّى العشاء على إثرها، ثم يقول: هكذا رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصنع (1).
(5636)
الحديث الرابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو كُرَيب الهَمْداني قال: حدّثنا معاوية بن هشام عن سفيان الثوري عن جابر عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عليّ:
أن رسول اللَّه (2) صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر به (3).
(5637)
الحديث الخامس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا شريك عن عاصم بن كُليب عن محمد بن كعب القُرَظيّ أن عليًّا قال:
رأيْتُني مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإني لأرْبِط الحَجَرَ عَلى بطني من الجوع، وإن صدَقتي اليوم لأربعون ألفًا (4).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود قال: حدّثنا شريك. . فذكره، وقال فيه: وإن صدقة مالي لتبلغ أربعين ألف دينار (5).
قال المصنّف: وربما ظنّ ظانٌّ أنّه كان له مال وهذا القدر زكاته. وليس كذلك، فإنّه لمّا مات لم يخلّف إلا سبعمائة درهم.
قال أبو الحسين، ابن فارس اللغوي: سألْت أبي عن هذا الحديث فقال: معناه إنّ الذي تصدّقْت به مذ كان لي مال إلى اليوم كذا وكذا ألفا، وكيف له مال وهو يقول: يا صفراءُ، يا بيضاءُ، غُرّي غيري (6).
(1) المسند 2/ 355 (1143)، وأبو داود 2/ 10 (1234)، ومن طريق أبي أسامة - حمّاد بن أسامة أخرجه أبو يعلى 1/ 358 (464) وحسّن المحقّقون إسناده وصحّحه الألباني.
(2)
نهاية السقط من المخطوطة التركية، المشار إليه في الحديث (5630).
(3)
المسند 2/ 320 (1069). وفي إسناده جابر الجعفي، ضعيف.
وقد صحّ الحديث عن عدد من الصحابة، فقد رواه الشيخان عن ابن عبّاس وابن عمر وعائشة، ورواه مسلم عن جابر بن سمرة. ينظر الجمع 2/ 50، 183 (1035، 1285)، 4/ 77 (3190) 1/ 339 (524).
(4)
المسند 2/ 463 (1367).
(5)
السابق (1368). وقد ضعّف المحقّقون إسناده، لسوء حفظ شريك، ولأن محمد بن كعب لم يدرك عليًّا.
(6)
ينظر كشف الخفاء 2/ 383 (3185).
والصفراء: الذهب. والبيضاء: الفضّة.
(5638)
الحديث السادس والثمانون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني عثمان بن أبي شَيبة قال: حدّثنا محمد بن فُضيل قال: حدّثنا محمد بن عثمان عن زاذان عن عليّ قال:
سألتْ خديجةُ النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هما في النّار". فلما رأى الكراهية في وجهها قال: "لو رأيْتِ مكانَهما لأَبْغَضْتِهما" قالت: يا رسول اللَّه، فولدي منك؟ قال:"في الجنّة".
ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ المؤمنين وأولادهم في الجنّة، وإن المشركين وأولادهم في النّار". ثم قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (1)[الطور: 21].
محمد بن عثمان لا يُقبل حديثه، ولا يصحّ في تعذيب الأطفال حديث. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج بمحمّد بن عثمان بحال (2).
(5639)
الحديث السابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا سفيان عن محمد بن سُوقة عن منذر عن ابن الحنفية:
لو كان عليّ ذاكرًا عثمانَ بسوء ذكره يوم جاءه ناسٌ فشكَوا سُعاة عثمان، فقال لي عليّ: اذهبْ بهذا الكتاب إلى عثمان وأخْبِرْه أن فيه صدقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (3)، فمُرْ سُعاتك يعملون بما فيها. فقال: أغْنِها عنّا. فأتيتُ بها عليًّا فأخبرْتُه، فقال: لا عليك، فضَعْها حيث أخذْتَها.
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(1) المسند 2/ 348 (1131). وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عثمان - كما يأتي. والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 168 (220) من طريق عثمان بن أبي شيبة، والذهبي في الميزان 3/ 642 (7933) وقال عن محمد بن عثمان: لا يُدرى من هو، فتّشت عنه في أماكن، وله خبر منكر - وساق الحديث. وقال الهيثمي في المجمع 7/ 220: رواه عبد اللَّه بن أحمد، وفيه محمد بن عثمان، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
(2)
ينظر الميزان 3/ 642، والضعفاء والمتروكون 3/ 84 (3114).
(3)
أي مصارف الزكاة.
(4)
البخاري 6/ 213 (3111). وأخرجه أحمد من طريق عبد الرزّاق عن سفيان بن عيينة به 2/ 378 (1196).
وحكى أبو مسعود الدمشقي في "الأطراف" قال: قال بعض الرُّواة عن سفيان بن عُيينة: لم يجد عليٌّ بُدًّا حيث كان عنده علم منه أن يُنهِيَه إليه. قال: ونرى عثمان إنّما ردّه لأن عنده علمًا من ذلك فاستغنى عنه (1).
(5640)
الحديث الثامن والثمانون بعد المائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عبدان قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا يونس عن الزهري قال: أخبرني عليّ بن حسين أن حسين بن علي أخبره، أن عليًّا قال:
كانت لي شارِفٌ من نصيبي من المَغنم يومَ بدر، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفًا ممّا أفاءَ اللَّهُ عليه من الخُمس يومئذٍ، فلما أردْتُ أن أبتنيَ بفاطمة ابنةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، واعْدتُ رجلًا صوّاغًا من بني قَيْنُقاع أن يرتحلَ معي فيأتي بإذخر أردْتُ أن أبيعَه من الصوّاغين فأستعينَ به في وليمة عرسي. فبينما أنا أجمع لشارِفَيّ متاعًا من الأقتاب والغرائر (2) والحبال، وشارفاي مُناخان إلى جنب حجرة [رجل] من الأنصار، حتى جمعْتُ ما جمعْتُ، فإذا أنا بشارفيّ قد اجتُبَّت أسنمتُهما، وبُقِرَت خواصِرُهما، وأُخِذَ من أكبادِهما، فلم أمْلِك عينيّ حين رأيتُ ذلك المنظر. فقلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعلَه ابنُ عبد المطَلب، وهو في هذا البيت في شَرْب من الأنصار، عنده قَينةٌ وأصحابُه، فقالت في غنائها:
ألا يا حَمْزُ للشُّرُفِ النِّواء
…
. . . . . . . . . . . (3)
فوثب حمزة إلى السيف فاجتبّ أسنمتَهما، وبقرَ خواصرَهما، وأخذ من أكبادهما. قال عليّ: فانطلقْتُ حتى أدخلَ على النبيّ صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة، وعرف النبيُّ صلى الله عليه وسلم في وجهي الذي لقيتُ، فقال:"مالك؟ ". قلتُ: يا رسول اللَّه، ما رأيْتُ كاليوم، عدا حمزهُ على ناقتيَّ فاجتبّ أسنمتهما، وبقر خوصرهما، وها هو ذا في بيت معه شَرب. قال: فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى، ثم انطلق يمشي واتَّبَعْتُه أنا وزيد حتى جاء البيت
(1) وهذا ممّا نقله المؤلّف ابن الجوزي عن الحميدي في الجمع 1/ 166 (136)، بل أن ألفاظ الحديث تابع فيها لما روى الحميدي لا لما في البخاري. ونقل ابن حجر في الفتح 6/ 215 كلام الحميدي هذا.
(2)
الأقتاب جمع قتب: وهو الرَّحل الصغير، على قدر السَّنام. والغرائر جمع غِرارة. وعاء من الخيش.
(3)
وعجز البيت:
. . . . . . . . . . . . .
…
وهُنّ مُعَقَّلات في الفِناء
الذي فيه حمزة، فاستأذن عليه فأُذِن له، فطَفِقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يلومُ حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثَمِلٌ، مُحْمَرّةٌ عيناه، فنظر حمزةُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فصعَّدَ النّظرَ إلى ركبتيه، ثم صعَّدَ النَّظر إلى سُرّته ثم صَعَّدَ النظَرَ فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلّا عبيدٌ لأبي؟ فعرف النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنّه ثَمِلٌ، فَنَكَصَ على عَقِبَيه القَهْقَرى، فخرجَ وخرجْنا معه.
أخرجاه جميعًا.
وفي رواية: وذلك قبل تحريم الخمر (1).
والشارف: الناقة المُسِنَّة، والجمع شُرُف. والمعنى: انهض إلى الشُّرُف
والنِّواء: السِّمان.
والقَينة: المُغَنِّية.
والثَّمِل: السّكران.
والشَّرب: القوم يجتمعون للشراب.
(5641)
الحديث التاسع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن علي بن زيد عن الحسن عن قيس بن عُباد قال:
كُنّا مع عليّ، فكان إذا شهد مشهدًا، أو أشرف على أكمة، أو هبط واديًا قال: سبحان اللَّه، صدق اللَّه ورسولُه، فقلت لرجل من بني يَشْكر: انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسألَهَ عن قوله: صدق اللَّه ورسولُه. قال: فانْطَلَقْنا إليه فقلنا: يا أميرَ المؤمنين، رأيناك إذا شَهِدْتَ مَشهدًا أو هَبَطْتَ واديًا أو أشرفْت على أكمة قلتَ: صدق اللَّه ورسولُه، فهل عَهِدَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا في ذلك؟ قال: فأعرضَ عنّا، فألحَحْنا عليه، فلما رأى ذلك قال: واللَّه ما عَهِدَ إليّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَهْدًا إلّا شيئًا عَهِده إلى النّاس، ولكن النّاس وقعوا على عثمان فقتلوه، فكان غيري فيه أسوأَ حالًا وفعلًا منّي، ثم رأيتُ أنّي أحقُّهم بهذا الأمر، فوَثبْتُ عليه، واللَّه أعلم أصبْنا أم أخطَأْنا (2).
(1) هذه الرواية في البخاري 7/ 316 (4003). وله روايات أُخر، ينظر أطرافه 4/ 316 (2089) وأخرجه مسلم عن ابن جُريج عن الزهري، ومن طريق عبد اللَّه بن وهب وعبد اللَّه بن المبارك عن يونس عن الزهري 3/ 1568 - 1570 (1979). وأخرجه أحمد مختصرًا من طريق الزهري 2/ 382 (1201).
(2)
المسند 2/ 385 (1207) وفيه علي بن زيد، ابن جدعان، وهو ضعيف. وصحّح إسناده الشيخ أحمد شاكر، وضعّفه محقّقو المسند.
(5642)
الحديث التسعون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبّاد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن معاذ الصنعانيّ عن معمر عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن عليّ:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من سرَّه أن يُمَدَّ له في عُمُره، ويُوَسَّعَ له في رزقه، ويُدْفَعَ عنه مِيتةُ السُّوء، فلْيَتَّقِ اللَّه، ولْيَصِلْ رَحِمَه"(1).
(5643)
الحديث الحادي والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن آدم قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا الحسن بن الحُرّ قال: حدّثنا الحكم بن عُتيبة عن رجل يُدعى حَنَشًا عن عليّ قال:
كَسَفَتِ الشمسُ، فصلّى عليٌّ بالنّاس، فقرأ (يس) ونحوها، ثم ركع نحوًا من قدر سورة، ثم رفع رأسه فقال: سَمع اللَّه لمن حَمِده، ثم قام قدر السورة يدعو ويكبّر، ثم ركع قدر قراءته أيضًا، ثم قال: سَمع اللَّه لِمن حَمِده، ثم قام أيضًا قدر السورة، ثم ركع قدر ذلك أيضًا، حتى صلّى أربع ركعات، ثم قال: سَمع اللَّهُ لِمن حَمِدَه، ثم سجد، ثم قام في الرّكعة الثانية ففعل كفِعله في الركعة الأولى، ثم جلس يدعو ويَرْغَبُ حتى انكشفت الشمس، ثم حدَّثَهم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كذلك فعل (2).
(5644)
الحديث الثاني والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين ابن محمد قال: حدّثنا إسرائيل عن عطاء بن السائب قال:
دخلْتُ على أبي عبد الرحمن السُّلَميّ وقد صلّى الفجر وهو جالس في المسجد، فقلت: لو قمتَ إلى فراشك كان أوْطأ لك، قال سمعْتُ عليًّا يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلّى الفجرَ وجَلَسَ في مُصَلّاه، صلّت عليه الملائكة، وصلاتُهم عليه: اللهمّ اغفرْ له، اللهمّ ارحمْه، ومن ينتظر الصلاة صلّت عليه
(1) المسند 2/ 387 (1213). قال المنذري في الترغيب 3/ 304 (3697): رواه عبد اللَّه بن أحمد والبزار بإسناد جيّد، والحاكم (4/ 160). وقال الهيثمي 8/ 155: رواه عبد اللَّه بن أحمد والبزار والطبراني في الأوسط 4/ 31 (3038) ورجال البزّار رجال الصحيح غير عاصم بن ضمرة، وهو ثقة.
(2)
المسند 2/ 389 (1216). وصحّحه ابن خُزيمة 2/ 320 (1388) من طريق زهير. وضعّف محقّقو المسند إسناده، لضعف حنش.
الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهمّ اغفرْ له، اللهمّ ارحمْه" (1).
(5645)
الحديث الثالث والتسعون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني سُريج بن يونس قال: حدّثنا علي بن هاشم بن البَريد عن محمد بن عُبيد اللَّه بن علي بن أبي رافع (2)، عن عمر بن عليّ بن حسين عن أبيه عن عليّ:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم خيَّرَ نساءَه الدُّنيا والآخرة، ولم يخيِّرْهُنّ الطلاق (3).
(5646)
الحديث الرابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا جرير عن محمد بن سالم عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فيما سَقَت السماءُ العُشْر، وفيما سُقيَ بالغَرْب والدّالية (4) ففيه نصف العشر"(5).
قال عبد اللَّه فحدّثْت أبي بحديث عثمان عن جرير، فأنكره جدًّا. وكان أبي لا يُحدِّثُنا عن محمد بن سالم، لضعفه عنده وإنكاره لحديثه (6).
(5647)
الحديث الخامس والتسعون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني عبيد اللَّه بن عمر القواريري قال: يزيد أبو خالد القرشي قال: حدّثنا ابن جُريح قال: أخبرَني حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضَمرة عن عليّ قال:
(1) المسند 2/ 407 (1251). ورجاله رجال الصحيح عدا عطاء بن السائب، اختلط.
والحديث بمعناه من طرق عن أبي هريرة عند الشيخين - الجمع 3/ 145 (2366).
(2)
ينظر تعليق محقّقي المسند، والشيخ شاكر. وقد حذفوا "ابن عليّ".
(3)
المسند 2/ 27 (588). قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف جدًّا، وثم هو منقطع. محمد بن عبيد اللَّه منكر الحديث، ضعيف. وعلي بن الحسين لم يدرك جدّه. قال: ثم إنّ هذا الحديث يخالف الأحاديث الصحاح: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خيَّرَ أزواجه الطلاق، فاختَرْن اللَّه ورسوله.
(4)
الغرب: الدلو العظيمة. والدّالية: دلو يسقى به بواسطة الحيوان.
(5)
المسند 2/ 399 (1240). وإسناده ضعيف لضعف محمد بن سالم الهمداني. وللحديث شواهد تصحّحه: فهو عن ابن عمر في البخاري، وعن جابر في مسلم - الجمع 2/ 269، 388 (1411، 1630).
(6)
ينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد 3/ 263، والكامل 6/ 154، والضعفاء والمتروكون 3/ 63.
قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُبْرِزْ فَخِذَك، ولا تنظُرْ إلى فَخِذ حيٍّ ولا ميّت"(1).
(5648)
الحديث السادس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحق سمع عاصم بن ضَمرة عن علي:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُصلّي من الضُّحى (2).
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن عمر قال: حدّثنا المُحاربيّ عن فضيل بن مرزوق عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن عليّ قال:
قال: صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الضُّحى حين كانت الشمسُ في المشرق في مكانها من المغرب، صلاةَ العصر (3).
(5649)
الحديث السابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمد بن يحيى بن أبي سَمينة قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا حسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضَمرة عن علي قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سألَ مسألةً عن ظهر غِنًى استكثرَ بها من رَضْف جهنّم". قالوا: ما ظهر غِنًى؟ قال: "عَشاء ليلة"(4).
(1) المسند 2/ 405 (1249)، وأبو يعلى 1/ 277 (331). ومن طريق ابن جريج أخرجه ابن ماجة 1/ 469 (1460)، وأبو داود 3/ 196 (3140)، 4/ 40 (4015). وقال في الموضع الثاني: هذا الحديث فيه نكارة. قال الألباني: ضعيف جدًّا وتحدّث محقّقو المسند عن علله. ولكن محقّق مسند أبي يعلى وثّق رجاله، ولم يرتض قولا أبي داود.
(2)
المسند 2/ 99 (682) ورجاله رجال الصحيح عدا عاصم، روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. والحديث في مسند الطيالسي 19/ (127). ومن طريق شعبة في مسند أبي يعلى 1/ 279 (334)، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 233 (1232)، وحسّن الألباني إسناده.
(3)
المسند 2/ 408 (1252). ورجاله رجال الصحيح غير عاصم.
(4)
المسند 2/ 408 (1253). والحسن بن ذكوان مدلّس. ولم يسمع هذا الحديث من حبيب، وإنما سمعه من عمرو بن خالد عن حبيب. وقد ذكر العقيلي في الضعفاء 1/ 224، والذهبي في الميزان 1/ 490، والهيثمي في المجمع 3/ 97 أنّه لم يرو هذا الحديث عن حبيب، وإنما عن عمرو بن خالد. وقال الدارقطني 2/ 121 بعد أن أخرج الحديث من طريق عبد الوارث عن الحسن عن عمرو بن خالد عن حبيب به: عمرو بن خالد متروك.
الرَّضْف: الحجارة.
(5650)
الحديث الثامن والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا مِسعر عن أبي عون عن أبي صالح الحنفيّ عن عليّ قال:
قيل لعليّ ولأبي بكر يوم بدر: مع أحدِكما جبريل ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل مَلَك عظيم يشهد القتال، أو قال: يشهد الصّفّ (1).
(5651)
الحديث التاسع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثنا عمرو بن مُرَّة عن عبد اللَّه بن سَلِمة عن عليّ قال:
مرّ بي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا وَجعٍ، وأنا أقول: اللهمّ إنْ كان أجلي قد حضر فأرِحْني، وإن كان آجلًا فارْفَعْني، وإن كان بلاءً فصبِّرني. قال:"ما قُلْتَ؟ " فأعَدْتُ، فضربَني برجله فقال:"ما قلتَ؟ " فأعَدْتُ عليه. فقال: "اللهمّ عافِه أو: اشْفِه" فما اشتكيتُ ذلك الوجعَ بعد (2).
(5652)
الحديث المائتان: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني عمرو بن محمد الناقد قال: حدّثني عمرو بن عثمان الرَّقِّيّ قال: حدّثنا حفص أبو عمر عن كثير بن زاذان عن عاصم بن ضَمرة عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآنَ فاسْتَظْهَرَه شُفِّع في عشرة من أهل بيته قد وجبت لهم النّار"(3).
(1) المسند 2/ 411 (1257). ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي 6/ 85. ومن طريق مسعر أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 2/ 817 (1217)، وأبو يعلى 1/ 283 (340)، وصحّح الحاكم إسناده 3/ 68، 134. وقال الذهبي في الموضع الأول: صحيح، وفي الثاني: مسلم. وأبو صالح عبد الرحمن بن قيس الحنفي، من رجال مسلم.
(2)
المسند 2/ 68 (637)، وقال: حسن صحيح، ومن طريق شعبة أخرجه الترمذي 5/ 523 (3564)، وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى 1/ 244 (284)، وصحّحه ابن حبّان 15/ 388 (6940). وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 2/ 620. واعترضهما محقّقو المسند، لأن عبد اللَّه بن سلمة من رجال السنن، لم يخرج له الشيخان. وقد حسّن إسناده محقّقو المسند وابن حبّان وأبي يعلى. وضعّف الألباني الحديث.
(3)
المسند 2/ 416 (1268). ومن طريق حفص بن سليمان أبي عمر، أخرجه ابن ماجة 1/ 78 (216)، والترمذي 5/ 158 (2905) قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح، وحفص بن سليمان يُضعّف في الحديث. وضعّف المحقّقون إسناده.
(5653)
الحديث الحادي بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الخليل عن عليّ قال:
كان للمغيرة بن شعبة رُمح، فكُنّا إذا خرجْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزاة خرج به معه، فيركُزُه، فيمُرُّ النّاس عليه فيحملونه، فقلتُ: لئن أتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم لأُخْبِرَنّه، فقال: إنّك إنّ فعَلْتَ لم تُرْفَعْ ضالَّة (1).
(5654)
الحديث الثاني بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو كامل فضيل بن الحسين قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خيارُكم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَه"(2).
(5655)
الحديث الثالث بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا محمد ابن سليمان لُوين قال: حدّثنا محمد بن جابر عن سِماك عن حَنَش عن علي قال:
لما نزلت عشر آيات من "براءة" على النبيّ صلى الله عليه وسلم، دعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا بكر فبعثَه بها ليقرأَها على أهل مكّة، ثم دعاني النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال لي:"أدْرِك أبا بكر، فحيثما لحِقْتَه فخذ منه، فاذهب إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم" فلَحِقْتُه بالجُحْفة، فأخذْتُ الكتاب، ورجعَ أبو بكر إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، نزل فيَّ شيء؟ قال:"لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدِّيَ عنك إلّا أنت أو رجل منك"(3).
(1) المسند 2/ 418 (1272). وأبو يعلى 1/ 263 (311). وأخرجه ابن ماجة من طريق سفيان 2/ 939 (2809) قال البوصيري: في إسناده أبو الخليل، وهو عبد اللَّه بن أبي الخليل، ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال البخاري: لا يتابع عليه، وأبو إسحق هو مدلّس، وقد اختلط بآخر عمره. وقد صحّح الحديث الطبري في تهذيب الآثار 246 (36) ولكن ذكر أن مُعَلّ عند الآخرين لأنه لا يروى إلّا من هذا الوجه، ولتدليس أبي إسحق.
(2)
المسند 2/ 437 (1318). وإسناده ضعيف، فقد سبق أن عبد الرحمن ضعيف، والنعمان مجهول. ومن طريق عبد الواحد بن زياد أخرجه الترمذي 5/ 161 (2909) وقال: وهذا حديث لا نعرفه من حديث عليّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إلّا من حديث عبد الرحمن بن إسحق.
وقد صحّ عن عثمان رضي الله عنه. ينظر الحديث (5256).
(3)
المسند 2/ 427 (1297). وإسناده ضعيف. وينظر التعليق على ما يأتي.
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني أبو بكر قال: حدّثني عمرو بن حمّاد عن أسباط بن نصر عن سماك عن حَنَش عن علي:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم حين بعثَه بـ "براءة" قال: يا نبيّ اللَّه، إنّي لستُ باللَّسِن ولا بالخطيب. قال:"ما بُدَّ أن يذهبَ بها أنا أو تذهبَ بها أنت". قال: فإن كان ولا بُدّ فسأذهبُ أنا. قال: "فانطلقْ، فإنّ اللَّه يثّبت لسانك، ويهدي قلبك". قال: ثم وضع يده على فيه (1).
* طريق آخر يتعلّق به:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن زيد بن أُثَيع -رجل من هَمْدان- قال:
سألْنا عليًّا: بأيّ شيء بُعِثْتَ؟ يعني يوم بعثَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر في الحَجّة قال: بُعِثت بأربع: لا يدخلُ الجنّةَ إلا نفسٌ مؤمنة. ولا يطوفُ بالبيت عُريانٌ، ومن كان بينَه وبينَ النبي عَهْدٌ فعهدُه إلى مُدّته. ولا يَحُجُّ المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا (2).
(5656)
الحديث الرابع بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن عمر قال: حدّثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحق القرشيّ عن سيّار أبي الحكم عن أبي وائل قال:
أتى عليًّا رجلٌ فقال: يا أمير المؤمنينَ إني عَجَزْتُ عن مكاتبتي فأعِنّي. فقال عليّ: ألا أُعَلِّمُك كلماتٍ علَّمَنِيهنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثلُ جبل صِيرٍ دنانيرَ لأدّاه اللَّه عنك؟ قلت: بلى. قال: "قل: الهم اكْفُفْني (3) بحلالك عن حرامك وأَغْنِني عمّن سواك"(4).
(1) المسند 2/ 423 (1287). وإسناده ضعيف لضعف حنش. وقد ضعّف ابن كثير في البداية 5/ 38 إسناد الحديث. وقال: في متنه نكارة. وفصّل الكلام في الروايات في التفسير - سورة التوبة.
(2)
المسند 2/ 32 (594). وأبو يعلى 1/ 351 (452). وأخرجه الترمذي عن علي بن خشرم عن سفيان بن عيينة 3/ 222 (871) وقال: حديث حسن. ثم من طريق ابن أبي عمر ونصر بن علي بن عن سفيان بن عيينة، وقال: وهذا أصحّ، وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(3)
في رواية: "اكْفِنى".
(4)
المسند 2/ 438 (1319)، والترمذي 5/ 523 (3563) وقال: حسن غريب. وحسّنه الألباني. وصحّح الحاكم إسناده 1/ 538، ووافقه الذهبي. قال محقّقو المسند: إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحق. ثم ذكروا أنّه الواسطي، وأن الرواية هنا أنّه القرشي وهم. وأنكروا تصحيح الحاكم والذهبي للحديث.
(5657)
الحديث الخامس بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن المنهال أخو الحجّاج قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا عبد الرحمن ابن إسحق عن النعمان بن سعيد قال:
قال رجل لعليّ: يا أمير المؤمنين، أيَّ شهر تأمُرُني أن أصومَ بعدَ رمضان؟ فقال: ما سَمِعْتُ أحدًا سأَلَ عن هذا بعدَ رجل سألَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، أيَّ شهر تأمرُني أن أصومَ بعد رمضان؟ فقال:"إن كُنْتَ صائمًا شهرًا بعد رمضان فصُم المحرَّم، فإنّه شهرُ اللَّه، وفيه يومٌ تاب فيه على قوم، ويتوبُ فيه على قوم"(1).
(5658)
الحديث السادس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد عن عطاء بن السائب عن أبي ظبيان الجَنبي:
أن عمر بن الخطاب أُتِيَ بامرأة قد زنت، فأمر برجمها، فذهبوا بها ليرجموها، فلَقيهم عليٌّ فقال: ما هذه؟ قالوا: زنت فأمرَ عمر برجمها. فانتزعَها من أيديهم وردّهم، فرجعوا إلى عمر، فقال: ما ردَّكم؟ قالوا: ردّنا عليّ. قال: ما فعل عليٌّ هذا إلا لشيءٍ قد عَلِمَه. فأرسل إلى عليّ، فجاءه وهو شبهُ المُغْضَبِ، فقال: مالك رَدَدْتَ هؤلاء؟ قال: أما سَمِعْت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "رُفعَ القلمُ عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظَ، وعن الصغير حتى يكبَرَ، وعن المُبْتَلى حتى يَعْقلَ"؟ قال: بلى. قال عليّ: فإنّ هذه مبتلاةُ بني فلان، فلعلّه أتاها وهو بها. فقال عمر: لا أدري. قال: وأنا لا أدري. فلم يرجمْها (2).
(1) المسند 2/ 411 (1322). وعبد الرحمن بن إسحق ضعيف، والنعمان مجهول. وقد أخرجه الترمذي 3/ 117 (741) من طرق عبد الرحمن وقال: حديث حسن غريب. وقد ضعّف ابن عديّ عبد الرحمن في الكامل 4/ 306، وذكر حديثه هذا وقال: وبعض ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات. وضعّف محقّقو المسند إسناد الحديث، وجعله الألباني في ضعيف الترمذي.
(2)
المسند 3/ 443 (1328). وأبو ظبيان لم يدرك عمر. ومن طريق عطاء أخرجه أبو داود 4/ 140 (4402) وأبو يعلى 1/ 440 (587). وقد أخرجه أبو داود 4/ 140 (4399) من طريق الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عبّاس عن عليّ. وصحّحه ابن خزيمة 2/ 102 (1003)، والحاكم 1/ 258، ووافقه الذهبي، وابن حبّان 1/ 356 (143). ونقل محقّقو المسند كلامًا جيّدًا في توجيه اجتهاد عمر وعليّ في هذا الموقف، عن المعالم 3/ 310.
(5659)
الحديث السابع بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا سُويد بن سعيد قال: أخبرنا عليّ بن مُسْهر عن عبد الرحمن بن إسحق قال: حدّثنا النعمان بن سعد قال:
كُنا جلوسًا عند عليّ، فقرأ هذه الآية:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] قال: لا واللَّه، ما على أرجلهم يُحْشرون، ولا يُحشر الوفدُ على أرجلهم، ولكن بنُوق لم يَرَ الخلائقُ مثلَها، عليها رحائلُ من ذهب، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنّة (1).
(5660)
الحديث الثامن بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا شريك عن منصور عن رِبعيّ عن عليّ قال:
جاء النبيَّ صلى الله عليه وسلم أناسٌ من قُريش، فقالوا: يا محمد، إنّا جيرانُك وحلفاؤك، وإنّ ناسًا من عبيدنا قد أتَوك ليس بهم رغبةٌ في الدِّين، ولا رغبةٌ في الفقه، إنّما فَرُّوا من ضياعنا وأموالنا، فارْدُدْهم إلينا. فقال لأبي بكر:"ما تقول؟ " قال: صدقوا، إنّهم جيرانُك. قال: فتغَيّر وجهُ النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال لعمر:"ما تقول؟ " قال: صدقوا، إنّهم لجيرانُك وحلفاؤك. فتغيَّرَ وجهُ النبيّ صلى الله عليه وسلم (2).
(5661)
الحديث التاسع بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني عبّاد بن يعقوب الأسدي قال: حدّثنا محمد بن فُضَيل عن عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن عليّ قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ في الجنّة لغُرَفًا يُرى بطونُها من ظهورها، وظهورُها من بطونها" فقال أعرابي: يا رسول اللَّه، لمن هي؟ قال: "لمن أطابَ الكلام، وأطعم الطّعام،
(1) المسند 2/ 447 (1333). قال الهيثمي 7/ 58: رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن إسحق الواسطي، وهو ضعيف، وعليه ضعّف شاكر ومحقّقو المسند إسناد الحديث.
(2)
المسند 2/ 448 (1336). ورجاله رجال الصحيح. وشريك صدوق يخطىء، ساء حفظه. وقد صحّح الشيخ أحمد شاكر إسناده، وضعّفه محقّقو المسند. وأخرج الترمذي 5/ 592 (3715) الحديث بنحوه مطوّلًا من طريق شريك، وقال: حسن صحيح غريب. وجعله الألباني في ضعيف أبي داود.
وصلّى بالليل والنّاس نيام" (1).
(5662)
الحديث العاشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة قال: حدّثنا عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن عليّ قال:
جمع رسول اللَّه - أو دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب، وهم (2) رَهْطٌ كلُّهم يأكلُ الجَذَعة، ويشرب الفَرَقَ. قال: فصنع لهم مُدًّا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا. قال: وبقي الطعام كما هو كأنّه لم يُمَسَّ. ثم دعا بغُمَر فشربوا حتى روُوا وبقيَ الشراب كأنّه لم يشرب. فقال: "يا بني عبد المطّلب، إنّي بُعِثْتُ إليكم خاصّة، وإلى النّاس عامّة، وقد رأْيْتُم من هذه الآية ما رأيْتُم، فأيُّكم يُبايِعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ " قال: فلم يقم إليه أحد. قال: فقمتُ إليه وكنتُ أصغَرَ القوم. فقال لي: "اجلس" ثم قال ذلك ثلاث مرّات، كلّ ذلك أقوم إليه فيقول لي:"اجلس". حتى كان في الثالثة ضرب (3) على يدي (4).
الفَرَق: سته عشر رطلًا.
والغُمَر: القدح.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شَريك عن الأعمش عن المِنهال عن عبّاد بن عبد اللَّه الأسديّ عن عليّ قال:
(1) المسند 2/ 449 (1338). وأخرجه الترمذي من طريق عبد الرحمن بن إسحق 4/ 311 (1984) وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من حديث عبد الرحمن بن إسحق، وقد تكلّم بعض أهل الحديث في عبد الرحمن بن إسحق هذا من قبل حفظه. وأخرجه أبو يعلى 1/ 337 (428) من طريق عبد الرحمن. وابن خزيمة 3/ 306 (2136) وقال فيه: إن صحّ الخبر، فإن في القلب من عبد الرحمن بن إسحق بن شيبة الكوفي. وقد ضعّف الألباني إسناد الحديث في تعليقه على ابن خزيمة، وحسّنه في صحيح الترمذي. وضعّف إسناده شاكر والمحقّقون.
(2)
في المسند والمجمع "فيهم".
(3)
فيهما "ضرب بيده على يدي".
(4)
المسند 2/ 465 (1371). ومال محقّقو المسند إلى تضعيف إسناد الحديث لجهالة حال ربيعة.
لمّا نزلت هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] جمع النبيّ صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا، ثم قال لهم:"من يضمنُ عنّي دَيني ومواعيدي ويكون معي في الجنّة، ويكون خليفتي في أهلي؟ " فقال رجل لم يُسَمِّه شريك: يا رسول اللَّه، أنت كنتَ بَحرًا، من يقوم بهذا؟ ثم قال لآخر، قال: فعرض ذلك على أهل بيته، فقال عليٌّ: أنا (1).
* * * *
آخر مسند عليّ (2)
(1) المسند 2/ 225 (883). ورواه الطبري في تهذيب الآثار 60 (5) وقال: هذا خبرٌ عندنا صحيح سندُه، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح، لعلل ذكرها، وهي: اضطراب الرواة فيه على الأعمش، وتدليس الأعمش، وأن الحجّة لا تثبت بنقل المنهال، وأن شريكًا غير معتمد على روايته. وأن الصحاح من الأخبار وردت في ديون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومواعيده بعده بأن الذي تولّى قضاءها وإنجازها عنه أبو بكر.
(2)
هذه العبارة ليست في الأزهرية.