المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(443) مسند أبي الدرداء عويمر بن عامر - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٦

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌(362) مسند عَبْد عَوف بن الحارث البَجَلِيّ أبي حازم

- ‌(363) مسند عبد المُطَّلِب بن رَبيعة

- ‌(364) مسند عُبيد بن خالد السُّلَميّ

- ‌(365) مسند عُبيد بن هانىء بن كُرَيب أبي عامر الأشعريّ

- ‌(366) مسند عُبيد مولى النبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(367) مسند عُبَيدة بن عمرو الكِلابيّ

- ‌(368) مسند عَبس بن عامر بن عَدِيٍّ بن نابي الأنصاريّ

- ‌(369) مسند عُتبة بن عَبد أبي الوليد السُّلَمي

- ‌(370) مسند عُتبة بن غَزوان

- ‌(371) مسند عتبة بن النُّدَّر

- ‌(372) مسند عِتبان بن مالك الأنصاريّ

- ‌(373) مسند عثمان بن حُنَيف

- ‌(374) مسند عثمان بن طَلحة بن أبي طلحة

- ‌(375) مسند عثمان بن أبي العاص بن بشر أبي عبد اللَّه الثَّقَفيّ

- ‌(376) مسند عثمان بن عفّان

- ‌(377) مسند العَدّاء بن خالد بن هَوْذةَ الكِلابيّ

- ‌(378) مسند عديّ بن حاتم الطّائي

- ‌(379) مسند عديّ بن عَميرة أبي زُرارة الكِنديّ

- ‌(380) مسند العِرباض بن سارية أبي نُجَيح السُّلَميّ

- ‌(381) مسند عَرفجة بن أسعد

- ‌(382) مسند عَرفجة بن ضُرَيح

- ‌(383) مسند عُروة بن أبي الجَعد البارِقيّ

- ‌(384) مسند عروة الفُقَيميّ

- ‌(385) مسند عُروة بن مُضَرِّس بن لأم الطائيّ

- ‌(386) مسند عصام المُزَنيّ

- ‌(387) مسند عِصمة بن مالك بن أُميّة الخَطْمِيّ

- ‌(388) مسند عطيّة بن سعد السَّعديّ

- ‌(389) مسند عطيّة القُرَظيّ

- ‌(395) مسند عُقْبة بن الحارث بن عامر أبي سِرْوَعَةَ المَخزومي القُرَشي

- ‌(391) مسند عُقبة بن عامر

- ‌(392) مسند أبي مَسعود عُقْبَةَ بن عَمرو الأنصاريّ

- ‌(393) مسند عُقبة بن مالك اللَّيثي

- ‌(394) مسند عَقيل بن أبي طالب

- ‌(395) مسند العَلاء بن الحَضْرَمِيّ

- ‌(396) مسند عِلْباء السُّلَمي

- ‌(397) مسند علقمة بن رِمْثة

- ‌(398) مسند عليّ بن شَيبان بن عمرو أبي عبد الرحمن الحنفيّ

- ‌(399) مسند عليّ بن طَلْق بن المنذر

- ‌(400) مسند عليّ بن أبي طالب

- ‌(401) مسند عمّار بن ياسر

- ‌(402) مسند عمارة بن حَزم بن زيد الأنصاريّ

- ‌(403) مسند عُمارة بن خُزَيمة

- ‌(404) مسند عُمارة بن رُوَيْبة

- ‌(405) مسند عُمارة بن مُعاذ بن زُرارة أبي نَملة الأنصاري

- ‌(406) مسند عُمَر بن الخَطّاب

- ‌(407) مسند عمر بن سعد أبي كَبْشَةَ الأنماريّ

- ‌(408) مسند أبي حفص عُمر بن أبي سلمة

- ‌(409) مسند عمر الجُمَعِيّ

- ‌(410) مسند عمران بن حُصَين

- ‌(411) مسند عمرو الأَحْوَص بن جَعْفر أبي سليمان الجُشَميّ

- ‌(412) مسند عمرو بن أخطب أبي زيد الأنصاري

- ‌(413) مسند عمرو بن أُمَيّة الضَّمْري

- ‌(414) مسند عمرو بن بَعْكَك بن الحارث أبي السَّنابل القرشيّ

- ‌(415) مسند عمرو بن تَغْلِب

- ‌(416) مسند عمرو بن الجَموح بن زيد أبي معاذ السَّلميّ

- ‌(417) مسند عمرو بن الحارث بن المُصْطَلِق

- ‌(418) مسند عمر بن حُريث بن عمرو أبي سعيد المخزوميّ

- ‌(419) مسند عمرو بن حَزم بن زيد أبي الضَّحّاك الأنصاريّ

- ‌(420) مسند عمرو بن الحَمِق بن الكاهن الخُزاعي

- ‌(421) مسند عمرو بن خارجة الثُّمالي

- ‌(422) مسند عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأمويّ

- ‌(423) مسند عمرو بن شاس بن عبد الأسلمي

- ‌(424) مسند عمرو بن العاص بن وائل أبي عبد اللَّه السَّهمي

- ‌(425) مسند عمرو بن عبد اللَّه أبي عِياض القاري

- ‌(426) مسند عمرو بن عُبيد اللَّه

- ‌(427) مسند عمرو بن عَبَسَةَ أبي نَجيح السُّلَميّ

- ‌(428) مسند عمرو بن عوف

- ‌(429) مسند عمرو بن الفَغواء بن عُبيد الخُزاعيّ

- ‌(430) مسند عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصمّ

- ‌(431) مسند عمرو بن كَعب بن حَجْدر اليامي

- ‌(432) مسند عمرو بن مالك أبي مالك الأشجعيّ

- ‌(433) مسند عمرو بن مِحْصَن بن حُرْثان الأسديّ أبي أبي عَمرة

- ‌(434) مسند عمرو بن مُرّة الجُهَنيّ

- ‌(435) مسند عمرو بن يثربيّ الضَّمْريّ

- ‌(436) مسند عمرو الأنصاريّ

- ‌(437) مسند عمرو أبي مالك الأشعَريّ

- ‌(438) مسند عُمَير بن سَلَمة بن مُنتاب الضَّمري

- ‌(439) مسند عُمَير مولى آبي اللَّحم

- ‌(440) مسند عوف بن مالك أبي عبد اللَّه الأشجعيّ

- ‌(441) مسند عُوَيم بن ساعدة بن عابس أبي عبد الرحمن الأنصاري

- ‌(442) مسند عُوَيمر بن أشقر بن عديّ الأنصاري

- ‌(443) مسند أبي الدّرداء عُوَيمر بن عامر

- ‌(444) مسند عيّاش بن أبي ربيعة

- ‌(445) مسند عِياض بن حِمار المُجاشِعيّ

- ‌حرف الغين

- ‌(446) مسند غُضَيف بن الحارث

- ‌حرف الفاء

- ‌(447) مسند الفاكه بن سعد بن جبر أبي عُقبة الأنصاري

- ‌(448) مسند فُرات بن حَيّان بن ثعلبة العِجليّ

- ‌(449) مسند الأقرع بن حابس

- ‌(450) مسند فروة بن مُسَيك أبي عُمَير المُراديّ

- ‌(451) مسند فَضالة بن عُبَيد

- ‌(452) مسند فَضالة أبي عبد اللَّه اللَّيثي

- ‌(453) مسند الفضل بن عبّاس بن عبد المطّلب

- ‌(454) مسند فَيروز الدَّيْلَميّ

- ‌حرف القاف

- ‌(455) مسند قارب بن الأسود الثَّقَفيّ

- ‌(456) مسند قَبِيصة بن مُخارق

- ‌(457) مسند قتادة بن ملحان القَيسيّ

- ‌(458) مسند قتادة بن النعمان بن يزيد الظَّفَرِيّ

- ‌(459) مسند قُدامة بن عبد اللَّه بن عمّار الكِلابي

- ‌(460) مسند قُرّة بن إياس بن رِئاب أبي معاية المُزَني

- ‌(461) مسند قُرّة بن دُعموص النُّمَيري

- ‌(462) مسند قُطبة بن قتادة السَّدوسي أبي الحَوْصلة

- ‌(463) مسند قُطبة بن مالك

- ‌(464) مسند قُهَيد بن مُطَرِّف الغِفاريّ

- ‌(465) مسند قيس بن سعد بن عُبادةَ

- ‌(466) مسند قيس بن عاصم

- ‌(467) مسند قيس بن عائذ

- ‌(468) مسند قيس بن عُبيد بن الحُرَير أبي بَشير المازني

- ‌(469) مسند قيس بن عمرو الأنصاري

- ‌(470) مسند قيس بن أبي غَرَزَةَ البَجَلي

- ‌(471) مسند قيس الجُذامي

- ‌(472) مسند قيصر أبي إسرائيل العامريّ

- ‌حرف الكاف

- ‌(473) مسند كَردَم بن سُفيان أبي ميمونة الثَّقَفي

- ‌(474) مسند كُرْز بن عَلقمة بن هلال الخُزاعيّ

- ‌(475) مسند كعب بن عاصم أبي مسلم الأشعري

- ‌(476) مسند كعب بن عُجرة

- ‌(477) مسند أبي اليَسَر كعب بن عمرو الأنصاري

- ‌(478) مسند كعب بن عِياض

- ‌(479) مسند كعب بن مالك ابن أبي كعب الأنصاري

- ‌(480) مسند كلثوم بن الحُصَين أبي رُهم الغفاريّ

- ‌(481) مسند كَلَدَة بن الحَنْبَلُ بن مالك الغَسّاني الأسلميّ

- ‌(482) مسند كَنّاز بن الحُصَين

- ‌(483) مسند كَيسان أبي عبد الرحمن بن أَسيد

- ‌(484) مسند كيسان أبي نافع

- ‌حرف اللام

- ‌(485) مسند اللَّجْلاج أبي خالد

- ‌(486) مسند أبي رَزِين لقيط بن عامر بن المُنْتَفِق العُقَيليّ

- ‌(487) مسند لقيط بن صَبِرة بن المُنْتَفق أبي عاصم

الفصل: ‌(443) مسند أبي الدرداء عويمر بن عامر

(443) مسند أبي الدّرداء عُوَيمر بن عامر

وقيل: عويمر بن ثعلبة: وقال أبو بكر الإسماعيليّ: عويمر لقب، واسمه عامر. وقال غيره: عمير، وقيل عمرو، والأوّل أشهر (1).

(5956)

الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: سُريج بن النّعمان قال: حدّثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عمر الدّمشقي عن أمّ الدّرداء قالت: حدّثني أبو الدّرداء:

أنّه سجدَ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة، منهنّ "النَّجم"(2).

(5957)

الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا داود بن عمرو عن عبد اللَّه بن أبي زكريا الخُزاعي عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّكم تُدْعَون يومَ القيامة بأسمائكم وأسماءِ آبائكم، فأحْسِنوا أسماءكم"(3).

(1) الآحاد 4/ 81، ومعرفة الصحابة 4/ 2102، والاستيعاب 3/ 15، والتهذيب 5/ 514، والسير 2/ 335، والإصابة 3/ 46.

ومسنده عند الحميدي (53) في المقدّمين بعد العشرة، وروى له الشيخان حديثين، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثمانية. وذكر في التلقيح 364 أنّه أُخرج له مائة وتسعة وسبعون حديثًا.

(2)

المسند 5/ 194. وعمر بن حَيَّان الدمشقي مجهول، التقريب 1/ 426. ومن طريق ابن وهب أخرج الحديث ابن ماجة 1/ 335 (1055)، والترمذي 2/ 457 (568) ثم رواه (569) من طريق سعيد عن عمر الدمشقي قال: سمعت مخبرًا يُخبر عن أم الدّراء. قال الترمذي: وهذا أصحّ، ثم ذكر أحاديث الباب، وقال: حديث أبي الدرداء حديث غريب، لا نعرفه إلّا من حديث سعيد بن أبي هلال عن عمر الدمشقي. وروى أبو داود 2/ 58 (1401) حديث عمرو بن العاص: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن. قال: وروي عن أبي الدرداء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة، وإسناده واهٍ. وضعّف الألباني الحديث.

(3)

المسند 5/ 194. ومن طريق هشيم أخرجه أبو داود 4/ 287 (4948) وقال: ابن أبي زكريا لم يدرك أبا الدرداء. وأخرجه ابن حبّان 13/ 135 (5818)، وحكم عليه المحقّق بالانقطاع، وضعّفه الألباني.

ص: 393

(5958)

الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عصام بن خالد قال: حدّثني أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغَسّاني عن خالد بن محمد الثَّقَفي عن بلال بن أبي الدّرداء عن أبي الدّرداء:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "حبُّكَ الشيءَ يُعمي ويُصِمّ"(1).

(5959)

الحديث الرابع: وبه حدّثنا أبو بكر الغسّاني عن ضَمرة عن أبي الدرداء:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من فِقْهِ الرجل رِفْقُه في معيشته"(2).

(5960)

الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا سعيد ابن عبد العزيز قال: حدّثني إسماعيل بن عبيد اللَّه عن أمّ الدّرداء عن أبي الدّرداء قال:

كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سفر، وإن أحدَنا لَيَضعُ يدَه على رأسه من شدّة الحرّ، وما منّا صائمٌ إلّا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعبدُ اللَّه بن رَواحة.

أخرجاه في الصحيحين (3).

(5961)

الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عبد اللَّه ابن سعيد قال: حدّثني مولى ابن عيّاش عن أبي بحريّة عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أُنَبِّئُكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتكم، وخيرٍ لكم من إعطاء الذهب والوَرِق، وخيرٍ لكم من أن تلقَوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقَكم؟ لما فقالوا: وما هو يا رسول اللَّه؟ قال: "ذِكرُ اللَّهِ عز وجل" (4).

(1) المسند 5/ 194. ثم قال: وحدّثناه أبو اليمان، لم يرفعه، ورفعه القرقساني محمد بن مصعب، ومن طريق أبي بكر بن أبي مريم أخرجه أبو داود 4/ 334 (5130). وأبو بكر ضعيف، اختلط. التقريب 2/ 699. وقد ضعّف الألباني الحديث، وذكر مظانّه، وممّا قال: هذا إسناد ضعيف من أجل أبي بكر، وقد اختلفوا عليه في إسناده، فرواه جماعة عنه هكذا مرفوعًا، ورواه بعضهم عنه موقوفًا. . . الضعيفة 4/ 348 (1868).

(2)

المسند 5/ 194، وإسناده ضعيف. وقد أعلّه الهيثمي في المجمع 4/ 77 باختلاط ابن أبي مريم، وزاد الألباني على ذلك أن ضمرة لم يسمع من أبي الدرداء - الضعيفة 2/ 33 (556).

(3)

المسند 5/ 194. ومن طريق سعيد بن عبد العزيز أخرجه مسلم 2/ 790 (1122)، ومن طريق إسماعيل بن عبيد اللَّه أخرجه البخاري 4/ 182 (1945). وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج من رجال الشيخين.

(4)

المسند 5/ 195، ورجاله ثقات. ومن طريق عبد اللَّه بن سعيد أخرجه ابن ماجة 2/ 1245 (3790)، والترمذي 5/ 428 (3377)، وذكر أن بعضهم أرسل الحديث. وصحّحه الألباني.

ص: 394

(5962)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة عن واهب بن عبد اللَّه أن أبا الدّرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إلهَ إلّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ له دخل الجنّة" قال: قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: "وإن زنا وإن سرق" قال: قلت: وإن زنا وإن سرق؟ . قال: "وإن زنا وإن سرق". قال: قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: "وإن زنا وإن سرق، على رغم أنف أبي الدّرداء". قال: فخَرَجْتُ لأُناديَ بها في النّاس، فلَقِيَني عمرُ فقال: ارجع، فإنّ النّاس إنّ علِموا بهذه اتَّكلوا عليها. فرَجَعْتُ فأخْبَرْتُه، فقال:"صدق عمر"(1).

(5963)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سريج بن النعمان قال: حدّثنا هُثيم قال: حدّثنا عبّاد بن راشد قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تركَ صلاةَ العصر حتى تفوتَه فقد أُحْبِطَ عملُه"(2).

(5964)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بكر قال: حدّثنا ميمون المَرائِيّ قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام قال:

صحبتُ أبا الدّرداء أتعلَّمُ منه، فلمّا حضرَه الموتُ قال: آذِنِ النّاسَ بموتي، فآذنْتُ النّاس بموته، فجئتُ وقد مُلِيء الدّار وما سواه، فقلت: قد آذَنْتُ النّاس بموتك، فقال: أخْرِجوني، فأخرَجْناه، فقال: أجْلِسوني، فأجلسْناه، فقال: يا أيُّها النّاس، إنّي قد سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"من توضّأَ فأسْبَغَ الوضوءَ ثم صلّى ركعتين يُتِمُّهما، أعطاه اللَّه عز وجل ما سأل، مُعَجَّلًا أو مُؤخَّرًا".

قال أبو الدرداء: يا أيّها النّاس إيّاكم والالتفاتَ، فإنّه لا صلَاة لمُلْتَفِت، فإن غُلِبْتُم في التَّطَوُّع فلا تُغْلَبُنّ في الفريضة (3).

(1) المسند 6/ 442. وبإسناد آخر في المعجم الأوسط 3/ 443 (2953) مختصر. قال الهيثمي في المجمع 1/ 21: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وإسناد أحمد أصحّ، وفيه ابن لهيعة، وقد احتجّ به غير واحد.

وإذا كان في إسناده مقالة فهو صحيح من حديث أبي ذرّ، رواه الشيخان - الجمع 1/ 263 (356).

(2)

المسند 6/ 442. وعَبّاد بن راشد التميمي فيه خلاف - التهذيب 4/ 46. وأبو قلابة، عبد اللَّه بن زيد، روى له الجماعة، وروى عن كثير من الصحابة ولم يدركهم. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. المجمع 1/ 300. ويشهد للحديث ما رواه البخاري عن بريدة - الجمع 1/ 370 (593).

(3)

المسند 6/ 442، ورجاله ثقات غير ميمون. وعزاه الهيثمي في المجمع 2/ 281 لأحمد والطبراني في الكبير، وقال: وفيه ميمون أبو محمد، قال الذهبي: لا يعرف.

ص: 395

(5965)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعتُ يونس يحدّث عن الزهري أن أبا الدرداء قال:

بينما نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نتذاكرُ ما يكونُ، إذ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إذا سَمِعْتُم بجَبَلٍ زال عن مكانه فصدِّقوا، وإذا سَمِعْتم برجلٍ زال عن خلُقه فلا تصدِّقوا به، فإنّه يَصير إلى ما جُبِلَ عليه"(1).

(5966)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا إسرائيل عن عاصم عن محمد بن سيرين عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا أبا الدّرداء، لا تَخْتَصَّ ليلةَ الجمعة بقيام دون الليالي، ولا يومَ الجمعة بصيام دونَ الأيّام"(2).

(5967)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مُرَّة عن سالم بن أبي الجعد عن أمّ الدّرداء عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أُخْبركَم بأفضلَ من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ " قالوا: بلى، قال:"إصلاح ذات البَين". قال: "وفسادُ ذاتِ البَين هي الحالقة"(3).

(5968)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا عُبيد اللَّه بن الوليد الوَصّافي عن عبد اللَّه بن عُبيد بن عُمير عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سَمعَ من رجلٍ حديثًا لا يشتهي أن يُذْكَرَ عنه فهو أمانة، وإن لم يَسْتَكْتِمْه"(4).

(1) المسند 6/ 443. وجعله ابن كثير في الجامع 13/ 620 (11126) مما تفرّد به الإمام أحمد. قال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلّا أن الزهري لم يُدرك أبا الدرداء. المجمع 7/ 199.

(2)

المسند 6/ 444. ورجاله ثقات رجال الشيخين، إلّا أن ابن سيرين لم يسمع من أبي الدّرداء. وروى الإمام مسلم في صحيحه بإسناده إلى محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مثله 2/ 801 (1144).

(3)

المسند 6/ 444. وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين. وبهذا الإسناد أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 201 (391)، وأبو داود 4/ 280 (4919)، والترمذي 4/ 572 (2509)، وابن حبّان 11/ 489 (5092) قال الترمذي: هذا حديث صحيح، ويروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قاله:"هي الحالفة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين".

(4)

المسند 6/ 445. وعبيد اللَّه الوَصّافي ضعيف - التقريب 1/ 381. وأعلّ الهيثمي الحديث بالوَصّافي، وقال عنه: متروك. المجمع 8/ 100.

ص: 396

(5969)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش عن ذَكوان عن رجل عن أبي الدرداء:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] قال: الرُّؤيا الصالحة يراها المُسلمُ أو تُرَى له (1).

(5970)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعت القاسم بن أبي بَزّة عن عطاء الكَيخارانيّ عن أمّ الدّرداء عن أبي الدّرداء:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من شيء أثقل في الميزان من خُلُق حسن"(2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلَك عن أمّ الدرداء عن أبي الدرداء يبلغ به:

"من أُعطِيَ حظَّه من الرِّفق أُعْطِيَ حظَّه من الخير، وليس شيءٌ أثقلَ في الميزان من الخُلُق الحسن"(3).

(1) المسند 6/ 445. ورجاله رجال الصحيح. وفي إسناده رجل مبهم. ومن طريق سفيان عن الأعمش عن أبي صالح -ذكوان- عن عطاء بن يسار عن شيخ من أهل مصر عن أبي الدّرداء، أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 5/ 420 (2180). وأخرجه الترمذي 5/ 267 (3106) من طريق سفيان عن ابن المنكدر عن عطاء ابن يسار عن رجل من أهل مصر. ومن طريق سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح السمّان عن عطاء ابن يسار عن رجل من أهل مصر. وعن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي الدرداء -بإسقاط عطاء والرجل المبهم- وصحّح الحديث الألباني وشعيب.

(2)

المسند 6/ 446. ومن طريق شعبة أخرجه البخاري في المفرد 1/ 142 (270)، وأبو داود 4/ 253 (4799)، وابن حبّان 2/ 230 (281). وصحّحه الألباني، وذكر طرقه - الصحيحة 2/ 255 (876).

(3)

المسند 6/ 451. وأخرجه بنحوه البخاري في المفرد 1/ 236 (464)، والترمذي 4/ 318، 323 (2002، 2013)، وابن حبّان 62/ 501 (5693) من طرق عن عمرو بن دينار، قال الترمذي: حسن صحيح. وتحدّث عنه الألباني في الصحيحة 2/ 48 (519). ويعلى روى له أصحاب السنن، والبخاري في المفرد - قال ابن حجر في التقريب 2/ 682: مقبول.

ص: 397

(5971)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن زيد بن أسلم قال:

كان عبد الملك بن مروان يُرسل إلى أمّ الدّرداء فتبيتُ عند نسائِه، ويسألُها عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. قال: فقام ليلةً فدعا خادمَه، فأبطأتْ عليه فلعَنَها، قالت: لا تَلْعَنْ، فإن أبا الدّرداء حدّثني أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ اللَّعّانين لا يكونون يومَ القيامة شهداءَ ولا شفعاء".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(5972)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: حدّثنا معاوية بن صالح قال: حدّثني أبو الزاهرية حُدَير بن كُرَيب عن كثير بن مرّة الحضرمي قال: سمعْتُ أبا الدّرداء يقول:

سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أفي كلّ صلاة قراءة؟ قال: "نعم". فقال رجل من الأنصار: وَجَبَتْ هذه. فالتفت إليّ أبو الدّرداء -وكنت أقربَ النّاس منه- فقال: يا ابن أخي، ما أرى الإمام إذا أمَّ القوم إلّا قد كفاهم (2).

(5973)

الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو العلاء الحسن بن سَوَّار قال: حدّثنا ليث عن معاوية عن أبي حَلْبَس يزيد بن ميسرة قال: سمعْتُ أمّ الدرداء تقول: سمعتُ أبا الدّرداء يقول:

سمعتُ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ اللَّه تعالى يقول: يا عيسى، إنّي باعثٌ من بعدك أمّةً إن أصابهم ما يُحِبّون حَمِدوا وشكروا، وإن أصابَهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حِلْمَ ولا

(1) المسند 6/ 448، ومسلم 4/ 2006 (2598).

(2)

المسند 6/ 448. وأخرجه 5/ 197 من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح، دون قوله: فالتفت إليَّ. . إلى آخره.

ومن طريق زيد بن الحباب أخرجه النسائي 2/ 142 مع الزيادة، ثم قال: هذا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطأ، إنما هو من قول أبي الدرداء، ولم يُقرأ مع هذا الكتاب. وأخرجه الدارقطني 1/ 332، وقال: كذا قال، وهو وهم من زيد الحُباب، والصواب: فقال أبو الدرداء: ما أرى الإمام إلا قد كفاهم: فإسناده صحيح، والعبارة الأخيرة من قول أبي الدّرداء.

ص: 398

علمَ. قال: يا ربّ، كيف هذا ولا حِلْمَ ولا عِلم؟ قال: أُعطيهم من حِلمي وعِلمي (1) ".

(5974)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن حسَان القُرْدوسي عن قيس بن سعد عن رجل حدّثه عن أبي الدّرداء قال:

سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أموال السُّلطان. فقال: "ما أتاكَ منها من غير مسألة ولا إشراق، فكُلْه وتموَّلْه"(2).

(5975)

الحديث العشرون: حدّثنا البخاري قال: حدّثني هشام بن عمّار قال: حدّثني صَدَقة بن خالد قال: حدّثنا زيد بن واقد عن بُسْر بن عبيد اللَّه عن عائِذ اللَّه أبي إدريس عن أبي الدرداء قال:

كنت جالسًا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أقبلَ أبو بكر آخِذًا بطرَف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أما صاحبُكم فقد غامر"(3). فسلّم فقال: إنّي كان بيني وبين ابن الخطّاب شيء، فأسرعْتُ إليه ثم نَدِمْتُ، فسألْتُه أن يغفر لي فأبى عليّ، فأقبلْتَ إليك، فقال:"يغفرُ اللَّه لك يا أبا بكر" ثلاثًا. ثم إنّ عمَرْ ندِمَ فأتى منزلَ أبي بكر، فسأل: أثَمَّ أبو بكر؟ قالوا: لا، فأتى النبيّ فسلّم، فجعلَ وجهُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَتَمَعَّرُ (4) حتى أشفقَ أبو بكر، فجثا على ركبتيه وقال: يا رسول اللَّه، أنّا واللَّه كنتُ أظلمَ، مرَّتين. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنّ اللَّهَ بعثَني إليكم فقُلتُم: كَذَبْتَ، وقال أبو بكر: صَدَقْتَ، وواساني بنَفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ " مرّتين. فما أُوذي بعدها.

(1) المسند 6/ 450. ومن طريق معاوية بن صالح عن أبي حلبس أخرجه الطبراني في الأوسط 4/ 159 (3276) وقال: لم يرو هذا الحدب عن أمِّ الدرداء إلّا يزيد بن ميسرة، تفرّد به معاوية بن صالح. وقال الهيثمي 10/ 70: رواه أحمد والبزّار والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير الحسن بن سوّار وأبي حليس يزيد بن ميسرة، وهما ثقتان. ومن طريق أبي حلبس أخرجه الحاكم 1/ 348، وصحّح إسناده على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، مع أن أبا حلبس يزيد لم يُخرج له البخاري، وذكره في التعجيل 454، وذكره أبو حاتم في الجرح والتعديل 9/ 288، ولم ينقل فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووثّقه ابن حبان.

(2)

المسند 6/ 452. في إسناده مجهول، وسائر رجاله ثقات. وقد صحّ الحديث عن الشيخين عن ابن الخطاب رصي اللَّه عنه - الجمع 1/ 98 (20).

(3)

غامر: خاصم.

(4)

يتمعّر: يتغيّر من الغضب.

ص: 399

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(5976)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثني يزيد بن خُمَير عن عبد الرحمن بن جُبَير بن نُفَير عن أبيه عن أبي الدّرداء:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم رأى امرأةً مُجِحًّا على باب فُسطاط، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لَعَلَّ صاحبَها يُلِمُّ بها" قالوا: نعم. قال: "لقد هَمَمْتُ أنْ ألعَنَه لعنةً تدخُلُ معه في قبره، كيف يُوَرِّثه وهو لا يَحِلُّ له، وكيف يستخدمه وهو لا يَحِلُّ له؟ ".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

والمُجِحّ: الحامل المُقْرِب.

(5977)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهْز قال: حدّثنا بُكَير بن أبي السَّميط قال: حدّثنا قتادة عن سالم بن أبي الجَعد عن مَعدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أَيَعْجِزُ أحدُكم أن يقرأَ كلَّ يوم ثُلُثَ القرآن؟ " قالوا: نعم يا رسول اللَّه، نحن أضعَفُ من ذلك وأعجَز. قال: "فإن اللَّه عز وجل جزَّأ القرآنَ ثلاثة أجزاء، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(5978)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان قال: حدّثني سهيل بن أبي صالح عن عبد اللَّه بن يزيد قال:

سألْتُ سعيد بن المسيِّب عن الضَّبُع، فكَرِهها. فقلت له: إنّ قومَك يأكلونه. قال: لا يعلمون. فقال رجلٌ عنده: سمعتُ أبا الدرداء يحدّث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: نهى عن كلِّ ذي

(1) البخاري 7/ 18 (3661).

(2)

المسند 5/ 195. ومن طريق شعبة أخرجه مسلم 2/ 1065 (1441). ويحيى بن سعيد من رجال الشيخين.

(3)

المسند 6/ 447. وبكير صدوق، أخرج له النسائي - التقريب 1/ 75. وسائر رجاله رجال الصحيح وقد أخرجه 5/ 195 من طريق يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة به. ومن هذه الطريق أخرجه مسلم 1/ 556 (811).

ص: 400

نُهبةٍ، وكلِّ ذي خَطْفةٍ، وكلِّ ذي نابٍ من السّباع. قال سعيد: صدق (1).

(5979)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمَير قال: حدّثنا عبد الملك عن عطاء عن صفوان بن عبد اللَّه بن صفوان وكانت تحته الدّرداء، قال:

أتيْتُ الشام فدخلْتُ على أبي الدّرداء فلم أجده، ووجدْتُ أمّ الدّرداء، فقالت: تريدُ الحجَّ العامّ؟ فقلت: نعم. فقالت: فادعُ لنا بخير، فإن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول:"إنّ دعوةَ المسلم مُستجابةٌ بظهر الغيب، عندَ رأسه مَلَكٌ مُوكَّلٌ، كلّما دعا لأخيه بخير قال: آمين، ولك بمثل" فخرجْتُ إلى السوق، فألقى أبا الدرداء، فقال لي مثلَ دلك، يأثُرُه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(5980)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا مالك - يعني ابن مِغْوَل عن الحكم عن أبي عمر عن أبي الدرداء قال:

نزل بأبي الدرداء رجلٌ، فقال أبو الدّرداء: مقيمٌ فَنَسْرَحُ أم ظاعن فنَعْلِفُ؟ قال: بل ظاعن. قال: فإنّي سأزوِّدُك زادًا لو أجدُ ما هو أفضلُ منه لزوَّدْتُك:

أتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، ذهب الأغنياء بالدُّنيا والآخرة، نُصَلّي ويُصَلُّون، ونصومُ ويصومون، ويتصدّقون ولا نتصدّق. قال:"ألا أدُلُّكَ على شيء إنْ أنتَ فعلْتَه لم يسبقك أحدٌ كان قبلك، ولم يُدْرِكْكَ أحدٌ بعدك، إلّا من فعلَ الذي تفعلُ؟ : دُبُرَ كلّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين تسبيحة، وثلاثًا وثلاثين تحميدة، وأربعًا وثلاثين تكبيرة"(3).

(1) المسند 5/ 195. وعبد اللَّه بن يزيد البكري السعدي من رجال التعجيل 241، وثّقه ابن حبّان، وفيه رجل مجهول - الرّاوي عن أبي الدرداء. قال البوصيري بعد أن أورد روايات الحديث ومن أخرجها - إتحاف الخيرة 7/ 51 - 53 (6449 - 6455): هذا حديث في إسناده مقال، عبد اللَّه بن يزيد السعدي، ذكره ابن حبّان في الثقات، وباقي رجال الإسناد لا يسأل عن حالهم لشهرتهم.

(3)

المسند 5/ 195. ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق صفوان بن عبد اللَّه أخرجه مسلم 4/ 2094 (2733).

(3)

المسند 5/ 196. ومن طرق عن أبي عمر الصيني عن أبي الدراء أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة 64، 65 (148 - 151)، وروى عن أبي عمر عن أم الدرداء عن أبي الدرداء. ورجال الحديث ثقات غير أبي عمر، قال عنه ابن حجر - التقريب 2/ 718: مقبول، روايته عن أبي الدرداء مرسلة. وقد صحّ المرفوع منه عبد الشيخين عن أبي هريرة - الجمع 6/ 153 (2383)، وعبد مسلم عن أبي ذرّ - الجمع 1/ 273 (374). قال البخاري بعد أن أخرج حديث أبي هريرة 11/ 132 (6329). ورواه جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي الدرداء. وينظر الفتح 11/ 134.

ص: 401

(5981)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا زائدة بن قدامة قال: حدّثني السائب بن حُبَيش الكلاعيّ عن مَعدان بن أبي طلحة اليعمري قال: قال لي أبو الدرداء: أين مَسْكَنُك؟ قلت: في قرية دون حمص. قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثة في قرية لا يؤذَّن ولا تقامُ فيهم الصلاة ألا استحوذَ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإن الذئب يأكلُ القاصية"(1).

(5982)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام بن يحيى عن قتادة عن سالم بن أبي الجَعد عن مَعدان بن أبي طلحة عن أبي الدّرداء:

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: من حَفِظَ عشر آياتٍ من أوّل سورة "الكهف" عُصِمَ من الدّجّال (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحجّاج قال: حدّثني شعبة عن قتادة قال: سمعْتُ سالم ابن أبي الجعد يحدّث عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدّرداء:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ العَشرَ الأواخر من سورة "الكهف" عُصِم من فنتة الدّجّال"(3).

انفرد بإخراج الطريقين مسلم.

(5983)

الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا

(1) المسند 5/ 196. والسائب بن حُبيش مقبول - التقريب 1/ 196، وسائر رجاله رجال الصحيح. ومن طريق زائدة اخرجه أبو داود 1/ 150 (547)، والنسائي 2/ 106، وابن خزيمة 2/ 371 (1486)، وابن حبّان 5/ 457 (2101). وفسّر السائب الجماعة بالصلاة في الجماعة - عند أبي داود والنسائي وابن حبّان. وأخرجه الحاكم 1/ 211 وقال: هذا حديث صُدوقٌ رواته، شاهد لما تقدّمه، متّفق على الاحتجاج برواته، إلّا السائب بن حُبيش وقد عُرف من مذهب زائدة أنّه لا يحدّث إلّا عن الثقات، ووافقه الذهبي، وحسّنه الألباني وشعيب.

(2)

المسند 5/ 196، ومن طريق همّام وغيره عن قتادة أخرجه مسلم 1/ 555، 556 (809).

(3)

المسند 6/ 446، ومن طريق شعبة في مسلم 1/ 556 (809)، ينظر كشف المشكل 2/ 165.

ص: 402

الحجّاج بن أرطاة عن ابن نُعيمان (1) عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه قال:

ضحّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بكبشين جَذَعين مَوْجِيَّين.

(5984)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا عاصم بن رجاء بن حيوة عن قيس بن كثير قال:

قدم رجل من المدينة إلى أبي الدّرداء وهو بدمشق، فقال: ما أقدَمك أيْ أخي؟ قال: حديث بلغَني أنك تحدّثُ به عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: أما قَدِمْتَ لتجارة؟ قال: لا. قال: أما قَدِمْتَ لحاجة؟ قال: لا. قال: أما قَدِمْتَ إلا في طلب هذا الحديث؟ قال: نعم. قال: فإنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سلَكَ طريقًا يطلب فيه علمًا سلك اللَّه به طريقًا إلى الجنّه، وإنّ الملائكةَ لتَضَعُ أجنحتَها رِضًى لطالب العلم، وإنّه ليستغفرُ للعالِم مَن في السموات والأرض، حتى الحيتانُ في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إنّ العلماء هم وَرَثة الأنبياء، لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذَ به أخَذَ بحَظّ وافر"(2).

(5985)

الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا شريك عن عطاء عن أبي الرحمن السلميّ قال:

(1) المسند 5/ 196. ويقال "أبو نعيمان" ورجّح محقّق الأطراف "ابن نعمان" 6/ 132. وقد روي بعده عن الحجّاج عن يعلى بن نعمان وذكر ابن حجر يعلى بن نعمان في التعجيل 457، وهو مجهول.

وجمع البوصيري في الإتحاف 7/ 71، 72 (6497 - 6501) روايات الحديث، وأعلّه بالحجّاج بن أرطاة، وهو ضعيف، ودلّسه عن يعلى بن نعمان.

والمَوْجيّ: الخَصِيّ.

(2)

المسند 5/ 196، والترمذي 5/ 47 (2682) ومن طريق محمود بن خداش عن محمد بن يزيد به. قال أبو عيسى: ولا نعرف هذا الحديث إلّا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة، وليس هو عندي بمتّصل. قال: وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن الوليد بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهذا أصحُّ من حديث محمود بن خداش، ورأى محمد بن إسماعيل [البخاري] هذا أصحّ. ومن طريق عاصم بن رجاء عن داود بن جميل عن كثير بن قيس أخرجه أحمد 5/ 196، وأبو داود 3/ 317 (3641)، وابن ماجة 1/ 81 (223)، والطحاوي في شرح المشكل 3/ 10 (982)، وابن حبّان 1/ 289 (88). وداود بن جميل - ويقال الوليد، ضعيف. وقيس بن كثير، أو كثير بن قيس، ضعيف. التقريب 1/ 162، 2/ 492. والحديث حسن، أو صحيح لغيره - ينظر تخريج الشيخ شعيب للحديث في ابن حبّان والطحاوي.

ص: 403

أتى رجل أبا الدّرداء فقال: إنّ امرأتي بنت عمّي، وإنّي أحبُّها، وإنّ والدتي تأمُرُني أن أُطلِّقَها. فقال: لا آمُرُك أن تُطَلِّقَها، ولا آمُرُك أن تعصيَ والدتك، ولكن أُحَدِّثُك حديثًا سَمِعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الوالدة أوسط أبواب (1) الجنّة" فإن شئت فأمسِكْ، وإن شِئْتَ فَدَعْ (2).

(5986)

الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي حَبيبة الطائي قال:

أوصى إليّ أخي بطائفةٍ من ماله. قال: فلَقيتُ أبا الدّرداء فقلت: إنّ أخي أوصاني بطائفة من ماله، فأين أضعُه، في الفقراء، أو في المجاهدين، أو في المساكين؟ قال: أما أنا فلو كنتُ، لم أعدِلْ بالمجاهدين. سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قول:"مَثَلُ الذي يُعْتِقُ عند الموت مثلُ الذي يُهدي إذا شَبع"(3).

(5987)

الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: أخبرنا هشام عن قتادة عن خُليد العَصَري عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما طَلَعَت شمسُ قَطّ إلّا بُعِثَ بجَنبها ملكان يناديان يُسمعانِ أهل الأرض إلّا الثَّقَلَين: يا أيُّها النّاس، هَلُمُّوا إلى ربّكم، فإن ما قلّ وكفى خيرٌ ممّا كثُرَ وأَلهى. ولا أتت شمسٌ إلا بُعِثَ بجَنْبها مَلَكان يُناديان، يسمعان أهل الأرض إلّا الثّقَلين:

(1) في الأصل: "من أبواب" وما أثبت من المسند والمصادر.

(2)

المسند 5/ 198. وشريك سيء الحفظ، وعطاء بن السائب، صدوق اختلط. ولكن الحديث روي من طرق عن عطاء، وممّن رواه عنهم السفيانان وشعبة وابن عُليّة، ، وبعضهم رواه عنه قبل الاختلاط. فمن طرق عن عطاء أخرجه الترمذي 4/ 275 (1900) وصحّحه، وابن ماجة 1/ 675 (2089)، والحاكم 2/ 197، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي، وابن حبّان 2/ 167 (425)، وصحّحه الألباني - الصحيحة 2/ 583 (914).

(3)

المسند 5/ 197، والترمذي 4/ 378 (2123) وقال: حسن صحيح. ومن طريق أبي إسحق أخرجه الحاكم 3/ 212. وصحّحه، ووافقه الذهبي. ومن طريق أبي إسحق أخرج المرفوع منه أبو داود 4/ 30 (3968) والنسائي 6/ 238، وابن حبّان 8/ 126 (3336)، وحسّن ابن حجر إسناده - الفتح 5/ 374. ولم يرتض الألباني قول الترمذي والحاكم وابن حجر، وجعل الحديث ضعيفًا؛ لأن أبا حبيبة مجهول، قال عنه ابن حجر في التقريب 2/ 710: مقبول، ولم يتابع - الضعيفة 3/ 490 (1322).

ص: 404

اللَّهم أعْطِ مُنْفِقًا خَلفًا، وأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا" (1).

(5988)

الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن يحيى الدمشّقي قال: حدّثنا خالد بن صُبَيح المُرِّيّ قال: حدّثنا إسماعيل بن عبيد اللَّه أنّه سَمع أمّ الدرداء تحدّث عن أبي الدرداء قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "فَرَغَ اللَّهُ عز وجل إلى كلّ عبدٍ من خمس: من أجله، ورزقه، وأَثَره، ومَضْجَعه، وشقيّ أم سعيد"(2).

(5989)

الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النّضر قال: حدّثنا عبد الحميد بن بَهرام قال: حدّثنا شهر بن حَوْشَب قال: حدّثنا عبد الرحمن ابن غَنْم:

أنّه رأى أبا الدرداء بحمص، فمكثّ عنده لياليَ، فأمر بحماره فأُوكِفَ له، فقال أبو الدَّرداء: لا أُراني إلا مُتَّبِعَك، فأمر بحماره فأُسْرِج، فسارا جميعًا على حماريهما، فلَقِيا رجلًا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية، فعرفَهما الرجلُ ولم يعرفاه، فأخبرَهما خبرَ النّاس، ثم إنّ الرجل قال: وخبرٌ آخر كَرِهْتُ أن أُخْبِرَكما، أُراكما تكرهانه، فقال أبو الدرداء: لَعلّ أبا ذَرٍّ نُفِيَ. قال: نعم واللَّهِ، فاسترجع أَبو الدَّرداء وصاحِبُه قريبًا من عشر مرّات، ثم قال أبو الدّراداء:(فارْتَقِبْهم واصْطَبِر) كما قيل لأصحاب الناقة. اللهم إن كذّبوا أبا ذَرٍّ فإنّي لا أكذّبه، اللهمّ وإنِ اتّهموه فإنّي لا أتَّهِمُه، اللَّهمّ وإن اسْتَغَشُّوه فإنّي لا أسْتَغِشُّه، فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يأتمنُه حين لا يأتِمنُ أحدًا، ويُسِرُّ إليه حين لا يُسِرُّ إلى أحد، أما والذي نفس أبي الدّرداء بيده، لو أنّ أبا ذرّ قَطَعَ يميني ما أَبْغَضْتُه بعد الذي

(1) المسند 5/ 197. خليد روى له مسلم، وسائر رجاله رجال الشيخين. ومن طريق قتادة صحّح الحاكم إسناد الحديث 2/ 444، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 8/ 121 (3329)، وصحّح المحقّق إسناده. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح - المجمع 3/ 125.

ويشهد للقسم الثاني منه ما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة - الجمع 5/ 103 (2301).

(2)

المسند 5/ 197. ورواه قبله من طريق أبي النّضر عن الفرج بن فضالة عن خالد المُرّي عن أبي حَلْبس يونس ابن ميسرة عن أُمّ الدرداء به. وبالطريقين وغيرهما أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 218، 219 (316 - 312)، وأخرجه ابن حبّان 14/ 18 (6150) من طريق يونس بن ميسرة. قال الهيثمي أحد إسنادي أحمد رجاله ثقات. وينظر تخريج محقّقي السنّة وابن حبّان.

ص: 405

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أَظَلَّت الخضراءُ، ولا أقَلّت الغَبراءُ من ذي لهجة أصدقَ من أبي ذَرّ"(1).

(5990)

الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثنا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدّثني زيد بن أرطاه قال: سمعت جُبير بن نُفير يحدّث عن أبي الدرداء:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "فُسطاط المسلمين يومَ الملحمة الغوطةُ، إلى جانب مدينة يُقال لها دِمشق"(2).

(5991)

الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثني أنس بن عياض الليثي أبو ضَمرة عن موسى بن عُقبة عن عليّ بن عبد اللَّه الأزدي عن أبي الدرداء قال:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "قال اللَّه تبارك وتعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 32] فأما الذين سبقوا فأولئك يدخلون الجنّة بغير حساب، وأما الذين اقتصدوا فأولئك يُحاسَبون حسابًا يسيرًا، وأمّا الذين ظلموا أنفسَهم فأولئك يُحْبَسون في طول المحشَر، ثم هم الذين تلافاهم (3) اللَّهُ عز وجل برحمته، فهم الذين يقولون:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} (4)[فاطر: 34 - 35].

(1) المسند 5/ 197. وفي إسناده شهر بن حوشب، كثير الإرسال والأوهام. وقد أخرج الحاكم الحديث مختصرًا من طريق شهر بن حوشب، وسكت عنه، وقال الذهبي: سنده جيد 3/ 344. وأخرج الترمذي المرفوع منه عن عبد اللَّه بن عمرو، وحسّنه 5/ 628 (3801).

(2)

المسند 5/ 197، وإسناده صحيح. ومن طريق يحيى بن حمزة أخرجه أبو داود 4/ 111 (4298)، وصحّحه الألباني. وصحّح الحاكم إسناده 4/ 486 من طريق زيد بن أرطاة، ووافقه الذهبي.

(3)

تلافاهم: أدركهم.

(4)

المسند 5/ 198، ورجاله ثقات، إلّا أن في سماع عليّ الأزديّ من أبي الدرداء شكًّا. قال الهيثمي 7/ 98: رواه أحمد بأسانيد، رجال أحدهما رجال الصحيح، وهي هذه، إن كان عليّ بن عبد اللَّه الأزدي سمع من أبي الدّرداء، فإنّه تابعي.

ص: 406

(5992)

الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن سهل بن أنس (1) الجُهَني عن أبيه عن جدّه:

أنّه دخل على أبي الدّرداء، فقال له أبو الدرداء: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الصداع والمَليلة (2) لا يزال بالمؤمن وإنَّ ذنبَه مثلُ أحد، فما يترُكُه وعليه من ذلك مِثقالُ حبّةٍ من خَرْدَل"(3).

(5993)

الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مكّي بن إبرهيم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سعيد عن حرب بن قيس عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من اغتسلَ يومَ الجُمعة ثم لَبِسَ ثيابه، ومَسّ طِيبًا إنّ كان عنده، ثم مشى إلى المسجد وعليه السكينةُ، ولم يَتَخَطَّ أحدًا ولم يُؤْذِه، ركعَ ما قُضي له، ثم انتظر حتى ينصرفَ الإمام، غُفِر له ما بين الجمعتين"(4).

(5994)

الحديث التاسع والثلاثون: وبالإسناد عن أبي الدرداء قال:

جلس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب النّاس، وتلا آيةً وإلى جنبي أُبيُّ بن كعب، فقلت له: يا أبيّ، متى أُنْزِلَتْ هذه الآية؟ فأبى أن يُكَلَّمَني، ثم كلَّمْتُه فأبى أن يُكَلِّمَني حتى نزلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال لي أُبيّ: ما لك من جُمعتك إلا ما لَغَوْتَ (5). فلمّا انصرف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جِئتُه فأخْبَرْتُه، فقلتُ: أيْ رسول اللَّه، إنّك تَلَوْتَ آيةً وإلى جنبي

(1) استدرك محقّق الأطراف الحديث 6/ 144، وقال: الصواب: معاذ بن أنس.

(2)

المليلة: الحُمّى.

(3)

المسند 5/ 198، وأخرجه 5/ 199 من طريق حسن بن موسى، عن ابن لهيعة عن زبّان بن قائد عن سهل ابن معاذ عن أبيه. . . وزبّان وابن لهيعة ضعيفان. ومن طريق ابن لهيعة عن زبّان أخرجه الطبراني في الأوسط 4/ 99 (3143) وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلّا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة. وعزاه الهيثمي في المجمع 2/ 304 لأحمد والطبراني، وقال: وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. وينظر الترغيب 4/ 191 (5031).

(4)

المسند 5/ 198. وحرب بن قيس من رجال التعجيل 92، روايته عن أبي الدرداء مرسلة. قال الهيثمي 2/ 174: حرب لم يسمع من أبي الدرداء.

وله شاهد من حديث سلمان، رواه البخاري - الجمع 3/ 359 (2836) وينظر حديث أبي هريرة الذي أخرجه مسلم - الجمع 3/ 278 (2629).

(5)

لغوت، ولغيت، لغتان صحيحتان.

ص: 407

أُبيُّ بن كعب، فسألْتُه: متى أُنْزلَت هذه الآية؟ فأبى أن يُكَلِّمَني، حتى إذا نَزَلْتَ زعم أُبيٌّ أنّه ليس لي من جُمعتي إلّا ما لغيت. فقال: "صدق أُبيّ، فإذا سَمِعْتَ إمامَك يتكلَّمُ فأنْصِتْ حتى يَفْرُغَ (1).

(5995)

الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثنا يحيى بن حمزة عن زيد بن واقد قال: حدّثني بُسْر بن عُبيد اللَّه قال: حدّثني أبو إدريس الخَولانيّ عن أبي الدرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائم رأيتُ عمودَ الكتاب احُمِلَ من تحت رأسي، فظنَنْتُ أنّه مذهوبٌ به، فأَتْبَعْتُه بصري، فعُمِد به إلى الشام. وإنّ الإيمان حين تقعُ الفِتَنُ بالشام"(2).

(5996)

الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود قال: حدّثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمير بن هانىء عن أبي العذراء عن أبي الدرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَجِلُّوا اللَّهَ يغفر لكم"(3).

(5997)

الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا بقيّة عن حبيب بن عمر الأنصاري عن أبي عبد الصّمد عن أمّ الدرداء قالت:

كان أبو الدرداء لا يُحَدِّث بحديث إلا تبسّم فيه. فقلت له: إني أخشى أن يُحَمِّقَكَ النّاس. فقال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يُحَدّث بحديث إلا تبسّم (4).

(1) المسند 5/ 198، وإسناده كسابقه. وقال الهيثمي 2/ 188: رجال أحمد موثّقون. ولم يشر إلى انقطاعه. وينظر أحاديث الباب في المجمع.

(2)

المسند 5/ 198، ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي في المجمع 10/ 60. وصحّح البيهقي إسناده في دلائل النبوة 6/ 447 من طريق يحيى بن حمزة.

(3)

المسند 5/ 199. وأبو العذراء محهول - التعجيل 504. قال الهيثمي 1/ 36: رواه أحمد، وفي إسناده أبو العذراء، وهو مجهول. وقال 10/ 220: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه أبو العذراء ولم أعرفه، وبقيّة رجاله عند أحمد وُثّقوا - ينظر الأوسط 7/ 409 (6794).

وجاء بعده في المسند: قال ابن ثوبان: يعني أسلموا. قال ابن الأثير في النهاية 1/ 287 - جلل: أي قولوا: يا ذا الجلال والإكرام، وقل: أراد: عظِّموه. وجاء في تفسيره في بعض الروايات: أي أسلموا. ويروى بالحاء المهملة. وهو من كلام أبي الدرداء في الأكثر. وينظر 1/ 431 - حلل.

(4)

المسند 5/ 199. وبقيّة مدلّس، ولم يصرّح بالتحديث. وحبيب وأبو عبد الصمد، من رجال التعجيل، مجهولان، وثّقهما ابن حبّان - التعجيل 84، 500. ونقل الهيثمي 1/ 136 قول الدارقطني في حبيب: مجهول.

ص: 408

(5998)

الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابنُ لهيعة قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جُبير بن نفير عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا أوّل من يُؤْذَن له بالسجود يومَ القيامة، وأنا أوّل من يُؤذنُ له أن يرفعَ رأسَه، فأنظرُ إلى ما بين يديّ فأعرفُ أُمّتي من بين الأمم، ومن خلفي مثل ذلك، وعن يميني مثل ذلك، وعن شمالي مثل ذلك". فقال رجل: يا رسول اللَّه، كيف تعرِف أُمَّتَك من بين الأُمم فيما بين نوح إلى أُمّتك؟ قال:"هم غُرٌّ مَحَجَّلون من أثَر الوضوء، ليس أحدٌ كذلك غيرُهم، فأعْرِفُهم، إنهم يُؤْتَون كُتُبَهم بأيمانِهم، وأعرِفُهم يسعى بين أيديهم ذُرَّيَّتُهم"(1).

(5999)

الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغسّانيّ قال: حدّثنا أبو الأحوص حكيم بن عُمير وحبيب بن عبيد عن أبي الدرداء:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَدَعُ رجلٌ منكم أن يعملَ للَّه عز وجل ألفَ حسنة حين يُصْبحُ، يقول: سبحانَ اللَّه وبحمده، مائة مرّة، فإنها ألف حسنة. فإنّه لن يعملَ إن شاء اللَّه مَثلَ ذلك في يومه من الذنوب، ويكونُ ما عمل من خيرٍ سوى ذلك وافرًا"(2).

(6000)

الحديث الخامس والأربعون: وبه، حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم قال: حدّثني حُميد بن عقبة عن أبي الدّرداء:

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من زَحْزَح عن طريق المسلمين شيئًا يُؤذيهم كتَبَ اللَّهُ له به حسنةً، ومن كتبَ له عندَه حسنةً أدخلَه اللَّهُ بها الجنّة"(3).

(1) المسند 5/ 199. ومن طريق ابن لهيعة أخرجه الطبراني في الأوسط 4/ 149 (3258) قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به ابن لهيعة. وأخرجه الحاكم من طريق عبد اللَّه ابن صالح عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب به، وصحّح إسناده، وسكت عنه الذهبي 2/ 478. وعزاه الهيثمي لأحمد، والطبراني، وقال 1/ 230: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وقال 2/ 253: فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقيّة رجاله ثقات.

(2)

المسند 5/ 199، قال الهيثمي 10/ 116: فيه أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم، وهو ضعيف.

(3)

المسند 6/ 440، والمعجم الأوسط 1/ 49 (32). قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلّا بهذا الإسناد، تفرد به أبو بكر بن أبي مريم. وأعلّه الهيثمي بضعف اين أبي مريم - المجمع 3/ 138.

ص: 409

(6001)

الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا صفوان بن عمرو قال: حدّثنا شُريح بن عُبيد الحضرمي (1) عن أبي الدَّرداء:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه عز وجل يقول: ابنَ آدم، لا تَعْجِز عن أربع ركعات من أوّل النهار أكْفِك آخره"(2).

(6002)

الحديث السابع والأربعون: وبه، حدّثنا صفوان قال: حدّثني بعض المشيخة عن أبي إدريس السّكوني عن جبير بن نُفير عن أبي الدّرداء قال:

أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ لا أَدَعُهنّ لشيء: أوصاني بصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر، وألّا أنامَ إلّا على وِتر، وسُبحة الضُّحى في السفر والحَضَر.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(6003)

الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن مالك عن زيد بن أسلم عن عَطاء بن يسار:

أن معاوية اشترى سِقايةً من فضّة من رجلٍ، بأقلّ من ثمنها أو أكثر. فقال أبو الدرداء: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا إلّا مِثلًا بمثل (4).

(6004)

الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحق عن أبي السَّفَر قال:

(1) في المسند "وغيره" وقيه ألفاظ مختلفة عمّا هنا.

(2)

المسند 6/ 440، ورجاله ثقات. ولذا قال الهيثمي في المجمع 2/ 238، إلّا أن شريح بن عبيد لم يسمع من أبي الدرداء - التهذيب 3/ 381. وقد روى الحديث الترمذي 2/ 340 (475) بإسناده إلى جُبير بن نُفَير عن أبي الدرداء، وقال: حسن غريب، وصحّحه الألباني. وصحّح أحمد شاكر إسناد حديث أحمد.

(3)

المسند 6/ 440. ورواه 6/ 451 من طريق أبي اليمان عن صفوان بن عمرو عن أبي إدريس بإسقاط الواسطة. وفي الأوّل راوٍ مجهول، وأبو إدريس رجّح ابن حجر في التهذيب 6/ 288 قول ابن القطّان: مجهول، وجعله مقبولًا -أي عند المتابعة- في التقريب 2/ 692، ومن طريق أبي اليمان أخرجه أبو داود 2/ 66 (1433).

والحديث صحيح بإسناد الإمام مسلم إلى أبي مُرّة مولى أمّ هانىء عن أبي الدرداء، وليس فيه "في السفر والحضر" 1/ 499 (722).

(4)

المسند 6/ 448، ورجاله ثقات. ومن طريق قتيبة بن سعيد عن مالك أخرجه النسائي 7/ 279، وصحّحه الألباني.

ص: 410

كَسَرَ رجلٌ من قريش سِنّ رجلٍ من الأنصار، فاستعدى عليه معاويةَ [فقال القرشي: إنّ هذا دقَّ سِنّي، فقال معاوية]: إنّا سنُرضيه، وألحّ الأنصاريّ، فقال معاوية: شأنُك بصاحبك، وأبو الدَّرداء جالس، فقال أبو الدَّرداء: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلمٍ يُصابُ بشيء من جسده فيتصدّقُ به إلّا رفعه اللَّه به درجة، أو حطّ بها خطيئة". قال الأنصاري: فإني قد عَفَوْتُ (1).

(6005)

الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة:

أنّه قدم الشام ودخل مسجد دمشق، فصلّى فيه ركعتين، وقال: اللهمّ ارزُقْني جليسًا صالحًا. قال: فجاء فجلس إلى أبي الدرداء، فقال له أبو الدَّرداء: ممّن أنت؟ قال: من أهل الكوفة. قال: كيفط سَمِعْتَ ابن أمِّ عبد يقرأ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} قال علقمة: (والذكر والأنثى)(2) فقال أبو الدَّرداء: لقد سمعتها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فما زال هؤلاء حتى شكَّكُوني.

ثم قال: ألم يكن فيكم صاحبُ الوساد، وصاحبُ السّرّ الذي لا يعلَمُه غيره، والذي أُجِيرَ من الشيطان على لسان نبيّه صلى الله عليه وسلم؟

وصاحبُ الوساد: ابن مسعود.

وصاحبُ السّرّ: حذيفة.

والذي أجير من الشيطان: عمّار.

أخرجاه في الصحيحين (3).

(1) في الأصل: فإني يعني قد، وعبارة المسند 6/ 448:"قال: فقال الأنصاري: أأنت سمعت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، سمعته أذناي ووعاه قلبي، يعني فعفا عنه".

وأخرج ابن ماجة المرفوع منه بهذا الإسناد 2/ 898 (2693)، وأخرجه الترمذي بتمامه من طريق يونس 4/ 8 (1393) قال: حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، ولا أعرف لأبي السفر سماعًا من أبي الدرداء. وذكر المّزي في التهذيب 3/ 207 أن راويه سعيد بن محمد أبي السفر عن أبي الدرداء مرسلة. وضعّف الألباني الحديث.

(2)

المتواتر فيها: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} .

(3)

المسند 6/ 449، والبخاري 11/ 68 (6278) وهو في مسلم 1/ 565، 566 (284) من طريق مغيرة عن علقمة، ومن طرق أُخر.

ص: 411

(6006)

الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا أبو بكر النّهشلي عن مَرزوق أبي بكر التّيمي عن أمّ الدَّرداء عن أبي الدَّرداء:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من ردّ عن عِرض أخيه ردّ اللَّه عن وجهه النّارَ يوم القيامة"(1).

(6007)

الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الحسين المُعَلِّم عن يحيى بن أبي كثير قال: حدّثني عبد الرحمن ابن عمرو الأوزاعيّ عن يعيش بن الوليد بن هشام، حدّثه أن أباه حدّثه قال: حدّثني مَعدان ابن أبي طلحة بن أبي الدرداء أخبره:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاء فتوضّأ (2). فلَقِيث ثوبانَ مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد دمشق، فقلت: إنّ أبا الدرداء أخبرَني أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاءَ فتوضّأ. قال: صدق، أنا صَبَبْث له وضوءه (3).

(6008)

الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا أبو يعقوب إسحق بن عثمان الكلابي قال: حدّثنا خالد بن دُرَيك يحدّث عن أبي الدَّرداء يرفع الحديث إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يجمعُ اللَّهُ عز وجل في جوف رجل غبارًا في سبيل اللَّه ودُخانَ جهنّم. من اغبرَّت قدماه في سبيل اللَّه حرَّمَ اللَّهُ سائِرَ جسده على النّار. ومن صام يومًا في سبيل اللَّه باعدَ اللَّه عنه النّار مسيرةَ ألف سنة للراكب المُسْتَعْجِل. ومن جُرحَ جِراحةً في سبيل اللَّه ختم اللَّهُ له بخاتَم الشهداء، له نور يوم القيامة، لَونُها مثلُ لون الزعفران، وريحُها مثل المِسك، يعرفه بها الأوّلون والآخرون، يقولون: فلان عليه طابَع

(1) المسند 6/ 450. ومن طريق ابن المبارك حسّنه الترمذي 4/ 288 (1931)، وصحّحه الألباني.

(2)

كذا في الموضعين. وفي المصادر "فأفطر" وقد علّق الشيخ أحمد شاكر على هذه الرواية في الترمذي.

(3)

المسند 6/ 443، وهو حديث صحيح، وهو في أبي داود 2/ 310 (2381)، والترمذي 1/ 142 (87)، وجعله الترمذي أصحّ شيء في الباب. وقد أخرجه دون أبي الوليد - وهو الوليد بن هشام، ابن حبّان 3/ 377 (1097)، ومال إلى تصحيح إسقاطه من السند ابن خزيمة 2/ 225، 226 (1956، 1957) والحاكم 1/ 426، وينظر تلخيص الحبير 2/ 781، وتعليق محقّق ابن حبّان.

ص: 412

الشّهداء. ومن قاتل في سبيل اللَّه عز وجل فُواقَ ناقة وَجَبَت له الجنّة" (1).

(6009)

الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن بحر قال: حدّثنا بقيّة قال: حدّثنا ثابت بن عجلان قال: حدّثني القاسم مولى بني يزيد عن أبي الدَّرداء:

أن رجلًا مرّ به وهو يغرِس غَرسًا بدمشق، فقال له: أتفعلُ هذا وأنت صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم! قال: لا تَعْجَلْ عليّ، سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"من غَرَس غرسًا، لم يأكل منه آدميٌّ ولا خَلْقٌ من خَلْق اللَّه إلّا كان له صدقة"(2).

(6010)

الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن مصعب قال: حدّثني أبو بكر عن زيد بن أرطاة عن بعض أخواله عن أبي الدرداء:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "كلّ شيء ينقص إلّا الشَّرَّ، فإنّه يُزاد فيه"(3).

(6011)

الحديث السادس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو جعفر السُّوَيدي قال: حدّثنا سليمان بن عُتبة الدمشقي قال: حدّثنا يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عائد اللَّه عن أبي الدَّرداء:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخلُ الجنّةَ عاقٌّ، ولا مُدْمِنُ خمر، ولا مُكَذِّبٌ بالقَدَر"(4).

(6012)

الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن أبيه قال: حدّثني أخ لعديّ بن أرطاة عن رجل عن أبي الدَّرداء قال:

(1) المسند 6/ 443. ورجال الإسناد ثقات، إلّا أن خالدًا يرسل عن الصحابة. قال الهيثمي 5/ 288: رواه أحمد ورجاله ثقات، إلّا أن خالد من دريك لم يسمع من أبي الدرداء ولم يدركه.

(2)

المسند 6/ 444. قال الهيثمي 4/ 70: روأه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله موثّقون، وفي بعضهم كلام لا يضرّ.

ويشهد لصحة الحديث ما رواه مسلم عن جابر وأمّ مبشّر - الجمع 2/ 378 (1614)، 4/ 316 (3568).

(3)

المسند 6/ 441، وإسناده ضعيف، قال الهيثمي 7/ 223: رواه أحمد والطبراني، وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف، ورجل لم يُسَمّ. وقال البوصيري - الإتحاف 10/ 220 (9853، 9854) بعد أن عزاه لأحمد ابن منيع وأحمد بن حخبل وأبي يعلى: ومدار أسانيدهم على أبي بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم، وهو ضعيف.

(4)

المسند 6/ 441. ومن طريق سليمان بن عُتبة أخرجه ابن ماجة 2/ 1120 (3376)، وقال البوصيري: إسناده حسن، وسليمان بن عتبة مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 229 (330) وحسّنه المحقّق. قال الهيثمي 7/ 205: فيه سليمان بن عُتبة الدمشقي، وثّقه أبو حاتم وغيره، وضعّفه ابن معين وغيره.

ص: 413

عَهِدَ إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الأئمةُ المُضِلّون"(1).

(6013)

الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هيثم بن خارجة قال: حدّثنا أبو الربيع سليمان بن عُتبة السَّلَميّ عن يونس بن ميسرة بن حَلْبس عن أبي إدريس عن أبي الدَّرداء:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لو غُفِرَ لكم ما تأتون إلى البهائم لغُفِرَ لكم كثيرًا"(2).

(6014)

الحديث التاسع والخمسون: وبالإسناد عن أبي الدَّرداء قال:

قالوا: يا رسول اللَّه، أرأيتَ ما نَعْمَلُ، أمرٌ قد فُرٍغَ منه أم شيء نَسْتأْنِفَه؟ قال:"بل أمرٌ قد فُرغ منه".

قالوا: فكيف بالعمل يا رسول اللَّه؟ قال: "كلُّ امرىءٍ مَهَيَّأٌ لِما خُلِقَ له"(3).

(6015)

الحديث الستون: وبالإسناد عن أبي الدَّرداء:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "خلق اللَّه عز وجل آدمَ حين خَلَقه، فضرب كَتِفه اليمنى فأخرج ذُرّيةً بيضاء كأنّهم الذَّرُّ، وضربَ كَتِفه اليسرى فأخرج ذرّيّةً سوداء كأنهم الحُمَم، فقال للذي

(1) المسند 6/ 441. يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم. وهو وأبوه وجدّه ثقات. وأخو عديّ هو زيد بن أرطاة، روى عنه سعد إبراهيم، وهو ثقة. ولكن في الإسناد مجهولًا. قال الهيثمي 5/ 242: رواه أحمد والطبراني، وفيه راويان لم يُسَميًا. يعني أخا عديّ والراوي عن أبي الدرداء.

(2)

المسند 6/ 441. رواه عبد اللَّه بن أحمد عن هيثم بن خارجة 6/ 422 أنّه أوقف هذا الحديث، وأن أباه -أحمد- رواه عن الهيثم مرفوعًا. وفي الحديث قبل السابق ذكر أن سليمان بن عتبة مختلف فيه. وذكر الهيثمي 10/ 194 أن أحمد رواه مرفوعًا، وابنه موقوفًا، قال: وإسناده جيد. وجعل المنذري الموقوف أصحّ - الترغيب 3/ 281 (3645). وهذا الإسناد صحّحه الألباني - ينظر الحديث (60) من هذا المسند.

(3)

المسند 6/ 441. وإسناده كسابقه. قال الحاكم 2/ 462 بعد أن أخرجه من طريق سليمان: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: قال ابن معين في سليمان بن عتبة: لا شيء. وذكره في المجمع 7/ 194 (وسقط جزء منه، وبقي تعليق الهيثمي): والطبراني، وفيه سليمان بن عتبة، وثّقه أبو حاتم وجماعة، وضعّفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات. وعنده أحاديث كثيرة في الباب. وينظر أحاديث علي وعمران وجابر في الجمع 1/ 163، 350 (131، 551)، 2/ 404 (1695).

ص: 414

في يمينه: إلى الجنّة ولا أُبالي، وقال للذي في كفّه اليسرى: إلى النّار ولا أُبالي" (1).

(6016)

الحديث الحادي والستون: وبالإسناد:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه عز وجل يقول يوم القيامة لآدمَ: قُمْ فَجَهِّزْ من ذَرّيّتك تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النّار، وواحدًا إلى الجنّة"، فبكى أصحابه وبَكَوا، ثم قال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ارفعوا رؤوسكم، فوالذي نفسي بيده، ما أُمّتي في ألّا مم إلّا كالشَّعرة البيضاء في جلد الثَّور الأسود" فخفّف ذلك عنهم (2).

(6017)

الحديث الثاني والستون: وبه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لكلِّ شيء حقيقة، وما بلغَ عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يعلمَ أنّ ما أصابَه لم يكن لِيُخْطِئَه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبَه"(3).

(6018)

الحديث الثالث والستون: حدّثنا مسلم قال: حدّثني محمد بن مَسْلَمة المُرادي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب عن مُعاوية بن صالح قال: حدّثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخَولاني عن أبي الدَّرداء قال:

قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسَمِعناه يقول: "أعوذُ باللَّه منك". ثم قال: "ألْعَنُك بلَعْنة اللَّه" ثلاثًا، وبَسَط يدَه كأنّه يتناولُ شيئًا، فلمّا فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول اللَّه، قد سَمِعْناك تقول في الصلاة شيئًا لم نَسْمَعْك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسَطْتَ يدَك. قال:"إنّ عدوَّ اللَّه إبليسَ جاء بشهابٍ من نارٍ ليجعلَه في وجهي، فقلت: أعوذُ باللَّه منك - ثلاث مرّات. ثم أردْتُ آخذَه، واللَّه لولا دعوةُ أخينا سليمانَ لأصبح مُوثَقًا يلعبُ به وِلدان أهل المدينة".

انفرد بإخراجه مسلم (4).

* * * *

(1) المسند 6/ 441، وفي إسناده سليمان كالسابقة. ومع ذلك قال عنه الهيثمي 7/ 188: رجاله رجال الصحيح، وخالف ما نقل من تضعيف ابن معين وغيره لسليمان، ولم يخرج له إلّا ابن ماجه. وذكر الألباني الحديث في صحيحته 1/ 114 (49) وقال: إسناده صحيح.

(2)

المسند 6/ 441 وإسناده كالأحاديث قبله، ومع ذلك جوّده الهيثمي - المجمع 10/ 396. ويشهد للحديث ما روي عن أبي سعيد وأبي هريرة الجمع 2/ 449 (1766)، 3/ 243 (2522).

(3)

المسند 6/ 441. وإسناده كالأحاديث المتقدّمة. ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 7/ 200.

(4)

مسلم 1/ 385 (542).

ص: 415