الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(375) مسند عثمان بن أبي العاص بن بشر أبي عبد اللَّه الثَّقَفيّ
(1)
(5244)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا حمّاد ابن سلمة عن عليّ بن زَيد عن أبي نَضْرَة قال:
أتينا عثمان بن أبي العاصي في يوم جمعة لِنَعْرِضَ عليه مُصحفًا لنا على مُصحفه، فلمّا حضرتِ الجمعةُ أمرَنا فاغتسلْنا، ثم أُتِينا بطيب فتَطَيَّبْنا، ثم جِئنا المسجد، فجلَسْنا إلى رجل، فحدّثنا عن الدّجّال، ثم جاء عثمان بن أبي العاص، فقُمْنا إليه فجلَسْنا، فقال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون للمسلمين ثلاثة أمصار: مصر بِمُلتقى البحرين، ومصر بالحيرة، ومصر بالشام، فيَفزَعُ الناسُ ثلاث فَزَعات، فيخرجُ الدّجّال في أعراض النّاس، فيُهزمُ من قِبَل المشرق، أوّل مِصر يَرِدُه المصرُ الذي بملتقى البحرين، فيصير أهلهم (2) ثلاث فرق: فرقة تقول نُشامُّه، نَنْظَرُ ما هو، وفرقة تَلْحَقُ بالأعراب، وفرقة تَلْحَقُ بالمِصر الذي يليهم، ومع الدّجّال سبعون ألفًا عليهم السِّيجان (3)، وأكثرُ تَبَعِه اليهودُ والنساء، ثم يأتي المِصرَ الذي يليهم، فيصير أهلُه ثلاث فرق: فرقة تَقول: نُشامُّه وننظُر ما هو، وفرقة تَلْحَقُ بالأعراب، وفرقةٌ تَلْحَقُ بالمِصر الذي يليهم بغربي الشام، وينحاز المسلمون إلى عَقَبة أفيق، فيبعثون سَرحًا لهم، فيُصاب سَرْحُهُم، فيشتدّ ذلك عليهم، وتصيبُهم مجاعة شديدة وجَهْدٌ شديد، حتى إنّ أحدَهم ليُحْرِقُ وَتَرَ قَوسِه فيأكله. فبينا هم كذلك إذ نادى منادٍ من السَّحَر: يا أيُّها النّاس، أتاكم الغوثُ، ثلاثًا، فيقول بعضهم
(1) الطبقات 6/ 47، والآحاد 3/ 190، ومعرفة الصحابة 4/ 1962، ومعجم الصحابة 2/ 256، والاستيعاب 3/ 91، والتهذيب 5/ 118، والسير 2/ 374، والإصابة 2/ 453.
وعثمان من انفرد بالإخراح عنهم مسلم، فله عنده ثلاثة أحاديث - الجمع (3121 - 3123).
(2)
في المسند "أهله".
(3)
السّيجان: جمع ساج: الطيلسان الأخضر.
لبعض: إن هذا لصوتُ رجل شبعان، وينزل عيسى ابن مريم عند صلاة الفجر، فيقول له أميرُهم: يا رُوح اللَّه، تقدّم صَلِّ، فيقول: هذه الأمّة أمراءُ بعضُهم على بعض، فيتقدّم أميرُهم فيصلّي، فإذا قضى صلاتَه أخذ عيسى عليه السلام حَرْبَتَه، فيذهبُ نحو الدّجّال، فإذا رآه الدّجّالُ ذاب كما يذوبُ الرَّصاص، فيضعُ حربته بين ثَنْدُوته فيقتلُه، وينهزم أصحابه، فليس يومئذٍ شيء يواري منهم أحدًا، حتى إنّ الشجرة لتقول:"يا مؤمنُ، هذا كافر، ويقول الحجرُ: يا مؤمن: هذا كافر"(1).
(5245)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجُريري عن أبي العلاء بن الشِّخِّير أن عثمان قال:
يا رسول اللَّه، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي، قال:"ذاك شيطان يقال له خِنْزِب (2)، فإذا أنت أَحْسَسْتَه فتعَوَّذْ باللَّه عز وجل منه، واتفُلْ عن يسارك ثلاثًا". قال: ففعلت ذلك فأذهبه اللَّهُ عز وجل عنّي.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5246)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا عمرو بن عثمان قال: حدّثني موسى بن طلحة أن عثمان بن أبي العاص حدّثه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرَه أن يَؤُمَّ قومه. قال: ثم قال: "من أمّ قومًا فلْيُخَفِّف، فإنّ فيهم الصغير والكبير والمريض وذا الحاجة. فإذا صلّى وحده فليُصَلّ كيف شاء".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) المسند 4/ 216. وفي إسناده علي بن زيد، ابن جدعان، ضعيف. وأخرج الحديث الطبراني في الكبير 9/ 60 (8392) من طريق حمّاد بن سلمة. وأخرجه الحاكم 4/ 478 من طريق سعيد بن هبيرة، عن حمّاد ابن زيد، عن أيوب السختياني وعلي بن زيد. . وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم بذكر أيّوب، ولم يخرجاه. وتعقّبه الذهبي قائلًا: ابن هبيرة واه. ثم ذكر أن المحفوظ دون ذكر أيوب. قال الهيثمي 7/ 345: وفيه علي بن زيد، وفيه ضعف، وقد وُثّق، وبقيّة رجالهما رجال الصحيح.
(2)
خنزب بكسر الخاء، وبكسر الزاي وفتحها.
(3)
المسند 4/ 216، ومن طريق سعيد الجريري في مسلم 4/ 1728 (2203). وإسماعيل من رجال الشيخين.
(4)
المسند 4/ 216. ومسلم 1/ 341 (468) من طريق عمرو بن عثمان. ويحيى ثقة من رجال الشيخين.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا سعيد الجُريري عن أبي العلاء عن مُطَرِّف قال:
دخلْت على عثمان بن أبي العاص، فأمر لي بلبن لَقْحَةٍ، فقلتُ: إني صائم، فقال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الصوم جُنّةٌ من عذاب [اللَّه] كجُنّة أحدِكم من القتال. وصيامٌ حَسنٌ ثلاثةُ أيام من كلّ شهر".
قال، وكان آخرَ شيء عَهِدَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليَّ أن قال:"جَوِّز في صلاتك، واقْدُرِ النّاسَ بأضعفهم، فإن منهم الصغيرَ والكبيرَ والضعيفَ وذا الحاجة"(1).
* طريق لبعضه:
وبه عن عثمان قال:
قلت: يا رسول اللَّه، اجعلْني إمام قومي. قال:"أنت إمامُهم، فاقْتَدِ بأضعفهم، واتَّخِذْ مؤذِّنًا لا يأخذُ على أذانه أجرًا"(2).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن عبد اللَّه بن خُثَيم قال: حدَّثني داود بن أبي عاصم الثقفي عن عثمان بن أبي العاص قال:
آخر كلام كلّمه به رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ استعملَني على الطائف، فقال: "خفِّفِ الصلاة على النّاس، حتى وَقَّقَ لي {اِقْرَأْ باسْم ربِّكَ الذي خَلَق} وأشباهَها من القرآن (3).
(1) المسند 4/ 217، وإسناده صحيح. وأبو العلاء هو يزيد بن عبد اللَّه بن الشِّخِّير. وله طرق أُخر كثيرة في المسند 4/ 21، 22. وهو من طرق عن مطرّف في المعجم الكبير 9/ 51، 52 (8357 - 8364)، وصحّحه ابن خزيمة من طريق مطرّف 3/ 193 (1891) دون "جوّز. . " وحسّن الألباني إسناده.
(2)
المسند 4/ 21. وإسناده صحيح كسابقه. والنسائي 2/ 23، وصحّحه الحاكم على شرط مسلم 1/ 199، ووافقه الذهبي. ومن طريق حمّاد أخرجه أبو داود 1/ 146 (531)، والطبراني في الكبير 9/ 52 (8365). قال الألباني: صحيح دون "الاتّخاذ".
(3)
المسند 4/ 218. ورجاله ثقات. داود روى له النسائي وأبو داود والبخاري تعليقًا. وسائر رواته من رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني 9/ 48 (8353).
(5247)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا حمّاد ابن سلمة قال: حدّثنا عليّ بن زيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ بالليل ساعةً تفْتَحُ فيها أبوابُ السماء، ينادي منادٍ: هل من سائلٍ فأعْطِيَه؟ هل من داعٍ فأستجيبَ له؟ هل من مستغفرٍ فأغفرَ له (1). وإن داود عليه السلام خرج ذات ليلة فقال: لا يسألُ اللَّهَ عز وجل أحدٌ إلّا أعطاه، إلّا أن يكون ساحرًا أو عَشّارًا"(2).
(5248)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سعيد الجُريري عن أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "اللهمّ اغْفرْ لي ذنبي: خطأي وعَمدي. اللهمّ إنّي أستهدِيكَ لأَرْشَدِ أمري، وأعوذ بك من شرّ نفسي"(3).
(5249)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان الهاشمي قال: حدّثنا إسماعيل يعني ابن جعفر المديني قال: أخبرني يزيد بن خُصَيفة عن عمرو بن عبد اللَّه بن كعب السلمي أن نافع بن جبير أخبره:
أن عثمان بن العاص قَدِم على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فَزَعَمَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"ضَعْ يمينَك على مكانك الذي تشتكي، فامسح بها سبع مرّات، وقل: أعوذ بعزّة اللَّه وقدرته من شرّ ما أجدُ، في كلّ مسحة".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) قال العكبري - إعراب الحديث 270: الجيّد نصب هذه الأفعال، لأنها جواب الاستفهام. ويجوز الرفع على تقدير مبتدأ: أي فأنا أعطيه، وأنا أجيبه.
(2)
المسند 4/ 218 وفيه قصة وزيادة. ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه الطبراني في الكبير 9/ 54 (8373). وإسناده ضعيف لضعف عليّ بن زيد، ابن جدعان. وفي سماع الحسن من عثمان خلاف، قال الهيثمي 3/ 91. فيه عليّ بن زيد وفيه كلام، وقد وُثّق.
(3)
المسند 4/ 217. ومن طريق حمّاد أخرجه الطبراني 9/ 53 (8369)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 183 (901) ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي 10/ 180.
(4)
المسند 4/ 217، سليمان بن داود الهاشمي، وعمرو بن عبد اللَّه ثقتان، وسائر رجاله رجال الصحيح، وأخرجه مسلم بنحوه من طريق نافع بن جبير 4/ 1827 (2202).
(5250)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن حُمَيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص:
أن وفد ثقيف قَدِموا على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأنزلهم المسجدَ ليكونَ أرقَّ لقلوبهم، فاشترطوا على النبيّ صلى الله عليه وسلم: أن لا يُحْشَروا، ولا يُعْشَروا، ولا يُجَبُّوا، ولا يُسْتَعْمَلَ عليهم غيرُهم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم (1):"لا خيرَ في دين ليس فيه ركوع"(2).
معنى يحشروا: يجمعوا لأخذ الزكاة منهم. ويُعشروا: يؤخذ عشرهم.
ويُجَبُّوا: يركعوا ويسجدوا.
(5251)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا هُرَيم عن ليث عن شَهر بن حَوشب عن عثمان بن أبي العاص قال:
كنت عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسًا: إذ شَخَصَ ببصره ثم صوّبه حتى كاد يُلْزِقُه بالأرض. قال: ثم شَخَص ببصره فقال: "أتاني جبريلُ فأمَرَني أن أضعَ هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (3)[النحل: 90].
* * * *
(1) في المسند: "فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: إنّ لكم ألّا تُحْشَروا، ولا تُعشروا، ولا يستعمل عليكم غيركم" وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم. . . "
(2)
في المسند 8/ 214. ومن طريق حمّاد أخرجه أبو داود 3/ 163 (3206) والطبراني 9/ 54 (8372). وأخرجه ابن خزيمة من طريق عفّان 2/ 285 (1328) مقتصرًا على إنزالهم المسجد ليكون أرقَّ لقلوبهم. وفي الحديث عنعنة الحسن. وضعّف الألباني الحديث.
(3)
المسند 4/ 218. وهُريم بن سفيان البجلي من رجال الشيخين. ولكن ليث بن أبي سليم صدوق، اختلط فتُرك. وشهر صدوق كثير الأوهام. وقد روي الحديث عن شهر عن ابن عبّاس. وعن شهر عن عثمان، نقلهما ابن كثير في تفسير الآية -2/ 583، ثم قال تعليقًا على حديث عثمان: وهذا إسناد لا بأس به، ولعلّه عند شهر بن حوشب من الوجهين، واللَّه أعلم.