المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(401) مسند عمار بن ياسر - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٦

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌(362) مسند عَبْد عَوف بن الحارث البَجَلِيّ أبي حازم

- ‌(363) مسند عبد المُطَّلِب بن رَبيعة

- ‌(364) مسند عُبيد بن خالد السُّلَميّ

- ‌(365) مسند عُبيد بن هانىء بن كُرَيب أبي عامر الأشعريّ

- ‌(366) مسند عُبيد مولى النبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(367) مسند عُبَيدة بن عمرو الكِلابيّ

- ‌(368) مسند عَبس بن عامر بن عَدِيٍّ بن نابي الأنصاريّ

- ‌(369) مسند عُتبة بن عَبد أبي الوليد السُّلَمي

- ‌(370) مسند عُتبة بن غَزوان

- ‌(371) مسند عتبة بن النُّدَّر

- ‌(372) مسند عِتبان بن مالك الأنصاريّ

- ‌(373) مسند عثمان بن حُنَيف

- ‌(374) مسند عثمان بن طَلحة بن أبي طلحة

- ‌(375) مسند عثمان بن أبي العاص بن بشر أبي عبد اللَّه الثَّقَفيّ

- ‌(376) مسند عثمان بن عفّان

- ‌(377) مسند العَدّاء بن خالد بن هَوْذةَ الكِلابيّ

- ‌(378) مسند عديّ بن حاتم الطّائي

- ‌(379) مسند عديّ بن عَميرة أبي زُرارة الكِنديّ

- ‌(380) مسند العِرباض بن سارية أبي نُجَيح السُّلَميّ

- ‌(381) مسند عَرفجة بن أسعد

- ‌(382) مسند عَرفجة بن ضُرَيح

- ‌(383) مسند عُروة بن أبي الجَعد البارِقيّ

- ‌(384) مسند عروة الفُقَيميّ

- ‌(385) مسند عُروة بن مُضَرِّس بن لأم الطائيّ

- ‌(386) مسند عصام المُزَنيّ

- ‌(387) مسند عِصمة بن مالك بن أُميّة الخَطْمِيّ

- ‌(388) مسند عطيّة بن سعد السَّعديّ

- ‌(389) مسند عطيّة القُرَظيّ

- ‌(395) مسند عُقْبة بن الحارث بن عامر أبي سِرْوَعَةَ المَخزومي القُرَشي

- ‌(391) مسند عُقبة بن عامر

- ‌(392) مسند أبي مَسعود عُقْبَةَ بن عَمرو الأنصاريّ

- ‌(393) مسند عُقبة بن مالك اللَّيثي

- ‌(394) مسند عَقيل بن أبي طالب

- ‌(395) مسند العَلاء بن الحَضْرَمِيّ

- ‌(396) مسند عِلْباء السُّلَمي

- ‌(397) مسند علقمة بن رِمْثة

- ‌(398) مسند عليّ بن شَيبان بن عمرو أبي عبد الرحمن الحنفيّ

- ‌(399) مسند عليّ بن طَلْق بن المنذر

- ‌(400) مسند عليّ بن أبي طالب

- ‌(401) مسند عمّار بن ياسر

- ‌(402) مسند عمارة بن حَزم بن زيد الأنصاريّ

- ‌(403) مسند عُمارة بن خُزَيمة

- ‌(404) مسند عُمارة بن رُوَيْبة

- ‌(405) مسند عُمارة بن مُعاذ بن زُرارة أبي نَملة الأنصاري

- ‌(406) مسند عُمَر بن الخَطّاب

- ‌(407) مسند عمر بن سعد أبي كَبْشَةَ الأنماريّ

- ‌(408) مسند أبي حفص عُمر بن أبي سلمة

- ‌(409) مسند عمر الجُمَعِيّ

- ‌(410) مسند عمران بن حُصَين

- ‌(411) مسند عمرو الأَحْوَص بن جَعْفر أبي سليمان الجُشَميّ

- ‌(412) مسند عمرو بن أخطب أبي زيد الأنصاري

- ‌(413) مسند عمرو بن أُمَيّة الضَّمْري

- ‌(414) مسند عمرو بن بَعْكَك بن الحارث أبي السَّنابل القرشيّ

- ‌(415) مسند عمرو بن تَغْلِب

- ‌(416) مسند عمرو بن الجَموح بن زيد أبي معاذ السَّلميّ

- ‌(417) مسند عمرو بن الحارث بن المُصْطَلِق

- ‌(418) مسند عمر بن حُريث بن عمرو أبي سعيد المخزوميّ

- ‌(419) مسند عمرو بن حَزم بن زيد أبي الضَّحّاك الأنصاريّ

- ‌(420) مسند عمرو بن الحَمِق بن الكاهن الخُزاعي

- ‌(421) مسند عمرو بن خارجة الثُّمالي

- ‌(422) مسند عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأمويّ

- ‌(423) مسند عمرو بن شاس بن عبد الأسلمي

- ‌(424) مسند عمرو بن العاص بن وائل أبي عبد اللَّه السَّهمي

- ‌(425) مسند عمرو بن عبد اللَّه أبي عِياض القاري

- ‌(426) مسند عمرو بن عُبيد اللَّه

- ‌(427) مسند عمرو بن عَبَسَةَ أبي نَجيح السُّلَميّ

- ‌(428) مسند عمرو بن عوف

- ‌(429) مسند عمرو بن الفَغواء بن عُبيد الخُزاعيّ

- ‌(430) مسند عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصمّ

- ‌(431) مسند عمرو بن كَعب بن حَجْدر اليامي

- ‌(432) مسند عمرو بن مالك أبي مالك الأشجعيّ

- ‌(433) مسند عمرو بن مِحْصَن بن حُرْثان الأسديّ أبي أبي عَمرة

- ‌(434) مسند عمرو بن مُرّة الجُهَنيّ

- ‌(435) مسند عمرو بن يثربيّ الضَّمْريّ

- ‌(436) مسند عمرو الأنصاريّ

- ‌(437) مسند عمرو أبي مالك الأشعَريّ

- ‌(438) مسند عُمَير بن سَلَمة بن مُنتاب الضَّمري

- ‌(439) مسند عُمَير مولى آبي اللَّحم

- ‌(440) مسند عوف بن مالك أبي عبد اللَّه الأشجعيّ

- ‌(441) مسند عُوَيم بن ساعدة بن عابس أبي عبد الرحمن الأنصاري

- ‌(442) مسند عُوَيمر بن أشقر بن عديّ الأنصاري

- ‌(443) مسند أبي الدّرداء عُوَيمر بن عامر

- ‌(444) مسند عيّاش بن أبي ربيعة

- ‌(445) مسند عِياض بن حِمار المُجاشِعيّ

- ‌حرف الغين

- ‌(446) مسند غُضَيف بن الحارث

- ‌حرف الفاء

- ‌(447) مسند الفاكه بن سعد بن جبر أبي عُقبة الأنصاري

- ‌(448) مسند فُرات بن حَيّان بن ثعلبة العِجليّ

- ‌(449) مسند الأقرع بن حابس

- ‌(450) مسند فروة بن مُسَيك أبي عُمَير المُراديّ

- ‌(451) مسند فَضالة بن عُبَيد

- ‌(452) مسند فَضالة أبي عبد اللَّه اللَّيثي

- ‌(453) مسند الفضل بن عبّاس بن عبد المطّلب

- ‌(454) مسند فَيروز الدَّيْلَميّ

- ‌حرف القاف

- ‌(455) مسند قارب بن الأسود الثَّقَفيّ

- ‌(456) مسند قَبِيصة بن مُخارق

- ‌(457) مسند قتادة بن ملحان القَيسيّ

- ‌(458) مسند قتادة بن النعمان بن يزيد الظَّفَرِيّ

- ‌(459) مسند قُدامة بن عبد اللَّه بن عمّار الكِلابي

- ‌(460) مسند قُرّة بن إياس بن رِئاب أبي معاية المُزَني

- ‌(461) مسند قُرّة بن دُعموص النُّمَيري

- ‌(462) مسند قُطبة بن قتادة السَّدوسي أبي الحَوْصلة

- ‌(463) مسند قُطبة بن مالك

- ‌(464) مسند قُهَيد بن مُطَرِّف الغِفاريّ

- ‌(465) مسند قيس بن سعد بن عُبادةَ

- ‌(466) مسند قيس بن عاصم

- ‌(467) مسند قيس بن عائذ

- ‌(468) مسند قيس بن عُبيد بن الحُرَير أبي بَشير المازني

- ‌(469) مسند قيس بن عمرو الأنصاري

- ‌(470) مسند قيس بن أبي غَرَزَةَ البَجَلي

- ‌(471) مسند قيس الجُذامي

- ‌(472) مسند قيصر أبي إسرائيل العامريّ

- ‌حرف الكاف

- ‌(473) مسند كَردَم بن سُفيان أبي ميمونة الثَّقَفي

- ‌(474) مسند كُرْز بن عَلقمة بن هلال الخُزاعيّ

- ‌(475) مسند كعب بن عاصم أبي مسلم الأشعري

- ‌(476) مسند كعب بن عُجرة

- ‌(477) مسند أبي اليَسَر كعب بن عمرو الأنصاري

- ‌(478) مسند كعب بن عِياض

- ‌(479) مسند كعب بن مالك ابن أبي كعب الأنصاري

- ‌(480) مسند كلثوم بن الحُصَين أبي رُهم الغفاريّ

- ‌(481) مسند كَلَدَة بن الحَنْبَلُ بن مالك الغَسّاني الأسلميّ

- ‌(482) مسند كَنّاز بن الحُصَين

- ‌(483) مسند كَيسان أبي عبد الرحمن بن أَسيد

- ‌(484) مسند كيسان أبي نافع

- ‌حرف اللام

- ‌(485) مسند اللَّجْلاج أبي خالد

- ‌(486) مسند أبي رَزِين لقيط بن عامر بن المُنْتَفِق العُقَيليّ

- ‌(487) مسند لقيط بن صَبِرة بن المُنْتَفق أبي عاصم

الفصل: ‌(401) مسند عمار بن ياسر

(401) مسند عمّار بن ياسر

(1)

(5663)

الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن الحكم عن ذَرّ عن ابن عبد الرحمن بن أبي أبزى عن أبيه:

أن رجلًا أتى عمر فقال: إنّي أجْنَبْتُ فلم أجد ماءً. فقال عمر: لا تُصَلِّ. فقال عمّار: أما تذكرُ يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سَرِيَّة فأجْنَبْنا فلم نجد ماء، فأما أنت فلم تُصَلِّ، وأما أنا فتمعَّكْتُ في التّراب وصلَّيتُ، فلما أتيْنا النبيّ صلى الله عليه وسلم ذكرْتُ ذلك له، فقال:"إنما كان يكفيك" وضرب النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيده إلى الأرض ثم نفخَ فيها، ومسح بها وجهَه وكفّيه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا سليمان الأعمش قال: حدّثنا شقيق قال:

كنتُ قاعدًا مع عبد اللَّه وأبي موسى، فقال أبو موسى لعبد اللَّه: لو أن رجلًا لم يجدِ الماء، لم يُصَلِّ؟ فقال عبد اللَّه: لا. فقال أبو موسى: أما تذكرُ إذ قال عمّارُ لعمر: ألا تذكُرُ إذ بعثَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإيّاك في إبل، فأصابَتْني جَنابة، فَتمرَّغْتُ في التُّراب، فلمّا رجعْتُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخبرْتُه، فضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال:"إنّما كان يكفيك أن تقولَ هكذا" وضربَ بكفَّيه إلى الأرض، ثم مسح كفَّيه جميعًا، ومسح وجهَه مسحةً واحدة بضربة واحدة. فقال عبد اللَّه: لا جَرَمَ، ما رأَيتُ عمر قَنِعَ بذلك. قال: فقال أبو موسى:

(1) الآحاد 1/ 206، ومعرفة الصحابة 4/ 2070، والاستيعاب 2/ 469، والتهذيب 5/ 319، والسير 1/ 406، والإصابة 2/ 505.

ومسنده الثاني عشر عند الحميدي، له حديث اتّفق عليه الشيخان، ومثله لمسلم، وثلاثة للبخاري. وذكر ابن الجوزي في التلقيح 365 أن له اثنين وستين حديثًا.

(2)

المسند 4/ 265. ومن طريق شعبة عن الحكم بن عتيبة عن ذرّ بن عبد الرحمن عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزى عن أبيه عن عمّار أخرجه البخاري 1/ 443 (338)، ومسلم 1/ 280 (368). ومحمد بن جعفر من رجال الشيخين.

ص: 225

فكيف بهذه الآية في سورة "النساء"[43]{. . . فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} ؟ قال: فما درى عبد اللَّه ما يقول. وقال: لو رخَّصْنا لهم في التَّيَمُّم لأوشك أحدُهم إنّ بردَ الماءُ على جلده أن يَتَيَمَّم (1).

هذا الحديث بطريقيه مُخَرَّج في الصحيحين.

* طريق لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبان قال: حدّثنا قتادة عن عَزْرة عن سعيد ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عمّار:

أن نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال في التيمّم: "ضربة للكفّ والوجهين"(2).

(5664)

الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا شريك عن محمد بن عبد اللَّه المراديّ عن عمرو بن مُرّة عن عبد اللَّه بن سَلِمة قال: قال عمار:

لما هجانا المشركون شكَونا ذلك إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"قُولوا لهم كما يقولون لكم". قال: فلقد رأيتُنا نعَلِّمُه إماءَ أهل المدينة (3).

(5665)

الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِيّة قال: حدّثنا عقبة بن المغيرة عن جدّ أبيه المخارق قال:

لقيت عمّار يوم الجمل وهو يبولُ في قَرْن، فقلت: أُقاتِلُ معك وأكونُ معك؟ فقال: قاتِلْ تحتَ رايةِ قومِك، فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يستحِبُّ الرجلَ أن يقاتلَ تحت راية قومه (4).

(1) المسند 4/ 265. ومن طريق عبد الواحد بن زياد أخرجه مسلم 1/ 280 (368)، ومن طريق سليمان أخرجه البخاري 1/ 455 (347). وعفّان من رجال الشيخين.

(2)

المسند 4/ 263، وإسناده صحيح. ومن طريق قتادة عن عزرة بن عبد الرحمن أخرجه أبو داود 1/ 89 (327)، والترمذي 1/ 268 (144) وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى 3/ 183 (1608)، وابن خزيمة 1/ 134 (267)، وابن حبّان 4/ 127 (1303).

(3)

المسند 4/ 263. وعزاه الهيثمي 8/ 126 لأحمد والبزّار والطبراني، ووثّق رجاله.

(4)

المسند 4/ 263. وأخرجه أبو يعلى 3/ 206 (1641) من طريق ابن أبي غنية عن عقبة عمّن حدّثه عن جدّ أبيه المخارق. وفيه مجهول. وأخرجه الحاكم 2/ 105 من طريق عقبة عن إسحق بن أبي إسحق الشيباني عن أبيه عن مخارق، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. فبان أن رواية عقبة عن جدّ أبيه غير متّصلة. قال الهيثمي 5/ 329: رواه أحمد، وإسناده منقطع. وأبو يعلى والبزار والطبراني، وفيه إسحق بن أبي إسحق الشيباني، روى عنه جماعة، لم يضعّفه أحد. . . .

ص: 226

(5666)

الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُريش بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجرَ عن أبيه عن واصل بن حَيّان قال: قال أبو وائل:

خطَبَنا عمّار فأبلغَ وأوجزَ، فلما نزلَ قلنا: يا أبا اليَقْظان، لقد أبلَغْتَ وأوجزْتَ، فلو كنتَ تنفَّسْتَ. قال: إني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ طولَ صلاة الرجل وقِصَرَ الخُطبة مَئِنّةٌ من فقهه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخُطبة، فإن من البيان سحرًا".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

مَئنّة: علامة.

(5667)

الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه بن الزّبير قال: حدّثنا إسرائيل عن سِماك عن ثَرْوان بن مِلحان قال:

كنا جلوسًا في المسجد، فمرّ علينا عمّار بن ياسر، فقلنا له: حدِّثْنا ما سمعتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول في الفتنة؟ فقال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يكونُ بعدي قومٌ يأخذون المُلْكَ، يقتُل بعضُهم بعضًا". قال: فقلنا له: لو حدَّثَنا غيرُك ما صدَّقْناه. قال: فإنّه سيكون (2).

(5668)

الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا أبو الزّبير عن محمد بن عليّ بن الحنفيّة عن عمّار بن ياسر قال:

أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلّي، فسلَّمْتُ عليه فردّ عليَّ السلام (3).

(5669)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن بحر قال: حدّثنا عيسى ابن يونس قال: حدّثنا محمد بن إسحق [قال: حدّثني يزيد بن محمد بن خُثَيم المحاربيّ

(1) المسند 4/ 263. ومن طريق سُريج بن يونس عن عبد الرحمن بن عبد الملك أخرجه مسلم 2/ 594 (869). وقريش من رجال التعجيل 344. وثّقه ابن حبّان، وهو متابع.

(2)

المسند 4/ 263. ثروان من رجال التعجيل 63، وُثّق. وسائر رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أبو يعلى 3/ 211 (1650) وعزاه الهيثمي لهما وللطبراني 7/ 295، وقال: رجاله رجال الصحيح، غير ثروان، وهو ثقة.

(3)

المسند 4/ 263 وإسناده صحيح. ومن طريق حمّاد أخرجه أبو يعلى 3/ 202 (1634)، ومن طريق محمد بن الحنفية في النسائي 3/ 6.

وردّ السلام في الصلاة منسوخ كما ثبت في أحاديث صحيحة. ينظر الفتح 3/ 72 - 75.

ص: 227

عن محمد بن كعب القرظي] عن محمد بن خثيم أبي يزيد عن عمّار بن ياسر قال:

كنت أنا وعليّ رفيقين في غزوة ذي العُشيرة، فلما نزلَها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فأقام بها رأيْنا ناسًا من بني مُدْلِج يعملون في عين لهم في نخل، فقال عليٌّ: يا أبا اليَقْظان، هل لك أن نأتيَ هؤلاء فنَنْظُرَ كيفط يعملون. فجِئناهم فنظرْنا إلى عملهم ساعة. ثم غشِيَنا النوم فاضطجَعْنا في صَور من النخل في دَقْعاء من التّراب، فنِمْنا. فواللَّه ما أهبَّنا إلّا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُنا برجله وقد تَتَرَّبْنا من تلك الدَّقْعاء. فيومئذٍ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعليّ:"يا أبا تُراب" لما يرى عليه من التراب.

قال: "ألا أُحَدِّثُكما بأشقى النّاس رجلين؟ (1) " قلنا: بلى يا رسول اللَّه. قال: "أُحَيْمِرُ ثمودَ الذي عقر الناقة. والذي يضربُك يا عليُّ على هذه -يعني قَرنه- حتى تُبَلَّ منه هذه" - يعني لحِيته (2).

الصَّور: جماع النخل.

والدَّقْعاء: التراب.

(5670)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح قال: قال ابن شهاب: حدّثني عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس عن عمّار ابن ياسر:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عرَّسَ بأولات الجيش ومعه عائشةُ زوجتُه، فانقطع عِقدٌ لها من جَزع ظِفار، فَحَبَسَ النّاسَ ابتغاءُ عِقدها ذلك حتى أضاء الفجر، وليس مع النّاس ماء، فأنزل اللَّه عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم رُخصة التَّطَهُّر بالصَّعيد الطيّب، فقام المسلمون مع رسول اللَّه

(1) قال العكبري في إعراب الحديث 278: "رجلين" منصوب على التمييز، كما تقول: هذا أشقى النّاس رجلًا. وجاز تثنيته وجمعه. . . .

(2)

المسند 4/ 263، وفضائل الصحابة 2/ 686 (1172). ومن طريق محمد بن إسحق أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 2/ 281 (811)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم 3/ 140، ووافقه الذهبي، قال الهيثمي 9/ 139 بعد أن وثق رجاله: إلا أن التابعي لم يسمع من عمّار. وينظر تخريج محققي الفضائل وشرح المشكل.

وقد صحّ عند الشيخين عن سهل بن سعد سبب تسمية علي أبا تراب، على غير الوجه الوارد هنا. ينظر الجمع 1/ 554 (916).

ص: 228

-صلى الله عليه وسلم فضربوا بأيديهم الأرضَ، ثم رفعوا أيديَهم ولم يَقْبِضوا من التُّراب شيئًا، فمسحوا بها وجوههم وأيديَهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط (1).

(5671)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحق قال: حدّثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيمي عن عمر بن الحكم ابن ثوبان عن ابن لاس الخُزاعي قال:

دخل عمّار المسجد فركع فيه ركعتين أخفَّهما (2). قال: ثم جلس، فقُمنا إليه فجلسنا عنده، ثم قلنا له: لقد خفَّفْتَ من ركعتيك هاتين جدًّا يا أبا اليَقْطان. قال: إني بادرْت بهما الشيطانَ أن يدخُلَ عليَّ فيهما (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عبيد اللَّه قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد عن عُمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث:

أن عمّارًا صلّى ركعتين، فقال له عبد الرحمن بن الحارث: يا أبا اليَقْطان، لا أُراك إلا قد خفَّفْتَهما. قال: إنّي بادرْتُ بهما السَّهْوَ، إني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ الرجل ليصلّي، ولَعلّه لا يكون له من صلاته إلا عُشْرُها، أو تُسْعُها، أو ثُمْنُها، أو سُبْعُها" حتى انتهى إلى آخر العدد (4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك عن أبي هاشم عن أبي مِجْلز قال:

صلّى عمّار صلاةً فَجَوَّزَ فيها، فسُئل، أو فقيل له - فقال: ما خَرَمْتُ من صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (5).

(1) المسند 4/ 263. وزاد: ولا يغتَرُّ بهذا النّاس. وأخرجه أبو داود 1/ 86 (320)، والنسائي 1/ 167، وأبو يعلى 3/ 198 (1629). وإسناده صحيح، وصحّحه الألباني.

(2)

في المسند "وأتمّهما".

(3)

المسند 4/ 264. وإسناده صحيح، فابن إسحق صرّح بالتحديث.

(4)

المسند 4/ 319. وأبو يعلى 3/ 189 (1615)، وابن حبّان 5/ 210 (1889). وحسّن المحقّقان إسناده.

(5)

المسند 4/ 264. وينظر الطريق التالي.

ص: 229

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق الأزرق عن شريك عن أبي هاشم عن أبي مِجْلَز قال:

صلّى بنا عمّار صلاة فأوجز فيها، فأنكروا ذلك، فقال: ألم أُتِمَّ الرُّكوع والسُّجود؟ قالوا: بلى. قال: أما إني قد دعوتُ فيها بدعاء كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعو به: "اللهمّ بِعِلْمكَ الغيبَ، وقُدْرَتِك على الخَلق، أحْيِني ما عَلِمْتَ الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانتِ الوفاة خيرًا لي. أسألُك خشيتَك في الغيب والشهادة، وكلمةَ الحقّ في الغضب والرِّضا، والقَصْدَ في الفَقر والغِنى، ولَذَّة النظر إلى وجهك، والشَّوقَ إلى لقائك، وأعوذُ بك من ضَرّاءَ مُضِرّة، ومن فتنةٍ مُضِلّةٍ. اللهمّ زيّنّا بزينة الإيمان، واجعَلْنا هُداةً مهتدين"(1).

(5672)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: حدّثنا علي بن زيد عن سلَمة بن محمد بن عمّار بن ياسر عن عمّار بن ياسر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ من الفِطرة المضمضةَ، والاستنشاقَ، وقصَّ الشارب، والسِّواك، وتقليم الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإِبط، الاستحداد، والاختتان، والانتضاح".

البراجم: العقد التي تظهر عند ضمّ الكفّ.

والاستحداد: حلق العانة بالحديد.

والانتضاح: رشّ الماء على الفرج بعد الوضوء ليذهب الوسواس (2).

(5673)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن عائش بن أنس سمعه من عليّ قال:

(1) المسند 4/ 264. وأخرجه النسائي 3/ 55 من طريق شريك عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن عمّار. ومثله في الآحاد 1/ 210 (276)، وأخرجه النسائي 3/ 54 من طريق حمّاد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عمّار. ومن طريق حمّاد صححّه ابن حبّان 5/ 304 (1971). ومن طريق محمد بن فضيل عن عطاء عن أبيه أخرجه أبو يعلى 3/ 195 (1624) دون قصة الصلاة. وينظر تعليق محققي أبو يعلى وابن حبّان. وصحّح الألباني الحديث، لكنّ في إسناده ضعفًا.

(2)

المسند 4/ 264. وعلي بن زيد، ابن جدعان ضعيف، وكذلك سلمة بن محمد ضعيف، أرسل عن جدّه. ومن طرق عن حمّاد أخرجه أبو داود 1/ 14 (54)، وابن ماجة 1/ 107 (294)، وأبو يعلى 3/ 197 (1627). وحسّنه الألباني.

ص: 230

كنت أجدُ المَذْيَ، فاستحيَيْتُ أن أسألهَ، أنّ ابنته عندي، فقلت لعمّار: سَلْه، فسأَله فقال:"يكفي منه الوضوء"(1).

(5674)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا زياد أبو عمر عن الحسن عن عمّار بن ياسر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ أُمّتي مَثلُ المَطرِ، لا يُدْرَى أوّله خيرٌ أم آخره"(2).

(5675)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بهز بن أسد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عطاء الخراساني عن يحيى بن يَعْمَرَ أن عمّارًا قال:

قَدِمْتُ على أهلي ليلًا وقد تشقّقت يداي، فضمّخوني بالزَّعفران، فغدوتُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسلَّمْتُ عليه، فلم يَرُدَّ عليَّ ولم يرحِّب بي، وقال:"اغسلْ عنك هذا" قال: فذهبْتُ فغسلْتُه، ثم جئتُ فسلّمْتُ عليه، فردّ عليّ ورحَّبَ بي، وقال:"إنّ الملائكة لا تحَضُر جنازة الكافر ولا المُتَضَمِّخ بالزّعفران ولا الجُنِّب". ورخّص للجُنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضّأ (3).

(5676)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا أبو سعيد عبد اللَّه بن سعيد الأشجّ قال: حدّثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبي إسحق عن صِلَة بن زُفَر قال:

(1) المسند 4/ 320، والنسائي 1/ 97. وعائش بن أنس لم يرو عنه غير عطاء بن أبي رباح. وجعله الألباني ابن حجر مقبولًا - أي إذا توبع. الميزان 2/ 364، والتقريب 1/ 271. وقد جعله الألباني منكرًا بذكر عمّار. والمشهور في الحديث أنّه أمر المقداد أن يسأل النبيَّ عن ذلك، كما رواه الشيخان - ينظر الجمع - مسند علي 1/ 159 (121).

(2)

المسند 4/ 319. والحسن البصري لا يُعرف له سماع من عمّار - كما ذكر المزّي التهذيب 2/ 114. وزياد ابن أبي مسلم، صدوق فيه لين - التقريب 1/ 188. فإسناده ضعيف. وقد أخرج ابن حبّان الحديث بإسناد آخر عن عمّار 16/ 209 (7226)، وحسّن المحقّق الحديث بشواهده. وأخرج الترمذي الحديث بإسناده إلى أنس 5/ 140 (2869)، قال: وفي الباب عن عمّار وعبد اللَّه بن عمرو وابن عمر.

(3)

المسند 4/ 320. ومن طريق حمّاد أخرج أبو داود 1/ 57 (225)، والترمذي 2/ 511 (613) الترخيص للجنب. . . وقال أبو داود 1/ 58: بين يحيى بن يعمر وعمّار في هذا الحديث رجل. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه بتمامه أبو داود 4/ 79 (4176)، وأبو يعلى 3/ 202 (1635). وحسّنه الألباني.

ص: 231

كنّا عند عمّار بن ياسر، فأُتي بشاة مَصْلِيّة (1)، فقال: كُلوا. فتنحَّى بعض القوم فقال: إني صائم. فقال عمّار: من صام اليومَ الذي يُشَكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.

قال الترمذي: هذا حديث صحيح (2).

(5677)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا ابن أبي عمر قال: حدّثنا سفيان بن عينية عن عبد الكريم بن أبي المُخارِق عن حسّان بن بلال قال:

رأيت عمّارا بن ياسر توضّأ فخلَّلَ لحِيتَه. فقيل له - أو قال: فقلتُ له: أتُخَلِّلُ لِحيتَك؟ . قال: وما يمنعُني وقد رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُخَلِّلُ لحيته؟ (3).

(5678)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعْتُ قتادة يحدّث عن أبي نضرة عن قيس بن عُباد قال:

قلنا لعمّار: أرأيتَ قتالَكم، رأيًا رأيْتُموه، فإنّ الرأي يُخْطِىءُ ويُصيب، أو عهدًا عهِدَه إليكم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عَهِد إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا لم يَعْهَدْه إلى النّاس كافّة.

وقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ في أُمّتي اثني عشر مُنافقًا، لا يدخلون الجنّة ولا يجدون ريحها، حتى يَلِج الجملُ في سَمّ الخِياط (4)، ثمانية منهم تكفيهم الدُّبَيْلة: سِراجٌ من نار يظهر في أكتافهم حتى يَنْجُمَ في صدورهم"(5).

(1) مصليّة: مشوية.

(2)

الترمذي 3/ 70 (686)، والنسائي 4/ 153، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 204 (1914). ومن طريق أبي خالد الأحمر أخرجه ابن ماجة 1/ 527 (1645)، وأبو داود 2/ 300 (2334) وأبو يعلى 3/ 308 (1641)، وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 423، وابن حبّان 8/ 351 (3585) والمحقّقون.

(3)

الترمذي 1/ 44 (30). ثم رواه عن سفيان عن سعيد عن قتادة عن حسّان. وبعد أن ذكر أحاديث الباب نقل عن سفيان: لم يسمع عبد الكريم من حسّان بن بلال حديث التخليل. والإسناد الأوّل ضعيف، والثاني صحيح. وبالإسناد الأول أخرجه أبو يعلى 3/ 180 (1604)، وبالإسنادين أخرجه ابن ماجة 1/ 148 (149)، وصحّحه الحاكم 1/ 149. وصحّح الألباني الحديث.

(4)

سمّ الخياط: ثقب الإبرة.

(5)

المسند 4/ 320. وبهذا الإسناد أخرجه مسلم 4/ 2143 (2779). وأغفل التنبيه عليه.

ص: 232

(4679)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختريّ:

أن عمّارًا أُتي بشَربة لبن، فضحك وقال: إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ آخِرَ شراب أشربُه (2) لبنٌ حتى أموت"(2).

* * * *

(1) أي يشربه عمّار. قد ورد مصرَحًا به في رواية قبله بحديثين. وجاء فيها. فشربها، ثم تقدّم فقُتل.

(2)

المسند 4/ 319، والآحاد 1/ 218 (272). ومن طريق سفيان أخرجه الحاكم 3/ 389، وصحّح إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأبو البختري سعيد بن فيروز بن أبي عمران، ثقة، روى له الجماعة، لكن روايته عن الصحابة يغلب عليها الإرسال. ينظر التهذيب 3/ 191.

ص: 233