الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(391) مسند عُقبة بن عامر
ابن عابس، ويقال: ابن عبس، أبي عبد الرحمن الجُهَنيّ (1).
(5343)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا ابن وَهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي عليّ ثُمامة بن شُفَيٍّ أنّه سمعَ عقبة بن عامر يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]"ألا إنّ القوّةَ الرَّميُ، ألا إنّ القوَّة الرَّميُ، ألا إنّ القوَّةَ الرَّميُ".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5344)
الحديث الثاني: وبالإسناد قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ستُفْتَحُ عليكم أرَضون ويكفيكم اللَّهُ، فلا يعجِزْ أحدُكم أن يلهوَ بأسهُمه".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5345)
الحديث الثالث: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث عن الحارث بن يعقوب عن عبد الرحمن بن شَماسة:
أن فُقَيمًا اللَّخميّ قال لعقبة بن عامر: تختلفُ بين هذين الغَرَضين وأنت كبير، يَشُقُّ
(1) ينظر الطبقات 4/ 256، 7/ 345، والآحاد 5/ 45، ومعرفة الصحابة 4/ 2150، والاستيعاب 3/ 106، والتهذيب 5/ 196، والسير 2/ 467، والإصابة 2/ 482.
وجعله الحميدي في الصحابة المقلّين من الرواية (116)، وله في الصحيحين سبعة عشر حديثًا، اتّفق الشيخان على سبعة أحاديث، وانفرد مسلم بتسعة، والبخاري بواحد.
(2)
المسند 4/ 157، ومسلم 3/ 1522 (1917).
(3)
المسند 4/ 157، ومسلم 3/ 1522 (1918).
عليك! فقال عقبة: لولا كلامٌ سَمِعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم أُعانِه. قال الحارث: فقلتُ لابن شَماسة: وما ذاك؟ قال:
إنّه قال: "من عَلِمَ الرَّمْيَ ثم تركَه فليس منّا - أو: قد عصى".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5346)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثني يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد أن أبا سلّام حدّثه قال: حدّثني خالد بن زيد قال:
كان عقبة يأتيني فيقول: اخرج بنا نرمي. فأبطأتُ عليه ذاتَ يوم أو تثاقلتُ، فقال: سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ اللَّه عز وجل يُدْخِلُ بالسهم الواحد ثلاثةً الجنّة: صانِعَه المُحْتَسِبَ فيه الخيرَ، والراميَ به، ومُنَبِّلَه. فارموا واركبوا، ولأن تَرمُوا أحبُّ إليّ من أن تركبوا. وليس من اللَّهو إلّا ثلاث (2): مُلاعبةُ الرجل امرأتَه، وتأديبُه فرسَه، ورميُه بقوسه. ومن علَمَه اللَّهُ عز وجل الرميَ فتركه رغبةً عنه فنعمةٌ كَفَرَها"(3).
وفي رواية: فتوفِّي عقبة ولد بضع وستّون، أو بضع وسبعون قوسًا، مع كلّ قوس قَرَن ونَعْل، فأوصى بهنّ في سبيل اللَّه عز وجل (4).
ومُنَيِّله: الذي يَهَبُه.
(5347)
الحديث الخامس: حدّثنا مسلم قال: حدّثني أحمد بن عبد الرحمن ابن وَهب قال: حدّثني عمّي عبد اللَّه بن وهب قال: حدّثنا عمرو بن الحارث قال:
(1) مسلم 3/ 1522 (1919).
(2)
أي: لا يباح من اللهو إلّا هذه الثلاث.
(3)
المسند 4/ 146. ورجاله ثقات، عدا خالد بن زيد - الجُهني، قال عن ابن حجر في التقريب 1/ 149: مقبول. ومن طريق عبد الرحمن بن يزيد أخرجه أبو داود 3/ 13 (2513)، والنسائي 6/ 222، والطحاوي في شرح المشكل 1/ 272 (297)، والطبراني في الكبير 17/ 342 (942)، وصحّح الحاكم إسناده 2/ 95، ووافقه الذهبي. وجعل الألباني الحديث ضعيفًا. وينظر ما نقله عنه محقّق المعجم الكبير 17/ 341. وآخر الحديث مرّ في الحديث السابق.
(4)
وهذه في المسند 4/ 148.
حدّثني يزيد بن أبي حبيب قال: حدّثني عبد الرحمن بن شَماسة المَهري عن عقبة بن عامر قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزالُ عصابةٌ من أُمّتي يُقاتلون على أمر اللَّه عز وجل، قاهرين لعدوّهم، لا يَضُرُّهم مَن خالَفَهم حتى تأتيَهم الساعةُ وهم على ذلك".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5348)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج وهاشم قالا: حدّثنا ليث قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير اليَزَنيّ عن عُقبة بن عامر الجُهَني قال:
أُهدي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَرُّوجُ حرير، فلبسه ثم صلّى فيه، ثم انصرف فنزعَه نَزعًا عنيفًا شديدًا كالكاره له، ثم قال:"لا ينبغي هذا للمتّقين".
أخرجاه (2).
والفرّوج: القَباء الذي فيه شَقٌّ من خلفه.
(5349)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن سلَمة عن ابن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شَماسه اليَزَنيّ عن عقبة بن عامر قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخلُ الجنّةَ صاحبُ مَكْس"(3).
(5350)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عدّي عن ابن إسحق قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن مَرْثَد بن عبد اللَّه اليَزَنيّ عن أبي عبد الرحمن الجُهَني قال:
(1) مسلم 3/ 1524 (1924) وهو أطول من هذا.
(2)
المسند 4/ 149. ومن طريق الليث بن سعد أخرجه البخاري 1/ 484 (375)، ومسلم 3/ 1646 (2075). وشيخا أحمد من رجال الشيخين.
(3)
المسند 4/ 143. وفيه: "يعني العَشّار". ابن إسحق، لم يصرّح بالتحديث. وقد أخرجه بهذا الإسناد أبو داود 3/ 132 (2937). ومن طرق عن ابن إسحق في مسند أبي يعلى 3/ 293 (756 1)، والمعجم الكبير 17/ 317، 318 (879، 880)، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 51 (2333)، والحاكم على شرط مسلم 4/ 401، وسكت عنه الذهبي. وضعّفه الألباني.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّي راكب غدًا إلى يهود، فلا تبدءوهم بالسلام، وإذا سلَموا عليكم فقولوا: وعليكم"(1).
(5351)
الحديث التاسع: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريح أخبرهم قال: أخبرني سعيد بن أبي أيّوب أن يزيد بن أبي حبيب أخبره أن أبا الخير حدّثه عن عقبة بن عامر قال:
نَذَرَتْ أُختي أن تمشيَ إلى بيت اللَّه، وأمرَتْني أن أستفتيَ لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فاستفتَيْته، فقال عليه السلام:"لِتَمْشِ ولتركبْ".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عبيد اللَّه بن زَحْر الضَّمْرِي أنّه سمع أبا سعيد الرُّعَيني يحدّث أن عبد اللَّه بن مالك أخبره عن عقبة بن عامر الجهنيّ أخبره:
أن أُخته نَذَرَتْ أن تمشيَ حافيةً غيرَ مُختمرة، فذكر ذلك عقبة لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"مُرْ أُخْتَك فَلْتَركبْ، ولتَخْتَمِرْ، ولْتَصُمْ ثلاثة أيّام"(3).
(1) المسند 4/ 144. وإسناد الحديث صحيح لتصريح ابن إسحق بالتحديث. ولكن أبا عبد الرحمن الجهني ليس هو عقبة بن عامر، وإنما هو صحابي آخر. وفي مسنده أخرج الحديث أبو يعلى 2/ 235 (936)، والطبراني في الكبير 22/ 290 (743)، وكذلك في الاستيعاب 4/ 139، والإصابة 4/ 127. وقد أخرج الحديث ابن ماجة 2/ 1219 (3699) من طريق ابن إسحق بالإسناد إلى أبي عبد الرحمن الجهني. قال البوصيري: في إسناده ابن إسحق، وهو مدلّس (لم يصرّح بالتحديث في رواية ابن ماجة). قال: وليس لأبي عبد الرحمن سوى هذا الحديث عند المصنف، وليس له شيء في بقيّة الكتب الستّة. فبان أن أبا عبد الرحمن ليس هو عقبة.
وقد أخرج الإمام البخاري الحديث في الأدب المفرد 2/ 619 (1102) من طريق ابن إسحق، ولكن عن أبي بصرة الغفاري. وصحّح إسناده الألباني. وينظر الفتح 11/ 44، والإرواء 5/ 112.
(2)
البخاري 4/ 78 (1866)، ومن طريق ابن جريج في مسلم 3/ 1264 (1644).
(3)
المسند 4/ 149.
قال أحمد: وفي حديث هُشَيم عن يحيى: "إنّ اللَّه عز وجل عن تعذيب أُختِك نفسَها لَغَنِيٌّ"(1).
(5352)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا هشام عن قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "عُهدة الرقيق أربع ليال".
قال قتادة: وأهل المدينة يقولون: ثلاث ليال (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "عهدةُ الرّقيق ثلاثة أيّام"(3).
(5353)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا جرير عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال:
(1) المسند 4/ 143 من طريق عن يحيى بن سعيد به. وعُبيد اللَّه بن زحر، وأبو سعيد جُعْثُل بن هاعان. وعبد اللَّه بن مالك، روى لهم أصحاب السنن. ينظر التقريب 1/ 376، 88، 309. وقد أُخرج الحديث من طرق عن يحيى بن سعيد: ابن ماجة 1/ 689 (2134)، وأبو داود 3/ 233 (3294)، والترمذي 4/ 98 (1544). وقال الترمذي: حديث حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم. وقد جعل الألباني الحديث في ضعيف السنن، وتحدّث عنه في الإرواء 8/ 218 (2592).
(2)
المسند 4/ 150.
(3)
المسند 4/ 152. وقد روي الحديث - على الاختلاف في ثلاث أو أربع، من طرق عن قتادة: أبو داود 3/ 284 (3506، 3507)، وشرح مشكل الآثار 15/ 371 - 373 (6088 - 6091)، والحاكم 2/ 21. ومن طريق الحسن في ابن ماجة 2/ 754 (2245)، والحاكم 2/ 21. وقد روي أيضًا من طريق الحسن عن سمرة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، غير أنّه على الإرسال، فإن الحسن لم يسمع من عقبة ابن عامر، ووافقه الذهبي. وقال الطحاوي 15/ 373: فكأنّ هذا الحديث قد جاء بهذا الاضطراب، فمرة يقال فيه: عن الحسن عن عقبة، ومرّة عن الحسن عن سمرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. فأما من قال فيه عن عقبة فذلك ممّا يبعد في القلوب أيضًا، لأن أهل العلم بالحديث جميعًا لا يُثبتون للحسن لقاء لعُقبة.
وقال الإمام الخطابي في شرح حديث أبي داود - المعالم 3/ 146: معنى عهدة الرقيق: أن يشتري العبد أو الجارية ولا يشترط الباح البراءة من العيب، فما أصاب المشتري من عيب في الأيام الثلاثة لم يردّ إلّا ببيّنة، قال: وضعّف أحمد بن حنبل عهدة الثلاث في الرقيق، وقال: لا يثبت في العهدة حديث. وقالوا: لم يسمع الحسن من عقبة من عامر شيئًا، والحديث مشكوك فيه. . .
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألم تَرَ آياتٍ أُنْزِلَتْ هذه (1) الليلةَ لم يُرَ مثلَهنَ قطّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا ابن جابر عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عقبة بن عامر قال:
بينا أنا أقود برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نَقْب من تلك النِّقاب، إذ قال لي:"يا عُقْبَ، ألا تركب"[قال: فأجْللتُ رسول اللَّه وسلم أن أرْكَبَ مَرْكَبَه. ثم قال: "يا عُقْبَ، ألا تركب"](3) فأشْفَقْتُ أن تكون معصية. قال: فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وركبت هُنَيّةً ثم ركب، ثم قال:"يا عُقْبَ، ألا أعلِّمُك سورتين من خير سُورتين قرأ بهما الناسُ؟ ". قلت: بلى يا رسول اللَّه. قال: فأقرأني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم أُقيمتِ الصلاة، فتقدّم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مرّ بي فقال: كيف رأيتَ يا عُقْبَ؟ . اقرأْ بهما كلّما نِمْتَ وكلّما قُمْت" (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب قال: حدّثني يزيد بن عبد العزيز الرُّعيني وأبو مرحوم عن يزيد بن محمد القرشيّ عن عُلَيّ بن رباح عن عقبة بن عامر قال:
أمرَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أقرأَ بالمعوِّذتين في دُبُر كلِّ صلاة (5).
(1)"هذه" ليست في مسلم.
(2)
مسلم 1/ 558 (814). ومن طريق بيان في المسند 4/ 151.
(3)
ما بين المعقوفين من المسند.
(4)
المسند 4/ 144. والنسائي 8/ 253، وأبو يعلى 3/ 278 (736 1)، وشرح المشكل 4/ 111، 115 (124، 125).
وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. والقاسم هو ابن عبد الرحمن. وصحّح المحقّقون إسناده.
(5)
المسند 4/ 155، والمعجم الكبير 17/ 294 (811). ومن طرق عن عُلي في أبي داود 2/ 86 (1523)، والنسائي 3/ 68، والترمذي 5/ 157 (2903) وقال: حسن غريب. وقد صحّحه الألباني - الصحيحة 4/ 19 (1514).
(5354)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا أبو عُشَانة أنّه سمع عقبة بن عامر يقول:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من أُثْكِلَ ثلاثةً من صُلبه فاحتسبهم على اللَّه عز وجل وَجَبَتْ له الجَنّةُ"(1).
(5355)
الحديث الثالث عشر: وبه حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن شِماسة عن أبي الخَير مرثد بن عبد اللَّه عن عقبة بن عامر قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كفّارة النَّذْرِ كفَّارةُ اليمين".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5356)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد ووكيع كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن مَرْثَد بن عبد اللَّه اليَزَنيّ عن عقبة بن عامر:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أحق الشُّروط أن يُوفَى به ما اسْتَحْلَلْتُم به الفُروج".
أخرجاه (3).
(5357)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن هشام الدّستوائي قال: حدّثنا يحيى عن بَعْجَة بن عبد اللَّه عن عقبة بن عامر:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَسَمَ ضحايا بين أصحابه، فأصاب عقبةُ بن عامر جَذَعةً، فسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عنها، فقال:"ضَحِّ بها".
أخرجاه (4).
(1) المسند 4/ 144. وأبو عُشّانة حيّ بن يومن، ثقة. وابن لهيعة ضعيف، ولكن تابعه عمرو بن الحارث عند الطبراني في الكبير 17/ 300 (829)، فرواته ثقات، وللحديث شواهد صحيحة.
(2)
المسند 4/ 146. وأخرجه مسلم من طريق عمرو بن الحارث -متابع ابن لهيعة- عن كعب بن علقمة 3/ 1265 (1645).
(3)
المسند 4/ 144، 152. ومن طريق وكيع ويحيى في مسلم 2/ 1035 (1418). وأخرجه البخاري من طريق يزيد 5/ 323 (2721).
(4)
المسند 4/ 144، ومن طريق هشام عن يحيى بن أبي كثير في البخاري 10/ 4 (5547)، ومسلم 3/ 556 (1965).
(5358)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا ابن عيّاش عن عبد الرحمن بن حَرْمَلة الأسلميّ عن أبي عليّ الهَمْداني قال:
خرجتُ في سفر ومعنا عقبةُ بن عامر، فقلنا له: إنّك -يرحمك اللَّه- من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأُمَّنا. فقال: لا، إنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"من أَمَّ النّاسَ فأصابَ الوقتَ وأتمّ الصلاة فله ولهم، ومن انتقصَ من ذلك شيئًا فعليه ولا عليهم"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثني عَطّاف عن عبد الرحمن بن حرملة عن رجل من جهينة عن عقبة بن عامر قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّها ستكون عليكم أئمّةٌ من بعدي، فإنْ صلَّوا الصلاة لوقتها ولم يُتِمُّوا الركوعَ والسُّجود فهي لكم ولهم، وإن لم يُصَلُّوا الصلاة لوقتها ولم يُتِمّوا ركوعها ولا سجودها فهي لكم وعليهم"(2).
(5359)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب قال: حدّثنا أبو الخير أنّه سمع عقبة بن عامر يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ مثلَ الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درعٌ ضيّقة قد خَنَقَتْه، ثم عَمِل حَسَنةً فانفكّت حَلْقةٌ، ثم عمل حسنة أخرى فانفكت أخرى، حتى يَخْرُجَ إلى الأرض"(3).
(1) المسند 4/ 145. وإسماعيل بن عيّاش: صدوق، وفيه كلام، لكنه متابع. فقد أُخرج الحديث من طرق عن عبد الرحمن بن حرملة: أبو داود 1/ 158 (580)، وابن ماجة 4/ 311 (983)، ومسند أبي يعلى 3/ 297 (1761)، والمعجم الكبير 17/ 329 (910)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 7 (513 1)، وابن حبّان 5/ 599 (2221)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط البخاري، ووافقه الذهبي 1/ 210. وحسّن المحقّقون إسناده.
(2)
المسند 4/ 146. وعطّاف بر خالد صدوق. وسُمِّيَ الرجل الذي بين عبد الرحمن بن حرملة وعقبة في الرواية السابقة. وقد أخرجه الطبراني 17/ 347 (955) من طريق عطّاف عن سعيد بن المسيّب عن عقبة.
(3)
المسند 4/ 145. والطبراني 17/ 284 (783) من طريق ابن لهيعة. ورواية ابن المبارك عنه مقبولة. وأخرجه (784) من طريق يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب، وهذه متابعة لابن لهيعة. قال الهيثمي 10/ 204: رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح.
(5360)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحق قال: عبد اللَّه بن المبارك قال: حدّثنا حرملة بن عمران قال: حدّثني عبد العزيز بن عبد الملك ابن مُلَيل قال: حدّثني أبي قال:
كنتُ مع عقبة بن عامر جالسًا قريبا من المِنبر يوم الجمعة، فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر، فخطبَ النّاسَ، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن -وكان من أقرأ النّاس- قال: فقال عقبة بن عامر: صدق اللَّهُ ورسولُه، إنّي سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"لَيَقْرَأَنَّ القرآنَ رِجالٌ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهم، يَمْرُقون من الدِّين كما يَمْرُق السّهمُ من الرَمِيّة"(1).
(5361)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا يزيد بن عمرو المعافريّ عمّن سمع عقبة بن عامر يقول:
بعَثَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ساعيًا، فاستأذنْته أن نأكُلَ من الصدقة، فأَذِن لي (2).
(5362)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن غَيلان قال: حدّثنا رِشدين بن سعد عن حرملة بن عمران التُّجِيبيّ عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتَ اللَّهَ عز وجل يُعطي العبدَ من الدُّنيا على معاصيه ما يُحِبّ، فإنّما هو استدراج" ثم تلا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} (3)[الأنعام: 44].
(5363)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا أبو عُشّانة عن عقبة بن عامر قال:
(1) المسند 4/ 145. والبيهقي 3/ 225 من طريق ابن المبارك. والمرفوع منه في الكبير 17/ 325 (898) وابن مليل وأبوه من رجال التعجيل، وثّقهما ابن حبّان. التعجيل 262، 266. أما محمد بن أبي حذيفة فكان ممن خرج على عثمان رضي الله عنه. ينظر سيرته والحديث في السير 3/ 479.
(2)
المسند 4/ 157، وإسناده ضعيف، ففيه ابن لهيعة، وجهالة الراوي عن عقبة. قال الهيثمي 3/ 87: رواه أحمد راوٍ لم يُسمّ.
(3)
المسند 4/ 145. وفيه رشدين، وهو ضعيف، وقد أخرجه الطبراني في الأوسط 10/ 125 (9268) من طريق عبد اللَّه بن صالح عن حرملة. وله طرق أُخر عن حرملة. ولذا حكم الطبراني على الحديث بتفرّد حرملة به. وقد صحّحه الألباني بمتابعة الرواة بعضهم بعضًا عن حرملة. الصحيحة 1/ 773 (413).
سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: يَعْجَبُ ربُّك عز وجل من راعي غنم في رأس الشَّظِيَّةِ (1) للجبل، يؤذِّن بالصلاة ويصلّي، فيقول اللَّه عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذّن ويُقيم، يخاف شيئًا، قد غَفْرتُ له وأدخَلْتُه الجنّة".
وفي رواية: "يخاف منّي"(2).
(5364)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن الحارث بن يزيد عن عُليّ بن رباح عن عقبة بن عامر:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أنسابكم هذه ليست بمَسَبّةٍ على أحد. كلُّكم بنو آدمَ، طَفُّ الصّاع لم تَمْلؤوه. ليس لأحدٍ على أحد فضلٌ إلّا بدِينٍ وتقوى. وكفى بالرجل أن يكون بذيئًا بخيلًا فاحشًا"(3).
(5365)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو العلاء بن سَوَّار قال: حدّثنا ليث عن معاوية عن أبي عثمان عن جُبير بن نُفير وربيعة بن يزيد [عن أبي إدريس الخَولاني] عن عقبة بن عامر قال:
كُنا نخدم أنفسنا، وكُنّا نتداولُ رِعيةَ الإِبل بيننا، فأصابني رِعيةُ الإبل، فرَّوْحْتُها بعَشِيٍّ، فأدركْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو قائم يُحدِّث النّاس، فأدركْتُ من حديثه وهو يقول:
(1) الشظيّة: أعلى الجبل.
(2)
المسند 4/ 157. وفي إسناده ابن لهيعة. وأخرجه بعده 4/ 158 من طريق هارون بن معروف عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي عشّانة. وهي الرواية التي فيها "يخاف مني" وهذا إسناد صحيح كما مرّ كثيرًا.
وقد أخرج الطبراني الحديث بالطريقين في الكبير 17/ 319، 301 (855، 833). ومن طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث في سنن أبي داود 2/ 4 (1203)، وسنن النسائي 2/ 20، وصحيح ابن حبّان 4/ 545 (1660) وقد صحّح الألباني الطريق الثاني، وقال: إسناد مصري صحيح، رجاله كلُّهم ثقات - الصحيحة 1/ 102 (411).
(3)
المسند 4/ 158. ورواه 4/ 145 من طريق قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة. وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل 9/ 81 (3459) من طريق عبد اللَّه بن وهب عن ابن لهيعة. وهو في المعجم الكبير 17/ 295 (814) من طريق ابن لهيعة أيضًا. وقد حسّن محقّق شرح المشكل إسناده، لأن رواية قتيبة بن سعيد وعبد اللَّه بن وهب عن ابن لهيعة قويّة. قال الهيثمي في المجمع 8/ 86: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وفيه لين، وبقيّة رجاله وثّقوا.
"ما منكم من أحد يتوضّأُ فيُبْلغُ الوضوء ثم يقومُ فيركع ركعتَين يُقْبِلُ عليهما بقلبه ووجهه إلّا وَجَبَتْ له الجنّة وغُفِر له". فقلت: ما أجودَ هذا! فقال قائل بين يديّ: التي كانت قبلها يا عقبةُ أجودُ منها، فنظرتُ فإذا عمرُ بن الخطاب، فقلت: وما هي؟ قال: إنّه قال قبلَ أن تأتيَ: "ما منكم من أحد يتوضّأ فيُبْلِغُ الوضوء، ثم يقول: أَشهدُ أن لا إله إلّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ له، وأن محمّدًا عبدُه ورسوله، إلّا فُتِحَت له أبوابُ الجنّة الثمانية يدخلُ من أيّها شاء"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا سعيد - يعني ابنَ أبي أيّوب قال: حدّثني زُهرة بن مَعْبد عن ابن عمٍّ له أخي أبيه أنّه سمع عقبة بن عامر يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن وُضوءَه ثم رفع نظَرَه إلى السماء فقال: أشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له وأن محمّدًا عبدُه ورسوله، فُتحتْ له ثمانية أبواب من الجنّة يدخلُ من أيّها شاء"(2).
(5366)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيّوب قال: حدّثنا عبد اللَّه بن الوليد عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الجهني قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاث إنّ كان في شيء شفاء: فشَرطة مِحْجَم، أو شَربة عسل، أو كَيّة تُصيب ألَمًا. وأنا أكره الكَيَّ ولا أُحِبُّه"(3).
(1) المسند 4/ 145. والحديث في صحيح مسلم 1/ 209 (234) من طريق معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة. ومن طريق أبي عثمان عن جُبير بن نفير عن عقبة. ومثله في سنن أبي داود 1/ 43 (169). وينظر الترمذي 1/ 77 (55)، وابن حبّان 3/ 325 (1050). والأطراف 4/ 351.
(2)
المسند 4/ 151. وابن عمّ زهرة مجهول. وسائر رجاله ثقات، ويشهد له الحديث السابق.
(3)
المسند 4/ 146. وعبد اللَّه بن الوليد التجيبي ليّن الحديث، التقريب 1/ 320. ومن طريق سعيد أخرجه أبو يعلى 3/ 300 (1765)، ومن طريق عبد اللَّه بن الوليد في المعجم الكبير 1/ 2887 (796). قال الهيثمي - المجمع 5/ 93: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد اللَّه بن الوليد بن قيس، وهو ثقة!
(5367)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرني ابن لَهيعة قال: حدّثني يزيد أن أبا الخير حدّثه أنّه سمع عقبة بن عامر يحدّث:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "ليس من عمل يوم إلّا وهو يُختمُ عليه، فإذا مَرضَ المؤمنُ قالت الملائكة: يا ربَّنا، عبدُك فلان قد حَبَسْتَه. فيقول الربُّ عز وجل: اختِموا له على مثل عمله حتى يبرأَ أو يموتَ"(1).
(5368)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: حدّثنا موسى بن عُليّ قال: سمعْتُ أبي يقول: سمعْتُ عقبة بن عامر يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تعلَّموا كتابَ اللَّه وتعاهدوه، وتغنَّوا به، فوالذي نفسي بيده لهو أشدُّ تَفَلُّقتًا من المَخاض في العُقُل"(2).
(5369)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللَّه ابن يزيد المقرىء قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن أبي قَبيل عن عقبة بن عامر الجهني قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "هلاك أمّتي في الكتاب واللَّبَن". قالوا: يا رسول اللَّه، ما الكتاب واللبن؟ قال:"يتعلّمون القرآن فيتأوَّلونه على غير ما أنزلَه اللَّه عز وجل. ويُحِبُّون اللَّبَن فيَدَعون الجماعات ويَبْدون"(3).
(1) المسند 4/ 146، ومن طريق ابن لهيعة في المعجم الكبير 17/ 284 (782)، وشرح السنة 5/ 240 (1428) وقد حسّن المحقّقون الإسناد، لأن رواية ابن المبارك عن ابن لهيعة مقبولة. وقد تابع ابن لهيعة عبدُ اللَّه بن وهب، فأخرجه الحاكم 4/ 260 بمثله من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد، وصحّحه، ووافقه الذهبي.
(2)
المسند 4/ 146. وإسناده صحيح. ورواه الطبراني 17/ 290، 291 (800 - 802) من طرق عُلي بن رباح. ومن طريق موسى بن عُلي صحّحه ابن حبّان 1/ 325 (119). وصحّح المحقّق إسناده على شرط مسلم. وقال الهيثمي - المجمع 7/ 172: رجال أحمد رجال الصحيح.
والمخاض: النوق الحوامل. والعُقُل جمع عقال.
(3)
المسند 4/ 155. وفيه "فيدعون الجماعات والجمع". ورجاله ثقات غير ابن لهيعة. وقد توبع. وبهذا الإسناد أخرجه أبو يعلى 3/ 285 (746). ومن طرق عن الليث، وابن لهيعة، ومالك بن الخير الزيادي وأبي السمح، كلّهم عن أبي قبيل بن هانىء في الكبير 17/ 295، 296 (815 - 818). وقد صحّح الحاكم إسناده من طريق مالك ابن الخير عن أبي قبيل 2/ 374، ووافقه الذهبي.
(5370)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن غَيلان قال: حدّثنا رِشدين قال: حدّثني بكر بن عمرو المعافريّ عن شُعيب بن زُرعة المعافريّ حدّثه أنّه سمع عقبة بن عامر يقول:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُخيفوا أنفسَكم بعدَ أمْنها" قالوا: وما ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: "الدَّين"(1).
(5371)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن إبراهيم الرازيّ قال: حدّثنا سلَمة بن الفضل قال: حدّثنى محمد بن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن مَرْثَد بن عبد اللَّه اليَزَنيّ عن عقبة بن عامر الجُهَنيّ قال:
قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اقرأ الآيتين من آخر سورة البقرة، فإني أُعْطِيتُهما من تحت العرش"(2).
(5372)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا هشام عن قتادة عن قيس الجُذامي عن عُقبة الجهنيّ:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من أعتقَ رَقَبَةً مسلمةً فهي فِداؤه من النّار"(3).
(1) المسند 4/ 146. ورشدين ضعيف. وشعيب بن زرعة من رجال التعجيل 178، وثّقه ابن حبّان. وتابع رشدين نافع بن يزيد -وهو ثقة، من رجال مسلم- عند الطبراني في الكبير 17/ 328 (906). وحيوة بن شريح -وهو من رجال البخاري، ثقة- في المسند 4/ 154، وشرح المشكل 11/ 66 (4281)، وأبي يعلى 3/ 280 (1739)، وحسّن المحقّقون إسناده لذلك.
(2)
المسند 4/ 147. ومن طريق ابن إسحق أخرجه أبو يعلى 3/ 277 (1735)، والطبراني 17/ 283 (780) ولم يصرّح بالتحديث عندهم. قال الهيثمي في المجمع 6/ 315: فيه سلمة بن الفضل، وثّقه ابن حبّان، وقال: يخطىء. وضعّفه جماعة، وقد تابعه ابن لهيعة، فالحديث حسّن. وقد ذكر الهيثمي بعض الأحاديث في الباب، وصحّحها.
(3)
المسند 4/ 150. وأخرجه 4/ 147 من طريق سعيد عن قتادة قال: ذُكر أن قيسًا الجذاميّ حدّث. . . . فأشار إلى عدم سماع قتادة من قيس. ورجاله ثقات لولا انقطاعه. وقد أخرجه أبو يعلى 3/ 296 (1760) من طريق عبد الصمد. وذكر المحقّق أن قتادة لم يسمع قيسًا، وذكر شواهد تصحّحه. وأخرجه الطبراني في الكبير 17/ 333 (918، 920) من طريق سعيد وهشام عن قتادة عن قيس. (919) من طريق هشام عن قتادة عن الحسن عن قيس. وصحّح الحاكم والذهبي 2/ 211 إسناد الرواية التي فيها ذكر الحسن.
(5373)
الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن عبد الرحمن بن شماسة التُّجيبيّ قال: سمعتُ عقبة بن عامر الجهني يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَحِلّ لرجل مُسلم يَخْطُبُ على خِطْبةِ أخيه حتى يَتْرُك. ولا يَبيعُ على بيع أخيه حتى يَترك".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5374)
الحديث الثاني والثلاثون: وبه حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن مَرْثد بن عبد اللَّه اليَزَني قال:
قدم علينا أبو أيّوب خالد بن زيد الأنصاريُّ صاحبُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مصرَ غازيًا، وكان عقبة ابن عامر بن عبس الجُهنيّ أمَّرَه علينا معاويةُ بن أبي سفيان. قال: فحُبِس عقبة بن عامر بالمغرب (2)، فلمّا صلّى قام إليه أبو أيّوب الأنصاريّ فقال: يا عقبة، أهكذا رأيتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي المغرب! أما سَمِعْتَه يقول:"لا تزال أُمّتي بخير -أو على الفِطرة- ما لم يؤخِّروا المغرب حتى تَشْتَبِكَ النجوم "؟ فقال: بلى. قال: فما حملَك على ما صنعْتَ؟ فقال: شُغِلْتُ. فقال أبو أيّوب: أما واللَّه ما بي إلّا أن يَظُنَّ النّاس أنّك رأيتَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم صنعَ هذا (3).
(5375)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا ليث عن إبراهيم بن نَشيط الخَولاني عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم دُخَين كاتب عقبة ابن عامر قال:
قلتُ لعقبة: إنّ لنا جيرانًا يشربون الخمر، وإنّي داع لهم الشُّرَط فيأخذونهم. قال: لا تفعل، ولكن عِظهم وتهدَّدْهم. قال: ففعل فلم ينتهوا. قال: فجاءَه دُخين فقال: إني نهيتُهم فلم ينتهوا، وأنا داعٍ لهم الشُّرَط. فقال له عقبة: ويحك، لا تفعل، فإني سمعتُ رسول اللَّه
(1) المسند 4/ 147. وأخرجه مسلم 2/ 1034 (1414) من طريق الليث وغيره عن يزيد بن أبي حبيب به. ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وأبوه ثقتان. أما ابن إسحق فمتابع في هذا الحديث، وصرّح بالتحديث.
(2)
أي بصلاة المغرب، تأخّر فيها.
(3)
المسند 4/ 147. ورجاله ثقات غير ابن إسحق، وقد صرّح بالتحديث. ومن طريقه أخرجه أبو داود 1/ 113 (418)، وصحّحه ابن خزيمة 1/ 174 (339) والحاكم 1/ 190 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقال الألباني: حسّن صحيح.
-صلى الله عليه وسلم يقول: "من سَتَرَ عَورةَ مؤمن فكأنّما استحيا مَوْءوده من قبرها"(1).
(5376)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحاق قال: أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا حَرْمَلة بن عِمران أنّه سمع يزيد بن أبي حبيب يحدّث أن أبا الخير حدّثه أنّه سمع عقبة بن عامر يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كلُّ امرىءٍ في ظلّ صدقته حتى يُفْصَلَ بين النّاس. - أو قال: يُحْكَمَ بين النّاس".
قال يزيد: وكان أبو الخير لا يخطئه يومٌ إلّا يتصدّق فيه بشيء ولو كعكةً أو بَصَلة أو كذا (2).
(5377)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا مُعان بن رِفاعة قال: حدّثني عليّ بن يزيد عن القاسم بن أبي أُمامة الباهليّ عن عقبة ابن عامر قال:
لقيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فابتدأتُه، فأخذْتُ بيده فقلْتُ: يا رسول اللَّه، ما نجاة المؤمن؟ قال:"يا عقبةُ، احْرُسْ لسانَك، ولْيَسَعْك بيتُك، وابكِ على خطيئتك".
قال: ثم لَقِيَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فابتدأني، فأخذ بيدي فقال:"يا عقبة بن عامر، ألا أعلِّمُك خيرَ ثلاث سور أُنْزِلَت في التوراة والإنجيل والزَّبور والقرآن العظيم؟ قال: قلت بلى، جعلَني اللَّه فداك. قال: فأقرأني: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم قال: "يا عقبة، لا تنساهنّ، ولا تبِتْ ليلةً حتى تقرأهُنّ" قال: فما نسيتُهنّ منذ قال: "لا تناسهنّ"(3) وما بِتّ ليلةً قطُّ حتى أقرأهنّ.
(1) المسند 4/ 153 وفيه عن أبي الهيثم عن دخين. . . وقد اختلفت المصادر في ذلك. فعن أبي الهيثم عن دخين عن عقبة في سنن أبي داود 4/ 273 (4892). وجعل دُخينًا وأبا الهيثم واحدًا في المعجم الكبير 17/ 319 (883)، والسنن الكبرى 8/ 331، وصحيح ابن حبّان 2/ 274 (517) وغيرها. وقد فصّل الكلام في ذلك الألباني في الضعيفة 3/ 423 (1265) ورجّح تضعيفه بعد ذكر طرقه ورواياته.
(2)
المسند 4/ 147. ورجاله ثقات. ومن طريق ابن المبارك أخرجه أبو يعلى 3/ 301 (1766)، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 91 (2431)، وابن حبّان 8/ 104 (3310)، والحاكم والذهبي على شرط مسلم 1/ 416 والهيثمي 3/ 113 وصحّحه المحقّقون.
(3)
كذا في الموضعين "تنساهن" وزاد في المسند بعد الثاني: "ولا تَبِتْ ليلةً حتى تقرأهنّ".
قال عقبة: ثم لقيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فابتدأتُه، فأخذْتُ بيده فقلتُ: يا رسول اللَّه، أخْبِرْني بفواضل الأعمال. فقال:"يا عقبةُ، صِلْ من قَطَعَك، وأعْطِ مَن حَرَمَك، وأعْرِضْ عَمَّن ظَلَمَك"(1).
(5378)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل -يعني ابن أبي خالد- عن عبد الرحمن بن عائذ -رجلٌ من أهل الشام- قال:
انطلق عقبةُ بن عامر الجُهَنِيّ إلى المسجد الأقصى ليُصَلّيَ فيه، فاتّبَعَه ناس، فقال: ما جاءَكم؟ قالوا: صُحْبَتُك رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، أحْبَبْنا أن نسيرَ معك ونُسَلِّمَ عليك. قال: انزلوا فصلُّوا. فنزلوا، فصلّى وصلَّوا معه. فقال حين سلّم:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس من عبدٍ يلقى اللَّهَ عز وجل لا يُشْرِكُ به شيئًا لم يَتَنَدَّ (2) بدمٍ حرام إلّا دخلَ من أيّ أبواب الجنّة شاء"(3).
(5379)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج بن محمد وهاشم قالا: حدّثنا الليث بن سعد قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج يومًا فصلّى على أهل أُحد كصلاته على الميّت، ثم انصرف إلى المِنبر فقال: "إنّي فَرَطٌ لكم، وأنا شهيدٌ عليكم، وإني واللَّهِ لأنْظُرُ إلى حوضي الآن.
(1) المسند 4/ 148. وفي إسناده علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف.
ورُوي الحديث مفرقًا في مصادر عديدة: فقد روى الإمام مسلم فضل المعوّذتين عن عقبة 1/ 558 (814). وروى الترمذي منه جزءًا من طريق علي بن يزيد 4/ 523 (2406) وقال: حسن. وأبو داود 2/ 73 (1462، 1463)، وينظر ابن خزيمة 1/ 266، 268 (534، 535)، والمجمع 7/ 151، 8/ 191، والصحيحة 2/ 552 (891).
(2)
يتندّى، من الندى: أي يصيب.
(3)
المسند 4/ 148. وأخرجه 4/ 152 من طريق وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد مقتصرًا على المرفوع. ومن طريق وكيع أخرجه ابن ماجة 2/ 873 (2618)، وقال الذهبي: صحيح. قال البوصيري: إسناده صحيح إن كان عبد الرحمن بن عائذ الأزدي سمع من عقبة بن عامر، فقد قيل: إن روايته عنه مرسلة. وقد ردّ الشيخ الألباني قول البوصيري هذا، وصحّح سماع عبد الرحمن بن عائذ من عقبة، وصحّح الحديث - الصحيحة 6/ 1020 (2923).
وإنّي قد أُعْطِيتُ مفاتيحَ خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض. وإنّي واللَّه ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكنّي أخاف عليكم أن تنافسوا فيها".
أخرجاه (1).
(5380)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: أخبرنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أنّه قال:
قُلنا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنّك تبعثُنا فننزل بقومٍ لا يَقْرُونا، فما ترى في ذلك؟ فقال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إذا نَزَلْتُم بقومٍ فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا فخُذوا منهم حقَّ الضيف الذي ينبغي لهم".
أخرجاه (2).
(5381)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا خيرَ فيمن لا يُضيفُ"(3).
(5382)
الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج وهاشم قالا: أخبرنا ليث قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إيّاكم والدّخولَ على النّساء" فقال رجل من الأنصار: يا رسول اللَّه، أفرأيتَ الحَمْوَ؟ قال:"الحَمْوُ الموت".
أخرجاه (4).
(1) المسند 4/ 149 عن حجّاج، 4/ 153 عن هاشم. وهو في البخاري 3/ 209 (1344)، ومسلم 5/ 1795 (2296)، كلاهما من طريق الليث. وشيخا أحمد ثقتان من رجال الشيخين.
(2)
المسند 4/ 149. ومن طريق الليث بن سعد في البخاري 5/ 107 (2461)، ومسلم 3/ 1353 (1727) وحجّاج من رجال الشيخين.
(3)
المسند 4/ 155. وفي الترغيب 3/ 303 (3819)، والمجمع 8/ 178: رواه أحمد، رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة، زاد الهيثمي: وحديثه حسن.
(4)
المسند 4/ 149، 153. ومن طريق الليث أخرجه البخاري 9/ 330 (5232)، ومسلم 4/ 1711 (2172). وحجّاج بن محمد، وهاشم بن القاسم من رجال الشيخين.
والحمو: أقارب الزوج، غير المحارم.
والمعنى: احْذَرِ الحَمْوَ كما تحذَرُ الموت.
(5383)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا أبان قال: حدّثنا قتادة عن الحسن عن عقبة بن عامر:
أن نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أنْكَحَ الَولِيّان فهو للأوّل منهما. وإذا باع الرجلُ بيعًا من رجلين فهو للأوّل منهما"(1).
(5384)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثني عاصم بن حكيم عن يحيى بن أبي عمرو السَّيباني عن أبيه عن عقبة بن عامر:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "صَلُّوا في مرابض الغنم، ولا تُصَلُّوا في أعطان الإبل أو مَبارك الإبل"(2).
(5385)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود قال: حدّثنا ابن لَهيعةَ عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال:
جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ أُمّي ماتت، وإنّي أُريد أن أتَصَدّقَ عنها. فقال:"أَمَرتْك؟ " قال: لا. قال: "فلا تفعل"(3).
* طريق آخر:
وبالإسناد عن عقبة بن عامر:
أنّ غلامًا قال: يا رسول اللَّه، إنّ أمّي ماتت وتركت حُلِيًّا، فأتصدّق به عنها؟ قال:"أمّكَ أمَرَتْكَ بذلك؟ " قال: لا. قال: فأمْسِك عليك حُلِيَّ أُمّكَ" (4).
(1) المسند 9/ 149. ورجاله ثقات، إلّا أن الحسن لم يسمع من عقبة.
وقد أُخرج الحديث من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة أبو داود 2/ 230 (2088)، والنسائي 4/ 317، والترمذي 3/ 418 (1110) وحسّنه وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم. وصحّح الحاكم إسناده على شرط البخاري 2/ 174، من طرق عن الحسن عن سمرة، ووافقه الذهبي. وضَعّف الألباني حديث الحسن عن سمرة في النسائي والترمذيّ.
(2)
المسند 4/ 150. وعاصم بن حكيم صدوق. ويحيى ثقة، وأبوه مقبول. وسائر رجاله ثقات. وبهذا الإسناد أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 340 (938). وقال الهيثمي 2/ 29: رجال أحمد ثقات.
(3)
المسند 4/ 150، والمعجم الكبير 7/ 280 (772) من طريق ابن لهيعة.
(4)
المسند 4/ 157، والمعجم الكبير من طريق وهب بى جرير عن أبيه عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب. وهذا إسناد صححّه الهيثمي - المجمع 3/ 141.
ووجه هذا الحديث أنّه أراد أن يتصدّق من مالها الذي خلَّفَتْه ولها وَرَثة، ولم تُوصِ هي، فنهاه أن يفعل (1).
(5386)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد وحسن وأبو سعيد ويحيى بن إسحق قالوا: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا مِشْرَح بن هاعان قال: سمعتُ عقبة بن عامر يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كلُّ ميّت يُخْتَمُ على عمله إلّا المُرابِطَ في سبيل اللَّه، فإنّه يجري له أجرُ عمله حتى يُبْعَثَ"(2).
قال أحمد: وحدَّثَناه قتيبة وقال فيه: "ويُؤْمَنُ من فَتّان القبر"(3).
(5387)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، وأبو عبد الرحمن المقرىء قالا: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا مِشْرَح بن هاعان أبو مصعب المعافِري قال: سمعتُ عقبة بن عامر يقول:
قلتُ: يا رسول اللَّه، أفُضِّلَتْ سورةُ "الحَجّ" على سُوَر القرآن بسجدتين؟ قال:"نعم، فمن لم يسجُدْهما فلا يقرأْهما"(4).
(1) ورد في الصحيحين أن رجلًا سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يتصدّق عن أُمّه، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:"نعم". البخاري 5/ 388، 389 (2760، 2761)، ومسلم 2/ 696 (1004).
(2)
المسند 4/ 150، 157، وحسّنه الهيثمي 5/ 292. وأحد الرواة عن ابن لهية عبد اللَّه بن يزيد، وحديثه عن ابن لهية مقبول. ولكن مشرح بن هاعان مختلف فيه. وقد أخرجه الطبراني 17/ 307 (848) من طرق عن ابن لهيعة عن أبي عُشّانة، وهو ثقة.
ويشهد للحديث ما رواه الترمذي من طريق ابن فضالة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم-4/ 142 (1621) وقال: حسّن صحيح، وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 79. وقد روى الإمام مسلم 3/ 1520 (1913) بإسناده إلى سلمان رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:"رباط يوم وليلة خيرٌ من صيام شهر وقيامه. وإن مات جرى عليه عملُه الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأَمِن الفتّان".
(3)
وهي في المسند 4/ 150. وينظر التعليق السابق.
(4)
المسند 4/ 151، 155. وفيه ابن لهيعة ومشرح. وهو من طريق ابن لهيعة في المعجم الكبير 17/ 307 (847)، ومن طريق ابن لهيعة عن أبي عشانة (846). وقد أخرجه أبو داود من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة 2/ 58 (1402)، وأخرجه الترمذي عن قتيبة عن ابن لهيعة 4/ 450 (578) وقال: ليس إسناده بذاك القويّ. وقد علّق الشيخ أحمد شاكر على ذلك بقوله: بل هو حديث صحيح. . وحسّنه الألباني. والحديث عند الحاكم 2/ 390 من طريق ابن لهيعة، وقال: هذا حديث لم نكتبه مسندًا إلّا من هذا الوجه، وعبد اللَّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي أحد الأئمّة، إنما نُقِمَ عليه اختلاطه في آخر عمره، وقد صحّت الرواية عنه من قول عمر بن الخطّاب وعبد اللَّه بن عبّاس وعبد اللَّه ابن عمرو وعبد اللَّه بن مسعود وأبي موسى وأبي الدرداء وعمار رضي الله عنهم. ووافقه الذهبي.
(5388)
الحديث السادس والأربعون: وبه قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أنّ القرآنَ جُعِلَ في إهابٍ ثم أُلقِيَ في النّار ما احترق"(1).
(5389)
الحديث السابع والأربعون: وبه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أكثرُ منافقي أُمّتي قُرّاؤها"(2).
(5390)
الحديث الثامنُ والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حمّاد بن خالد قال: حدّثنا معاوية بن صالح عن بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان عن كثير بن مرّة عن عقبة ابن عامر قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الجاهرُ بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمُسِرُّ بالقرآن كالمُسِرُّ بالصدَقة"(3).
(5391)
الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثني عبد الحميد قال: حدّثني شَهر قال: سمعتُ رجلًا يحدّث عن عقبة بن عامر:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجلٍ يموتُ حين يموتُ وفي قلبه مثقالُ حبّة من خَردل من كِبْرٍ تَحِلُّ له الجنّةُ أن يريحَ ريحَها ولا يراها".
فقال رجل من قريش يُقال له أبو رَيحانة: يا رسول اللَّه، واللَّه إنيّ لأُحِبُّ الجَمال وأشتهيه، حتى إنّي لأُحِبُّه في عِلاقة سَوطي وفي شِراك نعلي. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس
(1) المسند 4/ 151، 155، وأخرجه أبو يعلى 3/ 284 (1745) من طريق أبي عبد الرحمن. ومن طريق ابن لهيعة عن أبي عُشّانة عن عقبهَ أخرجه الطبراني 17/ 308 (850). قال الهيثمي أن نسبه لهم في المجمع 7/ 161: وفيه ابن لهيعة، وفيه خلاف.
(2)
المسند 4/ 151، 155. قال الهيثمي 6/ 232: أحد أسانيد أحمد ثقات أثبات. وقد ذكر الألباني الحديث في الصحيحة 2/ 375 (750) عن عبد اللَّه بن عمرو، وعقبة، وابن عبّاس، وعصمة بن مالك. وذكر طرق كلّ حديث. ومال إلى أن الحديث صحيح بالطرق والشواهد.
(3)
المسند 4/ 158. وإسناده صحيح. وهو من طريق معاوية بن صالح في النسائي 5/ 80، وأبي يعلى 3/ 278 (1737) والطبراني 1/ 3347 (923)، وصحيح ابن حبّان 3/ 8 (734). ومن طريق بحير في أبي داود 2/ 38 (1333) والترمذي 5/ 165 (2919) قال الترمذي: حسن غريب.
ذاك الكبر، إنّ اللَّه عز وجل جميل يُحبّ الجمال، ولكنّ الكِبرَ مَن سَفِه الحقَّ، وغَمَطَ النّاسَ بعينيه" (1).
(5392)
الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن أبي عُشّانة عن عقبة بن عامر قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل لَيَعْجَبُ من الشابّ ليست له صَبوة"(2).
(5393)
الحديث الحادي والخمسون: وبالإسناد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أوَّل خَصمَين يومَ القيامة جاران"(3).
(5394)
الحديث الثاني والخمسون: وبه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَكْرَهوا البناتِ، فإنهن المُؤنِساتُ الغاليات"(4).
ابن لهيعة ضعيف (5).
(5395)
الحديث الثالث والخسمون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن ضَمضم بن زرعة عن شُريح بن عُبيد الحضرميّ عمّن حدّثه عن عقبة بن عامر:
(1) المسند 4/ 151. وإسناده ضعيف لجهالة الراوي عن عقبة، ولشهر بن حوشب.
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه الحديث من طرق عن علقمة عن عبد اللَّه بن مسعود 1/ 93 (91). وليس فيه ذكر أبي ريحانة. وقد روى الإمام أحمد الحديث في مسند أبي ريحانة 4/ 133. وينظر مسند أبي ريحانة - شمعون.
وغمَط وغمصَ: احتقر.
(2)
المسند 4/ 151، والمعجم الكبير 17/ 309 (853). ومن طريق ابن لهيعة في السنة 1/ 390 (583)، وأبي يعلى 3/ 288 (1749) ونسبه الهبثمي في المجمع 10/ 273 لأحمد وأبي يعلى والطبراني، وحسّن إسناده.
والصبوة: الميل إلى الهوى.
(3)
المسند 4/ 151، والمعجم الكبير 17/ 309 (852) وأخرجه من طريق عبد اللَّه بن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي عُشّانة عن عقبة 17/ 303 (836) وهذا إسناد حسّن. قال الهيثمي 10/ 352: رواه أحمد بإسناد حسّن. وقال 8/ 173: رواه أحمد والطبراني بنحوه، وأحد إسنادي الطبراني (وهو المذكور ثانيًا) رجاله رجال الصحيح غير أبي عُشّانة.
(4)
المسند 4/ 151، والمعجم الكبير 17/ 310 (856). قال الهيثمي 8/ 159: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقيّة رجاله ثقات. وينظر العلل المتناهة 2/ 634 (1049).
(5)
هكذا يعلّق المؤلّف بعد أن يُذكر ابن لهيعة -أو غيره- مرارًا!
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أَوّل عظمٍ من الإنسان يتكلّمُ يومَ يُخْتَمُ على الأفواهِ فَخذُه من الرِّجل الشّمال"(1).
(5396)
الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع وعبد الرحمن ابن مهديّ قالا: حدّثنا موسى بن عُليّ بن رباح اللخمي قال: سمعتُ أبي يقول: سمعتُ عقبة بن عامر يقول:
"ثلاثُ ساعات كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نُصلِّيَ فيهنّ، وأن نَقْبُرَ فيهنَّ موتانا: حين تَطْلُعُ الشمسُ بازغةً حتى ترتفعَ، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميلَ الشمسُ، وحين تَضَيَّفُ للغروب حتى تغرب".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
ومعنى: تَضَيَّفُ: تميل.
(5397)
الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا موسى بن عُليّ عن أبيه قال: سمعتُ عقبة بن عامر قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يوم عرفة، ويوم النّحر، وأيّام التشريق عيدُنا أهل الإسلام، هي أيّام أَكل وشُرب"(3).
(5398)
الحديث السادس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عُليّ بن رباح عن عقبة بن عامر:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ يقال له ذو البِجادين: "إنّه أوّاه" وذلك أنّه كان رجلًا كثيرَ
(1) المسند 4/ 151، ومن طريق ابن عيّاش في المعجم الكبير 17/ 333 (921). قال في المجمع 10/ 354: رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما جيد. . . .
(2)
المسند 4/ 152 في موضعين، أحدهما عن وكيع، والآخر عن عبد الرحمن. وهو في مسلم 1/ 568 (831) من طريق موسى. وشيخا أحمد من رجال الشيخين.
(3)
المسند 4/ 152، وإسناده صحيح. وبالإسناد في أبي داود 2/ 320 (2419)، والترمذي / 143 (773) وقال: حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وذكر أحاديث الياب. وصحّحه ابن خزيمة 3/ 292 (2100) ومن طريق موسى أخرجه النسائي 5/ 252، وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 1/ 434.
الذّكر للَّه عز وجل في القرآن، ويرفعُ صوته في الدُّعاء (1).
(5399)
الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبيد قال: حدّثنا محمد - يعني ابن إسحق قال: حدّثني يزيد بن أبى حبيب عن مَرْثَد بن عبد اللَّه عن أبي عبد الرحمن الجُهَني (2) قال:
بينا نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم طلع رَكبان، فلما رآهما قال:"كِنديّان مَذْحِجِيّان" حتى أتَياه، فإذا رجال من مَذْحج. قال: فدنا أحدُهما منه ليُبايِعَه. قال: فلمّا أخذ بيده قال: يا رسول اللَّه، أرأيْتَ من رآك فآمَن بك وصَدَقَكَ واتَّبَعَكَ، ماذا له؟ قال:"طوبى له"(3) فمسح على يده فانصرف. ثم أقبل الآخر حتى أخذ بيده لِيُبايِعَه. قال: يا رسول اللَّه، أرأيتَ مَن آمنَ بك وصدّقَك واتّبَعَك ولم يَرَكَ؟ قال:"طُوبى له، ثم طوبى له"(3) قال: فمسح على يده وانصرفا (4).
(5400)
الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبان بن يزيد العطّار عن قتادة عن نُعيم بن هَمّار عن عقبة بن عامر الجُهَني:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه عز وجل يقول: يا ابنَ آدم، اكفِني أَوّلَ النَّهار بأربع ركعات أَكْفِك بهنّ آخرَ يومك"(5).
(5401)
الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلّام عن عبد اللَّه بن زيد الأزرق عن عقبة ابن عامر الجهني قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "غَيرتان: إحداهما يُحِبُّها اللَّه عز وجل، والأُخرى يُبْغِضُها اللَّهُ عزّ
(1) المسند 4/ 159. ومن طريق ابن لهيعة في الكبير 17/ 295 (813). وابن لهيعة سيّء الحفظ. وقد نسب الحديث لهما الهيثمي 9/ 372 وقال: وإسنادهما حسن.
وذو البجادين هو عبد اللَّه بن عبد نهم، ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة 2/ 330، وذكر الحديث.
(2)
ليس هذا هو عقبة بن عامر، بل صحابي آخر. وقد نبّهنا على ذلك في الحديث الثامن من هذا المسند.
(3)
في المسند "ثم طوبى له" مرّة ثالثة. وفي المصادر كما هنا.
(4)
المسند 4/ 152. وفي الآحاد 5/ 39 (2578)، والمعجم الكبير 22/ 289 (742) من طريق ابن إسحق، في مسند أبي عبد الرحمن الجهني.
وقال الهيثمي في المجمع 10/ 70: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحق، وقد صرّح بالسماع.
(5)
المسند 4/ 153، وأبو يعلى 3/ 294 (1757) قال الهيثمي - الجمع 2/ 238: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات. وصحّح إسناده محقّق مسند أبي يعلى، وذكر شواهده. ولنظر الحديث في الترمذي 2/ 340 (475)، عن أبي الدّرداء وأبي ذرّ، وتعليق أحمد شاكر عليه.
وجلّ: ومَخيلتان: إحداهما يُحِبّها اللَّهُ عز وجل، والأخرى يُبغِضها اللَّه عز وجل: الغَيرة في الرِّيِبة يُحِبُّها اللَّه، والغَيرة في غيره يُبْغِضها اللَّه. والمَخِيلةُ إذا تصدّق الرجل يُحِبُّها اللَّه، والمَخِيلة في الكِبر يُبغضها اللَّه".
وقال: "ثلاثةٌ يُستجاب لهم: المسافر والوالد والمظلوم".
وقال: "إنّ اللَّه عز وجل يُدخِل بالسّهم الواحد ثلاثة: صانعَه، والمُمِدَّ به، والرَّاميَ به في سبيل اللَّه عز وجل"(1).
(5402)
الحديث الستّون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المقرىء قال: حدّثنا حرملة بن عمران قال: حدّثني أبو عُشّانة المعافريّ قال: سمعْتُ عقبة بن عامر الجهنيّ يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن كان له ثلاثُ بنات، فصبرَ عليهنّ وأطعمَهنّ وسقاهنّ وكساهنّ من جِدَته، كُنَّ له حجابًا من النّار"(2).
(5403)
الحديث الحادي والستّون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا حَيوةُ قال: حدّثنا خالد بن عُبيد قال: سمعْت مِشْرَح بن هاعان يقول: سمِعْت عقبة ابن عامر يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من تعلَّق تميمةً فلا أَتَمَّ اللَّه له. ومن تَعَلَّقَ وَدَعةً فلا وَدَع اللَّه له"(3).
(1) المسند 4/ 154. ورجاله ثقات غير عبد اللَّه الأزرق، وثّقه ابن حبّان. وبهذا الإسناد في المعجم الكبير 17/ 340 (939)، وشرح السنة 10/ 381 (2641)، وصحّح الحاكم إسناده 1/ 418، ووافقه الذهبي، ونسبه الهيثمي للطبراني 10/ 154، ووثّق رجاله غير عبد اللَّه الأزرق. وينظر الحديث الرابع من هذا المسند.
(2)
المسند 4/ 154، ومسند أبي يعلى 3/ 299 (1764). ومن طريق حرملة في ابن ماجة 2/ 210 (3669). وصحّحه الألباني - الصحيحة 1/ 590 (294).
والجدّة: الغنى.
(3)
المسند 4/ 154. ومن طريق حيوة في مسند أبي يعلى 3/ 295 (1759)، والمعجم الكبير 17/ 297 (821) وصحّح الحاكم إسناده 4/ 216، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 13/ 450 (6086)، ووثّق الهيثمي رجاله 5/ 106. قال ابن حجر في التعجيل 114: خالد بن عبيد المعافري عن فرح بن هاعان، وعنه حيوة بن شريح. وثّقه ابن حبّان. قلت (ابن حجر): ورجالُ حديثه موثّقون.
قال ابن الأثير في النهاية 5/ 168: الوَدْع بالفتح والسكون: جمع ودعة، وهو شيء أبيض يُجلب من البحرُ يُعَلّق في حلوق الصبيان وغيرهم. وإنما نهى عنه لأنهم كانوا يعلّقونها مخافة العين، وقوله: لا "وَدَعَ اللَّه له" أي لا جعله في دَعَة وسكون. وقيل: هو لفظ مبني من المودعة: أي لا خفّف اللَّه عنه ما يخافه.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدّثنا عبد العزيز بن مسلم قال: حدّثنا يزيد بن أبي منصور عن دُخين الحَجْريّ عن عقبة بن عامر:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أقبلَ إليه رَهْطٌ، فبايعَ تسعةً وأمسك عن واحدٍ، فقالوا: يا رسول اللَّه، بايَعْتَ تسعة وتركْتَ واحدًا. قال:"إنّ عليه تميمةً" فأدخل يدَه فقطَعها، فبايعه، وقال:"من علَّقَ تميمةً فقد أشرك"(1).
(5404)
الحديث الثاني والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا حَيْوةُ قال: حدّثنا بكر بن عمرو أن مِشْرحَ بن هاعان أخبره أنّه سمع عقبة بن عامر يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يقول: "لو كان مِن بعدي نبيٌّ لكان عمرَ بن الخطّاب"(2).
(5405)
الحديث الثالث والستون: وبالإسناد:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أهلُ اليمن أرقُّ قلوبًا، وألينُ أفئدةً، وأَنْجَعُ طاعة".
أنجع بمعنى أنصح (3).
(5406)
الحديث الرابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا موسى بن عُليّ قال: سمعْتُ أبي يقول: سمعتُ عقبة بن عامر الجهني يقول:
(1) المسند 4/ 156، ومن طريق عبد العزيز بن مسلم في المعجم الكبير 17/ 319 (885). وقد سبق الخلاف [في الحديث الثالث والثلاثين من هذا المسند] هل أبو الهيثم هو دخين أو غيره؟ قال الهيثمي في المجمع 5/ 106: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
(2)
المسند 4/ 154، والترمذي 5/ 578 (3686) قال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلّا من حديث مشرح ابن هاعان. وهو في المعجم الكبير 17/ 298 (228) وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 3/ 85. وقد حسّن الألباني إسناده في الصحيحة 1/ 646 (327)، وصحّح الحديث.
(3)
المسند 4/ 154. وإسناده حسن كسابقه. وهو في المعجم الكبير 17/ 298 (823). قال الهيثمي 1/ 58: إسناده حسن. وقد صحّت أحاديث في أن أهل اليمن أرقُّ أفئدةً وأضعف قلوبًا. منها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة - الجمع 3/ 65 (2245).
خرج إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن في الصُّفّة فقال: "أيُّكم يُحِبُّ أن يغدوَ إلى بُطحان أو العقيق فيأتيَ كلّ يومٍ بناقتين كوماوين زهراوَين (1)، فيأخذَهما من غير إثم ولا قطع رحم"؟ قالوا: كلُّنا يا رسول اللَّه يُحِبُّ ذلك. قال: "فلأنْ يغدوَ أحدُكم إلى المسجد فيتعلّمَ آيتين خيرٌ له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع [خير من أربع] ومن أعدادهنّ من الإبل"(2).
الكوماء: المشرفة السَّنام.
(5407)
الحديث الخامس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثني مِشْرح قال: سمعْتُ عقبة بن عامر يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أسلمَ الناسُ وآمنَ عمرو بن العاص"(3).
(5408)
الحديث السادس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا موسى - يعني ابن أيّوب الغافقي قال: حدّثني عمّي إياس بن عامر قال: سمعْتُ عقبة بن عامر الجهني يقول:
لما نزلت: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 74] قال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اجعلوها في ركوعكم" فلّما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] قال: "اجعلوها في سجودكم"(4).
(5409)
الحديث السابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا سعيد يعني ابن أبي أيّوب - قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب قال: سمعتُ أبا الخير قال:
(1) الزهراوان تثنية زهراء: البيضاء النيّرة.
(2)
المسند 4/ 154، ومسلم 1/ 552 (803) من طريق موسى بن عُليّ - ولم يُنبّه عليه. وأبو عبد الرحمن، عبد اللَّه بن يزيد المقرىء، من رجال الشيخين.
(3)
المسند 4/ 155. وأخرجه الترمذي 5/ 645 (3844) من طريق قتيبة عن ابن لهيعة به، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من حديث ابن لهيعة عن شرح بن هاعان، وليس إسناده بالقويّ. وذكر الألباني الحديث في الصحيحة 1/ 288 (155)، وذكر أن مشرحًا حسن الحديث، وأن ابن لهيعة وإن كان سيء الحفظ فهذا من رواية من قبلت روايتهم عن ابن لهيعة.
(4)
المسند 4/ 155. ومسند أبي يعلى 3/ 279 (1738)، وصحيح ابن خزيمة 3/ 301 (600)، والمعجم الكبير 17/ 321 (889). ومن طريق موسى بن أيوب أخرجه أبو داود 1/ 230 (869)، وابن ماجة 1/ 287 (887)، وصحّحه ابن حبّان 5/ 225 (1898). وقد أخرج الحاكم الحديث من طريق أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد 2/ 477 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه 1/ 225، ولكن قال فيه الذهبي: إياس ليس بالمعروف. وقد ضعّف الألباني الحديث.
رأيتُ أبا تميمة الجَيشانيَّ عبد اللَّه بن مالك يركع ركعتين حين يسمعُ أذان المغرب. قال: فأتيتُ عقبة بن عامر الجُهَنيّ فقلت له: أعَجِّبُك من أبي تميمة الجيشانيِّ، يركع ركعتين قبل صلاة المغرب وأنا أريدُ أن أَغْمِصَه! قال عقبة: أما إنّا كُنّا نفعلُه على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقلت: ما يمنعُك الآن؟ قال: الشُّغل.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(5410)
الحديث الثامن والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن جُبير عن عقبة بن عامر قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: عن الكيّ. وكان يكره شُربَ الحميم. وكان إذا اكتحلَ اكتحلَ وِترًا، وإذا استجمَرَ استجمرَ وِترًا (2).
(5411)
الحديث التاسع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا عمرو بن الحارث عن عمرو بن شعيب أنّه حدّثه مولى شرحبيل بن حَسَنة أنّه سمع عقبة بن عامر وحذيفة بن اليمان يقولان:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلْ ما رَدَّتْ عليك قوسُك"(3).
(5412)
الحديث السبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو أن هشام بن أبي رقيّة حدّثه قال:
سمعتُ مَسْلمة بن مُخَلَّد وهو قاعد على المنبر يخطُبُ النّاس ويقول: أيّها النّاس، أما لكم في العَصْب والكَتّان ما يُغنيكم عن الحرير، وهذا رجلٌ فيكم يُخْبِركُم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قُمْ يا عقبة. فقام عقبةُ بن عامر وأنا أسمع فقال:
(1) المسند 4/ 155، والبخاري 3/ 59 (1184).
(2)
المسند 4/ 156. وأخرجه الطبراني من طرق عن ابن لهيعة 17/ 338 (932 - 934). قال المحقّق: وأحد أسانيده الراوي عنه عبد اللَّه بن يزيد المقرىء، فحديثه حسن. والهيثمي على عادته في أحاديث ابن لهيعة: يحسّنها مرّة ويضعّفها أخرى، ينظر 1/ 216، 5/ 100.
(3)
المسند 4/ 156. وقبله: عن هارون بن معروف، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث به. وفي كليهما جهالة مولى شرحبيل بن حسنة. وقال الهيثمي في المجمع 4/ 33: فيه راوٍ لم يُسَمّ. وقال ابن حجر في التلخيص 4/ 1481: فيهما ابن لهيعة. وقد ورد هذا جزءًا في حديث لعمرو بن العاص في أبي داود 3/ 110 (2857)، ولأبي ثعلبة في ابن ماجة 2/ 1071 (3211)، وصحّحهما الألباني.
إنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن كذبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأْ مقعده من النّار" وأشهدُ أني سمعْتُه يقول: "من لَبِسَ الحريرَ في الدّنيا حُرِمَه أن يَلْبَسَه في الآخرة"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن غَيلان قال: حدّثنا رِشدين - يعني ابن سعد قال: حدّثني عمرو - يعني ابن الحارث عن أبي عُشّانة أنّه سمع عُقبة بن عامر:
يُخبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنّه كان يَمْنَعُ أهلَه الحِلْية والحرير. ويقول: "إنّ كنتم تُحِبُّون حليةَ الجنَّةِ وحريرَها، فلا تَلْبَسوها في الدُّنيا"(2).
(5413)
الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا واهب بن عبد اللَّه عن عبد الرحمن بن شماسة عن عقبة بن عامر:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الميِّتُ من ذات الجَنْب شهيد"(3).
(5414)
الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا أبو عُشّانة حيُّ بن يومن المعافريُّ أنّه سمع عقبة بن عامر يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تدنو الشمسُ من الأرض، فيَعْرَقُ النّاس، فمن النّاس مَن يبلغُ عَرَقُه عَقِبَيه، ومنهم من يَبْلُغُ عَرَقُه إلى نصف الساق، ومنهم من يَبْلُغُ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلُغُ العَجُزَ، ومنهم من يَبْلُغُ الخاصرة، ومنهم من يَبْلُغُ مَنْكِبَيه، ومنهم من يَبْلُغُ عُنُقَه، ومنهم مَن يَبْلُغُ وسط فيه" وأشار بيده فألجمَها فاه، رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يشير هكذا
(1) المسند 4/ 156. ورجاله رجال الصجح، غير هشام بن أبي رقيّة، من رجال التعجيل 432، وثّقه ابن حبّان. وأخرجه أبو يعلى 3/ 289 (1751). ومن طريق ابن وهب في الكبير 17/ 327 (904)، وصحيح ابن حبّان 12/ 252 (5436)، ووثّق الهيثمي رجاله 1/ 149، 5/ 145.
(2)
المسند 4/ 145. ورشدين ضعيف، ولكنه متابع بابن وهب: النسائي 8/ 158، والطبراني 17/ 302 (835)، والحاكم والذهبي 4/ 191، وابن حبّان 12/ 297 (5486). وصحّحه الألباني - الصحيحة 1/ 662 (338).
(3)
المسند 4/ 157 ومن طريق ابن لهيعة في المعجم الكبير 17/ 318 (881). ونسبه الهيثمي في المجمع 2/ 320 للطبراني دون أحمد، وقال: وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.
"ومنهم من يُغَطّيه عَرَقُه" وضرب بيده إشارة (1).
(5415)
الحديث الثالث والسبعون: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنّه إذا تَطَهَّرَ الرجلُ ثم أتى المسجد يرعى الصلاة، كتب له كاتباه -أو كاتبُه- بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات. والقاعد يرعى الصلاة كالقانت، ويُكْتَبُ من المُصَلِّين من حين يخرج من بيته حتى يرجعَ إليه" (2).
(5416)
الحديث الرابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: أخبرنا ابن لهيعة عن بكر بن سَوادة عن رجل عن ربيعة بن قيس عن عقبة بن عامر قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من توضّأ فأحسنَ الوضوء ثم صلّى غير ساهٍ ولما لاهٍ، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبه"(3).
(5417)
الحديث الخامس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة عن رُزَيق الثّقفي عن ابن شِماسة يحدّث عن عقبة بن عامر الجُهني قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من لم يَقْبَلْ رُخصةَ اللَّهِ عز وجل كان عليه من الذُّبوب مثلُ جبال عَرَفةُ"(4).
(1) المسند 4/ 157. وفيه ابن لهيعة. ومن طريق ابن لهيعة في المعجم الكبير 17/ 306 (844). ولكن ابن لهيعة متابع، فقد أخرجه الطبراني من طريق عمرو بن الحارث عن أبي عُشّانة 17/ 302 (834). ومن طريق عمرو بن الحارث صحّح الحاكم إسناده 4/ 571، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 16/ 324 (7329). وقال الهيثمي في المجمع 10/ 338: رواه أحمد والطبراني، وإسناد الطبراني جيّد.
(2)
المسند 4/ 157، ومن طريق ابن لهيعة في المعجم الكبير 17/ 305 (842). وأخرجه الطبراني من طريق عمرو بن الحارث عن أبي عُشّانة 17/ 301 (831)، وهو إسناد صحيح. وبه أخرجه الحاكم 1/ 211، وصحّح إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وينظر المجمع 2/ 32.
(3)
المسند 4/ 158. وفي إسناده ابن لهيعة، ورجل مجهول. وقد أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 326 (902) من طريق ابن لهيعة عن بكر عن ربيعة، بإسقاط المجهول. ورواه 17/ 327 (903) عن عمرو بن الحارث عن بكر عن رجل عن ربيعة. فتوبع ابن لهيعة، ولكن بقي المجهول. قال الهيثمي 2/ 281: رواه الطبراني في الكبير بإسنادين، في أحدهما ابن لهيعة، وفيه كلام. فلم ينسبه لأحمد، ولم يعلّه بغير ابن لهيعة!
(4)
المسند 4/ 158، والمعجم الأوسط 5/ 270 (4532). و"رُزَيق" تركت بياضًا، لم تتضح للمحقّق، قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عقبة بن عامر إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به ابن لهيعة. وقال الهيثمي 3/ 165: رواه أحمد والطبراني، وفيه رُزَيق الثقفي، ولم أجد من وثّقه ولا جرّحه، وبقيّة رجاله ثقات. ورُزَيق من رجال التعجيل 129، مجهول.
وقد روى الحديث من طريق ابن لهيعة، في مسند ابن عمر 9/ 290 (5392)، وضعّفه المحقّقون.
(5418)
الحديث السادس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة عن عقبة بن عامر قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم. لا يَحِلُّ لامرىءٍ مسلم إن يُغَيِّبَ ما بسِلعته عن أخيه إن عَلِمَ بها تركَها"(1).
(5419)
الحديث السابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا أبو عُشّانة أنّه سمع عقبة بن عامر يقول:
لا أقولُ اليومَ على رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم ما لم يَقُلْ، سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"مَن قال عليّ ما لم أقلْ فَلْيَتَبَوَّأ بيتًا من جهنّم"(2).
وسمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "رجلان من أُمّتي، يقوم أحدُهما من الليل فيعالجُ نفسَه إلى الطّهور، وعليه عُقَدٌ، فيتوضّأ، فإذا وضّأ يَدَيه انحلّت عُقْدةٌ، وإذا وضّأ وجهَه انحلّت عُقْدةٌ (3) وإذا مسحَ برأسه انحلَّت عُقدة، وإذا وضّأ رجليه انحلّت عُقدة. فيقول الربَّ عز وجل للّذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يُعالج نفسَه، ما سألَني عبدي هذا فهو له"(4).
(5420)
الحديث الثامن والسبعون: حدّثنا الترمذيّ قال: حدّثنا أبو كُرَيب قال: حدّثنا بكر بن يونس بن بُكَير عن موسى بن عُلَيّ عن أبيه عن عقبة بن عامر قال:
(1) المسند 4/ 158، وفيه ابن لهيعة. وقد أخرج ابن ماجة الحديث بنحوه من طريق يحيى بن أيوب عن يزيد ابن أبي حبيب 2/ 755 (2246)، والحاكم 2/ 8، وصحّحه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وابن شماسة من رجال مسلم! وصحّح الألباني الحديث في الإرواء 5/ 165 (1321).
(2)
المسند 4/ 159 وفيه ابن لهيعة. ولكن أخرجه أحمد 4/ 201 بإسناد صحيح من طريق شيخه هارون بن معروف عن عبد اللَّه بن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي عُشّانة، به. ومن هذه الطريق أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 301 (832)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 329 (1052). وله شواهد في الصحيح.
(3)
في المخطوطة زيادة: "يعني فإذا غسل يديه انحلّت عقدة" وليست في الأصول، وهي زائدة.
(4)
المسند 4/ 159 ومن طريق ابن لهيعة أخرجه الطبراني 17/ 305 (843). وأخرجه أحمد من طريق هارون بن معروف كسابقه 4/ 201. وصحّحه ابن حبّان 3/ 330 (1052) من طريق ابن وهب.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُكْرِهوا مرضاكم على الطعام؛ فإن اللَّه يُطْعِمُهم ويَسقيهم".
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه (1).
قال البخاري: بكر منكر الحديث (2).
* * * *
(1) الترمذي 4/ 336 (2040). ومن طريق بكر بن يونس في مسند أبي يعلى 3/ 281 (1741) والمعجم الكبير 17/ 293 (807)، وابن ماجة 2/ 1140 (3444). قال البوصيري: إسناده حسن، لأن بكر بن يونس مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرج الحاكم الحديث 1/ 350 من طريق أبي كريب عن يونس بن بكير. . وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. ويونس من رجال مسلم، صدوق. وذكر الألباني الحديث في الصحيحة 2/ 354 (727) مع طرق أُخر عن عبد الرحمن بن عوف، وعبد اللَّه بن عمر، وجابر بن عبد اللَّه، وحسّنه.
(2)
التاريخ الصغير 2/ 264. وينظر الجرح والتعديل 2/ 393، وميزان الاعتدال 1/ 348، والضعفاء والمتروكون 1/ 150.