الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(410) مسند عمران بن حُصَين
(1)
(5810)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدّثنا قتادة عن زُرارة بن أوفى عن عمران بن حصين قال:
صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الظهرَ، فقرأ رجلٌ خلفه:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فلمّا صلّى قال: "أيُّكم قرأ بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}؟ فقال رجل: أنا. فقال: "قد عَرَفْتُ أن بَعضَكم خالَجَنيها".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5811)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن قتادة قال: سَمِعْتُ أبو السَّوّار العَدَوي يُحدّث أنّه سمع عمران بن حصين الخُزاعي:
يحدّث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"الحياءُ لا يأتي إلّا بخير" فقال بُشَير بن كعب: مكتوب في الحكمة: إنّ منه وَقارًا ومنه سكينة. فقال عمران: أُحَدِّثُك عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وتُحدِّثُني عن صُحُفك؟ .
أخرجاه في الصحيحين (3).
(1) الآحاد 4/ 278، ومعرفة الصحابة 4/ 2108، والاستيعاب 3/ 22، والتهذيب 5/ 481، والسير 2/ 508، والإصابة 3/ 27.
وهو من المقدّمين بعد العشرة عند الحميدي (23) أخرج الشيخان له ثمانية أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بسبعة.
وفي التلقيح 364 أنّه له مائة وثمانين حديثًا.
(2)
المسند 4/ 426. ومن طريق إسماعيل بن إبراهيم عن سعيد كلاهما -شعبة وسعيد- عن قتادة. ومن طريق محمد بن جعفر عن شعبة، وإسماعيل عن سعيد أخرجه مسلم 1/ 299 (398).
(3)
المسند 4/ 427، ومسلم 1/ 64 (37) ومن طريق شعبة في البخاري 10/ 521 (6117).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو نَعامة العَدَوي عن حُميد بن هلال عن بُشير بن كعب عن عمران بن حُصين قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحياءُ خيرٌ كلُّه" فقال بُشَير: فقلت: إنّ منه ضَعفًا، وإن منه عَجْزًا. فقال: أُحَدِّثُك عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وتَجيئُني بالمعارِيض! لا أُحَدِّثك بحديث ما عَرَفْتك. فقالوا: يا أبا نُجَيد، إنّه طيّبُ الهوى وإنّه، وإنّه. فلم يزالوا به حتى سكن وحدّث (1).
(5812)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إبراهيم بن طَهمان عن حسين المُعَلّم عن ابن بُرَيدة عن عمران بن حُصين قال:
كان بي النَّاصور، فسألتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال:"صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الوهاب الخَفّاف عن سعيد عن حسين المعلّم، قال (3): وقد سمعته من حسين - عن عبد اللَّه بن بُريدة عن عمران بن حصين قال:
كنتُ رجلًا ذا أسقام كثيرة، فسألْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن صلاتي قاعدًا، فقال:"صلاتك قاعدًا على النِّصف من صلاتك قائمًا. وصلاةُ الرجلِ مُضطجعًا على النِّصف من صلاته قاعدًا"(4).
الطريقان في أفراد البخاري.
(5813)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أبو الأشهب عن الحسن عن عمران بن حُصين قال:
(1) المسند 4/ 442. وإسناده صحيح، ويشهد له الطريق السابق.
(2)
المسند 4/ 426. ومن طريق إبراهيم بن طهمان أخرجه البخاري 3/ 587 (1117).
(3)
أي عبد الوهاب الخفّاف.
(4)
المسند 4/ 433. وأخرجه البخاري عن طريق حسين بن ذكوان المعلّم 2/ 584 (1115). والخفّاف، صدوق، متابع.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مسألةُ الغنيِّ شَينٌ في وجهه يومَ القيامة".
قال أحمد: لا أعلم أحدًا أسنده غيرَ وكيع (1).
(5814)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا هشام عن قتادة عن زُرارة بن أوفى عن عمران بن حُصين:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "خيرُ هذه الأُمّة القرن الذين بُعِثْتُ فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم ينشأُ قومٌ يَنذرون ولا يُوفون، ويخونون ولا يُؤتمنون، ويشهدون ولا يُستشهدون، ويفشو فيهم السِّمَن".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(5815)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: أخبرنا همّام عن قتادة عن أبي مُراية عن عمران بن حصين:
عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا طاعةَ في معصية اللَّهِ عز وجل"(3).
(5816)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل عن الجُريري عن أبي العلاء بن الشِّخِّير عن مُطرِّف عن عمران بن حُصين قال:
قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ فلانًا لا يُفْطِرُ نهارًا الدّهرَ. فقال: "لا أفطر ولا صامَ" (4).
(5817)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المُهَلِّب عن عمران بن حصين:
(1) المسند 4/ 426، والمعجم الكبير 18/ 164 (362)، قال الهيثمي 3/ 99: رجال أحمد رجال الصحيح. وقال المنذري في الترغيب 1/ 623 (1182). رواه أحمد بإسناد جيد.
(2)
المسند 4/ 426. ومن طريق هشام أخرجه مسلم 4/ 1965 (2535). وبإسناده إلى زهدم بن مضرِّب عن عمران أخرجه البخاري 5/ 258 (2651). وعبد الملك بن عمرو من رجال الشيخين.
(3)
المسند 4/ 426. ومن طريق قتادة أخرجه الطبراني 18/ 229 (570، 571). ورجاله رجال الصحيح غير أبي مراية العجلي، من رجال التعجيل 519، وثّقه ابن حبّان. ينظر الصحيحة 1/ 350 (180).
(4)
المسند 4/ 426، والنسائي 4/ 206، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 311 (2151). ومن طريق الجُريري صحّحه ابن حبّان 8/ 348 (3582). وصحّحه الألباني والمحقّقون.
أن رجلًا أعتق ستّة مملوكين له عندَ موته لم يكن له مالٌ غيرُهم، فدعاهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجزّأَهم ثلاثًا (1)، ثم أقْرَع بينهم، فأعتق اثنين وأرقَّ أربعة، وقال له قولًا شديدًا.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
زاد في رواية الحسن عن عمران: "لقد هَمَمْتُ ألّا أُصَلِّيَ عليه"(3).
(5818)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا خالد الحذّاء عن أبي قلابة عن أبي المُهَلّب عن عمران بن حصين:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم سلّم في ثلاث ركعات من العصر ثم قام، فقام إليه رجل يُقال له الخِرباق، وكان من يدَيه طُول، فقال: يا رسول اللَّه، فخرج إليه، فذكر له صنيعه. فجاء فقال:"أصدقَ هذا؟ ". قالوا: نعم. فصلّى الرّكعة التي ترك، ثم سلّم، ثم سجد سجدتين، ثم سلّم.
انفرد بإخراجه مسلم (4).
* طريق آخر:
حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا محمد بن يحيى قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاريّ قال: أخبرني أشعث عن ابن سيرين عن خالد الحذّاء عن أبي قِلابة عن أبي المهلّب عن عمران بن حصين:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى فيها، فسجد سجدتين، ثم تشهّد، ثم سلّم (5).
(1) قال العكبري - إعراب الحديث 283: الجيد تنوين "ستة" وتكون مملوكين نعتًا له، والإضافة ضعيفة لأن المميز هنا جمع تصحيح. . .
قال: "جزّأهم ثلاثًا" فالظاهر يقتضي ثلاثة، لأن التقدير ثلاثة أجزاء. ووجه حذف التاء أن يقدر: ثلاث فرق أو ثلاث قطع.
(2)
المسند 4/ 426، ومسلم 3/ 1288 (1668).
(3)
وهي في المسند 4/ 430. والنسائي 4/ 64. وصحّحه الألباني.
(4)
المسند 4/ 427، ومسلم 1/ 404 (574).
(5)
الترمذي 2/ 241 (395) وقال: هذا حديث حسن غريب. قال: واختلف أهل العلم في التشهّد في سجدتي السهو. . . وأخرجه أبو داود 1/ 273 (1039)، والنسائي 3/ 26، وابن خزيمة 2/ 134 (1062)، والحاكم 1/ 323، قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه. إنّما اتّفقا على حديث خالد الحذّاء عن أبي قلابة، وليس فيه ذكر التشهد لسجدتي السهو. وقد ضعّفه الألباني. وينظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على الترمذي.
(5819)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يقول سمعت زُرارة بن أوفى عن عمران بن حصين:
قاتل يعلى بن مُنْية -أو ابن أميّة- رجلًا، فعَضَ أحدُهما صاحبَه، فانترع يدَه من فيه، فانتزعَ ثنيّته، فاختصما إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"يَعَضُّ أحدُكم أخاه كما يَعَضُّ الفحلُ. لا دِيَةَ له".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(5820)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر وحجّاج قالا: حدّثنا شعبة عن حُميد بن هلال قال: سمعت مُطَرِّفًا قال: قال لي عمران ابن حصين:
ألا أحَدِّثُك حديثًا عسى اللَّه أن ينفعَك به:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد جمعَ بين حجّةٍ وعُمرةٍ، ثم لم يَنْهَ عنه حتى مات، ولم ينزلْ فيه قرآنُ يُحَرِّمُه.
وإنّه كان يُسَلَّم عليَّ، فلما اكتوَيْتُ أُمْسِكَ عنّي، فلما ترَكْتُه عادَ إلي (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن مُطَرِّف بن عبد اللَّه قال:
بعث إليّ عمرانُ بن حُصين في مرضه فأتَيْتُه، فقال: إنّي كنتُ أحدِّثُك بأحاديثَ لعلّ اللَّهَ ينفعك بها بعدي:
واعلمْ أنّه كان يُسلَّم عليّ، فإن عشْتُ فاكتُم عليّ، وإن مِتُّ فحدِّث عنّي إن شئتَ.
واعلم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد جمع بين حَجّة وعُمرة، ثم لم ينزلْ فيها كتاب، ولم يَنه عنها النبيّ صلى الله عليه وسلم. قال رجل فيها برأيه ما شاء (3).
(1) المسند 4/ 427. ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 12/ 219 (6892)، ومسلم 3/ 1300 (1673). وحجّاج ابن محمد من رجال الشيخين.
(2)
المسند 4/ 427. ومن طريق شعبة أخرجه مسلم 2/ 899 (1226) وشيخا أحمد من رجال الشيخين.
(3)
المسند 4/ 428، ومن طريق سعيد أخرجه مسلم 2/ 899 (1226). وأخرج البخاري 3/ 432 (1571) من طريق قتادة ذكر التمتّع. . .
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا عمران القصير قال: حدّثنا أبو رجاء عن عمران بن حُصين قال:
نزلت آية المُتعة في كتاب اللَّه، وعَمِلْنا بها مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلم ينزلْ آيةٌ تَنْسَخُ آيةَ المُتعة، ولم ينهَ عنها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى مات (1).
هذه الطرق الثلاثة مخرّجة في الصحيحين.
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم عن يونس عن الحسن عن عمران بن حصين قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الكَيّ، فاكتوينا فما أفْلَحْنَ ولا أَنْجَحْنَ (2).
(5821)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن يزيد الرِّشْك قال: سمعتُ مُطرِّفًا يحدّث عن عمران بن حُصَين:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه سُئل، أو قيل له: أتعرفُ أهلَ النارِ من أهل الجَنّة؟ فقال: "نعم". قال: فلِمَ يَعْمَلُ العاملون؟ قال: "يعملُ كلٌّ لما خُلِقَ له" أو "لِما يُسِّرَ له".
أخرجاه في الصحيحين (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا صفوان بن عيسى قال: أخبرنا عَزْرةُ بن ثابت عن يحيى بن عُقيل عن ابن يَعْمَر عن أبي الأسود الدؤلي قال:
غَدَوتُ على عمران بن حصين في يوم من الأيّام، فقال لي: يا أبا الأسود، إنّ رجلًا من جُهينة -أو مُزينةَ- أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيتَ يا رسول اللَّه ما يعملُ الناسُ
(1) المسند 4/ 436، والبخاري 8/ 186 (4518)، ومسلم 2/ 900 (1226).
(2)
المسند 4/ 430. والحسن لم يسمع من عمران. وأخرجه ابن ماجة 2/ 1155 (3490) بهذا الإسناد، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 4/ 427. ومسلم 4/ 2041 (2649). ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 11/ 491 (6596).
ويكدَحون فيه، شيءٌ قُضِيَ عليهم أو مضَى عليهم في قدَر قد سَبَق، أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نيهم، واتُّخِذَتْ عليهم به الحُجّة؟ قال:"بل شيء قُضِيَ عليهم ومضى عليهم" قال: فلِمَ يعملون إذًا يا رسول اللَّه؟ قال: "من كان اللَّهُ عز وجل قد خَلَقَه لواحدة من المنزلتين يُهيِّئُه لعملها، وتصديقُ ذلك في كتاب اللَّه عز وجل:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7 - 8].
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5822)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا عَوف عن أبي رجاء عن عمران بن حُصين قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اطَّلَعْتُ في النّار فرأيْتُ أكثرَ أهلها النساءَ. واطَّلَعْتُ في الجنّة فرأيتُ أكثرَ أهلِها الفقراءَ".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي التَّيّاح قال: سمعْتُ مُطَرِّفًا يحدّث:
أنّه كان له امرأتان، فجاء إلى إحداهما، فنزعَ عِمامتَه، فقالَت: جئتَ من عند امرأتك. فقال: جئتُ من عند عمران بن حُصين، فحدَّثَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"إنّ أقلَّ ساكني الجنّة النساء".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5823)
الحديث الرابع عشر: وبه عن أبي التَّيّاح قال: سمعْتُ رجلًا من بني ليث قال: أشهدُ على عمران بن حصين قال - قال شعبة: أو قال عمران:
(1) المسند 4/ 438. ومن طريق عزره أخرجه مسلم 4/ 2041 (2650). وصفوان ثقة. روى له مسلم وأصحاب السنن، والبخاري تعليقًا.
(2)
المسند 4/ 429 وأخرجه البخاري من طريق عوف بن أبي جميلة 9/ 298 (5198).
(3)
المسند 4/ 427، ومسلم 4/ 2097 (2738).
أشهدُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه نهى عن الحناتِم -أو عن الحَنْتَم- وخاتمَ الذهب، والحرير (1).
(5824)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن ابن أخي مُطرِّف بن الشِّخِّير قال: سمعْتُ مُطَرِّفًا يحدّث عن عمران ابن حصين:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "هل صُمْتَ من سَرَر هذا الشهر شيئًا؟ " يعني شعبان. فقال: لا. فقال: "إذا أفْطَرْتَ رمضانَ فصُمْ يومًا أو يومين" شكّ شعبة، قال: وأظنّه قال: "يومين".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(5825)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن غَيلان بن جرير عن مُطَرِّف بن الشِّخِّير أنّه قال:
كنتُ مع عمران بن حصين بالكوفة، فصلّى بنا عليّ بن أبي طالب، فصار يُكَبِّرُ كلّما سجدَ، وكلّما رفعَ رأسَه، فلمّا فرغَ قال عمران: صلّى بنا هذا مِثْلَ صلاةِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
أخرجاه في الصحيحين (3).
(5826)
الحديث السابع عشر: وبه: حدّثنا سعيد عن قتادة عن الحسن أن هيّاج ابن عمران أتى عمران بن حصين فقال:
(1) المسند 4/ 427. وفيه الليثي غير مسمّى. وقد أخرجه من طريق أبي التّيّاح عن حفص الليثي. وأخرجه أيضًا بإسناد رجاله رجال الصحيح 4/ 429: من طريق قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد أو عمران. وحفص بن عبد اللَّه الليثي، مقبول - التقريب 1/ 130. وصحّح ابن حبّان الحديث من طريق أبي التيّاح عن حفص. ومن طريق أبي التّيّاح أخرجه النسائي 8/ 170 ولم يذكر فيه "الحنتم"، والترمذي 4/ 198 (1738) وحسّنه، واقتصر على تختّم الذهب.
وقد صحّ الحديث لغيره: فالنهي عن الحرير وتختّم الذهب يشهد له ما رراه الشيخان عن البراء - الجمع 1/ 520 (849) والنهي عن الحنتم -وهي الجرار المدهونة- رواه مسلم عن ابن عمر وأبي سعيد وعائشة - الجمع 2/ 298، 470 (1501، 1814)، 4/ 163 (3287).
(2)
المسند 4/ 428، ومسلم 2/ 821 (1161) ومن طريق مطرّف أخرجه البخاري 4/ 230 (1983).
وينظر أقوال العلماء في معنى السّرر - الفتح 4/ 231.
(3)
المسند 4/ 428. ومن طريق غيلان بن جرير أخرجه البخاري 2/ 271 (786)، ومسلم 1/ 295 (393).
إنّ أبي نَذَر إنْ قَدَرَ على غلامه لَيَقْطَعَنّ منه طابَقًا (1)، أو لَيَقْطَعَنّ يدَه قال: قُلْ لأبيك يكفِّر عن يمينه، ولا يقطعْ منه طابقًا، فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَحُثُّ في خُطبته على الصَّدَقة، وينهى عن المُثْلة.
ثم أتى سَمُرَةَ بن جُندب فقال له مثل ذلك (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه بن المُثَنّى قال: حدّثنا صالح بن رُسْتُم أبو عامر الخزّاز قال: حدّثني كَثير بن شِنظير عن الحسن عن عمران بن حُصين قال:
ما قام فينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطيبًا إلّا أمرَنا بالصَّدَقة ونهانا عن المُثْلة. قال: وقال: "أَلا وإنّ من المُثلة أن ينذِرَ الرجلُ أن يَخْزِمَ أنفه، ألا وإنّ من المُثلة أن ينذِرَ الرجلُ أن يَحُجَّ ماشيًا، فلْيَهْدِ هَديًا وليركَبْ"(3).
(5827)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بهز قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة قال: حدّثنا الحسن عن عمران بن حصين:
أنّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ ابنَ ابني مات، فمالي من ميراثه؟ قال:"لك السُّدُس" قال: فلمّا أدبرَ دعاه قال: "سُدُس آخر". فلمّا أدبر دعاه فقال: "إنّ السُّدُس الآخر طُعْمة"(4).
(5828)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد ابن سلمة قال: حدّثنا قتادة عن مُطَرّف عن عمران بن حُصين:
(1) الطابق: العضو.
(2)
المسند 4/ 428. وهيّاج بن عمران البرجمي مقبول، روى له أبو داود، التقريب 2/ 641.
وأخرج الحديث من طريق سعيد الطبراني في الكبير 18/ 217 (542) وأخرجه من طريق قتادة أبو داود 3/ 53 (2667)، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 4/ 429 والحسن لم يسمع عمران. وصحّح الحاكم إسناده 4/ 305، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي 10/ 80، وذكر أنّه لا يصحّ سماع الحسن من عمران.
(4)
المسند 4/ 428. وفيه الكلام في سماع الحسن من عمران. ومن طريق همّام أخرجه أبو داود 3/ 122 (2896) والترمذي 4/ 365 (2099) وقال: حسن صحيح. وضعّفه الألباني.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزالُ طائفةٌ من أُمّتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين على من ناوَأَهم حتى يقاتلَ آخرُهم المسيحّ الدّجّال"(1).
(5829)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن أيّوب عن أبي قلابة عن أبي المُهَلَّب عن عمران بن حُصين قال:
لعنت امرأةٌ ناقةً لها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنها ملعونةٌ، فَخلُّوا عنها" قال: فلقد رأيْتُها تَتْبَعُ المنازلَ ما يعرِضُ لها أحد، ناقةٌ ورقاءُ.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5830)
الحديث الحادي والعشرون: وله، أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المُهَلّب عن عمران بن حُصين:
أن امرأةً من جُهينة اعترَفَت عند النبيّ صلى الله عليه وسلم بزِنًا، وقالت: أنا حُبلى، فدعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم وَلِيَّها وقال:"أحْسِن إليها، فإذا وَضَعَتْ فأَخْبِرْني" ففعل، فأمرَ بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم فرُجِمَت، ثم صلّى عليها. فقال عمر بن الخطّاب: يا رسول اللَّه، رَجَمْتَها ثم تُصَلّي عليها! قال:"لقد تابت توبةً لو قُسِمَتْ بين سبعين من أهل المدينة لَوَسِعَتْهم. وهل وَجَدْتَ شيئًا أفضلَ من أن جادَتْ بنَفْسها للَّه عز وجل"(3).
(5831)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد ابن زيد قال: حدّثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلّب عن عمران بن حصين قال:
كانت العضباءُ لرجلٍ من بني عُقيل، وكانت من سوابق الحاجّ، فأُسِرَ الرجلُ وأُخِذَت العضباء معه. قال: فمرّ به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو في وَثاق ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على حمارٍ عليه قَطيفةٌ، فقال: يا محمد، تأخذونني (4) وتأخذون سابقة الحاجّ؟ قال: فقال رسول اللَّه
(1) المسند 4/ 437. وإسناده صحيح. ومن طريق حمّاد بن سلمة -وهو من رجال مسلم- أخرجه أبو داود 3/ 4 (2484)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم 2/ 71، ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 4/ 429. ومن طريق أيوب في مسلم 4/ 2004 (2595). وسائر رجاله رجال الشيخين.
والورقاء: البيضاء يخالطها سواد.
(3)
المسند 4/ 429. ومن طريق يحيى بن أبي كثير أخرجه مسلم 3/ 1324 (1696). ولم يُنبّه عليه.
(4)
في مسلم "بم أخذتني. . .".
-صلى الله عليه وسلم: "نأخذُك بجريرة (1) حلفائك ثقيف" قال: وكانت ثقيف قد أسروا رجلين من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقال فيما قال: أنا مسلم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لو قُلْتَها وأنت تملِك أمرَكَ أفلَحْتَ كلَّ الفلاح" قال: ومضى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمّد، إنّي جائعٌ فأطْعِمْني، وإني ظمآنُ فاسْقِني. قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هذه حاجتك". ثم فُدي بالرجلين، وحَبسَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العَضباء لرَحله.
قال: ثم إنّ المشركين أغاروا على سَرْح (2) المدينة فذهبوا بها، وكانت العضباء فيه، قال: وأسروا امرأةً من المسلمين. قال: فكانوا إذا نزلوا أراحوا إبلهم بأفنيتهم، فقامت المرأة ذاتَ ليلةٍ بعدما ناموا، فجعلت كلّما أتت على بعير رغا، حتى أتت على العَضباء، فأتت على ناقة ذَلولٍ مُجَرَّسة، فرَكِبَتْها ثم وَجَّهَتْها قِبَل المدينة. قال: ونذرَتْ إنِ اللَّهُ نجّاها عليها لتَنْحَرَنَّها. فلما قَدِمَتِ المدينةَ عُرِفَت الناقة، وقيل: ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: فأُخْبِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بنَذرها، أو أتَتْه فأخْبَرَتْه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"بِئسَ ما جَزَتْها" أو "بئس ما جَزَيتيها، إنّ - اللَّه عز وجل نجّاها لَتَنْحَرَنَّها". قال: ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا وفاءَ لنَذْر في معصية اللَّه، ولا فيما لا يملِكُ ابنُ آدم".
قال وهيب - يعني ابن خالد: وكانت ثقيف حلفاءَ لبني عُقيل. وزاد حمّاد بن سلمة فيه: وكانت العضباء داجنًا لا تُمَنَع من حَوض ولا نبت.
وقال عفّان: مُجَرَّسه: مُعَوَّدة.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5832)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد عن أَبي نَضْرَة:
أن فتًى سألَ عمرانَ بن حُصين عن صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في السَّفر. فعَدَلَ إلى مجلس العَوَقة (4) فقال: إنّ هذا الفتى سألني عن صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في السَّفر، فاحفظوا عنّي:
(1) الجريرة: الذنب.
(2)
السرح: الماشية.
(3)
المسند 4/ 430. ومن طريق حماد بن زيد وغيره عن أيوب أخرجه مسلم 3/ 1262، 1263 (1641).
(4)
العوقة: بطن من قبيلة عبد القيس.
ما سافرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سَفرًا إلّا صلّى ركعتين حتى يرجعَ. وإنّه أقام بمكّة -وكان الفتح- ثمانيَ عشرة ليلةً يصلّي بالناس ركعتين ركعتين.
قال أحمد: وحدَّثَناه يونس بن محمد بهذا وزاد فيه: إلا المغرب.
ثم يقول: "يا أهلَ مكة، قوموا فصلُّوا ركعتين أُخريين، فإنّا سَفْر". ثم غزا حُنينًا والطائف، فصلّى ركعتين ركعتين، ثم رجع إلى جِعرانةَ فاعتمر فيها في ذي القعدة. ثم غزوتُ مع أبي بكر، وحَجَجْتُ واعتمرتُ، فصلّى ركعتين ركعتين. قال يونس: إلا المغرب. ومع عثمان صدر إمارته. قال يونس: ركعتين إلا المغرب. ثم إنّ عثمان صلّى بعد ذلك أربعًا (1).
(5833)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا يونس عن أبي قِلابة عن أبي المُهَلَّب عن عمران بن حُصين:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أخاكم النجاشيّ قد مات فصلُّوا عليه". فقام فصفَّنا خلفه. وإنّي لفي الصّفّ الثاني، فصلّى عليه.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5834)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا هشام بن حسّان قال: حدّثنا حميد بن هلال عن أبي الدّهماء عن عمران بن حُصَين:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "من سَمع بالدّجّال فلْيَنْأَ عنه، من سمع بالدّجّال فلْيَنْأَ عنه، من سمع بالدّجّال فلْيَنْأَ عنه، فإنّ الرجلَ يأتيه وهو يحسَبُ أنّه مؤمن، فلا يزال به بما معه من الشُّبَه حتى يَتْبَعَه"(3).
(1) المسند 4/ 430. وفي إسناده علي بن زيد، ابن جُدعان، ضُعّف. ولكن الحديث صحيح لغيره. ومن طريق علي بن زيد أخرجه الترمذي 2/ 430 (545) وقال حسن صحيح، وأخرجه أبو داود مختصرًا 2/ 9 (1229)، وابن خزيمة 3/ 70 (1643). وجعله الألباني في ضعيف أبي داود، ولكنه وضعه في صحيح الترمذي، وجعله صحيحًا لغيره.
(2)
المسند 4/ 431 وأخرجه مسلم 2/ 657 (953) من طريق أبي قلابة. ومن فوقه رجال الشيخين.
(3)
المسند 4/ 431. وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، وسكت عنه الذهبي. ومن طريق حميد بن هلال أخرجه أبو داود 4/ 116 (4319)، وصحّحه الألباني.
(5835)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن جامع بن شدّاد عن صفوان بن مُحْرِز عن عمران بن حصين قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اقبلوا البُشرى يا بني تميم" قال: قالوا: قد بَشَّرْتَنا فأعْطِنا. قال: "اقبلوا البُشرى يا أهل اليمن" قالوا: قد قَبِلْنا، فأَخْبِرْنا عن أوّل هذا الأمر كيف كان؟ قال:"كان اللَّهُ عز وجل قبلَ كلِّ شيءٍ، وكان عرشُه على الماء، وكتب في اللَّوح ذِكْرَ كلِّ شيء".
قال: وأتاني آتٍ فقال: يا عمران، انحلَّتْ ناقتك من عِقالها. قال: فخرَجْتُ فإذا السّرابُ ينقطع بيني وَبينها، فخرجْتُ في أَثَرها، فلا أدري ما كان بعدي.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(5836)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن هشام قال: حدّثنا قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال وهو في بعض أسفاره وقد تفاوَتَ بينَ أصحابه السيرُ، رفع بهاتين الآيتين صوته:{يَاأَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ. .} حتى بلغ [آخر] الآيتين [الحج: 1 - 2]، قال: فلمّا سمع أصحابُه بذَلك حَثُّوا المَطِيَّ وعرَفوا أنّه عند قول يقوله. فلما تأشّبوا (2) حوله قال: "أتدرون أيُّ يوم ذاك؟ [ذاك] يوم ينادَى آدمُ عليه السلام، فيناديه ربُّه تبارك وتعالى فيقول: يا آدمُ، ابعثْ بَعثًا إلى النّار، فيقول: يا ربّ، وما بَعْثُ النّار؟ قال: من كلِّ ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعون في النّار وواحد في الجنّة" قال: فأبْلَسَ أصحابُه حتى ما أوضحوا بضاحكةٍ. فلمّا رأى ذلك قال: "اعلموا وأبْشروا، فوالذي نفسُ محمّدٍ بيده، إنّكم لمع خليقتين، ما كانتا مع شيء قطّ إلا كَثَرَتاه: يأجوج ومأجوج. ومن هلك من بني آدم وبني إبليسَ". قال: فسُرِّي عنهم. ثم قال: "اعملوا وأبشروا، فوالذي نفس محمد بيده، ما أنتم
(1) المسند 4/ 431. ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 6/ 286 (3190، 3191). وأبو معاوية من رجال الشيخين.
(2)
تأشّبوا: اجتمعوا وتضامّوا.
في النّاس إلا كالشّاة في جَنب البعير، والرَّقْمة في ذراع الدابّة" (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا هشام. . . فذكر معناه (2).
وحدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن جدعان عن الحسنِ عن عمران. . فذكره مختصرًا وزاد فيه:
"وإنّي لأرجو أن تكونوا رُبُعَ أهل الجنّة، إنّي لأَرجو أن تكونوا ثُلُثَ أهل الجنّة"(3).
(5837)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا الحسن بن ذكوان قال: حدّثني أبو رجاء قال: حدّثني عمران بن حصين:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج من النّار قومٌ بشفاعة محمّد صلى الله عليه وسلم، فيُسَمَّون الجَهَنّميِّين".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(5838)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عوف قال: حدّثنا أبو رجاء قال: حدّثني عمران بن حصين قال:
كُنّا في سفر مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإنا أسرَينا حتى إذا كنّا في آخر الليل، وقَعْنا تلك الوقعة ولا وقعةَ أحلى عندَ المسافر منها، قال: فما أيقَظَنا إلا حرُّ الشمس، وكان أوَّلَ من
(1) المسند 4/ 435. والترمذي 5/ 303 (3169) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ومن طريق قتادة أخرجه الحاكم 1/ 28. قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه بطوله، والذي عندي أنهما تحرّجا من ذلك خشية الإرسال. وقد سمع الحسن من عمران بن حصين. وأخرجه 4/ 566 عن أنس، ونقل: ولكن المحفوظ عندنا حديث قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين. . . ولم يخرج محمد بن إسماعيل ومسلم بن الحجّاج في هذه الترجمة حرفًا، وذكرا أن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين. فوضَح أن علّة الحديث في سماع الحسن من عمران. وصحّح الألباني الحديث.
(2)
المسند 4/ 435. وأخرجه الحاكم 2/ 385 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأكثر أئمة البصرة على أن الحسن قد سمع من عمران، غير أن الشيخين لم يخرجاه.
(3)
المسند 4/ 432، وفي إسناده ابن جدعان، مع الكلام في سماع الحسن من عمران. وبهذا الإسناد أخرجه الترمذي 5/ 302 (3168) وقال: حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن عمران عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وضعّف الألباني إسناده.
(4)
المسند 4/ 434، والبخاري 11/ 418 (6566).
استيقظَ فلانٌ، ثم فلان -كان يُسمِّيهم أبو رجاء، ونَسِيَهم عَوف- ثم عمرُ بن الخطّاب الرابعُ، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا نام لم نوقِظْه حتى يكونَ هو يستيقظُ، لأنّا لا ندري ما يَحْدُثُ له في نومه، فلمّا استيقظَ عمرُ ورأى ما أصابَ النّاسَ، وكان رجلًا أجوفَ جَليدًا، قال: فكبَّرَ ورفعَ صوته بالتّكبير، فما زال يُكبِّرُ ويرفعُ صوتَه بالتّكبير حتى استيقظَ لصوتِه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما استيقظَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم شكَوا الذي أصابهم، فقال:"لا ضَيْرَ -أو لا يَضِيرُ- ارتَحِلوا" فارتحلَ فسارَ غيرَ بعيدٍ، ثم نزل فدعا بالوَضوءِ، فتوضَّأ ونُودِيَ بالصلاة، فصلَّى بالناس، فلّما انْفَتَلَ من صلاته إذَا هو برجل مُعتزل لم يُصَلِّ مع القوم، فقال:"ما منعَكَ يا فلانُ أن تصلِّيَ مع القوم؟ " فقال: يا رسولَ اللَّه، أصابَتْني جَنابةً ولا ماءَ. قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"عليك بالصَّعيدِ فإنّه يَكفيكَ".
ثمَّ سارَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فاشتكى إليه الناسُ العطشَ، فنزل فدعا فلانًا -كان يُسمِّيه أبو رجاء، ونَسِيَه عوف- ودعا عليًّا فقال:"اذهَبا فابْغِيا لنا الماء" قال: فانطلقا، فيلقيان امرأةً بين مَزادَتَين أو سطيحتين (1) من ماء على بعير لها، فقالا لها: أين الماء؟ فقالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعةَ، ونَفَرُنا خُلوفٌ. قال: فقالا لها: انطَلِقي إذًا. قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قالت: هذا الذي يُقال له: الصابىء؟ قالا: هو الذي تَعنين. فانطلقي إذًا، فجاءا بها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فحدَّثاه الحديث، فاستنزلوها عن بعيرها، ودعا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بإناء فأفرَغَ فيه من أفواه المَزادتين أو السَّطيحتين، وأوكى أفواهَهما فأطلقَ العَزالِي (2)، ونُوديَ في النّاس: أن اسقُوا واستَقُوا، فسقى من شاء، واستقى من شاء، وكان آخِرَ ذلك أن أعطى الذي أصابَته الجَنابةُ إناء من ماء. فقال:"اذهَبْ فأَفْرِغْه عليك" قال: وهي قائمةٌ تنظُرُ ما يُفعَل بمائها، قال: وايم اللَّه، لقد أُقْلعَ عنها، وإنّه لَيُخَيَّلُ إلينا أنّها أشدُّ مِلأَةً منها حين ابتدأ فيها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اجمعوا لها"، فجَمَعوا لها من بين عجوة ودَقيقة وسَويقة، حتى جمعوا لها طعامًا كثيرًا وجعلوه في ثوب، وحملوها على بعيرها، ووضعوا الثّوبَ بين يديها، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"تعلمين واللَّه ما رَزِئناك من مائكِ شيئًا، ولكنّ اللَّه هو سقانا". قال: فأتَت أهلَها وقد احتَبَسَتْ عنهم، فقالوا: ما حَبَسَكِ يا فلانة؟ فقال: العجبُ، لَقِيَني رجلان فذهبَا إلى هذا الذي يُقال له: الصابىء،
(1) المزادة، والسطيحة: إناء الماء.
(2)
أوكى. ربط. والعزالي: الأفواه.
ففعل بمائي كذا وكذا -للذي قد كان-، فواللَّهِ إنّه لأسحرُ مَن بينَ هذه وهذه - وقالت بإصبعَيها الوسطى والسَّبّابة فرفَعَتْهما إلى السَّماء، تعني السماءَ والأرض - أو إنّه لرسولُ اللَّه حقًّا.
قال: وكان المُسلمونَ بعدُ يُغيرون على ما حولَها من المُشْركينَ ولا يُصيبونَ الصِّرمَ الذي هي منه، فقالت يومًا لقومها: ما أرى أنّ هؤلاءِ القومَ يَدَعونكم عَمْدًا، فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام.
أخرجاه في الصحيحين (1).
* وقد رُوي بعض هذا في حديث:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام عن الحسن عن عمران بن حُصين قال:
سَرَينا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلمّا كان من آخر الليل عرَّسْنا، فلم نستيقظْ حتى أيقظَنا حرُّ الشمس، فجعل الرجلُ منّا يقوم دَهِشًا إلى طهوره، فأمرَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَسْكُنوا، ثم ارتَحَلْنا، فسِرْنا حتى إذا ارتفعَتِ الشمس نَزَلْنا، ثم أمرَ بلالًا فأذّن، ثم صلّى الركعتين قبل الفجر، ثم أقامَ فصلّينا، فقالوا: يا رسول اللَّه، ألا نُعيدُها في وقتها من الغد؟ قال:"أينهاكم ربُّكم تعالى عن الرِّبا ويقبَلُه منكم؟ "(2).
(5839)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا مالك - يعني ابنَ مِغْول عن حصين عن الشَّعبيّ عن عمران بن حُصين قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا رُقْيةَ إلا من عين أو حُمَة"(3).
(1) المسند 4/ 434، والبخاري 1/ 47 (344). ومن طريق عوف وغيره أخرجه مسلم 1/ 474 (682).
(2)
المسند 4/ 441. وهو من رواية الحسن عن عمران. وصحّحه ابن خزيمة 2/ 97 (994)، وابن حبّان 4/ 319 (1461).
(3)
المسند 4/ 436، وإسناده صحيح. ومن طريق ابن مغول أخرجه أبو داود 4/ 10 (3884) ومن طريق حصين ابن عبد الرحمن أخرجه الترمذي 4/ 345 (2057)، وأخرج البخاري الحديث 10/ 155 (5705) من طريق حصين عن الشّعبي عن عمران، قال: موقوفًا عليه. وينظر الفتح 10/ 157.
الحمة: ذوات السُّموم.
(5840)
الحديث الحادي والثلاثون: (1) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام عن محمد بن عمران بن حصين:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من حَلَفَ على يمينٍ كاذبةٍ مصبورةٍ مُتَعَمِّدًا، فَلْيتَبَوَّأْ مقعدَه من النّار"(2).
(5841)
الحديث الثاني والثلاثون: وبه، حدّثنا هشام عن الحسن عن عمران بن حصين:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يدخُلُ الجنّة من أُمتّي سبعون ألفًا بغير حساب، لا يكتوون، ولا يَسْتَرْقُون، ولا يتطيَّرون، وعلى ربِّهم يتوكَّلون". فقام عكاشة فقال: يا رسول اللَّه، ادعُ اللَّهَ تبارك وتعالى أن يجعلَني منهم. قال:"أنت منهم". قال: فقام رجلٌ آخر فقال: يا رسول اللَّه، ادعُ اللَّه أن يجعلَني منهم. قال:"قد سَبَقك بها عُكاشة".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5842)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا شَريك بن عبد اللَّه قال: حدّثنا منصور عن خَيثمة عن الحسن قال:
كنت أمشي مع عمران بن حُصين، أحذنا أخذٌ بيد صاحبه، فمرَرْنا بسائل يقرأُ القرآن، فاحتبَسَني عمرانُ وقال: قِفط نستمع القرآن. فلمّا فرغ سأل. فقال عمران: انطلِقْ، فإنّي سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرءوَا القرآنَ واسألوا اللَّهَ تبارك وتعالى به، فإنّ مِن
(1) ترتيب الأحاديث هنا على ما في الأزهرية. ووقع في النسخة التركية خلل: فجاء الحديث الثالث والثلاثون يحمل: الحادي والثلاثون، ثم جاء بعده: الرابع والثلاثون كما هو هنا - فسقط بذلك منها الحديثان الحادي والثلاثون والثاني والثلاثون.
(2)
المسند 4/ 436، ورجاله رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود 3/ 220 (3242)، والحاكم 4/ 294، قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي.
(3)
المسند 4/ 436، وفيه الكلام على سماع الحسن من عمران. وقد أخرجه مسلم من طريقي محمد بن سيرين والحكم بن الأعرج عن عمران 1/ 198 (218)، وبهما أخرجه أحمد 4/ 441، 443 دون ذكر قيام عكاشة وما بعده.
بعدكم قومًا يقرءون يسألون النّاس به" (1).
(5843)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عبد اللَّه بن صُبيح قال: سمعت محمد بن سيرين قال:
ذكروا عند عمران بن حصين: "الميّت يُعَذَّبُ ببكاء الحيّ" قالوا: كيف يُعَذَّبُ ميتٌ ببكاء حَيّ؟ فقال عمران: قد قاله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2).
(5844)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا همّام عن قتادة عن عمران بن عصام أن شَيخًا حدّثَه من أهل البصرة عن عمران ابن حُصين:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سُئِل عن (الشَّفع والوِتر). فقال: "هي الصلاة، بعضُها شَفع وبعضها وِتر"(3).
(5845)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو هلال: أخبرنا قتادة عن أبي حسّان عن عمران بن حصين قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحدِّثنا عامّة ليلِه عن بني إسرائيل، لا يقومُ إلّا لعُظْم صلاة. يعني: المكتوبة الفريضة (4).
(1) المسند 4/ 436. ومن هذه الطريق وطرق أُخر عن خيثمة في المعجم الكبير 8/ 166، 167 (370 - 374) وخيثمة ليّن الحديث، وشريك سيء الحفظ - والحسن مختلف في سماعه الحديث عن عمران. وقد أخرج الترمذي نحوه من طريق الأعمش - متابع شريك 4/ 164 (2917) وقال: هذا حديث حسن صحيح، ليس إسناده بذاك. وذكر الألباني الحديث في الصحيحة 1/ 517 (257)، وساق شواهد تصحّحه.
(2)
المسند 4/ 437، عبد اللَّه بن صُبيح صدوق، روى النسائي، وسائر رجاله رجال الشيخين. ومن طريق شعبة، أخرجه النسائي 4/ 15، وابن حبّان 7/ 404 (3134) وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 4/ 437، والترمذي 5/ 409 (3342) قال: غريب، لا نعرفه إلّا من حديث قتادة. وفيه راوٍ مجهول. وقد ضعّفه الألباني. وقد نقل ابن كثير روايات الحديث وطرقه في تفسير الآية 4/ 506، ثم قاله: وعندي أن وقفه على عمران بن حصين أشبه.
(4)
المسند 4/ 444. وقد رواه 4/ 437 - في المسند نفسه- من طريق هشام عن قتادة عن أبي حسّان عن عبد اللَّه بن عمرو. وهشام أحفظ من أبي هلال. وأبو هلال الراسبي، في حديثه لين. وعن عمران صحّح الحديث الحاكم 2/ 379، ووافقه الذهبي. وعن عبد اللَّه بن عمرو أخرجه أبو داود 3/ 322 (3663)، وابن حبّان 14/ 148 (6255) وهو عن ابن عمرو وعمران في صحيح ابن خزيمة 2/ 292 (1342). وينظر تخريج محقّق ابن حبّان.
(5846)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: أخبرنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا جعفر بن سليمان قال: حدّثني يزيد الرَّشْك عن مُطَرّف بن عبد اللَّه عن عمران بن حصين قال:
بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سَرِيّةً، وأمَّرَ عليهم عليَّ بن أبي طالب، فأحدَثَ شيئًا في سفره، فتعاهد أربعه من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يذكروا أمره لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال عمران: وكُنّا إذا قَدِمْنا من سفر بدأْنا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسلَّمْنا عليه، قال: فدخلوا عليه، فقام رجل منهم فقال: يا رسول اللَّه، إنّ عليًّا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثاني فقال: يا رسول اللَّه، إنّ عليًّا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال: يا رسول اللَّه، إنّ عليًا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال: يا رسول اللَّه إنّ عليًّا فعل كذا وكذا. فأقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الرابع وقد تغيَّر وجهُه فقال: "دَعُوا عليًّا، دَعُوا عليًّا، دَعُوا عليًّا. إنّ عليًّا منّي وأنا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي"(1).
(5847)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاذ بن هشام قال: حدّثني أبي عن قتادة عن أبي نضرة عن عمران بن حصين:
أن غلامًا لأُناسٍ فقراء قطعَ أُذنَ غلامٍ لأناسٍ أغنياء، فأتى أهلُه النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبيّ اللَّه، إنّا ناسٌ فقراء، فلم يجعل عليهم شيئًا (2).
(5848)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا شعبة عن الفضَيل بن فَضالة -رجل من قيس- قال: حدّثنا أبو رجاء العُطاردي قال:
خرج علينا عمران بن حصين وعليه مِطْرَفٌ من خَزٍّ لم نَرَه عليه قبلَ ذلك ولا بعدَه، فقال:
(1) المسند 4/ 437. وجعفر بن سليمان فيه تشيّع، روى له مسلم، والبخاري في المفرد، وأصحاب السنن. وأخرج الحديث الترمذي 5/ 590 (3712) وقال: حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث جعفر بن سليمان. ومن طريق جعفر صحّحه الحاكم على شرط مسلم 3/ 100، وسكت عنه الذهبي وصحّحه ابن حبّان 15/ 373 (6929). وصحّح الحديث الألباني - الصحيحة 5/ 261 (2223).
وفي بعض روايات الحديث أن عليًّا أصاب جارية. . . .
(2)
المسند 4/ 438، وأبو داود 4/ 196 (4590)، والنسائي 8/ 25، وإسناده صحيح، وصحّحه الألباني. وينظر السنن الكبرى للبيهقي 8/ 105.
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أنعمَ اللَّه عليه نعمةً، فإنّ اللَّهَ يُحِبُّ أن يُرى أثرُ نِعمته على خَلقه".
قال روح مرّة: "على عبده"(1).
(5849)
الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عارم قال: حدّثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن السُّمَيط عن أبي العلاء قال: حدّثني رجل من الحيّ أن عمران بن حصين حدّثه:
أنّ عُبَيسًا أو ابن عُبَيس في أُناسٍ من بني جُشَم أتَوه، فقال له أحدُهم: ألا تُقاتلُ حتى لا تكونَ فِتنةٌ؟ قال: لَعَلّي قد قاتلتُ حتى لم تكن فتنةٌ. قال ألا أُحَدِّثُكم ما قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا أراه ينفُعكم، فأنْصِتُوا.
قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اغْزوا بني فلان مع فلان" قال: فصَفَّتِ الرجال، وكانت النساء من وراء الرجال، ثم لما رجعوا، قال رجل: يا نبيّ اللَّه، استَغْفِرْ لي غفرَ اللَّهُ لك. قال:"هل أحْدَثْتَ؟ " قال: يا رسولَ اللَّه، استَغْفِر لي غَفرَ اللَّه لك، قال:"هل أحدَثْتَ؟ " قال: لما هُزِمَ القومُ، وَجَدْتُ رجلًا بين القوم والنساء، فقال: إني مسلم -أو قال: أسلَمْتُ- فقتلْتُه، قال تَعَوُّذًا بذلك حين غَشِيتُه بالرّمح. قال:"هل شَقَقْتَ عن قَلبِه تنطرُ إليه؟ " فقال: لا واللَّه ما فعلتُ. فلم يستغفر له، أو كما قال.
وقال في حديثه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اغزوا بني فلانٍ مع فلان" فانطلق رجل من لُحمتي (2) معهم، فلما رجع إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يا نبيّ اللَّه، استَغْفِر لي، غفرَ اللَّهُ لك. قال:"وهل أحدَثْتَ؟ " قال: لمّا هُزِمَ القومُ أدركتُ رجلين بين القوم والنساء، فقالا: إنّا مسلمان -أو قالا: أسلَمْنا- فقتلْتُهما. فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عمَّا أُقاتل النّاسَ إلّا على الإسلام، واللَّهِ لا أستغفرُ لك" أو كما قال، فماتَ بعدُ فدَفَنَتْه عشيرتُه، فأصبحَ قد نَبَذَتْه الأرضُ، ثم دفنوه وحرسوه ثانيةً، فَنَبَذَته الأرضُ، ثم قالوا: لعلَّ أحدًا جاء وأنتم نيامٌ
(1) المسند 4/ 438، والمعجم الكبير 18/ 135 (281)، وشرح مشكل الآثار 8/ 37 (3037)، وصحّحه المحقّق. وقال الهيثمي - المجمع 5/ 135: رجال أحمد ثقات.
(2)
اللحمة: القبيلة والجماعة.
فأخرجه، فدفنوه ثالثةً ثمّ حرسوه، فَنَبذَتْه الأرضُ ثالثةً، فلما رأَوا ذلك ألْقَوه. أو كما قال (1).
(5850)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان الورّاق قال: حدّثنا أبو بكر النَّهشلي عن محمد بن الزبير عن الحسن عن عمران بن حُصين قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا نَذْرَ في غَضَب، وكفّارتُه كفّارةُ اليمين"(2).
(5851)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحق الطالقاني قال: حدّثنا الحارث بن عُمير عن حُميد الطويل عن الحسن عن عمران ابن حصين:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا جَلَبَ، ولا جَنَب، ولا شِغار في الإسلام. ومن انتهبَ فليس منّا"(3).
قد سبق تفسيره (4).
(5852)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن كثير قال: حدّثنا جعفر بن سليمان عن عوف عن أبي رجاء العطارديّ عن عمران بن حُصين:
أن رجلًا جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فردّ عليه ثم جلس، فقال:"عشر". ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه، فردّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم جلس، فقال:
(1) المسند 4/ 438. ومن طريق معتمر أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 343 (609). في إسناده رجل مجهول. وقد أخرجه بنحوه ابن ماجة من طريق عاصم الأحول عن السُّميط بن السُّمير عن عمران بن الحصين. 2/ 1296 (3930). وحسّنه الألباني. ومثل رواية ابن ماجة في شرح المشكل 8/ 277 (3234). وضعّفها المحقّق لأن بين السميط وعمران راويين.
(2)
المسند 4/ 439، والنسائي 8/ 29، والطبراني 18/ 164 (363). ومحمد بن الزبير متروك - التقريب 2/ 516. ورواية النسائي "معصية" بدل "غضب"، وهما في الطبراني.
(3)
المسند 4/ 439. وعلّته في الحسن. ومن طريق حميد أخرجه الترمذي 3/ 431 (1123). وقال: حسن صحيح، وذكر أحاديث الباب، والنسائي 6/ 227، وأبو داود - مقتصرًا على الجلب والجنب 3/ 30 (2581). وصحّحه الألباني.
(4)
الجلَب في السباق: أن يتبع الرجل فرسه ويزجره. والجَنَب: أن يجنّب فرسًا إلى فرسه الذي يسابق عليه، فإذا تعب المركوب تحوّل إلى الثاني.
"عشرون". ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، فردّ عليه، ثم جلس، فقال:"ثلاثون"(1).
محمد بن كثير ضعيف جدًّا (2).
(5853)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا رجل - والرجل كان مُسَمَّى في كتاب أبي عبد الرحمن: عمرو بن عُبيد، قال: حدّثنا أبو رجاء العُطارديّ عن عمران بن حصين قال:
ما شبعَ آلُ محمّد عن خبز بُرٍّ مأدومٍ حتى مضى لوجهه (3).
(5854)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا أركَبُ الأُرْجُوان، ولا أَلْبَسُ المُعَصْفَر، ولا القميصَ المُكَفَّف بالحرير".
وقال: "ألا وطِيبُ الرجال رِيحٌ لا لونَ له، وطيب النساء لونٌ لا ريح له"(4).
الأُرْجُوان: الشديد الحمرة.
(5855)
الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا أبو بكر عن الأعمش عن أبي داود عن عمران بن حصين قال:
(1) المسند 4/ 439، وأبو داود 4/ 350 (5195)، والترمذي 5/ 51 (2689) من طريق محمد بن كثير. قال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصحّحه الألباني.
(2)
محمد بن كثير العبدي، روى له الجماعة، وضُعّف في بعض الأقوال. وقال ابن حجر: لم يُصب من ضعّفه. ينظر التهذيب 6/ 487، والتقريب 2/ 549.
(3)
المسند 4/ 441. وعمرو بن عبيد ضعيف متروك، وبه أعلّه الهيثمي في المجمع 10/ 316، بعد أن عزاه للطبراني - الكبير 18/ 139 (291).
وقد صحّ الحديث عن أبي هريرة وأمّ المؤمنين عائشة عند الشيخين - الجمع 3/ 181 (2412)، 4/ 137 (3249).
(4)
المسند 4/ 442، وأبو داود 4/ 48 (4048). ومن طريق سعيد مختصرًا في الترمذي 5/ 99 (2788) وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وجعله الألباني في صحيح أبي داود. وبإسناد أحمد أخرجه الحاكم 4/ 191 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فإن مشايخنا وإنْ اختلفوا في سماع الحسن عن عمران، فإن أكثرهم على أنّه سمع منه. ووافقه الذهبي.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من كان له على رجلٍ حقٌّ فمن أَخَّرَه كان له بكلّ يومٍ صدقةٌ"(1).
(5856)
الحديث السابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين قال: حدّثنا شيبان عن منصور عن رِبعي بن حِراش عن عمران بن حُصين - أو غيره.
أن حَصينًا -أو حُصينًا- أتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمّد، لَعَبْدُ المطلب كان خيرًا لقومه منك، كان يُطْعِمُهم الكَبِدَ والسَّنام، وأنت تنحَرُهم. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم ما شاء اللَّه أن يقول. فقال له: ما تأمرُني أن أقول؟ قال: "قُل: اللهمّ قِني شَرَّ نفسي، واعْزِمْ لي على أرشدِ أمري". قال: فانطلق فأسلم الرجل. ثم جاء فقال: إنّي أتَيْتُك فقلتَ لي: "قُلِ: اللهمّ قِني شرَّ نفسي، واعزِمْ لي على أرشدِ أمري" فما أقول الآن؟ قال: "قُلْ: اللهمّ اغفِرْ لي ما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، وما أخطَأْتُ وما عَمَدْتُ، مما عَلِمْتُ وما جَهِلْتُ"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ - يعني ابن عبد اللَّه قال: حدّثنا معاذ قال: حدّثنا أبي عن عون وهو العَقيليّ عن مُطَرِّف عن عمران بن حُصين قال:
كان عامّةُ دعاءِ النبيّ صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ اغفِرْ لي ما أخْطَأْتُ وما تَعَمَّدْتُ، وما أسرَرْتُ وما أعلنْتُ، وما جَهِلْتُ وما تَعَمَّدْت"(3).
(5857)
الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه قال: حدّثنا سفيان عن ابن جُدعان عن الحسن عن عمران بن حُصين قال:
(1) المسند 4/ 442. ومن طريق أبي بكر شعبة بن عياش أخرجه الطبراني 18/ 240 (603). وفي إسناده أبو داود، نفيع بن الحارث الأعمى، ضعيف متروك، قال الهيثمي 4/ 138: وفيه أبو داود الأعمى، وهو كذّاب. وفي الباب أحاديث ذكرها الهيثمي.
(2)
المسند 4/ 444 وإسناده صحيح. ومن طريق منصور أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 6/ 347 (2525)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 181 (899)، والحاكم مختصرًا 1/ 510، ووافقه الذهبي. وذكره ابن حجر في ترجمة حُصين والد عمران، وصحّح إسناده - الإصابة 1/ 336.
(3)
المسند 4/ 437، ومن طريق معاذ في المعجم الكبير 18/ 120 (242). قال الهيثمي 10/ 175 بعد أن عزاه لهما وللبزّار: رجالهم رجال الصحيح، غير عون العقيلي، وهو ثقة. وهو كما قال.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقد أكلَ الطعامَ، ومشى في الأسواق" يعني الدّجّال (1).
(5858)
الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا المبارك عن الحسن قال: أخبرني عمران بن حُصين:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أبصر على عَضُدِ رجلٍ حَلْقةً -أراه من صُفر- قال: "ويحك، ما هذه؟ " قال: من الواهنة. قال: "أما إنّها لا تزيدُك إلّا وَهْنًا. انبُذْها عنك، فإنّك لو مِتَّ وهي عليك ما أفلَحْتَ أبدًا"(2).
(5859)
الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا محمد بن أبي المَليح الهُذَلي قال: حدّثني رجل من الحيّ:
أن يعلى بن سُهيل مرّ بعمران بن حُصين، فقال له: يا يعلى، ألم أُنَبَّأ أنّك بِعْتَ دارَك بمائة ألف؟ قال: بلى. قال: فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من باع عَقارَه بمالٍ سَلَّطَ اللَّه عليها تالفًا يُتْلِفُها"(3).
* * * *
(1) المسند 4/ 444. ومن طريق سفيان الثوري أخرجه الطبراني 18/ 155 (339). وإسناده ضعيف لضعف ابن جدعان، مع الكلام في سماع الحسن. ومع ذلك قال الهيثمي: حديثه حسن -ابن جدعان- المجمع 8/ 5.
(2)
المسند 4/ 445. وأخرجه ابن ماجة 2/ 1167 (3531) من طريق المبارك، دون قوله "فإنك إنّ متّ. ." وحسّن إسناده البوصيري من أجل المبارك بن فضالة. وصحّحه ابن حبّان 13/ 449 (6085) من طريق المبارك. وأخرجه من طريق أبي عامر الخزّاز عن الحسن الطبراني 18/ 159 (348) وبه صحّحه الحاكم 4/ 216، ووافقه الذهبي، وابن حبّان 13/ 453 (6088). وضعّفه الألباني - الضعيفة 3/ 101 (1029).
(3)
المسند 4/ 445. محمد بن أبي المليح من رجال التعجيل 378، لم يحدّث عنه يحيى ولا عبد الرحمن، ووثّقه ابن حبّان. وشيخه مجهول. فإسناده ضعيف. وينظر شرح المشكل 10/ 98 (3946).