الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والآن بدا لي شيء رابع، وأنا أقول أيضاً لعله أخيراً: الشيء الرابع هذا هو: إذا كانت العقول مختلفة، فلا مجال لترجيح عقل على عقل، أو رأي على رأي، لكن الله عز وجل حينما أنزل الكتاب عصمة للناس وصفه بقوله تعالى:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء:82)، فنحن إذاً نجد هذا الاختلاف الكثير فيما إذا رجعنا إلى العقول، هذا الاختلاف الكثير لن يجمع المسلمين إلا على الخطأ الذي يزعم أنه الخطأ المجمع عليه خير من الصواب المختلف فيه، فسوف لا يجمعهم على خطأ ولا على صواب؛ لأنه ليس فيه برهان من الله تبارك وتعالى؛ لأن المرجع هو العقل، والعقل هذا مضطرب ومختلف، لكن الله عز وجل حينما أحالنا حين تنازعنا واختلفنا إلى مثل قوله عز وجل:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (النساء:59)، أحالنا إلى مرجع لا اضطراب فيه كما سمعنا آنفاً من قوله تعالى:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء:82)، فالرجوع إلى العقل رجوع إلى أمر مضطرب لا ضابط له، والواقع يؤكد ذلك؛ لأن هذه الفرق الإسلامية ما ضلت إلا بسبب تحكيمها لعقولها وإعراضها عن كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وآله وسلم.
"الهدى والنور"(310/ 00:41:47)
[72] باب هل العقل سواء مع الكتاب والسنة في الاستدلال
؟
سؤال: الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، شيخنا، نود أن تخبرونا ردكم على قول صدر عن بعض الأشخاص، وهو ما قولكم فيمن يقول: بأن مطلق العقل ممدوح، وأنه ليس هناك عقل مذموم، والعقل المذموم ليس موجود أصلاً، ويستدل بقراءة القرآن أنه لم يوجد هناك نص شرعي في القرآن يقول: بأن هناك عقل مذموم،
بل ورد القول بأنه
…
: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} (البقرة:171)، أي: أن الذي لا يعقل لا يكون له عقل مذموم نهائياً، وثمرة بحث هذا أن يخرج بنتيجة: أن الكتاب والسنة والعقل في الاستدلال سواء، بل قد يقول في بعض الأحيان: العقل ..
الشيخ: .... الجملة الأخيرة.
مداخلة: يقول: الكتاب السنة العقل، أو قد يقول: على الترتيب التالي: العقل الكتاب السنة، ما قولكم؟
الشيخ: هذا لعب بالألفاظ، الكتاب مرجع يتناوله كل مسلم يريده، السنة كذلك، العقل أين هو؟
مداخلة: والشيخ يقول: بأنه ليس هناك في الجسم ..
الشيخ: أنت دعك وما يقول، قل لي أنت وقد فهمت ما يقول.
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا العقل أين هو؟
مداخلة: في جسم الإنسان.
الشيخ: جسم الإنسان الواحد أو موزع؟
مداخلة: واحد طبعاً.
الشيخ: أين هو؟ الله يهديك.
مداخلة: يعني أنت ..
الشيخ: العقل واحد.
مداخلة: تقصد جسمي، يعني: جسم الإنسان الفرد؟
الشيخ: أنا أقصد أو أنت الذي تقول؟
مداخلة: يعني ..
الشيخ: العقل اسم مطلق هل هو محصور في إنسان؟
مداخلة: لا طبعاً.
الشيخ: أما القرآن.
مداخلة: محصور.
الشيخ: إيه، السنة؟
مداخلة: محصورة أيضاً.
الشيخ: محصورة، العقل؟
مداخلة: غير محصور.
الشيخ: إذاً كيف يرجع إلى شيء غير المحصور؟
لذلك قلت لك سلفاً: تلاعب بالألفاظ. وهذا من شؤم التحزب وعدم الاهتمام بدراسة الكتاب والسنة.
"الهدى والنور"(728/ 06: 17: 00)