الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عوامل قلة الانتفاع بعلم الإمام الألباني
أما في حالة العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله فقد ظهرت لي عدة عوامل أدت إلى ما نلمسه من "قله الانتفاع" - التي لم تُستدرك إلى الآن - بعلمه وأقواله وترجيحاته وأصوله التي سار عليها ومنهجه وتجربته وغير ذلك، وأهم هذه العوامل في نظري:-
1 -
الصبغة العلمية المتخصصة لكتب الشيخ رحمه الله.
فمن المعلوم أن غالب مادة كتب العلامة الألباني رحمه الله تدور حول آلية التصحيح والتضعيف والقبول والرد للحديث النبوي والآثار والأقوال من خلال التخريج وسوق الأسانيد ودراستها، والكلام على العلل، وقواعد الجرح والتعديل وألفاظه، ثم هو في ثنايا ذلك يذكر فائدةً فقهيةً أو يحقق مسألةً عقديةً، إلا أن هذه المادة الحديثية الدسمة التي لا يكاد يتحملها المتخصصون فضلاً عن عامة طلاب العلم فضلاً عمن دونهم؛ تجعل أمر الوصول إلى الفائدة الفقهية أو العقدية المرجوَّة شاقًّا على النفس، صعبَ المنال، فيعزف كثير من طلاب العلم عن ذلك.
2 -
تفرق المسائل والفوائد في بطون كتب الشيخ رحمه الله.
وهذا عاملٌ ظاهر، فإن الباحث الذي يبحث عن مسألة فقهية مثلاً ويريد أن يعرف رأي العلامة الألباني فيها عليه أن يمر على جميع مصنفات الشيخ حتى يخرج بالفائدة المطلوبة، وقد يجد وقد لا يجد، ولصعوبة هذا الأمر ومشقته تركه أغلب الباحثين.
3 -
شهرة العلامة الألباني الحديثية.
إنَّ ارتباط اسم العلامة الألباني بعلم الحديث، واشتهاره به، أوهمَ كثيراً من طلاب العلم والباحثين أن غاية الانتفاع بعلم الألباني تنتهي إلى:"صححهُ الألباني"،"ضعفه الألباني" وأن تراث الألباني مقصور في:"حديث ضعيف"، "حديث صحيح"، ولم يتنبهوا إلى أن كمًّا هائلاً من المسائل الفقهية والعقدية والمنهجية المحررة، المنقحة، المدققة؛ لا يزال قابعاً في ثنايا كتبه وتواليفه.
4 -
وجود جزء كبير من علمه في الأشرطة.
وإذا تصورت مدى المشقة والصعوبة التي يجدها الباحث في استخراج فائدة فقهية أو عقدية من كتب الإمام لتفرق الفوائد وتشتتها فيها، فما بالك بأكثر من ألف ساعةٍ صوتية سُجلت ونُشِرت للعلامة الألباني تستوجب من الباحث أن يمر عليها ليقتنص الفائدة المنشودة، مع رداءة التسجيل في كثيرٍ من الأحيان وغير ذلك من المعوِّقات.