الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مطبوعة- (1)، وقد خرجت طائفة كبيرة منها في كتابي الضخم " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة " وقد بلغ عددها حتى الآن قرابة أربعة آلاف حديث (2) وهي ما بين ضعيف وموضوع وقد طبع منها خمس مئة فقط.
فالواجب على أهل العلم لا سيما الذين ينشرون على الناس فقههم وفتاويهم أن لا يتجرأوا على الاحتجاج بالحديث إلا بعد التأكد من ثبوته؛ فإن كتب الفقه التي يرجعون إليها عادة مملوءة بالأحاديث الواهية المنكرة وما لا أصل له كما هو معروف عند العلماء.
"منزلة السنة في الإسلام"(ص15).
[44] باب لا يستدل على أهل البدع إلا بما صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم
-
[روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم]:
(موضوع).
[قال الإمام]:
واعلم أن هذا الحديث من جملة الأحاديث الكثيرة الواهية التي سوَّد بها مختَصِرَا " تفسير ابن كثير " كتابيهما، ألا وهما: الشيخ محمد نسيب الرفاعي، والشيخ الصابوني؛ فقد أوهما القراء في " المقدمة " أنهما حذفا من كتابيهما
(1) واسمها " نصب المجانيق في نسف قصة الغرانيق " طبع المكتب الإسلامي. [منه].
(2)
وقد جاوز العدد الآن الخمسة آلاف ولعل الله ييسر طبعها قريباً. [منه].
الأحاديث الضعيفة التي وردت في كتاب ابن كثير، وأنهما اقتصرا على الأحاديث الصحيحة فقط! والواقع يشهد بخلاف قولهما؛ إذ هما جاهلان بهذا العلم، والأول منهما أنا من أعرف الناس به؛ فقد عاش في الدعوة السلفية عشرات السنين، وكان يحضر دروسي في حلب وغيرها، واستفاد منها ما شاء الله تعالى إلا هذا العلم! وكتابه هذا المختصر أكبر دليل على ذلك.
وأما الآخر: الصابوني؛ فأمره أوضح؛ فإنه أشعري خَلَفِيّ مُر! وقد تقدمت بعض النماذج الأخرى التي، تدل على ما ذكرنا من جهلهما وافتئاتهما على هذا العلم .. وقد زاد الرفاعي على زميله الصابوني سيئة أخرى، وذلك أنه صرح بصحة الحديث في " فهرس الأحاديث " الذي وضعه في آخر المجلد، وبناء عليه قال معلقاً على الحديث (1/ 120):
فما قول من يقول: إن من يعتقد عقيدة بحديث آحاد فهو آثم؟! مع أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهد للذين صدقوا خبر الواحد بأنهم رجال يؤمنون بالغيب ".
وأقول: العقيدةْ التي أشار إليها صحيحة، ولنا في تأييدها رسالتان مطبوعتان، وبهما عرف هو وغيره صحتها، والحمد لله؛ لكن لا يجوز أن يستدل عليها بما لم يصح عنه صلى الله عليه وآله وسلم؛ إلا على مذهب بعض الفرق الضالة:"نحن لا نكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وإنما نكذب له"! ومع الأسف؛ فلهؤلاء أذناب في العصر الحاضر {ولتَعْرِفَنهُمْ في لَحْنِ لقَوْلِ} .
"الضعيفة"(12/ 1/346 - 349).