الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعالجة:
ذكرتُ أن معالجة الأثر الرئيس الذي تكلمت عليه قبل قليل وهو " عدم جمع تراث العلامة الألباني" هو في نفسه معالجة لكل ما يترتب على ذلك من آثار، ومنها قِلة وضعف الدراسات التي كتبت حول العلامة الألباني.
فبجمع تراث الألباني في كل مسألةٍ مسألة على المنهج المتقدم في هذه الموسوعة، أرجو أن أكون قد قدمت للإخوة الباحثين صورةً متكاملةً حول الموضوع المبحوث، يستطيع الباحث من خلاله الانطلاق نحو دراسة قويمة تليق بالعلامة الألباني رحمه الله وتراثه.
ومساهمةً مني في ذلك فقد قمتُ بتخصيص قسماً خاصًا من هذه الموسوعة لهذا الباب، وهو قسم «جامع الدراسات والبحوث» وقد تقدم الكلام عليه.
وسأتكلم في مقدمة ذلك الجامع بإذن الله على المنهجية التي أرى أهمية تطبيقها في التعامل مع كلام العلامة الألباني وأقواله المجموعة كالتفريق بين كلامه في الكتب وكلامه في الأشرطة، والتفريق بين التقعيد والفتيا، والتفريق بين التنظير العام والتطبيق العيني، والتفريق بين التأصيل وما يرد في سياق المناظرة، وأهمية معرفة معاني الأشياء عنده، وغير ذلك.
والإخلال بهذه المنهجية - في نظري - هو ما أوقع الكثير في فَهْمٍ مغلوط لما عليه العلامة الألباني في كثيرٍ من المسائل.
4 - حصر عِلم العلامة الألباني بالحديث
.
فقد قدمنا أن غاية الانتفاع بتراث العلامة الألباني عند كثير من الناس تنتهي إلى "صححه الألباني""ضعفه الألباني"، فحصروا الألباني وعلمه بالحديث
لاشتهاره به.
وقد أَصَّلَ بعضهم - عامداً أو جاهلاً - لهذا الأمر بقوله: "الألباني محدث وليس بفقيه، "أو قوله: " الألباني يؤخذ منه الحديث ولا تؤخذ منه العقيدة".
المعالجة:
لعل ما جمعته في هذا العمل من كلام العلامة الألباني في العقيدة والفقه والمنهج والتفسير وغير ذلك يكون كفيلاً - بإذن الله - بتغيير هذه النظرة الخاطئة - عند المنصف - الجائرة الظالمة - عند المتعمد -حول العلامة الألباني.
وأنا على يقين أن كثيراً ممن سيقع في أيديهم هذا الجامع - "جامع العقيدة" - سيتعجب - كما تعجبتُ أنا - من هذا الكمِّ الكبير من المسائل العقدية التي تكلم عليها العلامة الألباني، ثم بالاطِّلاع على المضمون سيتعجب مما تميز به بحثه لمسائل العقيدة من تدقيقٍ، وتحقيقٍ، وتحريرٍ، وتأصيل، ومما سيلمسه من سعة اطّلاع على كتب العقيدة، وعلى أصول أهل البدع، ومن مدى تأثره بشيخ الإسلام ابن تيمية، وغير ذلك.
ثم قِس ما ذكرناه في العقيدة على كلامه في الفقه، والمنهج، والتفسير، والكتب، والرجال، و .... و .. إلخ.
ثم احكم - بعدل وإنصاف - على قول بعضهم: الألباني محدث وليس بفقيه، وقولهم: الألباني لا تؤخذ منه العقيدة!!