الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عدداً غير قليل من الآثار السلبية، فإنَّ مشكلةً كالفقر مثلاً في مجتمع من المجتمعات؛ إذا كانت المعلومات التي جمعت حوله ناقصة أو غير دقيقة فإن ذلك كفيل بأن يبطئ التحرك لحل هذه المشكلة لصغر حجمها (بناءً على المعلومات)، كما يؤدي إلى عدم بذل الجهد والمال والمطلوب (بناءً على المعلومات)، كما يؤدي إلى صرف الجهد في غير محله كَصَرف الجهد في بعض المناطق التي لا تعاني من الفقر أصلاً (بناءً على عدم دقة المعلومات) ثم عدد ما شئت من آثار مترتبة على ذلك التي تؤدي في النهاية إلى (العجز عن حل مشكلة الفقر)، ثم عدد الآثار المترتبة على الفقر نفسه، وهكذا ظلمات بعضها فوق بعض.
والحق أن ما يسمى بالثورة المعلوماتية الآن له أصل أصيل في تعامل سلفنا وأئمتنا مع تراثنا لا يتنبه له الكثير، ليس هذا موضع بيانه.
وأعود فأقول إن "عدم جمع تراث العلامة الألباني في كل مسألةٍ مسألة على سبيل الحصر ثم ضم النظير إلى نظيره
…
"، وهو الأثر الرئيس لعوامل "قلة الانتفاع" بعلم الإمام الألباني - كما تقدم - أفرز عدداً كبيراً من الآثار السلبية، وهذا في الحقيقة هو ما دفعني للقيام بهذه الموسوعة التي أردت من خلالها - بعون الله - أن أقلل من حِدَّةِ هذه الآثار السلبية وما يترتب عليها.
لذا سأتكلم هنا على أهم هذه الآثار السلبية مقرونةً بما أرجو أن أكون قد قدمته في عملي هذا معالجةً لهذه الآثار.
1 - صعوبة تحرير قول العلامة الألباني في مسألةٍ من المسائل
.
وهذه نتيجة طبيعية لما تقدم من عوامل: تفرق علم الألباني في الكتب، والصبغة العلمية المتخصصة لأكثر كتبه، ووجود جزء كبير من علمه في تراثه المسموع (الأشرطة)، مما يجعل جمع أقواله في المسألة المبحوثة ومن ثَمَّ
الخروج بصورةٍ واضحةٍ، متكاملةٍ، دقيقةٍ، عن رأيه في المسألة، أمراً في غاية الصعوبة بل أشبه بالمستحيل أحياناً.
المعالجة:-
أما معالجة ذلك في هذه الموسوعة فقد كانت كالتالي:-
خصصت قسماً من الموسوعة سميته بـ «جامع تراث العلامة الألباني» كما تقدم، قمتُ فيه بجمع كل ما يستحق الجمع في نظري من كلامه وفوائده والمسائل التي بحثها وحرَّرَها وتكلم عنها مِن كل ما وقفت عليه من تراثه المكتوب والمسموع، ثم قمت بتقسيم ذلك كله على مواضيع عامة، ككلامه في العقيدة، وكلامه في الفقه، وكلامه في المنهج وهكذا، ثم قمت بترتيب ما جمعته تحت كل موضع على مواضيع فرعية، كتوحيد الإلوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، والنبوات واليوم الآخر
…
داخل العقيدة، ثم قمت داخل كل موضوع فرعي بتبويب المسائل وترتيبها ترتيباً موضوعياً يسهل الوصول إليها، كترتيب مسائل اليوم الآخر على أبواب: الموت، ثم علامات الساعة الكبرى، ثم البعث، ثم الحشر،
…
إلخ.
وبهذا أكون - بإذن الله - قد ساهمتُ في معالجة الأثر المذكور بمعالجة الأثر الرئيس، فبعد أن كان تراث العلامة الألباني مفرقاً مشتتاً في كتبه، وفقني الله لجمعه وضم نظائره وترتيبها، وبعد أن كان علم الشيخ الذي في الأشرطة صعب المنال وفقني الله لتقريبه باستخراج ما له علاقة بعملي وضمه إلى الموسوعة.
وبعد أن كان البعض يعاني من الصبغة المتخصصة لكتب الشيخ وفقني الله لتقسيم ما جمعته تقسيماً يراعي التخصصات، فللفقيه "جامع الفقه" وللمحدث "جامع الحديث وعلومه" وللعَقَدي " جامع العقيدة"، وهكذا.