الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عديد من الآيات الكريمة ذكرنا بعضها آنفاً، ومن ذلك:(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(النساء:65).
فإذاً كل من يزعم بأنه مسلم ولكنه لا يؤمن إلا بالقرآن فليس مسلماً؛ لأنه كفر بكثير من نصوص القرآن وعلماء المسلمين كما تعلمون جميعاً يقولون: من أنكر حرفاً من القرآن فليس بمسلم، فكيف إذا أنكر كثيراً من الآيات التي تتضمن الرجوع إلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
"الهدى والنور"(811/ 00: 56: 00)
[33] باب منزلة السنة مع القرآن، وبيان حجية خبر الآحاد في العقيدة
[تكلم الشيخ مع رجل يُدعي أبا سليمان أتى له ابنه الذي يدرس في روسيا بشبهات حول الإسلام، منها عدم حجية السنة فاستمر البحث حتى قال الشيخ]:
الشيخ:
…
القرآن تاركين له جانباً؛ لأنه ما في فيه موضع خلاف ..
مداخلة: شيء مُسَلَّم فيه.
الشيخ: نعم، لكن الرسول إذا أردنا نعرف كيف كانت حياته .. كيف كانت أخلاقه .. كيف كانت معاملته للناس .. كيف كانت معاشرته للنساء .. ووو إلى آخره ما يتعلق بكل الحياة التي يسموها اليوم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، من أين نعرف هذا من القرآن؟
مداخلة: من السنة.
الشيخ: من السنة، فإذا سلمنا للجماعة الذين ضربوا لنا السنة معناه: صرنا أحمق من الكفار الذين يقدِّسون عظماءَهم بتاريخٍ الله أعلم بصحته، ما في عندهم أسانيد مثل ما هو عندنا، أنا الآن في القرن الرابع عشر بقول لك هذا الحديث صحيح وهذا ضعيف وهذا موضوع وهذا مكذوب إلى آخره، هذا صح عن عمر وهذا ما صح عن عمر .. كل الشعوب الذين عندهم عظماء ليس عندهم هذه الدقة إطلاقاً.
مع ذلك كل عظيم عندهم له تاريخ .. له كتاب .. إلى آخره، هؤلاء الأخباث ينسون أن تاريخهم أهزل تاريخ وأضعف تاريخ على وجه الأرض، ويأتون يضربون تاريخنا نحن بأن هذا لم يأت في القرآن، إنما أتى بالسنة، والسنة ما دونت في عهد الرسول عليه السلام .. طيب! متى دونتم أنتم التوراة .. متى دونتم الإنجيل .. متى دونتم الشيوعية؟ أليس بعد وفاة هؤلاء إلى آخره.
لذلك كن على حذر وكن على إيمانك بالله ورسوله .. ولا تتأثر بغير ما تسمع، والأمر كما قال عليه السلام: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم
بهما: كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» أنا كنت أقرأ كتاب موجود هنا؟
طيب! الحق الدامغ انظر الاسم هذا، الحق دامغ، هذا مؤلفه شخص إباضي، إباضي يعني: خارجي من الخوارج، نعم، ويدافع عن مذهب الخوارج كل المدافعة لكن يا ألله، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
متعرض هنا لعدة بحوث، من جملتها: لأن الإباضية الخوارج ينكرون أكبر نعمة ينعم الله بها على عباده في الجنة: رؤيتهم له تبارك وتعالى حتى إذا رأوه نسوا
نعيم الجنة، قال تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} (القيامة:22) ناضرة: نَضِرَة {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة:23) انظر إذاً: كيف يؤولون لك، وهؤلاء مسلمون، فماذا ستقول عن الكافرين؟! قالوا:{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة:23) يعني: منتظرة، أين {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة:23) وأين منتظرة؟!
…
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} (القيامة:22) ناضرة {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة:23) كيف أولّوها؟ منتظرة، هؤلاء مسلمين لكنهم ضالين عن السنة.
الشاهد لم يتم بعد، قالوا: سيحتجون بالحديث، ما هو الحديث؟ قال:«إذ دخل أهل الجنة الجنة ناداهم ربنا تبارك وتعالى: أي عبادي! هل أزيدكم شيئاً؟ قالوا: يا ربنا! ماذا تزيدنا؟!» لقد أدخلتنا الجنة، وأنعمت علينا .. قال: لا، عندي زيادة وهي أن أريكم وجهي فيرفع الحجاب، فيرون الله تبارك وتعالى (1)، هذا الخبيث مؤلف هذا الكتاب، ماذا فعل بالحديث؟ قال: هذا الحديث أولاً حديث آحاد، وهل سمعت هذه الفلسفة؟
مداخلة: سمعت منك أن هناك حديث آحاد، وسمعت أن هناك حديث غريب ..
الشيخ: نعم، لكن لم تسمع مني أن الأحاديث الصحيحة منها ما نردها ومنها ما نقبلها؟ كله مقبول عندنا، أما عند الخوارج والشيعة فالحديث ولو كان صحيحاً فهو مرفوض إذا كان آحاداً يعني: غير متواتر.
فهذا حديث آحاد قال هذا أولاً أولاً، ثانياً: قال: هذا مخالف للقرآن، هنا إذاً: كيف مخالف للقرآن؟ القرآن يقول: {قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ
(1) مسلم (رقم467).