الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزواج في بلاد الكفر بنية الطلاق
مداخلة: شيخنا! سمعنا من فتوى من بعض العلماء تجيز لطالب العلم إذا كان في الخارج وخشي على نفسه الفتنة من الزواج من أهل تلك البلاد سواء كانت كتابية أو غير كتابية ..
الشيخ: كيف أو غير كتابية؟
مداخلة: إذا كان في الخارج يعني.
الشيخ: طيب! غير كتابية كيف يعني؟ كونه يعني ملحدة ..
مداخلة: مسلمة
…
فالبعض يقول: إذا كان ينوي طلاقها يجوز له الزواج منها مع نية وإضمار الطلاق في نفسه.
الشيخ: هذه المسألة الحقيقة تطرح كثيراً، وأنا لا أكاد أفهم ثمرة هذه النية؛ لأن من المعروف من الناحية الإسلامية أن المسلم حينما يتزوج المرأة التي أجاز الشارع الحكيم له التزوج بها، يعلم بأن هناك حكم شرعي اسمه الطلاق وما من مسلم يجوز له أن يطلق الطلاق الشرعي سواءً نوى أو ما نوى، وأنا أعتقد أن هؤلاء الشباب الذين يبتلون بالسفر إلى بلاد الكفر والضلال هؤلاء كثيرون منهم تزوجوا وعادوا إلى بلادهم ومعهم زوجاتهم ولماذا؟ لأنهم رأوا منهن ما يسرون به من خدمة .. من تفهم الإسلام .. من أخلاق حسنة إلى آخره.
ويقابل هؤلاء طائفة أخرى تزوجوا ثم فارقوا؛ لأنهم لم يجدوا فيهن إلا قضاء
الشهوة البهيمية هذه فقط، فلماذا الإنسان يتزوج وينوي الطلاق؟ هل إذا تزوج ولم ينو الطلاق ثم أراد أن يطلق لا يجوز له طلاق؟ طبعاً لا! لا أحد يقول بهذا، فأنا أنصح الشباب تتزوجون من بلاد إسلامية خير لهم؛ لأننا نرى نساء في البلاد الإسلامية فيهن كثير أو قليل من الانحراف فماذا نقول: عن الأجنبيات والكافرات اللاتي يعشن وربين في مجتمع متحلل لا يعرفون أن هناك شيء اسمه العرض .. لا يعرفون شيء اسمه الشرف حتى حدثني بعضهم ممن يعلم أو يعرف اللغة الفرنسية أنه لا يوجد في قاموس الفرنسيين ما يرادف كلمة شرف، ليس عندهم شرف.
الشاهد: فليتزوج من المسلمة من أي بلد كان ذلك خير، لكن إن كان ولا بد قد تزوج فليتزوج كما يتزوج المسلمون جميعاً، إن رأى فيها ما يرضيه أمسكها وعاد بها إلى بلاده، وإن رأى خلاف ذلك فيجوز له أن يطلق، فهذه النية لا ثمرة لها في اعتقادي، وإن كنت أعتقد أنه من لا يكون في حكم المتعة لكن النية تدندن حول المتعة تماماً لكن ما في ضرورة .. أنا سمعت من بعض الناس أنهم سمعوا فتاوى أنه يجوز للمسلم أن يتمتع في تلك البلاد للضرورة فقلت في نفسي أولاً: هذا خلاف حديث الرسول عليه السلام الثابت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حرم نكاح المتعة إلى يوم القيامة، فهذا تحريم أبدي وليس تحريماً زمنياً وقتياً، هذا هو السبب الأول أنه ما في داعي أن يتزوج زواج المتعة، والسبب الثاني ما ذكرت آنفاً: لماذا يتمتع؟ يتزوج زواج شرعي ثم إذا بدا أن يطلقها طلقها وكفى الله المؤمنين القتال، هذا رأيي في المسألة والله أعلم.
مداخلة: أستاذنا! هناك شيء ثالث الذي ذكرته من الاثنين: أن هناك من الرجال يجلس في تلك البلاد وينسوا أهاليهم في هذه ..
الشيخ: أراد الاستيطان في بلاد الكفر.
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا منهي عنه طبعاً، المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما قال عليه السلام، أي: لا يتجاوران؛ وذلك لأن المسلم إذا عاش في جو كفر قد يتشرب فيه من عاداتهم ومن تقاليدهم من حيث لا يشعروا، نعم.
جرت لي واقعة .. سافرت مرة إلى بريطانيا مع الشيخ محمد عبد الوهاب البنا ويومئذ كان صيام رمضان، قيل لنا في قرية بعيدة عن لندن يمكن نحو مائتين كيلو متر أن هناك شاب هندي متدين ومتزي بزي الإسلام ملتح فأثنوا عليه خيراً فقصدناه، وجلسنا على مائدة الطعام للإفطار فرأيته قد عقد العقدة هذه التي يسمونها (الجرافيت) فتحدثت مطولاً في موضوع قوله عليه السلام:«من تشبه بقوم فهو منهم» وذكرت ما كان يحضرني يومئذ من الأحاديث التي تنهى عن التشبه بالكفار، فوجدت الرجل قد استجاب فوراً مع أنه يتعشى ورماها أرضاً، بقدر ما سررت من هذه الاستجابة السريعة أسفت حينما سمعت كلامه حول هذه القضية، حيث قال: أنا والله يا أستاذ! إنما أضع هذه فقط لأن هنا من البريطانيين ينظرون إلى إخواننا الفلسطينيين نظرة احتقار؛ لأنهم لا يضعون (الجرافيت) هذه ويضعوا القميص هكذا مفتحاً زر فينظرون إليه نظرة احتقار، لكي لا ينظر الأوربيون إليه هذه النظرة هو وضع هذا العقال، قلت له: سبحان الله! يعني: أنت تتأثر بذوق البريطانيين الكفار وتضع الجرافيت هذه متشبهاً بهم وتأبى أن تتشبه بإخوانك المسلمين.
فالشاهد: أن الاستيطان في بلاد الكفر فيه محاظير كثيرة جداً
…
(الهدى والنور / 79/ 4.: 52: .. )