الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا بدعة حسنة في الإسلام
السؤال: بمناسبة ذكركم حديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة» عندما ننكر على بعض الناس شيئاً من الأفعال المبتدعة كالذكر باسم الله المفرد الله الله، أو كالذكر بالجهر، أو كالخلوة والشيء التابع لهذا أن هذا بدعة يقولون: هذه سنة حسنة.
الحديث المذكور يجب أن نعرف سبب وروده، علماء التفسير يقولون كلمة جميلة جداً: معرفة أسباب النزول تساعد الباحث أو طالب العلم على فهم نصف معنى الآية، والنصف الثاني من اللغة العربية وأساليبها، أنا اقتبست من علماء التفسير قاعدة ربطتها بعلم الحديث الشريف، وهي: معرفة سبب ورود الحديث يساعد على فهم نصف معناه، ومعرفة النصف الثاني باللغة العربية وأساليبها.
إذاً: ينبغي أن نتساءل: هذا الحديث الصحيح: «من سن في الإسلام سنة حسنة
…
» إلخ له سبب ورود؟ الجواب: نعم، وحينئذٍ إذا ربطنا سبب الورود بالحديث الذي قيل بمناسبته وجدت بوناً شاسعاً جداً بين فهم الحديث ذاك الفهم المنحرف وهو فهم الخلف، وبين المراد من الحديث إذا ما نظرنا إلى سبب ورود الحديث، جاء في صحيح مسلم كالآتي بسنده الصحيح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تمعر وجهه، أي: تغيرت ملامح وجهه عليه السلام حزناً على فقرهم.
(مجتابي النمار) ما معناها؟ نريد نفسرها باللغة المعروفة اليوم، بطانية أو
…
من النصف منزلينه على اكتافهم، هذا هو لباسهم، مش هيك جلابية قميص رداء جاكيت، لا، جماعة فقراء.
المهم فمظاهر الفقر المدقع ظاهر عليهم، لذلك قال جرير: فتمعر وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فوقف في الصحابة خطيباً، وقرأ آية في القرآن الكريم:{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10]، ثم قال عليه السلام: تصدق رجل بديناره بدرهمه بصاع بره، بصاع شعيره، فقام رجل من أصحاب الرسول وانطلق إلى داره ليعود وهو حامل في طرف ثوبه ما تيسر له من طعام، يعني: قمح شعير تمر الذي هو من طعامه يومئذٍ ووضعه أمام الرسول عليه السلام، فلما رأى بقية الأصحاب ما فعل صاحبهم انطلق كل منهم ليعود أيضاً بما تيسر له من صدقة، قال جرير: فاجتمع أمام الرسول عليه الصلاة والسلام من الطعام والدراهم والدنانير كأمثال الجبال، يعني: أكوام، فتنور وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم كأنه مذهبة، ما معنى مذهبة؟ أي: كالفضة المطلية بالذهب، تلألأ جمالاً ونوراً وفرحاً وسروراً، ثم قال عليه الصلاة والسلام: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من علم بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء.
الآن الذين يخالفون السلف في تفسيرهم لهذا الحديث بأن المقصود من سن في الإسلام سنة حسنة، أي: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، لأنهم يحتجون بهذا الحديث على تسويغ كل البدع على وجه الأرض بحجة أن هذه سنة حسنة، إذاً: معنى الحديث عندهم: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، نقول لهم الآن:
اربطوا بين هذا المعنى وبين الحادثة، أين البدعة في الحادثة، لا يوجد والحمد لله في هذه الحادثة سوى السنة المعروفة في الكتاب والسنة، من قبل وإلى تلك اللحظة، من قبل جاءت آيات بفرضية الزكاة وبفرضية تطهير النفوس بالزكاة من قبل، وفي تلك اللحظة كما سمعتم خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم قال: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ
…
} [المنافقون: 10] .. إلخ، فإذاً: ما فعله الرجل ليس بدعة في الإسلام، وإنما هو تنفيذ لنص القرآن، زد على ذلك أن الرسول حضهم على الصدقة، تصدق رجل بديناره بدرهمه بصاع بره بصاع شعيره ((
…
انقطاع
…
))
ولا أتبرأ من نسبي، لأنه لا يجوز لمسلم أن يتبرأ من نسبه، يعني: أنا ألباني، يعني بعبارة أخرى: أعجمي يا أستاذ، فأنا لا أقول: أنا عربي، أنا ألباني أعجمي الأصل، تعلمت اللغة العربية بفضل الله ورحمته من كتاب الله وسنة نبيه، لكن أنا الأعجمي أستحي أن أقول بمناسبة مثل هذه الصدقة التي جرت فأطبق عليها أن أقول: من سن في الإسلام سنة حسنة يعني: من ابتدع في الإسلام بدعة، أعوذ بالله، ما الذي جاء بهذا الكلام، يعني: أنا لا أقول بمثل هذه المناسبة: هذه بدعة حسنة، من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة بارك الله فيكم ابتدعتم في الإسلام بدعة حسنة، كيف هذا يقال والرسول خطب فيهم بالقرآن، وخطب فيهم بالسنة، يحثهم على الصدقة، ما علاقة الصدقة هذه بما تزعمون أنها بدعة، لأن الرسول بهذه المناسبة قال: من سن في الإسلام سنة حسنة.
إذاً: ليس المقصود بمن سَنَّ أي من ابتدع، أبداً، وإنما المقصود معنى جميل جداً، وهو من فتح طريقاً إلى أمر مسنون مشروع كتلك الصدقة، واتبع هذه السنة الطيبة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، كذلك من أساء في الإسلام وابتدع بدعة لأول مرة واتبعه في هذه الضلالة أو في تلك المعصية من اتبعه
فعليهم أوزار هؤلاء إلى يوم القيامة، لذلك جاء في صحيح البخاري أن ولد آدم القاتل لأخيه يحمل وزر كل القتلى الذين يقتلون ظلماً وبغياً إلى يوم القيامة، لأنه كان كما قال عليه السلام: أول من سن القتل، فهذا معناه.
وشيء آخر ولعله يكون أخيراً: قال عليه السلام: (من سن في الإسلام سنة حسنة ومن سن في الإسلام سنة سيئة، ما هو طريق معرفة السنة الحسنة ومعرفة السنة السيئة العقل أم الشرع؟ لا شك أنه الشرع، إذاً: نحن نقول: من سن في الإسلام سنة حسنة شهد الشرع بأنها حسنة وعمل بها فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة حكم الشرع بأنها سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، من مثلاً فتح خمارة في بلاد المسلمين وربما جعل هذه الخمارة تجاه بيت من بيوت الله في المسجد، هذا سن سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لكن من فتح مدرسة انظروا الآن، وهذا من انحرافات بعض الناس الذين يستدلون بهذا الحديث أنه يعني البدعة، من فتح مدرسة يتعلم فيها المسلمون علوم الشرع هذه ما تسمى بدعة، هذه تسمى سنة حسنة، لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولاً حض على العلم، وحض على الاجتماع على العلم، وفتح باب الاجتماع في حدود ما كان متيسراً في ذلك الزمان، تارة في المسجد بالنسبة للرجال، وتارة في بعض البيوت بالنسبة للنساء كما جاء أن بعض النساء قالوا: قالت أنه يا رسول الله! ذهب الرجال بما عندك من العلم فاجعل لنا يوماً، فجعل لهم يوماً، لكن هذا اليوم ما كان فيه هناك دار متيسرة نسميها مدرسة نسميها دار القرآن، نسميها دار الفرقان ..
إلخ، ثم لم تكن الحاجة هناك تستعدي هذا التوسع الموجود بسبب اتساع رقعة العالم الإسلامي، فهذه ليست من البدعة في شيء، وإنما هي سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، وهذا الحديث في الواقع له ذيول كثيرة وكبيرة جداً، لأنه
بعضهم يحتجوا بقول عمر بن الخطاب: نعمت البدعة هذه، وبعضهم يحتجوا بقول ابن مسعود: ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وكل هذا من سوء الفهم؛ لأن صلاة التراويح سنة وليست بدعة، والجواب عن عمر أنه أراد اللغة بدعة لغوية، لأنه كانت متروكة ما بين خلافة أبو بكر ويوم أحيا عمر هذه السنة، كذلك ابن مسعود رضي الله عنه لما قال: ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، المسلمون إما أن يكون أل هنا وهذه من اللغة العربية، إما أن يكون المسلمون للاستغراق والشمول، وإما أن يكون أل للعهد والاختصاص أي: علماء المسلمين، وليس ما رآه المسلمون أي جهلتهم أي في آخر الزمان، لا، إنما المقصود به خاصة المسلمين، نقول: على الرأس والعين، ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن.
ومن الدليل على ذلك تمام الحديث، أي: أوله، لأن ابن مسعود قال هذا الحديث بمناسبة وفاة الرسول عليه السلام واختيار أصحابه الكرام من بعده خليفة عليهم أبا بكر الصديق، فقال: إن المسلمين اجتمعوا على اختيار أبي بكر الصديق خليفة عليهم، إن الله أرسل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم رسولاً وجعل له وزراء وأنصاراً، فما رآه المسلمون أي: هؤلاء الوزراء والأنصار، يعني: المهاجرون والأنصار، فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، أين ما رآه المسلمون المهاجرون والأنصار والسلف أول السلف، وما يراه بعض الخلف، بعض الخلف حتى لو فرضناهم أنهم على شيء من العلم، ولكن شتان كما قيل: فأين الثريا من الثرى، وأين معاوية من علي رضي الله عنهما، لكن أين هما بالنسبة في العلم، فعلي أعلم بكثير من معاوية، لكن جمعهم الإسلام، جمعهم الصحبة، جمعهم العلم، لكن ذاك أوسع باعاً من معاوية بكثير وكثير جداً، ولذلك فإذا قال بعض المسلمين للبدعة حسنة فهؤلاء لا يعتد بقولهم لأنهم يخالفون أولاً آية في القرآن الكريم،
هذه الآية والله أكاد أتفطر حزناً على المسلمين الذين لم يقدروا أولاً قدرها، بينما حبر من أحبار اليهود عرف قدر هذه الآية الكريمة، ألا وهي قوله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3] جاء رجل من أحبار اليهود إلى عمر، قال: يا عمر! آية في كتاب الله لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيداً، قال له: ما هي؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
…
} [المائدة: 3] إلخ الآية، هو ما جاء في الحديث يقول له: أبشر، لكن كأنه يقول له: أبشر، لقد نزلت هذه الآية في يوم عيدين يوم جمعة ورسول الله على عرفة، نزلت هذه الآية ورسول الله في عرفة ويوم جمعة، فهي عيد فعلاً، فهل عرف المسلمون قدر هذه الآية الكريمة؟ لا والله.
إذا كان ربنا يمتن علينا بقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3] يجب أن نقول: الحمد لله الذي ربنا أكمل لنا الدين ولم يدع لنا مجالاً أن نتوسع في الدين، مع أن الدين عبادة يعني، ولذلك جاء عن إمام المدينة إمام دار الهجرة الإمام مالك قال في فهمه لهذه الآية وتقديره لها حق قدرها ماذا قال؟ ليت المسلمين ينتبهون لكلمة فقط هذا الإمام إذاً لاهتدوا رشداً، قال: من ابتدع في الإسلام بدعة، ليس بدعاً، بدعة واحدة، من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة، لماذا؟ قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3] قال مالك في تمام الكلمة التي كما كان يقال قديماً: تكتب بماء الذهب، قال في تمامها: فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً أبداً، تمام الكلمة الجوهرية هذه؟ ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
إذاً: علينا أن نرجع إلى الآية السابقة، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا
السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153] من اتباع السبل اتباع البدع، وما معنى اتباع البدع؟ أعتقد أن كل مسلم يعتقد اعتقادي، لا يختلف معي الاختلاف السابق إن شاء الله ألا وهو: أن الله عز وجل قد شرع للمسلمين من العبادات المفروضة والواجبة والمسنونة والمستحبة والمندوبة ما لا يستطيع أعبد الناس ولو كان داود عليه السلام حياً الذي قال عنه الرسول عليه السلام: داود أعبد البشر، أو أعبد البشر داود عليه لسلام، لو كان حياً لما استطاع أن يأتي بكل هذه العبادات التي شرعها الرسول عليه السلام بتمامها، فإذاً: إذا كان الأمر كذلك لماذا الابتداع في الدين، وأعني الدين، أما الدنيا توسعوا فيها ما شئتم، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما جاء ليعلمنا الدنيا، بل قد قال صراحة: أنتم أعلم بأمور دنياكم، هو جاء ليعلمنا الدين، فلذلك إذا كان هذا هو الواقع الذي أعتقد أنه لا أحد يخالفني في هذا أن كل العبادات التي جاء بها الرسول عليه السلام على اختلاف مراتبها لا يستطيع أعبد الناس أن يقوم بها، فماذا نقول عن كل أفراد المسلمين اليوم بدأً من عندي ونزولاً إلى آخر مسلم، هل هناك أحد يستطيع أن يقوم بهذه العبادات؟ الجواب: لا.
إذاً: ماذا سيكون عاقبة التعبد إلى الله ببدعة من البدع؟ يكون عاقبة ذلك أنك كلما تمسكت ببدعة ضيعت سنة، لأنك أنت هذه العبادات الكثيرة المشروعة أنت تنوء بها، ولا تستطيع أن تنهض بها، فكيف تأتي بحمل ثاني على ظهرك؟ ! مثلاً: إنسان في أيام البرد الشديد يلبس على بدنه قميص وفوق منه جاكيت، وفوق الجاكيت بالطو فوق البالطو عباية وإلى آخره حتى لا يكاد يستطيع أن يمشي كما يمشي الناس .. إلخ، فهذا أيضاً يحمل نفسه ثياباً أخرى فيقع باركاً على الركب، هذا شأن من يحمل نفسه من البدع ما لم يشرعه الله عز وجل، وهناك سنن وعبادات قد أهملها، وأنا أضرب لكم مثلاً بسيطاً جداً وأرجو أن
تتحملوني، لأن هذا المثل هو صغير لكن هو عند الله كبير، ومن جهة أخرى هو يوضح لنا كلمة وردت إلينا عن بعض السلف لا يفهمها الناس وهي: ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة. عامة الناس ما يفهمون هذا الأثر، ولو أنهم فهموه حق فهمه لآمنوا بفهم الحديث على الوجه الصحيح: من سن في الإسلام سنة حسنة، فأنا أضرب لكم مثال: يدخل أحدنا على صاحبه وهو يتوضأ فيقول له: زمزم، فيها شيء هذه إذا قلنا له: لا تقول زمزم أيش فيها يا أخي أنا أدعي له، انتبه ماذا فيها، أنت واجبك أن تتنبه وأن تقوم بالواجب ديناً وهو قوله عليه السلام: حق المسلم على المسلم خمس: إذا لقيته فسلم عليه، ما سلمت عليه، لماذا؟ قامت البدعة مقام السنة، وهذا والله ما هو سنة هذا واجب، إلقاء السلام على أخيك المسلم هذا واجب، دعاء السلام طاح ما الذي طيح به ورماه أرضاً؟
مداخلة: زمزم حلت محلها؟
الشيخ: نعم، زمزم حلت محلها.
مداخلة:
…
يجمع بينهما.
الشيخ: طيب، لكن انظر هذا الجواب هو للتخلص من الحجة، يا جماعة نحن نعالج الواقع، الواقع اليوم أنه ما أحد يقول له: السلام عليكم زمزم.
مداخلة:
…
الشيخ: أي نعم، ما أحد يقول هكذا، لأن ربنا يريد يقيم حجته على عباده، ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة، نحن نجمع بين الثنتين، طيب، إذا جمعت بين الثنتين عندنا جواب ثاني نحن، تكون جمعت بين الطيب والخبيث، لكن الضلال الأكبر أنكم اختصمتم على الخبيث وتركتم الطيب، قد يقول قائل: ما فيها يا أخي، هكذا يقولون: هذا دعاء، ما معنى مزمزم، يعني: إن شاء الله ربنا يوضئك
وتحج وتعتمر وتشرب من ماء زمزم، وتتوضأ منها، صحيح هذا هو المعنى، أنا أقول خلينا نقول: معارضة، أنا أعارضهم إذا كان يجوز أن أدعو لمن أراه يتوضأ زمزم أنا أقول لهم: كوثر، ما رأيك؟ الكوثر أهم، لماذا أهم؟ لأنه قد يحج لكن يقول له العربي القديم: وما حججت ولكن حجت الإبل، حج هو.
الشيخ: لكن لما تدعي له بالكوثر يعني: تشرب من ماء الكوثر، الكوثر كما قال تعالى:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] ماء في الجنة يجري ويصب في حوض الرسول عليه السلام المبشر به، الذي من صفاته أنه من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً، فإذا قلنا لهم: زمزم أهم من هذه، لماذا ماسكين تلك وتاركين هذه، لأن القضية قضية واحدة، أول من ابتدع الشيء مشي وهات يدك وامشي الناس ما يفكروا، هكذا اتباع الناس للبدع، لكن حاشا لله أنا لا أقول لهم كوثر ولا أقول زمزم، وإنما إذا لقيت أخي المسلم أبادره بالسلام، لكن أقول له أحياناً زمزم، وأقول أحياناً كوثر.
فأنا أقول أحياناً لماذا؟ إعمالاً لمبدأ الدعاء للأخ المسلم بالخير، لكن لا أتجادل لأنه يكون شَرَعْنا للناس سنة والتزموها وكان من نتائج التزامها إضاعة الواجب، وإخواننا يعرفوا أحياناً نصلي ونطلع ونلتقي، قد أقول لأحدهم وهو يستغرب: تقبل الله، يعرف أن هذه بدعة، لكن أنا أقول له: ما فيه مانع ندعي لك أحياناً ربنا يتقبل دعاء، أما المسلم كمان هذه تسلم على تلك كما يقولون تماماً، اثنين دخلوا المسجد واحد من هذا الباب والثاني من هذا الباب، وصلوا صلاة الجمعة، أو صلاة من الصلوات الخمس، وبعدين التقوا إما في المسجد أو خارج المسجد: تقبل الله، أين السلام؟ راح السلام، ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة.
(الهدى والنور /294/ 47: 00: 00)