الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم تحية العَلَم
مداخلة: بسم الله الرحمن الرحيم، ما حكم الوقوف أمام العلم، وحكم الكف عن الحركة والانتصاب للعلم وعند السلام الوطني؟
الشيخ: هذه بلا شك من التقاليد الكافرة، والتي نهينا عن تقليدهم بمناهي عامة وخاصة، فلا يجوز لأي دولة مسلمة حقًا أن تتبنى شيئًا من تقاليد الكفار، لكن الأمر يعود إلى من كان له الخيرة، ولا شك أن الحاكم المسلم الذي ليس فوقه حاكم في الدنيا هو الذي يستطيع أن يغير ويبدل هذه التقاليد وهذه العادات الكافرة بتقاليد وعادات إسلامية.
أما من كان موظفًا أو كان جنديًا، ولا يستطيع إلا أن يتبع هذا النظام المنحرف عن الإسلام، فهنا يظهر مراتب الناس، على حد قوله عليه السلام:«من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» فنحن نعلم مثل هذه المشاكل يقع الشيء الكثير منها في بعض البلاد الإسلامية؛ لأنها أمور تقاليد أجنبية.
مثلًا: في بعض الدول العربية الإسلامية، لا يجوز للجندي أن يلتحي، فالناس على هذه المراتب التي جاء ذكرها في الحديث، أكثر الناس اليوم لما يدخلون التجنيد يحلقون لحاهم، بعضهم لا يحلقها وإنما هم يحلقونها منه رغم أنفه، وبعضٌ آخر وهذا قليل جدًا، وله أمثلة هنا في الأردن وفي سوريا يصمد ويصبر ويلقى العذاب والسجن .. إلى آخره، ثم ينصره الله عز وجل فتراه جنديًا ملتحيًا
بينما الألوف المؤلفة بدون لحى.
فإذًا: القضية لها علاقة بقوة إيمان المكلف، فهذا الذي يُكَلَّف بأن يُحَيِّي العلم هذه التحية غير الإسلامية، بلا شك أنه يستطيع أن لا يُحَيِّي، لكنه يعلم أن أمامه السجن وأمامه التعذيب، وربما أشياء أخرى لا نعرفها، فالمؤمن القوي الإيمان يصبر، ثم ما يكون بعد الصبر إلا النصر، كما رَبُّنا عز وجل عَوَّد المؤمنين بذلك، وناس آخرون لا يصبرون هذا الصبر، فيحيوا العلم وقلوبهم منكرة لهذه التحية، وهكذا فيجب أن نعلم أن هذا منكر، وأن الذي يضطر إلى القيام به على الأقل ينكره بقلبه؛ لأنه ليس وراء ذلك ذرة من إيمان كما هو معلوم في بعض روايات الأحاديث الصحيحة.
مداخلة: مجرد الانتصاب أمام العلم هذا يخل بالتوحيد؟
الشيخ: طبعًا يخل بالإسلام والشريعة والآداب الإسلامية: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين} [المطففين: 6] هذا التعظيم أشبه بتعظيم الأصنام؛ لأن هذا العلم عبارة عن قطعة قماش، لكن هو التقليد الأوروبي الأعمى مع الأسف الشديد.
(سلسلة الهدى والنور (189) /00: 28: 06).