الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام على النصارى
مداخلة: إذا النصراني نفسه قال: السلام عليكم نرد عليه: وعليكم، أو وعليكم السلام؟
الشيخ: لو كنا نحن معشر السلفيين نؤمن بأهل الكشف لقلت إنك من أهل الكشف، لأنه أنا كنت سأحكيها فسبقتني وكاشفتني زعموا.
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في هذه القصة التي ذكرناها خلاصتها: «أن يهودي دخل على الرسول عليه السلام وقال: السام عليك. فقال عليه السلام: وعليك» السيدة عائشة ما تحملت مكر
…
اليهودي فصاحت من وراء الحجاب: «وعليك السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير» والرسول فيما بعد أدبها وأحسن تأديبها وقال في جملة ما قال: «يا عائشة! ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه» .
الشاهد سؤالك مهم جداً، لأن ظاهر الأحاديث أن الكتابي وبخاصة اليهودي إذا سلم فعلينا أن نقول: وعليكم تحفظاً، احتياطاً وتنبهاً لمكرهم، ولكن في حديث آخر للحديث تتمة:«إذا سلم عليكم اليهود فقولوا: وعليكم فإنما يقول أحدهم: السام عليكم» .
«فإنما يقول أحدهم» جملة تعليلية.
«إذا سلم عليكم اليهود فقولوا: وعليكم، فإنما يقول أحدهم: السام - أي
الموت - عليكم» هذه الجملة: «فإنما يقول أحدهم» جملة تعليلية للحكم المسبوق العلة بها وهو: «إذا سلم عليكم اليهود فقولوا: وعليكم» كأن سائلاً يقول لم؟ القرآن يقول: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] على الأقل، كيف يقول الرسول هنا:«إذا سلم عليكم اليهود فقولوا: وعليكم» هذا ليس الرد بالمثل؟ هنا علة وهي أن أحدهم يقول: السام عليكم.
إذاً ليس هو السلام المذكور في الآية، ليس هو التحية المذكور فيها:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} [النساء: 86] ليس ثمة معارضة بين الحديث وبين الآية، لكن في الحديث كما قلنا جملة تعليلية وهي:«فإنما يقول أحدهم: السام عليكم» .
إذاً هذا تعليم من الرسول عليه السلام ليكون المسلم يقظاً نبيهاً، وألا يكون مغفلاً ينطلي عليه المكر اليهودي لا، قل: وعليك
…
وعليكم. فيؤخذ من هذه الجملة التعليلية أن المسلِّم من اليهود فضلاً عن غيره إذا كان سلامه فصيحاً غير مغمغم لم يلوي فيه لسانه، فقال: السلام عليكم. وخاصة المبتلون في بعض الوظائف مثل ما حكى أبو عبد الرحمن
…
مع المخالطة يتبين هل هم يمكرون بسلامهم أم لا، فإذا اقتنع المسلم بأن هذا الكافر لا يلوي لسانه بالسلام وإنما يفصح ويعبر عنه باللفظ العربي الصحيح: السلام عليكم، حينئذ جاء قوله تعالى:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86].
إذاً لا بد من التفصيل: إذا كان اليهودي أو النصراني يقول سلاماً غير مفهوم منه نقتصر على ما أمرنا الرسول وهو: وعليكم. وإذا كان سلامه فصيحاً بيناً نقول: وعليكم السلام كما قال الله عز وجل في القرآن. ذلك هو الجواب عن ما سألت.
(الهدى والنور/712/ 45: 44: 00)