الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا بدعة حَسَنة في الإسلام
أُذَكِّر الآن بمسألة أخرى ولا أريد أن أطيل فيها حتى نتم الصلاة إن شاء الله معكم ألا وهي أن قول النبي صلى الله عليه، وآله وسلم في هذا الحديث الصحيح وهو مما روى الإمام مسلم في صحيحه:«من سن في الإسلام سنة حسنة» ، لا يجوز لمسلم أن يشرح هذا الحديث وأن يفهمه كما نسمعه من بعض الناس ممن لا علم عندهم يقولون: معنى من سن أي من ابتدع، وبذلك يقولون: إن هناك في الإسلام بدعة حسنة، كلا ثم كلا ثم كلا {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3] كيف يقال هذه بدعة حسنة، هل هذا غفل عنه الله؟ {وما كان ربك نسياً} هل كتم رسول الله صلى الله عليه، وآله وسلم؟ كلا، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] والحديث هنا طويل وطويل جداً، ولسنا الآن في درس وإنما هي الذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين، وإلا الدرس له مجاله الآخر، فأريد أن أقول: من سن في الإسلام سنة حسنة، المعنى الصحيح من فتح طريقاً إلى أمر مشروع كان هذا الطريق مغلقاً، كان نسياً منسياً بسبب إهمال الناس للسنة المعروفة من كلام الرسول عليه السلام، وها أنتم أمام أمرين اثنين ذُكّرتم بهما آنفاً الأول كظم التثاؤب .. كظمه إما بالفم وإما باليد، الثاني عدم مسابقة الإمام بآمين، فمن أحيا هذه السنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، أما إحداث بدعة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الأربعة، ولا في عهد الأئمة الأربعة، ولا في القرون الثلاثة
المشهود لها بالخيرية، فيأتي واحد في القرن الخامس السادس عشر يقول: هذه بدعة حسنة .. !
من الذي حسّنها؟ المُحسِّن هو الله والمُقبِّح هو الله، فلا حسن إلا ما حسّنه الشرع ولا قبيح إلا ما قبّحه الشرع، يضاف إلى هذا الكلام كله حديث عن رسول الله صلى الله عليه، وآله وسلم صحيح، وأثر عن أحد أصحابه أيضاً صحيح، أما الحديث: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار رواه الإمام النسائي في «سننه» بسند صحيح، أما الأثر وبذلك أنهي هذه التذكرة أو هذه الذكرى .. الأثر عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما الذي كان من أشد وأحرص أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على اتباع سنته قال، وانتبهوا جيداً واحفظوا هذا الأثر فإنه يفتح أمامكم طريقاً من الفقه واسع في مسألة البدعة الحسنة والبدعة السيئة، قال رضي الله عنه: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة، وبهذا القدر كفاية، ونسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علماً وأن يوفقنا للعمل بما علمنا.
(الهدى والنور / 697/ 28: 07: 00)