الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دار الإسلام ودار الكفر
مداخلة: لما قلت: بلاد الإسلام، هناك قول يقوله بعض الناس: إن الدار تكون دار إسلام إذا كان الحكم إسلامي أو يطبق شرع الله في هذه الدار، وإذا كان .. حتى يعني: ولو كان جُلّ أهلها من الكفار والديار ديار كفر إذا كان الحاكم فيها لا يحكم فيها بما أنزل الله.
الشيخ: نعم.
مداخلة: ولو كان جُلُّ أهلها من المسلمين.
الشيخ: نعم.
مداخلة: هل هذا القول صحيح؟
الشيخ: لا ليس بصحيح، هذا القول ما معناه؟ ما هو من لوازمه؟ مثلاً هذه البلاد أو بلاد سورية أو غيرها من البلاد الأخرى التي يحكم حكامها مع الأسف كالجزائر بالقوانين الأرضية، هذه أي قسم من البلاد؟ بلاد حربية؟
مداخلة: لا لا ليست بحربية، بس أنا
الشيخ: إذا إذا .. ما عليش ما عليش ما عليش؟
الشيخ: أجبتك لكن نريد أن نصل بطريق تسلسل منطقي فكري إلى إبطال هذا القول.
مداخلة: نعم.
الشيخ: إذا كانت هذه البلاد ليست بلاد إسلامية؛ لأنها ابتُلِيت بِحُكَّام يحكمون بغير ما أنزل الله، ثم هؤلاء الحكام على قسمين: قسم يعترف بأنه يجب أن يكون الإسلام هو الحكم، لكن ..
مداخلة: مجموعة.
الشيخ: لكن هوى النفس أو تعرف المصالح.
مداخلة: نعم.
الشيخ: آه، وقسم ثاني يقول لك: الإسلام هذا رجعي ولا يصلح يكون حاكماً في هذا الزمان، هذا الزمان الآن الزمان تغير ترى، هؤلاء كفار، لا فرق بينه.
مداخلة: بنص الآية؟
الشيخ: نعم؟
مداخلة: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} [المائدة: 44].
الشيخ: نعم. بس الآية لها تأويلات كما قال ترجمان القرآن.
مداخلة: نعم.
الشيخ: كفر دون كفر، ليس كما يذهبون إليه، كفر دون كفر؛ ولذلك قلت أنا إن الذين يحكمون اليوم في بلاد الإسلام هم قسمان:
مداخلة: نعم.
الشيخ: قسم يعترف أن الحكم للإسلام هو الواجب ولكن كالمرابي والسارق والزاني والغاش والذي ينم ويستغيب وإلى آخره، كل هؤلاء يخالفون الإسلام،
فإذا استحلوا شيئاً من هذه المعاصي فهم كفار.
مداخلة: نعم.
الشيخ: وإذا قالوا: لا حول ولا قوة إلا بالله، الله يتوب علينا، الله يهدينا إلى آخره، يعني: العقيدة تراهم صحيحة لكن عملهم مخالف للعقيدة، فهؤلاء لا نحكم بردتهم.
قسم ثاني من الحكام كما قلت لك آنفاً يقولون: الإسلام لا يصلح للحكم في هذا الزمان، هؤلاء مرتدون، فالآن كثير من البلاد الإسلامية أكثر البلاد الإسلامية إذا ما قلنا كل البلاد الإسلامية محكومة بالقوانين لكن بنسب متفاوتة، يعني: قسم كبير منها قد تكون أحكامها موافقة للإسلام أكثر، قسم منها مخالفة للإسلام أكثر، وبين ذلك مراتب ودرجات، ولا يهمنا احنا مثل هذه التفاصيل؛ لأننا نحن الآن نعيش في عهد {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، لما بدنا نصير كتلة وبإمكاننا أن نقاتل الحاكم الكافر، الإسلام لا يأمر بمقاتلة الحاكم الكافر ابتداءً إنما يدعوه كما فعل الرسول عليه السلام بمن؟
مداخلة: بكسرى.
الشيخ: بكسرى وقيصر والمقوقس و .. و .. إلى آخره، الذين يستجيبون الحمد لله، الذين لا يستجيبون هل قاتلهم طفرة وإلا تهيأ لذلك؟ تهيأ لذلك.
فنحن إذا ابتلينا الآن كما هو أقرب شاهد الآن الجزائر بحكام أوروبيين تقليديين أخذوا نظام فرنسا هذا الذي استعمرهم قرن من الزمان وزيادة فهم يحكمون بهذه القوانين، الآن هل نبدأ بمقاتلتهم ونحن ما بدأنا بمقاتلة شهوات أنفسنا وتربيتها على الكتاب والسنة، وما تجمعنا وتكتلنا كما شرعنا آنفاً، لا ..
الآن وقت {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، فإذا صار عندنا هذه تتلى كما شرحنا آنفاً، نقول: أيها الحاكم إما أن تحكم بما أنزل الله وإما أن تدع الحكم لمن يحكم بما أنزل الله وإلا فالقتال بيننا وبينك هكذا الإسلام مش ثورة، مش قضية لعبة، نريق فيها دماء بريئة دون أي فائدة تذكر، ونسأل الله أن يلهمنا العمل بالكتاب والسنة، وأن يربينا على ذلك.
(الهدى والنور / 355/ 25: 11: 00)