الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
مداخلة: فيه عندنا
…
يعني: زواج يعني بالنسبة لزواج المسلم من النصرانية الآن.
الشيخ: نحن بتزوج من المسلمين ما احنا خالصين، فالله يهدينا.
مداخلة: يعني فلا يجوز؟
الشيخ: ما بيجوز اليوم؛ لأنه ربنا لما أباح قال: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5].
(الهدى والنور/328/ 30: 30: 00)
باب منه
مداخلة: السؤال الثالث يتعلق بموضوع الزواج من الكتابيات، إذا كان الأمر بالنسبة لمرافقة المشركين أو معاشرتهم .. إلى آخره، فكيف نوفق بين هذا وبين
…
الشيخ: ليس هناك تعارض بين الأمرين شتان ما بينهما، مخالطة المشركين أولاً مخالطة الضعيف للقوي، مخالطة القليل للكثير، بينما سماح الشارع الحكيم للمسلم أن يتزوج بالكتابية هي بالعكس تماماً، فهي وحيدة وضعيفة والزوج هو القوي أولاً بكونه رجلاً، وثانياً بكونه رب عائلة، فهو أقوى منها،
ودائماً القوي هو الذي يؤثر في الضعيف وليس العكس، ولذلك فافترقا تماماً، ومن ملاحظتنا لهذه الملاحظة نحن اليوم لا نرى جواز تزوج المسلم بالكتابية، خاصة إذا كانت كتابية غربية أو أمريكية، والسبب في هذا من نفس القرآن الكريم أولاً، ثم من التفقه المشار إليه في كلامي آنفاً ثانياً، أما القرآن فهو لم يطلق الإذن بزواج المسلم من الكتابية وإنما قيدها بقوله تعالى:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5]، ولا يخفى على الجميع أن المحصنات إنما تعني هذه الكلمة العفيفات، وأين العفة اليوم في النساء الأوروبيات أو الأمريكيات خلاف القاعدة الآن أن تجد عفيفة في بعض تلك البلاد، هذا خلاف الأصل وكما يقال أيضاً أقول: الإنسان ينسى خاصة إذا بلغ من الكبر عتياً، لكن هناك أشياء لأهميتها لا تنسى أبد الزمان، حدثني رجل من العسكريين الأتراك، هذا طبعاً قبل أربعين أو خمسين سنة وأنا شاب، وأذكر في دكاني في دمشق كان من الجنود الأتراك الذين وصلوا النمسا في الفتوحات العثمانية القديمة، هو كان ضابط، حدثني بأن النمساويين هناك القابلة عندهم، النظام المتبع لديهم أنها حينما تتولى تلقي الجنين من بطن الحامل تنظر إن كانت أنثى فوراً فضت بكارتها؛ لكي لا تعير فيما بعد أن هذه مفضوضة البكارة، يعني أنها مسافحة؛ لأنه معروف مسبقاً أن بكارتها تفض وهي بعد لما سقطت من بطن أمها، لكثرت الفساد والزنا .. إلى آخره، أوحى إليهم الشيطان هذه الوسيلة، فإذاً المحصنات ..
بينهم، ولذلك فنحن لا نشجع الشباب المسلم أن يتزوجوا من الكتابيات اليوم؛ لأن الحقيقة كما سبقت الإشارة آنفاً في مناسبة مضت كما أن المجتمع الإسلامي اليوم في محافظته على الأخلاق الإسلامية دون المستوى الإسلامي الأول، كذلك المجتمع النصراني، صحيح المجتمع النصراني واليهودي كانوا على انحراف كبير جداً، خاصة في العقيدة فيما يتعلق بالتوراة والإنجيل لكن كانوا
على شيء من الهدى والتقى والعفاف، ولعل الكثيرين منكم يذكر أن النصرانيات واليهوديات في بلاد الإسلام كن يتجلببن ويلبسن الملاءة السوداء التي تلبسها المسلمات، هذا كما كان في الزمان الأول، أما اليوم المسلمات كما يقولون عندنا بالشام (شلطوا) إلا من عصم الله منهم، فما بالك بالكتابيات، لذلك نحن لا نرى أبداً للمسلم أن يتزوج بالكتابية لما ذكرت آنفاً.
ثانياً وأخيراً عندنا كساد في الزواج ذكرت لكم اليوم صباحاً أن تلك الأم تشكي أن عندها ثلاثة بنات من سن سبع وعشرين وتحت لعلها مسحورة، لأنه كلما أتى خاطب لا يروه، ربما يكون فيه سحر، معناه أن المجتمع الآن غير المجتمع السابق، المجتمع السابق كان من نظامهم يزوجون أولادهم وهم صغار، وقصة عبد الله بن عمرو بن العاص الذي زوجه فتاة من قريش وكان بينه وبين أبيه خمسة عشر سنة، معناها أبوه تزوج صغيراً.
إذاً: زوج ابنه صغيراً، لكن الولد ما شاء الله متعبد زاهد قائم الليل صائم النهار، فلما سأل العم بنته: كيف حالك أنت وزوجك، قالت: نعم الرجل هو ولكنه لم يطأ لنا بعد فراشاً، هكذا كانوا من قبل.
الآن ما شاء الله الشاب يصبح عمره ثلاثين والفتاة كذلك ليس هناك زواج، هذه الدراسة التي لا فائدة منها إلا ما ندر والنادر لا حكم له، لا يتزوج الواحد إلا بعد الثلاثين.
مداخلة:
…
المرأة المشركة، ولأنه مثلما سمعت
…
المجتمع الأوروبي يقلد، فهي التي تربي الأبناء.
الشيخ: هذه مصيبة كبرى.
مداخلة: والطامة الكبرى التي نلمسها ونراها الآن في البيوتات المختلفة، أن
الأم هي التي تأخذ على مدارس
…
بالمدرسة، ويخترن المدارس التبيشرية.
مداخلة:
…
هل الكتابيات اللواتي كن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كن ممن كان يقول بأن الله هو عيسى بن مريم.
الشيخ: أي لا شك، معلوم.
مداخلة: وعلى الرغم من ذلك أحل الزواج منهم ولم يكن هذا الزواج مشروطاً بتغيير دينهن إلى الإسلام.
الشيخ: نعم.
مداخلة:
…
هل
…
لما تحدثنا على
…
أهل الكتاب أنه يفترض أن ذبحهم حلال أهل الكتاب، لأنهم كانوا يذبحون حلالاً ويذكون.
الشيخ: نعم.
مداخلة: فالآن لا يذبحون إلا خنق.
الشيخ:
…
مداخلة: فطعامهم ما عاد حلاً لنا.
الشيخ: هو هذا.
مداخلة:
…
مشركات.
الشيخ: هن مشركات لكن كتابيات، فكل كتابي مشرك ولكن ليس كل مشرك كتابي، فلتميز الكتابي على المشرك لكونه كتابياً أعطيت له خصوصيات يتميز بها عن المشركين والمشركات.
مداخلة: ويجوز أنه ليس كل كتابي مشرك.
الشيخ: يجوز هذا، لكن على التعبير الإسلامي الصحيح كل من كفر بالله فهو مشرك، لا تنس هذه محاضرة كنا ألقيناها ربما أكثر من مرة، تتذكرون هذا؟ كل كافر مشرك، ولو كان هو ليس مشركاً لغة، هل الكلام مفهوم لديك أبو عبد الله.
مداخلة: إن شاء الله.
الشيخ: سمعت الكلمة في هذا.
مداخلة: لا ما سمعت.
الشيخ: إذاً لا يكون مفهوم لديك، يكون مفهوم هكذا يعني .. المسألة تريد بحث.
الآن أنت تعلم بأن هناك مذهب الطبيعيين الذين يؤمنون بأن لهذا الخالق لهذا الكون خالقاً، فالضرورة أدتهم إلى أن يعتقدوا بأن لهذا الكون خالقاً، لو أن مسلماً حتى لا نبتعد بالأمثلة، لو أن مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلي ويصوم ما شاء الله عليه، لكن يقول هذه الآية لم تعجبني، هذا كفر، هل هناك شك.
مداخلة: لا.
الشيخ: لكن أشرك، هذه ليس عندكم خبر بها، كونه كفر لا شك، لكن كونه أشرك تحتاج إلى بيان وتوضيح.
الشرك في اللغة أخف من الكفر، فكل مشرك كافر وليس كل كافر مشركاً، فالذي يشهد أن لا إله إلا الله وأنه لا يستحق العبادة سواه، هذا موحد ليس مشركاً، ويؤمن بكل ما جاء من عند الله، لكنه قال الآية الفلانية لم تعجبني، أو الحديث النبوي ما أعجبني، هذا لغة كفر، لكنه ما أشرك، أما شرعاً فقد أشرك
أيضاً، والسبب:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]، إذاً: هنا صار شرك لأنه جعل هواه إلهاً.
إذاً: هو يقول لا إله إلا الله، لكن من حيث واقعه جعل مع الله إلهاً، وليس من الضروري يكون إلهه فرعون أو اللات أو مناة .. إلى آخره، يكفي أن يكون إلهه هواه، من هنا الآن الشرع يجعل كل من كفر بمكفر ما مشركاً، وإليك الآن النص الصريح للقرآن الكريم، قصة المؤمن والملحد الذي أنكر البعث والنشور في سورة الكهف: و {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} [الكهف: 32 - 35].
هو كفر في هذه الآية، لكن في الآيات التي بعدها سيحكم عليه ربنا بأنه أشرك.
فهو قال له: {وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} لأنه اعتبره مشركاً حينما قال: (ما أظن أن تبيد هذه أبداً .. وما أظن الساعة قائمة)
{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ
السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا} [الكهف: 39 - 42].
إذاً شركه كان شكه في البعث والنشور، إذاً: الشرع وقدمت آنفاً التعليل يعتبر كل كفر شركاً، فهكذا أهل الكتاب هم مشركون، ولو وجد هناك موحدون يعتقدون بأن عيسى ليس ابناً لله، فهو مشرك؛ لأنه ما آمن بالله ورسوله، واضح أظن القصد.
مداخلة: هو مشرك لأنه كافر.
الشيخ: هذا هو.
مداخلة:
…
الشيخ: كل كافر مشرك.
(الهدى والنور /626/ 29: 03: 00)
(الهدى والنور /626/ 34: 13: 00)