الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كيفية مناقشة الكفار
المتصل: يقول: إن فيه كافر مات قبل خمسمائة عام، معي يا شيخ؟
الشيخ: معك مع العجب!
المتصل: وكافر آخر مات اليوم.
الشيخ: الله يهديه هذا السائل.
المتصل: كيف يعذب هذا قبل الخمسمائة عام وهذا لليوم، إذاً: الله سبحانه وتعالى جل جلاله -هو يقولها- أنه ليس بعدل.
الشيخ: أنت مسلم.
المتصل: الحمد لله.
الشيخ: وهو؟
المتصل: هو كافر.
الشيخ: ما لك وله؟
المتصل: هو يقول ..
الشيخ: أنت أنت ما لك وله؟
المتصل:
…
الشيخ: افهم مني الله يهديك.
المتصل: نعم.
الشيخ: ما لك وله أقول لك: ماذا تريد منه؟
المتصل: والله ما بدي منه شيء.
الشيخ: طيب، ما يجوز أنت تناقش هذا الكافر، لأن الذي يناقش الكافر أولاً يكون عنده علم بالكتاب والسنة، وثانياً: بده كون عنده عقل وفهم ومعرفة كيف يناقش الكفار، هذا الإنسان ما يبدأ به في الإجابة عن إشكاله، يبدأ به هل يؤمن بالله كخالق لهذا الكون أم لا، ثم يتسلل به إلى أن يصل إلى هذه الكفرية، حينئذٍ يمكن يجاوب عليها، أما أنه نقفز كل المراحل هذه ونأتي نحاول نقنعه بهذه الضلالة هذه، ما دام هو كافر بالأصل
…
بالله عز وجل، كافر بالله عز وجل، تريد تقنعه أنت أن الله الذي لا وجود في ذهنه هو عادل وغير ظالم، هذا مستحيل، لذلك أنصحك لا تشغل نفسك معه.
المتصل: والله ما شغلت نفسي يا شيخ، هذا هو من الناس الآن الذين نسأل الله العفو والعافية يضع شبهات حول هذه النقطة، فأنا قلت له: يا شيخ بارك الله فيك، أول الكتاب: الذين يؤمنون بالغيب، هذا جوابي له كان.
الشيخ: ما يفيد هذا الجواب له، لأنه هو ليس مؤمن بالكتاب، ولا هو مؤمن برب الكتاب، ما الفائدة معه؟
المتصل: والله ما فيه فائدة.
الشيخ: هذا مرة
…
وأنا في دمشق وواحد أتى وسألني: أنه كيف محمد أسري به إلى السماوات العلى ونحن نعرف علمياً أن الذي يجاوز طبقة الهواء يموت، عرفت؟
المتصل: نعم.
الشيخ: قلت له: قبل كل شيء: أنت مؤمن بالله؟ قال: نعم مؤمن، طيب مؤمن برسول الله؟ إيه مؤمن، هكذا كان يقول، قلت له: مؤمن بشيء اسمه خوارق عادات؟ قال: لا، قلت له: هل تؤمن بالطب؟ قال: نعم، قلت له: الطب يقول: إن بعض البشر له قلبان قلب في اليمين وقلب في اليسار، ما علمك أنت في الطب، تعرف الطب؟ قال: لا، قلت له: إذا الأطباء كتبوا نشروا في المجلات هذا الخبر الذي أنت ما تعرفه تؤمن به أم لا؟ قال: أؤمن به، قلت له: مع أن هؤلاء أطباء كفار وخنازير وممكن يكونوا مخطئين ويكونوا مغرضين وو .. إلخ، فإذا ربنا الذي تؤمن به أخبرنا على لسان أصدق الناس وهو رسول الله، وأن الله أوحى إليه:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} [الإسراء: 1] .. إلخ الآية، أنت تشك في هذا الخبر، ثم أريته مجلة الهلال التي كان يصدرها كافر في مصر اسمه: جرجي زيدان، أريته مجلة مصور فيها ديك في اليابان واضعينه على سور ارتفاعه أربعة أمتار، والديك يمكن حجمه أبو شبرين، الذيل تبعه واصل إلى الأرض من فوق الجدار، قلت له: هل تؤمن بهذا؟ قال: ما دام هذه الصورة هكذا، قلت له: هذا هو خرق العادات، فالله عز وجل الذي خلق الديكة بالصورة التي نعرفها من أجل حتى ينبهنا من غفلتنا أن هذا ما هو الطبيعة كما يقول الدهريون والطبائعيون، إنما هذا بتقدير الله عز وجل وقدرته، كونه يريد يظهر لنا بعض الخوارق العادات حتى يحيي شعورنا الذي تلبد في قلوبنا التأثر بالعادة، فَرَبُّنا يُذَكِّرنا بمثل هذه الأمور الخارقة للعادة، فكما خرق الله عز وجل عادة في الحيوانات يخرق العادة في البشر، وهم المكرمون عند الله عز وجل بنص القرآن، وبخاصة أن يكرم منهم أكرمهم وهم الأنبياء والرسل، وبصورة أخص أن يكرم أفضلهم وسيدهم وهو نبينا عليه الصلاة
والسلام.
قصدي من هذه الحكاية أنك تعرف كيف يمكن التسلسل والتجادل مع الكفار هؤلاء، لعلك فهمت؟
المتصل: والله فهمت، الله يجزيك عنا الخير إن شاء الله.
الشيخ: الله يحفظك.
المتصل: نعم فهمت فهمت.
الشيخ: الله يرحمه.
(الهدى والنور/290/ 02: 42: 00)