الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا بدعة حسنة في الإسلام
الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 - 71] أما بعد:
فإن خير الهدى هدى محمد صلى الله وعليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أريد أن أذكر بأدب إسلامي، وتعليم من تعاليم الرسول الكريم صلى الله وعليه وآله وسلم وهو من التعاليم التي يجهلها كثير من الناس، وقل من ينبه عليها من الخواص، فإني ألاحظ في كثير من الأحيان يكون القادم شخصاً، ويستقبله المستقبلون له في مبادرتهم إياه بالسلام، وهذا خلاف التعليم الذي أشرت إليه آنفاً، كما أن الأمر أحياناً: يكون في صورة أخرى مخالفة لهذا التعليم، وهو أن يتقدم رجل إلى راكب في السيارة ليسلم عليه فيبادره الراكب بالسلام،
هذا أيضاً: خلف؛ لأن الرسول عليه السلام يقول: «يسلم الماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير» .
فهذا أدب يجب أن نرعاه، فنحن مثلاً: قادمون إلى هنا نحن علينا أن نلقي السلام، وعلى المستقبلين أن يستقبلونا مع السلام أي: مع رد السلام، هذا تنظيم من الرسول الكريم لكيف يكون إلقاء السلام.
من القليل على الكثير، ومن الصغير على الكبير، ومن القليل على الكثير، ومن الماشي على القاعد، فهذه أمور في الحقيقة: يجب أن نتنبه لها، وأن نحيي العمل بها؛ لنحظى بذلك بالأجر الذي لا يكاد يحصى المستنبط من قوله عليه السلام:«من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء» .
وبهذه المناسبة والشيء بالشيء يذكر كما يقال: لابد من إلفات النظر إلى المعنى الصحيح لهذا الحديث الصحيح: «من سن في الإسلام سنة حسنة» ؛ لأن كثيراً من الناس يسيئون فهمه، ثم يبنون على هذا الفهم السيئ الخاطئ علالي وقصور هي على شفا جرف هار، يبنون على الفهم السيئ والخاطئ، أو الخطأ على الأقل لهذا الحديث باباً من الابتداع في الدين لا سبيل لهم إلى غلقه إلا بنبذ الفهم السيئ لهذا الحديث حيث: أنهم يفسرون قوله عليه السلام: «من سن في الإسلام سنة حسنة» بقولهم: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، ومن هنا ينطلقون فيحسنون المئات بل الألوف من البدع ظناً منهم أنها من البدع الحسنة التي أرادها الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بهذا الحديث الصحيح، وليس الأمر كذلك.
وإذا كان الأمر كما يقال: وبضدها تتبين الأشياء.
فما هو ضد هذا الفهم الخاطئ ألا وهو تفسيرهم لقوله عليه السلام: «من سن في الإسلام سنة حسنة» أي: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، هذا خطأ، فما الذي هو الصواب الذي نرد به هذا الخطأ، ونرد ما بني عليه من تفريعات المئات من البدع بل الألوف كما قلنا آنفاً؟
الجواب: من سن لغة أي: فتح طريقاً لا أكثر، «من سن في الإسلام سنة حسنة» أي: فتح طريقاً في الإسلام أي في الدين أي: في العبادة تؤدي إلى سنة حسنة، «من سن في الإسلام سنة حسنة» أي: فتح طريقاً إلى سنة حسنة، وهذا معناه: أن هذه السنة لم تحدث من جديد، وإنما هي مشروعة من قديم جاء بها الرسول عليه السلام الذي نزل عليه القرآن الكريم:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3].
يقول الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً صلى الله وعليه وآله وسلم خان الرسالة، اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3].
قال مالك تعليقاً على هذه الآية وكلامه السابق: فما لم يكن يومئذ ديناً أي: يوم نزول هذه الآية اليوم فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
إذاً: قوله عليه السلام: «من سن في الإسلام سنة حسنة» لا يعني سنة استحسنها الناس على اختلاف مذاهبهم، ومشاربهم وغايتهم أهواؤهم وو .. إلى آخره، لا وإنما سنة معروفة حسنها في الإسلام، وعلى العكس من ذلك في تمام الحديث.
«ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء» .
ما هو السبيل لمعرفة السنة الحسنة ومعرفة السنة السيئة حتى يكون للمسلم موقفين متباينين من السنة الحسنة، ومن السنة السيئة؟
الموقف اللائق بالنسبة للسنة الحسنة: أن يفتح طريقاً أغلقه الناس أمامها، فلا يكاد أكثر الناس يصلون إليها، بسبب أو أكثر، وأكبر سبب هو الجهل بالإسلام، فالناس لا يكادون يعرفون من الإسلام إلا اسمه، وكذلك بالنسبة للموقف الثاني بالنسبة للسنة السيئة، يضع باباً يغلقه أمام الناس الذين يتهافتون على الوقوع تهافت الفراش على النار في السنة السيئة، ما هو السبيل لمعرفة السنة الحسنة والسنة السيئة أهو عقولنا أهي أهواؤنا؟ أهي عادتنا؟ لا ليس شيء من ذلك إنما هو الإسلام الذي سمعتم آنفاً قول رب العالمين:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3].
ثم أوضح نبينا صلوات الله وسلامه عليه ذلك بأحاديث كثيرة منها: قوله عليه السلام: «ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يباعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه» .
إذاً: ذاك هو الطريق الحسن، وهذا هو الطريق السيئ فليس لنا أي تفكير وأي اجتهاد وأي استنباط لمعرفة الطريق الحسن من الطريق السيئ ليس لنا فقط إلا أن ننطلق إلى السنة الحسنة وإلا أن ننصرف عن السنة السيئة.
فاستدلال أولئك الناس بهذا الحديث على استحسان البدع أبعد ما يكون عن الصواب، ويؤكد ذلك: لكم أمور كثيرة من أهمها: أن تعرفوا سبب ورود هذا الحديث؛ لأن علماء التفسير رحمهم الله يقولون: إذا عرف سبب نزول الآية
عرف نصف معناها والنصف الآخر يفهم من اللغة العربية وأساليبها، اقتباساً من هذه الجملة التفسيرية أقول: إذا عرف سبب ورود الحديث عرف نصف معناه، والباقي يفهم من اللغة، ما سبب ورود هذا الحديث بأي مناسبة قال عليه السلام:«من سن في الإسلام سنة حسنة» أقال ذلك في سنة كما فسرناها معروفة في الإسلام مشهورة في القرآن، وفي أحاديث الرسول عليه السلام؟ أم قال ذلك في رأي في عمل ابتدعه إنسان من عند نفسه دون إذن من ربه أو نبيه فقال:«من سن في الإسلام سنة حسنة» ليس هذا وإنما هو الأمر الأول وهو كما جاء في صحيح مسلم من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: «كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف» .
روى الإمام مسلم في «صحيحه» من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: «كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف، عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تمعر وجهه» أي: تغيرت ملامح وجهه عليه السلام شفقة وحسناً على هؤلاء الأقوام الأعراب لشدة فقرهم الدال عليه حالهم ولباسهم مجتابي النمار، النمار جمع: نمرة وهو الثوب مثل البطانية من فقرهم فاتحين طرف البطانية دائرة طاقة وهم منزلينه على أكتافهم، هذه العباءة تبعهم، هذا من فقرهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رآهم في هذه الحالة يخطب في الصحابة وكان مما خطبهم به قوله عليه الصلاة والسلام:«{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10] ثم قال عليه السلام: تصدق رجل بدرهمه بديناره بصاع بره بصاع شعيره» .
تصدق: فعل ماض المقصود به: ليتصدق أحدكم بما تيسر له، فما كاد رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتم خطبته حتى قام رجل من الجالسين ينطلق ليعود وهو يحمل في طرف ثوبه ما تيسر له من طعام، أو دراهم ووضعها أمام الرسول عليه الصلاة والسلام فلما رأى أصحابه الآخرون ما فعل صاحبهم هذا قام كل منهم ليعود أيضاً: بما تيسر له من طعام ودراهم ودنانير، وجمعت هذه أمام الرسول عليه السلام قال جرير: فاجتمع أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكوام كأمثال الجبال طبعاً: مقصود الجبال: يعني: أكوام ضخمة فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهلل وجهه كأنه مذهبة يعني: أسارير وجهه الأولى التي دلت على حزنه وأسفه على هؤلاء تصورت تماماً حينما رأى أصحابه عليه السلام يستجيبون لخطبته ولدعوته إياهم على أن يتصدقوا على إخوانهم فصار وجهه يقول جرير وهو العربي الفصيح: كأنه مذهبة، ما هي المذهبة؟ هي الفضة المطلي بالذهب أي: يتلألأ الرسول عليه السلام تحول نوراً فرحاً وسروراً وحضوراً بتجمع هذه الصدقات من أصحابه عليه السلام.
هنا قال صلى الله عليه وآله وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء» أي: إن ذاك الرجل الأول كتب الله له أجر صدقته قلت أو كثرت، ثم كتب الله له أجر المتصدقين من بعده؛ لأنه هو الذي فتح لهم هذه الطريق طريق الإتيان بالصدقة.
الآن نقول لهؤلاء الذين يفسرون الحديث بذاك التفسير الخاطئ: من ابتدع، أين البدعة في هذه الحادثة؟ لا يوجد هنا إلا الصدقة، والصدقة كانت من قبل مشروعة ولو لم تكن من قبل مشروعة فقد صارت حينئذ مشروعة حينما تلا الرسول عليه السلام الآية السابقة، أنفقوا مما رزقناكم، هذا لو فرض أن الآية نزلت آنياً، وهي كانت من قبل معروفة.
إذاً: من الخطأ الفاحش أن نفسر قول الرسول عليه السلام بما يتنافى مع السياق والسباق، فالسباق أن الناس تصدقوا بعد أن حضهم الرسول عليه السلام على الصدقة، وتبعوا الرجل الأول فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حضاً لغيره على أن يكون أسوة لغيره في فتح الطريق إلى ما هو مشروع مسبوق في الشريعة كهذه الصدقة: «من سن في الإسلام سنة حسنة
…
» إلى آخره.
وأنا حينما أتطرق لمثل هذا الموضوع أقول: يستحي مثلي أنا وأنا الرجل الأعجمي الألباني لو أن هناك مثل هذه المناسبة مناسبة صدقة والإتيان بأمر مشروع، فأقول:«من سن في الإسلام سنة حسنة» بمعنى: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، أُعَيَّرُ أنا مع أني أعجمي وألباني لكن عندي قليل طلب للغة العربية، أعير فيما إذا قلت بمناسبة صدقة مشروعة: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، سيقال لي: أن أين البدعة هذه التي تطبق قولك هذا على هذه؟ إذا فسر من سن في الإسلام بمعنى: من ابتدع عار على مثلنا نحن الأعاجم أن نفسر مثل هذا التفسير العجيب الغريب، فكيف يصدر مثله من العرب الأقحاح الأصيلين في العربية تعجب في ذلك كأن الأهواء تعمل عملها في الناس شر من الجهل الذي يجهل اللغة العربية.
فإذاً: من سن في الإسلام سنة حسنة يعني: سنة مشروعة كان الطريق إليها مغلقاً مهملاً لا ينتبهون الناس لهذه السنة، فقام رجل ودعا الناس إلى هذه السنة المشروعة ليس البدعة التي لم تكن معروفة من قبل، وسنها هو من عند نفسه، وهذا الحديث تماماً يشبه حديثاً آخر لا يحتمل مطلقاً مثل هذا التأويل الخاطئ وهو قوله عليه السلام:«من دعا إلى هدى» ما قال هنا سنة، ولا يمكن تفسير الهدى هنا بالبدعة إطلاقاً بوجه من الوجوه، «كان له أجره وأجر من عمل به إلى
يوم القيامة» بنفس فهم الحديث في السابق، هذا ولا نريد أن نطيل عليكم؛ لأني أرى صاحب الدار قائماً، لكن لابد من ختم البحث هذا ولو بملاحظة أخيرة وهي: في الحقيقة نستطيع أن نقول: إنها ملاحظة جدلية بمعنى: لا نقصد بالجدل هو المراء المنهي عنه، وإنما نقصد تحقيق أثر ثابت عن علي بن أبي طالب في صحيح البخاري قال:«كلموا الناس على قدر عقولهم أتريدون أن يكذب الله ورسوله» .
أنا في كثير من الأحيان أفترض أن هذا الإنسان ما اقتنع بهذا الكلام السابق إطلاقاً، فلابد من أن أتنزل معه، وأنا أقول له: أنت ما اقتنعت بأن هنا السنة هي السنة المشروعة أصالة وابتداءً.
نفترض أن المقصود بها: البدعة، لكن نحن متفقون جميعاً أن البدعة التي يعنيها الحبيب بزعمك هنا موصوفة بأنها بدعة حسنة، وهناك بأنها بدعة سيئة، فما هو السبيل لتمييز البدعة الحسنة من البدعة السيئة؟ إن قلت: السبيل هو الشرع إذاً: رجعنا إلى الشرع سواءً بالطريق الأول الذي نحن نؤمن به، «من سن في الإسلام سنة» يعني: شريعة مشروعة من قبل، أو بالمعنى الذي أنت تريده يعني: أمر بالعبادة أحدثناها، لكن لا يسعك إلا أن تثبت لنا من الشرع أنها هذه البدعة التي تريد أن تتعبد الله بها هي حسنة، إذاً: الحسن والقبح إنما مصدره الشرع، إذا جئتنا بدليل من الشرع على حسن هذه البدعة نحن قلنا حيا هلاً وأهلاً وسهلاً وحينئذ لا أن نكون قد أحدثنا شيئاً في الإسلام إنما أيضاً ماذا؟ اتبعنا الشرع الذي به استدللنا على حسن هذا الأمر الحادث، وإن قال: لا كما يقولون مع الأسف بعض الجهلة يقال له: لا تفعل يا أخي بدعة هذه، يقول: هذه ما كان في زمن الرسول هذه بدعة انظر يا أخي يقول لك: انظر يا أخي معنى هذا: حكم
عقله حينئذ ننبهه بأنه خرج من صف أهل السنة والجماعة، وأدخل نفسه في صف فرقة من فرق الضلالة ألا وهي المعتزلة أولئك الذين يقولون بما يعرف عند العلماء بالتحسين والتقبيح العقليين.
المعتزلة يقولون: هذا حسن عقلاً، فجاء الشرع مع العقل، وهذا قبيح عقلاً فجاء الشرع مع العقل، ليس الشرع هو الذي يحسن ويقبح عند المعتزلة، أما أهل السنة والجماعة فهم يقولون: ما حسنه الشارع فهو حسن، وما قبحه الشارع فهو قبيح، لكن العقل السليم في كثير من الأحيان يفهم حسن ما حسنه الشرع، وقبح ما قبحه الشرع، لكن ليس هذا بالأمر المضطرد، وهنا لابد من الاستدلال بالشرع، كما قال عز وجل:{وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
وبهذا القدر كفاية تعليقاً على هذا الحديث، وبيان أنه لا مستند لأهل البدع على هذا الحديث في تحسين بدعهم والحمد لله رب العالمين.
مداخلة: جزاك الله خير.
الشيخ: وإياك.
(الهدى والنور /208/ 39: 00: 00).
(الهدى والنور /208/ 40: 04: 00).