الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم السابع: ما ورد في فضائل زينب بنت جحش الأسدية رضي الله عنها
-
1942 -
[1] عن عائشة رضي الله عنها أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: أينا أسرع بك لحوقًا؟ قال: (أَطْوَلُكُنَّ يَدَا)، فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدًا. فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به، وكانت تحب الصدقة.
هذا الحديث رواه عن عائشة: مسروق بن الأجدع، وعائشة بنت طلحة، وعمرة بنت عبد الرحمن.
فأما حديث مسروق فرواه: البخاري
(1)
- وهذا لفظه - عن موسى بن إسماعيل، ورواه: النسائي
(2)
عن أبى داود (يعني: سليمان بن سيف) عن يحيى بن حماد، ورواه: الإمام أحمد
(3)
عن عفان (وهو: الصفار)
(4)
، ثلاثتهم عن أبي عوانة
(5)
عن فراس عن الشعبي عنه به
…
وللنسائى:
(1)
في (كتاب: الزكاة، باب - كذا دون ترجمة -) 3/ 335 ورقمه / 1420. وهو في التأريخ الصغير (1/ 74 - 75) إسنادًا ومتنًا، بنحوه.
(2)
في (كتاب: الزكاة، باب: فضل الصدقة) 4/ 66 - 67 ورقمه/ 2541.
(3)
(41/ 386) ورقمه/ 24899.
(4)
ورواه عن عفان - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 54 - 55)، والخطيب البغدادي في تأريخه (3/ 113)، وفي سنده بياض في موضعين، يسوّد من مصادر الحديث المذكورة.
(5)
ورواه: البيهقى في الدلائل (6/ 371) بسنده عن أبى سلمة عن أبى عوانة به، بنحوه.
(فكانت سودة أسرعهن به لحوقًا، فكانت أطولهن يدًا، فكان ذلك من كثرة الصدقة)، ومثله للإمام أحمد. قال ابن سعد
(1)
- وقد روى الحديث عن عفان، شيخ الإمام أحمد فيه -: (وقال محمد بن عمر: هذا الحديث وَهْل
(2)
في سودة؛ وإنما هو في زينب بنت جحش، وهى كانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحوقًا به، وتوفيت في خلافة عمر بن الخطاب، وبقيت سودة بنت زمعة فيما حدثنا به محمد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه أن سودة توفيت في شوال، سنة: أربع وخمسين بالمدينة، في خلافة معاوية بن أبي سفيان
(3)
. قال محمد بن عمر: وهذا الثابت عندنا) اهـ، وكذا قال بقية أهل السير، فإنهم متفقون على أن زينب بنت حجش رضي الله عنها أول من لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأولهن وفاة
(4)
.. فالمعتمد أن المعنية: زينب رضي الله عنها كما سيأتي من بعض طرق
(1)
الطبقات الكبرى (8/ 55).
(2)
يعني: غلط فيه، ونسى، وهو يريد غيره. - انظر: لسان العرب (حرف: اللام، فصل الواو) 11/ 737.
(3)
وانظر: السير (2/ 267)، والإصابة (4/ 339) ت / 606. وقيل: إنها ماتت آخر خلافة - عمر - رضى الله عنه - والأول أشبه. - انظر: أسد الغابة (6/ 158) ت/ 7027، والسير (2/ 266)، والإصابة (4/ 339).
(4)
وكانت وفاتها سنة: عشرين - على الأصح - .. وانظر - مثلًا -: تأريخ خليفة (ص/ 149)، والطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 108، 112، 115)، وتأريخ مولد العلماء (1/ 107)، وتفسير القرطبي (3/ 247)، وأسد الغابة (6/ 126 - 127) ت / 6947) ومحاسن الوسائل (ص / 234 - 235)، والإصابة (4/ 314) ت/ 470، والفتح (3/ 338)، وشرح السيوطي، وحاشية السندي على سنن النسائي (5/ 67 - 68)، وحديث عمر الآتي عقب هذا.
الحديث عن الشعبي، وكما سيأتي - أيضًا - في حديثي: عائشة بنت طلحة، وَعمرة بنت عبد الرحمن.
وحمل الحافظ ابن حجر
(1)
الوهم في حديث البخاري، ومن وافقه على أبي عوانة - وهو: الوضاح اليشكري - راويه عن فراس - وهو: ابن يحيى الهمداني - بدليل مخالفة ابن عيينة له عن فراس كما قرأ ذلك بخط ابن رشيد أنه قرأه بخط أبي القاسم بن الورد، ثم قال:(ولم أقف إلى الآن على رواية ابن عيينة هذه) اهـ، ولم أقف أنا عليها - أيضًا -.
فإذا علم هذا فإن إلصاق الوهم بأبي عوانة فيه نظر عندي؛ لعدم المعرفة بإسناد ابن عيينة؛ ولأن شيح أبي عوانة: فراس بن يحيى الهمداني، تقدم أنه ليس بكثير الحديث، وقال فيه يعقوب بن سفيان:(في حديثه لين، وهو ثقة)
…
فحمل الوهم عليه أولى من حمله على أبي عوانة، بدليل رواية لا يعرف إسنادها.
ويؤيد أن الوهم من قبل فراس بن يحيى: أن مجالدًا، وزكريا بن أبي زائدة خالفاه، فذكرا أما زينب
…
فقد رواه: الطبراني في الأوسط
(2)
عن محمد بن على (وهو: الصائغ) عن يزيد بن موهب عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي به، وفيه: (قالت [يعني: عائشة]: فكانت سودة أطولهن يدًا، فلما توفيت زينب علمنا أنها كانت أطولهن يدًا في الخير، والصدقة. قالت: وكانت زينب تغزل الغزل، تعطيه سرايا النبي -
(1)
الفتح (3/ 337 - 338).
(2)
(7/ 150 - 151) ورقمه / 6272، وقال:(لم يرو هذا الحديث عن مجالد إلّا ابن زائدة) اهـ.
صلى الله عليه وسلم - يخيطون به، فيستعينون به في مغازيهم) اهـ. لكن مجالدًا - وهو: ابن سعيد - ضعيف الحديث، وتغير بآخرة، ولا يدرى متى سمع منه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. رواه عن يحيى بن زكريا: يزيد بن موهب، ولم أعرفه، إلّا أن يكون: الأملوكي، ترجم له ابن أبي حاتم
(1)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا.
ورواه: يونس بن بكير في زيادات المغازي
(2)
، والبيهقي في الدلائل
(3)
بإسناديهما عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي به، لم يذكرا فيه مسروقًا، وعائشة. والروايتان تعضد كل منهما الأخرى - والله الموفق -.
وأما حديث عائشة بنت طلحة فرواه: مسلم
(4)
عن محمود بن غيلان أبي أحمد
(5)
عن الفضل بن موسى السيناني عن طلحة بن يحيى بن طلحة عنها به، بلفظ:(أسرعكن لحاقًا بي أطولكن يدًا)! قالت [أي: عائشة]: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. قالت: فكانت أطولنا يدًا: زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها، وتصدق).
(1)
(9/ 289) ت/ 1233.
(2)
ذكره الحافظ في الفتح (3/ 337).
(3)
(6/ 374).
(4)
في (كتاب: الفضائل، باب: من فضائل زينب أم المؤمنين - رضى الله عنها -) 4/ 1907 ورقمه/ 2452.
(5)
ورواه: ابن حبان (الإحسان 8/ 108 ورقمه / 3314)، وَ (15/ 50 ورقمه/ 6665)، والبيهقى في الدلائل (6/ 374) كلاهما من طرق عن محمود بن غيلان به، بمثله.
وأما حديث عمرة فرواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن العباس بن الفضل الأسفاطى عن إسماعيل بن أبي أويس
(2)
عن أبيه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عنها
(3)
به، بنحو حديث مسلم. لكن إسماعيل، وأباه ضعيفان، والعباس بن الفضل لا أعرف حاله - وتقدموا -، وقد توبعوا - كما تقدم -. وحديثهم: حسن لغيره.
1943 -
1945 - [2 - 4] عن عمر بن الخطاب - رضى الله تعالى عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أسْرَعُكنَّ بي لُحُوقًا: أطوَلُكُنَّ يدَا)، فكن يتطاولن بأيديهن، وإنما كان ذلك لأنها كانت صناعًا، تعين بما تصنع في سبيل الله - يعني: زينب بنت جحش رضى الله عنها -.
رواه: البزار
(4)
عن علي بن نصر ومحمد بن معمر، كلاهما عن وهب بن جرير عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الرحمن
(1)
(24/ 50) ورقمه / 133 - وعنه: أبو نعيم في الحلية (2/ 54) -.
(2)
ورواه: ابن أبي عاصم في السنة (5/ 426 - 427) ورقمه / 3086، وأبو نعيم في المعرفة (6/ 3223) ورقمه / 7421 بسنديهما عن إسماعيل بن أبي أويس، ورواه: الحاكم في المستدرك (4/ 25) بسنده عن أخيه إبراهيم، كلاهما عن أبيهما به
…
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص (4/ 25)، وفيه نظر؛ لما تقدم.
(3)
ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 108) بسنده عن موسى بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن جده عن عمرة به، بنحوه.
(4)
(1/ 360 - 361) ورقمه / 241.
ابن أبزى عنه به
…
وقال: (وهذا الحديث قد يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوه. ولا نعلم رواه أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلّ من عمر. وقد رواه غير واحد عن إسماعيل عن الشعبي مرسلًا. وأسند شعبة، فقال: عن ابن أبي ليلى، ولا نعلم حدث به عن شعبة إلّا وهب) اهـ.
ومرسل الشعبي رواه: الطبراني في الكبير
(1)
بسنده عن وكيع، وابن نمير عن إسماعيل عنه، مقطوعًا، دون الشاهد، ولفظه: أنه صلى مع عمر على زينب، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم موتا .. وذكر فيه كلامًا آخر.
وخالفهما: سفيان بن سعيد الثوري - فيما رواه عنه: عبد الرزاق في المصنف
(2)
-. ومنصور بن أبي الأسود - فيما رواه من طريقه، ومن طريق الثوري: ابن سعد في الطبقات الكبرى
(3)
-. ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن عبيد الطنافسي - فيما رواه عنهم: ابن سعد
(4)
أيضًا -. وحفص بن غياث - فيما رواه عنه، وعن وكيع أيضًا: ابن أبي شيبة في المصنف
(5)
-. ويحيى القطان - فيما رواه من طريقه: الطحاوي في شرح
(1)
(24/ 50) ورقمه / 134، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 248)، وقال - وقد عزاه إليه -:(ورجاله رجال الصحيح).
(2)
(3/ 480) ورقمه / 6397.
(3)
(8/ 110).
(4)
الطبقات الكبرى (10/ 112).
(5)
(3/ 184) ورقمه/ 6.
معاني الآثار
(1)
-. ويعلى بن عبيد - فيما رواه من طريقه: البيهقي في السنن الكبرى
(2)
-. وزائدة، وزهير بن معاوية، وأبو شهاب الحناط، وعبيد الله بن موسى، وأبو حمزة السكري، وابن فضيل، وابن عيينة، ويزيد بن هارون، وغيرهم
(3)
، فرووه: عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن ابن أبزى، موقوفًا، غير مرفوع، بنحو حديثهما، دون الشاهد.
وللحديث دون الشاهد - طرق أخرى .. منها: ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى
(4)
بسنده عن يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي قال: كبّر عمر على زينب أربعًا. وما رواه: فراس بن يحيى عن الشعبي عن ابن أبزى عن عمر، رواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى
(5)
، وذكره الدارقطني في العلل
(6)
، وذكره - كذلك - عن زكريا عن الشعبي عمن حدثه عن عمر. وعن منصور بن عبد الرحمن الأشل عن الشعبي عن عمر، وهذا منقطع. وعن حجاج بن أرطاة عن الشعبي عن ابن أبي ليلى عن عمر موقوفًا
(7)
.
ورواه: غندر عن شعبة عن إسماعيل عن الشعبي عن ابن أبي ليلى موقوفًا
(8)
- كذلك -.
(1)
(1/ 499).
(2)
(4/ 37).
(3)
ذكر هذا عنهم: الدارقطني في العلل (2/ 177).
(4)
(8/ 112).
(5)
(8/ 111).
(6)
(2/ 177).
(7)
العلل (2/ 178).
(8)
ذكره الدارقطني في العلل (2/ 177).
وللحديث طرق أخرى انظرها في الطبقات الكبرى
(1)
. والمحفوظ قول الجمهور (الثوري، ووكيع، ومن تابعهما عن إسماعيل
(2)
).
والحديث باللفظ المتقدم في فضل زينب رضي الله عنها أغرب به وهب بن جرير عن شعبة، قاله الدارقطني
(3)
، وهو كذلك. ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى
(4)
عن يزيد بن هارون، والفضل بن دكين، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير قالوا: أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي، فذكره مرسلًا .. والمرسل من أنواع الضعيف.
وخلاصة القول في تخريج هذا الحديث: أنه حديث ضعيف بالشاهد المذكور فيه. وطرقه بغيرها مرسلة، وهي المحفوظة - والله أعلم -.
وجاء نحوه من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا عند الشيخين، وتقدم قبله.
1946 -
[5] عن ميمونة رضي الله عنها قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس، فقال:(أوَّلُكنَّ تَردُ عَليَّ الحوضُ أطولُكنَّ يدَا). فجعلنا نقدر أذرعنا أيتنا أطول يدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ليسَ ذَاكَ أعْني، إنَّمَا أعْني: أصنَعُكنَّ يدَا).
(1)
(8/ 112).
(2)
وانظر: العلل (2/ 177).
(3)
المصدر المتقدم نفسه (2/ 177).
(4)
(8/ 108).
رواه: الطبراني في الأوسط
(1)
عن إبراهيم عن فديك بن سليمان عن مسلمة بن علي عن الأوزاعى عن الزهري عن يزيد بن الأصم
(2)
عنها به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعى إلّا مسلمة، تفرد به: فديك بن سليمان) اهـ. ومسلمة بن على هو: الخشني، قال دحيم
(3)
: (ليس بشئ)، وقال البخاري
(4)
: (منكم الحديث)، وقال النسائي
(5)
: (متروك)، وذكره ابن عدي في الكامل
(6)
، وقال
(7)
: (كل أحاديثه - ما ذكرته -، وما لم أذكره - كلها - أو عامتها - غير محفوظة). وذكر أبو حاتم
(8)
حديثًا له، وقال - عقبه -:(باطل موضوع)، كما ذكر له ابن الجوزي في الموضوعات
(9)
أحاديث أُخر، وحكم بوضعها، وحمل فيها على مسلمة بن علي
(10)
.
(1)
(3/ 156) ورقمه/ 2318.
(2)
الحديث من طريق يزيد رواه - كذلك -: ابن بشكوال في الذيل على جزء بقي بن مخلد (ص/ 93) ورقمه/ 48.
(3)
كما في: الجرح والتعديل (8/ 268) ت/ 1222.
(4)
التأريخ الكبير (7/ 389) ت/ 1692.
(5)
الضعفاء (ص/ 238) ت/ 570.
(6)
(6/ 313).
(7)
(6/ 318).
(8)
كما في الميزان (5/ 235) ت/ 8527.
(9)
(3/ 458 - 459) ورقمه / 1684، وَ (3/ 321 - 322، 324) ورقمه/ 1557، وَ (3/ 460 - 462) ورقمه / 1686.
(10)
وانظر: الكشف الحثيث (ص/ 256) ت/ 765.
والخلاصة: أن الحديث ضعيف جدًّا من هذا الوجه، يشبه أن يكون موضوعًا بهذا اللفظ؛ إذ المحفوظ في الحديث (أسرعكن لحوقًا بي: أطولكن يدًا)، بدل قوله هنا:(أولكن ترد عليّ الحوض أطولكن يدًا). كما أن المحفوظ أن التفسير في الحديث من قول عائشة - رضى الله عنها - غير مرفوع.
1947 -
[6] عن أبي برزة - رضى الله عنه - قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة، فقال يومًا:(خَيرُكنَّ أطْولُكنَّ يدَا)، فقامت كل واحدة تضع يدها على الجدار. قال (لسْتُ أعْني هذَا، ولكنْ أصنَعُكنَّ يَدَيْن).
هذا رواه: أبو يعلى
(1)
عن أبي بكر عن أحمد بن عبد الله عن أم الأسود عن مُنْية عنه به
…
ومنية هي: بنت عبيد بن أبي برزة، لا أدري من يروي عنها غير أم الأسود
(2)
، قال الحافظ
(3)
: (لا يعرف حالها)
(4)
. حدثت به عنها: أم الأسود، وهي: الخزاعية - مولاة: أبي برزة الأسلمى -، وثقها: العجلي
(5)
، وابن حجر
(6)
. وذكرها النسائي في الضعفاء
(7)
، وقال: (غير
(1)
(13/ 425) ورقمه / 7430.
(2)
انظر: تهذيب الكمال (35/ 311) ت / 7935.
(3)
التقريب (ص / 1372) ت / 8785.
(4)
وانظر: الميزان (6/ 284) ت / 10999.
(5)
كما في: التهذيب (12/ 459).
(6)
التقريب (ص / 1377) ت / 8800.
(7)
(ص / 257) ت / 675.
ثقة)، وأوردها الذهبي في الميزان
(1)
، ناقلًا فيها قول النسائي، مقتصرًا عليه .. فتوثيقها - مطلقًا - محل نظر - كما قاله: بشار عواد، في حاشيته على تهذيب الكمال
(2)
-؛ والحديث لا يصح إسنادًا من هذا الوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي متنه نكارة، في قوله:(خيركن أطولكن يدًا)، والمعروف:(أسرعكن بي لحوقًا: أطولكن يدًا). والثاني: ومن المعروف - كذلك - أن أفضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة، وعائشة - رضى الله عنهما -
(3)
. والثانية أحب أزواجه إليه
(4)
. والثالثة: في قوله: (لست أعني هذا .. ) الخ الحديث، والمعروف أن نحو هذا من قول عائشة - رضى الله عنها - كما تقدم. وفي حديث: عائشة - المتقدم - غنية عن هذا.
والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد
(5)
، وقال - وقد عزاه على أبي يعلى -:(وإسناده حسن؛ لأنه يعتضد بما يأتي) اهـ، يعني: حديث ميمونة، وهو حديث ضعيف جدًّا، لا يصلح في الشواهد - وتقدم قبله -. وأبو بكر - في إسناد أبي يعلى - هو: ابن أبي شيبة. وأحمد بن عبد الله هو: ابن يونس اليربوعي.
1948 -
[7] عن راشد بن سعد رحمه الله قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم منزله، ومعه عمر بن الخطاب، فإذا هو بزينب بنت
(1)
(6/ 285) ت / 11005.
(2)
(35/ 328).
(3)
انظر: ما تقدم من فضائل خديجة، وعائشة - رضى الله عنهما -.
(4)
وانظر - مثلًا - الأحاديث / 616، 617، 801، 873، 1921، 1930.
(5)
(9/ 248).
جحش تصلي، وهي في صلاتها تدعو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إِنَّهَا لأَوَّاهَة).
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن عبد الله بن الحسن الحراني عن يحيى بن عبد الله البابلتي عن صفوان بن عمرو عنه به
…
وراشد بن سعد تابعي
(2)
، فحديثه مرسل. وفي السند إليه: يحيى بن عبد الله البابلتي، تقدم أن النقاد اتفقوا على تضعيفه.
وبهاتين العلتين أعلّ الهيثمي الحديث في مجمع الزوائد
(3)
. والحديث منكر من حيث تفرد البابلتي به، ومن حيث احتمال أن عمر - رضي الله تعالى عنه - دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على زينب من غير سِتر. وآية الحجاب إنما أُنزلت لما أهديت زينب للنبي صلى الله عليه وسلم
(4)
!
وللحديث طريق أخرى لا يُفرح بها، رواها: أبو نعيم في المعرفة
(5)
بسنده عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن شداد عن ميمونة بنت الحارث - زوج النبي صلى الله عليه وسلم ترفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (أعرض عنها يا عمر؛ فإنها لأواهة) - يعني: زينب، في قصة -
…
(1)
(24/ 39) ورقمه / 108.
(2)
انظر: معرفة التابعين (ص / 85) ت / 979، وجامع التحصيل (ص / 174) ت / 181، والتقريب (ص / 315) ت / 1864.
(3)
(9/ 247 - 248).
(4)
انظر: صحيح البخاري (8/ 387 - 388) ورقمه / 4791 - 4794.
(5)
(6/ 3224) ورقمه / 7424.
وشهر هو: الأشعري، ضعيف. وفي السند إليه: محمد بن يونس، وهو: ابن موسى الكديمي، وهاه جماعة، واتهم بوضع الحديث - وتقدما -.
1949 -
[8] عن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: - وقد ذكرت زواجها من زيد بن حارثة، وطلاقها -: فلما انقضت عدتي لم أعلم إلّا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل عليّ بيتي - وأنا مكشوفة الشعر -، فقلت: إنه أمر من السماء، فقلت: يا رسول الله، بلا خطبة، ولا إشهاد؟ فقال:(الله المُزَوِّج، وَجِبْرِيْلُ الشَّاهدِ).
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن الحسين بن إسحاق التستري عن الحسين بن أبي السري العسقلاني عن الحسن بن محمد بن أعين الحراني عن حفص بن سليمان عن الكميت بن زيد الأسدي عن مذكور - مولى: زينب بنت جحش - عنها به
…
وحفص بن سليمان هو: أبو عمر الأسدي، متروك الحديث - وتقدم -
(2)
. حدث به عن: الكميت عن مذكور، ولم أقف على ترجمة لأي منهما. والحسين بن أبي السري، ضعفه أبو داود، والذهبي، وابن حجر، وكذبه آخرون - كما تقدم في ترجمته في موضع سابق -؛ فالحديث إسناده لا تقوم به حجة - كما قاله البيهقي
(3)
-، ويشبه أن يكون متنه موضوعًا!
(1)
(24/ 39 - 40) ورقمه / 109.
(2)
وبه أعل الهيثمى الحديث في مجمع الزوائد (9/ 246 - 247).
(3)
السنن الكبرى (7/ 136 - 137).
* خلاصة: اشتمل هذا القسم على تسعة أحاديث، خمسة مرفوعة - الأشبه في أحدها الوقف -، وحديث مرسل، واثنان موقوفان. منها حديث متفق عليه، وأربعة ضعيفة جدًّا. وحديثان منكران. وحديث واه. وحديث يشبه الموضوعات. وذكرت فيه ثلاثة أحاديث في الشواهد - والله ولي التوفيق -.