الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث الأحاديث الواردة في فضائل الصحابيات
وفيه مبحثان
المبحث الأول ما ورد في ما اشترك فيه جماعة منهن
وفيه أربعة مطالب:
*
المطلب الأول: ما ورد في فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
-
1873 -
[1] عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (إِنَّ أَمْرَكُنَّ
(1)
مِمَّا يَهُمُّنِي، وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكُنَّ إلَّا الصَّابِرُوْن).
(1)
يعني: أزواجه صلى الله عليه وسلم
…
والجمهور على أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على إحدى عشرة امرأة، ست من قريش (خديجة، وعائشة، وحفصة، وأم حبيبة، وأم سلمة، وسودة)، وأربع من سائر العرب (زينب بنت جحش، من بني أسد. وميمونة بنت الحارث الهلالية. وزينب بنت خزيمة الهلالية - أم المساكين -، وجويرية بنت الحارث، من بني المصطلق)، وواحدة من بنى إسرائيل، وهى صفية بنت حيي، ومن بنى النضير. مات عنده صلى الله عليه وسلم: خديجة وزينب أم المساكين. ومات عن سائرهن. =
هذا الحديث قد رواه: أبو عيسى الترمذي
(1)
عن قتيبة عن بكر بن مضر عن صخر بن عبد الله عن أبي سلمة عنها به
…
وقَال: (هذا حديث حسن صحيح غريب) اهـ.
ورجال إسناده كلهم ثقات عدا: صخر بن عبد الله، وهو: ابن حرملة المدلجي، لا أعرف أحدًا روى عنه غير بكر بن مضر
(2)
، - وهو: أبو محمد المصري -، ترجم له البخاري
(3)
، وعبد الرحمن بن أبي حاتم
(4)
، وما ذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وقَال النسائي
(5)
: (صالح) - ولعله يريد في ديانته لا في حديثه؛ لعدم التقييد -. وذكره أبو الحسن العجلي
(6)
، وأبو حاتم بن حبان في الثقات
(7)
.
وحديثه رواه - أيضًا -: الإمام أحمد في الفضائل
(8)
، وابن أبي عاصم في
= انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 52 وما بعدها)، والدلائل للبيهقى (7/ 282 وما بعدها)، والأربعين لابن عساكر [7 أ - 11 ب]، والفتح الرباني (22/ 107)، وأمهات المؤمنين للدكتور: عبد العزيز العبد اللطيف.
(1)
في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه) 5/ 606 ورقمه / 3749.
(2)
انظر: تهذيب الكمال (13/ 123) ت/ 2857.
(3)
التأريخ الكبير (4/ 312) ت / 2949.
(4)
الجرح والتعديل (4/ 427) ت / 1876.
(5)
كما في تهذيب الكمال (13/ 123).
(6)
تأريخ الثقات (ص / 227) ت / 694.
(7)
(6/ 473).
(8)
(2/ 732) ورقمه / 1258.
السنة
(1)
من طريق منصور بن سلمة، والحاكم
(2)
بسنده عن عبد الله بن يوسف التنيسى، كلاهما عن بكر بن مضر عنه به، وقَال:(صحيح على شرط الشيخين)، وتعقبه الذهبي في التلخيص
(3)
قوله: (صخر صدوق، لم يخرجا له) اهـ، وهو كما قَال، لم يخرجا له
(4)
.
وحسّن الألباني حديث الترمذي في صحيح سننه
(5)
، وفي تعليقه على المشكاة
(6)
…
فهو بالنظر إلى حكم الترمذي عليه، وتوثيق من وثق صخر بن عبد الله، وقول الذهبي فيه كما قَال الألباني - إن شاء الله -.
ورواه: ابن سعد
(7)
عن الواقدي عن هارون بن محمد عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة تنمية: (لا يُحْنِى عليكن إلَّا الصادق البار، وهو عبد الرحمن بن عوف)، والواقدي قدمت عن أهل العلم أنه متروك الحديث.
وساقه أبو نعيم في المعرفة
(8)
بسنده عن أبي الربيع السمتي عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن عائشة ترفعه: (والله لا يعطف عليكن
(1)
(2/ 938) ورقمه / 1450 - باسم -.
(2)
المستدرك (3/ 312).
(3)
(3/ 312).
(4)
انظر ما رقم له به ابن حجر في التقريب (ص / 450) ت / 2923.
(5)
(3/ 219) ورقمه / 2948.
(6)
(3/ 1729) رقم / 6121.
(7)
الطبقات الكبرى (8/ 211).
(8)
(1/ 380) ورقمه/ 476.
إلّا الصادقون - أو الصابرون - بعدي)
…
وعمر بن أبي سلمة، وأبو الربيع، واسمه: خالد بن يوسف، من أهل البصرة، ضعيفان - وتقدما -.
ثم ساقه
(1)
بسنده عن الوازع عن أبي سلمة عن عائشة ترفعه: (سيحفظني منكم الصابرون الصادقون)
…
والوازع هو: ابن نافع، واه الحديث - وتقدم أيضًا -.
ورواه: الإمام أحمد
(2)
عن عبد الملك بن عمرو، ورواه: الطبراني في الأوسط
(3)
عن مسعدة بن سعد عن إبراهيم بن المنذر عن إسحاق بن جعفر بن محمد، كلاهما عن عبد الله بن جعفر المخرمي
(4)
عن أم بكر عن المسور عنها به، بلفظ:(لا يُحْنِى عليكم بعدي إلّا الصابرون)، سقى الله بن عوف من سلسبيل الجنة. وأم بكر هي: بنت المسور، ذكرها الذهبي
(5)
في المجهولات، وقَال ابن حجر
(6)
: (مقبولة)، والأول أولى. والمسور هو: ابن مخرمة، وعبد الملك بن عمرو هو: أبو عامر العقدي.
(1)
(1/ 380 - 381) ورقمه / 477.
(2)
(6/ 135). وهو في الفضائل له - أيضًا - (2/ 729) ورقمه / 1249.
(3)
(10/ 52 - 53) ورقمه / 9111.
(4)
وكذا رواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 211) عن محمد بن عمر (هو: الواقدي)، ورواه: أبو نعيم في المعرفة (1/ 379 - 380) ورقمه / 475 بسنده عن يحيى الحماني، كلاهما عن عبد الله بن جعفر به.
(5)
الميزان (6/ 278، 285) ت / 11006.
(6)
التقريب (ص / 1377) ت / 8804.
وهو للإمام أحمد - أيضًا -
(1)
عن أبي سعيد عن عبد الله بن جعفر به، بلفظ: (لا يُحْنِي
(2)
)، ثم بمثله دون قوله في الحديث: (سقى الله ابن عوف
…
) الخ، وهي من قول عائشة رضي الله عنها جاء مفصولًا في حديث بكر بن مضر - وتقدم -، وقد يلتبس هنا على البعض أنها من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك، وستأتي في حديث أم سلمة رضي الله عنها أيضًا
(3)
.
ورواه - أيضًا -
(4)
عن أبي سعيد عن عبد الله بن جعفر، والخزاعى، كلاهما عن أم بكر به، بقول عائشة غير مفصول
…
والخزاعي هو: منصور بن أبي سلمة. وأبو سعيد هو: مولى بني هاشم،، واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله. ورواه - أيضًا -
(5)
عن أبي سلمة عن بكر بن مضر عن صخر بن عبد الرحمن بن حرملة به، بنحوه
…
واسم أبي سلمة: منصور بن سلمة الخزاعي.
ورواه: الحاكم في المستدرك
(6)
بسنده عن محمد بن إسحاق الصغاني عن الخزاعي عن عبد الله بن جعفر عن أم بكر أنّ عبد الرحمن بن عوف
…
فذكرت الحديث، ولم يذكر فيه: المسور، وعائشة. وقَال: (هذا حديث
(1)
الحوالة المتقدمة نفسها، وهو في الفضائل (2/ 730) ورقمه/ 1250.
(2)
في المطبوع: (لا يحنا)، والصواب ما أثبته.
(3)
وهو الحديث الوارد عقب هذا.
(4)
(6/ 103 - 104).
(5)
(41/ 33) ورقمه/ 24485.
(6)
(3/ 310 - 311).
صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) اهـ، وتعقبه الذهبي في التلخيص
(1)
بقوله: (ليس بمتصل) اهـ، وهو كما قَال.
1874 -
[2] عن أم سلمة رضي الله عنها قَالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه: (إِنَّ الَّذي يَحْنُو عَليْكُنَّ بَعْدي لَهُوَ البَّار)، اللهم اسق عبد الرحمن من سلسبيل الجنة.
رواه: الإمام أحمد
(2)
عن يونس، وعن
(3)
معاوية بن عمرو، ورواه: الطبراني في الكبير
(4)
عن الحسين بن إسحاق عن محمد بن سليمان لوين، ثلاثتهم عن إبراهيم بن سعد
(5)
، ورواه: الطبراني في الكبير
(6)
- أيضًا - عن محمد بن على الطرائفي عن محمد بن علي بن ميمون الرقى عن سليمان بن عبد الله عن محمد بن سلمة، كلاهما عن محمد بن إسحاق عن محمد بن
(1)
(3/ 311).
(2)
(44/ 183) ورقمه / 26559 عن يونس (هو: ابن محمد المؤدب) به. ورواه من طريقه: أبو نعيم في المعرفة (1/ 379) ورقمه / 474.
(3)
(44/ 204) ورقمه / 26580.
(4)
(23/ 288 - 289) ورقمه / 636، ورواه عنه: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 111) ورقمه / 117.
(5)
الحديث من طريق إبراهيم بن سعد رواه - كذلك -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 132)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 601) ورقمه / 1412، والبغوي في المعجم (4/ 408) ورقمه / 1873، والحاكم في المستدرك (3/ 311) - وفي بعض سنده تحريف واضح -، وصححه، ووافقه الذهبي في التلخيص (3/ 311)، وليس كذلك.
(6)
(23/ 378) ورقمه / 896، مثله.
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين عن عوف بن الحارث
(1)
عنها به
…
وللإمام أحمد عن معاوية: (
…
لهو الصادق البار). ومحمد بن إسحاق مدلس، ولم يصرح بالتحديث. وشيخه: محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله ترجم له ابن أبي حاتم
(2)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وعوف بن الحارث هو: ابن الطفيل ترجم له البخاري
(3)
، وابن أبي حاتم
(4)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في الثقات
(5)
، وقَال ابن حجر
(6)
: (مقبول) - يعني: حيث يتابع -، ولم أر من تابعه في حديثه، من هذا الوجه.
ورواه: ابن أبي عاصم في السنة
(7)
بسنده عن سليمان بن عبيد الله عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن عن عوف بن مالك الأشجعي عن أم سلمة، وقَال:(بمثله)، يعني: بمثل حديث إبراهيم بن سعد. ولم يصرح ابن إسحاق بالتحديث - أيضًا -، وفي السند إليه:
(1)
وكذا رواه: الدارقطني في الأربعين [47/ أ - ب] بسنده عن محمد بن عبد الرحمن به.
(2)
الجرح والتعديل (7/ 317) ت / 1716.
(3)
التأريخ الكبير (7/ 57) ت / 261.
(4)
الجرح والتعديل (7/ 14) ت / 66.
(5)
(5/ 275).
(6)
التقريب (ص / 757) ت / 5251.
(7)
(2/ 938) ورقمه / 1449 - باسم -.
سليمان بن عبيد الله، وهو: أبو أيوب، الرقي، ليس بالقوي
(1)
، ولعلّ قوله:(عوف بن مالك)، بدل:(عوف بن الحارث) - في الإسناد المتقدم -، وهم منه؛ فليس في الإسناد من هو ضعيف غيره - والله أعلم -. ومحمد بن أسامة هو: الحراني. وتقدم الحديث من وجه حسن من مسند عائشة رضي الله عنها عند الترمذي، والإمام أحمد، وغيرهما، حديث أم سلمة هذا به: حسن لغيره؛ فإنه قابل للاعتضاد - والله أعلم -. مع لحظ أنَّ ما ورد من الدعاء لعبد الرحمن بن عوف في حديث عائشة رضي الله عنها من قولها - كما تقدم -. ولعله كذلك هنا من قول أم سلمة - رضى الله عنها -.
1875 -
[3] عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قَال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يَعطفُ عَليْكُنَّ بَعْدي إلَّا الصَّادِقُونَ، الصَّابِرُون) - يعني: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث رواه: البزار
(2)
عن عبد الله بن شبيب عن محمد بن عبد الله بن زيد عن محمد بن طلحة الطويل عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه به، أطول من هذا
…
وقَال: (وهذا الحديث قد روي عن عبد الرحمن بن عوف من وجه آخر، ولا نعلمه يروى من
(1)
انظر: الضعفاء للعقيلى (2/ 131) ت / 617، والجرح والتعديل (4/ 127) ت / 551، والديوان (ص / 173) ت / 1761 - وفي اسم أبيه فيه تحريف -، والتقريب (ص / 410) ت / 2606.
(2)
(3/ 252 - 253) ورقمه / 1043.
وجه عن عبد الرحمن بن عوف أحسن من هذا الوجه) اهـ. وعبد الله بن شبيب ذاهب الحديث، متهم بسرقة الحديث. حدث به عن محمد بن عبد الله بن زيد، ولم أقف على ترجمة له. ومحمد بن طلحة ضعفه غير واحد، وقَال ابن حجر:(صدوق يخطيء) - وتقدم -. ومحمد بن عمرو هو: ابن علقمة. والمعروف أن الحديث من طريق أبي سلمة عن عائشة - كما تقدم قبل حديث واحد -.
* وتقدم في فضائلهن رضي الله عنهن عدد من الأحاديث الواردة في فضائل أهل البيت - بأقسامها الثلاثة -، فانظرها
…
ومنها حديث أبي حميد الساعدي رفعه: (قولوا: اللهم صل على محمد، وأزواجه، وذريته
…
)، رواه: الشيخان
(1)
.
* وحديث زيد بن أرقم رفعه: (وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) - مرتين -
…
رواه: مسلم
(2)
.
* وحديث عائشة رفعته: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، رواه: الترمذي بسند على شرط البخاري
(3)
.
* خلاصة: اشتمل هذا المطلب على ستة أحاديث، كلها موصولة. منها ثلاثة أحاديث صحيحة - أحدها متفق عليه، وانفرد مسلم بواحد -. وحديث حسن. وآخر حسن لغيره. وحديث واه - وقد ثبت من طريق أخرى -. وذكرت فيه حديثًا واحدًا في الشواهد.
(1)
تقدم برقم / 200.
(2)
تقدم برقم / 170.
(3)
تقدم برقم / 210.