الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم الرابع عشر: ما ورد في فضائل بركة خادم أم حبيبة رضي الله عنهما
-
1953 -
[1] عن حكيمة بنت أميمة
(1)
بنت رقيقة
(2)
عن أمها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبول في قدح عيدان
(3)
، ثم يرفع تحت سريره. فبال فيه، ثم جاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء. فقال لامرأة يقال لها بركة - كانت تخدم أم حبيبة، جاءت بها من الحبشة -:(أينَ البَولُ الَّذِي كَانَ في القَدَحِ)؟ قالت: شربته. فقال: (لقَدْ احتُظرتِ
(4)
مِنْ النَّارِ).
هذا الحديث رواه: الطبراني في الكبير
(5)
عن أحمد بن زياد الحذاء الرقي عن حجاج بن محمد (يعني: أبا محمد الأعور) عن ابن جريج (هو: عبد الملك بن عبد العزيز) عن حكيمة بنت أميمة به.
(1)
بضم أوله، وفتح ثانيه، مصغرًا، مخففًا. انظر: التقريب (ص/ 1344 - 1345) ت/ 8634، وفيض القدير (5/ 226).
(2)
بقافين - الأولى مفتوحة -، والتصغير، والتخفيف. انظر: الإكمال (4/ 83)، والموضعين المتقدمين من التقريب، والفيض.
(3)
بفتح العين المهملة، وسكون التحتية، ودال مهملة: جمع عيدانة، وهى: النخلة السحوق المتجردة. والمراد هنا نوع من الخشب. عن المناوي في فيض القدير (5/ 226) رقم/ 6858.
(4)
أي: امتنعت منها بمانع مثل الحظار - بالفتح، والكسر - الذي يمنع ما وراءه. انظر: المشارق (1/ 193).
(5)
(24/ 189) ورقمه/ 477.
وهكذا رواه: ابن أبي عاصم في الآحاد
(1)
عن علي بن ميمون العطار عن حجاج بن محمد به. كلاهما قال: بركة، خادم أم حبيبة - رضى الله عنهما -.
ورواه: الطبراني - مرة أخرى -
(2)
من طرق عن يحيى بن معين
(3)
عن حجاج بن محمد به، إلا أنه قال: (برة
(4)
- مولاة أم سلمة -). وقد رواه: ابن عساكر في تأريخه
(5)
بسنده عن ابن معين - أيضًا -، وبسنده
(6)
عن هلال بن العلاء، كلاهما عن حجاج بن محمد به، وسماها من الطريقين: بركة - مولاة أم سلمة -
(7)
.
(1)
(6/ 121) ورقمه/ 3342.
(2)
المعجم الكبير (24/ 205 - 206) ورقمه/ 527.
(3)
الحديث في نسخة ابن معين، أفاده الذهبي في الميزان (6/ 280) ت 1049.
(4)
- بإسقاط الكاف -، وهكذا في البدر المنير (2/ 230) عن الطبراني. وأفاد المحقق أن في بعض نسخ البدر:(بردة)، وقي مجمع الزوائد (8/ 270):(بسرة) اهـ. والصواب: بركة.
(5)
(69/ 51 - 52).
(6)
(69/ 51).
(7)
ظاهر مما تقدم أنه قد وقع اختلاف في الروايات الواردة في من شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم. فوقع في بعض الروايات أنها بركة - خادم أم حبيبة -، وهى حبشية كانت مع أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضى الله عنهم -، تخدمها في أرض الحبشة، ثم قدمت معها المدينة (انظر: الإصابة 4/ 249 ت/ 165).
ووقع في بعض الروايات أنها بركة - خادم أم سلمة -، ولم أقف على ترجمة لها عند من جمع أسماء الصحابة. ووقع في رواية للطبراني أنها برة، وهذان الوجهان لعلهما وهم من بعض الرواة. ووقع نحو القصة لأم أيمن بركة بنت ثعلبة - رضى الله عنها - مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاضنه، وسيأتي حديثها برقم/ 1989. =
والحديث من طريق حكيمة وصف ابن الصلاح
(1)
إسناده بأنه جيد، غير أنه ذكر أن بعض رواياته فيها اضطراب مانع من تصحيح ما اضطرب فيه منه - وسيأتي في هذا الحديث، وفي حديث أم أيمن
(2)
بيان الاختلاف في سياق أسانيده، ومتونه -. ثم أفاد ابن الصلاح عن الدارقطني أن حديث
= ويظن ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 251) أن بركة - خادم أم حبيبة - هي أم أيمن، وأورد الحديث في ترجمتها، ثم كأنه استدرك، وقال: (إنما بركة هذه: بركة بنت يسار - مولاة أبى سفيان بن حرب -، هاجرت مع زوجها قيس بن عبد الأسد إلى أرض الحبشة
…
) الخ. وتعقبه ابن دحية (كما في: البر المنير 2/ 231)، والحافظ في الإصابة (4/ 250 ت/ 165)، واستظهرا أن أن الحبشية غير أم أيمن. واعتذرا له بأن كلًا منهما كانت تكنى أم أيمن، وتسمى بركة، وأن قصة البول تروى لأم أيمن - كذلك -.
وذكر الحافظ في ترجمة بركة بنت يسار (4/ 250) ت/ 166 أن بعض المغاربة (يعنى: ابن عبد البر، وابن دحية، أو أحدهما) ظن أنها بركة الحبشية، وليس كما ظن؛ لأن بركة بنت يسار من حلفاء بنى عبد الدار، وهى أخت بني تجراة من كندة، وليست حبشية، وإن اشتركتا في كونهما في أرض الحبشة مع المهاجرين.
والذي أميل إليه أنهما قصتان، وقعت إحداهما لبركة الحبشية، والأخرى لأم أيمن؛ لاختلاف أسانيدهما، وألفاظهما
…
وهذا ما اختاره ابن دحية (كما في: البدر المنير 2/ 231، والتلخيص الحبير 1/ 43 رقم / 11)، وابن حجر في الإصابة (4/ 433 ت/ 1145).
ودفع ابن الملقن في البدر المنير (2/ 229) أن تكون الشاربة هي أم أيمن، واستظهر من نسبتها في الحديث إلى أم حبيبة، وهجرها إلى الحبشة أما: بركة بنت يسار - عدها، والحبشية واحدة -، وبذلك جزم ابن دحية (كما في: المصدر نفسه 2/ 230).
وانظر: جامع الرعيني (2/ 269 - 271)، وفيض القدير (5/ 226 - 227) رقم/ 6858.
(1)
كما في: البر المنير (2/ 225 - 227).
(2)
ورقمه/.
المرأة التي شربت بوله صلى الله عليه وسلم صحيح. قال ابن الملقن: (لعله قاله تبعًا لعبد الحق، حيث قال: "ومما يلحق بالصحيح - على ما قاله الدارقطني -: حديث حكيمة بنت أميمة: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان تحت سريره، يبول فيه") اهـ. ثم أفاد أن ابن القطان اعترض عليه بأن الدارقطني لم ينص عليه بصحة، ولا يصح له ذلك، والغاية أنه ذكرها في من يلزم الشيخين إخراج حديثها، ولم ينص في حكيمة بتعديل ولا تجريح، والحديث متوقف الصحة على العلم بحالها، ولم تثبت ثقتها. ثم أثبت ابن الملقن ثقتها بأن ابن حبان ذكرها في الثقات
(1)
، ولكن لا يقر له بذلك لما عُلم من حال ابن حبان في التوثيق.
وحكيمة المذكورة أورد الهيثمى حديثها في مجمع الزوائد
(2)
عن الطبراني في الموضع الثاني له، وقال:(ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، وحكيمة، وكلاهما ثقة) اهـ.
وحكيمة لا أعلم أحدًا روى عنها غير ابن جريج
(3)
، وجزم أبو نعيم
(4)
بأنه لم يرو عنها غيره. وانفرد - في ما أعلم - ابن حبان بذكرها في الثقات - كما تقدم -. وقال ابن الملقن
(5)
: (لا يُعرف لها حال) اهـ
(6)
،
(1)
(4/ 195).
(2)
(8/ 271).
(3)
انظر - مثلًا -: تهذيب الكمال (35/ 156) ت / 7819.
(4)
كما في: الإصابة (4/ 240) ت/ 98.
(5)
البدر المنير (2/ 226).
(6)
مع أنه كان أثبت ثقتها بذكر ابن حبان لها في الثقات. ولكن لعله ذكر ذلك في معرض الرد. وقوله بحهالتها جاء متأخرًا عنه - والله أعلم -.
وعدها أبو عبد الله الذهبي
(1)
في النسوة المجهولات، وقال ابن حجر
(2)
: (لا تعرف) اهـ. وأمها أميمة سماها الطبراني في الموضع الأول الذي خرج حديثها فيه: (أميمة بنت رقيقة بن صيفي
(3)
بن هاشم بن عبد مناف). وقال ابن أبي عاصم: (أميمة غير منسوبة، لا ندري من هي)؟
وعقد أبو نعيم في المعرفة ترجمتين، ترجمة لأميمة بنت رقيقة
(4)
، وسمى أباها: عبدلن بجاد بن عمير، وعدها تيمية. وأخرى لأميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفى بن هاشم بن عبد مناف
(5)
، وساق لها هذا الحديث عن الطبراني، وعن غيره به.
وهاتان الترجمتان ذكرهما، واقتصر عليهما - أيضًا -: ابن الأثير في أسد الغابة
(6)
، غير أنه ذكر الحديث في ترجمة التيميمة. وقال في ترجمة أميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفى:(روت عنها ابنتها حكيمة بنت رقيقة. فرق الطبراني بين هذه، وبين أميمة بنت رقيقة التيمية. إلا لأن أبا نعيم ذكر في الترجمتين أن ابنتها حكيمة روت عنها؟ ويبعد أن يكون كل واحدة منهما مسماة باسم الأخرى، واسم أمها، واسم ابنتها التي تروي عنها) اهـ،
(1)
الميزان (6/ 280) ت/ 1041.
(2)
التقريب (ص/ 1350) ت/ 8663.
(3)
هكذا وقع في المطبوع من المعجم الكبير، والصواب: ابن أبى صيفى، كما في مصادر ترجمتها، وسوف تأتي الحوالة على عدد منها.
(4)
المعرفة (6/ 3262) ت/ 3777.
(5)
المصدر نفسه (6/ 3263) ت/ 3778.
(6)
(6/ 27/ 28) ت/ 6732، 6733.
فمال إلى الجمع بينهما، وهو ما ذهب إليه: ابن السكن
(1)
، والمزي
(2)
. وهو الأشبه - والله أعلم -.
ومال ابن حجر في الإصابة
(3)
إلى ما ذهب إليه أبو نعيم من التفريق بينهما تبعًا للطبراني، وقال في ترجمة أميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفى:(سيأتي قريبًا أن والد هذه أنصاري، وهو مما يؤيد قول من فرق بينهما) اهـ، ثم عقد بعد ثلاث عشرة ترجمة ترجمة لأميمة بنت النجار الأنصارية
(4)
، وذكر لها حديثا غير هذا من طريق ابن جريج عن حكيمة بنت أبي حكيم عن أمها أميمة به. وأفاد أن أبا عمر بن عبد البر
(5)
قال: (أظن هذا الحديث لأميمة بنت رقيقة، راوية حديث القدح من عيدان) اهـ، وتعقبه الحافظ بأن ابن سعد
(6)
ذكر هذه في النسوة اللائى روين عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يروين عنه. وساق هذا الحديث من طريق ابن جريج.
والحديث رواه: عبد الرزاق
(7)
عن ابن جريج قال: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه، وفيه أن بركة - خادم أم حبيبة -
(1)
كما في: الإصابة (4/ 240) ت/ 98.
(2)
تحفة الأشراف (11/ 269 - 270).
(3)
وتقدمت الحوالة عليه.
(4)
(4/ 242) ت/ 112.
(5)
انظر: الاستيعاب (4/ 240 - 241).
(6)
انظر: الطبقات الكبرى (8/ 482).
(7)
كما في: البدر المنير (2/ 220 - 221)، والإصابة (4/ 250)، ونسبه الأخير إلى المصنف، ولم أره فيه بعد.
شربته، فقال:(صحة، يا أم يوسف)
…
والإسناد معضل؛ لأن بين ابن جريج، وبين زمن القصة سنين كثيرة. وروايته المسندة محفوظة عنه، صرح فيها بالتحديث عن شيخه عند جماعة من مخرجيه.
وخلاصة الكلام في تخريج هذه الحديث أنه: ضعيف الإسناد، لجهالة حكيمة بنت أميمة. وبهذه العلة ضعفه بعض أهل العلم في ما نقله عنه المناوي في فيض القدير
(1)
، ثم قال الناوي:(ونوزع بما فيه طول. والتوسط ما جزم به النووي من أنه حسن) اهـ
…
والأول هو الصواب - والله سبحانه أعلم -.
ثم بعد مدة من تقييد هذا التخريج وقفت على كتاب الجامع للرعيني رحمه الله، ورأيت فيه ما أفاده مؤلفه
(2)
من أن الحافظ أبا عبد الله (يعني: ابن منده) جمع بين أميمة بنت عبد بنبجاد، وأميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفى في ترجمة واحدة. ثم ذكر المؤلف
(3)
أنه وقع عند المصنفين في الصحابة تخبيط، وتخليط كثير في هذه الترجمة، وأقوال متباينة، ثم قال: (والله أعلم بصحتها، غير أن الظاهر أنها امرأة واحدة - والله أعلم -
(4)
) اهـ، ثم أيد ما مال إليه بصنيع المزي - المقدم ذكره -، وأنه ساق نسبها، ونسب أمها كما ساقه أبو عمر بن عبد البر
(5)
- رحمهما الله - سواء،
(1)
(5/ 227) رقم/ 1658.
(2)
(2/ 549).
(3)
(2/ 550 - 551).
(4)
ثم أكد هذا (2/ 551).
(5)
انظر: الاستيعاب (4/ 239 - 240).
ثم قال: (وهما عندي أحفظ
…
) اهـ، وقول من قال إنهما واحدة هو ما اختاره محقق الكتاب
(1)
- والله الموفق برحمته -.
(1)
(2/ 550).