المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ القسم الرابع عشر: ما ورد في فضائل بركة خادم أم حبيبة رضي الله عنهما - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ١١

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الثالث الأحاديث الواردة في فضائل الصحابيات

- ‌المبحث الأول ما ورد في ما اشترك فيه جماعة منهن

- ‌ المطلب الأول: ما ورد في فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ المطلب الثاني: ما ورد في فضائل خديجة، وفاطمة - جميعا

- ‌ المطلب الثالث: ما ورد في فضائل ميمونة بنت الحارث، وأخواتها: أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية، وسلمى بنت عميس، وأسماء بنت عميس رضي الله عنهن جميعا

- ‌ المطلب الرابع: ما ورد في فضائل نساء قريش

- ‌المبحث الثاني ما ورد في تفصيل فضائل الصحابيات على الانفراد

- ‌ المطلب الأول: من عُرفن بأعيانهن .. وفيه ستة وستون قسما:

- ‌ القسم الأول: ما ورد في فضائل خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية رضي الله عنها

- ‌ القسم الثاني: ما ورد في فضائل سودة بنت زمعة القرشية رضي الله عنها

- ‌ القسم الثالث: ما ورد في فضائل عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما

- ‌ القسم الرابع: ما ورد في فضائل حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوي رضي الله عنهما

- ‌ القسم الخامس: ما ورد في فضائل صفية بنت حيي بن أخطب الإسرائيلية رضي الله عنها

- ‌ القسم السابع: ما ورد في فضائل زينب بنت جحش الأسدية رضي الله عنها

- ‌ القسم الثامن: ما ورد في فضائل هند بنت أبي أميمة، أم سلمة المخزومية رضي الله عنها

- ‌ القسم التاسع: ما ورد في فضائل مَاريَة القبطية، أم إبراهيم رضي الله عنهما

- ‌ القسم العاشر: ما ورد في فضائل أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما

- ‌ القسم الحادي عشر: ما ورد في فضائل أسماء بنت عميس بن معد الهلالية رضي الله عنها

- ‌ القسم الثاني عشر: ما ورد في فضائل أمامة بنت زينب رضي الله عنهما بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ القسم الثالث عشر: ما ورد في فضائل أميمة بنت صُبيح - أو صُفيح - بن الحارث، أم أبي هريرة. ولقال في اسمها: ميمونة رضي الله عنهما

- ‌ القسم الرابع عشر: ما ورد في فضائل بركة خادم أم حبيبة رضي الله عنهما

- ‌ القسم الخامس عشر: ما ورد في فضائل جمرة بنت عبد الله اليربوعي(1)رضي الله عنهما

- ‌ القسم السادس عشر: ما ورد في فضائل حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية رضي الله عنها

- ‌ القسم السابع عشر: ما ورد في فضائل خالدة بنت الأسود القرشية(1)رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثامن عشر: ما ورد في فضائل خولة بنت ثعلبة(1)رضي الله عنها

- ‌ القسم التاسع عشر: ما ورد في فضائل درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب القرشية(1)رضي الله عنها

- ‌ القسم العشرون: ما ورد في فضائل الرباب بنت حارثة الأنصارية - ويقال: الرباب بنت كعب بن عدى بن عبد الأشهل الأنصارية - والدة حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما

- ‌ القسم الواحد والعشرون: ما ورد في فضائل رُقَيقة بنت وهب الثقفيَّة(1)رضي الله عنها

- ‌ القسم الثاني والعشرون: ما ورد في فضائل رقية رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ القسم الثالث والعشرون: ما ورد في فضائل روضة - وصيفة لامرأة في المدينة رضي الله عنهما

- ‌ القسم الرابع والعشرون: ما ورد في فضائل ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمية(1)رضي الله عنهم

- ‌ القسم الخامس والعشرون: ما ورد في فضائل زينب بنت أبي سلمة المخزومية(1)رضي الله عنها

- ‌ القسم السادس والعشرون: ما ورد في فضائل زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ القسم السابع والعشرون: ما ورد في فضائل سعيرة(1)، أم زفر الحبشية رضي الله عنها

- ‌ القسم الثامن والعشرون: ما ورد في فضائل سلمى بنت عميس الخثعمية، امرأة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما

- ‌ القسم التاسع والعشرون: ما ورد فضائل سلمى امرأة أبي رافع(1)رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثلاثون: ما ورد في فضائل سمية، أم عمار بن ياسر رضي الله عنهم

- ‌ القسم الواحد والثلاثون: ما ورد في فضائل سهيمة بنت مسعود بن أوس الأنصارية الظفرية، زوج جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثاني والثلاثون: ما ورد في فضائل سودة القرشية(1)رضي الله عنها

- ‌ القسم الثالث والثلاثون: ما ورد في فضائل عميرة بنت رافع بن سنان الأنصارية رضي الله عنهما

- ‌ القسم الرابع والثلاثون: ما ورد في فضائل فاطمة بنت أسد، أم على بن أبي طالب رضي الله عنهما

- ‌ القسم الخامس والثلاثون: ما ورد في فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ القسم السادس والثلاثون: ما ورد في فضائل قيلة بنت مخرمة(1)، وبعض بناتها رضي الله عنهن

- ‌ القسم السابع والثلاثون: ما ورد في فضائل لبابة بنت الحارث الهلالية، وهي لبابة الكبرى، أم الفضل، امرأة العباس بن عبد المطلب، وأخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثامن والثلاثون: ما ورد في فضائل هالة بنت خويلد الأسدية، أخت خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما

- ‌ القسم التاسع والثلاثون: ما ورد في فضائل أم أيمن رضي الله عنها، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، وحاضنته

- ‌ القسم الأربعون: ما ورد في فضائل أم أيوب بنت قيس الأنصارية، امرأة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهما

- ‌ القسم الواحد والأربعون: ما ورد في فضائل أم حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثاني والأربعون: ما ورد في فضائل أم حرام بنت ملحان الأنصارية(1)رضي الله عنها

- ‌ القسم الثالث والأربعون: ما ورد في فضائل أم الرُّبَيَّع بنت البراء(1)رضي الله عنها

- ‌ القسم الرابع والأربعون: ما ورد في فضائل أم سليم بنت ملحان الأنصارية، المعروفة بالرميصاء، أو الغميصاء رضي الله عنها

- ‌ القسم الخامس والأربعون: ما ورد في فضائل أم سنبلة الأسلمية(1)رضي الله عنها

- ‌ القسم السادس والأربعون: ما ورد في فضائل أم عبد الله بن عمرو بن العاص(1)رضي الله عنهم

- ‌ القسم السابع والأربعون: ما ورد في فضائل أم قيس بنت محصن الأسدية، أخت عكاشة(1)رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثامن والأربعون: ما ورد في فضائل أم كلثوم بنت العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما

- ‌ القسم التاسع والأربعون: ما ورد في فضائل أم كلثوم رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ القسم الخمسون: ما ورد في فضائل أم هانئ بنت أبي طالب الهاشمية رضي الله عنها

- ‌ القسم الواحد والخمسون: ما ورد في فضائل أم الهيثم، زوج مالك بن التيهان الأنصاري رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثاني والخمسون: ما ورد في فضائل أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري رضي الله عنها

- ‌ المطلب الثاني: من له يُعرفن (المبهمات)

- ‌ الفرع الأول: من نسبن إلى أفراد، أو قبائل، أو نحوهما…وفيه أقسام:

- ‌ القسم الثالث والخمسون: ما ورد في فضل امرأة من أحمس رضي الله عنها

- ‌ القسم الرابع والخمسون: ما ورد في فضل امرأة من الأنصار، وهي زوج جليبيب رضي الله عنهما

- ‌ القسم الخامس والخمسون: ما ورد في فضائل امرأة من الأنصار رضي الله عنها

- ‌ القسم السادس والخمسون: ما ررد في فضل امرأة من جهينة رضي الله عنها

- ‌ القسم السابع والخمسون: ما ورد في فضل امرأة من غامد، من الأزد رضي الله عنها

- ‌ القسم الثامن والخمسون: ما ورد في فضل جارية للشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنهما

- ‌ القسم التاسع والخمسون: ما ورد في فضل جارية لكعب بن مالك رضي الله عنهما

- ‌ القسم الستون: ما ورد في فضل جارية لمعاوية بن الحكم السلمي - رضى الله عنهما

- ‌ القسم الواحد والستون: ما ورد في فضل يتيمة عند أم سليم رضي الله عنهما

- ‌ الفرع الثاني: من لم يُنسبن (المبهمات)

- ‌الفصل الرابع الأحاديث الواردة في فضائل البنات اللائي ولدن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة ممن مات صلى الله عليه وسلم وهن في دون سن التمييز

- ‌المبحث الأول ما ورد في ما اشتركن فيه، وغيرهن من الصبيان

- ‌المبحث الآخر ما ورد في تفصيل فضائلهن على الانفراد

- ‌ المطلب الأول: من عرفن بأعيانهن…وفيه أقسام:

- ‌ القسم الثاني والستون: ما ورد في فضائل خديجة الكبرى بنت الزبير بن العوام الأسدي(1)رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثالث والستون: ما ورد في فضائل زينب بنت الزبير بن العوام الأسدي رضي الله عنهما

- ‌ القسم الرابع والستون: ما ورد في فضائل زينب بنت علي بن أبي طالب الهاشمية رضي الله عنهما

- ‌ القسم الخامس والستون: ما ورد في فضائل أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب الهاشمية رضي الله عنهما

- ‌ المطلب الثاني: من نسبن إلى أفراد

- ‌ القسم السادس والستون: ما ورد في فضل بنتٍ لقيلة بنت مخرمة رضي الله عنهما

- ‌الْخَاتِمَةُ

الفصل: ‌ القسم الرابع عشر: ما ورد في فضائل بركة خادم أم حبيبة رضي الله عنهما

*‌

‌ القسم الرابع عشر: ما ورد في فضائل بركة خادم أم حبيبة رضي الله عنهما

-

1953 -

[1] عن حكيمة بنت أميمة

(1)

بنت رقيقة

(2)

عن أمها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبول في قدح عيدان

(3)

، ثم يرفع تحت سريره. فبال فيه، ثم جاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء. فقال لامرأة يقال لها بركة - كانت تخدم أم حبيبة، جاءت بها من الحبشة -:(أينَ البَولُ الَّذِي كَانَ في القَدَحِ)؟ قالت: شربته. فقال: (لقَدْ احتُظرتِ

(4)

مِنْ النَّارِ).

هذا الحديث رواه: الطبراني في الكبير

(5)

عن أحمد بن زياد الحذاء الرقي عن حجاج بن محمد (يعني: أبا محمد الأعور) عن ابن جريج (هو: عبد الملك بن عبد العزيز) عن حكيمة بنت أميمة به.

(1)

بضم أوله، وفتح ثانيه، مصغرًا، مخففًا. انظر: التقريب (ص/ 1344 - 1345) ت/ 8634، وفيض القدير (5/ 226).

(2)

بقافين - الأولى مفتوحة -، والتصغير، والتخفيف. انظر: الإكمال (4/ 83)، والموضعين المتقدمين من التقريب، والفيض.

(3)

بفتح العين المهملة، وسكون التحتية، ودال مهملة: جمع عيدانة، وهى: النخلة السحوق المتجردة. والمراد هنا نوع من الخشب. عن المناوي في فيض القدير (5/ 226) رقم/ 6858.

(4)

أي: امتنعت منها بمانع مثل الحظار - بالفتح، والكسر - الذي يمنع ما وراءه. انظر: المشارق (1/ 193).

(5)

(24/ 189) ورقمه/ 477.

ص: 218

وهكذا رواه: ابن أبي عاصم في الآحاد

(1)

عن علي بن ميمون العطار عن حجاج بن محمد به. كلاهما قال: بركة، خادم أم حبيبة - رضى الله عنهما -.

ورواه: الطبراني - مرة أخرى -

(2)

من طرق عن يحيى بن معين

(3)

عن حجاج بن محمد به، إلا أنه قال: (برة

(4)

- مولاة أم سلمة -). وقد رواه: ابن عساكر في تأريخه

(5)

بسنده عن ابن معين - أيضًا -، وبسنده

(6)

عن هلال بن العلاء، كلاهما عن حجاج بن محمد به، وسماها من الطريقين: بركة - مولاة أم سلمة -

(7)

.

(1)

(6/ 121) ورقمه/ 3342.

(2)

المعجم الكبير (24/ 205 - 206) ورقمه/ 527.

(3)

الحديث في نسخة ابن معين، أفاده الذهبي في الميزان (6/ 280) ت 1049.

(4)

- بإسقاط الكاف -، وهكذا في البدر المنير (2/ 230) عن الطبراني. وأفاد المحقق أن في بعض نسخ البدر:(بردة)، وقي مجمع الزوائد (8/ 270):(بسرة) اهـ. والصواب: بركة.

(5)

(69/ 51 - 52).

(6)

(69/ 51).

(7)

ظاهر مما تقدم أنه قد وقع اختلاف في الروايات الواردة في من شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم. فوقع في بعض الروايات أنها بركة - خادم أم حبيبة -، وهى حبشية كانت مع أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضى الله عنهم -، تخدمها في أرض الحبشة، ثم قدمت معها المدينة (انظر: الإصابة 4/ 249 ت/ 165).

ووقع في بعض الروايات أنها بركة - خادم أم سلمة -، ولم أقف على ترجمة لها عند من جمع أسماء الصحابة. ووقع في رواية للطبراني أنها برة، وهذان الوجهان لعلهما وهم من بعض الرواة. ووقع نحو القصة لأم أيمن بركة بنت ثعلبة - رضى الله عنها - مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاضنه، وسيأتي حديثها برقم/ 1989. =

ص: 219

والحديث من طريق حكيمة وصف ابن الصلاح

(1)

إسناده بأنه جيد، غير أنه ذكر أن بعض رواياته فيها اضطراب مانع من تصحيح ما اضطرب فيه منه - وسيأتي في هذا الحديث، وفي حديث أم أيمن

(2)

بيان الاختلاف في سياق أسانيده، ومتونه -. ثم أفاد ابن الصلاح عن الدارقطني أن حديث

= ويظن ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 251) أن بركة - خادم أم حبيبة - هي أم أيمن، وأورد الحديث في ترجمتها، ثم كأنه استدرك، وقال: (إنما بركة هذه: بركة بنت يسار - مولاة أبى سفيان بن حرب -، هاجرت مع زوجها قيس بن عبد الأسد إلى أرض الحبشة

) الخ. وتعقبه ابن دحية (كما في: البر المنير 2/ 231)، والحافظ في الإصابة (4/ 250 ت/ 165)، واستظهرا أن أن الحبشية غير أم أيمن. واعتذرا له بأن كلًا منهما كانت تكنى أم أيمن، وتسمى بركة، وأن قصة البول تروى لأم أيمن - كذلك -.

وذكر الحافظ في ترجمة بركة بنت يسار (4/ 250) ت/ 166 أن بعض المغاربة (يعنى: ابن عبد البر، وابن دحية، أو أحدهما) ظن أنها بركة الحبشية، وليس كما ظن؛ لأن بركة بنت يسار من حلفاء بنى عبد الدار، وهى أخت بني تجراة من كندة، وليست حبشية، وإن اشتركتا في كونهما في أرض الحبشة مع المهاجرين.

والذي أميل إليه أنهما قصتان، وقعت إحداهما لبركة الحبشية، والأخرى لأم أيمن؛ لاختلاف أسانيدهما، وألفاظهما

وهذا ما اختاره ابن دحية (كما في: البدر المنير 2/ 231، والتلخيص الحبير 1/ 43 رقم / 11)، وابن حجر في الإصابة (4/ 433 ت/ 1145).

ودفع ابن الملقن في البدر المنير (2/ 229) أن تكون الشاربة هي أم أيمن، واستظهر من نسبتها في الحديث إلى أم حبيبة، وهجرها إلى الحبشة أما: بركة بنت يسار - عدها، والحبشية واحدة -، وبذلك جزم ابن دحية (كما في: المصدر نفسه 2/ 230).

وانظر: جامع الرعيني (2/ 269 - 271)، وفيض القدير (5/ 226 - 227) رقم/ 6858.

(1)

كما في: البر المنير (2/ 225 - 227).

(2)

ورقمه/.

ص: 220

المرأة التي شربت بوله صلى الله عليه وسلم صحيح. قال ابن الملقن: (لعله قاله تبعًا لعبد الحق، حيث قال: "ومما يلحق بالصحيح - على ما قاله الدارقطني -: حديث حكيمة بنت أميمة: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان تحت سريره، يبول فيه") اهـ. ثم أفاد أن ابن القطان اعترض عليه بأن الدارقطني لم ينص عليه بصحة، ولا يصح له ذلك، والغاية أنه ذكرها في من يلزم الشيخين إخراج حديثها، ولم ينص في حكيمة بتعديل ولا تجريح، والحديث متوقف الصحة على العلم بحالها، ولم تثبت ثقتها. ثم أثبت ابن الملقن ثقتها بأن ابن حبان ذكرها في الثقات

(1)

، ولكن لا يقر له بذلك لما عُلم من حال ابن حبان في التوثيق.

وحكيمة المذكورة أورد الهيثمى حديثها في مجمع الزوائد

(2)

عن الطبراني في الموضع الثاني له، وقال:(ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، وحكيمة، وكلاهما ثقة) اهـ.

وحكيمة لا أعلم أحدًا روى عنها غير ابن جريج

(3)

، وجزم أبو نعيم

(4)

بأنه لم يرو عنها غيره. وانفرد - في ما أعلم - ابن حبان بذكرها في الثقات - كما تقدم -. وقال ابن الملقن

(5)

: (لا يُعرف لها حال) اهـ

(6)

،

(1)

(4/ 195).

(2)

(8/ 271).

(3)

انظر - مثلًا -: تهذيب الكمال (35/ 156) ت / 7819.

(4)

كما في: الإصابة (4/ 240) ت/ 98.

(5)

البدر المنير (2/ 226).

(6)

مع أنه كان أثبت ثقتها بذكر ابن حبان لها في الثقات. ولكن لعله ذكر ذلك في معرض الرد. وقوله بحهالتها جاء متأخرًا عنه - والله أعلم -.

ص: 221

وعدها أبو عبد الله الذهبي

(1)

في النسوة المجهولات، وقال ابن حجر

(2)

: (لا تعرف) اهـ. وأمها أميمة سماها الطبراني في الموضع الأول الذي خرج حديثها فيه: (أميمة بنت رقيقة بن صيفي

(3)

بن هاشم بن عبد مناف). وقال ابن أبي عاصم: (أميمة غير منسوبة، لا ندري من هي)؟

وعقد أبو نعيم في المعرفة ترجمتين، ترجمة لأميمة بنت رقيقة

(4)

، وسمى أباها: عبدلن بجاد بن عمير، وعدها تيمية. وأخرى لأميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفى بن هاشم بن عبد مناف

(5)

، وساق لها هذا الحديث عن الطبراني، وعن غيره به.

وهاتان الترجمتان ذكرهما، واقتصر عليهما - أيضًا -: ابن الأثير في أسد الغابة

(6)

، غير أنه ذكر الحديث في ترجمة التيميمة. وقال في ترجمة أميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفى:(روت عنها ابنتها حكيمة بنت رقيقة. فرق الطبراني بين هذه، وبين أميمة بنت رقيقة التيمية. إلا لأن أبا نعيم ذكر في الترجمتين أن ابنتها حكيمة روت عنها؟ ويبعد أن يكون كل واحدة منهما مسماة باسم الأخرى، واسم أمها، واسم ابنتها التي تروي عنها) اهـ،

(1)

الميزان (6/ 280) ت/ 1041.

(2)

التقريب (ص/ 1350) ت/ 8663.

(3)

هكذا وقع في المطبوع من المعجم الكبير، والصواب: ابن أبى صيفى، كما في مصادر ترجمتها، وسوف تأتي الحوالة على عدد منها.

(4)

المعرفة (6/ 3262) ت/ 3777.

(5)

المصدر نفسه (6/ 3263) ت/ 3778.

(6)

(6/ 27/ 28) ت/ 6732، 6733.

ص: 222

فمال إلى الجمع بينهما، وهو ما ذهب إليه: ابن السكن

(1)

، والمزي

(2)

. وهو الأشبه - والله أعلم -.

ومال ابن حجر في الإصابة

(3)

إلى ما ذهب إليه أبو نعيم من التفريق بينهما تبعًا للطبراني، وقال في ترجمة أميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفى:(سيأتي قريبًا أن والد هذه أنصاري، وهو مما يؤيد قول من فرق بينهما) اهـ، ثم عقد بعد ثلاث عشرة ترجمة ترجمة لأميمة بنت النجار الأنصارية

(4)

، وذكر لها حديثا غير هذا من طريق ابن جريج عن حكيمة بنت أبي حكيم عن أمها أميمة به. وأفاد أن أبا عمر بن عبد البر

(5)

قال: (أظن هذا الحديث لأميمة بنت رقيقة، راوية حديث القدح من عيدان) اهـ، وتعقبه الحافظ بأن ابن سعد

(6)

ذكر هذه في النسوة اللائى روين عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يروين عنه. وساق هذا الحديث من طريق ابن جريج.

والحديث رواه: عبد الرزاق

(7)

عن ابن جريج قال: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه، وفيه أن بركة - خادم أم حبيبة -

(1)

كما في: الإصابة (4/ 240) ت/ 98.

(2)

تحفة الأشراف (11/ 269 - 270).

(3)

وتقدمت الحوالة عليه.

(4)

(4/ 242) ت/ 112.

(5)

انظر: الاستيعاب (4/ 240 - 241).

(6)

انظر: الطبقات الكبرى (8/ 482).

(7)

كما في: البدر المنير (2/ 220 - 221)، والإصابة (4/ 250)، ونسبه الأخير إلى المصنف، ولم أره فيه بعد.

ص: 223

شربته، فقال:(صحة، يا أم يوسف)

والإسناد معضل؛ لأن بين ابن جريج، وبين زمن القصة سنين كثيرة. وروايته المسندة محفوظة عنه، صرح فيها بالتحديث عن شيخه عند جماعة من مخرجيه.

وخلاصة الكلام في تخريج هذه الحديث أنه: ضعيف الإسناد، لجهالة حكيمة بنت أميمة. وبهذه العلة ضعفه بعض أهل العلم في ما نقله عنه المناوي في فيض القدير

(1)

، ثم قال الناوي:(ونوزع بما فيه طول. والتوسط ما جزم به النووي من أنه حسن) اهـ

والأول هو الصواب - والله سبحانه أعلم -.

ثم بعد مدة من تقييد هذا التخريج وقفت على كتاب الجامع للرعيني رحمه الله، ورأيت فيه ما أفاده مؤلفه

(2)

من أن الحافظ أبا عبد الله (يعني: ابن منده) جمع بين أميمة بنت عبد بنبجاد، وأميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفى في ترجمة واحدة. ثم ذكر المؤلف

(3)

أنه وقع عند المصنفين في الصحابة تخبيط، وتخليط كثير في هذه الترجمة، وأقوال متباينة، ثم قال: (والله أعلم بصحتها، غير أن الظاهر أنها امرأة واحدة - والله أعلم -

(4)

) اهـ، ثم أيد ما مال إليه بصنيع المزي - المقدم ذكره -، وأنه ساق نسبها، ونسب أمها كما ساقه أبو عمر بن عبد البر

(5)

- رحمهما الله - سواء،

(1)

(5/ 227) رقم/ 1658.

(2)

(2/ 549).

(3)

(2/ 550 - 551).

(4)

ثم أكد هذا (2/ 551).

(5)

انظر: الاستيعاب (4/ 239 - 240).

ص: 224

ثم قال: (وهما عندي أحفظ

) اهـ، وقول من قال إنهما واحدة هو ما اختاره محقق الكتاب

(1)

- والله الموفق برحمته -.

(1)

(2/ 550).

ص: 225