الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم السادس والعشرون: ما ورد في فضائل زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
1962 -
[1] عن أنس - رضى الله عنه - قال: توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا معه، فرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهتمًّا، شديد الحزن
…
وفيه قال: ثم فُرغ من القبر، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فرأيته يزداد حزنًا، ثم إنه فرغ، فخرج، فرأيته سري عنه، وتبسم صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، رأيناك مهتمًّا، حزينًا، لم نستطع أن نكلمك، ثم رأيناك سُرّي عنك، فلم ذاك؟ قال:(كنْتُ أذكرُ ضيْقَ القَبرِ، وغمِّهِ، وضعفَ زينَبٍ، فكانَ ذلكَ يشُقُّ عليَّ، فدعَوتُ الله عز وجل أنْ يُخفِّفَ عنهَا، ففَعَل).
هذا مختصر من حديث رواه: سليمان بن مهران الأعمش، واختلف عنه
…
فرواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن عمر
(2)
بن أبي الرُّطيل عن حبيب بن خالد الأسدي عنه عن عبد الله بن المغيرة عن أنس به
…
وحبيب بن خالد ترجم له البخاري في تأريخه الكبير
(3)
، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذُكِرَ لابن المبارك
(4)
حديث له، فقال:(ليس بشئ). فقيل لابن المبارك: إنه شيخ صالح. فقال: (هو
(1)
(1/ 257) ورقمه/ 745، وَ (22/ 433) ورقمه/ 1054.
(2)
وقع في الموضع الثاني من المعجم: (عمران)، وهو تحريف.
(3)
(2/ 317) ت/ 2602.
(4)
كما في: الجرح والتعديل (3/ 99) ت/ 465.
صالح في كل شئ إلّا في هذا
(1)
الحديث. وسأل ابن أبي حاتم
(2)
أباه عنه، فقال:(شيخ صالح) لم يكن بصاحب حديث، وليس بالقوي). وذكره ابن حبان في الثقات
(3)
، وهذا تساهل منه. وذكره الذهبي في المغني
(4)
، وقال:(ليس بالقوي). حدَّث به عنه: عمر - وهو: ابن عبد الله بن سليمان بن أبي الرطيل - ترجم له ابن أبي حاتم
(5)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا وذكره ابن حبان في الثقات
(6)
، وهذا لا يكفيه لمعرفة حاله. وعبد الله بن المغيرة لم أعرفه، وفي التاريخ الكبير
(7)
للبخارى: (عبد الله بن مغيره بن أبى، بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغلول، مرسل، قاله الليث حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن مغيرة أن رجلًا من بني مدلج قال: سألنا النبي - صلى لله عليه وسلم -، فقال:"الحل ميتته"
(8)
)، ولعبد الله هذا ترجمة في الجرح والتعديل
(9)
لابن أبى حاتم، والتقريب
(10)
لابن حجر،
(1)
ذكر المعلمى رحمه الله أن قوله: (هذا) في بعض نسخ الكتاب دون بعض.
(2)
الجرح والتعديل (3/ 100).
(3)
(6/ 181).
(4)
(1/ 147) ت/ 1294.
(5)
الجرح والتعديل (6/ 109) ت/ 577.
(6)
(8/ 446).
(7)
(5/ 205) ت/ 648.
(8)
يعنى حديث: (هو الطهور ماؤه، الحل ميتته) - يعنى: البحر. رواه: أصحاب السنن الأربعة، والإمام أحمد، وغيرهم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وله طرق عن جماعة من الصحابة
…
انظر: نصب الراية (1/ 95 - 99)، والبدر المنير (2/ 2 - 39).
(9)
(5/ 175) ت / 819.
(10)
(ص/ 645) ت/ 4373.
وقال: (مقبولا). وفي الجرح والتعديل
(1)
: (عبد الله بن أبي سفيان - واسم أبي سفيان: المغيرة - بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
روى عنه سماك بن حرب) اهـ، فلعله أحد هذين والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد، وعزاه على الطبراني في الكبير، وفى الأوسط، ثم قال:(وإسناده ضعيف) اهـ، والحديث في الأوسط
(2)
دون الشاهد.
ورواه: الحاكم في المستدرك،
(3)
، وابن الجوزي في الموضوعات
(4)
، وفي العلل المتناهية
(5)
، كلاهما من طريق إسحاق بن إبراهيم عن سعد بن الصلت عن الأعمش عن أبى سفيان عن أنس به بنحوه
…
وسكت الحاكم، والذهبي في التلخيص
(6)
عنه. وسعد بن الصلت هو: ابن برد بن أسلم، تفرد ابن حبان بذكره في الثقات - وتقدم - وأبو سفيان اسمه: طلحة بن نافع، مشهور بالتدليس، ولم يصرح بالتحديث، وسماعه من أنس محتمل، قاله: أبو حاتم
(7)
. وإسحاق بن إبرهيم - في الإسناد - هو: المعروف بشاذان، فارسي.
(1)
(5/ 151) ت/ 692.
(2)
(6/ 379) ورقمه / 5806.
(3)
(4/ 46).
(4)
(3/ 541 - 542) ورقمه/ 1769.
(5)
(2/ 908) ورقمه/ 1517.
(6)
(4/ 46).
(7)
كما في: المراسيل لابنه (ص/ 100) ت/ 155.
ورواه: ابن الجوزي في الموضوعات - أيضًا -
(1)
بسنده عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن أبيه عن أبي حمزة عن الأعمش عن أنس به، بنحوه
…
والأعمش لم يسمع أنس بن مالك
(2)
، حدّث به تارة عن عبد الله بن المغيرة، وتارة عن أبي سفيان، كلاهما عن أنس - كما تقدم -. ثم إن الأعمش مدلس، ولم يصرح بالتحديث في شئ من الطرق المتقدمة عنه، ذكرها الدارقطني
(3)
، ثم قال:(والحديث مضطرب عن الأعمش) اهـ، وهو كما قال؛ لاستوائها في الضعف، والمضطرب من أنواع الضعيف.
ولا يسلّم لابن الجوزي إيراده للحديث في الموضوعات
(4)
؛ لأنه ليس في إسناده كذاب، أو متهم. وقوله - عقبه -:(هذا حديث لا يصح من جميع طرقه) اهـ، قال الذهبي - معلِّقًا -
(5)
إنه دفع بغير حجة! والحديث لم يصح من جميع طرقه، لكنه ليس موضوعا - كما مضى -، وإيراد ابن
(1)
(3/ 541) ورقمه/ 1768.
(2)
انظر: المراسيل (ص/ 82) ت/ 130، وتحفة التحصيل (ص/ 168) ت/ 343.
(3)
العلل [4/ 25 ب].
(4)
واعترض بعض أهل العلم على ابن الجوزى في إيراده ما ليس موضوعًا في الموضوعات، واعتذروا له. وقالوا: في كتابه الحديث المنكر، والضعيف الذي يحتمل في الترغيب والترهيب، وقليل من الأحاديث الحسان.
انظر: النكت لابن حجر (2/ 847 - 850).
(5)
الترتيب [80/ ب].
الجوزي له في الواهيات صحيح؛ لأن مثل هذا من الاضطراب لا يتقوى بالمتابعات، أو الشواهد
(1)
.
وتعقب السيوطي في اللآليء
(2)
ابن الجوزي بأن الحاكم رواه في المستدرك
(3)
، وأبو عوانة في صحيحه! وهذا التعقب محل نظر؛ لأن الحاكم رواه بسنده عن شاذان عن سعد بن الصلت عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس، وهذا إسناد ضعيف، سبق ذِكْر علله. ولأبي عوانة في الحديث إسنادان، أحدهما: إسناد شاذان - المتقدم -. والآخر: إسناد عمر بن أبي الرطيل عن حبيب بن خالد به، وهو إسناد ضعيف - أيضًا - سبق ذِكْر علله.
وروى سعيد بن منصور في سننه
(4)
عن مروان بن معاوية عن العلاء بن المسيب عن معاوية العبسى عن زاذان أبي عمر قال: لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته
…
فذكر نحو الحديث، من غير تسمية ابنة النبي صلى الله عليه وسلم هذه. وأورده من طريقه: ابن الجوزي في الموضوعات
(5)
، وفي العلل المتناهية
(6)
، وقال فيهما:(هذا حديث لا يصح من جميع طرقه) اهـ، وفي هذه الطريق: معاوية العبسى لم أعرفه، وأخاف
(1)
وانظر: النخبة، وشرحها نزهة النظر (ص / 54 - 55)، وفتح المغيث (1/ 280)، وتدريب الراوي (1/ 262، 265، 267).
(2)
(2/ 434 - 435).
(3)
تقدمت الحوالة عليه.
(4)
لم أره فيما طُبع من السنن.
(5)
(3/ 542) ورقمه / 1770.
(6)
(2/ 108 - 109) ورقمه / 1518.
أن اسمه قد ناله التحريف. وزاذان تابعي
(1)
، فحديثه مرسل. وبقية رجال الإسناد ثقات؛ مروان بن معاوية هو: الفزاري، وصرح بالتحديث. والعلاء هو: الكاهلي
…
وليس في الإسناد من يحكم على الحديث من أجله بالوضع، أو الضعف الشديد، بله هذا الإسناد أشف أسانيد الحديث مع ضعفه، ولا أعلم إسنادًا يصلح لتقويته - والله أعلم -.
1963 -
[2] عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول،:(هِي أَفْضَلُ بَنَاتِي؛ أُصِيْبَتْ فِيّ) - يعني: زينبًا -.
رواه: البزار
(2)
عن عمر بن الخطاب السجستاني، ورواه: الطبراني في الكبير
(3)
عن يحيى بن أيوب العلاف المصري، كلاهما عن سعيد بن أبي مريم
(4)
عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عمر بن عبد الله بن عروة عن عروة بن الزبير عنها به، في قصة
…
قال البزار: (لا نعلم رواه عن عروة بن الزبير بهذا اللفظ إلّا عمر) اهـ. ورواه: الحاكم في
(1)
انظر: الطبقات لابن سعد (6/ 178)، وطبقات خليفة (ص/ 158)، ومعرفة التابعين [ق / 14].
(2)
كما في: كشف الأستار (3/ 242 - 283) ورقمه/ 2666.
(3)
(22/ 431 - 432) ورقمه/ 1051.
(4)
الحديث من طريق ابن أبى مريم رواه - أيضًا -: الدولابي الذرية الطاهرة (ص/ 46)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 372 - 373) ورقمه/ 2975، والحاكم في المستدرك (2/ 200 - 2001)، وصححه، ووافقه الذهبي في التلخيص (2/ 201).
المستدرك
(1)
بسنده عن محمد بن الهيثم القاضي عن سعيد بن أبي مريم به، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)، وتعقبه الذهبي في التلخيص
(2)
بقوله: (هو خبر منكر، ويحيى ليس بالقوي) اهـ، يعني: يحيى بن أيوب، وهو: الغافقي المصري - راويه عن يزيد بن الهاد -، وهو صدوق في نفسه، يهم ويخطئ لسوء حفظه، ولا يحتمل تفرده بالحديث سندًا، ومتنًا. والنكارة في قوله فيه:(هي أفضل بناتي)، إذ إنه ثبت في فضل فاطمة رضي الله عنها من الفضائل ما لم يثبت في حق غيرها من بنات النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
. وفي إسناد الحديث - أيضًا -: عمر بن عبد الله بن عروة، وتقدم أن فيه جهالة.
والحديث جوّد إسناده الحافظ في الفتح
(4)
، وفي نظري أنّه ضعيف إسنادًا، وفي متنه نكارة، وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(5)
، وقال:(رواه: الطبراني في الكبير، والأوسط بعضه، ورواه البزار، ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وقوله:(رجاله رجال الصحيح) أدق من قول الحاكم: إنه على شرط الشيخين.
وللحديث شاهد من مراسيل ابن شهاب الزهري
…
رواه: الحاكم في المستدرك
(6)
بسنده عن يونس ابن يزيد عنه به، بنحوه، وسكت هو،
(1)
(4/ 43 - 44).
(2)
(4/ 44).
(3)
وانظر: معتصر المختصر لأبى المحاسن الحنفى (2/ 246).
(4)
(7/ 136).
(5)
(9/ 212 - 213).
(6)
(4/ 48).
والذهبي في التلخيص
(1)
عنه
…
ومراسيل الزهري شبه لا شيء، وهو هنا من رواية يونس بن يزيد عنه، وفي روايته عنه بعض الوهم - كما تقدم -.
* وتقدم في فضائلها: ما رواه: الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس مرفوعًا أمّا من أهل الجنة
…
لكنه حديث لم يثبت، هو حديث موضوع
(2)
.
* وما رواه: أبو يعلى، وغيره من حديث خديجة قالت: قلت: يا رسول الله، أين أطفالي منك؟ قال:(في الجنة). وهو حديث حسن لغيره
(3)
.
* خلاصة: اشتمل هذا القسم على أربعة أحاديث، موصولة. منها حديث حسن. وحديث ضعيف. وحديث منكر. وحديث موضوع. وذكرت فيه حديثين من خارج كتب نطاق البحث في الشواهد، أو على إثر أحاديث بعض الأحاديث - والله أعلم -.
(1)
(4/ 48).
(2)
تقدم في فضائل: أهل البيت، ورقمه / 199.
(3)
تقدم في فضائل جماعة من الصحابة، ورقمه / 762.