الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7-
العادات والتقاليد:
لا بد للداعية من معرفة اللهجات والعادات، والتقاليد الخاصة بأهل البلد حتى لا يقع في مشكلة وهو لا يعلم. من المعروف والمألوف أن كل دولة تختلف عن الدولة الأخرى، بل قد يوجد في الدولة الواحدة اختلاف كبيرة في العادات والتقاليد واللهجات، وليس هذا مكان تفصيلها، وإنما أرشد وأنبه عليها.
فمعرفتها ضروري للداعية حتى لا يقع في مشكلة مع الناس فيقول شيئا، ويفهم الناس غيره، والداعية بحاجة ماسة إلى معرفة اللهجات الدارجة إذا قدم إلى بلد للدعوة فيها سواء كانت من البلاد العربية، أو الإسلامية أو الأجنبية، ويفضل أن يتعلم الداعية لغة البلد التي يدعو فيها من أجل أن يستطيع توضيح بعض المسائل باللهجة المحلية، أو بلغة البلد لو اضطر إلى ذلك، وأنت تعلم أخي الداعية أن الناس متباينون في طبائعهم مختلفون في مداركهم، متفاوتون في العلم والذكاء وفي الأمزجة والمشاعر، مختلفون في الميول والاتجاهات، مما يدعو رجل العلم والدعوة إلى تخير المداخل المناسبة لتلك النفوس المختلفة، والعقول المتباينة. نعم إن فيهم الغضوب والهادئ والمثقف والأمي والوجيه وغيره، إن الداعية اللبيب هو الذي عنده سعة صدر وإحاطة بطبائع النفوس. إذا عرف العادات والتقاليد، واللهجات فهو كفيل بتحقيق الخير في الناس وتوصيل النفع لهم.
أما كلام الداعية وإلقاؤه فلا بد أن يكون باللغة العربية الفصحى إذا
كان المخاطبون عربًا؛ لأنها لغة القرآن ويفهمها الجميع، أما إذا كان المخاطبون غير عرب، فلا بد للداعية أن يتحدث إلى الناس باللغة التي يفهمونها، وإذا احتاج الداعية إلى توضيح جملة بالعامية، أو اللهجة المحلية فلا بأس مع استحسان الإكثار من ضرب الأمثال الدارجة في البلد إذا كانت توضح المقصود من الكلام؛ لأن الغاية توصيل المعلومات إلى أذهان الناس بأسهل طريق وأيسر سبيل دون تعقيد، أو التواء أو تنطع في الكلام.
ومن الأمور الهامة التي يجب على الداعية معرفتها ما ينتشر في البلد من مذاهب هدامة، وأفكار منحرفة فعلى الداعية أن يعرف هذا ويتنبه له، وخاصة البلد الذي يعيش فيه ويدعو فيه، عليه أن يتعرف أيضًا على ما يقوم عليه البلد من نظم وما يسوده من مذاهب، وما فيه من قوى متصارعة، وما يجري فيه من تيارات متعددة، وما يعاني من متاعب، اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، ومصادر وعوامل ضعف هذا البلد، حتى يتمكن من معالجتها بالتي هي أحسن من جهة، ومن جهة أخرى يشارك في البناء والتعمير بناء القلوب بالعقيدة والإيمان، وتعمير النفوس بالطاعة لله رب العالمين، إن الداعية الواعي لا ينجح في دعوته ما لم يعرف أحوال من يدعوهم، بما في ذلك اللغة واللهجة التي يتكلمونها، حتى يستطيع الداعية أن يتكلم بلسانهم وينطق بلهجتهم، كل ذلك ينبغي أن يعرفه رجل الدعوة قبل أن يبدأ بدعوته، حتى تكون دعوته من علم وتخطيط، وإحكام ودراسة وبهذا تؤدي الدعوة ثمارها، ويجد الداعية لعمله قبولا وفائدة، وتأثيرا واضحا في قلوب الناس، وسلوكهم، وتصرفاتهم ومعاملاتهم، وفي كل شئونهم الخاصة والعامة.