الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
البداية:
من الأمور الهامة في بداية المحاضرة أو الموعظة الثناء على الحضور، والإشادة بهم بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ينبغي لفت انتباه الحضور إلى أهمية الموضوع بالنسبة لهم، ويبين أن هذا الموضوع لا يستغرق منهم وقتًا طويلًا، ولا يستغنون عن سماعه ويشجعهم وبشكرهم على حضورهم وحسن استماعهم، ويبين لهم أثناء حديثه أن الموضوع له علاقة وثيقة بحياتهم اليومية من عبادات، ومعاملات وعادات وتقاليد، وأمور اقتصادية أو اجتماعية إلى غير ذلك
…
، كما ينبغي أن يعلم الحضور أن هذا الموضوع هام حتى يستمعوا إليه بارتياح وانشراح صدر دون ملل أو سأم، ويجعل عباراته سهلة ومتدرجة، وبهذا يستطيع الداعية أن يدخل إلى قلوب الناس يصب فيها ما يريد من أفكار، وأخبار وعلوم ومعارف يأتي لهم بما يقوي عزائمهم، ويشرح صدورهم ويبعث فيهم النشاط، والحيوية بهذا العمل وهذه الكيفية لا يمل المستمع، ولا يسأم حتى لو طال الحديث قليلًا، تجدهم يقبلون على كلامه بكل شوق وارتياح، ولا يريدونه أن يسكت فلكلامه درر وعباراته تصل إلى القلب؛ لأنها تنبع من القلب، ومما يساعد على الاستماع، والبقاء أن يعمل الداعية مقدمة بين يدي الموضوع فهم يحتاجون إليها يبين لهم فيها أن هذا الموضوع يهمهم وله علاقة وثيقة بحياتهم وآخرتهم أو بمعاشهم، أو بأمورهم الاقتصادية أو الاجتماعية، أو بأمورهم التربوية وخاصة تربية الأولاد والطريق الأمثل إلى ذلك، مع أنه ينبغي للداعية بيان فضل الاستماع إلى الذكر والجلوس مع الناس للاستماع، والأجر المترتب على ذلك، والفوائد الجمة التي يجنيها
المستمع ويستفيدها في الدنيا، والآخرة من البقاء والاستماع للذكر، وأن ذلك أي البقاء والاستماع دليل على حب الخير والفائدة، ومن ثم يستطيع المستمع أن يستفيد ويفيد، ويصبح عضوًا نافعا وفاعلا في المجتمع، ينفع نفسه وأهل والمجتمع الذي يعيش فيه، فطلب العلم والاستفادة واجب على كل مسلم ومسلمة، وخاصة العلوم الدينية التي يتعبد الله بها المسلم، ثم يبين الداعية للمستمع أنه لا بد من معرفة الأمور التي يتعبد الله بها بحيث تكون سليمة صحيحة، فلا بد إذًا من حضور مثل هذه المجالس، والمشاركة فيها بالرأي والمناقشة بروح عالية ورغبة جادة في الاستفادة، فعلى الداعية بيان ذلك للحضور والمستمعين، إما عن طريق مقدمة في أول الحديث أو بتخصيص موضوع بعينه لبيان ذلك، وشرحه وتوضيحه من جميع الجوانب، وبيان أن الموضوع عصري ومرتبط بالواقع المحسوس، وأنه يعالج المشاكل الاجتماعية المنتشرة في البلد، ويناقش الظواهر الغير طبيعية عند الشباب، والتي كثيرًا ما نراها تظهر بين فترة، وأخرى بين الشباب تقليدًا أعمى جريًا وراء الموضة -إن صح التعبير- فيكشف الداعية عنها النقاب، ويبين خطر الظواهر الغريبة على ديننا ومجتمعنا المسلم المحافظ، ثم ينبغي أن يشير الداعية إلى أنه سوف يتحدث مثلا عن بعض المذاهب، والانحرافات والخلافات المنتشرة في البلد، والتي تنخر في كيانه وأركانه كما ينخر السوس في الخشب، فيبين الداعية حكم الشرع فيها مقرونًا بالدليل من الكتاب والسنة المطهرة حتى يجلس المستمع، وهو على يقين من الحكم فلا يمل إذا عرف أن الحديث يهمه ويمس كيانه، ويعالج مشاكله ويضع لها الحلول المناسبة.