الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
الدعوة واللقاءات:
احرص على حضور اللقاءات والاجتماعات التي تعقدها الدائرة الخاصة بالدعوة، فكثيرًا ما تعمل الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة، والشركات والجمعيات اجتماعًا خاصًّا بأفرادها، يناقش في هذا الاجتماع أفضل الطرق، وأسهل السبل لإنجاز الأعمال، ونجاحها والطرق الموصلة إلى ذلك، كما يناقش المجتمعون غالبًا سلبيات وإيجابيات العمل، والوسائل الكفيلة بالقضاء على السبيات التي تقف حجر عثرة في طريق الدعاة، كما ينقاش غالبا الإيجابيات والإنجازات، ووسائل استمرارها والحفاظ على مكتسبات الدعوة بل الرفع منها وتعزيزها وخاصة المكتسبات والمعطيات، والإنجازات التي حققتها الدعوة خلال الفترة الزمنية الماضية، كل هذه الاجتماعات طيبة ومفيدة إذا تم الاستعداد والتحضير لها من قبل المسئولين، وحضرها رئيس الدائرة وكان له دور فعال في إدارة الجلسة، وما يدور فيها من مناقشات واقتراحات، وتساؤلات وطرح بعض العقبات التي تقف في طريق الدعاة، والحلول المناسبة لها وتقريب وجهات النظر، ووضع النقاط على الحروف، واتبع رئيس الجلسة أسلوب الإقناع بالدليل والبرهان، وعدم التعصب للرأي، فإنني أرى والحالة هذه أن حضور مثل هذه اللقاءات سيسفر عن فوائد جمة ونافعة للمجتمعين، وأنهم سيخرجون من هذا الاجتماع بثمار يانعة وفوائد عظيمة، وخاصة إذا كان العضو المشارك عنصرًا فعالًا يدلي
برأيه بجرأة ويطرح اقتراحاته بصراحة وشجاعة، بدون تعصب للرأي أو تحزب لمذهب أو اتباع لشخص بل هدفه تقويم العمل، والرفع من مستواه والعمل على تطويره، ووضع الوسائل الكفيلة لنجاحه، وبذل الجهد والطاقة لإزالة العقبات التي تقف في طريق الدعوة وتذليل الصعاب، علما أن الذي يعمل هو الذي يجد عقبات وصعوبات، وأشواكًا على الطريق، أم الخامل الجالس القاعد عن المسير فهو لا يجد شيئًا من ذلك كيف يجد عقبات، وهو لا يعمل ولا يتحرك بل غير مبال ولا مهتم، فإن مثل العامل الجاد، والجالس القاعد. كمثل المسافر سفرًا شاقًّا، والجالس في مكان مريح -ومكيف- بين أهله وذويه من الأهل، والأقارب والأصدقاء والأحباب، لا يحس بتعب ولا يشعر بملل يأكل ويشرب ويرقد، فالذي يناقش ويقترح ويشارك في كل مسألة ويدلي فيها بدلوه أثناء عقد الاجتماعات والجلسات، والدورات دليل على قوة همته وأنه يعيش فعلا هم الدعوة، ويعمل لها ويحيا من أجلها. أما الذي لا يناقش ولا يحب الزيادة في تكاليف العمل، فهذا دليل على خموله وعدم جديته غالبًا فهو يحب الجلوس وعدم المسير أما الداعية ذو الهمة العالية، فهو يحب المسير إلى الله داعيًا وموجها يتغلب على جميع الصعاب والعقبات ويذللها، وهذا الصنف هو الذي يكون ناجحا في حياته العملية بما يقدمه من فائدة وعمل وإنتاج، وهذه البرامج واللقاءات التدريبية، والدورات الثقافية من الأمور الأساسية في تطوير وإضفاء روح التعاون بين الدعاة، ولم الشمل، وتوحيد الكلمة، وإذكاء الهمم، وإحياء القلوب، وصقل النفوس، وتبصير الجاهل، تقوية الروح المعنوية لدى الداعية، كل هذا وأكثر يحصل
في مثل هذه البرامج المنظمة، من قبل علماء أفاضل مخلصين نذروا أنفسهم للدعوة إلى الله، فلها يحيون ومن أجلها يعيشون وفي سبيلها يموتون، فاحرص وفقك الله إلى الخير، وفعل الخير إلى حضور هذه المجالس، وأن يكون لك دور فعال فيها، وأن تشارك بإحيائها والعمل على نجاحها واستمرارها لخدمة الدعوة والدعاة، وأن تكون إيجابيًّا وعضوا فاعلا نشيطًا في مثل هذه الدورات، والبرامج التي تعقد بين فترة وأخرى، فلا تفوتك مثل هذه البرامج والدورات، فالعلم متجدد ولا يقف عند حد، والداعية مطلوب منه أن يواكب التطور المادي، والحضاري في دعوته بما يوافق الشرع، ولا يعارضه أو يناقضه، ولا يتوقف الداعية عند أساليب، وطرق قديمة -أكل عليها الزمن وشرب- قد تصلح لزمانها ولا تصلح لزماننا، فالقواعد أمام الدعاة موجودة الكتاب والسنة والأساليب كثيرة، ومتعددة كلها سليمة بشرط أن تدور مع الكتاب والسنة حيث دارا. أما ما يحصل من الاقتراحات والأفكار أثناء الاجتماعات، فهي تحتاج وتفتقر إلى اجتماع الرأي والاتفاق على جميع ما طرح من مسائل، واقتراحات وتدوينها ومن ثم توزيعها على المجتمعين، فهو ضروري من أجل أن تكون هذه القرارات حيز التنفيذ، ولا تكون حبرًا على ورق تغمر في سلة المهملات، فيكون الاجتماع مثل ذر الرماد في العيون، فيصاب المجتمعون بخيبة أمل ويكون هدف الاجتماع مجرد تنفيذ، وعقد اجتماع كما هو مطلوب رسمي من رئيس الدائرة بغض النظر عن ثمرته وفوائده، فلا بد من العناية والاهتمام بالقرارات، وخاصة ما تم الاتفاق عليه من قبل المجتمعين حيث إن هذه النتائج لم تأت من فراغ، وإنما هي عصارة وثمرة جهد، وخبرة من إخوان لك عملوا في
الميدان وجربوا كثيرًا، وخدموا الدعوة طويلا فلا بد من أخذ آرائهم، وأفكارهم بعين الاعتبار، والعمل على أن تكون حيز التنفيذ فاحرص أيها الداعية الكريم على حضور جميع ما يعقد من الندوات، والدورات المتخصصة في شئون الدعوة والمحاضرات العلمية، وجميع اللقاءات ومن هذ اللقاءات والاجتماعات النافعة ما يعقد بين فترة، وأخرى من دورات تدريبية وبرامج مكثفة عن الدعوة والدعاة، يقوم بعقدها وتنظيمها جهات مسئولة عن الدعوة داخل الدولة وخارجها، كما أن هذه الجهة المسئولة عن الدعوة تحدد ما يلقى فيها ضمن برنامج زمني محدد، إن مشاركة الداعية في الاجتماعات، واللقاءات أمر بالغ الأهمية حين تدعو الحاجة إليها، وتنظم شكل صحيح تعد هذه الاجتماعات أسلوبًا فعالًا في تبادل الأفكار والآراء، وتقوية العلاقات بين الدعاة.